|
|
 .......ثرثرة فوق النيل.....
|
كنت يوما اسير ليلا جوار سينما الحلفايا فى الخرطوم بحرى..لمحت متشرد يبكى بحرقة..ظننت انه يتضور جوعا..اشتريت له ساندويتش..وقدمته له..رفضه بشدة وقال لى اريد نقود لادخل هذا الفلم الهندى.اعطيته النقود غمره الفرح وسابق الريح لدخول الفلم..وعندها عرفت ان نظرية البنية الفوقية و التحتية لماركس لا تجدى مع اهل السودان..هذا الغلام يبحث عن متعة مشاهدة عمل جيد يمتص كل احزانه اليومية وهذا ما توفره السينما الهندية الروحية التى تزرع القيم الفاضلة فى الانسان الامى البسيط وقد ربت كل المتشردين فى الخرطوم ويحبون ابطال السينما الهندية وقد شاهدت المتشردين يطاردون صديقى الفلسطينى فى الجامعة ان ذاك عبد الناصر لانه يشبه امنتياب بتشن وكان يسعده ذلك...
اما حبى الشخصى لهذا الفن الراقى ناجم من انى مواطن من مدنية الفن والجمال عطبره صاحبة اول محاولة للنهوض بهذا الفن الراقى فى السودان وفلم امال واحلام من انتاج الرشيد مهدى واخراج الراحل طيب الله ثراه ابراهيم ملاسى...
**********
واليوم وانا فى حالة تقمصى لنسر متشرد مررت على السينما الاهلية فى شعوب فى صنعاء..ووجدت فلم ثرثرة فوق النيل فلم ابيض واسود للكاتب الكبير نجيب محفوظ..ودخلت الفلم ولاول مرة اكتشف البعد العميق لهذا الفلم وقبح وانحطاط المثقفاتية الايدولجيين العرب وجعجعتهم بالقيم وهم فاقديها..واخيرا برمزية شديدة يقوم البواب المصرى البسيط باطلاق حبل العوامة فى دلالة رمزية على انهم سبب الكارثة والتخلص منهم هو الحل..اما الممثل الراحل القدير عماد حمدى..فقد اختار ان يقول الحقيقة الغائبة وينشرها بين الشعب المغييب فى الشوارع وبصورة مباشرة (الفلاحة ماتت ونحن لازم نسلم نفسنا..الفلاحة ماتت ونحن لازم نسلم نفسنا...الفلاحة ماتت ونحن لازم نسلم نفسنا..) وطبعا الفلاحة مصر المحروسة....
************
ونحن ايضا نقول للنخبة السودانية وادمان الفشل :الفلاح مات ونحن لازم نسلم نفسنا والفلاح هنا ايضا السودان...
************
نتعمد الاسراف
كي نستر الفاقة
والزاد خبز حاف
والنفس افاقة
|
|
 
|
|
|
|
adil amin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست