السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 02:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2005, 06:52 AM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Fictions and defictionize (Re: Abdulgadir Dongos)

    عزيزي عبد القادر، لك التحية مرة أخرى، ونواصل الحوار..

    قلت لي (تري أنت تعمم فهم العاطفة الدينية ، ليس في الدين الأسلامي فهم يدعوا لتدر خدك الأيمن ان صفعت في الأيسر. الدين الأسلامي يحث للعين بالعين ، اذا نحن امام حالة نسبية تختلف وتتغير حسب الدين والثقافة والبيئة الجغرافية. ليس تجربة تسامح المهاتما غاندي كتجربة مارتن لوثر، وكليهما يختلفان عن تجربة تسامح الأستاذ محمود).. قولك هذا غير صحيح، فالدين الأسلامي قد شمل خصائصا أكثر من هذه التي ذكرتها وأعظم منها، وقد تنزل بكل خاصية شرعية لتكون مطبقة في زمانها.. ما رأيك في الآية (وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله)؟ ألا ترى الدعوة الصريحة للتسامح والعفو ومن ثم البر بالعدو فيها؟ وكذلك قوله (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) وقوله (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين).. هذا مع العلم أنها هذه الآيات ليست الوحيد في القرآن التي تحث على هذا الخلق، ولنا في حياة محمد نفسه عبرة معتبرة في المواقف التي كان فيها إيذاءا لشخصه دون المساس بحرمة الدين.. الإسلام عندما شرع بدأ بأدنى مستوى من العدل، وهو القصاص، حيث لا تخطئ في حق من لم يخطئ في حقك، ولكنه من ثم ندب الناس إلى القمة الشماء حيث العفو ومن ثم الإصلاح (تقديم الخير للمسيء).. وأنا لا أنكر أن وصايا السيد المسيح كانت هي الاقرب للجانب اللطيف الرحيم من التسامح، ولكن المسيحية لا تنكر كون الشريعة اليهودية مرسلة من السماء، والشريعة اليهودية فيها ما فيها من صور العنف، والسيد المسيح لم ينقض تلك الشريعة، ولم ينكر أنها مرسلة من الرب، وإنما دعا وندب الناس إلى تطويرها إلى ما هو أكمل منها.. ولكن واقع التاريخ يخبرنا أن المسيحيين لم يستطيعوا تطبيق وصايا السيد المسيح، حتى حوارييه، وذلك لان حكم وقتها لم يأت بعد، فهي تحتاج إلى تطوير شديد في الأخلاق الفردية والمجتمعية، والإسلام يوفر منهاج التطوير ذاك، وهو ذلك المنهاج الذي استمسك به عارفي الصوفية عبر التاريخ الإسلامي فكانوا نماذجا واضحة في تطبيق وصايا السيد المسيح (التي هي أيضا وصايا القرآن) أكثر من المسسيحيين أنفسهم..

    ولعل القراءة المتأنية للإنجيل ستفيدنا أن السيد المسيح نفسه كان يعلم أن أتباعه لن يقووا على وصاياه، فوصاهم في آخر أيامه بأن يشتروا سيوفا!.. يرد في إنجيل لوقا، الإصحاح 22 ٍٍ[ثم قال لهم (حين ارسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا احذية هل اعوزكم شيء؟) فقالوا لا، فقال لهم (لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك، ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا، فاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم فيّ ايضا هذا المكتوب وأحصي مع اثمة، لان ما هو من جهتي له انقضاء) فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان، فقال لهم( يكفي)ٍ].. لقد كان السيد المسيح أوعى بسيرورة التاريخ من معظمنا اليوم.. والواقع كذلك يخبرنا أن الصليبيين والمستعمرين الأوروبيين، عندما هاجموا الأبرياء وأخذوا فيهم قتلا وسلبا وتعذيبا، كانوا يعتمدون على نصوص مقدسة عندهم من كتابهم المقدس، منها نصوص للسيد المسيح نفسه، كالذي أوردته لك أعلاه..

    ومن ثم أنت أوردت لي أمثلة كثيرة على أن العاطفة الدينية هي نفسها التي قتلت أولئك العظماء، وأن عواطفهم لم تكن كلها بنفس الإتجاه، وهذا في الواقع ما قلته أنا، حين قلت لك أن العاطفة الدينية ليست هي المشلكة، وإنما سوء توجيهها هو المشكلة.. أنت لم تفعل في هذه النقطة سوى أن كررت حديثي الذي قلته لك آنفا، ولكنك وضعته بصيغة سالبة تجاه جدوى العاطفة الدينية، هذا مع العلم بأن العاطفة الدينية هي في الأساس مجبولة عليها النفس البشرية بشكل طبيعي، لأنها هي هي العاطفة الروحية..

    وتجارب هؤلاء العظماء ذوي العاطفة الدينية الجياشة لا يقدح فيها اختلافها، لان منبعها واحد، وهو منبع أصيل، وهو ما أردت الإشارة إليه أنا منذ البداية..

    وأريد أن أقف هنيهة عند حديثك (أيضا هناك هاجس آخر وهو أن بعض الأفكار في بلادنا تقف بصلابة ضد المشروع الحضاري وزمرته، لكنها لا تزال تركن الي مشروع الدولة الدينية بفلسفة تختلف. ليس الأختلاف الفلسفي جوهريا أنما شكليا لواقع الدين في المخيلة).. ولماذا قررت بأن الإختلاف ليس إلا شكليا؟ وأنه ليس جوهري؟ وأنت لم تحدد أي الأفكار تقصد.. أما إذا كان حديثك يتصل بالفكرة الجمهورية بأي جانب، فدعني أطمئنك، فالإختلاف جوهري، وبشكل واضح.. وما عليك إلا بالإطلاع على الكتب الرئيسة للفكرة الجمهورية لترى ذلك..

    هل اطلعت على ورقة (التسامح الديني) التي أوردت لك وصلتها؟

    وقلت لي (مازال العالم يدرس الحالة الهتلرية. كيف لفرد أو أفراد أن يسيطروا علي كامل مجتمع بل يفرضوا علي أفراده ارتكاب جرائم كالتي نالت من اليهود بألمانيا النازية. حواري وأزقة ألمانيا قبل النازية كانت تعج باليهود ومختلف نشاطاتهم، هل كان النازيون لا يعلمون ما بتلك الحواري؟).. إجابتي على سؤالك هذا إنما ستكون تكرارا لما سبق أن قلته، ولكني في الواقع أرى يا عزيزي عبدالقادر أنك أنت المطالب بالإجابة على هذا السؤال على ضوء فهمك للقضية.. أنا قد أوردت مسبقا أن الصفوة تستغل عواطفا معينة لدى شعوبها لكي توجهها توجيها ضارا من أجل تعزيز سلطتها، فهل ترى أنت في المثال النازي اختلافا عن هذه النظرة؟ هذا مع العلم أني لم أزعم في حديثي أن كل ثقافات الحواري والأزقة مبرآة وطيبة وإنسانية، إذ لو كانت كلها كذلك لما كنا بحاجة إلى مصلحين اجتماعيين وثورات اجتماعية عبر التاريخ، ولكني خصصت العاطفة الدينية لدى السودانيين بأنها عاطفة سامية..

    أما اختلافك معي يا عزيزي في فهمك لدور الدين وماهيته في سيرورة التطور البشري، فليست تلك بمشكلة، وأنا مستعد للمضي قدما في تفصيل هذه النقطة وتمحيصها إن أحببت، ولكني قبل ذلك أرى أن تعيد النظر في قولك (جل المآسي وجل ضحايا هذا الكون ماتوا أو شردوا نتيجة خلافات دينية)، والمشكلة ليست في قولك هذا، ولكن لانك كأنك تريد ان تقول به أن ما قدمه الدين في تاريخ البشرية لم يكن إلا الخراب والدمار، وهذا في نظري ليس كيلا تاريخيا منصفا، فواقع أن الكثير من مآسي وضحايا الكون كانت بسبب خلافات دينية (وليس جلها) لا يعني تلقائيا أن الأديان أضرت بالبشرية وآلحقت بها الآدى، فالحق غير ذلك.. ولكن المعلوم عن البشر عبر التاريخ أنهم دوما طوعوا ولووا أعناق النصوص والتعاليم المجتمعية لخدمة أغراض مادية دنية، ولولا أن البشر كانوا يفعلون ذلك دوما مع التعاليم الداعية لسمو الأخلاق لما احتاجت البشرية منذ بداياتها لتعاليم أخلاقية أساسا، لانهم كانوا سيكونون ملائكة منذ ولادتهم إلى موتهم، فما حاجة هؤلاء لتعاليم أخلاقية؟ التاريخ يخبرنا بصورة جلية أن التطور البشري كان، وما زال، أبطأ ما يكون في مجال الأخلاق.. ولذلك سنت القوانين وفرضت حمايتها بالقوة.. والتعريف الاساسي للقانون هو (الحد الادنى من الاخلاق)..

    والناظر لسيرورة التاريخ بدقة لا بد وأن يرى أن الخلافات الدينية الظاهرة التي قادت لما قادت من الحروب كانت في الأصل أستارا لمطامع مادية بحتة، وصراعات طبقية اقتصادية مجردة، إلا ما ندر.. وعلى العموم فإن مرور البشرية بكل هذه الصراعات ليس كله شرا، فهو في الواقع خير، إذ أن هذه المآسي قد كانت إحدى الأسباب المباشرة لترسيخ الفهم التليد المعاصر لمبادئ حقوق الإنسان.. فمن يزعم أن مبادئ حقوق الإنسان المعاصرة كانت معروفة وواضحة في الماضي كما هي عليه الآن، أو أنها نتاج الفكر العلماني فقط، إنما يحتاج إلى تدقيق في سيرورة التاريخ.. فالتاريخ يخبرنا أن هذه المبادئ في الحقيقة "صنعت صنعا" واستخلصت من التجارب التاريخية المريرة خوفا من تكرارها( فالتجربة التي لا تورث الحكمة تكرر نفسها).. وهذه هي في الاساس الغاية من تلك التجارب (لكي تورثنا الحكمة).. حتى الماديين اللادينيين من دارسي التاريخ أدركوا هذه الحقيقة التاريخية، فماركس، رغم تأكييده على سوء الرأسمالية ومجتمعات الإقطاع والعبودية عبر التاريخ، إلا أنه كان يؤكد بشكل واضح أن كل تلك المراحل التاريخية كانت ضرورية جدا في طريق السير قدما نحو المجتمع الإشتراكي..

    ولقد كان دور الدين الأصيل، في تلك السيرورة التاريخية، دوما تأسيس الأخلاق المدنية، وإخراج (الإنسان) فينا من (الحيوان) الذي يحتوشنا,, وقد أفلح الدين في مهمته تلك كثيرا في الحقيقة، وهو مازال مستمرا في تحقيق هدفه..


    هذا ولك عزيزي كثير المحبة والإحترام..
                  

العنوان الكاتب Date
السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-06-05, 02:30 PM
  Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yasir Elsharif05-06-05, 03:07 PM
    Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Abdulgadir Dongos05-06-05, 04:49 PM
      Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-06-05, 05:55 PM
        Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Abdulgadir Dongos05-06-05, 08:48 PM
          Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Dr.Elnour Hamad05-07-05, 00:28 AM
            Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yasir Elsharif05-07-05, 01:40 AM
              Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-07-05, 10:51 AM
                Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-07-05, 11:37 AM
                  Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-07-05, 04:24 PM
  Fictions and defictionize Mutwakil Mustafa05-07-05, 04:29 PM
    Re: Fictions and defictionize Abdulgadir Dongos05-07-05, 11:20 PM
      Re: Fictions and defictionize Yaho_Zato05-08-05, 06:52 AM
        السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-08-05, 07:24 AM
  Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا بشري الطيب05-08-05, 10:48 AM
    Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-08-05, 05:19 PM
      Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا jini05-08-05, 05:30 PM
  Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا محمد أبوجودة05-09-05, 06:06 AM
    Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-09-05, 10:04 AM
      Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا محمد أبوجودة05-10-05, 01:38 AM
        Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Abdulgadir Dongos05-10-05, 04:04 AM
          Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-10-05, 10:38 AM
            Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-10-05, 11:38 AM
              Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-10-05, 03:31 PM
                Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Abdulgadir Dongos05-10-05, 07:29 PM
  Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Mohamed Adam05-10-05, 11:08 PM
    Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-11-05, 01:42 PM
      Re: السيرة النبوية والتاريخ.. توثيق أم تلفيق.. واقع أم ميثولوجيا Yaho_Zato05-11-05, 02:07 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de