التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 07:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2005, 07:58 PM

Yaho_Zato
<aYaho_Zato
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1124

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها (Re: Yaho_Zato)


    الدين وسيلة.. وليس غاية


    ومن الملحوظ أن أغلبية الأديان الشرقية (البوذية والكونفوشيوسية والتاوية.. الخ) قد بدأت كمدارس فلسفية وليس كأديان.. ولكن حوادث الزمان فرضت عليها تبني الكتير من الخط الديني.. والفرق بين الخط الديني والمدرسة الفلسفية ليس فرق نوع، وإنما فرق مقدار، إذا صح التعبير، فالدين يتميز بأنه يملك قاعدة من الخطوط العقائدية المبسطة والمتنزلة إلى واقع الناس.. مثل التصوير المعين لقصة الخلق وبداية الكون، والتصوير المعين أيضا لنهاية الكون، وقانون الترهيب والترغيب والجنة والنار، حسابا على فعل الخير والشر، أو اتباع التشريع ومخالفته، والصورة المحسوسة والمباشرة لطقوس العبادة.. إن هذا النوع من التصوير يكون سهل الإستيعاب على القاعدة العامة من البشر، خصوصا في المجتمعات السابقة في التاريخ، لأنه يقرب المعاني العميقة والسامية إلى فهم الناس بوضعها في قالب الصورة المحسوسة.. وعلى هذا فهو يخلق قاعدة بداية يتساوى في الفهم فيها معظم الناس، إذ ليس فيها عنتا فكريا أو عمقا صعب الولوج على غير الصفوة الفكرية في المجتمع.. وهذه القاعدة المبسطة والبدائية هي دليل على الحكمة في التعامل مع العقل البشري وسوقه بأناة ورفق في دروب معرفية وعرة جدا تحتاج إلى الكثير من التركيز والتعمق والصفاء الذهني.. ذلك بأن، بتلك البداية، يضع السالك في هذا الدرب المعرفي قدمه على أرض يطمئن لها، لأنها محسوسة ومألوفة لعقله المتأثر بالمادة الصرفة.. ومن هذه الأرض يستطيع أن يبدأ رحلته وينطلق ليسمو بفكره وشعوره لكي يلحق بالمعاني السامية لأصول الدين المعرفية.. وهو يتخذ في هذه الرحلة الطويلة والعميقة دابة وفرها له الدين أيضا، وهذه الدابة هي "العبادة".. فالعبادة هي وسيلة لتصفية الذهن وتخليص العقل من قيود الشهوات حتى يصبح حرا، ويستطيع بذلك أن يترقى في الفهم والمعرفة الجوهرية والسامية لأصول الدين..

    وفي المدرسة الفلسفية، يختلف الوضع قليلا، إذ أنها لا تقدم في البداية تلك القاعدة المبسطة من الخطوط العقائدية المتنزلة إلى واقع الناس.. أو على الأقل هي لا تقدمه بالكمية الكافية المطمئنة للقاعدة العامة من الشعوب.. ولهذا السبب تفشل المدارس الفلسفية غالبا في أن تصبح مدارسا جاذبة للأعداد الكبيرة من الشعوب التي انشغل معظمها بتحصيل الرزق وصراع البقاء المادي.. فتصبح المدارس الفلسفية مدارسا صفوية في كثير من الأحيان، يأتي إليها القليل من الذين مكنتهم ظروف الحياة من التفرغ لتلك الأسئلة الصعبة عن الوجود وماهيته.. لهذا، على سبيل المثال، كانت المدارس الفلسفية، خصوصا في الماضي، تحوز على اهتمام قلة قليلة من الرجال، ونادرا ما كان النساء صاحبات اهتمام في تلك المجالات بسبب من واقع الحياة الذي فرض عليهن الواجب المباشر من متطلبات الأمومة والزوجية وغيرها، فالمرأة كانت في ماضيها مشغولة عن التأمل أكثر من الرجل بكثير، فقد حكمت عليها ظروف قانون الغاب "القرار للأقوى" بأن تكون مضطهدة من قبل الرجل، وتحت إمرته، وبان تكون غير مالكة لوقتها في معظم الاحيان.. وأيضا لم يكن معظم الرجال يجدون الوقت للتأمل بحكم قسوة متطلبات المعيشة كما ذكرنا آنفا..

    لهذا مثلا، نبعت الرؤية الدينية في البوذية، على سبيل المثال، والتي كانت مدرسة فلسفية قلت فيها حتى الإشارة إلى وجود الخالق بشكل كافي.. حيث أدرك مؤسسي طائفة "الماهايانا" البوذية أن النصوصية التي عاشت عليها الطائفة الأصلية "الثيرافادان" من نهج أسلوب تفرغ تام للتأمل الذي يحتاج للرهبنة ومقاطعة المجتمع لا يمكن أن يجذب سوى القلة القليلة من الناس.. وإذا كان البوذي مقتنع برؤيته فهو سيكون ساعيا بطبيعة الحال إلى إرشاد باقي الناس إليها للخير الذي يرجوه لهم فيها، ولهذا فلابد من تبسيط هذه الفلسفة وتبسيط متطلباتها حتى تصبح مستساغة للقاعدة العامة من الشعوب، وقد كان.. فظهرت طائفة الماهايانا التي جعلت تعاليم بوذا أكثر استساغة وأكثر قدرة على التطبيق من داخل المجتمع دون الحاجة إلى تقديم الكثير من التنازلات تجاه الواجبات المعيشية.. وأصبحت الماهايانا في طرحها أقرب لطرح الأديان الكتابية في رسمها لقاعدة عقائدية تساعد العامة من الشعوب على الإطمئنان لها بسهولة.. حتى أن تسمية "الماهايانا" نفسها تعني "العربة الأكبر" أي أنها قادرة على حمل عدد أكبر من الركاب، في حين أصبح أهل الماهايانا ينادون الطائفة الأصلية "الثيرافادان" بـ"الهينيانا" أي "العربة الأصغر".. وفعلا هذا هو الواقع اليوم، فانتشار البوذية اليوم بشكل عالمي يعود إلى الماهايانا دون شك(“The Mahayana Tradition..”)..

    في هذه النقطة نقرأ حديثا للأستاذ محمود عن الدين، في خطاب له للأستاذ كمال شانتير، في كتابه "رسائل ومقالات – الكتاب الثاني" يقول فيه: "ثم إني لا أكاد أجد، (على طول ما بحثت في نتاج الفكر البشري)، غير الدين، منهاجا فكريا يصل بك إلى الأصول القائمة وراء ظواهر الشكول".. ولعل هذه النقطة استبانت لبعض اصحاب المدارس الفلسفية القديمة، ففضلوا تقديم فلسفتهم في القالب الديني بعد زمن من التجربة.. هذا ونحب ان ننبه مرة أخرى، إلى أن الفرق بين الدين والفلسفة ليس فرق نوع، وإنما هو فرق مقدار، فالدين يبدأ من خلف "ظواهر الشكول" ليصل بنا إلى "الأصول القائمة ورائها".. أما الفلسفة فهي في منهاجها كثيرا ما لا تبدأ من خلف تلك الظواهر، وإنما تنطلق من بدايات أبعد، وهذا هو أساس الفرق في رأينا..

    والأديان الكتابية كانت منذ بداياتها مدركة لذلك الأمر، فظهرت منذ بداياتها في دعوة عقائدية صريحة، سهلة الإستيعاب والفهم، بل هي كانت من السلاسة بحيث كان أكثر أتباعها من المسحوقين الذين كانوا في معظمهم أميين، سلمت فطرتهم من "زغل التحصيل، وتعقيد التفلسف، والتنطع الذي يصاحب التعليم عادة" كما قال الأستاذ محمود في تعريف له للأمية.. بل إن من أعظم الشخصيات الدينية تاثيرا على مجرى التاريخ من كان أميا، وأولها النبي الكريم محمد بن عبدالله.. فالدين إذا وسيلة ناجعة، بهذا الفهم.. ولكنه ليس غاية في حد ذاته..

    إلا أن التحدي الذي واجه الأديان، وما زال يواجهها، هو كيفية الصعود بأتباعها من القاعدة العقائدية الغليظة، إلى القمة المعرفية اللطيفة.. فمعظم أتباع الأديان اليوم قد فضلوا الكسل الذهني والركون إلى العقيدة البحتة دون محاولة سبر أغوار الأسئلة الملحاحة، واكتفوا بالعقيدة، رغم أن الإنسان في داخله دوما لا يطمئن تمام الإطمئنان إلا باليقين، بالعلم وحده.. في هذه النقطة يقول الاستاذ محمود في كتابه "الرسالة الثانية من الإسلام" الآتي:"وجلية الأمر أن الإسلام، كما هو وارد في القرآن، قد جاء على مرحلتين: مرحلة العقيدة، ومرحلة الحقيقة أو سمها مرحلة العلم ".. الاستاذ محمود هنا تحدث عن مرحلة العلم من الدين، وهي المرحلة التي ليست مرحلة العقيدة إلا تأهيلا لها، وقد تحدث في كتابه المذكور هذا عن هذا الموضوع بتفصيل لا تغني هذه الورقة عنه بأي حال من الأحوال.. وهو في هذا الكتاب أيضا يتناول مشكلة هذا التحدي الذي يواجه الأديان في سوق أهله من مرحلة العقيدة إلى مرحلة العلم.. ونحن في هذه الورقة فقط أردنا الإشارة إلى هذه النقطة المهمة لأن في حلها يكمن الأمل في توحيد الأديان، فالعقائد لا يمكن أن تتوحد، (رغم أنها قادرة على التعايش مع بعضها رغم الإختلاف)، لأنها متفرقة ومختلفة، أما العلم فهو دوما واحد، لا فرقة فيه ولا اختلاف..


    بين الإيمان.. والعقيدة


    ربما يكون من المستحسن، هنا، أن نتحدث قليلا عن الإيمان والعقيدة.. ولعل هذين المصطلحين ينظر لهما كثيرا على أنهما يعنيان نفس الشيء.. ونحن اليوم نريد أن نشير إلى مقدار الإختلاف بينهما، في إطار دعوتنا للتسامي على الإختلافات العقائدية بين الأديان..

    في مرحلة العقيدة، كما ذكرنا، يكون هناك تصور معين لصور كثيرة من الغيبيات، أي أنه يكون هناك تصور محسوس ومقيد لما هو غير محسوس ومطلق، ونعني بالمحسوس هنا، بشكل عام، ما تستوعبه حواسنا الخمس.. أما الإيمان فهو يختلف عن تلك المرحلة، فالإيمان يكون مفتوحا على الإطلاق، ويكون متناميا، في معنى أنه لا يقيد نفسه بصورة واحدة معينة لما يترقبه وما يحلم به.. فالإيمان، مثلا، لا يقف عند التصورات المحددة باللغة لليوم الآخر، أو يوم القيامة، كما تحدثنا عنه الأديان الكتابية بصور مختلفة، على سبيل المثال، ولا يحجر تصوره في أن تكون صورة اليوم الآخر، مثلا، كما أتتنا به اللغة في نصوص الكتب المقدسة بحذافير شكلياته، وعلى هذا يرفض أي تصور آخر، حتى ولو كان مصاقبا لتصوره نفسه في المعنى العام.. ببساطة، الإيمان يتعلق بالمعنى، لا بالشكل، في حين تتعلق العقيدة بالشكل والمعنى سويا بدون تمييز بينهما..

    الإيمان معنى.. والعقيدة صورة، أو تجلي واحد لهذا المعنى.. كما يستطيع المرء أن يقول نفس الكلام بأكثر من لغة، فكلامه، من ناحية الصوت المسموع، والكلمة المكتوبة، مختلف جدا، ولكنه من ناحية الإستيعاب أو القصد، هو هو دون تغيير.. إن العقيدة، بهذا الفهم، هي ترجمة للمعنى، متقيدة بقيود اللغة والدلالة المجتمعية للشعوب التي تنزل فيها تلك العقيدة.. أي أن العقيدة مقيدة بقيود زمانية ومكانية، لا تملك الإنحلال منها، في حين تسامى الإيمان عن تلك القيود، لكونه متعلقا بالمعنى الذي لا تحجره الظروف الزمانية والمكانية، ولكونه متناميا، في اضطراد، يطلب العلم المحقق الذي لا شك فيه.. نأخذ مثالا على هذا من قوله تعالى ((إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والنصارى، والصابئين، من آمن بالله، واليوم الآخر، وعمل صالحا، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون)).. فالإيمان بالله هنا، هو أمر مشترك بين جميع تلك الأديان التي ذكرتها الآية، ولكن العقيدة ليست مشتركة، فعقيدة المسلم غير عقيدة المسيحي، وعقيدة المسيحي غير عقيدة اليهودي، وهكذا..

    في مستوى العقائد، لا بد وأن يكون هناك اختلاف، ولكن في مستوى الإيمان، فإن الإختلاف يقل كثيرا، وهو من ثم يدق ويدق، مع التطور في فهم المعنى، حتى يختفي، وفي هذه النقطة تتجلى وحدة الجوهر عند الاديان.. إن الدعوة للتسامي على الضيق العقائدي، وتطوير العقيدة باستمرار، هي دعوة للسير الحثيث نحو الجوهر.. فالإيمان، مثلا، بالقوى الهائلة، والحكيمة، المسيطرة على معالم هذا الوجود، يتجلى في صور كثيرة لآلهة بأسماء مختلفة، وصفات مختلفة، عبر تاريخ الشعوب، وكل صورة من تلك الصور، تسمى عقيدة، وذلك الإيمان هو نقطة التقائها جميعها.. لعل هذا المثال هو أقرب ما نستطيع أن نضعه هنا لتوضيح الإختلاف بين الإيمان والعقيدة، ولعله أيضا أقرب ما يمكن أن نترك القارئ معه، للتأمل في مغزى الدعوة للتسامي على الإختلاف العقائدي بين الأديان، والطوائف داخل الأديان..

    ولعل قلق أصحاب الدين الواحد تجاه بعضهم البعض، وعداوتهم تجاه أصحاب الأديان الأخرى نابعان في معظم الأمر من التزمت العقائدي الذي يتمسك بقشور المفاهيم والطقوس دون المحاولة الكافية للإقتراب من الجوهر.. إذ أن تكيف العقول على عقيدة معينة يصبح مرات كثيرة إدمانا يجعل صاحب العقيدة يخاف ويتوجس من العقائد الأخرى، أيا كان حجم اختلافها مع عقيدته، فيهاجمها هجوم المدافع عن بقاءه، لان بقاءه أصبح مرهونا عنده ببقاء عقيدته التي تمكنت منه كما تتمكن المادة المخدرة من المدمن الذي يرى استحالة حياته بدون حصول جسده على الجرعة المطلوبة من المخدر.. هذه الظاهرة تسمى اليوم عالميا بظاهرة الهوس الديني.. وهي ظاهرة نحن في غنى عن الحديث عن خطرها الذي نراه ماثلا أمامنا اليوم أكثر من أي يوم مضى في تاريخنا..
                  

العنوان الكاتب Date
التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-18-05, 07:51 PM
  Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-18-05, 07:54 PM
    Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-18-05, 07:56 PM
      Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-18-05, 07:58 PM
        Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-18-05, 08:01 PM
          Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-18-05, 08:02 PM
  Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Omer Abdalla01-18-05, 10:55 PM
  Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها عبدالله عثمان01-19-05, 05:16 AM
    Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Tumadir01-19-05, 06:54 AM
      Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-19-05, 09:33 AM
        Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-20-05, 02:42 PM
          Re: التسامح الديني.. ضرورة لا بديل عنها Yaho_Zato01-29-05, 07:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de