قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-20-2006, 03:58 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib



    إقامة بين كفيلين


    جاء إسماعيل لكن بسمة لم تكن تبدو على شفتيه كما هو متوقع، في الواقع إنه كان (على غير العادة) على شيء من الزعل.. فذلك الفتى الذي كان من ألمع طلبة معهد الموسيقى والمسرح قد أكمل عامه الثاني في هذه البلاد بدون أن يجد عملاً مناسباً وفي الواقع انه لم يجد عملاً من أي نوع على أن المشكلة لم تكن تتعلق بالعمل في هذه اللحظة التي جاء فيهاإسماعيل. بل كانت ذات صلة بالإقامة المربوطة ربطاًَ حتمياً بالكفيل وهذا الأخير لم يكن كما قد يتبادر الى الذهن من ذلك النوع الذي لا يعطي مرتباً جيداً أو لا يوفر ظروف عمل لائقة ومناسبة على سبيل المثال بل إن الموضوع بالنسبة لإسماعيل كان أكثر تعقيداً و أشد اختلافاً إذ أن إسماعيل لم يحدث أن التقى كفيله المذكور أبداً ولا حتى من باب المصادفة المغلق أصلاً في حالة إسماعيل تحديداً إذ أن كفيله لم يسمع بهوليس لديه أدنى فكرة عنه و بالتالي لم يلتقي به، المهم أن العلاقة لا بل اللا علاقة قد كانت على هذا النحو واستمر الوضع على ما هو عليه ولم يكن ذلك يشكل هاجساً له وظل إسماعيل يعمل هنا وهناك لفترات قصيرة ومتقطعة طوال عامين إلى أن (ضربت معاهو) ذات يوم ووجد الوظيفة التي طال ما حلم بها، وظيفة في معهد شبه عالي أو فلنقل متوسط لصاحبه اهتمام بتعليم الموسيقى وهكذا مرت أيام سعيدة قضاها إسماعيل بصحبة آلاته وطلابه الذين وجدوا فيه موسيقاراً عظيماً ووجد هو فيهم طلاباً نجباء، قبل أن يأتي مالك المعهد المتمتع بقدر كبير من الظرف ويفاتح إسماعيل في موضوع الكفالة وضرورة نقلها حتى يكون وضع إسماعيل قانونياً تماماً وهنا بدأت المتاعب إذ أن إسماعيلاً لم يكن لديه كما سبق أي كفيل معلوم سوى اسم ما أنزل الله به من سلطان لشخص لم يكن إسماعيل قد إلتقاه/إلتقاها في يوم من الأيام، عاد إسماعيل للمنزل وراجع أوراقه محاولاً العثور على أي معلومات يمكن أن تدل على ذلك الكفيل وحاول للمرة الأولىقراءة اسمه على الأقل وبدأت له كلمات الاسم صعبة ومتنافرة الحروف بل وثقيلة الوطء على السمع ولم يفته وهو الموسيقي المرهف أن يلاحظ كم هي بعيدة عن أي تناسق.. لكنه لاحظ شيئاً آخر ما لبث أن تأكد منه عند مشاركة بعض الأصدقاء قراءة الاسم أتضح له أن كفيله في الحقيقة امرأة وهذه المسألة كان من شأنها تعقيد الوضع أكثر
    مما هو معقد إذ أنه إذا كان من الصعب عليه البحث حتى عن الكفيل الرجل فإن البحث عن امرأة في هذه البلاد يكاد يكون مستحيلاً.... لم يكن إسماعيل على أية حال يعرف من أين يبدأ لم يكن هناك رقم هاتف أو عنوان أو أي خيط يمكن أن يوصل لهذا الكفيل كل ما كان موجوداً هو الاسم التالي


    مسلوخة زعران الهريجان (أرملة)


    أقترح أحد الموجودين أن يتصلوا بالشخص الذي قام بشراء التأشيرة لإسماعيل قبل عامين ولذلك تم الاتصالتلفونياً على ابن عمة صديق بجدة وهو كان قد توسط في مرحلة ما في شراء الفيزا ولكنه أفادهم أن هذا الشخص الذي كان يعرفه والذي اشترى الاقامة قد نقل كفالته الى تبوك وانه لا يعرف له أي هاتف أو وسيلة اتصال في الوقت الراهن كان الجميع في حالة منالحيرة الشاملة عندما ذكر أحدهم أنه كان قد حفظ رقم موبايل ذلك الذي يعمل في تبوك قبل سنتين لكنه أضاف إن ذلك الرقم كان في شريحة جواله الأول الذي تنازل عنه لزوجة أخيه الموجودة حالياً بالسودان لتضع أول مولود لها مع أهلها هناك. وعليه يمكن الاتصال بها عسى أن يكون الرقم مازال محفوظاً في هاتفها... إثر ذلك تمت مهاتفةالسودان وبعد بحث مضني أفدت زوجة أخ ذلك الصديق بأن الموبايل وبداخله الشريحة هو الآن بداخل احدى الحقائب لعلها الحقيبة البنية الكبيرة التي هي ضمن العفش الذي لميصل مع الطائرة لخطأ ما وانه ربما يصل خلال يومين أو ثلاثة مع السفرية القادمةوأضافت بأنهم والله أولاد حلال لأنهم اتصلو عليها وكلفتهم بإبلاغ زوجها عن موضوع العفش ومتابعة الموضوع مع ناس الخطوط وأن يكلموا أخو مبارك لأنه بيعرف مخلصاًجمركياً مشهوراً كان قد تعهد بتولي أمر العفش المتأخر(وعليكم الله لازم تكلموا مبارك بهذا الموضوع مرتين أو تلاتة في اليوم لأنه زي ما عارفين مبارك نسايوكدا)..... كانت الأمور تسير في هذا الاتجاه عندما قالت لهم والله أنا ذاتي ما متأكدة هل وضعت الموبايل داخل الشنطة التي لم تصل أم لا، غايتو آخر مرة بتذكر أنه كان شفته فيها كان وراء الستائر عندما طلبت من ريم بت جيرانهم وضعه داخل الشنطة كييكون بعيداً عن أعين ناس الجمارك بين عشرات الثياب والملايات لأنه لو شافوه يمكن ياخدو عليه جمارك أو يصادروه من يدري وأنها حتماً ستحتاجه في السودان وشايفة أحسنتشيله معاها بدلاً من تشتري واحد تاني جديد من هناك، لكنها والحق يقال لا تدري
    To be continued
                  

05-20-2006, 04:20 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)
                  

05-20-2006, 05:47 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    الحبيب بناديها

    لك التحية

    اضحكتنى كثيرا بحكاية اخونا المحتار فى مسلوخة وفى الاسم مايكفى لان لا يتعقبه ...
    والقصص فى هذا الشأن كثيرة ولكن اطرفها ان جماعة من ابناء قريتنا جاءوا باقامات وكانت كفيلتهم امرأة وحينما وصلوا كانت هنالك مشكلة قد حدثت فالسيدة أوكلت زوجها لاستخراج الاقامات وبيعه ومنحها حقها ولكن الرجل طلع العبان فبعد ان باع الاقامات تزوج بالعائد مما جعل المرأة تستشيط غضبا وتنزع منه الوكالة وحينما وصل احبابنا ذهبوا للكفيلة فقالت لهم انا لا اعرفكم ولم ابيع لكم اقامات اذهبوا لمن باع لكم وذلك حكى انه لم يعد مخولا عنها مما جعلهم فى حيرة ... اما الأطرف فهو القبض على احدهم وتسفيره دون ان يستخرج الاقامة اصلا ....

    ياما فى الحكاوى حكاوى يا صاحبى ....
                  

05-20-2006, 09:08 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: قرشـــو)



    قرشو الراقي..حليل زمن التأشيرات..وقبل إنقلاب الجبهة وغزو العراق كانت التأشيرات بتمر علينا بالعشرات ومرة جانا واحد قال داير ليهو زي عشرين سوداني "سيكوريتي" لجامعة من الجامعات وقلنا ليهو لقيتهم ورسلنا لناس الحلة وأخوان نسوان واتسعت الدائرة ملت العاصمة المثلثة كلها واتلموا ومشوا المطار وقابلوا المندوب وكان مصري ووصلوا معاهو الفندق ومكتب العمل والسفارة وقاولهم بضمانتنا على مبلغ على الرأس ووصل الشباب للعمل وأحلامهم جناين ورود وتوزعوا علينا في أول يومين وفي الثالث وديناهم محل الشغل وكان سكنهم بورتابل كابينات زي الكونتينرات البحرية ومكيفة وبحالة مقبولة وكانت تلك الصدمة الأولى لهم، تلتها نوعية الوجبات وحظر التدخين والسفات، تلتها طبيعة العمل ونظام الورديات، وامتنعوا عن الوجبات وقبلوا على البيض الراقد رز والزيت المبهول حتى أخذوا يعيروا الواحد منهم الآخر: تكاكي، وكالعادة حصل تصادم بينهم وبين المقاول في حساب الوجبات واتفقوا أن يلووا يد الراجل وألا يرجعوا السودان ولكن حصل التقاعس وعرفوا أن الإضراب جريمة وقد برر أحدهم تقاعسه بأنه حضر للغربة عشان أمه ونفسها يكون عندها تلفزيون ملون!

    دارت الأيام وهانت الصعاب وكثير منهم الآن يعمل بمؤهله قانوني ومترجم ومحاسب وووو.


    ولكن اين رباب الكارب؟
                  

05-20-2006, 09:49 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    وقفه لمن نحب محمد الكارب

    تشكر بناديها وجاي اقراها برواقه لكم حبي
                  

05-21-2006, 09:38 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: Sabri Elshareef)


    Sabri Elshareef

    صبري الشريف؟ ليه الغياب وأسمك مقترن بالمواضيع المفيدة.
                  

05-20-2006, 10:20 AM

bamseka
<abamseka
تاريخ التسجيل: 04-07-2002
مجموع المشاركات: 2451

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    هناك قصة شبيه بهذه

    في أحدى المرات جاني سوداني يعمل جوار مكان عملي
    فقال لي أنا عندي مشكلة كبيرة في إقامتي والمؤسسة الاشغال فيها الآن طلبوا مني نقل كفالة ... فسألته مين الاشتراها لك ... وهكذا

    فسالته من أسم كفيلك ومن أي منطقة وكم سنه انت هنا فرد قائلاً : أنها إمراءة تدعي

    شيخه مشيخ القحطاني ولي سبعة سنوات

    فتداركته فكري : أني سمعت بأحد ذات مره قائلا لي كفيلتي اسمها شيخه وإمراءة

    فبدأت اتفكر واتذكر مين الذي قال لي هذا الاسم ...

    انه اليماني الذي يعمل معي بأحد الاقسام

    فكان الحل بين يدي هذا اليماني
                  

05-21-2006, 09:51 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: bamseka)



    bamseka

    مليون سلام لشخص من زمن البوردات الجميل..يسعد من طليت عليه.



    والحقيقة للقصة بقية ونحن في إنتظار "رباب الكارب" خاصة وأن المشاء قد ختم قصته في البوست إياه التي كنت أظن حتى وصلت لحلقة الآبار أن مسرحها أيضا هو مسرح قصة محمد الكارب ولكن كشف لنا الكتاب البنفسجي في أي بلد جرت حوادثها.
                  

05-21-2006, 10:27 AM

أبوشيبة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    banadieha

    بالله أكمل لينا القصة سالفة اللصق ... فيها قدر كبير من الفكاهة المرة ...
                  

05-21-2006, 10:55 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: أبوشيبة)


    أبو شيبة

    أبا شيبة..مراحب يارجل..اسمك خطير!

    ليس باليد حيلة ولكن عليك علي أعمل مسنجر صباح بكرة إن شاء الله للأخت الفاضلة بت الكارب وأخط فيهو لينك البوست دا لعلها تستجيب وتتم الناقصة.

    تحياتي.
                  

05-21-2006, 12:02 PM

ولياب
<aولياب
تاريخ التسجيل: 02-14-2002
مجموع المشاركات: 3785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    الحبيب بناديها

    يعني القصة(between like two elephants)


    مسلوخة زعران

    حقو يضيفوها في قائمة الأسماء التي وردت في بوست (الأمباشي دي تي) زمان أيام سودان نت

    وحفلت القائمة بأسماء تحف مثل .

    شارع طالع عالي .
    هاتف عطية عطلان .
    نساف قلب صلبوخ .
    بودر عتيق فواح .
    فسوة صدعان .
    صلبوخة دلوعة سعفان .
    عطش سطل بصل .
    دية رايف هايف تعبان .
    هريس زنبوط همش خربوش .
    مهباس جزعر رفس الحمار .
    عيطة كرتون .
    هوي طعمة رخيص .
    تيس بسام يرفس .
    شذره هبسة طنسة شطة .
    مفرح الفريح زعلان خالص .

    والقائمة تطول باسماء ما انزل الله بها من سلطان .

    ولك ودي
                  

05-22-2006, 01:11 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: ولياب)



    ولي الأصيل..ذكرتني أول عهدي بالبلد دي حصلت لي مشكلة نطق في اسم الحربي، فعندنا بننطقها الحربي بكسر الحاء وعندهم بفتح الحاء ومعناها حسب نطقنا لها "الضب" وكفاني الإحراج أن السعودي صاحب الإسم لقاها كتير من السودانيين.
                  

05-21-2006, 01:15 PM

Hassan M Saeed
<aHassan M Saeed
تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 346

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    الاخوان محمد الكارب وبناديها سلام

    كان بجواري بالطائرة أحد السعوديين وكانت المضيفة اللبنانية تمر بجانبنا وتقول

    مين دايخ ؟

    جاري السعودي كل مره يمد ليها يده وهي بتسلمه حبه اعتقد انها اسبرين
    أها بالطريقة دي زي 12 مره يعني وقت وصل باريس كان بلع ليهو 12 حبه اسبرين وفعلاً بقى دايخ ماقادر يتحرك

    فلما فتحوا الجواز بتاعه لقوا اسمه دايخ الغامدي

    حسن سعيد

    (عدل بواسطة Hassan M Saeed on 05-21-2006, 01:19 PM)

                  

05-22-2006, 01:13 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: Hassan M Saeed)



    Loool يابوعلي.
                  

05-23-2006, 03:56 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    بناديها وبقية الاخوة المتداخلين

    لكم التحية وكثير الشكر

    والبقية تاتي

    ولكم العذر للتاخير ولكني لم ار هذا البوست الا قبل دقائق

    رباب
                  

05-24-2006, 03:31 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    اقامة بين كفيلين
    مواصلة

    ما إذا كانت ريم قد فعلت ذلك أم لا، لأنها كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها عن مزيد من والملايات وصفتها تلك الأخيرة لها في الساعات الأخيرة قبيل السفر وتاهت المسألة تماماً بين ريم و الموبايل هل هو خلف الستائر أم قابع بين الملايات لكن بصيصاً من الأمل كان قد أطل إذ ربما يكون الجوال مازال خلف الستارة وأنتقل جمع من الأصدقاء لمنزل أخ ذلك الصديق على أمل العثور على الموبايل ولحسن الحظ كان أحدهم يعرف رقم الموبايل إذ بامكانهم الاتصال به حالما يدخلو المنزل وسيرشدهم رنينه على مكانه خلف الستائر أو بجوار السراير أو أيا كان موقعه كانت ضربة حظ موفقة إذ بمجرد أن وصلوا المنزل واتصل أحدهم بالرقم حتى رنّ ذلك الموبايل وبدت نغماته لإسماعيل ( الموسيقار) أجمل من مقطوعة لموزات أو بتهوفن واستمر الحظ بالابتسام لهم إذ بالبحث في ذاكرة الجهاز ظهر رقم – ود الناير- ذلك الشخص الذي اشترى الفيزا والموجود الآن في تبوك- شعر إسماعيل بالنشوة وهو يتصل بود الناير الذي ما لبث أن أجاب وكان صوته واضحاً برغم هدير الشاحنة التي كان يقودها عائداً من الإدارة في طريقه الى تبوك.
    إسماعيل: كيفك يا ود الناير – يا زول إنت وين – معاك إسماعيل.
    ود الناير: أهلاً – أهلاً – أهلاً لكن قلت لي منو.
    إسماعيل: معاك إسماعيل من الدمام – إسماعيل ال إنت اشتريت ليه التأشيرة قبل سنتين.
    ود الناير: يا زول نحن بنشتري تأشيرات كل يوم ياتو واحدة دي.
    إسماعيل: يعني أنا إسماعيل بتاع – الموسيقى.
    ود الناير: أهوووو – إسماعيل الفنان – وعملت شنو مع كفيلتك – هي اسمها مني.
    إسماعيل: اها إنت جبت الكلام - الزولة دي وين بلدها -أنا لقيت لي شغل وعاوز أنقل كفالتي بأسرع فرصة.
    ود الناير: منو الوين.
    إسماعيل: الكفيلة – الكفيلة.
    ود الناير: يا زول إنت قاعد تهظر.
    إسماعيل: هزار شنو يا أخي – أنا فعلاً عاوز الكفيلة دي عشان نقل الكفالة.

    To be continued
                  

05-24-2006, 03:33 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    مواصلة

    ود الناير: دا لو كانت عايشة لسع.
    إسماعيل: شنو- قصدك شنو.
    ود الناير: يا زول كفيلتك دي – مسلوقة و لا مسلوخة دي ما عارف اسمها لما اشترينا ليك الإقامة كانت راقدة في المستشفى في حالة غيبوبة.
    إسماعيل مذهولاً..لا يرد.
    ود الناير:لكن ما عندك مشكلة أصلو ود أختها عنده مكتب خدمات وتوكيل شرعي منها وإذا إنت مشيت ليهو طوالي حا ينقل ليك الكفالة.
    إسماعيل: مستعيداً توازنه- اها المكتب دا وين.
    ود الناير: شفت شارع البريد في الدمام أول إشارة تعديها تاني إشارة تخش شمال في يمين- أول دكان على يدك الشمال تلقى المكتب اسمه مكتب الهريجان للخدمات العامة- وتلقى فيه واحد مصري اسمه فرحات تديهو إقامتك وجوازك وهو بيظبط ليك القصة دي.
    إسماعيل: هانت يا ود الناير أنا اسع دي دربي عليهو.
    ود الناير: يا زول فرحات دا ما بيداوم بالليل أمشي ليهو بكره- وأوعك تقول ليه ود الناير كلمني... يقوم يقول ليك باقي الرسوم وين – ويلخبط علينا أمورنا.
    إسماعيل: طيب-طيب بكره أنا حا امشي ليهو.
    ود الناير: يللا بالتوفيق وما قلت لي شغلك الجديد دا وين.
    إسماعيل: والله في مجالي وكدا.
    ود الناير: يعني في الفن وكدا –خلاص يا عبد- يبقى عندك عدادات وحفلات.
    إسماعيل: يا أخي أنا ما قاعد اغني-أنا بدرس موسيقى.
    ود الناير: يا خي ما كله فن في فن- اسع أنا القاعد أكلمك دا لو لقيت لي طريقة أوقف الشاحنة دي والله اغني ليك غنا ما حصل – واهو كلها تريلات وقندرانات وكدا.
    إسماعيل: متضايقاً – على العموم شكراً يا ود الناير وكتر خيرك.
    وأصبح الصبح وإسماعيل كان قد بات ليلته تلك على أحر من الجمر بانتظار الصباح- كان مرهقاً لكنه كان سعيداً والليموزين يحمله الى المكتب حيث سيلتقي فرحات المصري- وينقل

    To be continued
                  

05-24-2006, 03:43 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: Rabab Elkarib)

    Quote: ود الناير: يللا بالتوفيق وما قلت لي شغلك الجديد دا وين.
    إسماعيل: والله في مجالي وكدا.
    ود الناير: يعني في الفن وكدا –خلاص يا عبد- يبقى عندك عدادات وحفلات.
    إسماعيل: يا أخي أنا ما قاعد اغني-أنا بدرس موسيقى.
    ود الناير: يا خي ما كله فن في فن- اسع أنا القاعد أكلمك دا لو لقيت لي طريقة أوقف الشاحنة دي والله اغني ليك غنا ما حصل – واهو كلها تريلات وقندرانات وكدا.
    إسماعيل: متضايقاً – على العموم شكراً يا ود الناير وكتر خيرك




    عاد يابت الكارب شحتفتك زي قلي البن وريحة عصرية رمضان.
                  

05-24-2006, 03:36 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    مواصلة

    كفالته الى ذلك الزول الظريف صاحب معهد الموسيقى- كان سعيداً لدرجة انه اخذ يصفر بفمه لحن قلنا ما ممكن تسافر.....تررريم نحن حالفين...تررريم....وسرح بعيداً بعيداً وانتبه على صوت سائق والليموزين البنغلادشي وهو يخاطبه بصوت مرتفع ولهجة عربية مكسرة.
    صديق – إنت في كلام- هدا مكتب جوازات- إنت ما في Sure هدا مكتب أمكن ما في جوازات - صديق – صديق.
    إسماعيل: مستعيداً تركيزه – أيوا – صديق إنت خلاص وصول.
    السائق: أيوا – أنا في وصول-لكن هدا ما في مكتب جوازات – هدا في محل اسبير بارت.
    إسماعيل: يا زول اسبيرات شنو –يمكن إنت مشيت غلط.
    السائق: لا أنا روح مظبوط- إشارة البريد –بعدين يمين-شمال – أنتي كلام ما في معلوم.
    إسماعيل: طيب-طيب إنت في انتظار أنا في كلام نفر اسبيرات.
    السائق:صديق-هدا أول مكتب جوازات- أنا أول في يجي- بعدين هدا كفيل بيع مكتب- بعدين سوي اسبيرات.
    إسماعيل: مترجلاً – أنا الحين في شوف.
    ودخل إسماعيل مكتب الاسبيرات وبعد حوار مع العامل الهندي الموجود بالمحل- شبيه بذلك الذي دار بينه وبين السائق – بدت تتكشف أمامه الحقيقة – فالمكتب المقصود تحول بقدرة قادر الى مكتب اسبيرات – وفرحات – كان قد سافر الى القاهرة غانماً سالماً – بعد أن أكمل الشقة واشترى سيارة بيجو- والمحل مليء بالاسبيرات الأصلية والتجارية – وبينما إسماعيل يتلفت يمنة ويسرى-دون أن يدري ماذا يفعل ولم يخرجه من تلك الحالة – الا صوت العامل الهندي قائلاً بلغة خليط من عربية وإنجليزية مكسرتين تماماً.
    صديق – صديق أنت يبقى فرحات – أنا في معلوم تلفون فرحات في مصر.
    إسماعيل: منتفضاً –وينو –وينو الرقم.
    الهندي: يمليء على إسماعيل رقماً في القاهرة ( إسماعيل غير مصدق يتجه إلى أقرب كابينة ويطلب الرقم). ويدور على التلفون الحوار التالي:
    إسماعيل: الو- الو

    To be continued
                  

05-24-2006, 05:06 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    نواصل

    صوت نسائي على الجانب الآخر: آلوووو-ايوا مين بيتكلم – كانت اللهجة المصرية المنغمّة شديدة الوضوح.
    إسماعيل: أنا إسماعيل –من السعودية –كيف الحال
    الصوت النسائي: مسعود –من الإسماعيلية-ايه اللي حدفك على إسماعيلية يا واد-إنت مش لسع مكلمني من العجوزة- عقايب – آل إسماعيلية آل.
    إسماعيل: باست إنتي فاهمة غلط أنا مش مسعود –أنا-
    الصوت النسائي: شوف الواد – يا واد انا ما بعرفش حسك – وبتعمل ايه في إسماعيلية-تكون البت فتحية –ما صوفة الرقبة – أنا لسع مكلمه مامتك اللي نايمه على ودانه –إلا يا ود اولي هي صحيح وارثة عمارتين في إسماعيلية- إذا كان كدا تباا قدع بصحيح – ما أنا عارفاك – أنا يا ود تايهه عنك – دا مربياك بايديا دول –شوفو الواد يا أخواتي.
    إسماعيل: يا ست إنتي – أنا –مش مسعود-ولا عندي علاقة بالإسماعيلية – أنا إسماعيل وبكلمك من السعودية- السعودية اللي فيها مكة والمدينة – عارفاها.
    الست: المدينة- عليه الصلاة والسلام- دنا آل ايله لعمك أبو إبراهيم يبيع القاموسة ويوديني حجة أو عمرة – آم ايه – الراقل الما يتسماش أتخبط في نافوخه –باع القاموسة واتقوز عليّ- يا خيبتك –ياتفيدة – وانفجرت المرأة بالبكاء.
    إسماعيل ( كاد يبكي هو الآخر): لكنه تمالك نفسه دون أن يدري ماذا يفعل – لكن المرأة لم تمهله إذ قالت بين دموعها – لكن هو ايه الحكاية يا واد –يا مسعود ساعات تأولي مسعود في إسماعيلية–ساعات تأولي سماعيين في السعودية- إنت من أهل الحظوة يا ود يا واد إنت.
    إسماعيل (يضحك بالرغم عنه): باست تفيدة أنا سوداني واسمي إسماعيل – وبكلمك من السعودية – يسأل على فرحات –هو موجود.
    تفيدة: فرحات- مش جاء من السعودية – وأتجوز ليلة امبارح وقاب معاهو سيارة بيجو –واشترى شاه – عبال عندك يا واد- بدل تتصرمح لي كدا مرة في السعودية ومرة في إسماعيلية. يبدو أن تفيدة تحولت الى لغز وإسماعيل قرر أن يقفل الخط عندما صرخت تفيدة:
    استني –استني اهو بسلامته فرحات معاهو العروسه كمان- (ترمي السماعة) ويستمع إسماعيل للحوار التالي:يا حلاوة ياخواتي –ازيك يا فرحات وازي عروستنا-صباحية مباركة –اولووووووووووووولوووول-وراحت تفيدة تعيد الترحاب والسلام للعروسين.

    To be continued
                  

05-24-2006, 06:28 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    نواصل

    ظل إسماعيل على الهاتف الى أن سمع فرحات يتحدث مع تفيدة قائلاً: ما فيش اتصال من السعودية.
    هتفت تفيدة: ايوا دا القدع دا على التلفون من ساعة وبالأمارة سأل عليك بيقول اسمه مسعود –هو مسعود راح السعودية –بصحيح.
    إسماعيل يعاوده الأمل ويضحك عندما سمع صوت فرحات على الهاتف.
    إسماعيل: أولاً مبروك يا سيدي وأزيك وأزي الحاجة تفيدة.
    فرحات: الله يبارك فيك واكرمك يارب.
    إسماعيل: أنا آسف للإزعاج لكن الحقيقة أنا جيت المكتب ولقيته تحول محل اسبيرات –وفي الحقيقة أنا كنت على كفالة واحدة من طرفكم اسمها- مسلوخة زعران الهريجان.
    وأنا كنت عاوز انقل الكفالة وعرفت انك ماسك الحكاية دي وكدا- باريت يا أخ فرحات تشوف لي طريقة برغم انك في وضع خاص وكدا.
    فرحات: ولا خاص ولا حاجة يا عمي –إنت التلي اسمها ايه الكفيلة بتاعتك.
    إسماعيل: مسلوخة زعران الهريجان.
    فرحات: آهـ -آهـ - افتكرتها لكن دي باين أنها ماتت يا عم من زمان.
    إسماعيل: وطيب شنو رايك إنت.
    فرحات: والله مش عارف يابن النيل-لكن أظن في الحالات دي الورثة بقومو بيها- عادة بيتنازلو من كل الجماعة المكفولين زي حالاتك- وممكن ما تكون المسألة دي ساهله يمكن يعملوا ليك خروج نهائي – وإذا ربنا كرمك وعنك تنازل يمكن يوافقوا على نقل الكفالة.
    إسماعيل (سعيدا):- آهـ أنا عندي تنازل مختوم من الغرفة التجارية.
    فرحات: يبقى تروح تآبل واحد من عيالها-وتاخد تنازل منه وتتكل على الله.
    إسماعيل:ايوا لكن عيالها ديل الا قيهم وين.
    فرحات: والله علمي علمك- لكن لو إنت رحت الديرة بتاعتهم يمكن حا تلاقي واحد منهم هناك.إسماعيل: طيب – وين الديرة بتاعتهم دي-
    فرحات: اسمها هجرة بن زعران –إذا كنت فاكر كويس.
    إسماعيل: اسمها شنو.
    فرحات: هجرة الزعران أو بني زعران –واقرب مدينة ليها اسمها جراد الهجعة ناحية الارطاوية-كدا.
    إسماعيل: وين المحلات دي –يا فرحات.
    فرحات: بأول ليك ياسماعين –أنا راجع السعودية بعد أسبوعين تلاتة بالكتير-أصلو عندي مستحآات هناك وشوية حاجات كدا –لو تستناني لمن ارجع أشوف ليك أولاد الحرمة دي وأنا أساسا حا آابلهم في الدمام.
    إسماعيل: طيب ما عندكش رقم تلفون لي أي واحد منهم – يمكن اقدر اكلمه على بال ماتجي إنت.
    فرحات: افتكرت والله دقيقة واحدة ولا مواخذة.
    يقلب فرحات مذكرة تلفونات لديه على ما يبدو أو كما يتخيل إسماعيل ثم يعطي إسماعيل رقماً –مضيفاً انه لشخص اسمه- جويعيد هملان الجليميد – وهو احد ابنا الست مسلوخة الله يرحمها.
    يتصل إسماعيل بالسيد جو يعيد الذي لم يصدر منه أي استجابة طوال خمس دقايق سوى كلمة ظل يرددها على مسامع إسماعيل باستمرار (سم بفتح السين وتسكين الميم).
    إسماعيل: الو:
    جو يعيد: سم
    إسماعيل: السلام عليكم: جو يعيد: وعليكم – سم
    إسماعيل: يا اخي أنا اسمي إسماعيل وأنا على كفالة الوالدة.
    جو يعيد: سم
    إسماعيل: هل الوالدة موجودة؟
    جو يعيد: سم!!
    إسماعيل: الوالدة / السيدة- مسلوخة.
    جو يعيد: ايييييييييييييييييييييييع
    إسماعيل: طيب أنا إسماعيل وكنت على كفالتها.
    جو يعيد: سم
    إسماعيل: يا جو يعيد اسمعني كويس- وخليني أكمل كلامي.جو يعيد: سم.
    إسماعيل( تخطر له فكرة لكسر هذه الحلقة المفرغة): يا أخ جو يعيد تعرف فرحات.
    جو يعيد: هلا والله –رجعت – يقولون أعرست- ويش لونك-ويش لون..
    إسماعيل: يا خي أنا ما فرحات أنا اسماعييييييييييييييييييييييييييل وفرحات لسع في القاهرة.
    جو يعيد: سم.
    إسماعيل يرد بسرعة: حتى لا يعود جو يعيد مرة أخرى الى سم لكن أنا لسع مكلموا.جو يعيد: سم.
    إسماعيل: أنا الحين زهمت على فرحات وهو بتسلم عليك.
    جو يعيد: وينك مالحين.
    إسماعيل: أنا في الدمام جنب مكتب فرحات القديم.
    جو يعيد: أنا الحين بجي عليك.
    وانتظر إسماعيل ولشدة دهشته لم تمضى سوى ثوان حتى وجد نفسه وجهاً لوجه أمام جو يعيد.
    إسماعيل: إنت
    جو يعيد: أنت!!
    وظل الرجلان ينظران لبعضهما البعض في حالة من الذهول.
    لم يكن جو يعيد سوى ذلك الشخص الموجود بكابينة التلفونات نفسها التي تحدث منها إسماعيل مع الحاجة تفيدة وفرحات ثم جويعيد وكان إسماعيل قد أعطى جويعيداً قبل قليل قيمة هذه المكالمات الطويلة التي انتهى منها قبيل لحظات-إسماعيل المكفول وصاحب الكابينة إبن الكفيلة يا لمحاسن الصدف.
    إسماعيل:إنت – إنت جويعيد.
    جويعيد: إنت موبفرحات (يعني أنك لست بفرحات).
    إسماعيل: أنا إسماعيل و.
    جويعيد: سم؟
    إسماعيل:يمسك جويعيد بكلتا يديه.ثم يسرد عليه بسرعة حكاية الكفالة- والوالدة ونقل الإقامة بسرعة وبلهجة حاول أن يجعلها بدوية بقدر ما أستطاع.
    جويعيد: (يبدو عليه أنه قد بدأ يستوعب ويرد): الوالدة الله يبيحها (يرحمها)

    To be continued
                  

05-24-2006, 06:30 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    نواصل

    إسماعيل: البركة فيكم يا رجال
    جويعيد:سم؟
    إسماعيل: مصححاً بسرعة أقصد ربنا يرحمها وكدا
    جويعيد:أجل.. إنت على كفالة الوالدة.
    إسماعيل:نعم.
    جويعيد: اييييييييييييييع.
    إسماعيل: نعم؟
    جويعيد:والله إنت حضك طيب.الوالدة تاركتْلنا بعاريناً واجد والصبي الأولا راح
    إسماعيل:نعم؟نعم
    جويعيد:ما تسمع إنت-أقولك البعارين في البر- والحين ما عندنا صبي (راعي).
    إسماعيل:طيب شوفو ليكم صبي.
    جويعيد:وليش حتى نشوف صبي وأنت موجود- ياللا ياللا مشينا.هدا الجمس وهاداك الوايت.
    إسماعيل:يا زول كدي أقيف.(فقد إسماعيل في هذه اللحظة كل مهاراته في نطق اللهجة البدوية) بعارين شنو وجمس ايه. أنا عاوز أنقل الكفالة والآن لو سمحت.
    جويعيد:تنقل إيش... إنت ما دريت إنك منحاش(هارب) من يوم ما جيت ولأحد طالعك وهالحين بتنقل الكفالة؟ يللا يللا أقولك الجمس واقف والوايت....
    إسماعيل فاقداً أعصابه: يا جويعيد أنا من هنا ماني رايح أي مكان والكفالة حا تتنقل الحين وأنا عندي خطاب من الكفيل الجديد هدا هو.
    جويعيديتناول الخطاب وينظر إليه دون أن يبدو عليه إنه يقرأ شيئاً ثم لا يلبث أن يضع الخطاب في جيبه) مخاطباً إسماعيل: هدا الخطاب ما أدري ويش مكتوب عليه وأنا أقولك البعارين ها لحين..
    إسماعيل مهتاجاً: جيب الجواب دا الحين محاولاً انتزاع الخطاب من جويعيد الذي يقاوم.
    إسماعيل وقد زاد هياجه والله العظيم ما تجيب الجواب دا إلا أتصل على الشرطة والكفيل الجديد والسفارة السودانية.وووو
    جويعيد لا يبدو عليه التأثر لكنه يسأل:سوداني إنت
    إسماعيل: لا أرجنتيني.
    جويعيد: سم؟
    إسماعيل: أبوه سوداني يا خي جيب الجواب.
    جويعيد: تعرف أمبده.
    إسماعيل: يزول عنه هياجه فجاءة: نعم؟
    جويعيد:أقولك تعرف أمبده؟ إنت مو بسوداني؟
    إسماعيل: أنا سوداني وسوداني أنا- لكن إنت إيش العرفك أمبده.
    جويعيد:أمبده- أمبده.... بدى نطق جويعيد لأمبده سودانياً خالصاً.
    إسماعيل: مذهولاً – أيوه أنا ذاتي ساكن في أمبده.
    جويعيد:هلا-هلا- هلا والله
    إسماعيل: وقد زاد ذهوله: أهلاً وسهلاً
    جويعيد:مبتسماً ابتسامة عريضة يأخذ إسماعيل بالأحضان ويأخذ في تقبيل أحد خديه المرة تلو الأخرى.على طريقة البدو مردداً هلا-هلا- هلا والله، ويش لونك، ويش لون العيال، ويش لون الربع، ليش ما سيرت علينا(لماذا لم تزرنا).
    إسماعيل: والله كان نفسي أزوركم لكن ما كنت عارف (باريتني كنت عارف)
    جويعيد:والله ما أنت برايح إلا وأنت مسيراً علينا.(يعني لن تذهب من هنا إلا إلى منزلي)
    إسماعيل:أسير معاكم الحين.
    جويعيد:ايه-ايه (نعم-نعم)
    إسماعيل: قصدك نمشي للبعارين
    جويعيد:يا رجال خلي البعارين تولي(يعني دعك منها). ويتبع جويعيد جملته هذه بأخذ إسماعيل من يده متجهاً به رأساً إلى سيارته مردداً طوال الطريق: هلا-هلا والله تقول من أمبده: هلا،هلا.
    إسماعيل: ينقاد تماماً لجو يعيد ويدخل السيارة دون أن يدري ماذا يعني كل ذلك.لكن إحساساً داخلياً كان يوحي له إن حكاية كونه سودانياً ومن أمبددة بالتحديد قد قلبت الوضع رأسا على عقب. وربما فتحت أمامه أبوابا لأفاق جديدة.من يدري وهكذا وجد نفسه جالساً إلى يمين إبن كفيلته فى عربة جيمس متجهة إلى خاااااااااااااارج الدمام. سارت السيارة لمدة ساعة تقريباً في الصحراء فبل أن يوقفها جويعيد أمام قرية بل هجرة صغيرة تناثرت فيها عدة بيوت كيفما أتفق. ووسطها بعض الخيام المصنوعة من الشعر وأمام كل واحدة مجموعة من البدو يجلسون في حلقات على الأرض تتوسطها ناراً مشتعلة على الحطب ودلات القهوة ورائحتها تملأ المكان- بينما يتناهى من فضاء غير بعيد رغاء الإبل- يقطعها أحيانا نهيق حمار أو نباح كلاب.

    To be contiued
                  

05-24-2006, 03:20 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    بناديهاوكل القراء الاعزاء

    نواصل اقامة بين كفيلين

    إسماعيل(وقد عادت إليه هواجسه): يا زول إنت جبتني للبعارين ولا شنو.
    جويعيد:أقولك خلي البعارين تولي –هلا،هلا،هلا هادي الساعة المباركة هلا بالرجال هلا،هلا، تعرف عبد الواحد؟
    إسماعيل: منو؟
    جويعيد:عبد الواحد، عبد الواحد يا رجال
    إسماعيل: ومين عبد الواحد دا؟
    وهنا ولدهشة إسماعيل التي يبدو أنها لن تنتهي هذا المساء، رأى جويعيداً وكأنه يفتش عن الكلمات ثم لم تلبث ملامح وجهه أن تغضنت ثم....أجهش جويعيد بالبكاء....ظل إسماعيل يحدق فيه وهو لا يكاد يصدق عينيه بينما تحول بكاء جويعيد لنشيج حاد متهدجاً بين دموعه: راح عبد الواحد..... وراحت أيامه.
    في تلك الأثناء كان البدو قد تجمعوا بأعداد كبيرة حولهما.تاركين القهوة والسواليف..وبعضهم لم يتمالك نفسه عندما سمع اسم عبد الواحد ويجهش الجميع في بكاء حار ....
    إسماعيل: ظل الوحيد الذي لم تترك له الدهشة مكاناً لأي إحساس آخر..بينما البدو يردد الواحد منهم بعد الآخر..راح عبد الواحد....وراحت أيامه.
    بعد زمنِ لم يحسبه أحد اضطر إسماعيل للتدخل يا جماعة والله الواحد مقدر أحزانكم وكدا وكمان حكاية الأخ عبد الواحد، لكن بالمناسبة شنو حكاية عبد الواحد دا؟ وليش راح وكيف راحت أيامه؟
    لم يرد أحد. وكان على إسماعيل أن ينتظر حتى يتمالك جويعيد نفسه. قبل أن يسمع منه حكاية لا مثيل لها عن بدوي سوداني..كانت له فيما سمع أياما وليالي في هذه المرابع كأنها من زمن عمر بن أبي ربيعة.....كان مقيماً بينهم لا يدري أحد من أين آتى لم تكن له أي إقامة ولا جواز سفر و لا أي أوراق ولا يحزنون....كان يرعى الإبل ويقول الشعر البدوي...بل و يؤلف منه عشرات القصائد...ويأكل وينام في أي بيت...وظل على هذه الحال سنين عدداً ألفه أثناءها القوم ووثقوا به بل وأحبوه مثل أي واحد منهم..أكتر من ذلك كان يغني تحت في ليالي الصيف تحت القمر...وكانت لديه ربابة....بل وكان يعالج بعض المرضى...بطرق لم يعهد وها...ويبدو أن جويعيداً نفسه كانت قد ألمت به ذات مرة حمى شديدة لم يشفه منها على ما قال سوى عبد الواحد...وحتى زوجته التي لم تنجب أبداً وكاد أن يتزوج عليها لم تلبث أن أ‘ته أربعة توائم دفعةً واحدة بعض أن أعطاها عبد الواحد شراب ما وبضع أوراق كتب عليها شيء ما...
    كيف حدث إن عبد الواحد قد انتهت أيامه المجيدة تلك؟ لم يلبث جويعيد أن أخبر عن ذلك إذ بينما كانا ( جويعيد-عبد الواحد) ذات صباح في رحلة قنص على متن سيارة جويعيد قام عبد الواحد على عادته بتحويل مؤشر الراديو على إذاعة امدرمان، وصادف أن كان المذيع يختم نشرة العاشرة كالعادة بإذاعة الوفيات، كان جويعيد في تلك اللحظة يصوب بندقيته نحو أرنباً بري عندما أنساه صيده وأرنبه نشيج عبد الواحد الحاد.
    جويعيد:ايش فيك يا رجال...ويش بلاك..ويش صار.
    عبد الواحد: الوالد-الوالد-الوالد
    جويعيد: ويش فيه..
    عبد الواحد:الوالد،الوالد توفي يا جويعيد
    جويعيد: ويش دراك؟
    عبد الواحد: سمعت في الرادي ها لحين.
    وشهدت هذه البقعة من الصحراء في ذلك اليوم بكاء صديقين عزيزين.
    أقام البدو سرادق عزاء تداعى له كل من عرف عبد الواحد ولمدة أسبوع كامل..وعندما عزم هذا الأخير على السفر إلى السودان رافقه جويعيد بنفسه الى السودان ومكث هنالك أسبوعين في أمبددة في ضيافة أهل عبد الواحد أكرمه فيها هؤلاء ورأي من أمرهم عجباً بالذات فيما يتعلق بالطب التقليدي وما يرتبط به ومن يومها ظل جويعيد كل منت لم يكتب له الإنجاب من أبناء ديرته ويحدث بقدرة قادر أن يرزق بالطفل والتاني والتالت وووو...وظل إسماعيل يستمع لتلك الأعاجيب عن عبد الواحد حتى كاد أن ينسى لماذا هو أصلاً هنا...وجاء أثناء ذلك العشاء كتلاً من اللحم وسط كتلٍٍ من الرز..بعدها جاء البعض بالرباة التي تركها عبد الواحد وعزفوا عليها باحتراف حتى إن إسماعيل قد شاركهم العزف...وفي أولى محاولاته هتف الجميع...عبد الواحد...عبد الواحد.
    يبدو أنهم أن طريقة عزفه تشبه عزف ذلك الذي يفتقدون.

    To be continued
                  

05-24-2006, 04:40 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    ونسي إسماعيل نفسه مع العزف والربابة والسهر إلى أن غلبه النعاس ونام وسط ذلك الجو الأسطوري....أفاق صباحاً...فإذا بالمكان خاوٍ على عروشه....لم يكن هنالك من جويعيد أو أي أحد آخر سوى طفل يلهو حافي القدمين..أمام أحدى الخيام.
    نادى عليه إسماعيل: يا ولد وين جويعيد؟.
    الطفل: جويعيد ... كشت....
    إسماعيل:شنو؟
    الطفل: اقو لك جويعيد...كشت
    إسماعيل: كشت وين
    الطفل: ويش فيك...راح البر(الخلا) مع ربعه
    إسماعيل:البر ...ونحن وين الحين
    الطفل:حنا في الديرة
    إسماعيل ينظر حوله الى الديرة التي لم يكن بها أحد...ولا حتى الإبل التي كان رغاءها يرتفع طوال الليل.
    جلس إسماعيل لدقائق تأمل فيها كل تلك الأحداث. ولم يتمالك نفسه من الضحك بأعلى صوته.
    نظر إليه الطفل مندهشاً قبل أن يهتف: السوداني رفيج(رفيق) عبد الواحد إنجن(جُّن)
    في تلك اللحظة انفرجت إحدى الخيام عن فتحة أطلت منها امرأة يبدو أنها سمعت صوت الطفل المرتفع...وخرجت تستطلع الأمر.على أنها ما لبثت أن اختفت مثلما ظهرت بمجرد أن رأت إسماعيل.
    مكث إسماعيل يرقب ما يحدث عندما أطلت المرأة بعد دقائق وهي ترتدي عباءة شاملة السواد...وصاحت من بعيد...إنت عبد الواحد؟
    إسماعيل في سره ( يا لسطوة عبد الواحد) ثم بصوت عالي مجيباً: لا أنا مو عبد الواحد أنا صديقه.

    المرأة: وينو عبد الواحد
    إسماعيل:راح عبد الواحد وراحت أيامه
    المرأة: ويش تبي (ماذا تريد)
    إسماعيل: ابي نقل كفالة(أريد نقل كفالة)
    المرأة:كفيلتك مين هي
    إسماعيل: مسلوخة زعران الهريجان
    المرأة:جدتي
    إسماعيل: وهي حبوبتك؟
    المرأة:أي-أي
    إسماعيل: يبقى جويعيد قريبك
    المرأة:أي-أي جويعيد خالي
    إسماعيل: وين هو راح دا الحين
    المرأة:راح قشة
    إسماعيل: متى يرجع
    المرأة: ما ادري
    إسماعيل:لا حول ولا قوة الا بالله
    المرأة: تقول إنت على كفالة جدتي
    إسماعيل:نعم
    المرأة:ويش اسمك
    إسماعيل:إسماعيل الماحي عبدالله
    المرأة: تختفي بالداخل قليلاً ثم تعود وترفع يدها بصورة بمقاس الباسبورت مخاطبةً إسماعيل:هادي صورتك ( تطلعه على صورة في يدها)
    إسماعيل: مندهشاً – نعم- نعم (لم يكن يملك أدنى تفسير لوجود صورته مع هذه المرأة، لكنه استنتج بعد ذلك إن إجراءات استخراج الاقامة ربما تطلبت في مرحلة ما وجود صوره مع الكفيل)
    المرأة: لم تترك له وقتاً للتفكير بل فاجئته قائلةً:ودك تنقل كفالتك
    إسماعيل:طبعاً-طبعاً بالتأكيد

    To be continued
                  

05-24-2006, 04:51 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    نواصل

    المرأة:ويش
    إسماعيل:أي –أي ودي أنقل كفالتي
    المرأة:تعرف تكتب
    إسماعيل(ضاحكاً بالرغم عنه) نعم -نعم
    المرأة: خلاص أكتب تنازل
    إسماعيل:محتاراً ( يسرع الى حقيبته وينتزع ورقة يكتب فيها صيغة تنازل لكن عندما يأتي إلى اسم الكفيل يتوقف ويسأل المرأة – أكتب الكفيل كيف؟
    المرأة: جدتي
    إسماعيل:لكن جدتك توفت
    المرأة:ما عليك أكتب بس
    إسماعيل:يكتب وهو في منتهى الحيرة
    أنا مسلوخة زعران الهريجان –أتنازل لكم عن مكفولي إسماعيل الماحي عبدالله وفقاً لـ.......و.....
    الاسم مسلوخة زعران الهريجان
    التوقيع
    وناول إسماعيل الورقة للمرأة التي لم تحاول حتى قرأتها واختفت بالداخل لتعود وتناول الورقة لإسماعيل الذي يجد ولدهشته الشديدة إن ختماً يحمل اسم مسلوخة زعران الهريجان قد تم وضعه في أسفلها مكان التوقيع
    إسماعيل: كيف تختمي باسم مسلوخة والزولة دي ماتت
    المرأة:ويش فيك إنت أنا مسلوخة بعد
    إسماعيل:مسلوخة على اسم جدتك أقصد سموك على اسم جدتك
    المرأة:نعم
    أخذ إسماعيل ينقل نظره بين المرأة وبين التنازل الذي كتبه بخط يده والذي اكتسب قوة القانون بفضل الختم الذي وضعته المرأة وهو لا يكاد يفقه من أمره شيئاً
    عندما سألته المرأة: وين عبد الواحد؟
    إسماعيل: يحدق فيها دون أن يدري كيف يجيب
    المرأة:تقول أنك قريبه
    إسماعيل:ايوا – أقصد نعم
    المرأة:وين هو في ( أين هو)
    إسماعيليجيب بدون تفكير) 24 القرشي
    المرأة: ويش ذي القرش... ويش تقول؟
    إسماعيل:هادي ديرة عبد الواحد
    المرأة:زين ثم اختفت بالداخل
    عاد إسماعيل الذي أصبح وحيداً وفي يده التنازل الي حيث كانت المرأة المدهشة تقف منذ قليل وفجأة أدرك انه قد صار حراً طليقا وان بامكانه نقل إقامته الى مالك معهد الموسيقى وتخلص مرة والى الأبد من مسلوخة وربعها لكن شيئاً ما جعله يخطو نحو الخيمة لكي يشكر مسلوخة الصغيرة التي تم له بفضلها الخروج من هذه المعضلة لكن قبل أن يشرع في ذلك تذكر- يا مسلوخة –يا مسلوخة لم تلبث المرأة أن ظهرت فجاءة على باب الخيمة
    إسماعيل: متلعثماً ودي.. ودي بس أشكرك على حكاية التنازل وكده
    المرأة:ويش فيك يا رجال
    إسماعيل:ما في شيء – بس قلت أشكرك قبل ما أروح
    المرأة:وين إنت رايح
    إسماعيل:رايح الدمام
    المرأة:ويش تسوي في الدمام
    إسماعيل:يخطر له أن ينفد بجلده فقد تفاجئه المرأة بان يسرح بالإبل أو تأخذ منه التنازل – يرد قائلاً ودي أروح أسوي تلفون لعبد الواحد وابلغه سلامكم
    المرأة:عبد الواحد في الدمام قالت ذلك وقد تألقت عيناها
    إسماعيل:لا-لا عبد الواحد في السودان
    المرأة:عبد الواحد سوداني
    إسماعيل:يبدو لي انه كذلك
    المرأة:لكن عبد الواحد بيقول الشعر حقنا
    إسماعيل:ما هو نحن قاعدين نقول الشعر بتاعكم لأنو اللسان واحد –اقصد اللغة واحدة
    المرأة:أتقول الشعر إنت
    إسماعيل: أحيانا

    To be continued
                  

05-24-2006, 04:56 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    نواصل


    المرأة:متل عبد الواحد
    إسماعيل:والله أنا ما عارف عبد الواحد كان بيقول الشعر كيف
    المرأة:ما تقول إنت ابن عمه
    إسماعيل:ايوا-ايوا- لكن الوكت داك ما سمعته قال الشعر بتاعكم
    المرأة:خلاص قول لينا من الشعر الأول
    إسماعيل:محتاراً- لكنه يتذكر انه كان يحفظ قصيدة عنترة بن شداد منذ أيام الثانوي ويبدأ بالإنشاد:
    هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
    يا دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
    المرأة: مقاطعة مو هذا بشعر( ليس هذا بشعر)
    إسماعيل: كيف هادي من المعلقات
    المرأة: ما هدا بشعر عبد الواحد
    إسماعيل: محتاراً وماهو شعر عبد الواحد
    المرأة: تبدأ فوراً بالإنشاد
    جنة العشاق القلوب مرتاحة
    وإنت يا قلبي مالقيتلك راحة
    والمساء لو راح الصباح ما راحا
    والشعر مفتاح.لعطور فواحة
    للقلوب مفتاح ..
    إن نسمةً هبت...فوق ربيعاً زين
    والغيوم خبت...تشبه الوزين
    الجمال في العين
    والبدور طالعين في السماء والأرض
    والنياق البيض فوق رمالها تريد موعداً ريض
    الحبيب لو راد ما يبقي غير مرداد
    من عاشقو كلمة سَمّ
    والعشق لو لاح ما يبقى للوالدين
    إلا قولت تم
    ويوماً سرينا بعيد البعير عيّا
    والقعود صارخاً يبقى ناس ريا
    اراهو ممسوخا
    الدنيا بي صروحا ما تسوى مسلوخة
    الواحد المتعال عالماً بهدا الحال
    وعبد الواحد الجوال ما يبقى الا وصال
    وطيب قنصاً أظنه محال
    حين ربعنا كشتوا..وهبت ريح جنوب في شمال
    واعدانا سكتوا
    سوا ليفا قالوه خويانا ..بعاريناً تخب في رمال
    ويوماً ربع الوادي..جو يعيدا يغني وحيده
    دموعه جارية في خد يده
    أقوله كفاك ترد ايدو
    وقاصد المعنى ترديدة
    يا رفيجي ما دراك ويش بي
    وينحاش مني دغريا
    لكن حقيتو شوف العين
    دمعاً غزير وسخين
    أقول لصديقي ما هماك
    وماها معاك
    خلها تولي
    أراك باكر يلوج عقلك
    ويسولفوا يقولوا إنجن
    تقولي أراك تستني
    وشوفة وجهها الجنة
    وبراك سايحاً في ديرتنا
    دوامك منا لي منا
    و........و.....


    The last part will follow
                  

05-24-2006, 05:08 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    بناديها وقراء بين كفيلين
    هاكم الجزء الاخير


    وظلت المرأة تنشد وإسماعيل يستمع حتى وقت لم يكن ممكناً حسابه، أفاق إسماعيل على صوت عربة مما سبب أعادته الى حقيقة كونه بعيداً من الدمام وبيده التنازل ولا يحتاج إلا إلى وسيلة مواصلات، عندها قاطع المرأة شاكراً ومبدياً عجبه وإعجابه من هذا الذي يجري وهو يعدو مبتعداً نحو العربة التي ما إن وقفت حتى بادره البدوي الذي يقودها
    - إنت سوداني
    - نعم
    - تعرف عبد الواحد؟
    إسماعيل يرد تلقائياً: عبد الواحد راحت أيامه.
    البدوي ( صارخاً): إسماعيل مات؟
    إسماعيل.لا..لا..ماتت مسلوخة
    البدوي: إنت مو بصاحي.
    إسماعيل: أنا نقلت الكفالة. ورايح الدمام.
    البدوي: 15 ريال.
    إسماعيل: حا اديك 50 ريال.
    البدوي: عز الله إنت مو بصاحي.
    إسماعيل: الزهور صاحية على الأقل.
    البدوي ( يهز رأسه متعجباً) ثم يواصل القيادة ناحية الطريق السريع الى الدمام.
    كان راديو العربة مفتوحاً على إذاعة الكويت التي كانت تبث في تلك اللحظة لحناً للمطربة السورية أصالة وكان ذلك اللحن الذي سبق أن سمعه وأعجب به إسماعيل بمثابة مسك الختام بالذات وهو يسمعه بعد كل ذلك الذي جرى، بدأ إسماعيل يترنم مع أصالة عندما حرك البدوي فجاءة مؤشر الراديو ليستمع لإذاعة الرياض، التي كانت تبث أخبارا محلية، كاد إسماعيل أن يطلب من البدوي إعادة المؤشر لإذاعة الكويت لكن في تلك اللحظة سمع المذيع يقول: جاءنا الآن البيان التالي من وزارة العمل والشئون الاجتماعية( أعلن معالي وكيل الوزارة لشئون الوافدين إن الوزارة بصدد مراجعة التأشيرات الممنوحة للعمل ونقل الكفالات وعليه سيتم إيقاف كافة الإجراءات المتعلقة بتغيير المهن ونقل الكفالات حتى إشعار آخر!!!!!!!!!!!!!.
                  

05-25-2006, 04:35 AM

قرشـــو
<aقرشـــو
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 11385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    العزيزة الغالية رباب

    لك التحية

    مستمتع لدرجة لا توصف بسردك الجميل لمحنة اخونا اسماعيل ومسلوخة التى طلعت الطف من قومها كثيرا ...

    لكن قولى لى يا رباب العرفك شنو بلهجة الناس ديل :
    Quote:
    جنة العشاق القلوب مرتاحة
    وإنت يا قلبي مالقيتلك راحة
    والمساء لو راح الصباح ما راحا
    والشعر مفتاح.لعطور فواحة
    للقلوب مفتاح ..
    إن نسمةً هبت...فوق ربيعاً زين
    والغيوم خبت...تشبه الوزين
    الجمال في العين
    والبدور طالعين في السماء والأرض
    والنياق البيض فوق رمالها تريد موعداً ريض
    الحبيب لو راد ما يبقي غير مرداد
    من عاشقو كلمة سَمّ
    والعشق لو لاح ما يبقى للوالدين
    إلا قولت تم
    ويوماً سرينا بعيد البعير عيّا
    والقعود صارخاً يبقى ناس ريا
    اراهو ممسوخا
    الدنيا بي صروحا ما تسوى مسلوخة
    الواحد المتعال عالماً بهدا الحال
    وعبد الواحد الجوال ما يبقى الا وصال
    وطيب قنصاً أظنه محال
    حين ربعنا كشتوا..وهبت ريح جنوب في شمال
    واعدانا سكتوا
    سوا ليفا قالوه خويانا ..بعاريناً تخب في رمال
    ويوماً ربع الوادي..جو يعيدا يغني وحيده
    دموعه جارية في خد يده
    أقوله كفاك ترد ايدو
    وقاصد المعنى ترديدة
    يا رفيجي ما دراك ويش بي
    وينحاش مني دغريا
    لكن حقيتو شوف العين
    دمعاً غزير وسخين
    أقول لصديقي ما هماك
    وماها معاك
    خلها تولي
    أراك باكر يلوج عقلك
    ويسولفوا يقولوا إنجن
    تقولي أراك تستني
    وشوفة وجهها الجنة
    وبراك سايحاً في ديرتنا
    دوامك منا لي منا
    و........و.....


    بعدين عبد الواحد ده ما كان ساهل ابدا

    بصراحة ابداع لا يجارى ابدا ....

    الله يديك العافية
                  

05-25-2006, 06:36 AM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    العزيز قرشو

    اقامة بين كفيلين من تأليف شقيقي الدكتور محمد الكارب

    اشكرك كثيرا انابة عنه

    وياريت نسمع منه قريب فهو يستعد لامتحان وقته قرب شديد

    امنياتي له بالتوفيق

    رباب
                  

05-25-2006, 05:42 PM

Hassan M Saeed
<aHassan M Saeed
تاريخ التسجيل: 11-02-2005
مجموع المشاركات: 346

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    الاخوان محمد ورباب الكارب
    الاخ بناديها

    هذا عمل خلاق ورائع .. وعلى غير عادتي .. كنت اتمنى ان لا تنتهي هذه القصة وحزنت فعلاً لما انتهت.

    وهي تصور حالة المغترب الذي يرحل بأمل زاهر ولكن سرعان ما يدرك ان هذا الامل الزاهر هو مجرد سراب ولكن بسبب عدم وجود خيار آخر أمامه يميل الى التصديق والإيمان بأن ذلك السراب هو الواحة فيمشي في إتجاهه.

    شكراً لهذه القصة الجميلة واتمنى المواصلة .(هو دا الحكي الجد)

    أبوعلي

    (عدل بواسطة Hassan M Saeed on 05-26-2006, 06:08 AM)

                  

06-06-2006, 01:17 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: Hassan M Saeed)

    Quote: كنت اتمنى ان لا تنتهي هذه القصة وحزنت فعلاً لما انتهت.




    هي بصراحة قصة مفتوحة النهاية لحدي الآن ولو الدكتور محمد الكارب أراد أن يواصل فيها ويجعل النهاية الحالية نقطة بدء لسرد جديد فالحكي في تلك الغربة لا ينتهي.
                  

05-26-2006, 05:42 AM

محمد الامين احمد
<aمحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-28-2004
مجموع المشاركات: 5124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    تحية طيبة للجميع

    تابعت مع الكثيرين و بمزيد من التشويق تسلسل الاحداث،

    ضحكنا مع اسماعيل و حزنا معه فى رحلته مع آل الهريجان

    للدكتور محمد الكارب على هذة القصة، و بالتوفيق فى الامتحانات

    للاخت رباب الكارب على مشاركتنا بهذة القصة

    للاخ بناديها صاحب البوست
                  

05-27-2006, 02:44 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: محمد الامين احمد)



    حسن م سعيد
    محمد الامين أحمد
    والعمدة قرشو

    وبقية المتداخلين ممن سبقوا عودة بت الكارب لمواصلة الحكي.

    حقيقة حتى الآن لم أواصل القرأة وبدأت في نسخها على الوورد وشكرا يا بت الكارب على إتحافنا بالقصة كاملة وتحياتنا للدكتور محمد. واسمحي لي يابت الكارب أن أنزل القصة كاملة متواصلة تسهيلا لمن يأتي لقراءتها:

    Quote:



    إقامة بين كفيلين


    جاء إسماعيل لكن بسمة لم تكن تبدو على شفتيه كما هو متوقع، في الواقع إنه كان (على غير العادة) على شيء من الزعل.. فذلك الفتى الذي كان من ألمع طلبة معهد الموسيقى والمسرح قد أكمل عامه الثاني في هذه البلاد بدون أن يجد عملاً مناسباً وفي الواقع انه لم يجد عملاً من أي نوع على أن إسماعيل. بل كانت ذات صلةالمشكلة لم تكن تتعلق بالعمل في هذه اللحظة التي جاء فيها بالإقامة المربوطة ربطاًَ حتمياً بالكفيل وهذا الأخير لم يكن كما قد يتبادر الى الذهن من ذلك النوع الذي لا يعطي مرتباً جيداً أو لا يوفر ظروف عمل لائقة ومناسبة على سبيل المثال بل إن الموضوع بالنسبة لإسماعيل كان أكثر تعقيداً و أشد اختلافاً إذ أن إسماعيل لم يحدث أن التقى كفيله المذكور أبداً ولا حتى من باب المصادفة وليس لديه أدنى فكرةالمغلق أصلاً في حالة إسماعيل تحديداً إذ أن كفيله لم يسمع به عنه و بالتالي لم يلتقي به، المهم أن العلاقة لا بل اللا علاقة قد كانت على هذا النحو واستمر الوضع على ما هو عليه ولم يكن ذلك يشكل هاجساً له وظل إسماعيل يعمل هنا وهناك لفترات قصيرة ومتقطعة طوال عامين إلى أن (ضربت معاهو) ذات يوم ووجد الوظيفة التي طال ما حلم بها، وظيفة في معهد شبه عالي أو فلنقل متوسط لصاحبه اهتمام بتعليم الموسيقى وهكذا مرت أيام سعيدة قضاها إسماعيل بصحبة آلاته وطلابه الذين وجدوا فيه موسيقاراً عظيماً ووجد هو فيهم طلاباً نجباء، قبل أن يأتي مالك المعهد المتمتع بقدر كبير من الظرف ويفاتح إسماعيل في موضوع الكفالة وضرورة نقلها حتى يكون وضع إسماعيل قانونياً تماماً وهنا بدأت المتاعب إذ أن إسماعيلاً لم يكن لديه كما سبق أي كفيل معلوم سوى اسم ما أنزل الله به من سلطان لشخص لم يكن إسماعيل قد إلتقاه/إلتقاها في يوم من الأيام، عاد إسماعيل للمنزل وراجع أوراقه محاولاً العثور قراءة اسمه علىعلى أي معلومات يمكن أن تدل على ذلك الكفيل وحاول للمرة الأولى الأقل وبدأت له كلمات الاسم صعبة ومتنافرة الحروف بل وثقيلة الوطء على السمع ولم يفته وهو الموسيقي المرهف أن يلاحظ كم هي بعيدة عن أي تناسق.. لكنه لاحظ شيئاً آخر ما لبث أن تأكد منه عند مشاركة بعض الأصدقاء قراءة الاسم أتضح له أن كفيله في الحقيقة امرأة وهذه المسألة كان من شأنها تعقيد الوضع أكثر
    مما هو معقد إذ أنه إذا كان من الصعب عليه البحث حتى عن الكفيل الرجل فإن البحث عن امرأة في هذه البلاد يكاد يكون مستحيلاً.... لم يكن إسماعيل على أية حال يعرف من أين يبدأ لم يكن هناك رقم هاتف أو عنوان أو أي خيط يمكن أن يوصل لهذا الكفيل كل ما كان موجوداً هو الاسم التالي


    مسلوخة زعران الهريجان (أرملة)


    أقترح أحد الموجودين أن يتصلوا بالشخص الذي قام بشراء التأشيرة لإسماعيل قبل تلفونياً على ابن عمة صديق بجدة وهو كان قد توسط في مرحلةعامين ولذلك تم الاتصال ما في شراء الفيزا ولكنه أفادهم أن هذا الشخص الذي كان يعرفه والذي اشترى الاقامة قد نقل كفالته الى تبوك وانه لا يعرف له أي هاتف أو وسيلة اتصال في الوقت الراهن الحيرة الشاملة عندما ذكر أحدهم أنه كان قد حفظ رقم موبايلكان الجميع في حالة من ذلك الذي يعمل في تبوك قبل سنتين لكنه أضاف إن ذلك الرقم كان في شريحة جواله الأول الذي تنازل عنه لزوجة أخيه الموجودة حالياً بالسودان لتضع أول مولود لها مع أهلها هناك. وعليه يمكن الاتصال بها عسى أن يكون الرقم مازال محفوظاً في هاتفها... إثر ذلك تمت مهاتفةالسودان وبعد بحث مضني أفدت زوجة أخ ذلك الصديق بأن الموبايل وبداخله الشريحة هو الآن بداخل احدى الحقائب لعلها الحقيبة البنية الكبيرة التي هي ضمن يصل مع الطائرة لخطأ ما وانه ربما يصل خلال يومين أو ثلاثة معالعفش الذي لم السفروأضافت بأنهم والله أولاد حلال لأنهم اتصلو عليها وكلفتهم بإبلاغية القادمة زوجها عن موضوع العفش ومتابعة الموضوع مع ناس الخطوط وأن يكلموا أخو مبارك لأنه جمركياً مشهوراً كان قد تعهد بتولي أمر العفش المتأخر(وعليكم اللهبيعرف مخلصاً لازم تكلموا مبارك بهذا الموضوع مرتين أو تلاتة في اليوم لأنه زي ما عارفين مبارك وكدا)..... كانت الأمور تسير في هذا الاتجاه عندما قالت لهم والله أنا ذاتي مانساي متأكدة هل وضعت الموبايل داخل الشنطة التي لم تصل أم لا، غايتو آخر مرة بتذكر أنه كان شفته فيها كان وراء الستائر عندما طلبت من ريم بت جيرانهم وضعه داخل الشنطة يكون بعيداً عن أعين ناس الجمارك بين عشرات الثياب والملايات لأنه لو شافوه يمكنكي ياخدو عليه جمارك أو يصادروه من يدري وأنها حتماً ستحتاجه في السودان وشايفة تشيله معاها بدلاً من تشتري واحد تاني جديد من هناك، لكنها والحق يقال لا تدريأحسن ما إذا كانت ريم قد فعلت ذلك أم لا، لأنها كانت تتحدث مع إحدى صديقاتها عن مزيدمن والملايات وصفتها تلك الأخيرة لها في الساعات الأخيرة قبيل السفر وتاهت المسألةتماماً بين ريم و الموبايل هل هو خلف الستائر أم قابع بين الملايات لكن بصيصاً منالأمل كان قد أطل إذ ربما يكون الجوال مازال خلف الستارة وأنتقل جمع من الأصدقاءلمنزل أخ ذلك الصديق على أمل العثور على الموبايل ولحسن الحظ كان أحدهم يعرف رقمالموبايل إذ بامكانهم الاتصال به حالما يدخلو المنزل وسيرشدهم رنينه على مكانه خلفالستائر أو بجوار السراير أو أيا كان موقعه كانت ضربة حظ موفقة إذ بمجرد أن وصلواالمنزل واتصل أحدهم بالرقم حتى رنّ ذلك الموبايل وبدت نغماته لإسماعيل ( الموسيقارأجمل من مقطوعة لموزات أو بتهوفن واستمر الحظ بالابتسام لهم إذ بالبحث في ذاكرةالجهاز ظهر رقم – ود الناير- ذلك الشخص الذي اشترى الفيزا والموجود الآن في تبوكشعر إسماعيل بالنشوة وهو يتصل بود الناير الذي ما لبث أن أجاب وكان صوته واضحاًبرغم هدير الشاحنة التي كان يقودها عائداً من الإدارة في طريقه الىتبوك
    إسماعيل: كيفك يا ود الناير – يا زول إنت وين – معاك إسماعيل
    ودالناير: أهلاً – أهلاً – أهلاً لكن قلت لي منو
    إسماعيل: معاك إسماعيل من الدمامإسماعيل ال إنت اشتريت ليه التأشيرة قبل سنتين
    ود الناير: يا زول نحن بنشتريتأشيرات كل يوم ياتو واحدة دي
    إسماعيل: يعني أنا إسماعيل بتاعالموسيقى
    ود الناير: أهوووو – إسماعيل الفنان – وعملت شنو مع كفيلتك – هي اسمهامني
    إسماعيل: اها إنت جبت الكلام - الزولة دي وين بلدها -أنا لقيت لي شغل وعاوزأنقل كفالتي بأسرع فرصة
    ود الناير: منو الوين
    إسماعيل: الكفيلةالكفيلة
    ود الناير: يا زول إنت قاعد تهظر
    إسماعيل: هزار شنو يا أخي – أنافعلاً عاوز الكفيلة دي عشان نقل الكفالة.
    ود الناير: دا لو كانت عايشة لسع
    إسماعيل: شنو- قصدك شنو
    ود الناير: يا زولكفيلتك دي – مسلوقة و لا مسلوخة دي ما عارف اسمها لما اشترينا ليك الإقامة كانتراقدة في المستشفى في حالة غيبوبة
    إسماعيل مذهولاً..لا يرد
    ود الناير:لكنما عندك مشكلة أصلو ود أختها عنده مكتب خدمات وتوكيل شرعي منها وإذا إنت مشيت ليهوطوالي حا ينقل ليك الكفالة
    إسماعيل: مستعيداً توازنه- اها المكتب دا وين
    ودالناير: شفت شارع البريد في الدمام أول إشارة تعديها تاني إشارة تخش شمال في يمينأول دكان على يدك الشمال تلقى المكتب اسمه مكتب الهريجان للخدمات العامة- وتلقى فيهواحد مصري اسمه فرحات تديهو إقامتك وجوازك وهو بيظبط ليك القصة دي
    إسماعيلهانت يا ود الناير أنا اسع دي دربي عليهو
    ود الناير: يا زول فرحات دا ما بيداومبالليل أمشي ليهو بكره- وأوعك تقول ليه ود الناير كلمني... يقوم يقول ليك باقيالرسوم وين – ويلخبط علينا أمورنا
    إسماعيل: طيب-طيب بكره أنا حا امشيليهو
    ود الناير: يللا بالتوفيق وما قلت لي شغلك الجديد دا وين
    إسماعيلوالله في مجالي وكدا
    ود الناير: يعني في الفن وكدا –خلاص يا عبد- يبقى عندكعدادات وحفلات
    إسماعيل: يا أخي أنا ما قاعد اغني-أنا بدرس موسيقى
    ودالناير: يا خي ما كله فن في فن- اسع أنا القاعد أكلمك دا لو لقيت لي طريقة أوقفالشاحنة دي والله اغني ليك غنا ما حصل – واهو كلها تريلات وقندراناتوكدا
    إسماعيل: متضايقاً – على العموم شكراً يا ود الناير وكتر خيرك
    وأصبحالصبح وإسماعيل كان قد بات ليلته تلك على أحر من الجمر بانتظار الصباح- كان مرهقاًلكنه كان سعيداً والليموزين يحمله الى المكتب حيث سيلتقي فرحات المصري- وينقل كفالته الى ذلك الزول الظريف صاحب معهد الموسيقى- كان سعيداً لدرجة انه اخذ يصفربفمه لحن قلنا ما ممكن تسافر.....تررريم نحن حالفين...تررريم....وسرح بعيداً بعيداًوانتبه على صوت سائق والليموزين البنغلادشي وهو يخاطبه بصوت مرتفع ولهجة عربيةمكسرة
    صديق – إنت في كلام- هدا مكتب جوازات- إنت ما فيهدا مكتب أمكن مافي جوازات - صديق – صديق
    إسماعيل: مستعيداً تركيزه – أيوا – صديق إنت خلاصوصول
    السائق: أيوا – أنا في وصول-لكن هدا ما في مكتب جوازات – هدا في محل اسبيربارت
    إسماعيل: يا زول اسبيرات شنو –يمكن إنت مشيت غلط
    السائق: لا أنا روحمظبوط- إشارة البريد –بعدين يمين-شمال – أنتي كلام ما في معلوم
    إسماعيلطيب-طيب إنت في انتظار أنا في كلام نفر اسبيرات
    السائق:صديق-هدا أول مكتبجوازات- أنا أول في يجي- بعدين هدا كفيل بيع مكتب- بعدين سوي اسبيرات
    إسماعيلمترجلاً – أنا الحين في شوف
    ودخل إسماعيل مكتب الاسبيرات وبعد حوار مع العاملالهندي الموجود بالمحل- شبيه بذلك الذي دار بينه وبين السائق – بدت تتكشف أمامهالحقيقة – فالمكتب المقصود تحول بقدرة قادر الى مكتب اسبيرات – وفرحات – كان قدسافر الى القاهرة غانماً سالماً – بعد أن أكمل الشقة واشترى سيارة بيجو- والمحلمليء بالاسبيرات الأصلية والتجارية – وبينما إسماعيل يتلفت يمنة ويسرى-دون أن يدريماذا يفعل ولم يخرجه من تلك الحالة – الا صوت العامل الهندي قائلاً بلغة خليط منعربية وإنجليزية مكسرتين تماماً
    صديق – صديق أنت يبقى فرحات – أنا في معلومتلفون فرحات في مصر
    إسماعيل: منتفضاً –وينو –وينو الرقم
    الهندي: يمليء علىإسماعيل رقماً في القاهرة ( إسماعيل غير مصدق يتجه إلى أقرب كابينة ويطلب الرقمويدور على التلفون الحوار التالي
    إسماعيل: الو- الو
    صوت نسائي على الجانب الآخر: آلوووو-ايوا مين بيتكلم – كانت اللهجة المصريةالمنغمّة شديدة الوضوح
    إسماعيل: أنا إسماعيل –من السعودية –كيف الحال
    الصوتالنسائي: مسعود –من الإسماعيلية-ايه اللي حدفك على إسماعيلية يا واد-إنت مش لسعمكلمني من العجوزة- عقايب – آل إسماعيلية آل
    إسماعيل: باست إنتي فاهمة غلط أنامش مسعود –أنا
    الصوت النسائي: شوف الواد – يا واد انا ما بعرفش حسك – وبتعملايه في إسماعيلية-تكون البت فتحية –ما صوفة الرقبة – أنا لسع مكلمه مامتك اللينايمه على ودانه –إلا يا ود اولي هي صحيح وارثة عمارتين في إسماعيلية- إذا كان كداتباا قدع بصحيح – ما أنا عارفاك – أنا يا ود تايهه عنك – دا مربياك بايديا دولشوفو الواد يا أخواتي
    إسماعيل: يا ست إنتي – أنا –مش مسعود-ولا عندي علاقةبالإسماعيلية – أنا إسماعيل وبكلمك من السعودية- السعودية اللي فيها مكة والمدينةعارفاها
    الست: المدينة- عليه الصلاة والسلام- دنا آل ايله لعمك أبو إبراهيميبيع القاموسة ويوديني حجة أو عمرة – آم ايه – الراقل الما يتسماش أتخبط في نافوخهباع القاموسة واتقوز عليّ- يا خيبتك –ياتفيدة – وانفجرت المرأةبالبكاء
    إسماعيل ( كاد يبكي هو الآخر): لكنه تمالك نفسه دون أن يدري ماذا يفعللكن المرأة لم تمهله إذ قالت بين دموعها – لكن هو ايه الحكاية يا واد –يا مسعودساعات تأولي مسعود في إسماعيلية–ساعات تأولي سماعيين في السعودية- إنت من أهلالحظوة يا ود يا واد إنت
    إسماعيل (يضحك بالرغم عنه): باست تفيدة أنا سودانيواسمي إسماعيل – وبكلمك من السعودية – يسأل على فرحات –هو موجود
    تفيدة: فرحاتمش جاء من السعودية – وأتجوز ليلة امبارح وقاب معاهو سيارة بيجو –واشترى شاه – عبالعندك يا واد- بدل تتصرمح لي كدا مرة في السعودية ومرة في إسماعيلية. يبدو أن تفيدةتحولت الى لغز وإسماعيل قرر أن يقفل الخط عندما صرخت تفيدة
    استني –استني اهوبسلامته فرحات معاهو العروسه كمان- (ترمي السماعة) ويستمع إسماعيل للحوار التالي:ياحلاوة ياخواتي –ازيك يا فرحات وازي عروستنا-صباحية مباركةاولووووووووووووولوووول-وراحت تفيدة تعيد الترحاب والسلام للعروسين
    ظل إسماعيل على الهاتف الى أن سمع فرحات يتحدث مع تفيدة قائلاً: ما فيش اتصال منالسعودية
    هتفت تفيدة: ايوا دا القدع دا على التلفون من ساعة وبالأمارة سأل عليكبيقول اسمه مسعود –هو مسعود راح السعودية –بصحيح
    إسماعيل يعاوده الأمل ويضحكعندما سمع صوت فرحات على الهاتف
    إسماعيل: أولاً مبروك يا سيدي وأزيك وأزيالحاجة تفيدة
    فرحات: الله يبارك فيك واكرمك يارب
    إسماعيل: أنا آسف للإزعاجلكن الحقيقة أنا جيت المكتب ولقيته تحول محل اسبيرات –وفي الحقيقة أنا كنت علىكفالة واحدة من طرفكم اسمها- مسلوخة زعران الهريجان
    وأنا كنت عاوز انقل الكفالةوعرفت انك ماسك الحكاية دي وكدا- باريت يا أخ فرحات تشوف لي طريقة برغم انك في وضعخاص وكدا
    فرحات: ولا خاص ولا حاجة يا عمي –إنت التلي اسمها ايه الكفيلةبتاعتك
    إسماعيل: مسلوخة زعران الهريجان
    فرحات: آهـ -آهـ - افتكرتها لكن ديباين أنها ماتت يا عم من زمان
    إسماعيل: وطيب شنو رايك إنت
    فرحات: والله مشعارف يابن النيل-لكن أظن في الحالات دي الورثة بقومو بيها- عادة بيتنازلو من كلالجماعة المكفولين زي حالاتك- وممكن ما تكون المسألة دي ساهله يمكن يعملوا ليك خروجنهائي – وإذا ربنا كرمك وعنك تنازل يمكن يوافقوا على نقل الكفالة
    إسماعيلسعيدا):- آهـ أنا عندي تنازل مختوم من الغرفة التجارية
    فرحات: يبقى تروح تآبلواحد من عيالها-وتاخد تنازل منه وتتكل على الله
    إسماعيل:ايوا لكن عيالها ديلالا قيهم وين
    فرحات: والله علمي علمك- لكن لو إنت رحت الديرة بتاعتهم يمكن حاتلاقي واحد منهم هناك.إسماعيل: طيب – وين الديرة بتاعتهم دي
    فرحات: اسمها هجرةبن زعران –إذا كنت فاكر كويس
    إسماعيل: اسمها شنو
    فرحات: هجرة الزعران أوبني زعران –واقرب مدينة ليها اسمها جراد الهجعة ناحية الارطاوية-كدا
    إسماعيلوين المحلات دي –يا فرحات
    فرحات: بأول ليك ياسماعين –أنا راجع السعودية بعدأسبوعين تلاتة بالكتير-أصلو عندي مستحآات هناك وشوية حاجات كدا –لو تستناني لمنارجع أشوف ليك أولاد الحرمة دي وأنا أساسا حا آابلهم في الدمام
    إسماعيل: طيب ماعندكش رقم تلفون لي أي واحد منهم – يمكن اقدر اكلمه على بال ماتجي إنت
    فرحاتافتكرت والله دقيقة واحدة ولا مواخذة
    يقلب فرحات مذكرة تلفونات لديه على مايبدو أو كما يتخيل إسماعيل ثم يعطي إسماعيل رقماً –مضيفاً انه لشخص اسمه- جويعيدهملان الجليميد – وهو احد ابنا الست مسلوخة الله يرحمها
    يتصل إسماعيل بالسيد جويعيد الذي لم يصدر منه أي استجابة طوال خمس دقايق سوى كلمة ظل يرددها على مسامعإسماعيل باستمرار (سم بفتح السين وتسكين الميم
    إسماعيل: الو
    جو يعيدسم
    إسماعيل: السلام عليكم: جو يعيد: وعليكم – سم
    إسماعيل: يا اخي أنا اسميإسماعيل وأنا على كفالة الوالدة
    جو يعيد: سم
    إسماعيل: هل الوالدةموجودة؟
    جو يعيد: سم
    إسماعيل: الوالدة / السيدة- مسلوخة
    جو يعيدايييييييييييييييييييييييع
    إسماعيل: طيب أنا إسماعيل وكنت على كفالتها
    جويعيد: سم
    إسماعيل: يا جو يعيد اسمعني كويس- وخليني أكمل كلامي.جو يعيدسم
    إسماعيل( تخطر له فكرة لكسر هذه الحلقة المفرغة): يا أخ جو يعيد تعرففرحات
    جو يعيد: هلا والله –رجعت – يقولون أعرست- ويش لونك-ويشلون
    إسماعيل: يا خي أنا ما فرحات أنا اسماعييييييييييييييييييييييييييل وفرحاتلسع في القاهرة
    جو يعيد: سم
    إسماعيل يرد بسرعة: حتى لا يعود جو يعيد مرةأخرى الى سم لكن أنا لسع مكلموا.جو يعيد: سم
    إسماعيل: أنا الحين زهمت على فرحاتوهو بتسلم عليك
    جو يعيد: وينك مالحين
    إسماعيل: أنا في الدمام جنب مكتبفرحات القديم
    جو يعيد: أنا الحين بجي عليك
    وانتظر إسماعيل ولشدة دهشته لمتمضى سوى ثوان حتى وجد نفسه وجهاً لوجه أمام جو يعيد
    إسماعيل: إنت
    جو يعيدأنت
    وظل الرجلان ينظران لبعضهما البعض في حالة من الذهول
    لم يكن جو يعيدسوى ذلك الشخص الموجود بكابينة التلفونات نفسها التي تحدث منها إسماعيل مع الحاجةتفيدة وفرحات ثم جويعيد وكان إسماعيل قد أعطى جويعيداً قبل قليل قيمة هذه المكالماتالطويلة التي انتهى منها قبيل لحظات-إسماعيل المكفول وصاحب الكابينة إبن الكفيلة يالمحاسن الصدف
    إسماعيل:إنت – إنت جويعيد
    جويعيد: إنت موبفرحات (يعني أنك لستبفرحات).
    إسماعيل: أنا إسماعيل و
    جويعيد: سم؟
    إسماعيل:يمسك جويعيد بكلتايديه.ثم يسرد عليه بسرعة حكاية الكفالة- والوالدة ونقل الإقامة بسرعة وبلهجة حاولأن يجعلها بدوية بقدر ما أستطاع
    جويعيد: (يبدو عليه أنه قد بدأ يستوعب ويرد)الوالدة الله يبيحها (يرحمها
    إسماعيل: البركة فيكم يا رجال
    جويعيد:سم؟
    إسماعيل: مصححاً بسرعة أقصد ربنايرحمها وكدا
    جويعيد:أجل.. إنت على كفالة الوالدة
    إسماعيل:نعم
    جويعيداييييييييييييييع
    إسماعيل: نعم؟
    جويعيد:والله إنت حضك طيب.الوالدة تاركتْلنابعاريناً واجد والصبي الأولا راح
    إسماعيل:نعم؟نعم
    جويعيد:ما تسمع إنت-أقولكالبعارين في البر- والحين ما عندنا صبي (راعي).
    إسماعيل:طيب شوفو ليكمصبي
    جويعيد:وليش حتى نشوف صبي وأنت موجود- ياللا ياللا مشينا.هدا الجمس وهاداكالوايت
    إسماعيل:يا زول كدي أقيف.(فقد إسماعيل في هذه اللحظة كل مهاراته في نطقاللهجة البدوية) بعارين شنو وجمس ايه. أنا عاوز أنقل الكفالة والآن لوسمحت
    جويعيد:تنقل إيش... إنت ما دريت إنك منحاش(هارب) من يوم ما جيت ولأحدطالعك وهالحين بتنقل الكفالة؟ يللا يللا أقولك الجمس واقف والوايت
    إسماعيلفاقداً أعصابه: يا جويعيد أنا من هنا ماني رايح أي مكان والكفالة حا تتنقل الحينوأنا عندي خطاب من الكفيل الجديد هدا هو
    جويعيد يتناول الخطابوينظر إليه دون أن يبدو عليه إنه يقرأ شيئاً ثم لا يلبث أن يضع الخطاب في جيبهمخاطباً إسماعيل: هدا الخطاب ما أدري ويش مكتوب عليه وأنا أقولك البعارين هالحين
    إسماعيل مهتاجاً: جيب الجواب دا الحين محاولاً انتزاع الخطاب من جويعيدالذي يقاوم
    إسماعيل وقد زاد هياجه والله العظيم ما تجيب الجواب دا إلا أتصل علىالشرطة والكفيل الجديد والسفارة السودانية.وووو
    جويعيد لا يبدو عليه التأثر لكنهيسأل:سوداني إنت
    إسماعيل: لا أرجنتيني
    جويعيد: سم؟
    إسماعيل: أبوه سودانييا خي جيب الجواب
    جويعيد: تعرف أمبده
    إسماعيل: يزول عنه هياجه فجاءةنعم؟
    جويعيد:أقولك تعرف أمبده؟ إنت مو بسوداني؟
    إسماعيل: أنا سوداني وسودانيأنا- لكن إنت إيش العرفك أمبده
    جويعيد:أمبده- أمبده.... بدى نطق جويعيد لأمبدهسودانياً خالصاً
    إسماعيل: مذهولاً – أيوه أنا ذاتي ساكن فيأمبده
    جويعيد:هلا-هلا- هلا والله
    إسماعيل: وقد زاد ذهوله: أهلاًوسهلاً
    جويعيد:مبتسماً ابتسامة عريضة يأخذ إسماعيل بالأحضان ويأخذ في تقبيل أحدخديه المرة تلو الأخرى.على طريقة البدو مردداً هلا-هلا- هلا والله، ويش لونك، ويشلون العيال، ويش لون الربع، ليش ما سيرت علينا(لماذا لم تزرنا
    إسماعيل: واللهكان نفسي أزوركم لكن ما كنت عارف (باريتني كنت عارف
    جويعيد:والله ما أنت برايحإلا وأنت مسيراً علينا.(يعني لن تذهب من هنا إلا إلى منزلي
    إسماعيل:أسير معاكمالحين
    جويعيد:ايه-ايه (نعم-نعم
    إسماعيل: قصدك نمشي للبعارين
    جويعيد:يارجال خلي البعارين تولي(يعني دعك منها). ويتبع جويعيد جملته هذه بأخذ إسماعيل منيده متجهاً به رأساً إلى سيارته مردداً طوال الطريق: هلا-هلا والله تقول من أمبدههلا،هلا
    إسماعيل: ينقاد تماماً لجو يعيد ويدخل السيارة دون أن يدري ماذا يعنيكل ذلك.لكن إحساساً داخلياً كان يوحي له إن حكاية كونه سودانياً ومن أمبددةبالتحديد قد قلبت الوضع رأسا على عقب. وربما فتحت أمامه أبوابا لأفاق جديدة.من يدريوهكذا وجد نفسه جالساً إلى يمين إبن كفيلته فى عربة جيمس متجهة إلىخاااااااااااااارج الدمام. سارت السيارة لمدة ساعة تقريباً في الصحراء فبل أنيوقفها جويعيد أمام قرية بل هجرة صغيرة تناثرت فيها عدة بيوت كيفما أتفق. ووسطهابعض الخيام المصنوعة من الشعر وأمام كل واحدة مجموعة من البدو يجلسون في حلقات علىالأرض تتوسطها ناراً مشتعلة على الحطب ودلات القهوة ورائحتها تملأ المكان- بينمايتناهى من فضاء غير بعيد رغاء الإبل- يقطعها أحيانا نهيق حمار أو نباح كلاب
    إسماعيل(وقد عادت إليه هواجسه): يا زول إنت جبتني للبعارين ولاشنو
    جويعيد:أقولك خلي البعارين تولي –هلا،هلا،هلا هادي الساعة المباركة هلابالرجال هلا،هلا، تعرف عبد الواحد؟
    إسماعيل: منو؟
    جويعيد:عبد الواحد، عبدالواحد يا رجال
    إسماعيل: ومين عبد الواحد دا؟
    وهنا ولدهشة إسماعيل التي يبدوأنها لن تنتهي هذا المساء، رأى جويعيداً وكأنه يفتش عن الكلمات ثم لم تلبث ملامحوجهه أن تغضنت ثم....أجهش جويعيد بالبكاء....ظل إسماعيل يحدق فيه وهو لا يكاد يصدقعينيه بينما تحول بكاء جويعيد لنشيج حاد متهدجاً بين دموعه: راح عبد الواحدوراحت أيامه
    في تلك الأثناء كان البدو قد تجمعوا بأعداد كبيرة حولهما.تاركينالقهوة والسواليف..وبعضهم لم يتمالك نفسه عندما سمع اسم عبد الواحد ويجهش الجميع فيبكاء حار
    إسماعيل: ظل الوحيد الذي لم تترك له الدهشة مكاناً لأي إحساسآخر..بينما البدو يردد الواحد منهم بعد الآخر..راح عبد الواحد....وراحتأيامه
    بعد زمنِ لم يحسبه أحد اضطر إسماعيل للتدخل يا جماعة والله الواحد مقدرأحزانكم وكدا وكمان حكاية الأخ عبد الواحد، لكن بالمناسبة شنو حكاية عبد الواحد دا؟وليش راح وكيف راحت أيامه؟
    لم يرد أحد. وكان على إسماعيل أن ينتظر حتى يتمالكجويعيد نفسه. قبل أن يسمع منه حكاية لا مثيل لها عن بدوي سوداني..كانت له فيما سمعأياما وليالي في هذه المرابع كأنها من زمن عمر بن أبي ربيعة.....كان مقيماً بينهملا يدري أحد من أين آتى لم تكن له أي إقامة ولا جواز سفر و لا أي أوراق ولايحزنون....كان يرعى الإبل ويقول الشعر البدوي...بل و يؤلف منه عشراتالقصائد...ويأكل وينام في أي بيت...وظل على هذه الحال سنين عدداً ألفه أثناءهاالقوم ووثقوا به بل وأحبوه مثل أي واحد منهم..أكتر من ذلك كان يغني تحت في لياليالصيف تحت القمر...وكانت لديه ربابة....بل وكان يعالج بعض المرضى...بطرق لم يعهدوها...ويبدو أن جويعيداً نفسه كانت قد ألمت به ذات مرة حمى شديدة لم يشفه منها علىما قال سوى عبد الواحد...وحتى زوجته التي لم تنجب أبداً وكاد أن يتزوج عليها لمتلبث أن أ‘ته أربعة توائم دفعةً واحدة بعض أن أعطاها عبد الواحد شراب ما وبضع أوراقكتب عليها شيء ما
    كيف حدث إن عبد الواحد قد انتهت أيامه المجيدة تلك؟ لم يلبثجويعيد أن أخبر عن ذلك إذ بينما كانا ( جويعيد-عبد الواحد) ذات صباح في رحلة قنصعلى متن سيارة جويعيد قام عبد الواحد على عادته بتحويل مؤشر الراديو على إذاعةامدرمان، وصادف أن كان المذيع يختم نشرة العاشرة كالعادة بإذاعة الوفيات، كانجويعيد في تلك اللحظة يصوب بندقيته نحو أرنباً بري عندما أنساه صيده وأرنبه نشيجعبد الواحد الحاد
    جويعيد:ايش فيك يا رجال...ويش بلاك..ويش صار
    عبد الواحدالوالد-الوالد-الوالد
    جويعيد: ويش فيه
    عبد الواحد:الوالد،الوالد توفي ياجويعيد
    جويعيد: ويش دراك؟
    عبد الواحد: سمعت في الرادي ها لحين
    وشهدت هذهالبقعة من الصحراء في ذلك اليوم بكاء صديقين عزيزين
    أقام البدو سرادق عزاءتداعى له كل من عرف عبد الواحد ولمدة أسبوع كامل..وعندما عزم هذا الأخير على السفرإلى السودان رافقه جويعيد بنفسه الى السودان ومكث هنالك أسبوعين في أمبددة في ضيافةأهل عبد الواحد أكرمه فيها هؤلاء ورأي من أمرهم عجباً بالذات فيما يتعلق بالطبالتقليدي وما يرتبط به ومن يومها ظل جويعيد كل منت لم يكتب له الإنجاب من أبناءديرته ويحدث بقدرة قادر أن يرزق بالطفل والتاني والتالت وووو...وظل إسماعيل يستمعلتلك الأعاجيب عن عبد الواحد حتى كاد أن ينسى لماذا هو أصلاً هنا...وجاء أثناء ذلكالعشاء كتلاً من اللحم وسط كتلٍٍ من الرز..بعدها جاء البعض بالرباة التي تركها عبدالواحد وعزفوا عليها باحتراف حتى إن إسماعيل قد شاركهم العزف...وفي أولى محاولاتههتف الجميع...عبد الواحد...عبد الواحد
    يبدو أنهم أن طريقة عزفه تشبه عزف ذلكالذي يفتقدون
    ونسي إسماعيل نفسه مع العزف والربابة والسهر إلى أن غلبهالنعاس ونام وسط ذلك الجو الأسطوري....أفاق صباحاً...فإذا بالمكان خاوٍ علىعروشه....لم يكن هنالك من جويعيد أو أي أحد آخر سوى طفل يلهو حافي القدمين..أمامأحدى الخيام
    نادى عليه إسماعيل: يا ولد وين جويعيد؟
    الطفل: جويعيدكشت
    إسماعيل:شنو؟
    الطفل: اقو لك جويعيد...كشت
    إسماعيل: كشتوين
    الطفل: ويش فيك...راح البر(الخلا) مع ربعه
    إسماعيل:البر ...ونحن وينالحين
    الطفل:حنا في الديرة
    إسماعيل ينظر حوله الى الديرة التي لم يكن بهاأحد...ولا حتى الإبل التي كان رغاءها يرتفع طوال الليل
    جلس إسماعيل لدقائق تأملفيها كل تلك الأحداث. ولم يتمالك نفسه من الضحك بأعلى صوته
    نظر إليه الطفلمندهشاً قبل أن يهتف: السوداني رفيج(رفيق) عبد الواحد إنجن(جُّن
    في تلك اللحظةانفرجت إحدى الخيام عن فتحة أطلت منها امرأة يبدو أنها سمعت صوت الطفلالمرتفع...وخرجت تستطلع الأمر.على أنها ما لبثت أن اختفت مثلما ظهرت بمجرد أن رأتإسماعيل
    مكث إسماعيل يرقب ما يحدث عندما أطلت المرأة بعد دقائق وهي ترتدي عباءةشاملة السواد...وصاحت من بعيد...إنت عبد الواحد؟
    إسماعيل في سره ( يا لسطوة عبدالواحد) ثم بصوت عالي مجيباً: لا أنا مو عبد الواحد أنا صديقه
    المرأة: وينوعبد الواحد
    إسماعيل:راح عبد الواحد وراحت أيامه
    المرأة: ويش تبي (ماذاتريد
    إسماعيل: ابي نقل كفالة(أريد نقل كفالة)
    المرأة:كفيلتك مينهي
    إسماعيل: مسلوخة زعران الهريجان
    المرأة:جدتي
    إسماعيل: وهيحبوبتك؟
    المرأة:أي-أي
    إسماعيل: يبقى جويعيد قريبك
    المرأة:أي-أي جويعيدخالي
    إسماعيل: وين هو راح دا الحين
    المرأة:راح قشة
    إسماعيل: متىيرجع
    المرأة: ما ادري
    إسماعيل:لا حول ولا قوة الا بالله
    المرأة: تقول إنتعلى كفالة جدتي
    إسماعيل:نعم
    المرأة:ويش اسمك
    إسماعيل:إسماعيل الماحيعبدالله
    المرأة: تختفي بالداخل قليلاً ثم تعود وترفع يدها بصورة بمقاس الباسبورتمخاطبةً إسماعيل:هادي صورتك ( تطلعه على صورة في يدها)
    إسماعيل: مندهشاً – نعمنعم (لم يكن يملك أدنى تفسير لوجود صورته مع هذه المرأة، لكنه استنتج بعد ذلك إنإجراءات استخراج الاقامة ربما تطلبت في مرحلة ما وجود صوره مع الكفيل)
    المرأةلم تترك له وقتاً للتفكير بل فاجئته قائلةً:ودك تنقل كفالتك
    إسماعيل:طبعاً-طبعاًبالتأكيد
    المرأة:ويش
    إسماعيل:أي –أي ودي أنقل كفالتي
    المرأة:تعرفتكتب
    إسماعيل(ضاحكاً بالرغم عنه) نعم -نعم
    المرأة: خلاص أكتبتنازل
    إسماعيل:محتاراً ( يسرع الى حقيبته وينتزع ورقة يكتب فيها صيغة تنازل لكنعندما يأتي إلى اسم الكفيل يتوقف ويسأل المرأة – أكتب الكفيل كيف؟
    المرأةجدتي
    إسماعيل:لكن جدتك توفت
    المرأة:ما عليك أكتب بس
    إسماعيل:يكتب وهو فيمنتهى الحيرة
    أنا مسلوخة زعران الهريجان –أتنازل لكم عن مكفولي إسماعيل الماحيعبدالله وفقاً لـ.......و
    الاسم مسلوخة زعران الهريجان
    التوقيع
    وناولإسماعيل الورقة للمرأة التي لم تحاول حتى قرأتها واختفت بالداخل لتعود وتناولالورقة لإسماعيل الذي يجد ولدهشته الشديدة إن ختماً يحمل اسم مسلوخة زعران الهريجانقد تم وضعه في أسفلها مكان التوقيع
    إسماعيل: كيف تختمي باسم مسلوخة والزولة ديماتت
    المرأة:ويش فيك إنت أنا مسلوخة بعد
    إسماعيل:مسلوخة على اسم جدتك أقصدسموك على اسم جدتك
    المرأة:نعم
    أخذ إسماعيل ينقل نظره بين المرأة وبين التنازلالذي كتبه بخط يده والذي اكتسب قوة القانون بفضل الختم الذي وضعته المرأة وهو لايكاد يفقه من أمره شيئاً
    عندما سألته المرأة: وين عبد الواحد؟
    إسماعيل: يحدقفيها دون أن يدري كيف يجيب
    المرأة:تقول أنك قريبه
    إسماعيل:ايوا – أقصدنعم
    المرأة:وين هو في ( أين هو
    إسماعيل يجيب بدونتفكير) 24 القرشي
    المرأة: ويش ذي القرش... ويش تقول؟
    إسماعيل:هادي ديرة عبدالواحد
    المرأة:زين ثم اختفت بالداخل
    عاد إسماعيل الذي أصبح وحيداً وفي يدهالتنازل الي حيث كانت المرأة المدهشة تقف منذ قليل وفجأة أدرك انه قد صار حراًطليقا وان بامكانه نقل إقامته الى مالك معهد الموسيقى وتخلص مرة والى الأبد منمسلوخة وربعها لكن شيئاً ما جعله يخطو نحو الخيمة لكي يشكر مسلوخة الصغيرة التي تمله بفضلها الخروج من هذه المعضلة لكن قبل أن يشرع في ذلك تذكر- يا مسلوخة –يامسلوخة لم تلبث المرأة أن ظهرت فجاءة على باب الخيمة
    إسماعيل: متلعثماً وديودي بس أشكرك على حكاية التنازل وكده
    المرأة:ويش فيك يا رجال
    إسماعيل:ما فيشيء – بس قلت أشكرك قبل ما أروح
    المرأة:وين إنت رايح
    إسماعيل:رايحالدمام
    المرأة:ويش تسوي في الدمام
    إسماعيل:يخطر له أن ينفد بجلده فقد تفاجئهالمرأة بان يسرح بالإبل أو تأخذ منه التنازل – يرد قائلاً ودي أروح أسوي تلفون لعبدالواحد وابلغه سلامكم
    المرأة:عبد الواحد في الدمام قالت ذلك وقد تألقتعيناها
    إسماعيل:لا-لا عبد الواحد في السودان
    المرأة:عبد الواحدسوداني
    إسماعيل:يبدو لي انه كذلك
    المرأة:لكن عبد الواحد بيقول الشعرحقنا
    إسماعيل:ما هو نحن قاعدين نقول الشعر بتاعكم لأنو اللسان واحد –اقصد اللغةواحدة
    المرأة:أتقول الشعر إنت
    إسماعيل: أحيانا
    المرأة:متل عبد الواحد
    إسماعيل:والله أنا ما عارف عبد الواحد كان بيقول الشعركيف
    المرأة:ما تقول إنت ابن عمه
    إسماعيل:ايوا-ايوا- لكن الوكت داك ما سمعتهقال الشعر بتاعكم
    المرأة:خلاص قول لينا من الشعر الأول
    إسماعيل:محتاراً- لكنهيتذكر انه كان يحفظ قصيدة عنترة بن شداد منذ أيام الثانوي ويبدأ بالإنشاد
    هلغادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
    يا دار عبلة بالجواء تكلميوعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
    المرأة: مقاطعة مو هذا بشعر( ليس هذابشعر
    إسماعيل: كيف هادي من المعلقات
    المرأة: ما هدا بشعر عبدالواحد
    إسماعيل: محتاراً وماهو شعر عبد الواحد
    المرأة: تبدأ فوراًبالإنشاد
    جنة العشاق القلوب مرتاحة
    وإنت يا قلبي مالقيتلك راحة
    والمساء لوراح الصباح ما راحا
    والشعر مفتاح.لعطور فواحة
    للقلوب مفتاح
    إن نسمةًهبت...فوق ربيعاً زين
    والغيوم خبت...تشبه الوزين
    الجمال في العين
    والبدورطالعين في السماء والأرض
    والنياق البيض فوق رمالها تريد موعداً ريض
    الحبيب لوراد ما يبقي غير مرداد
    من عاشقو كلمة سَمّ
    والعشق لو لاح ما يبقىللوالدين
    إلا قولت تم
    ويوماً سرينا بعيد البعير عيّا
    والقعود صارخاً يبقىناس ريا
    اراهو ممسوخا
    الدنيا بي صروحا ما تسوى مسلوخة
    الواحد المتعالعالماً بهدا الحال
    وعبد الواحد الجوال ما يبقى الا وصال
    وطيب قنصاً أظنهمحال
    حين ربعنا كشتوا..وهبت ريح جنوب في شمال
    واعدانا سكتوا
    سوا ليفاقالوه خويانا ..بعاريناً تخب في رمال
    ويوماً ربع الوادي..جو يعيدا يغنيوحيده
    دموعه جارية في خد يده
    أقوله كفاك ترد ايدو
    وقاصد المعنىترديدة
    يا رفيجي ما دراك ويش بي
    وينحاش مني دغريا
    لكن حقيتو شوف العين
    دمعاً غزير وسخين
    أقول لصديقي ما هماك
    وماها معاك
    خلها تولي
    أراكباكر يلوج عقلك
    ويسولفوا يقولوا إنجن
    تقولي أراك تستني
    وشوفة وجههاالجنة
    وبراك سايحاً في ديرتنا
    دوامك منا لي منا
    و........و
    وظلت المرأة تنشد وإسماعيل يستمع حتى وقت لم يكن ممكناً حسابه، أفاق إسماعيل علىصوت عربة مما سبب أعادته الى حقيقة كونه بعيداً من الدمام وبيده التنازل ولا يحتاجإلا إلى وسيلة مواصلات، عندها قاطع المرأة شاكراً ومبدياً عجبه وإعجابه من هذا الذييجري وهو يعدو مبتعداً نحو العربة التي ما إن وقفت حتى بادره البدوي الذي يقودها
    إنت سوداني
    نعم
    تعرف عبد الواحد؟
    إسماعيل يرد تلقائياً: عبدالواحد راحت أيامه
    البدوي ( صارخاً): إسماعيل مات؟
    إسماعيل.لا..لا..ماتتمسلوخة
    البدوي: إنت مو بصاحي
    إسماعيل: أنا نقلت الكفالة. ورايحالدمام
    البدوي: 15 ريال
    إسماعيل: حا اديك 50 ريال
    البدوي: عز الله إنتمو بصاحي
    إسماعيل: الزهور صاحية على الأقل
    البدوي ( يهز رأسه متعجباً) ثميواصل القيادة ناحية الطريق السريع الى الدمام
    كان راديو العربة مفتوحاً علىإذاعة الكويت التي كانت تبث في تلك اللحظة لحناً للمطربة السورية أصالة وكان ذلكاللحن الذي سبق أن سمعه وأعجب به إسماعيل بمثابة مسك الختام بالذات وهو يسمعه بعدكل ذلك الذي جرى، بدأ إسماعيل يترنم مع أصالة عندما حرك البدوي فجاءة مؤشر الراديوليستمع لإذاعة الرياض، التي كانت تبث أخبارا محلية، كاد إسماعيل أن يطلب من البدويإعادة المؤشر لإذاعة الكويت لكن في تلك اللحظة سمع المذيع يقول: جاءنا الآن البيانالتالي من وزارة العمل والشئون الاجتماعية( أعلن معالي وكيل الوزارة لشئون الوافدينإن الوزارة بصدد مراجعة التأشيرات الممنوحة للعمل ونقل الكفالات وعليه سيتم إيقافكافة الإجراءات المتعلقة بتغيير المهن ونقل الكفالات حتى إشعار آخر



                  

05-27-2006, 01:07 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    Up Up up
                  

05-29-2006, 04:13 PM

Yara


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    up
                  

05-30-2006, 04:06 AM

banadieha
<abanadieha
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 2235

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: Yara)



    ستنا Yara

    في مشرق الريد النهار
    شفت شمسك
    إبتديت
    أقراكي تاني
    شلت معناك
    ومشيت
    من مطلع الريد المعاني
    قلت في جواي أدسك
    يارحيق ورد الأغاني

    أبوذر بابكر....سودانيس أونلاين 30/5/2006

    وين الحي بيك يابنية يانقية؟
                  

06-05-2006, 04:50 PM

Rabab Elkarib
<aRabab Elkarib
تاريخ التسجيل: 10-15-2002
مجموع المشاركات: 1406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة "بين كفيلين" - الدكتور Mohammed Elkarib (Re: banadieha)

    Up Up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de