ومن ثم .. اسمحوا لي أن أعبر عن إحترامي للجميع في أشخاصهم، وأن أختلف مع الكثيرين في آرائهم فالأول واجب والثاني حق ..
ولكي أكون منصفا .. أشكركم على ماقدمتموه لنا .. شكرا جزيلا .. رغم أن معظم ما قدمتموه كان شرا وقليل منه فقط هو النافع..
وبعد ذلك .. أرجو أن تبعدوا كل واقيات الرصاص التي صنعتموها لأنفسكم لأني سأطلق رصاص الرحمة عليكم .. الرحمة ليست من أجلكم بل من أجل أبنائكم ومن أجل وطن أنتم عالة عليه .. وأبنائكم هم نحن.
واقيات الرصاص كثيرة في العدد وفي الشكل والنوعية، أهمها وهو ما يستخدمه الكثيرين: أنه عاش من عمره ما يكفي ليعلمه الحياة .. وما يكفي ليدعي به الحكمة أو العقل الراجح.
تبا لكم...
في حوار لي مع صديق عزيز .. قال لي مجيبا على سؤالي ( كيف سنحل مشكلة الحزب) قال: ننتظر هؤلاء أن يموتوا عندها ستحل الكثير من مشاكل الحزب ... ومن ثم نبدأ في حل ما تبقى من المشاكل
من هم هؤلاء؟؟ إنه جيلكم الذي أورثنا كل شيء سيء وتركنا لنبحث عن الأشياء الجميلة بين أكوام الماضي ... جيلكم الذي يحب ان يقول نحن في زمننا كان وكان وكان ...
أنتم الجناة .. فمثلكم هو من أضاع ما كان ولم يسمح لما كان سيأتي أن يأتي .. تبا لكم.
كيف؟؟؟ بجهلكم .. جهلكم أنكم تجهلون الحياة ... فعندما تعلم أنك لا تعرف الحياة حينها فقط تكون قد خطوت أول خطوة في الاتجاه الصحيح ...
جدير بكم أن تلقوا بأنفسكم في مزبلة التاريخ .. فيوما ما سأحصل على ما يكفي من الرصاص لقتلكم جميعا .. وأقسم أنني سأفعل. حينها .. سأزيح الثقل عن كاهل المزبلة لألقي بجثثكم للكلاب الضالة فهي أكثر عقلا منكم .. ولا شيء سوى العقل جدير بالإحترام .. هل تعلمون لماذا كانت الكلاب أكثر عقلا منكم .. لأنها تعرف كيف تبقى أما أنتم فتمارسون دون وعي هواية الزوال والزوال إلى الأبد ...
حينما يكون الزوال لكم .. إذهبوا غير مأسوف عليكم .. لكنكم تقررون زوالنا معكم .. وهذا ليس بحق لكم أيها الـ ........
(ونواصل)
هامش ... دانتي: The hottest Place in the Hell is reserved to those who remain neutral (silent) at the time of the crisis
03-27-2005, 09:06 PM
ثروت سوار الدهب ثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533
عزيزنا هاني .. لا تيأس! فقط تريث فالطريق شاق و معقد و مليئ بالمخاطر و صخور الخيبات و حفر الخذلان و مطبات اللف و دوران. احسب خطاك جيدا، و اختر طريقك بعناية و تأمل دروبك قبل السير فيها. و ما من ضمان او امان.
Stay the course
لك الود
03-27-2005, 10:19 PM
أحمد الشايقي أحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611
الأعزاء ... ثروت سوار الدهب، أحمد الشايقي، محمد سليمان، ناذر الخليفة
شكرا لمروركم .. تريثت كثيرا قبل وأثناء الكتابة، وقد يحسب البعض أن هذا ردة فعل لشيء ما حدث .. لكنه فعل في السكون، ومجازا ربما يكون ردة فعل لأفعال متراكمة منذ زمن.. لم يفجره سوى الإرادة .. أما اليأس فلا مكان له عندي بإذن المولى .. فهذا ليس بإعلان لهزيمة بل أحسبه استمرار للمد ورؤية ليس بجديدة .. وأعتبره إحدى الطرق التي يجب أن تتبع من أجل التغيير فتعدد الأدوار والطرق والوسائل أمر مطلوب...
ناذر .. ماهو الحل؟؟ وأرجو أن لا تنساق إلى جهلهم!!!!
03-28-2005, 08:57 AM
lana mahdi lana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049
Quote: شكرا لمروركم .. تريثت كثيرا قبل وأثناء الكتابة، وقد يحسب البعض أن هذا ردة فعل لشيء ما حدث .. لكنه فعل في السكون، ومجازا ربما يكون ردة فعل لأفعال متراكمة منذ زمن.. لم يفجره سوى الإرادة .. أما اليأس فلا مكان له عندي بإذن المولى .. فهذا ليس بإعلان لهزيمة بل أحسبه استمرار للمد ورؤية ليس بجديدة .. وأعتبره إحدى الطرق التي يجب أن تتبع من أجل التغيير فتعدد الأدوار والطرق والوسائل أمر مطلوب...
مع تحفظي على عنوانك إلا إنني أتساءل من قال ان الحكماء هم كبار السن وحدهم؟ محبتي
03-28-2005, 10:18 AM
Hani Abuelgasim Hani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103
إن لجرائم التي مارستموها بحق الأجيال وبحق الوطن أكثر من أن تحصى .. وأقلها القتل مع سبق الإصرار والترصد ...
قال جاستين قاردر في روايته الأثيرة Sophy's World: الطفل هو أكبر فيلسوف ... أنتم قتلتم أجيالا من الفلاسفة ... وأعطيتم الأرض .. أجيالا من الفشل والخيبات .. أجيالا من الأنانية المفرطة وأجيالا من الجهل المدقع ... تبا لكم
إن غريزة البقاء الجمعي موجودة لدى أقل الحيوانات رتبة في تصنيف داروين ورغم أنكم تقبعون في أعلى السلم إلا أنكم تفتقرون لهذه الغريزة .. فقد أبدلتموها بجهلكم المصاحب لإدعائكم الحكمة بأنانية ستودي بنا إلى حيث لا يقبع سوى الجهل والتخلف...
افتعلتم معارك مع بعضكم البعض .. وحاربتم أنفسكم .. وأصابتنا نحن ويلات الحرب، آثر بعضكم الهرب جبنا وخوفا وخسة وعلم من خلفه أن الهرب هو الوسيلة الوحيدة للحياة فازدادت ويلاتنا ويلات وويلات .. تبا لهؤلاء .. تبا لهم ..
سأعود لهؤلاء لاحقا .. لأني أريد أن أوفر الرصاص لآخرين .. أما هم فسأستخدم معهم أكثر الأسلحة ضراوة وفتكا... إذا عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ...
أما من آثر البقاء ... فلم يكن يمارس بدلا عن البقاء سوى البغاء في سوق الحياة، يحسب أن رضاه عن نفسه ورضى الجهلة من أمثاله هو الحق والخير، أي حق وأي خير هذا؟؟ متى كان الخير ينبت أشجارا من الشوك والحنظل؟؟؟
ونواصل...
هامش.. أمين معلوف - القرن الأول بعد بياتريس: الرأي العام أشبه بشخص ضخم الجثة مستسلم للرقاد. بين الحين والآخر يصحو من سباته بغتة. وعليك أن تستغل الفرصة لإقناعه بفكرة واحدة في غاية البساطة والإيجاز، لأنه سرعان ما يتمطى ويتثاءب ويتقلب ويتهيأ للنوم من جديد، ولن نتمكن من منعه أو ايقاظه .. ثم ننتظر بخبث أن يهتز سريره
03-28-2005, 10:54 AM
معتز تروتسكى معتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839
من خلال الرابط الذي أدرجته اتضح لي أنك قمت أساساً بفتح بوست خاص بهذا المعنى. لذلك اعتقد أنَّ رسالتك ضلت طريقها بغض النظر عن الذين تعنيهم بها. والسؤال يجب أنْ يوجه للذين أوصلوا السودان، وأوصلونا جميعاً لهذا الحد. ولكن لا يجب أنْ نمارس مهنة الشكوى بهذه المجانية. العمل على تغيير الوضع الراهن بكافة أشكاله ومسمياته، هو البداية.
ولكنني سوف أوجـه لك سؤالاً أتمنى أنْ تجيب عليه في ذلك البوست: هـل تعتقد أنَّ حزباً ينتظر أنْ يموت قادته ليظل حياً، هو حزب جدير بالحياة؟ وماذا عن عضويته غير القادرة على صناعة التغيير في ظل الأحياء، هل هي عضوية قادرة على تسيير ذلك الحزب مستقبلاً؟
Quote: في حوار لي مع صديق عزيز .. قال لي مجيبا على سؤالي ( كيف سنحل مشكلة الحزب) قال: ننتظر هؤلاء أن يموتوا عندها ستحل الكثير من مشاكل الحزب ... ومن ثم نبدأ في حل ما تبقى من المشاكل
في البداية، لم يقل أي شخص أن انتظار موت القيادات هو الحل (أي بشكل جدي) وجاءت الإشارة إلى المقولة في سياق الهجوم الذي تبنيته (او فلنقل الاتهام يا مولانا) على جيل أو أجيال متقاربة بعينها.. وأعتقد أن بوست (الجريمة الكاملة) وسبب الصراع الدائر في الأصل إنما هو أحد علامات مدى الإنحطاط (مع الاعتذار عن هذا اللفظ) الذي وصلت إليه أجيال يفترض فيها من الوعي ما يؤهلها لإدراك أهمية هذه المنابر العامة التي تؤثر على شرائح متعددة من المجتمع السوداني .. وفكرة هذا البوست كانت موجودة في الأصل، فلم تكن مجرد ردة فعل نتجت عن كتابة بوست الجريمة الكاملة، ولعل العديد من الأعضاء والقراء الذين حظيت بمحاورتهم بشكل شفهي أو بشكل لقاءات متعددة يعلمون هذا...
أعتقد أنه من الواضح لشخص في قامتك أن معنى البوست لا يفيد أنني قابع على رصيف الانتظار، ولكني أرى أن تبني مثل هذه الآراء ضرورة ويؤسفني أن أقوم بذلك الدور .. ولكن ما العمل إن كنت أنتمي لجيل تم اسقاط التجارب الفاشلة للأجيال التي سبقته، عليه، فأصبح (بفعل فاعل) جيلا برقماتيا، اتخذ من فشل الأجيال التي سبقته أساسا يضع عليه رؤيته للحياة ....
هاني لك التحية وأنت تطلق هذه الصرخة المدوية ، تطلب منهم جميعا الانصراف وترك خشبة المسرح ، فقط لأن المسرحية التي يؤدونها ساقطة ، وهم لا يجيدون تمثيل أدوارهم ،،، فليذهبوا جميعا ، غير مأسوف عليهم ، وليقم فينا من بفجّر طاقاتنا ويمنحنا القدرة على المسير ..
أعتقد أن الأستاذة لنا قصدت أنك كنت في منتهى الحكمة بالرغم من أنك لا تنتمي لجيل كبار السن ، أو هكذا فهمتها أنا ..
03-31-2005, 00:27 AM
garjah garjah
تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 4702
لم يكن الهروب، خطة كما يقول الكثيرون .. بل كان خسة .. أما علمتم أن تولية الأدبار عقابها أليم؟؟؟
ملئتم الفضائات بالجلابيب والعمم، تلك التي تريد الوصول إلى القمم.. بأسرع ما يمكن، لكنكم كنتم في منتهى الغباء .. فالطرق الصعبة في الغالب تؤدي إلى النجاح... أدخلتم أنفسكم في حلقة مفرغة وبدلا من أن تجروا أذيال الهزيمة، جررتم علينا المزيد من المصائب وجررتم علينا الشوك وكأن جلودنا نبتت من فراغ...
تبا لغبائكم ... بل تبا لكم ...
ظننتم أن الهرب سيقي أبنائكم شر الشوك ؟؟ لكننا اليوم نتجرع مرارة أنانيتكم ..
لم تكتفوا بالأنانية... بل قرنتموها بقصر النظر .. من قال أن الأرض ستعمر عندما يغادر الفلاح؟؟ من قال أن الأزهار ستنبت في يوم من الأيام في أرض تركها أصحابها خوفا من الشوك!! ها هي أرضكم ماثلة أمامكم، أفلا تبصرون؟؟؟؟؟
تسترتم خلف أعذار أوهى من بيت العنكبوت .. أسمعوني أعذاركم مرة أخرى!
ماذا؟؟؟ من كان سيطعم كل هؤلاء؟؟؟ ياللغباء ... أوما علمتم أن الأرض لا تنبت لحظة زرعها، ألم تكن إزالة الشوك أسهل من تركه يترعرع؟؟ أوما علمتم أن الأرض التي لا تزرع تصبح أرض بوار!! أولم يكن أول ما تعلمتموه أن من زرع حصد؟؟؟؟؟ ياللغباء...
اليوم، تريدوننا أن نزيل الأشواك! أي أشواك.. فقد أضحت أرضنا غابة ...
تبا لكم
هامش: لا أعرف متى لم أكن وجوديا ـ من دون أن أدري! أما الطفولة فهي الخوف والعزلة والاستسلام لكل ما تراه أمي صحيحا. ولم أعرف إلا في سن متأخرة أن أمي لا تقرأ ولا تكتب، فيكف تدير حياتي.. وأنا الذي علمتني الفلسفة أن أعيد ترتيب الكون ومساره من الوجود الي العدم ومن العماء الطبيعي الي البهاء الإلهي.. وكيف أنني كنت حجرا متحركا لا تنبت عليه ألأعشاب. أنيس منصور – الشرق الأوسط 31 مارس 2005م
03-31-2005, 05:37 PM
Hani Abuelgasim Hani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103
أستاذي .. الشقيق ود قاسم .. اسمح لي ان أهديك هذا المقطع من رواية ما زالت ترزح بين طيات مخيلتي وورقي...
أخيرا خلوت بنفسي، هذه هي لحظات الحرية التامة .. أفكر وأصرخ كيفما أشاء .. وهي ذاتها اللحظات التي أجد العذر فيها للمثقف المتعالي، الذي يشيد برجا بثقافته ويسكن في قمته ليلقي بورقة أو كتاب من حين لآخر .. لكنه لا يلقيها إلى الأسفل بل يرميها بشكل أفقي .. فيلتقطها من هم في مثل عليائه .. أو يلتقطها من هم أمثالي ممن يتقافزون بجانب هذه الأبراج ليصطادوا بعض ما يلقى. أحب أن أشبِّه المثقف بالأم .. فهو ينتظر اليوم الذي تطلب فيه إحدى بنات أفكاره .. لا أدعي أني مثقف ولكن بعض أفكاري أعاملها وكأنها أبناء لا بنات وأتفهم حينها شعور أمي عندما تعامل الفتاة التي أحب.
في خريف إحدى السنوات في الخرطوم، كنت في التاسعة أو ربما العاشرة من العمر، برفقة أمي نزور أقارب لنا، طلبت مني إحدى الفتيات وكانت تقاربني عمرا، أن أكتب لها موضوعا لتدخل به مسابقة الكتابة في مدرستها .. أذكر أنها كانت تدرس في إحدى المدارس المصرية القريبة من المقرن، حاولت جاهدا أن أبحث عن أطلال تلك المدرسة مؤخرا لكن دون جدوى. كتبت لها موضوعا من بنات أفكاري وكانت تلك أول علاقة لي بالقلم خارج سور مقررات بخت الرضا .. وبعد أشهر من عودتي وصلني مظروف، وكانت تلك أيضا أول علاقة لي بالبريد .. وجدت ورقة وكتاب .. قرأت: أخي العزيز ... إن شاء الله تكون بخير وعافية، نحن مشتاقين ليكم شديد. ومنتظرينكم في الإجازة الجاية. متذكر الموضوع الكتبتو لي لما كنتوا في الخرطوم .. ربحت الجايزة بتاعت المدرسة والهدية مع الجواب دا .. ...............................................سلوى كان كتابا عن حافظ إبراهيم .. قرأته مرة وإثنان ومرات أخريات .. كل ما أذكره من الكتاب هو صورة حافظ إبراهيم ببدلته الرمادية وطربوشه الأحمر المنتصب وهالة من الضوء تحيط شاعر النيل وسط ظلمة لا شك أنها كلفت المطبعة الكثير من الحبر.. كانت تلك أول علاقة لي بالكتاب، وفي تلك الأيام سمعت أن القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ، سمعتها بصوت يخفت، صوت في طريقه إلى نوم عميق، إلى أن تلاشى هذا الصوت.
أنا لا أنتمي لجيلي، لكني كثيرا ما كنت أفكر، هل أنا كما يجب أن أكون وجيلي هو الذي لا يريد أن يكون كما يجب، أم تراني أتيت متأخرا ففاتني قطار تلك الأجيال الرائعة. ما زلت أبحث عن إجابة، وفي غضون البحث قررت أن أجد الجيل الذي أنتمي إليه.
لم أجد ذلك الجيل على مسرح الحياة، وجدته بين أكوام الورق، وتحت حرف الباء في ترنيمة (بـ بسم الله والحب ـب) وفي مقولة (بـ بسم الوطن والشعب ـب) وفي عذوبة (بـ بسم الفكر والأدب ـب) ، وجدت فيه بداية ونهاية لكل ما هو خالد وجدته في أغاني أكتوبر وفي لحن صه ياكنار وفي مخيلة قليل ممن عاشو شباب ذلك الجيل .. وددت أن أقبل يد د.محمد عثمان الجعلي التي خطت رحيل النوار خلسة، علي المك وجيله .. وقبل أن الثم يده فقط أريد أن أقف أمامه وقفة تلميذ معترض، فالنوار لم يرحل خلسة .. لقد اغتاله جيل بأكمله..
خلوتي بنفسي هذه تذكرني بسنوات المعتقل التي عشتها ولم أتذوقها، فظروف ترحالي بين البلدان حالت بيني وبين كوبر وأعتقد أني أدين بشيء من الإنتماء لذلك المكان وأشعر بحنين عارم تجاهه، ربما لأنه وككثير من المعتقلات ظل مصدرا ملهما لكثير من الأعمال العظيمة أولم يكتب بولس الرسول بعضا من كتابه المقدس في السجن والشهيد محمود محمد طه أتى بالفكرة وهو هناك، أولم تخرج لنا بعض من مؤلفات محمد إبراهيم نقد برائحة زنازين كوبر وكذلك الصادق المهدي، وعبدالقادر الشاوي، ألم يؤلف ثلث كتبه خلال خمسة عشر عاما قضاها في معتقله بالمغرب، وحسيبة عبدالرحمن الكاتبة السورية كتبت رويتها الشهيرة (الشرنقة) أثناء اعتقالها سياسيا في السجون السورية وهي ذاتها القائلة في لقاء صحفي معها (السجن فضاء.. فضاء آخر.. هو فضاء مضاد ولكنه بالنتيجة فضاء للتداعي، للآخر الذي يمكن أن تكون أنت.. في السجن ثمة قيمة كبيرة ستتلمسها هي قيمة الجسد.. مكان كلما ضاق يتسع الإحساس بالجسد ، ولهذا فثمة مصائر ناس، ناس يحتكمون : للذاكرة .. لخيال الذاكرة.. سيكون الواقع شديد الخصوصية في السجن بحيث يبدو شديد التعقيد) كذلك روزا لكسمبرج كتبت تعاليمها الوسطية اليسارية حول مناهضة النظام البلشفي-الاستاليني وهي في السجن واستطاعت عقب سنوات الاعتقال أن تؤسس ما سمي لاحقا بالمدرسة اللوكسمبرجية. والشهيد سيد قطب كتب "معالم في الطريق" خلف قضبان عبدالناصر.
زنزانة تحول بين زنزانتي وزنزانة صديقي الشيوعي، يشبه قاطنها الإنجليز وحين تدقق في ملامحه تكاد عيناه العميقتان تخبرانك أنه عضو في الفابينز سوسايتي، شاء القدر أن يكون ماثلا بيننا لا أدري أفي ذلك دلالة على شيء أم أنه ضرب من ضروب سخرية القدر التي عهدتها. كنت بحاجة إلى أعواد كبريت، ناديت الجندي المكلف بحراسة الجزء الذي نقطنه كنت قد دفعت له بضع نكات، وقليل مما أعرف عن أسرار النساء وشيء من السخط على الفقر وتمني الثراء مقابل سجارتين بحاري Gold Leaf يوميا وأهم من ذلك صحبته التي كسبتها ببقشيش حسن الإصغاء .. كنت أقتسم كل سجارة مع صديقي الشيوعي مرة أشعلها وأهديه كعبها وفي الأخرى يشعلها ويترك لي الكعب، في أول أيامنا إقترح عليّ أن أعطيه سجارة وآخذ الأخرى . أجبته: – عيب يا رجل، أنا إشتراكي، هل ترى؟ نحن إشتراكيون أكثر منكم! ضحك ورأسه يهتز بإيمائة مرحة معلنا قبوله الصفقة لكنه ما زال مصرا أن يناديني قائلا: – يا خدم الراسمال.
رائحة العرق المعتق بعبير التبغ تشي بشعور الحرمان من متعة الجسد، لأنها تشبه قبلة تطبع على شفاه لم تفرغ بعد من سجارتها عقب وقت حميم. الكل يستتر في السجن خلف شعارات قضيته لكن للجسد في ذلك المكان قضية أخرى، تشبه قضية آلاف النساء اللواتي تصرخ نوال السعداوي بأصواتهن.. بمناسبة نوال، أكتشفت أنها أقل إقناعا حين تقابلها وجها لوجه فمن الأفضل أن تلتقيها بين أكوام الورق، تماما كالصادق المهدي.
أما في سجن كسجننا هذا فإن قضية الجسد هي محض ترف، وإن كان الشيء المشترك في السجنين هو شعور الحرمان من المتعة. أعلم أن صديقي الفرويدي سيغضب عند قرائته لهذه الكلمات نظرا لأني كنت قد اتفقت مع العديد من آرائه، ولا زلت أتفق.
Quote: أعتقد أن الأستاذة لنا قصدت أنك كنت في منتهى الحكمة بالرغم من أنك لا تنتمي لجيل كبار السن ، أو هكذا فهمتها أنا ..
الحبيب ود قاسم فعلا قصدت هانى بجملة" من قال ان الحكماء هم كبار السن وحدهم?" قصدت انه حكيم و جرىء و يسبق عمره وواعي وذو عقل متفتح معتمدة على الصورة التى كانت بالبروفايل و تشكل مع صور زعماء السودان وخريطته فلاش حيث يبدو صغيرا فى عمره-افترضت طبعا انها صورة حديثة- لم اقرا مداخلة هانى لى قبل تعديلها لكن ارجو الا يكون فهم كلماتى على نحو خاطىء ارجو يا هانى الا تكون فهمت كلماتى على نحو غير ما قصدت
03-31-2005, 08:35 PM
Hani Abuelgasim Hani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103
لا ... لم أفهم مداخلتك بشكل خاطئ ... فقط طلبت المزيد من التوضيح لمداخلتك الأولى (خفت أكون فهمتها غلط) وبالتالي (راسي يكبر) بدون سبب، خصوصا إن أتت شهادة من شخص في قامتك ..
الصورة ليها حوالي سنة، بمقاييس الزمن حديثة، لكن السنة كانت كفيلة بالقضاء على جزء كبير من شعري ما غلط الصلعة برضو وقار
03-31-2005, 08:50 PM
ودرملية ودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Hani Abuelgasim
ثروت سوار الدهب
Mohamed Suleiman
ناذر محمد الخليفة
lana mahdi
معتز تروتسكى
ودقاسم
garjah
ودرملية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست