آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 12:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-29-2005, 01:54 AM

elfaki

تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

    آخر لحظاته آخر لحظات سقراط

    يسأل (إيخكريت) يتلهف الأخبار من الذين شهدوا آخر لحظات سقراط . يلاقي (فيدون) يسأله : " هل كنت مع سقراط يا فيدون في يومه الأخير حين شرب سم الشوكران أم سمعت ذلك من ناس آخرين ؟ " فيجيبه فيدون بكل ثقة يتخللها حزن " كنت هناك بنفسي يا رجل ، لقد شهدته " .

    أما أنا فكنت مثل (إيخكريت) أسأل من أثق في روايته هل كنت مع الخاتم في أيامه الأخيرة ؟ . يقول (فيدون) : عندي الوقت لأقول لك كل ذلك يا إيخكريت . لقد أحاطوه الأصدقاء و عدد كثير من الأجانب لم يحضر افلاطون فقد كان مريضاً. كنا معه . تجمَّع الذين يودون معاودته خارج المنزل ـ يقول محدثي ـ إلى حين أن ينصرف من في المنزل . و حين أحس سقراط بهذا الاهتمام من الأصدقاء بدأ يقول لنا : أنَّ الحياة مبدؤها الألم و اللذة معاً . لقد شعرت الآن يتابع سقراط ـ و في هذه اللحظة بدأ يمسح قدميه من أثر القيد ـ شعوراً حقيقياً بهذا المبدأ ؛ و لو شعر به عيسوب لصنع منه أسطورة . لكنه يجعل من الحياة أضدادا إما السعادة أو الألم . بدأ صوت فيدون يقوى و يتخلص من عبراته فيقول: الأغرب من ذلك يا إيخكريت أن أبولودروس كان من تلاميذه المتحمسين رشا السجان الذي يحرس الباب ليهرب أستاذه سقراط . دخل التلميذ متحمسا ليخبر أستاذه فوجد سقراط يغط في نوم عميق. جلس على حافة الفراش ينتظره يصحو . و حين صحا سقراط سال الجالس مستغرباً : منذ متى و أنت تجلس هنا ؟ .
    أجابه : منذ زمن ليس بالقصير .. التفت إليه سقراط باسماً
    و لماذا لم تصحني ؟ أنا آسف لم أستقبلك .. طعنت عبرة حلق أبولودروس فهو في سباق مع الوقت حتى لا يتغير الحراس الذين رشاهم . قال هامساً في صوت أجش تتخلله مياه الدموع : شيخنا ، هذا الباب سيكون مفتوحاً لك لقد اتفقت مع الحارس و أعطيته مالاً مقابل ذلك . هنا هب سقراط واقفا و وضع يده على كتف تلميذه جاساً برفق ، فيمسح وجهَ سقراط طيفُ حزنٍ و شفقةٌ معاً . يا أبولودروس إن الباب الذي فتحته لي هو الموت بعينه .

    يقول محدثي كنا قبل أن ندخل منزله تتفرقنا الهموم و نحن نتقدم نحو بابه .. و ما إن حللنا حوله حتى أبدهنا الخاتم نفسه يجمعنا في مرح أريحي . يتخلل تلك الجلسة كلام عن مستقبل البلاد . يقول محدثي حين سمعت نعيه لم يدر بخلدي في جلستي معه تلك أن عمره تبقى منه أسبوع واحد . و أنا أسمع نعي الناعي كنت أسمع في حقيقة الأمر رنة صوته في جلستنا الأخيرة . قال أبولودروس لفيدون حين وضع يده على كتفي و قال لي قولته تلك ورقد في فراشه ينظر للعرش سمعت بعدها صوته يمتد حين ألقى خطبته " الالتماسة " بعد أن صوتت الأغلبية في المحكمة ضده بالموت [281 مقابل 220 ] بعد أن اشتكاه ميليتوس و أنيتوس و لايكون ؛ أتذكر يا فيدون كيف كان أنيتوس يتحدث معه قبل عام بتلك البجاحة بحضور أفلاطون التي كتبها في كتابه مينو . لقد فهمت الآن مغزى تلك البجاحة التي انتهت بالشكوي : سقراط عاق يفسد النشأة . الصوت جاءني قوياً يا فيدون و كأني به أسمعه أول مرة . و لا أكذبك القول إذا قلت لك كنت أتسمَّع أصداءه في الأركان . جاءني قوياً الآن ( قد يقول أصدقائي كيف لك يا سقراط أن تقول قولاً يقودك نحو الموت ؛ و سوف أجيب عنه الآن : أنتم غلطانون يا أصدقائي فهذا السؤال موجَّه لإنسان يحسب الموت ضد الحياة ؛ فالذي حسبه اتقاء الموت قد يأتيه أيضاً من حيث يحسب . احسبوا الإنسان إما خيِّراً أو شرِّيراً أما الموت فلا يوقف إحداهما ) . نسينا موته ــ يقول محدثي ــ في تلك اللحظة لأنه قد نساه . يجبرنا أن تنتناول ضيافته .. كان مهموماً بشكل الوطن . يتكلم كلاماً عن المستقبل الذي ينتظره في صيغة سودانه الجديد . ابتدرتني لحظة شفقة ــ يقول محدثي ــ فسألته عن المرض كنت أريد أن أعرف هل انتشر أم كانت هناك سيطرة عليه ؛ طمأنني . في تلك اللحظة دخل من يهيء سقراط و ينوِّره كيف يشرب الشوكران ـ كان هذا الرجل من ضمن الذين صوتوا ببراءة سقراط ؛ لكن هذا عمله في نهاية الأمر ــ و كيف يغمس أصبعه في الشوكران ليصب قطرة في رمل الأرض قبل أن يشرب حتى لا تغضب الآلهة عليه .. جلس سقراط باهتمام بالغ يسمع تعاليم الرجل الذي يحكي و هو يدمع . في تلك الأثناء ناحت خانثيب زوجة سقراط و هي تحمل ابنها الصغير . استأذن سقراط الرجل الذي ينوَّره كيف يتعامل مع الشوكران . نهض سقراط و رفع أُصبعه بأدب لتلميذه كريتون الذي يبكي مع الباكين الآن يأمره أن ينتحي به جانباً. هب التلميذ واقفاً فهمس سقراط له يستحثه : ( أرجوك لو سمحت أن تعود بهما إلى المنزل ، أنت أو أي شخص من الحضور يستطيع ذلك . دبِّر الأمر ) .. ثم جلس سقراط يصغي للرجل .. يقول لي محدثي رغم أن تيسير كانت تعرف سر المرض ، تخدمنا بتفانٍ لا يعرف شفقة سرعة الموت . عجبت من الذي يحيط بنا الآن من حفاوة و كأننا ضيوف كالعادة ؛ في يومٍ لا يعرف تاليه هو يوم موت . جئنا
    و الموت في توقعنا ندرءه فكان الموت في هذا المنزل يغادر لمكان آخر حسب أرواح هذه الأجساد . كنت أخاف من الانتشار ؛ انتشار المرض ــ يقول محدثي ــ . سمع سقراط حديث الرجل جيداً . كان يقول له سيبدأ انتشار الشوكران من الساقين ثم يعلو شيئاً فشيئا نحو البطن ثم سريعاً نحو الصدر و القلب .. فخرج سريعاً . حين أسقط سقراط نقطةً على الرمل و حمل الوعاء الكبير يرشف منه بدأت صيحات تلاميذه و أصدقائه تتعالى . في اللحظة التي وضع فيها سقراط الإناء على الأرض التفت نحوهم و قال : لقد أبعدنا خانثيب من هذا المكان حتى يسمع بعضنا بعضاً ماذا يقول . بدأت بعض الأصوات تهدأ و آخرون لزموا أركان الغرفة لا ينقطع بكاؤهم . التفت سقراط يقول : قبل تعاليم الرجل و نواح خانثيب كنا نتحدث عن هذه الثنائيات النوم و الصحو و قلت لكم أن النوم ينبثق من الصحو و الصحو ينبثق من النوم أليس كذلك؟ ــــ قال أحد تلاميذه و هو سيبيس : نعم صدقت . قال سقراط : الآن تأمل معي الموت و الحياة أيهما مشتق من الآخر ؟ ... قال سيبيس : الحياة مشتقة من الموت. قال سقراط : إذاً أرواحنا مشتقة من هذا الانحراف انحراف الاشتقاق و هو اشتقاق في قرارة الجحيم . في هذا الأثناء دخل رجل (و هو من الذين صوتوا لموت سقراط) يحمل مطرقة من خشب ليختبر انتشار الشوكران . دخل دون أن يهتم ببكائهم و كلامه لسيبيس فبدأ يضرب بالمطرقة الخشبية ساقي سقراط و سقراط لا يتألم بل يلتفت هنا و هناك مواصلاً سلسلة كلامه عن هذه الثنائيات .
    كان الأصدقاء يحيطون به و انصرفوا في مناقشاتهم ــ يقول محدثي ــ فغفا الخاتم غفوةً . كان يتحدث سقراط و حين انتشر الشوكران في صدره غفا غفوة . من مناقشات الأصدقاء بدرت كلمة : فصحا الخاتم و استدرك عليهم فلان يقول كلاماً دعونا نسمعه . كان سيبيس يتصور أن سقراط سامعاً فواصل كلامه له .. انتبه بعض الحاضرين فأعلوا الصياح يبكون .. فقال سقراط بصوت مسموع سيبيس يقول كلاما دعونا نسمعه ...

    عبداللطيف علي الفكي
                  

العنوان الكاتب Date
آخر لحظاته آخر لحظات سقراط elfaki04-29-05, 01:54 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط ديامي04-29-05, 05:13 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط Samau'al Abusin04-29-05, 07:26 AM
    Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط Tumadir04-29-05, 07:40 AM
      Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط صلاح شعيب04-29-05, 08:17 AM
        Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط Bushra Elfadil04-29-05, 08:45 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط esam gabralla04-29-05, 10:03 AM
    Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط عبد الحميد البرنس04-29-05, 05:57 PM
      Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط elfaki04-30-05, 02:13 AM
  Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط ست البنات04-30-05, 03:13 AM
    Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط elfaki04-30-05, 03:58 PM
      Re: آخر لحظاته آخر لحظات سقراط عبد الحميد البرنس05-01-05, 07:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de