- لم أشأ أن أطلق عليها اسما محددا ! - هل هي سفارات فعلا أم مكاتب للجباية أم نقاط "خارجية" لاذلال هذا الشعب الكريم ؟ - يغادر السوداني وطنه، ليعمل في سياقة السيارات في ظل ظروف عمل غاية في السوء، ويعاني نفسيا وماديا وجسديا - قد توقظه ربة المنزل في الثالثة صباحا لكي يحضر غرضا ما من السوق - أو آخر يعمل في اصلاح السيارات - يظل يكد من لحظة استيقاظه، ليعود ليلا وهو لا يقوى حتى على الاستحمام للنظافة مما علق به من شحوم وزيوت - أو ثالث ذهب تاركا خلفه في السودان ثلاث أو أربع أسر تنتظر منه أن يكون "العائل الوحيد"، فعدا عن أمه وأبيه، زوج أخته متوفى، وأطفالها يحتاجونه، وشقيقه بلا عمل، والأبناء والبنات في الجامعات !! - ورابع، ينتقل من عمل لآخر بحثا عن أقل قدر من الأمان المادي بلا جدوى - وخامس، لا يستطيع لشدة الضغوط حتى الرجوع إلى أهله في السودان، لأن أبناءه في الجامعات، وزوجته مريضة !! - كل هذه النماذج، تشكل غلبة في أوساط المغتربين السودانيين الكادحين الذين يجاهدون للتحلي بآخر ما تبقى لهم من كرامة انسانية !! - وبدلا من أن يسعد الواحد من هؤلاء بالتحاق ابنه أو كريمته بالجامعة، تنقلب الفرحة إلى مأتم، ببساطة لأن جامعات بلاده تعتبره "ورما" محشوا بالنقود لابد من استحلابه بأي طريقة !! - شكرا لـ"ثورة التعليم العالي" ! - فالتعليم مقصور على أبناء الذوات ! - فليذهب أبناء المغتربين والمساكين في السودان إلى الجحيم ! - ليس هذا فقط - فالداخل إلى أي سفارة سودانية في الخارج – عفوا نقطة جباية – يرى عجبا ! - السوداني وحده يعامل في سفارة بلاده – عفوا مرة أخرى – وكأنه "سقط متاع" ! - حتى وهو قادم لكي يمتصوا منه مالا مستلفا في الغالب لإيفاء الجبايات، يلقى صنوفا من الاهانة والأذى وكأنه قادم لكي يشحذ منهم - لا تتوفر له أدنى قيمة هناك - أما في "المركز العام لاستحلاب وعصر المغتربين" الموسوم "شؤون المغتربين" في الخرطوم، فحدث ومعك كل الحرج ! - لأن الحاصل هناك هو الاذلال بعينه ! - يندر أن يبتسم في وجهك موظف أو موظفة – حتى البسمة - ، فربما في عرفهم "تكشيرتك في وجه أخيك صدقة" ! - لابد أن تنتظر في "طابور ذنب" طويل لتدفع في أربع أو خمس نوافذ - ناهيك عن الخدمة "الوطنية" ! - والمطار "رايح جاي" ! - والجمارك ! - و"بتوع الأمن" الذين ينتظرونك في صالة القدوم، فقط لكي يثبتوا أن البلد فيها رجال، أما أنت "أيها الكلب الذي ذهب للعيش في بلد آخر، وتتنعم بالخيرات كلها" فلن تلقى منا إلا الازدراء ! - هذا كله لا يثير استغرابي ! - الذي يثير استغرابي فعلا أن "بعض" المغتربين وعلى الرغم من هذاااااااااا كله، لا زالوا يؤيدون الإنقاذ تأييدا منقطع النظير!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة