الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2005, 01:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! (Re: omar ali)

    عزيزي أوبتمست،
    تحية لك وللعزيز عمر علي،
    لقد جئت لأؤكد أنني سمعت قصة العملية من الشيخ البرعي في حلقة تلفزيونية.. وكما تعرفون فإن هناك فرصة لأن تذوب الحصوة من غير عملية.. لكن النقطة المهمة هي أن الله يشفي بالدعاء وبالتوسل بالنبي وبالصالحين وأيضا بالقرآن وفي نفس الحلقة ذكر الشيخ البرعي ستة مواضع في القرآن وردت فيها كلمة "الشفاء" ومشتقاتها، وذكر آية توضح أهمية التوسل بالنبي عليه السلام واللجوء إليه..
    سأحكي لكم قصة صديقي الجمهوري "أحمد" الذي حدثت له قصة مشابهة في زوال الأورام التي كان يعاني منها عند زيارته مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام.. وكانت زيارة مقام النبي عليه السلام سببا في عودته إلى الطريق النبوي، بل وإلى الصلاة والعبادة بعد أن كان قد تركها ووصف نفسه بالغفلة الغليظة .. وكانت كل التجربة الروحية سببا في عدد كبير من القصائد أهمها قصيدة أسماها "البريدة" تصغيرا لكلمة "البردة" القصيدة المشهورة للشيخ البوصيري مادح النبي عليه السلام الذي ورد إسمه أيضا في قصيدة "مصر المؤمنة".. وسأنقل لكم ما كتبه صديقي بنفسه من غير تدخل مني.. راجيا أن تثير في نفوس البعض منكم ما أثارته في نفسي.. وصلى الله عليك يا حبيب الله يا محمد:



    Quote: تقديم
    فى إعتقادى أن شرح الشعر يفسده. وذلك لأن هناك دائما مسافة بين اللغة كأداة للتعبير والتواصل وبين الجو النفسى للقصيدة. وهذه بديهية نعرفها من تجربتنا فى حياتنا اليومية العادية. فالكلمة الشفوية المباشرة تحمل لمتلقيها كثيرا من الأبعاد والمعانى ما لاتحملها نفس الكلمة إذا كانت مقروءة. ولهذا ما أردت شرحا بهذه المقدمة ، ولست بارعا فيه ، ولكنى أردت أن أوضح الظرف النفسى الذى نشأت فيه قصائد هذا الديوان وانى لأرجو أن تسعفنى فيه كلماتى المكتوبة وحسبى ما يتلقاه منه القارئ وما يثيره فيه.

    لقد كانت علاقتى مع الشعر قديمة منذ طفولتى الباكرة، وأفتتنت به كثيرا وخاصة فى مرحلة الدراسة الجامعية الأولى. فقد كنت أكتب الشعر وأنشره في محيطي الجامعي وأشارك في ندواته ولياليه. ثم قيض الله لى أن أقابل الأستاذ محمود محمد طه، بعد أن بلغت أزمتى الفكرية والحياتية مبلغا عظيما ، كنت فيه على عتبة الجنون وذلك عن طريق أخى وسمى وشيخى د.أحمد المصطفى دالى الذى كان يساكننى غرفتى فى الجامعة ولا يساكننى لأنه كان دائما فى الثورة وسريره خالي. وعن طريق أخى وشقيقى وشيخى وأحب أشقائى الى محمد المتوكل ( وهذا اسم متوكل عند ميلاده ) . وكان ذلك في اوائل عام 1977 من القرن الماضي، وكنت قد قابلته قبلها مع أخي دالي في عام 1972، وكنت حينها في بداية مرحلتي الجامعية ، ولم يقيض لي الله الالتزام بالفكرة الجمهورية وقتها، فلكل أجل ميعاد، ولكن قيض الله لي حب الأستاذ محمود واحترامه. وفي لقائي الثاني ، أحببت الأستاذ محمود والتزمت فكرته وقصرت فى ذلك الحب وذلك الالتزام تقصيراً كبيراً. وكنت أتمنى ، وهذا دائى دائما، أن أبلغ بحبه فى حبه مقام تلميذه وأستاذى وشيخى حسن حجاز ولكن هيهات .. هيهات فذاك مقام حالت بينى وبينه حجب كثيرة، من التنطع وحظوظ النفس، وزغل التحصيل.

    ولقد أحببت الأستاذ محمود لأن مدخلى للفكرة الجمهورية كان ولايزال مدخلاً روحياً ، فقد قدمت الى الرسالة الثانية مباشرة من الجاهلية الثانية ، ودون أن أمر بالرسالة الأولى، فلم أكن أعرف كيف أصلى، بل ولا كيف أتوضأ، وتعلمت كل ذلك من كتب الفكرة قراءة ، ومن شيوخها تطبيقا. وقد وجه الاستاذ محمود أخى دالى، حينما أعلنت التزامى، باعطائى كتاب " تعلموا كيف تصلون " وكتاب " طريق محمد "، قائلاً إن أحمد جاء الينا من الجاهلية ( لا أذكر هل قال الثانية أم لا ) الى الرسالة الثانية. فبدأت محبتى الحقيقية للنبى عليه الصلاة والسلام بهذين الكتابين العظيمين. وأقول محبتى الحقيقية لأننى كنت قبل ذلك أجد فى نفسى محبة للنبى عليه الصلاة والسلام " وتكلب شعرة جلدى " ، كما كانت تقول والدتى عليها رحمة الله ، حينما تسمع ذكر اسم النبى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وكنت أشعر بخجل من هذا الشعور الفطرى والقشعريرة الخفيفة التى كانت تنتابنى ( شعرة جلدى كلبت ) حينما اسمع ذكر اسم النبى الكريم أو أقرأ له حديثا، وذلك لأنه شعور كان لا يتناسب مع شخصيتى، العلمانية وتكوينى الثقافى اليسارى حينها.

    واحببت الأستاذ محمود لأننى كنت فى بداية التزامى أجد فى رؤيته ، مجرد رؤيته ، راحة تنحط بها أثقال ما كنت اشعر به من اضطراب وتمزق وحيرة وقتها . فكنت أخرج منه للجامعة لأعود مرة أخرى للثورة لأننى أفقد تلك الراحة بمجرد خروجى منه. فكنت أذهب وأرجع فى اليوم مرات عديدة ثم يستقر بى المقام فى نهاية المطاف فىركن دالى فى الجامعة حيث أجد راحة عظيمة فيه. ولا زلت أجد فى لقاء الاخوان الجمهوريين ما يهدئ بالى ويطمئن دخيلتى ويشعرنى بالانتماء الحقيقى……
    ويكفينى به حسباً ويكفى فكره نسبا
    ويكفى فكره داراً لنا.. أزلاً ومنقلبا

    وكان ذلك الحب مدخلى لحب النبى الكريم ، وبسبيل منه، ولذلك قلت فى بداية هذه المقدمة أننى كنت أتمنى أن أبلغ فيه مقام أستاذى حسن حجاز وهيهات … هيهات فذلك مقام حسبى قطرة منه ..

    لقد كانت تلك الفترة من أخصب فترات حياتى ،بل أخصبها على الاطلاق ، فكراً وسلوكاً وشعوراً وانتماءً. بل إننى لأجزم أننى تعلمت من الاستاذ محمود ما لم أتعلمه فى طوال فترة تعليمى الرسمى. تعلمت منه أن العلم عمل وأن الشعور صدق. لقد عرفنى الأستاذ محمود بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم معرفة أنسانية فتحتنى على محبة النبى الكريم عليه الصلاة والسلام وجعلت محبتى له طريقا فكريا وحياتيا أستلهم فيه سنته طريقا للخلاص قدر إستطاعتى وأقصر فى ذلك كثيرا ... كثيرا بل وأسيء الأدب أحياناً.

    ولأن تجربتى الوجدانية مع الفكرة الجمهورية وصاحبها أكبر من الشعر فقد تركت كتابة الشعر لفترة إمتدت من عام 1977 إالى عام 1983 ، حينما اعتقلت في 11 مايو 1983 ، بعد عودتي من المملكة المتحدة ، حيث كنت في بعثة حضّرت فيها للماجستير والدكتوراه . وقد اعتقلت بفضل الله على، وهو فضل قصرت فى واجب الشكر عليه كثيراً ، مع زمرة كريمة من الاخوان الجمهوريين ، فى سجن كوبر بالسودان، بسبب من اختلافنا كتنظيم، مع النظام السياسى فى السودان فى ذلك الوقت. وقد تم اعتقالى بعد شهر تقريبا من عودتى من المملكة المتحدة التى كنت مبعوثا فيها من جامعة الخرطوم. وامتدت فترة الاعتقال الى مدة عامين الا قليلا ، من منتصف مايو 83 وحتى ديسمبر 1984.

    وفى السجن عادت إلى الرغبة فى كتابة الشعر. ولكنها عودة تغير فيها توجهى، وتعقدت تفاصيلى واهتماماتى وصار الشعر عندى تعبيرا عن حالة بسط أو قبض سلوكى لا تنفرج إلا بالكتابة. فأنا لا أتعمد الكتابة ولكنى أضطر لها اضطرارا. بل اننى لاشعر بالخجل أحيانا من كتابة الشعر، ونادرا ما أقرأ قصائدى على الآخرين. ولكن الشعر يغلبنى فأكتبه حينا وأغلبه فأتركه حينا آخر. فاستأذنت الأستاذ محمود ، وأنا فى السجن ، فى العودة الىكتابة الشعر. وفى يوم خروجنا من كوبر سلمت عليه أمام منزله فاحتضننى قائلا "الشاعر" وحسبى بذلك اذنا أرجو أن أكون به مأذونا.

    وكتبت فى السجن مجموعة من القصائد النبوية التى تحمل فيما أعتقد لونا جديدا من المديح النبوى وإن لم يكن متميزا بشكل خاص اللهم إلا فيما يتعلق بتميز التجربة نفسها عن غيرها. وكنت أقرأ تلك القصائد فى السجن على أستاذى سعيد الطيب الشائب ولا زلت أرسل اليه كل ما يعجبنى مما أكتب ، وهو رجل أحبه ولا أقول له ولا اسمعه الا ما يرضيه ويعجبنى تأدباً وحباً وتبركاً. كما اننى لا زلت ولن أنفك أرسل ما أكتب لأستاذى عبد اللطيف عمر وتعجبنى تعليقاته وأقدرها. ولحن أخى الناجى بعضها ، فأضاف اليها من شفافيته وعمق لحنه أبعادا تجعلنى أشك أحيانا فى أننى كاتبها. ولحن كرومة واحدة منها، وهى " فى حجيرته " التى أسماها شيخ ابراهيم "الغاسلة" ، فأعطاها بلحنه الملائكى وصوته الدافئ البرئ أبعاداً مضيئة.

    وبعد خروجى من المعتقل السياسى رزئنا بأحداث الهوس الدينى عقب تطبيق ما عرف فى السودان بقوانين سبتمبر 1983 والتى انتهت بمحاكمة فكرية بل فى الحقيقة بمؤامرة خسيسة انتهت بتنفيذ حكم الإعدام الظالم فى حق الأستاذ محمود وذلك فى يوم الجمعة 18/ يناير 1985. ومن يومها لم يذق السودان عافية ولم أذق. فارتبطت محبتى للسودان بمحبتى للأستاذ محمود بل هى منه. فكتبت فى هذه الفترة قصائدا تعبر عن هذه الحالة. وهى حالة تشتت وغضب وحزن ويأس وتمرد وغفلة غليظة ، ضمنتها ديوانا صغيرا نشر فى الامارات بعنوان "أحزان الفتى الغافل" وديوانا مخطوطا بعنوان " أحزانى أحزان السودان ".

    ثم أتفق لى أن زرت النبى الكريم فى مدينته المنورة فأكرمنى وأحسن وفادتى وحملنى بكل ما تحب نفسى من مشاعر الرضى والفرحة والقبول. وقد كانت هذه الزيارة بداية النهاية لفترة من الغفلة الغليظة التى ما فارقنى فيها حبى للأستاذ محمود وذكراه لحظة واحدة. ثم بينما انا فى هذه اللجة والحيرة دعانى النبى عليه الصلاة والسلام الى جنابه الطاهر. وهى دعوة أردتها وتمنيتها فرايت فى منامى اننى أجلس فى مكان معين بقرب قبر النبى عليه الصلاة وأتم التسليم وكنت حينها فى ابعد مراحل غفلتى الغليظة أثناء عملى فى جامعة الامارات بالعين. ثم لم ألبث أن جاءتني دعوة الى مؤتمر علمى عقدته جامعة الملك سعود بعد أن كنت قد تقدمت بورقة علمية لم أكن أظن أنها فى مستوى علمى مقبول. وذلك فى النصف الأول من عام 1993.

    ولم يكن من عادة جامعة الامارات ان تسمح للاساتذة الوافدين فيها بالذهاب الى مؤتمرات الا بعد مشقة وفى أضيق نطاق. وكنت قد شعرت حينما استلمت دعوة المؤتمر بأن هذه هى الدعوة التى أنتظرها من النبى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. فقدمت طلبا الى مدير الجامعة جاءتنى الموافقة عليه فى نفس اليوم مع قرار باعطائى تذاكر سفر على نفقة الجامعة مع المصروفات اليومية للرحلة. ثم قبل أن أتسلم تذكرة الجامعة جاءتنى تذكرة من السعودية شعرت حينها بأنها مرسلة من النبى الكريم فرفضت تذكرة الجامعة. وسافرت الى السعودية لأول مرة فى حياتى ، وكنت فى حالة استحوال حقيقية جعلتنى لا أتابع مداولات المؤتمر الذى عقد فى مدينة القصيم فى جنوب المملكة العربية السعودية ، وهى منطقة جمع فيها كل الظلام الوهابى.

    وتركت المؤتمر قبل جلسته الختامية وسافرت الى الرياض فى اليوم الثانى للمؤتمر حتى أتوجه الى المدينة المنورة لزيارة القبر النبوى الشريف حيث النور المفاض. وكنت قد أعددت جلبابا نظيفاً ، وملفحة "مغتربين" أنيقة ، وحذاء فاخراً ، ووضعتهم فى كيس مستقل، وذلك لاننى كنت أنوى ترك حقيبتى مع شقيقى الأصغر حسين الذى يعمل فى الرياض واحمل فقط الكيس الذى أعددته معى الى المدينة. وكنت قد وضعت جلباب نومى وهو كجلاليب بيت الاخوان (أ) ، الذى كان يجمع زهاد الأخوان وعبادهم، مع سفنجة قديمة فى كيس آخر.

    وفى الرياض استقبلنى أخى حسين فأعطيته حقيبتى وأغراضى وذهبت الى المدينة. وعند خروجى من مطار المدينة مباشرة قابلنى رجل وضيء الوجه ودعانى الى سيارته وأخبرنى أنه يحب السودانيين لآنهم يحبون النبى عليه الصلاة والسلام ويحضرون دائما لزيارته. ثم أخذنى ودار بى فى أرجاء المدينة بحثا عن فندق قريب من المسجد النبوى الشريف وأصر ألا يأخذ أجرا الا بعد أن أخبرته انى مصر على هذا ووعدنى أن يأتى لأخذى فى جولة فى اليوم التالى لأزور الآثار الأسلامية فطلبت منه ألا يفعل لأننى أتيت فقط لأقضى ليلة ونهارا مع النبى عليه الصلاة والسلام.

    ثم دخلت غرفتى فى الفندق وكانت الساعة السابعة والنصف مساء بغرض الغسل والذهاب للسلام على النبى عليه الصلاة والسلام. وكنت قبل زيارتى للملكة بفترة ليست بالقصيرة قد أصبت بالتهاب تورمت معه غدد العرق تحت ابطى بصورة مزعجة واحجام مخيفة ولكننى انشغلت عنها وأنا فى المدينة بفرحتى. وحينما دخلت الحمام ، خلعت ملابسى ،وأردت أن أبدأ بغسل تحت ابطىّ ، كما طلب منى الطبيب فاذا هى سليمة تماما لا أثر فيها ،أيما أثر، لاى ورم. فكدت أسقط من هول المفاجأة من حوض "البانيو"، وبدأت بالبكاء بصوت عالى ، وهرعت الى المرآة فى داخل الغرفة ، وأنا عارى تماما . وبدأت أتحسس تحت أبطى ونسيت ما كنت بصدده من تكلف الحضور بترديد عبارة الشيخ الجنيد " الله شاهد ..الله ناظر الى .. الله معى .. الله يرانى" .

    ورجعت الى الحمام واغتسلت وانا أبكى بصوت عالي. ثم خرجت من الحمام لكى أرتدى جلبابى وأذهب للسلام على النبى عليه الصلاة والسلام. فوجدت أننى أحضرت الكيس الذى فيه جلباب بيت الأخوان (أ) وذهبت حلتى الانيقة مع أغراضى الاخرى الى منزل أخى حسين ، فى الرياض. فشعرت أن النبى عليه الصلاة والسلام يريدنى هكذا. فلبست ذلك الجلباب المتسخ مع "سفنجتى" القديمة، لن يميزنى من يعرفنى عن دراويش الأرصفة كما أسماهم الدكتور مصطفى محمود . وذهبت للسلام على النبى عليه الصلاة والسلام ، رغم أن أصحاب الفندق قد أخبرونى أن المسجد النبوى يغلق عادة بعد صلاة العشاء وهو محروس بالشرطة. فذهبت رغم ذلك بنية السلام عليه من بعيد اذ لا يجوز أن أدخل مدينته ثم أنتظر حتى الصبح لأسلم عليه. وسألت بعض الناس بعد أن وصلت المسجد ، وقد أصبح بناءً ضخماً يحتل مساحة شاسعة، عن قبر النبى فكانوا يستغربون ويجيبون بأنهم لا يعرفون، وذلك لأنه عندهم المسجد النبوى وليس القبر النبوى.

    وفى صباح اليوم الثانى كنت فى المسجد النبوى مع الأذان الاول. وبعد الصلاة التى لم أحضر فيها ولم أذق لها طعما ، وقد كانت أول صلاة لى منذ فترة طويلة. فقد كنت مشغولا بزيارتى للجناب النبوى الشريف. وبعد الصلاة وجدت نفسى مع المتجمهرين أمام القبر الشريف، وكانوا يتحدثون معه بعفوية ، بشتى أنواع اللغات متجاهلين ، تجار الدعوة ، وخبراء الدعاء امام القبر، وهم يعرضون خدماتهم فى تلقين الزائريين ما يجب أن يقولوه أمام القبر. ولم ألبث ان حملتنى الجموع الى خارج المسجد، وكنت قد انتابتنى وأنا أمام القبر ، حالة من البكاء المفاجئ وأنا فى جلبابى" الألفى" وسفنجتى ودون غطاء رأس .

    وحينما وجدت نفسى خارج المسجد ، شعرت بأن هذه ليست الزيارة التى رأيت لها صورة ، ليست كاملة الوضوح فى منامى الذى ذكرته سابقا. وأنا أمام باب المسجد رأيت زقاقا ضيقا قادتنى قدماى فيه حتى وجدت نفسى على سياج القبر الشريف من ناحية اليمين. فجلست على مسطبة القبر جلسة شبيهة بتلك التى رأيتها فى منامى ولم يكن معى أحد، ثم بكيت للنبى الكريم، وبكيت … وبكيت … وبكيت. لقد قضيت معظم يومى ذاك باكيا. وشعرت بالنبى الكريم، شعورا حقيقيا ، وهو يهش فى وجهى ويرحب بى . ومما عمق هذا الشعور الروحى فى نفسى أن رائحة البخور فى القبر هى نفس الرائحة التى كنت أشمها فى غرفة الاستاذ محمود وأن المدينة نفسها تختلف فى سمتها وطعمها وطيبة أهلها عن بقية مدن المملكة، حتى وكأنها أم درمان. وبكيت وأنا أمام القبر و" تجرست له " وتحدثت معه دون اجراءات رسمية وبدارجية سودانية. وكنت كلما بكيت كلما شعرت بالراحة. وهى نفس الراحة التى كنت اشعر بها حينما أرى الاستاذ محمود ويحط يده على كتفى …
    وأدخل فى حجيرته حزينا دامعا أرقا
    يحط يدا على كتفى يزيل الهم والأرقا

    وكنت أحمل قصيدة للنبى واخبرته بذلك فى جلستى تلك ولم أكن أدرى وقتها كيف اسلمه هذه القصيدة . وفى تلك اللحظة بالذات حانت منى التفاتة فرأيت أمامى مباشرة رجلا يلقى بخطاب فى صندوق بريد أمام المسجد النبوى. وفى نفس اللحظة القى فى روعى أن أرمى القصيدة فى صندوق البريد ففعلت. وقضيت كل ذلك اليوم وأنا ابكى للنبى وأشكو له حالى وحال الاخوان. وصليت فى مسجده الظهر والعصر ، ثم ودعته ورجعت الى الرياض وغادرت بعدها للامارات. وقد كان لتلك الزيارة أثرا كبيرا فى تجذير حب النبى فى قلبى. فكانت نفحتها وبركتها مجموعة من القصائد التى كانت تنساب وتنهمر على انهماراً صباحاً ومساءً وفى أحوال عديدة. وضمنتها فى هذا الديوان. وإنى لأرجو بها حبه وقبوله ومدده وقربه وحضرته. أليس هو القائل: "أنا جليس من ذكرنى ". وهو أيضا القائل: "المرء مع من أحب ".
    وانى لأرجو أن أكون من زمرة الذين يحبونه. وبسبب هذا الرجاء فاننى أهدى هذه القصائد لكل الاخوان ، بدون فرز ، وأقصد بها تلطيف بعض ما تعكر من جوهم أخيرا ، فقد أهمنى ذلك وأحزننى كثيرا. والى عبد المطلب بله زهران ، "الفيّاض"، الذى علق فى حقه أحد الناس، بأنك اذا صرت جمهوريا فانك تستطيع أن "تركب فى رأسه"، وهو كذلك فذلك امرؤ أمة وحده. وانه بسبب هذا التفرد، وفى هذا الموضع وهذه الأيام بالذات أخصه بهذا الاهداء. وأسأل الله أن يديم عليكم كلكم عافية الدين والدنيا.
    أحمد مصطفى الحسين
    الأردن/ فى يوم الجمعة 16/4/1999

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 02-28-2005, 01:35 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali02-26-05, 11:31 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! على اسماعيل02-27-05, 00:57 AM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! cantona_102-27-05, 02:06 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Yasir Elsharif02-27-05, 05:51 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali02-27-05, 11:59 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali02-27-05, 08:52 PM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! هاشم نوريت02-27-05, 09:10 PM
      Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Optimist02-27-05, 09:34 PM
      Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Optimist02-27-05, 09:37 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Yasir Elsharif02-28-05, 01:27 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Yasir Elsharif02-28-05, 01:41 AM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! تاج السر حسن02-28-05, 06:30 AM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! munswor almophtah02-28-05, 10:31 AM
      Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! munswor almophtah02-28-05, 11:24 AM
      Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Yasir Elsharif02-28-05, 12:28 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali02-28-05, 11:16 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-01-05, 08:45 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-01-05, 09:14 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Yasir Elsharif03-02-05, 01:29 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-02-05, 08:31 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! Yasir Elsharif03-02-05, 09:58 AM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! هاشم نوريت03-02-05, 11:05 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-02-05, 10:32 PM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! ترهاقا03-02-05, 11:33 PM
      Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-03-05, 11:10 PM
        Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! munswor almophtah03-04-05, 00:06 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-04-05, 04:02 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-04-05, 09:39 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! مريم بنت الحسين03-05-05, 00:02 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-05-05, 10:47 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-05-05, 10:51 PM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-06-05, 10:13 PM
    Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! munswor almophtah03-08-05, 01:21 AM
  Re: الله حي الله حي...كرامـــات الشيــــخ البرعـــــي !! omar ali03-08-05, 10:21 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de