إننا اليوم نأسى كثيراً.. عندما نرى إنتشار النفعيين يمشون بيننا في شتى مناحي بوستات منبرنا وحياتنا الإفتراضية والواقعية... فهم يشكلون جزء من نسيج الحياة... الذي يغبش واقعيتنا... ومحاولة البحث عن الحلول... نتألم أكثر عندما نجد من يصفق ويطبل لهم.. ويسايرهم ويمنحهم الفرص لإقتناص منافع الغير... والتلاعب بعواطف الآخرين... كما الطهاويون... سنأسف كثيراً إذا غدت النفعية والإنتهازية سلوكاً مباشراً للبعض في أغلب جوانب حياتنا نراهم بلا مواربة ولا إستحياء وعلى المكشوف... يمارسون إنتهازيتهم بلا خجل... مبدأهم:
كيف بنقس لي ...؟ أفلمنك ليكي...
يعني طبل لي... وأعزف ليك..! أعزف لي عود... وأنظم لك أغاني..؟
أعطني وأعطيك..!! النتيجية إنتهازية بغيضة.. فقيمنا الإجتماعية والسلوكية التي نشأ عليها المجتمع السوداني... تكره مثل هذه الظاهرة... الأمر الذي يعطي مؤشرات كثيرة تتطلب تحديد مواقفنا منها... خاصة عند الذين يلوكون فرضاً اسم محمد حامد جمعة لا لشيء إلا لغرض إنتهازية اسم شهرة محمد حامد جمعة ومنها الوصول إلى عالم الشهرة المفترض حسب مخلية صاحبه... أو كما يمارس محمد سليمان وفرقته من كضب... أو كما إفترضه خيال الرسام خالد كودي لشخصية الإمام المهدي... وبالتصدي لهؤلاء بحزم من أجل حياة منبرية أفضل... تنعكس على الواقع لغدٍ أروع.. لا بد من التصدي لهؤلاء... فلو نظرنا إلى عالم منبرنا هذا لمختلف ممارسات وسلوكيات المتعاملين فيه على كافة المستويات فإننا نجد أن النفعية بارزة... وبارزة بشكل وقح عند من يحملون مؤهلات أعلى... فيما أعني منهم الدكاترة... والذي يجعلني أكاد أن أجزم معني الآية كمثل الحمار يحمل أسفاراً.. فهم لا يحملون في جعبتهم جملة واحدة مفيدة... تفي بالغرض لحياة مجتمعنا الذي يعاني من ويلات إنتهازيتهم المأفونة... خاصة فيما يلوكونه من صراع عنصري في بلدنا السودان... فهي ظاهرة بغيضة ولكن... أصبحت مقبولة تحيط بها المسايرة والمهادنة من كل جانب... الأمر الذي جعل من النفعيين سعداء أكثر بتصفيقهم لجهات معينة وأشخاص بلا وجه حـــق سوى أنهم ينتظرون منهم منفعة وتتناسب مع ما قدموه من حرق بخور .... لحالة التجمد الذهني... الزائف بلا حساب أو روية... أي دون ضابط أخلاقي.. أو وازع ديني... ولكن مهما كانت تلك السلوكيات الغير مقبولة على الاطلاق... والتي تضمن تحقيق مصالح خاصة بأصحابها المريضين على حسب أعتقادي... وعلى حساب المصلحة العامة... والتي إنعكست على شكل مخيمات إيواء للاجيئين... والتي عانينا منها وسنعاني منها كثيراً في الحاضر والمستقبل.. والماضي... فهذه السلوكيات قد تثمر تحقيق منافع شخصية ضيقة تتعارض مع منفعة المجتمع إلا أنها لا يمكن أن تظل تثمر طويلاً وللأبد... فحدودها ضيقةكأفق بشاشا... الذي لا يتعدى مدى بصيرته تحت أقدامه.... ولا يرى أبعد من تحت حبالها التي نسجها جيفة عنصرية مأفونة وقصيرة المدى تنتفي بمجرد إنتفاء الهدف منها... وستكون نتائجها كما حدث في مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة على المدى... أو كما حدث في أسمرا بين مقاتلين دار فور... وهذا يؤكد مقولة.. ما بني على باطل فهو باطل... والسُنه السيئة.. لا يحيق مكرها السيء إلا بأهلها... فإن ما يحدوث اليوم من تصارع المنافع وتضادها في من يجلس على دُفة القيادة دون التفكر بالآلية التي يمكن أن توفر مناخ الرضي ... هو عين الإنتهازية لهذه الفطريات التي لن تحيا في جو معافي نقي.... وهذا ما يبرر الذي دائماً ما يبرز بين المنتفعين لأنهم يفتقرون للجرأة... أو يقاتلون من وراء جُدر... هم جبناء حد النخاع... لأن الصدق في التعامل معهم يعني كشفهم على الملأ... مما يجعل الحياة إن سيطر عليها هؤلاء كئيبة مسلوبة الجمال.. والتلقائية والبراءة.. لا شك أن النفعية أصبحت ظاهرة سيئة تتمدد في مختلف شرايين الحياة كأسلوب سيء يمهد لأساليب أخرى أكثر سوءاً!! لكننا اليوم أكثر من أي وقت مضي نحتاج أكثر إلى دعم مسارات حياتنا ومسالكها العديدة بأطر سليمة واضحة ترفض الإستسلام للواقع النفعي الذي يُراد له هؤلاء أن يقوم ... فالوضع القائم كلنا نسعي لتغييره للأفضل ... وفق آليات شريفة... وليس منهجنا لذلك.. الغاية تبرر الوسيلة أو كما تعارف عليه الناس كسلوك موجود عند صبيان رودا والطهاويويين فالموضوع أصبح شائكاً ومزعجاً... وقد جناه مجتمعنا البسيط في شكل مأساة أضجعت العالم... كله.. دون أي أعتبار لما آل إليه سمعة بلادنا التي نحمل شرف الإنتماء إليها... فهناك تساؤل يؤرقني..: متى ندرك أن المشكلة هي في طريقة التفكير الإنتهازي لدى البعض والأسلوب الميكيافيللي المسيطر في التعامل والذي يرونه شطارة وليس لأسباب أخرى؟! إلى متي سنظل أن نقول للأعور ألبس ليك نضارة... دون أن نقول له عينك عوراء...
أيها المستنيرون والمستنيرون جداً... أنتم إنتهازيون حد النخاع...
فهناك أكثر من 160 سؤالاً فيه نوع من التحدي المحبط.. ولا يقوِّم... فهل نحن في حاجة إلى قدرات حتى مغلفة في شكل قرارات سنعاني منها مستقبلاً كثيراً... هذا لو سلمنا بأن المطلقات ضحايا... لجهل الآباء.. وعواطف الأمهات... فهل بيننا مرضى يحتاجون إلى أسرة... وآخرون يبحثون عن الدواء...!! فالإعلام سلاح مهم يحتاج إلى شجاعة...
فنحن غير المتخصصون لا نعرف إلا البنادول... وغيرنا يشخص دون الحاجة إلى أخصائي..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
A.Razek Althalib
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست