|
|
 بين بنجامين مريال ومحمد طه محمد أحمد ...
|
------مسودة مقال------
طالعنا في سودانيل الغراء في عددها الصادر في 20 أكتوبر 2004 مقالا للأستاذ بنجامين مريال تحدث فيه عن محمد طه محمد أحمد صاحب جريدة الوفاق.
كان أول ما طالعته لطه هو كتاب حول محاولة اغتيال حسن الترابي في كندا .. والتي مثل فيها هاشم بدرالدين، الشعب السوداني وعبر عن جم غضبه بطريقة تلقائية كادت أن تودي بحياة الترابي .. صدر كتاب محمد طه في أوائل التسعينات عقب انكشاف مسرحية الاسلاميين الرامية إلى تضليل الشعب من أن الجبهة الاسلامية وراء انقلاب الخاتم من يونيو .. على كل حال الكتاب فضح إيمان طه بما يشبه ربوبية الترابي فلم أكن لأستغرب إن وجدت اسم الترابي مسبوقا بلقب الشيخ وملحقا به لفظة سبحانه وتعالى أو جل جلاله. لم يدخر محمد طه جهدا لجمع كل ما كتب وقيل عن الترابي من مدح بواسطة منظمات إسلامية عالمية وإقليمية وضم الكتاب كذلك ما اعتبره طه دليلا على تآمر التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ضد الشيخ الإله وذلك بإدراج بيان مبارك الفاضل المتحدث الرسمي آن ذاك..
اليوم وعندما تطالع صحيفة الوفاق والتي يستخدم غالب الشارع السوداني اسم النفاق إشارة إلى حقيقة أهدافها، وعندما يتحدث محمد طه عن الترابي فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو الحديث النبوي حول علامات النفاق .. أو آيات المنافق .. (إذا خاصم فجر) .. طه الذي يبذل جهدا كبيرا كونه الصحفي الوحيد الذي يعمل في صحيفة تصدر يوميا وتضم حوالي 12 صفحة .. يسخر كل هذا الجهد (الضخم) للدفاع عن النظام الاسلامي الحاكم بكل الوسائل لدرجة أنه يدافع عن قضايا قد تجاوزها النظام نفسه ويكيل طه في صحيفته تلك بكل ما تعلمه في كنف النظام الاسلامي من قواميس الإساءة لمعارضي هذا النظام، حتى إن كان من يعارض هذا النظام هو إلهه سابقا (الترابي) ..
عموما لا أقصد من هذا المقال أن المع قلمي بالتعرض لطه بل أحسب أن ذلك يحط من قدر قلمي، كما أن الأستاذ بنجامين قد أبان في هذا الجانب ولكن الذي استوقفني في مقال الأستاذ بنجامين هو ما ورد في النقاط الآتية:-
Quote:
• (الخطر خطر وهمى مقصود قصد به التربع على كراسى السلطة واقصاء الآخر وتمرير الاجندة التفتيتية وهو نوع من التكتيكات لازم المركز منذ ما يسمى بالاستقلال باوان ومستويات مختلفة اقبحهها لونا سناريوهات الجبهة الاسلامية المكشوفة).
• (ان كان التحرر يعنى تمردا فهذا يكفينا شرفا ولذلك فان دكتور جون قرنق ورفاقه كونوا عصابتهم وتمردوا للاتى:- 1- مقاومة الظلم الذى وقع عليهم من قبل وبعد ما يسمى باستقلال السودان ... الخ)
• (فطه محمد احمد والجبهة الاسلامية ينطبق عليهم شدة الظلم باهل السودان بصورة عامة والهامش بصفة خاصة وقادتهم مثل الدكتور جون قرنق يرميهم بالكذب المبيت فى حق شرفائهم فى الجنوب ودارفور والانقسنا وجبال النوبة وشرق السودان والذين تمردوا على الظلم منذ ما يسمى باستقلال السودان).. |
رغم اتفاقي في الرأي مع الأستاذ حول العديد من النقاط في مقاله وإختلافي في عديد من القضايا أيضا في ذلك المقال إلا أن التعدي على الاستقلال المجيد لم يكن ليمر هكذا دون تعقيب، فالاستقلال موروث وطني أجمع عليه أهل السودان وطالبوا به. وناضل من أجله رموز الحركة الوطنية الحديثة منذ نشأتها في عشرينات القرن المنصرم وإلى أن تم إعلان الاستقلال داخل البرلمان في أواخر ديسمبر 1954م. ورغم ما عاب التجربة السياسية عقب الاستقلال من تغول الطائفية على مجريات السياسة في السودان أدى لاسقاط أول حكومة وطنية برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري على يد قيادة أكبر طائفتين الختمية والأنصار، وأدى بعد ذلك إلى تكون الحكومات الإئتلافية التي سقطت واحدة بعد أخرى سواء من داخل البرلمان أو بواسطة العسكر أو حتى بتسليم المنتخبين مدنيا السلطة للعسكر كما حدث في حالة تسليم المرحوم السيد عبدالله خليل سكرتير حزب الأمة، للسلطة لجنرالات الجيش وعلى رأسهم الفريق ابراهيم عبود.
لعلي هنا في حاجة إلى الإشارة إلى موقف النواب الجنوبيين من اعلان الاستقلال، وهو طلبهم ايضاح علاقة الجنوب بالحكم المركزي في السودان المستقل، الأمر الذي أجبر القوى السياسية على إعطاء وعد لممثلي الجنوب أن يحظى الجنوب بنوع من الحكم الذاتي، الأمر الذي ترتب عليه موافقة نواب الجنوب على الاستقلال تحت ظل هذا الاتفاق ... وبعد الاستقلال ونسبة لعدم الاستقرار السياسي بشكل عام لم يحظى الجنوب بما وعد به مما أدى للخلاف بين الحكومات المركزية والحركات المطالبة بحكم ذاتي في الجنوب أو نوع من أنواعه..
لم تكن الطائفية هي الأمر الوحيد الذي عاب الممارسة السياسية في السودان، إلا أن سياسة التفتيت وإقصاء الآخر لم تكن ممارسة من قبل الحكومات الوطنية على وجه العموم ناهيك عن ملازمتها لسياسة المركز كما أشار أو بالأحرى صرح الأستاذ بنجامين في مقاله. يجدر هنا ذكر قضية الحزب الشيوعي السوداني في الديمقراطية الثانية والتي اعترفت القوى السياسية المسببة بخطأها واعتذرت عنه مما يدل على أن سياسة الإقصاء ليست مجذرة أو مؤصلة في الممارسة السياسية السودانية كما أن قرار حل الحزب لاقى المعارضة من قبل العديد من القوى الوطنية.
--------------------------
هذا المقال كنت قد شرعت فيه عندما نشرت مقالة أ.بنجامين على صفحة سودانيل، ولم استطع أن اتمه نسبة لبعض الظروف ولكن لحسن حظي انني احتفظت بمسودته الماثلة هنا .. أود أن أؤكد أن هذا المقال غير تام، لا صياغة ولا فكرة ...
أود أن أرحب بالأستاذ بنجامين في سودانيز أون لاين قبل أن أرجو منه أن يمدنا بمقالته المؤرخه ب 20 اكتوبر 2004 إن أمكن ... لنتناولها في حوار ترحيبي أتمنى أن يليق بقامته..
|
|
 
|
|
|
|
Hani Abuelgasim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست