من ديوان الأستاذ/ حسين محمد حمدنا الله في رثاء شاعر النبوغ والجمال التجاني يوسف بشير
تقديم بقلم الشاعر: هذه القصيدة قد ضاع أكثرها بسبب ظروف قاسرة لادخل لي فيها أبداً وهي قصيدة عليها طابع القرزمة ، أيام كنت أسجل ما أحسُّ به تسجيلاً سريعاً وأبياتها التي عثرتُ عليها أخيراً تقول:
نداءُ مِ السماء
أثار الفتي قبل النيام مشاعرهُ ** وألفي سُمّواً للمعالي يُباكرهُ --------------- ** فيُجهدُ نأياً بالأماني يُسامرهُ يُغنيّ أناشيد الصًباح نديّـةً ** وتبكي حنيناً في الليالي مزاهرهُ ولولا غمامُُ في القلوب مُلبّدُ ** تبدّت إلينا من عليٍّ خواطرهُ سمعنا نداءً مِ السماءِ مـردداً ** يقولُ تعالوا للمغنيّ نساجرهُ فسرنا علي غير إهتداءٍ وغايةٍ ** بقفرٍ فسيح لايحُطَُ مُسافرهُ ورفَّت رؤيً فطُفْتُ بعـالمٍ ** بعيدِ النواحي لاتبينُ أواخرهُ وعاد الصدي يشكو إليّ شجونهُ ** وقال للمغنيّ رُوحُ خُلد وشاعرهُ بربّك هل يجدي الحزين بكاؤُهُ ** وهل تبْسُمُ الأيامُ والحُزنُ عامرهُ أقام زماناً في العشير مُجاهداً ** مثال التفاني والحظوظُ تغادرهُ لقد أودع التاريخُ ضمّة شِعره** وودّع دنيا بالجحودِ تبادرهُ وعافي حياةً كامماتِ رخيصةً ** فطارت خِفافاً للسماءِ بشائرهُ وقالوا لقد مات التجاني وإنما ** يموت ُ الذي نهب الفناء مآثرهُ ففي جنّةِ الفردوس تنزلُ روحُهُ ** وتأخُذُهُ في الخالدين مصائرُهْ
حاشية بقلم الشاعر: وعندما إنتهيت من هذه الأبيات وكنا علي قبر الشاعر الراحل ، شاعر النبوغ والجمال ، كان في ذلك الوقت قد شرّف بلادنا المرحوم / محمد محمود جلال ، نائب بني مزار ، وكان معي في تلك الأُمسّية الشيخ عوض عمر – عليه رحمة الله – وكان والد التجاني أيضاً يحمل كراسة فيها من شعر التجاني ، وكنت قد جئت عن جريدة صوت السودان أيام كان يرأس تحريرها أخي / إسماعيل العتباني – أطال الله في عمره – وكان ذلك في الأربعينيات وقرأنا وقرأتُ ما بقي من هذه القصيدة في أوراقي ، وكان الشيخ / عوض عمر قد تلي علينا آياً من الذكر الحميد ، واذكر إنها كانت سورة (ق) ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة