|
هل هذه نبوءة سياسية ؟
|
نقلا عن جريدة الشرق الاوسط السبت 26 فبراير2005
فى مقاله بعنوان :" السياسة والوراثة …وعيوب رؤى التطلع العربى نحو التحول الديمقراطى" ذكر السيد الصادق المهدى ضمن المقال الاتى:
" اقترحنا حوارا ثلاثيا بين الجانب الرسمي والشعبي، والدولي، لوضع استراتيجية تحول ديمقراطي، تسمى الميثاق العربي للتحول الديمقراطي. هذا الميثاق ينبغي أن يلتزم بحقوق الإنسان، والحريات العامة، والحكم الراشد القائم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون. وينبغي أن يضع أساسا للتفاعل مع مسألة التوارث كالآتي: أ ـ النظم الملكية تواصل نظمها بشرط التحول لملكيات دستورية بالتدرج المعقول، والمؤسس على حوار مع القوى الديمقراطية المدنية. ب ـ النظم الجمهورية تجري إصلاحات دستورية تكفل حقوق الإنسان والحريات العامة، والمجالس التشريعية المنتخبة وتفتح التنافس الانتخابي الحر لرئاسة الجمهورية، وفي هذه الحالة لا مانع أن يرشح أي مواطن مؤهل، حتى أفراد أسر الرؤساء الحاليين ما داموا يلتزمون بالتنافس الحر. إذا اتُخِذ هذا الإصلاح السياسي الدستوري أساسا للتطور السياسي العربي، فإنه سوف يحقق الحكم الراشد والتحول الديمقراطي السلمي. وهذا يقفل الباب أمام تدابير الغزاة الذين سوف تدفعهم عوامل كثيرة لمغامرات لا تحمد عقباها، ويقفل الباب أمام حركات الغلاة الذين يجدون في التوتر الداخلي والتآمر الخارجي مناخا مناسبا لمشروعاتهم المارقة عن منطق التاريخ، ويقفل الباب أمام المغامرين الانقلابيين الذين قد يغريهم تآكل شرعية النظم القائمة لمحاولات انقلابية، مهما كانت نواياها فإنها تأتي بأضرار أكثر من المساوئ التي تحاول إزالتها. هذا هو أهم درس مستفاد من الانقلابات التي شهدتها المنطقة. وفي هذا الصدد فإن التجربة السودانية درس واعظ، فالانقلابات التي أقامت نظما «ثورية» في السودان خربت البلاد وحققت في كل حالة عكس مقاصده"
أقول انه من الصدف ان يكتب السيد الصادق المهدى هذا المقال قبل يوم واحد من توصية الرئيس المصرى حسنى مبارك القاضية بتعديل الدستور بما يتطابق مع الفقرة "ب" من الميثاق الذى اقترحه الصادق المهدى ، فهل هذه نبوءة سياسية؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|