|
ومازال "الصفوة" يسخرون من محرقة دارفور ؛؛
|
من اقاصي الدنيا يومان في نيالا "2" محمد محمد خير [email protected] لا شئ في مدينة نيالا يدل على التوتر. كل شئ يتخذ من الحياة الطبيعية السمة الدالة على ذلك، برتقال جبل مرة يتدفق على المدينة. وعسل النحل الطبيعي يملأ الأسواق. وموقف الجنينة يشتعل بالدخان حتى تظن ان المدينة تحترق من جراء الحرب الأهلية ولكنه في الحقيقة دخان "الشية". في الجزء الجنوبي من المدينة ينهمك العمال في تشييد مطعم سياحي كبير وسط حديقة طبيعية قوامها شجر النيم. عرفت ان افتتاحه سيتم قريباً.
أسراب من الخواجات يتجولون "بالأردية" في شوارع المدينة بحثاً عن "حالة اغتصاب" تعينهم في اجتذاب مدد مالي من المشفقين على احوال الإنسانية بدرء خطر ظلم الإنسان على اخيه الانسان. اختفت هذه الظاهرة منذ شهر تقريباً. نضبت التقارير من مغتصب ومُغتصبة. عرفت ذلك من احد الشيوخ في معسكر "كلمة" ومن احد الخواجات الباحثين عن هذا الكنز الساحر فإن ثلاث طائرات تهبط يومياً بمطار نيالا تتبع لثلاثة خطوط طيران مختلفة على متنها الركاب العاديين والخواجات والموظفين ورجال الأعمال.. إذن ما هذه الضجة الكبرى وكيف تستقيم الجرعة الإعلامية الزائدة عن الحدث نفسه؟ هذا ما يؤكد ان مركزاً خفياً يدير هذه الأزمة وفق ترتيب لا تعرفه الحركات المسلحة ولا اهل دارفور ولا الحكومة ولا كوفي عنان وهذا ما يثير المخاوف ويبعث القلق.
أهل دارفور بطبيعتهم ميالون الى التأفف وعزة النفس لاحظت ذلك في المعسكرات، حين تتحدث للنازح تحس انك امام ملك انهار عرشه. حدثني احد شيوخ القبائل انه ضرب صفارة قبل قليل لأنه لاحظ انهم يقولون له OK وكان تبريره انها كلمة جاءت مع الخواجات ولم تكن فيما مضى ذات عراقة على لسان الفور اعتبر ان OK اختراق لمنظومة النسيج المفضي للعزة. واشارة انتماء ضمني لثقافة نقيضة!
قلت للشيخ ولكن الـ OK يقدمون لكم المساعدات اجابني "كل شُغل ترا براهو". ولكن شاباً آخر كان يقع على يسار طبيعة هذا الشيخ كان متحمساً وذاماً للعرب وللمسلمين كافة وعلى استعداد لتبدل اي شئ، انها المرارة الحامضة التي اشرت اليها في الحلقة الأولى.
هذا هو الركن المخيف في تداعيات الحدث وتمدده لمناطق لا تقبل الإنقسام على جوهرها. الضغائن الطبيعية يمكن ازالتها بالحوارات الطبيعية ولكن الضغينة المزروعة لا بد ان تنتج ثمراً مراً اكثر من بذرتها وهذا هو "حصاد الحريق" هذه هي الأرض التي يراهن عليها المركز الخفي الذي يضاعف الجرعات الإعلامية في شأن دارفور حتى تجد OK مستقراً آمناً!!
عدت لنيالا من المعسكرات وجدت ذات الخواجة الباحث عن "الإغتصاب" في بقالة يشترى عسلاً طبيعياً فيه شفاء لحالته سألته هل رزقته الصدفة بما يبحث عنه اجابني Not yet. وحكيت له قصة رجل قابله "ربَّاطة" وخيروه بين ان يغتصبوه او يقتلونه وكان يحكي هذه لصديق له كواقعة حدثت له في الماضي وحين سأله صديقه "وعملوا ليك شنو؟" اجابه "كتلوني"!
عدت من تلك البقاع. النازحون في حيرة. وكل الناس يجمعون على محبة الوالي ويعقدون له دوراً. ودخان الشية يتزايد في موقف الجنينة. والموقف يراوح مكانه!
منقول من سودانيل
أطفال دارفور يرسمون
دنـقس .
|
|
|
|
|
|
|
|
|