صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2005, 02:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان

    Quote: صحيفة الأضواء-الخرطوم
    أعلنت جماعة الجمهوريين التنظيم الجديد ترحيبهم باتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية كونه تضمن على الالتزام بحقوق الانسان والحريات الأساسية ودعوا الحكومة لتهيئة المناخ السياسي وفقا لحقوق المواطنة والحريات المنصوص عليها فى الاتفاقية حتى يتسنى للأحزاب ممارسة نشاطها على العلن وحتى يكون برنامج السلام شاملا وقالت الجماعة فى بيان تلقته الأضواء أن الاتفاق رغم تحقيقه لوقف الحرب واحلال السلام إلا أن أبرز عيوبه نصه على حكم البلاد بنظامين متباينين واحد فى الشمال والثاني فى الجنوب ومن شأنه أن يفرز مشاكل فى الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي. وتحفظ البيان على تطبيق الشريعة فالحكم بالشريعة سيتناقض مع حقوق المواطنةوالحريات الأساسية المنصوص عليها فى الاتفاق وأكدت الجماعة أن المحك الرئيسي هو تطبيق الاتفاقية وانزالها لأرض الواقع


    Quote: الوفاق –باب خفايا ص 3 (18 يناير 2005)
    تلاميذ المهندس محمود محمد طه فاجأوا الساحة بظهورهم من جديد
    [أصدر تلاميذ المهندس محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري الذى أعدمته محاكم الشريعة الإسلامية بعد تطبيقها عام 1983 فاجأوا الساحة بظهورهم تحت اسم (الجمهوريون التنظيم الجديد) وقصدوا أن (كلمات غير واضحة لكن تعنى أن يصدروا بيانا) متزامنا مع ذكرى إعدام زعيمهم فى 18 يناير 1985. واصدر الجمهوريون بيانا تحت عنوان (السلام هو الجهاد الأكبر) وبدأوه بالقول أن الشعب السوداني فى يوم انتصار الفكر اليوم الذى (غير واضح لكنها قد تكون: فاجأ) الأستاذ محمود محمد طه العالم بابتسامته المذهلة (غير واضح) بها طيّات الوجود ومعلنا بها سر الخلود. وأضاف البيان (ونحن إذ نخاطبكم اليوم عبر تنظيمنا الجديد فى يوم ذكراه الخالدة نريد أن يستدرك الناس قبل فوات الأوان أن فكره ما زال فى الساحة حيا بل هو ما زال يمثل حجر الزاوية الذى لفظه البناءون وهم له محتاجون وسيعلمون). وقال البيان (ولأمر قد قدر يلتقى عيد الفكر فى هذا العام أعيادا لنا ثلاثة اثنين منها هى الاستقلال والفداء وهما مناسبتان عظيمتان ذبل فيهما الشكل فقدت منهما الروح غير أنهما لقيتا فى فكره تقديرا كبيرا وابرازا جديدا فالحرية عنده روح للاستقلال والفكر ذبح عظيم للفداء وأما السلام فعنده درر وجواهر تزدان بها مؤلفاته الكثر والتى ما حجبها عن شعبه الطيب إلا قيد من الزمن آن له أن ينكسر وسوف ينكسر). ودعم بيان الجمهوريين اتفاق نيفاشا وقال: (أن الناس مجمعون على أن أبرز نتائج هذا الاتفاق النهائى لأطول ااحروبات فى القارة الأفريقية ولعله لا يفوت على فطنة المتبصر فى هذا الاتفاق أنه قد أوصد الباب تماما وبصورة حاسمة أمام احتمال نشوب الحرب فى الجنوب مرة أخرى إذ لا فائدة تجنى لاهل الجنوب من تمرد جديد على الشمال وقد قضى لهم بحكم ذاتي وحق تقرير المصير يوفر لهم بعد فترة الانتقال دون عنت أو سفك الدماء). وقال البيان: (من الناحية المبدئية ليس هناك جدوى ترتجى من حرب تقوم بين الضعفاء فى عالم تتحكم فيه المصالح وتوازنات القوى بين الأقوياء إذ أن الحرب بين الضعفاء فى عالم الأقوياء ما هى إلا حرب تفتقر إلى الحكمة والذكاء فليس فيها منتصر أو مهزوم بل فيها دموع وخراب ودماء). واعتبر البيان أن التقسيم الدينى للبلاد يهدد الوحدة الوطنية فقد نص الاتفاق على حكم البلاد بنظامين للحكم أحدهما اسلامي فى الشمال ولآخر مدني فى الجنوب ثم عمل على التوفيق بينهما فى حكومة مركزية لكل البلاد ولا بد هنا أن ننبه إلى أن هذا النظام المتفق عليه ذو لونين متباينين وهو لا شك سوف يفرز مشاكل معقدة فى الوضع فالبيت المنقسم لا يقوم. ) ولكن من هو قائد الحزب الجمهوري الجديد؟ أن البيان خلا من توقيع قيادي يتحمل مسئوليته وبعد اعدام المهندس محمود فلم يتم اختيار قيادي ورفض الأستاذ سعيد الشايب الرجل الثاني أن يصبح زعيما بحجة أن الدعوة تكليف علوي. وحاول بعض تلاميذ المهندس محمود مثل الدكتور معتصم والأستاذة عطيات البوشي إحياء تنظيم الجمهوريين واخطروا مسجل التنظيمات السياسية ونظموا ندوة فى جامعة النيلين ولكنهم سرعان ما اختفوا. أن أنشط تلاميذ المهندس محمود مثل الأستاذ أحمد المصطفى دالي والأستاذ عمر القراى والأستاذة بتول مختار محمد طه إضافة إلى أسرة المهندس محمود محمد طه المكونة من زوجته السيدة آمنة وبنتيه الأستاذة أسماء والأستاذة سمية.. أن كل هؤلاء هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.]



    Quote: المركز السوداني لدراسات حقوق الإنسان المقارنة، بالتضامن مع منتدى الفكر الاستراتيجي بامدرمان ( ندوة عبد الكريم ميرغني ) ، يقيم احتفالاً بالذكرى العشرين لوقفة الفكر الحر، وإستشهاد شهيد الفكر، والحرية الاستاذ محمود محمد طه.
    نصير الاقليات، والمستضعفين .. وداعية السلام، بالاسلام !!
    في مواجهة طغيان " الجهل " والهوس الديني !!
    ***
    برنامج الاحتفال: ندوة عن حقوق الانسان الافريقي والحريات، بمنظور الفكرة وغيرها.
    وهناك معرض يحتوى على كتب، وإنشاد عرفاني، وصور وملخصات للفكرة، مع محاولة ربطها بالواقع المحلى والعالمي
    ***
    الزمان: الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء 18 يناير 2005م

    المكان: مكتبة البشير الريح، بامدرمان شارع الموردة


                  

01-18-2005, 02:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)
                  

01-18-2005, 02:55 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الأستاذ والمقصلة والأراجوز

    نزار أحمد أيوب
    يناير وشتاء، في العام الخامس والثمانين بعد تسعة عشر قرناً لميلاد المسيح عليه السلام.. وصباح محتقن بالترقب والفجيعة والانتظار، وجمعة حزينة تشكو للرحمن ظلم بني البشر للانسان.. الباحة الامامية والشوارع الخلفية للسجن العمومي تمتليء بالسابلة والساسة، طلاب ومهنيون، نساء واطفال وشيوخ، خوذات وبنادق وصمت مقدس يلف المكان.. ومكان تحتبس انفاسه في انتظار اللحظة.
    وجاء الرجل يمشي اليها
    ويصعد اليها عادياً تماماً!!
    حتى ادهش جلاده.. فقال:-
    «رأيت الكثيرين، نعم الكثيرون يؤخذون اليها، بيد اني لم أرَ من يمشي اليها.. كأنه ذاهب الى بيته».
    بعد العِشاء الاخير.. جاءوه وساوموه.. ايها الراحل، تنح ولو قليلاً.. قد انملة تكفي.. فحدثهم حتى السحر، عن السهروردي المقتول وابن درهم المذبوح، والحلاج المصلوب، وعند الفجر نادوه ليتهيأ، استفسروه عن الرجاءات والوصايا.
    إثماً ظننتم «فهؤلاء ليسوا محل الرجاء. رجائي قربان. اما وصاياى فتتمشي بينهم افعالاً لا اقوالاً».
    ما بين الزنزانة والمقصلة، سألوه عن الاشتهاءات الاخيرة ومطالب الوداع والنهاية، فقال بهدوء «فكوا عن يدي الاغلال لاودعهم وابشرهم وادعو لهم ولكم بان تشملكم العناية».
    لن نسمح .. انها تعليمات
    رد.. حاضر، لا بأس
    زحزح نعليه، ليزيل ما تبقى من آثار الحصى والرمل والنجاسة..
    وصعد اليها..
    كشفوا الغطاء، وازاحوا المزلاج
    فبرقت الابتسامة، ختام نشيد ورضاء العبور لحيز الميلاد الجديد..
    وكما تقول المتصوفة:
    مرحباً بالموت الذي فيه اللقاء.. ولقاء ربك جل يوم العيد
    استدار الزمان.. وارتفعت الابتسامة، كبرت وتناسلت، ملأت الأفق سجادة فارسية على اطرافها اصطف الزهاد والعباد، الفضيل بن عياض وابن مشيش والشبلي والشيخ الاكبر واختهم رابعة تطوف عليهم باباريق المحبة.
    من هو؟؟
    زعم مريدوه انه اصيل ومفرد، وصاحب حقيقة وشريعة، وتلك مسألة تندرج في اطار المعارف الذوقية، حيث لا العقول ولا اخضاع الافتراضات للبحوث الامبريقية هما طرائق الامساك بالنواصي. والحقائق نفسها في هذا المضمار، تكتنفها الطلاسم والطواسين، تتشعب طرقها وتتدرج مقاماتها، وتتنوع مقاديرها من حيث الكثافة واللطافة. وتحيطها نيران شهيقة ودونها مفازات عميقة. وحظنا في ذلك «كنصيب الحزبين والطائفتين في قسمة نيفاشا».
    غير ان الشواهد من الافكار والأقوال والأعمال، والتي يمكن اخضاعها للاختبارات الاجتماعية «الاكلينيكية» تكاد لا تحصى ولا يتسع لها المقال، وتفضي جميعها الى حقيقة وحيدة.. انه كان استثنائياً واصيلاً!!
    بيت الطين:
    قدم الاستاذ محمود نفسه كزعيم وقائد متفرد واصيل، بانموذجه القيادي، او بوسائل ادارته للجماعة، فاقام نسقاً قيادياً على قاعدة تسليكية بسيطة ومعقدة في ذات الحين «في امر الدنيا انظر الى اسفل.. وفي امر الدين انظر الى اعلى» فاضحى بذلك الامام والمأموم. يتقدمهم في شؤون الدين.. وتتثاقل خطاه في شؤون الدنيا. اظلفوا انفسكم اكبحوا شهواتكم اقطعوا عروق العلائق وفروا من وطن العوائق تشرق عليكم انوار الحقائق.
    هذه هي الرؤيا.. فماذا كان الفعل؟
    أولاً: في شأن المسكن، فرغماً عن تخرجه مهندساً في كلية غردون غير انه اختار بيت الطين والجالوص رقم «242» في الثورة الحارة الاولى، في الوقت الذي اختار فيه كل رصفائه الغردونيين الانخراط في نادي البرجوازية السودانية المتعلمة، ولسان حاله يقول لهم مع الرازي «دياركم هامانية ومراكبكم قارونية وولائمكم فرعونية.. فأين أنتم من الطريقة المحمدية؟
    ثانياً: في شأن الملبس. لم يقتن من الأشياء الا اوتارها. جلباب واحد، وعمامة، ملفحة و«عراقي» ونعلين، ولكن لغرضين مختلفين لا يمكن توحيدهما، وقلنسوة واحدة!!
    والأدهش.. في مجافاته لاستخدام صنبور المياه «الدُّش» عند الاغتسال. والابتعاد عن شرب المياه المثلجة، بدعوى انهما غير متوافرين لغالب أهل السودان في البوادي والأرياف، وهو داعية لمساواة السودانيين في الفقر. فكيف له ان يستقيم على الطريق، بينما تتناقص أقواله وأفعاله!!
    ثالثاً: في شأن المطعم. غض النظر عن عدد الناس المتواجدين في بيت الجالوص، فالمائدة واحدة والإدام واحد. والمتغير الوحيد هو القدح. يتحلقون حوله، ثمانية او عشرة، يأكلون ويذهبون.. ثم يعيدون الكرة. وفي الختام.. يجلس هو وأصحاب الاعذار، وقطة داجنة، غالباً ما تشاركهم طعامهم، فيطعمهم بيديه، ثم يأكل قليلاً من الفتات ممزوجاً مع الماء القراح.
    زهداً وورعا واستقامة.. خلقت منه زعامة «كاريزما» ملهمة.. لا تستمد مشروعيتها بالطرائق التقليدية... من تسلسل رئاسي في المنظومة، أو سلطة القائد في المكافأة والعقاب والإكراه النفسي والعاطفي، أو الخبرات الأعلى والمعلومات الأوفر. فابتدع نهجاً قيادياً متفرداً يستند على سطوع وجاذبية النموذج المرجعي reference power، فكان هو الأب في حنوه لا في تسلطه. فأخاط الجماعة بوشائج الإخوة والمحبة الحقة. فنجت بذلك من الداء العضال والجرثوم الفاتك الذي أصاب الأحزاب السياسية السودانية. فقد عانت جميعها دون استثناء من الانقسام والتشظي والخروج الجماعي واتهام الآباء المؤسسين بالاستبداد والكهنوتية أو التخريفية العقائدية. فما من «أب» غيره إلا وقد خرج عليه أبناؤه وأتباعه يلعنون ويقذعونه. أما هو فحتى أبناؤه الذين انكروه تحت ظلال السيوف في جلسات تفتيش الضمائر.. عادوا لعروتهم الوثقى. والآن قد تفرقت بهم السبل، فما باتوا يأتلفون على شيء سواه.
    بيت الزجاج:
    كثيراً ما قال.. أصدقوا ولا تكذبوا.. بوحوا ولا تضمروا، وحدوا أبنية النفوس المنقسمة، لتكون أقوالكم ترجمان أفكاركم، وأفعالكم تجسيد أقوالكم، فيثمر هذا الثالوث المتوحد.. برا ولطفا بالاحياء والأشياء والناس لتتسنموا قمم حرياتكم الفردية المطلقة، وتصبحون زهوراً معطارة تفيض بالشذى من غير تكلف.
    هذه المعاني التوحيدية الرقيقة.. لها تجلياتها على المستوى الديني والسياسي والانساني. وقد جر حبلها من عالم المعاني الى عالم المباني، فأنشأ أول مؤسسة دينية وسياسية في السودان تعتمد الشفافية «قبل ان تصبح من شعارات الألفية الثالثة»، تعتمدها كمقصد ديني وضابط أخلاقي وناظم للسلوك السياسي. فأسس بنيانه على أساس متين، لا على شفا جرف هارٍ.. معماراً خالياً من سراديب العمل السري ومكاتب المعلومات التآمرية او التنظيم الخاص ذو المهام والاهداف الخاصة؟!!، ولا الفراكشنات fractions، وتلك يعرفها أهل اليسار!؟ ليمُسي الحزب الجمهوري هو الكيان الوحيد.. صحب الكتاب المفتوح. فمصادر تمويله معلنة ومعلومة.. وتقتصر فقط وحصراً على عوائد بيع الكتيبات واشتراكات الاعضاء. أفكاره معروضة في الأسواق والجامعات والشوارع، جلساته مفتوحة حتي للغوغاء والدهماء من اعدائه.. والذين كثيراً ما تطاولوا على الأستاذ في عقر داره. فقد اختار الشفافية كقيمة ذات إسناد ديني ورجوح اخلاقي لم تنتش منها نوائب الزمن ولا نوازل السياسة.
    الجدري السياسي:
    بعد الاطلاق الأخير في يناير 85، جمع التلاميذ وحدثهم عن جدل الفداء والابتلاء، وان الإبتلاءات الكبرى لابد ان يفتديها أصحاب القامات العظمى، وانهم انفقوا وقتاً ليس باليسير في المقروء والمسموع، وقد حانت اللحظة للسمو في مدارج العبودية والصوفية السلف وهم الخلف، وقد كانوا يفتدون الناس، فالشيخ الرفيع ود الشيخ البشير مات بالجدري، وحكى لهم ان الشيخ طه مات في رفاعة بالسحائي، ثم انحسر الوباء، وان الشعب في انتظارهم.. ليفتدوه بأعلى سامق نخل فيهم. لم يدركوا.. وحسناً فعلوا.. لانهم لو ادركوا ما كان هو.. هو..
    حضرة السلام:
    في إحدى الجلسات الصباحية، التلاميذ يتحلقون حول الأستاذ.. يتدارسون وينشدون العرفانيات جاء الناعي.. بأن اعدى اعداء الفكرة من المتفيقهين.. قد انتقل للرفيق الاعلى. وكان من الخائضين زوراً وتجريحا.. في الفكرة وشخوصها وعروضها واستاذها، إفكاً وبهتاناً تقاصر بصاحبه عن قامة المتدينين وطبائع السودانيين.. جاء الناعي.. فشخصت ابصارهم نحوه، ليوميء بالتوقف عن الجلسة الروحية «إننا نعرف الرجل وتاريخه، ولكنه اليوم هو احوج ما يكون الينا، فلنقرأ الاخلاص باخلاص على روحه احدى عشرة مرة» أهي حضرة السلام.. مخروطية القوام.. قاعدتاه كف الاذى.. وقمتها مسامحة الاعداء ومباركة اللاعنين؟؟!
    أسئلة على هامش الفكرة:
    إنتقى من كل حدائق الفكر.. ليصمم نسقاً «معرفياً» يستدمج في دواخله شواهق الابداع الانساني.. مهتدياً ومسترشداً بالنصوص القرآنية الكريمة والسنة المحمدية الشريفة وإرث الصوفية التليد.. نسقاً له اتساقيته الداخلية، والتي لا تلغي مشروعية التساؤلات حوله:
    أ/ أسئلة حول نخبوية الفكرة.. وطوباويتها.. ترفعها واستعلائها؟ صلاحيتها واستعداديتها في الانتقال من نهج صفوة منتقاة الى تيار شعبي؟؟
    ب/ جدواها الاقتصادية في حال شيوعها كناظم للدورة الانتاجية والاستهلاكية؟ وهل ينمو الاقتصاد بتوسيع خيارات الاستهلاك؟ أم بتجييف الدنيا وتبخيسها، ثم سحقها بين النعلين؟ وغياب التنافسية الاقتصادية هل يصلح كأساس للنهوض والتنمية؟
    ج/ أخلاقية الإدعاء حول التعايش مع مستصغر الشرر تجنباً للفتنة الكبرى، والاستظلال بالمستبد الأصغر خوفاً من فراعنة المستقبل؟
    د/ ما هي المعايير الموضوعية لقراءة النص وهل تصلح الذوقانية الذاتية كمدخل لتأويل النصوص الدينية ومقاربة القضايا السياسية والاجتماعية؟
    هـ/ ترجيح اللا عنف والسلم كقيم مطلقة دون النظر في الملموس، ربما ينجح على المستوى الفردي، ولكنه قد يضع مفاتيح التاريخ عند الطغاة والكولنيالين فقط!!
    ع/ توهان التلاميذ الفكري والروحي بعد مضي الأستاذ وانتظارهم لاذن قادم من برازخ الغيب.. أو نصر فجائي ينبت كالخرافة من ثنايا الهزيمة.
    و/ صمم الأستاذ استمارة شاملة للتغير والاصلاح وضبط السلوك.. تصادر الاحلام الصغيرة لاجل امتخاض الكمالات، وطقوس احاطية كثيفة تبدأ من ارتشافه شاي الصباح حتى السجدة الأخيرة لصلاة القيام.. فكرة لا تتسع جنباتها لملعب كرة القدم، ولا تطأ قدماها دور الخيَّالة، ولا تستمع أذنيها لدندنة حسن عطية ولا طمبرة عثمان اليمني.
    أليس ذلك ببرزخ الشمولية الجديدة.. الذي انقطع عن عالم الملك ولم يلتحق بعالم الملكوت.
    أسئلة وأسئلة.. لكنها لا تقدح في مصداقيتك، فكم انت رحيباً.. وكم ضيقة هي الفكرة!!
    وعفواً أيها الركابي الوضيء المضيء ان أدرت لهم ايسرك ليصفعوك فاخذوا الخد والجسد!!
                  

01-18-2005, 03:12 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)
                  

01-18-2005, 04:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    منقول من سودانايل اليوم 18 يناير 2005
    Quote: بيان من الجمهوريين / التنظيم الجديد

    السلام هو الجهاد الأكبر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ((ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم))

    صدق الله العظيم

    السلام هو الجهاد الأكبر

    إلى الشعب السوداني

    في يوم انتصار الفكر .. اليوم الذي فآجأ فيه الأستاذ محمود محمد طه العالم بابتسامته المذهلة! مخترقا بها طيات الوجود! ......... ومعلنا بها سر الخلود! ......... الفكر الحر هو إكسير الخلود!!

    الذكرى العشرون

    ونحن إذ نخاطبكم عبر تنظيمنا الجديد، في يوم ذكراه الخالدة، نريد أن يستدرك الناس، قبل فوات الأوان، أن فكره ما زال في الساحة حيا! بل هو ما زال يمثل حجر الزاوية الذي لفظه البناءون! وهم له محتاجون! وسيعلمون!

    ولأمر قد قدر يلتقي عيد الفكر في هذا العام أعيادا لنا ثلاثة، إثنين منها هي الإستقلال والفداء .. وهما مناسبتان عظيمتان،ذبل فيهما الشكل، وفقدت منهما الروح! غير أنهما لقيتا في فكره تقديرا كبيرا، وإبرازا جديدا! فالحرية عنده روح للإستقلال! والفكرذبح عظيم للفداء! وأما للسلام، فعنده درر وجواهر! تزدان بها مؤلفاته الكثر، والتي ما حجبها عن شعبه الطيب إلا قيد من الزمن آن له أن ينكسر! وسوف ينكسر!

    لا رجعة للحرب

    إن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في التاسع من يناير بكينيا، بواسطة الطرفين المتحاربين، وهما حكومة الإنقاذ والحركة اشعبية لتحرير السودان ليجد منا ترحيبا وقبولا في العديد من جوانبه .. ولسنا هنا بصدد التفصيل في كل بنوده، مما سوف يتسع له المجال، بإذن الله، في وقت لاحق ..

    وليس يساورنا مثقال ذرة من الشك أن الناس مجمعون على أن أبرز نتائج هذا الإتفاق هو الإيقاف النهائي لأطول الحروبات في القارة الإفريقية .. ولعله لا يفوت على فطنة المتبصر في هذا الإتفاق، أنه قد أوصد الباب تماما، وبصورة حاسمة أمام أي إحتمال لنشوب الحرب في الجنوب مرة أخرى، في إطار الدولة الواحدة، المهيمن عليها الشمال، والمتمرد عليها الجنوب! وذلك معقول من سياق الإتفاق، إذ لا فائدة تجنى لأهل الجنوب من تمرد جديد على الشمال، وقد قضي لهم بحكم ذاتي، وحق لتقرير المصير، يوفر لهم بعد فترة الإنتقال، دون عنت، أو سفك للدماء!

    الجهاد الأصغر والحرب بين الضعفاء

    ورغم اعترافنا بمظالم أهل الجنوب، وبقضيتهم العادلة التي امتدت جذورها منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وفشلت الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد في حلها، إلا أنه لايخفى علينا، أن نيران النزاع قد تأججت ألسنتها بفعل الحرب الجهادية التي أعلنتها حكومة الجبهة القومية الإسلامية للعالم كله! متوهمة إقامة دولة المدينة على أرض السودان! ولكن تبخرت الأحلام، و سيق المجاهدون إلى طاولة المفاوضات بسلاسل الإمتحان! وللمرء أن يعجب أيما تعجب من التناقض الواضح في النتيجة النهائية التي وصلت إليها، بعد جهد، حكومة الجبهة القومية الإسلامية! فبعد إلهاب للمشاعر الدينية إلى حد الحرب الجهادية، والتي كانت باهظة الثمن، ماديا وبشريا، عادت لتنكث غزلها! فتنازلت عن تطبيق الشريعة في الجنوب، ووافقت على حكومة يتحالف فيها المتمسكون بالشريعة مع غير المسلمين!!

    إن من أكبر الدروس المستفادة من هذه الحرب لهو دلالتها على استحالة تطبيق الشريعة في الجنوب! وهو ما وقع عليه المجاهدون، بأنفسهم، في وثائق الإتفاق! ومن هذه التجربة المريرة، يجب أن يتأكد للناس أن الجهاد بالسيف، لفرض الإسلام على الآخرين، قد أصبح منسوخا في عالم اليوم، وليس من سبيل إلى ذلك إلا بالحجة والإقناع!!

    ويجب علينا، في هذا الصدد أيضا، أن نقرر أنه ، من الناحية المبدئية، ليس هنالك جدوى ترتجى من حرب تقوم بين الضعفاء، في عالم تتحكم فيه المصالح وتوازنات القوى، بين الأقوياء .. إذ أن الحرب بين الضعفاء في عالم الأقوياء، ما هي إلا حرب تفتقر إلى الحكمة والذكاء!! فليس فيها منتصر! ولا مهزوم! بل فيها دموع! وخراب! ودماء!

    واعتبارا بنتائج الحرب في الجنوب، واستنادا على نفس المنطق السابق، فإننا نعرب عن تأييدنا المبدئي للإيقاف الفوري للحرب في إقليم دارفور، ودعوتنا لمواصلة المفاوضات، للوصول إلى حل سلمي، بإذن الله، للأزمة القائمة بين الطرفين المتنازعين ..

    التقسيم الديني للبلاد يهدد الوحدة الوطنية

    ومع تأكيدنا مرة ثانية على نجاح الإتفاق في إيقاف الحرب بين الجنوب والشمال، إلى غير رجعة، بإذن الله، إلا أننا لا نجد أنه جاء بنفس الإنضباط في تأمين الوحدة الوطنية في نهاية فترة التجريب والإنتقال .. فقد نص الإتفاق على حكم البلاد بنظامين للحكم، أحدهما إسلامي في الشمال، والآخر مدني في الجنوب، ثم على التوفيق بينهما في حكومة مركزية لكل البلاد!ولا بد هنا أن ننبه إلى أن هذا النظام، المتفق عليه، ذو لونين متباينين! وهو، لا محالة، سوف يفرز مشاكل معقدة في الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي في البلاد! فالحكم بالشريعة سوف يتناقض مع حقوق المواطنة والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإتفاق! وكما هو معلوم بالضرورة، فإن الشريعة، مثلا، لا تساوي بين الرجال والنساء! ولا بين المسلمين وغير المسلمين! وكما أوضحنا آنفا، فإن هذا الوضع المنقسم سوف يكون له تأثير سلبي كبير على الوحدة الوطنية في البلاد! فالبيت المنقسم لا يقوم!

    المحك هوتطبيق الإتفاق نصا وروحا

    إن البلاد قد أشرفت على مرحلة جديدة، منذ تلك اللحظة التاريخية التي تم فيها التوقيع على اتفاق السلام، مما يملى على الطرفين المتفقين إلتزاما أخلاقيا بعدم التراخي في التنفيذ الفوري لكل بنودها .. إن من أبرز الجوانب الإيجابية، أيضا، في هذا الإتفاق، أنه قد نص فيه على الإلتزام بحقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل المواطنين في البلاد، وعدم التمييز بينهم على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللغة وغيره من الحقوق الأساسية .. كما شدد فيه كذلك عتى احترام حرية التفكير والإعتقاد والدين والتعبير .. ولذلك يجب على الحكومة السودانية، وهي حكومة الأمر الواقع، أن تهيئ المناخ السياسي وفق حقوق المواطنة والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإتفاق، حتى يتسنى لجميع الأحزاب والجماعات والأفراد ممارسة نشاطاتهم في النور، وحتى يكون برنامج السلام شاملا" لا يستثني جهة ولايعزل جماعة سياسية أو حزبا أوطائفة"، كما وعد بذلك رئيس الجمهورية في الخطاب الذي ألقاه في احتفال التوقيع على الإتفاقية بكينيا ..

    الجهاد الأكبر

    إن من حق أهلنا في الجنوب والشمال أن يفرحوا بانتهاء الحرب، وتوقيع إتفاق السلام! كما يحق لهم أن يدقوا الطبول ويترنموا بأهازيج السلام! ونحن، مع تقديرنا لكل هذه المشاعر الصادقة، نرجو لأهلنا أن يعلموا أن السلام لا يتحقق لمجرد الكتابة فوق السطور! وإنما السلام الحقيقي في القلوب التي في الصدور! كما عليهم، أن يعلموا، أن السلام قيمة أخلاقية، لا بد أن يجتهد في تحقيقها كل فرد منا .. وهي لاتنال إلا وفق منهاج حكيم، يروض النفس، لتتخلص من عنف الجسد، ثم من عنف اللفظ، ليستقيم لها الأمر أخيرا، فتتخلص من عنف الخواطر، في ظاهر العقل، وفي باطنه!! هذا المنهاج العلمي، والعملي، هو منهاج النبي محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي بتقليده تتم محبته، ومحبة العلي العظيم ..

    وللشعب السوداني، جميعه، المحبة، والسلام

    الجمهوريون –‏‏التنظيم الجديد

    الخرطوم 18 يناير 2005

                  

01-18-2005, 05:18 AM

Dr Mahdi Mohammed Kheir
<aDr Mahdi Mohammed Kheir
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 5328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)
                  

01-18-2005, 07:21 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)
                  

01-18-2005, 07:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    مسارب الضي : الأستاد الحاج وراق في الصحافة:

    http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=6&issue_id=523&col_id=5&bk=1


    مسارب الضي
    18*18

    الحاج وراق




    * رغم ظواهر الحرب وعدم الاستقرار السياسي والمجاعات والفقر التي طبعت تاريخ بلادنا ما بعدالاستقلال، إلا انه كذلك للسودان (ميزة) عصية علي التجاهل، وعسيرة علي التفسير! ربما تكون نتيجة مزيج استثنائي للتاريخ والجغرافيا والإنسان والسياسة، تاريخ آلاف السنين من الحضارة، وجغرافيا مفتوحة تنتج التلاقح والمثاقفة، وسياسة لم تعرف سلطة مركزية كمثيلاتها في المنطقة، تطأ المجتمع حتي تسحق حريته وحيويته، وإنسان عزيز النفس لايرضي الضيم او المهانة، وكذلك إنسان هو الاكثر قبولا للجديد وللتجريب! وهكذا، ورغم كل شئ ، فإن السودان استثناء في المنطقة - أتري مصادفة ان بلادنا الوحيدة في المنطقة العربية الإسلامية التي اسقطت بانتفاضتين شعبيتين نظامين استبدادين؟! بل ان أنظمتنا الاستبدادية والقمعية لا يمكن مقارنتها بمثيلاتها في المنطقة!.. أتري مصادفة ان الشهيد عبدالخالق محجوب كان من أميز الماركسيين في المنطقة؟! وان الدكتور حسن الترابي لا يمكن مقارنته من حيث القدرات الفكرية والفقهية بغيره من قياداة الحركات الإسلامية الأخري؟! وان الإمام الصادق المهدي يشكل قامة فكرية أعلي وبكثير من علماء الدين في أرفع المؤسسات الدينية في المنطقة؟! ... ، بل وأقول وبكل اطمئنان ان الاستاذ/ محمود محمد طه، يظهر عملاقا يعز نظيره حين يقارن، بأمثاله من رموز التجديد الديني والاستنارة في العالم الاسلامي، سواء علي عبدالرازق، طه حسين، حسين أحمد أمين، العشماوي، الجابري، أركون، أو نصر حامد ابوزيد، يعز نظيره من حيث الإتساق الفكري، ومن حيث عمق التجديد ومداه وشموله، والاهم، يعز نظيره من حيث الإتساق الأخلاقي ومن حيث الشجاعة في الصدع بالرأى والثبات عليه.. وتأمل نصر ابوزيد في هذا الإتساق، وقد كفرته قوي الهوس الديني وضغطت للتفريق بينه و بين زوجته، فهاجر من موطنه - مصر - الي هولندا، فكان كلما حزب عليه الأمر، وأعترته نوازع الضعف الانساني، وهي نوازع قادت طه حسين الي التراجع واعادة طبع كتابه عن الشعر الجاهلي مع حذف المقاطع غير المرغوبة! وقادت علي عبدالرازق الي استرضاء شيوخ الازهر! ولكن نصر حامد ابوزيد كان يستشعر القوة والمدد وهو يسترجع انموذج الاستاذ/ محمود محمد طه، فقد كان جلادوه ينتظرون منه مجرد إيماءة ليتراجعوا عن إعدامه المأزق، ولكنه قدم أنموذجا لا يضاهي لكرامة الفكر ولاستقامة المفكر، فلا سلطان علي الفكر سوى المحاججة والبرهان، وأما سلطان ارهاب السنان فقد قدم في مواجهته روحه وهو يبتسم!.. فأى طاقة غرائبية هذه التي توقد هذه البلاد الفقيرة الجاهلة المسماة السودان؟!
    * عن هذا السؤال أجاب الاستاذ/ محمود نفسه فقال: (ان السودان مركز دائرة الوجود)! وقد دفع الاستاذ محمود بحياته وإستشهاده السودان الي مركز دائرة الوجودالإنساني!
    كان يدعو الي السلام والحرية، وقال بأن الانسان الحر، إنما هو الانسان الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويفعل كما يقول، ثم لاتكون عاقبة فعله الا خيرا وبرا بالاحياء والاشياء.. ولذا علم تلاميده ألا يطأوا بأرجلهم علي (النجيلة)! ولأنه لا يطأ علي النجيلة، فقد نذر نفسه كي يتحرر كل انسان من الخوف، فلا يطأطئ رأسه إلا تواضعا! وكان قليلا ما يغضب، ولكنه غضب علي ابنته الفضلي أسماء حين وطأت غير عامدة علي حبات عيش! أما هو، فلم يطأ شيئا سوى الارض والخوف، ومن باب أولي، لم يطأ علي انسان ابدا، الانسان عنده غاية كل شئ.. ولأنه لايخاف، فلم يتسلح ابدا سوي بالفكر، ولذا، وطوال تاريخ حياته لم يدبر انقلابا، ولم يشن تمردا، ولم يعبئ مؤيديه لحرب، ولم يسلح ولم يدرب ولم يحرض علي عنف ابدا!... وهكذا كان اغتياله واقعة صافية، دون أى لبس، لاضطهاد الفكر ولغمط حرية الاعتقاد والتعبير.
    * واغتيل الاستاذ/ محمود في 18 يناير 1985! ولكن أتري مصادفة، انه اغتيل في الثامن عشر من الشهر، ليشكل اغتياله انتهاكا صريحا وصارخا وأنموذجا للمادة الثامنة عشرة من ميثاق حقوق الانسان؟! المادة التي تنص علي حرية الضمير، وحرية الاعتقاد، بما في ذلك حرية تغيير المعتقد؟! العارفون لا يقولون بالصدفة أبدا، وأنا معهم، أقله في هذه الواقعة الاستثنائية!
    وهكذا، فإن الاستاذ محمود محمد طه، الوحيد من مفكري الازمنة الحديثة، الذي اغتيل بلا سبب سوى أفكاره، كأنما المادة الثامنة عشر من ميثاق حقوق الانسان، وهي روح الميثاق، قد صيغت خصيصا لأجله!
    ويكفي هذا السبب وحده، دع عنك أفكاره وحياته، كي يتربع الاستاذ محمود على عرش عظماء الانسانية المعاصرة: المهاتما غاندي، ومارتن لوثر كنج، ونيلسون مانديلا.. واذ يتربع الاستاذ/ محمود في قمة الذري الانسانية، فإنه في ذات الوقت، يرفع معه بلاده الجاهلة والفقيرة - السودان، الي الذري السامقة، والي مركز دائرة الوجود الانساني.. فياله من فداء، وياله من عريس!

                  

01-18-2005, 07:40 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    توارد خواطر عجيب يا عزيزنا وراق..

    في هذا البوست تحدثت عن 18 و 18

    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?p=4868#4868

    وأنا أهدي مقالك هذا إلى الدكتورة إيمان التي عملت العمل الفني الرائع..
                  

01-18-2005, 07:58 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    لقد أعجبني بوست كتبه الأخ خالد عويس وعلق عليه الأخ عاطف عمر تعليقا متميزا. هنا:

    Re: ما الفتنة إن لم تكن محمد طه محمد أحمد؟

    في صدر البوست أعلاه كتب محمد طه مقالا في "باب خفايا" في صحيفة "الوفاق" قال فيه:


    Quote: تلاميذ المهندس محمود محمد طه فاجأوا الساحة بظهورهم من جديد
    [أصدر تلاميذ المهندس محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري الذى أعدمته محاكم الشريعة الإسلامية بعد تطبيقها عام 1983 فاجأوا الساحة بظهورهم تحت اسم (الجمهوريون التنظيم الجديد) وقصدوا أن (كلمات غير واضحة لكن تعنى أن يصدروا بيانا) متزامنا مع ذكرى إعدام زعيمهم فى 18 يناير 1985.


    ومحمد طه هذا لا أعتبره صحفيا وإنما بلطجيا مثله مثل عمار محمد آدم.. ويكفي أنه قال في شيخه وأستاذ حركتهم في صحيفة سيارة عبارات بذيئة مسيئة توضح مدى حظه من الدين والأخلاق.. منتهى سوء الأدب..
                  

01-20-2005, 02:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    فوق
                  

01-20-2005, 05:00 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    Thanks Yasir for a refreshing post
    Long Live the Memory of Ustaz Mahmoud
    And shame on the coward Killers: Numeri and his NIFers.
                  

01-23-2005, 10:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صحف الخرطوم والجمهوريين.. والذكرى العشرين لإعدام حقوق الإنسان (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا يا ميرفي..

    وكل عام وأنتم بخير أوجهها إلى كل الأعزاء وكل العزيزات.. واسمحوا لي أن أنقل لكم هذه الرسالة المؤثرة التي كتبتها ميري إلى الأخت أسماء محمود.. ميري دارسة لفكر الجمهوريين وقد تمكنت من حضور الاحتفاء بذكرى استشهاد الأستاذ محمود.. وعندما عادت إلى نيو يورك وجدت أن أمها في حالة احتضار للموت.. فكتبت هذه الرسالة إلى الأخت أسماء محمود.. وأنا إذ أنقلها إنما قصدت أن يتوجه الناس بقلوبهم معها ومع والدتها..


    Salam Asma,

    I wanted to thank you and all of the Republicans for having me at your
    father's commemoration. I was deeply moved by the experience of being with
    all of you and feel that it will stay with me for a long time.

    When I returned to New York on Monday I learned that my mother is dying. I
    was with her yesterday and will be with her until she passes. I was
    wondering if an Inshad could be said for her? I wanted all of you to know
    that having just returned from such a powerful experience with you all made
    facing my mother's death a bit easier. Could you please let others know
    this, could you post it on As-Saloon?

    I will write to you again soon.

    Salam, Mary

    والتحية موصولة للأخت ميري ودعواتنا وقلوبنا مع والدتها.. وقد كانت رسالتها مؤثرة جدا..

    أهديكم هذه القصيدة بنية سماعها والتوجه بروحها إلى السيدة والدة ميري..
    أنا موسى العشق ربي أرني...
    http://www.alfikra.org/forum/viewtopic.php?t=150
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de