نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
إسحق فضل الله يقيء: حملات الصادق المهدي "الصليبية".. ونهايته !!
|
نقلا عن جريدة "الأنباء" السودانية بطولة الفشل إسحق أحمد فضل الله * الثمانينيات. * جنوب الجامع الكبير... وتحت شمس الشتاء ترقد كراسي اشهر قهوة في الخرطوم...(وبلل) يمد عنقه طويلة وهو يصرخ وكأنه طعن في خاصرته... وعيونه مغروسة في حسرة هائلة في مانشيت صحيفة الايام والمانشيت يحمل خبر استسلام الصادق لقرنق... الاستسلامم المشهور المذل...يومئذ. * وبلل يصرخ (الآن يمتلئ الجراب ويسف هذا الشعب من حلفا الي نمويل غداً ما مدّ/او سيمدُّ/ فوق الارض من هذا التراب). * ولم تشهد بقية القصيدة. *... وفي السينما ونحن نخرج من فيلم «شرخ فى المرايا» وأورسون ويلز الممتع... يظل بلل صامتاً على غير عادته... ثم يتمتم في البص :هذا ماسوف يحدث والله... في العالم كله. * (وما سوف يحدث) كان يقصد بها قصة الفيلم العظيم. * وفي الفيلم كان القاضي اورسون ويلز يقوم بمحاكمة مجرم على جريمة...من ارتكبها لم يكن هو المتهم... من ارتكب الجريمة كان هو القاضي ذاته...!! * وبلل نبحث عنه وعن نبؤاته وامريكا في دارفور تصنع كل شئ ثم توقف السودان متهماً. * بلل نبحث عنه بلهفة الآن وهو يعلن دائما انه يشتهي ان يكتب قصة حياة الصادق المهدي...الذي /كما يقول بلل /هو ذاته ما «ظل يبحث عنه الكاتب موباسان وهو يكتب القسيس» هكذا يقول الرجل. *... والقسيس رواية يكتبها موباسان عن رجل مجرم يؤذي الناس... حتي اذا تاب وذهب ليكون قسيساً وشرع في مشاريعه الطيبة جاءت النتائج اكثر دماراً. *... وشخصيات مدهشة لاتنتهي يمور بها السودان مابين قهوة( ود اللغا) وحتي مزرعة خيول السباق في الكباشي!! التي بدأ منها الصادق هروبه العظيم اول ايام الانقاذ...ايام كان يدخل المزرعة من الباب الامامى...وهناك يتنكر ويخرج من الباب الخلفي ليضلل (امن الانقاذ)...ورجال الامن يتبعونه متنكرين... وهواتفهم في كل محطة تسلمه للمحطة التالية حتي خروجه من الحدود!! *...الصادق المهدي يقوم هذه الايام بمناورة مماثلة لهروبه هذا. *... والاسبوع الأخير(10-17 أبريل) هو اسبوع يقدم اغرب. وجه للصادق...وكأن نهاية الرجل=مثل نهاية كل مسرحية= يتفجر فيها كل شئ وتتكشف فيها جذور الاشياء. * العاشر من ابريل...والسودان يتجه الي اوسلو للحصول على المخصصات الدولية... والصادق المهدي يعلم ان العالم يشترط على الحكومة ايقاف العنف حتي تحصل علي الدعم. *... والصادق ينطلق لاشعال العنف حتي يدخل اللهب من نوافذ الطابق الثاني في فندق(بلازا) ويحرق الوفد...والآمال. *... وهجوم خور ابشي يشتعل في اليوم ذاته... رسالة لاتخطي عنوانها الي اوسلو. *والصادق الذي يحزم حقائبه الي فرنسا يجدد دعمه لقرار مجلس الامن... والرجل يتحدث من نافذة فندق بلازا يعلن للعالم ان(البديل) للانقاذ موجود. *... والصادق يعلن انه يدعم قرار مجلس الامن دعماً للموقف الفرنسي... وليس الامريكي. * والرجل يتحدث من نافذة الأليزية ويشتري بالاعلان هذا تذكرة سفر لفرنسا... بعد ان ضمن الموقف الامريكي. *... وعلي هامش نشاطه يسعي لجعل تشاد تختلق ازمة مع السودان... * الازمة التي تخدم مصلحة الصادق ومصلحة التمرد ومصلحة فرنسا... وتشعل دارفور. *...لكن... *... المشهد كله يتحول في اسبوع قصير جداً ليجعل الصادق المهدي اعظم شخصيات العالم السياسي... طرافة وسوء حظ. *وفرنسا صاحبة القرار(1593) يعلن سفيرها في الخرطوم ان الموقف الفرنسي ليس معادياً للخرطوم... وان (فرنسا لم تقدم المسودة النهائية للقرار حتي لايكون هناك قبول فرنسي باستنثاء امريكا)...هكذا قال السفير. * والدبلوماسية الذكية تقدم اعتذاراتها مغطاة بذكاء... والحديث فيه اعتذار حصيف للسودان. *وعنان صاحب مجلس الامن يعلن «مرتين وجملة بعد جملة...وبهدوء شديد» ان قرار مجلس الامن ليس موجهاً ضد الانقاذ ولا ضد السودان. *و الصادق المهدي الذي يفاجأ بما يسمع يجمجم متراجعاً ليعلن ان(المتهمين معظمهم من دول الجوار... وليسوا سودانيين). * لكن الصادق المهدي يعلن(ان القضاء السوداني غير مؤهل)...دعوة منه لنقل المحاكمات الي الخارج. * ليفاجأ الرجل بأن مندوب فرنسا يعلن(نحن نتعامل مع القضاء السوداني). * ثم يفاجأ بالمندوب الامريكي زوليك يعلن امس الاول ان الحكومة«عليها بمواصلة محاكمة المتهمين في جرائم الحرب في دارفور». * والاعلان يعني قبول امريكا لمحاكمات داخلية ويعني قبولها للقضاء السوداني. * والصادق يعلن.../وماديبو يعلن/ ان الحكومة تستطيع ايقاف المليشيات المسلحة لكنها لاتريد. * ليعلن زوليك بعدها بساعات ان(امريكا تعرف ان هناك بعض الجهات خارج سيطرة الحكومة السودانية). *... وفي السودان الصادق المهدي يعلن دعمه للعمل المسلح للتمرد= يعلنها ضمناً= لكن المسرحية الهزلية تنتظر حتي اذا اكمل الصادق المهدي تصريحه تقدمت حركة تحرير السودان تعلن قبولها محادثات ابوجا. * والصادق المهدي يعلن=ضمنا= دعمه لقبائل دارفور غير العربية ضد الحكومة. * وقبل ان تمضي الساعات تتدفق قيادات من القبائل تلك في دارفور الي السلام بدرجة تجعل حركة العدل والمساواة تعلن انها سوف تقتل كل زعيم يسعي للصلح. *والصادق المهدي يذهب الي تحالف سري مع الشعبي ضد الانقاذ... وبعدها بيومين... الشعبي يعلن قبوله الاشتراك في الحكومة الجديدة. *... * والصادق المتنهد...والذي فشلت مسرحية اغتياله في جلب التعاطف معه... وفشلت مسرحية (حظر) حزبه=كما اعلن= في جلب التعاطف معه... وفشلت حملاته الصليبية/ومنذ صدور قرار مجلس الأمن/ في جعل العالم يلتفت اليه... وفشلت جولاته الداخلية = حتي في الجزيرة أبا= * الصادق هذا يصبح زعيماً تراجيديا... وهو يجلس على حجر من ركام بيته في نهاية المسرحية... ثم لايجد بعد استعراض كل شئ الا ان يعلن حسرته علي ان «امريكا تعطي التجمع عشرة آلاف دولار كل شهر...و» * وقريب منها مشهد اركان حزب الصادق وهم يلتفتون يميناً يعلنون للعالم ان الصادق لن يعود للسودان. *...ثم يلتفتون شمالا ليعلنوا ان الصادق سوف يعود للسودان. * ثم يطرقون الي اسفل ليعلنوا قرارا بين ذلك. * ثم...ثم... ثم... *... ما اعظم المسرحية والكوميديا السوداء التي كان (بلل)يستطيع ان يكتبها...!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|