الأرواح تجاوب والأستاذمحمودمحمدطه يسألهم وإجاباتهم لاترقي لمستوي علم أواسط الجمهوريين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 02:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2005, 04:25 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأرواح تجاوب والأستاذمحمودمحمدطه يسألهم وإجاباتهم لاترقي لمستوي علم أواسط الجمهوريين

    تحضــير الأروح
    أهو فلسفة ؟؟ أم مذهب ديني ؟؟ أم شعوذة و دجل ؟؟

    و بمناسبة نشر الإجابة على سؤال الروح ، ذلك السؤال الذي أثاره الأستاذ موسى أبوزيد ، يجئ دور سؤال آخر عن تحضير الأرواح .. أثاره الأستاذ حامد محمد حامد مراسل صحيفة الأيام بمدني .. و هو سؤال لم يكن موجهاً إلي بالذات ، كما كان الشأن في سؤال موسى ، و لكنه لما كان سؤالاً يهمني من عدة وجوه ، فقد إعتبرته سؤالاً خاصاً ، ومباشراً لي .. هذا السؤال ورد في ختام تحقيق نشرته صحيفة (الأيام) .. و الصورة التي ورد بها السؤال كانت هكذا: (إننا نعتقد أن مثل هذه الحركة ـ تحضير الأرواح ـ تحتاج إلى بحاثين ، متقـدمين أن يسلطوا الأضواء عليها ، و يوضحوا أبعادها ، و أضرارها .. إن ما سطرناه في (الأيام) هو محاولة متواضعة ، سطحية ، أخذت الطابع التعميمي ، و نرجو أن تكون البحوث القادمة من باحثينا المقتدرين ، فيها سعة الفكر ، و الجلاء بما أغمضه التاريخ ..)
    و لقد كنت أنوي الإستجابة لهذا النفير بإصدار كتيب صغير يبحث الموضوع بحثاً أوفى مما يجده القارئ في ردي هذا .. و لكني لم أجد الفراغ .. و آثرت من ثم ، أن يكون الرد في مضمار (أسئلة و أجوبة) الكتاب الثاني .. و لعلي أعود لبسط القول في هذا الموضوع ..
    و أرى من الخير أن أعيد نشر كلمة الأستاذ المراسل لعلها تحدث للقراء ذكراً ، أو لعلها تعطيهم خلفية عليها تقوم إجابتي هذه الموجزة .. فإلى تحقيق المراسل !!
    نشرت جريدة الأيام في عددها 6275 ، بتاريخ الأربعاء 14/7/1971 الموافق 21 جمادي الأولى 1391 ، و تحت عنوان (تحضير الأرواح بمدني أيضاً) و عناوين أخرى بالخطوط البارزة تقول: "قرأءة الأفكار ، و الغيبيات ، في الماضي ، و الحاضر ، بالسلة و القلم ـ ماذا تعرف عن تاريخ نشأة هذه الحركة ؟؟ ـ أهي فلسفة؟ أم مذهب ديني؟ أم شعوذة ، و دجل؟" تحقيقاً لمراسلها الأستاذ حامد محمد حامد .. قال المراسل:
    "بدأت في مدني ظاهرة جديدة ، أطلت برأسها سرياً ، و ظلت في الأشهر القليلة الماضية تظهر أحياناً ، و تختبئ لتعود للظهور من جديد .. تلك هي ظاهرة تحضـير الأرواح .. قراءة الأفكار ، و الغيبيات !! تروج لهذه الحركة جماعة من العاصمة جعلت لها فروعاً في بعض أقاليم السودان ، و تباشر نشاطها في سرية تامة .. و لا يحضر الجلسات سوى الأعضاء المنتسبين للحركة ، بعد فحص دقيق يجرى لهم لمعرفة ولائهم .. هؤلاء الجماعة يجمعون إشتراكات شهرية من الأعضاء بحجة أنهم يعالجون المرضى بوصفات بلدية ..
    من مدني تعرض (الأيام) هذه الظاهرة ، و تقدم شيئاً سريعاً ، موجزاً ، عن تاريخها ، إستناداً على بعض المراجع العلمية .. و لعل الكثيرين من القراء قد تتبعوا سير التحقيقات المذهلة التي تجري في ج. ع. م. حول المؤامرة الأخيرة ، و ما إتصل بموضوع تحضير الأرواح ، على نحو ما أوردته كبريات الصحف القاهرية ..
    هذه الظاهرة التي أطلت سراً في مدني ، الخوف كل الخوف ، أن تجد لها رواجاً ، وإنتشاراً ، في أوساط السذج ، والبسطاء ، الذين يؤمنون بكل شئ خرافي .. إن العالم اليوم يبحث ، و ينقب في علوم الفضاء ، و التكنلوجيا .. و نحن في الشرق لا زلنا ندعو للخرافات ، و الدجل ، والشعوذة ، منصرفين عن قضايانا ، و مشاكلنا الكبرى ، و ملتجئين لإيجاد الحلول لها بالسحر ، و الخرافة .. و هنا نورد بعض الأساليب التي تتبع في تحضير الأرواح بمدني ..

    السلة و القلم
    المعلومات التي لدينا تفيد أن هؤلاء الجماعة يقومون بتحضير الأرواح عن طريق سلة .. مجرد سلة ، (سبت) .. ثم يقومون بتلاوة قراءات معينة ، و تمتمات ، على أثرها يتحرك القلم من داخل السلة ليكتب شيئاً بتوجيه من زعيم ، أوشيخ الجلسة .. يكتب القلم ، فيما يدعون ، مضمون ما يشعر به حاضرالجلسة .. و يدعي هؤلاء الجماعة ، أصحاب الظاهرة ، أنهم في تحضيرهم للأرواح يعالجون أمراضاَ عجز الطب الحديث عن علاجها ، بإستخدام وصفات ، وعقاقير بلدية محلية ..
    و يدعون أنهم قادرون على قراءة الأفكار ، و ما يجيش في الصدور ، و دخائل النفس البشرية ، و يغوصون في أغوارها ، و ثناياها ، و بواطنها .. و يعلمون ، بواسطة السلة ، و القلم ، بما: "كل نفس بما كسبت رهينة" في الماضي ، و الحاضر ، و المستقبل ، و كل شئ يتصل بالحياة ، و تجارب الإنسان الماثل في الجلسة ..

    مراجع علمية:
    رجعت إلى بعض مصادر ، ومراجع ، لإستقصاء حقائق هذه الإدعاءات ، والفلسفة المزعومة ، فخلصت إلى نتائج مذهلة ..
    يحدثنا التاريخ أن القضية التي تقدم أمام البحث تأخذ وجهاً آخر ، أكثر تعقيداً .. ذلك لأن هؤلاء الجماعة يخفون أسماءهم ، و يتخذون السرية طريقهم !!
    و تقول بعض الكتب عن تاريخ هذه الحركة أنها بدأت في نهاية القرن الرابع الهجري 373 ، وتغلغل أصحاب الدعوة إليها في العراق ، بالبصرة ، والكوفة .. و قد كانت البصرة ، وقتها ، مركز حركتتهم ، و نشاطهم ، بإعتبارها ثغراً تجارياً .. و تقول مراجع أخرى: إذا جئنا ننظر إلى الحياة الإجتماعية طالعتنا صورة مماثلة .. فقد كان هذا العصر ـ القرن الرابع الهجري ـ مسرحاً لظهور عوامل قوية .. فقد بلغ الإقطاع بعض مراحله ، وإبتدت حركات من التماسك الطبقي تتحول إلى مجرى نضالي .. و نشأت من ذلك ثورات ، كثورة الزنج ، و ثورة القرامطة .. و نشأت من ذلك طبقة في مرفأ البصرة من الزنوج ، الذين كانوا يعملون هناك في الزراعة ، وصناعة الملح ، و النسيج .. لقد كان هذا العصر عصر الإنطلاق الفكري ، و الحركات الثورية السياسية التي إنطلقت في نواحي العراق قرناً كاملاً ..
    و قدعبر هؤلاء الجماعة ، (جماعة تحضير الأرواح) عن الحياة السياسية في عصرهم ، فقالوا: إن الشريعة قد دنست بالجهالات ، و إختلطت بالضلالات ، و يجب غسلها من هذه الأدران التي علقت بها !!

    و السـؤال:
    على ماذا تقوم عملية الغسل هذه ؟ أهي قضية دينية ، أو سياسية ؟ الذين يقولون: أنها دينية ، يعتبرون الجماعة مظهراً من التفلسف الذي بلغ أوجه .. في القرن الرابع الهجري . كانوا يأخذون من كل المذاهب ، و يقولون: إن الحل الصحيح هو الجمع بين كل الأديان ، والمذاهب ، والفلسفات .. و قد بنوا فلسفتهم ، و آراءهم ، على نهج الفيلسوف اليوناني فيثاغورس ، وآرائه .. وتاريخ الفلسفة اليونانية يوضح لنا أن فيثاغورس كان يختفي وراء المذهب التلفيقي الذي دعا إليه ، و إنه ألف جمعية كانت تعمل لقلب نظام الحكم .. وكان معلوماً أن تاريخ الفلسفة اليوناني يعج بالجمعيات ذات المظهر الفلسفي ، و الباطن السياسي .. وتحدثنا مراجع شرقية أخرى أن هناك أقوالاً كثيرة ، متعددة ، عن تحضير الأرواح لدى الهنود .. وتفرع المذهب ، أو الفلسفة ، إلى بعض الطوائف ، و أصحاب العبادات ، و الطقوس الدينية ، و كيفية أداء القرابين ..

    كيف تسربت الدعوى ؟
    وتقول مصادر أخرى أن هذه الفلسفة ، أو (الشعوذة) ، تسربت إلى إفريقيا عن طريق هجرة الهنود من أجل الرحلات التجارية ، و العلمية و الثقافية .. كما أن كتب التاريخ حافلة بإعتقاد قدماء المصريين ، في كثير من المسائل المحسوسة كالسحر ، و الطلاسم ..
    و تقول المصادر الورادة في الكتب: أن فلسفة تحضير الأرواح خليط من فلسفة أفلاطون ، ومذهب الرواقيين ، و نظريات البوذيين الهنود ، والصينيين ، وهم أصاب بدع مستحدثة !!
    و بعد .. هذا قليل من كثير روته كتب التاريخ عن تحضير الأرواح ، في الماضي ، و كيف تسربت الحركة من العراق إلى البلاد الأخرى ..

    و ما هي الإعتقادات ؟
    إننا نعتقد أن مثل هذه الحركة (تحضير الأرواح) تحتاج إلى باحثين ، متقدمين ، أن يسلطوا الأضواء عليها ، و يوضحوا أبعادها ، و أضرارها .. أن ما سطرناه في (الأيام) هو محاولة متواضعة ، سطحية ، أخذت الطابع التعميمي و نرجو أن تكون البحوث القادمة من باحثينا المقتدرين ، فيها سعة الفكر ، و الجلاء لما أغمضه التاريخ .."

    هذا ما أورده الأستاذ مراسل صحيفة (الأيام) بمدني .. و لما كانت إجابتي لا بد أن تكون قصيرة ، الآن ، فإن الذي يهمني هو السؤال الوارد في صدر التحقيق بالحروف الكبيرة عن تحضير الأرواح .. أهو فلسفة ؟؟ أم مذهب ديني ؟؟ أم شعوذة ، و دجل ؟؟ و أحب أن أقرر ، ومن الوهلة الأولى ، أنه ليس فلسفة ، و لا هو بمذهب ديني ، و إنما شعوذة ، و دجل .. بل هو ، فيما يخص المرحلة الحاضرة من تاريخنا ، نحن المسلمين ، شر من الشعوذة ، و الدجل .. هو حرب على الدين ، و تعويق لبعثه ، وتخريب للضمائر ، و مفسدة للعقول ، و القلوب .. وشر ما فيه أنه يمر بإسم الدين ، إذ تمارس ، بإرشاد هذه الأرواح ، تلاوة القرآن ، و تقام حلق الذكر .. و شر البلية أن هذا التضليل قد جاز على بعض مشائخ الطرق الصوفية المعاصرين ، فأخذوا يلبون دعوات هؤلاء النفر لإحياء ذكرى بعض السلف الصالح ، من أمثال الإمام الغزالي .. و لقد كان أولى الناس بأن يكشف تضليلهم مشائخ الطرق ، الذين يعلمون أن الطريق مكاففة ، إذ أنك لابد أن تضع كفك في كف مرشدك ، لتتلقى العهد و تسلك الطريق ..
    و لكن لا جرم !! فإن الطرق الصوفية قد أنى لها أن تعود إلى طريقة الطرق ـ إلى طريق محمد ـ الذي منه إنبثقت ، أول أمرها .. و لقد كان مشايخة الطرق و مؤسسوها ، نواباً للنبي المعصوم ، في عهد الجهالات .. ينقلون الناس إليه ، في حكمة ، و بصر ، وعلى هدى مستنير .. و هذا هو السر الذي به ظهرت الشهادة المثلثة فأدخلت المشايخ: "لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، الجيلاني ولي الله" ، هذا لمن كان طريقه جيلانياً .. وكل تابع طريق يقوم بينه وبين النبي شيخ طريقته .. حتى لقد بلغني أن الشيخ صالح فضل الركابي كان يقول: حاج عبد الله الدفاري محمدنا إلى الله .. و هوقول صحيح ، ويدل على بصر بأمر السلوك .. فإن مشائخ الطرق ورثة محمديون .. على القدم المحمدي .. كل حسب تحصيله .. و الآن ، فلنقل شيئاً عن السلوك ، و لنبدأ بالروح:

    الروح
    لقد ختمت جوابي إلى موسى أبوزيد عن الروح بإشارة إلى العقل ، و العقل أكرم خلق الله على الله ، لأنه الوسيلة إليه ، وليس غيره وسيلة .. وبه الترقي في مراقي القرب ، و ذلك ترق سرمدي ، لا يقر له قرار ، ولا يتناهى له مدى .. و لقد نزل القرآن من أجل ترويض هذا العقل ، وتأديبه ، وتسديده إلى معارج القرب .. وإنما من أجل ذلك أيضاً ، فرضت الفرائض وعزمت العزائم ، و نهضت التكاليف ..
    فالعقل روح ، و الجسد روح .. والإختلاف بين العقل والجسد إختلاف مقدار ، وليس إختلاف نوع .. فالعقل هو الطرف الرفيع من الجسد .. وأما غرض العبادة ، وغرض التكاليف التي إحتشد بها القرآن أن تستخرج اللطيف من الكثيف حتى يصير الجسد في لطافة العقل .. و بذلك يحيا الحياة الكاملة ، الخالدة ، التي لا تؤوفها آفة ، و لا ينغصها منغص .. فالقرآن بهذا وسيط بين الكثيف ـ الجسد ـ و اللطيف ـ العقل .. و القرآن أيضاً روح ..
    ولقد وردت (الروح) في القرآن بهذه المعاني الثلاثة .. ففي معنى العقل وردت العبارة بجبريل ، و ذلك حيث يقول تبارك ، و تعالى: "نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين" .. فإن جبريل كل إنسان هو عقله الذي في دماغه .. و في معنى الروح الذي هو الجسد ـ أعني الحياة ـ جاء قوله ، تعالى من قائل:
    "و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمأ مسنون * فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" .. فالروح هنا روح الله ، وهي تعني العلم القديم .. وتعني الجسد الحي حياة كاملة ، قديمة ، و تعني أيضاً الحياة الكاملة المطلقة الكمال ..
    و في معنى الروح الذي هو القرآن ـ العلم الحادث ، والعلم القديم ـ جاء قوله تعالى: "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ، ما كنت تدري ما الكتاب ، ولا الإيمان ؟ و لكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا .. وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم .." وفي القرآن العلم الحادث ، والعلم القديم .. فالعلم الحادث شريعة و طريقة .. و العلم القديم حقيقة ، والغرض وراء العلم الحادث ، ووراء العلم القديم ، هو ترويض العقل ، وتأديبه بأدب القرآن حتى يتطور بالتحصيل والعرفان ، نحو القديم .. فإذا طابق الحادث القديم فقد إنبعث الجسد من الموات ، وحيي الحياة الكاملة ، المعبر عنها بالحياة العليا ، في مقابلة الحياة الدنيا .. ولقد جاء ذكرها في القرآن الكريم هكذا: "وما هذه الحياة الدينا إلا لهو ، ولعب ، وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ، لو كانوا يعلمون" .. و كلمة (الحيوان) مصدر من حيي ، و فيها مبالغة قصد بها إلى التعبير عن الحياة الكاملة ، الخالدة ، التي لا تؤوفها آفة ، ولا ينغصها منغص ، كما سلفت إلى ذلك الإشارة آنفاً .. وعبارة: "لو كانوا يعلمون.." إشارة إلى الروح التي هي القرآن ، و هو الروح الوسط بين الروح الحادث ـ العقل ـ والروح القديم ـ الجسد .. و بفضله يرتقي الحادث في معارج القرب من القديم ، و حين يتم التوحيد بين الحاث و القديم يحصل البعث ، و تتم الحياة الكاملة للمترقي في هذه المعارج .. و القرآن جسده محمد ، حتى لقد أصبحت حياة محمد هي مفتاحه .. فمن إبتغى إدراك دقائق القرآن ، ليحصل له به الترقي الذي ذكرناه ، فليس له ، إلى مبتغاه ، من سبيل غير تقليد محمد .. قال الله في ذلك لنبيه "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" فليس على حظيرة القدس من دخول إلا عن طريق هذا الباب .. و لقد قال المعصوم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً: كتاب الله ، وسنتي .."
    و لقد كتبت في هذا المعنى كلمة نشرتها الصحف عام 1954 تحت عنوان (دقائق التمييز) أعيد نشرها هنا ليطلع عليها القراء مرة أخرى ..

    دقائق التمييز
    أمران مقترنان ، ليس وراءهما مبتغى لمبتغٍ ، و ليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن ، و حياة محمد..
    أما القرآن فهو مفتاح الخلود .. و أما حياة محمد فهي مفتاح القرآن .. فمن قلد محمداً ، تقليداً واعياً ، فهم مغاليق القرآن .. و من فهم مغاليق القرآن حررعقله ، و قلبه ، من أسر الأوهام .. و من كان حر العقل ، و القلب ، دخل الخلود من أبوابه السبعة .
    و يجب التمييز بين حياة محمد ، و حديث محمد .. فأما حياته فهي السمت الذي لزمه في عاداته ، وفي عباداته ، من لدن بعثه ، و إلى أن لحق بربه .. وأما حديثه فضربان ، فما كان منه متعلقاً بسمت حياته في عاداته ، و في عباداته ، فهو منها ، ولاحق بها .. و ما كان منه مراداً به إلى تنظيم حياة الجماعة التي بعث فيها ، فهو لم يصدر عنه إلا بإعتباره إمام المسلمين ، يشرع لهم من الدين ما يلائم حاجتهم الحاضرة ، و ما يستقيم مع مستواهم العقلي ، و المادي والإجتماعي .. و لو قد فعل غير ذلك لشق عليهم ، و لأعنتهم ، و لأرهقهم إرهاقاً .. و ما قام من تشريع حول حياة محمد فهو ليس بالشريعة الإسلامية ، و إنما هو سنة النبي ، و هو لا يزال صالحاً ، في جملته و في تفصيله ، لأن النفس البشرية لا تزال ، في وقتنا الحاضر بحاجة إليه ، و لم تشب عن طوقه.
    و ما قام من تشريع حول حديث محمد (الذي أراد به إلى تنظيم حياة الجماعة) فهو الشريعة الإسلامية ، و هو خاضع لسنة التطور ـ سنة الدثور ، و التجديد ـ لأن المجموعة البشرية قد ترقت أكثر مما ترقت النفس البشرية ، و قد إستجدت لها أمور تحتاج إلى تشريع جديد ، يستوعبها ، و يحيط بها جميعاً .. هذا التشريع موجود في القرآن ، و لكنه مكنون ، مصون ، مضنون به على غير أهله .. فمن سره أن يكون من أهله فليقلد محمداً في منهاج حياته ، تقليداً واعياً ، مع الثقة التامة بأنه قد أسلم نفسه إلى إرادة هادية ، تجعل حياته مطابقة لروح القرآن ، و شخصيته متأثرة بشخصية أعظم رجل ، و تعيد وحدة الفكر ، والعمل ، في وجوده و وعيه كليهما ، وتخلق من ذاته المادية ، و ذاته الروحية كلاً واحداً ، متسقاً ، قادراً عل التوحيد بين المظاهر المختلفة في الحياة ..
    أمران مقترنان: القرآن ، و حياة محمد ، هما السر في أمرين مقترنين: "لا إله إلا الله ، محمد رسول الله" لا يستقيم الأخيران إلا بالأولين ..
    محمود محمد طه

    طريق محمد
    ثم إني بعد أن نشرت (دقائق التمييز) بنحو عشر سنين أخرجت كتيباُ في تفصيل ما أجملته تلك الكلمة ، و دعوت فيه إلي العودة إلى طريقة الطرق ـ (طريق محمد) ـ لأن الناس أصبحوا بحاجة ماسة إلى بعث الإسلام .. يستوي في هذه الحاجة المسلمون و غير المسلمين .. و كان عنوان هذا الكتيب: (طريق محمد) و هو الآن يجري في طبعته الخامسة ، و قد وجد إقبالاً كبيراً من جمهور المواطنين .. و عليه اليوم عبادة الأخوان الجمهوريين ، و إليه ، دعوتهم .. ونحن ننتظر ، بما يحيي هذا الكتيب من السنة المطهرة ، أن يكون به بعث الإسلام ، جديداً ، خلاقاً في صدور الرجال ، و النساء ، كما كان العهد به لدى خروجه ، من منجمه ، لأول مرة ، في القرن السابع الميلادي .. فإن المعصوم يقول: "بدأ الدين غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء !! قالوا: من الغرباء ، يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد إندثارها .." .. فإذا كان الوقت وقت إحياء السنة المطهرة بعد إندثارها ، فإنه لمما يحزن الدعاة ، أشد الحزن ، أن يروا مثل هذه الجهالة ، التي تجري الآن في الخرطوم بحري ، و يروج لها ، و سط العامة ، و المثقفين ، بإسم الله ..
    و لقد سمعت عن هذه الجهالة المنكرة التي يروج لها بإسم (الله) منذ زمن ، و ظللت أتابعها عن كثب .. ذلك بأن لي إبني عم يهمنى أمرهما كثيراً .. فأما أحدهما فهو من أبرز أعضاء هذه الجماعة ، و ليست بيني و بينه لقاءات ، و لا زيارات ، و لعله كان يتجنبني .. و أما ثانيهما فقد كان يزورني كثيراً .. و كان يحمل إلى الورقة التي كتب له (السبت) عليها بعض النصائح ، والإرشادات .. ثم إني لما أستيقنت من أمر ما عنده نصحته في ترك هذه الجماعة ، والإقبال على الله بالوسائل المشروعة .. وكان يثقل عليه نصحي .. فلما أكثرت عليه قطع زيارتي .. وأصبح يبلغني عنه أنه إنما إنقطع عن زيارتي لأني أحدثه بما لا يرضيه في أمر مشايخه هؤلاء ..
    ثم إني أضمرت في نفسي أن أفضح هذه الأرواح .. فأرسلت من أبنائي من ينقل عني لإبن عمي البعيد إقتراحاً بأن أتقدم إلى مشايخه ببعض الأسئلة التي قد تكشف له عن مستواهم ، فوافق .. فأرسلت الأسئلة الآتية: ـ
    (قال تعالى: "وهو الذي في السماء إله ، و في الأرض إله ، و هو الحكيم العليم" ..
    س 1: هل هو إله واحد ، و بنفس درجة الألوهية ، أم هل هو بدرجتين من الألوهية ؟؟
    س 2: هل هو إلهان ؟؟ فما التفاوت بينهما ؟؟ و ما إسم إله الأرض ، وما إسم إله السماء ؟؟)
    و لقد وردت الإجابة المنشورة بالزنكوغراف ههنا ..




    ثم إني كتبت ، في ذلك ، الجواب الآتي:

    أم درمان في 7/7/1971
    عزيزي حسن
    تحية طيبة
    و بعد فلقد إستاذنتك في أن أقدم لمشائختكم ـ أعني للأرواح ـ بعض الأسئلة لتقدمها أنت إليهم ، و لقد تم ذلك ، و تلقيت أنا الأجوبة التي أرسلتها مع إبني على .. و لقد كان ذلك جل غرضي من تقديم هذه الأسئلة للأرواح أن تعرف أنت عنهم ما عسى ينير طريقك ، و يثنيك عما أنت فيه الآن من الإستهانة بأمر نفسك ، وأمر دينك ، حتى إنك لتأخذه من مصدر مجهول ، مظنة الضلال به أكبر من مظنة الهدى .. و أعلم يا عزيزي أنه لا يصح ، لا في العقل ، ولا في الدين ، أن تسترشد بإرشاد الأرواح ، حتى إن كانت هذه الأرواح هي جبريل .. فأنت مأمور بإتباع محمد ، لا بإتباع جبريل ، إلا أن يكون محمد بينك و بينه .. ولقد جاء محمد في شريعته ، و في سنته ، بكل ما تحتاجه أنت ، وغيرك ، إلى يوم الدين .. و هذا هو السر في ختم النبوة بمحمد .. قال تعالى: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ، و لكن رسول الله ، و خاتم النبيين" .. و معنى ختم النبوة أنه ليس هناك من يؤخذ عنه أمر من أمور الدين غير محمد .. و حين يغيب عنا إرشاد محمد لا نأخذه ، و لا نلتمسه إلا عند الورثة المحمديين .. و لقد يقوم في بالك أن الأرواح التي تحضر لكم في (السبت) وتحدثكم من خلف حجاب ، إنما هي أرواح الصوفية ، والصالحين ، من أمثال الغزالي ، وقريب الله .. و لكن أعلم .. أن الأخذ من هؤلاء ، و هم في البرزخ لا يصح ، ولا يقوم على إرشادهم أمر من أمور الدين ، لا في التشريع ، ولا في التسليك .. و إنما يؤخذ التشريع و التسليك من الأحياء ، من ورثة الأنبياء .. ثم كيف يفوت على علمك أن الأرواح الشريرة قد تدعي أنها روح الغزالي ، أو روح قريب الله ، أو غيرهما من السلف الصالح ، ثم تأمر بالطاعة ، حتى تخدع البسطاء ، فيطيعوها في الطاعة ، و هي تكتفي منهم بمجرد الطاعة ؟؟
    فإن العلماء يعلمون أن طاعة الشريرين ، في الطاعة ، تشكل ، في حد ذاتها ، معصية ، لأنها تفتح الطريق على الضلال ، ثم لا يكون الضلال إلا نتيجة حتمية لها .. يقال أن إبليس قد ظهر لعيسى بن مريم ، و هو على الجبل ، فقال له: "قل لا إله إلا الله" .. فعرفه عيسى ، و علم أنه إنما يأمره بشهادة التوحيد ليورطه في إحدي السوأتين: إما أن يرفض قولها ، أو يطيعه في قولها ، و في أيهما ما يكفيه .. و أسعف العلم المسيح: فقال له: "كلمة حق ، ولا أقولها بقولك" .. فخرج بذلك من الحرج ، و أفحم إبليس .. فلا يغرنك كون الأرواح التي في (السبت) تأمركم بالذكر ، و بتلاوة القرآن ..
    ثم أعلم أن الصوفية و الصالحين ، من أمثال الغزالي ، يعلمون جيداً أن السلوك إنما يكون على الأحياء من المشائخ ، لا على الأموات .. والمكاففة فيه شرط .. و كذلك أخذوا العهود على المشائخ ، و كذلك أعطوها للمريدين ، خلفاً عن سلف .. ولو كانت هذه الأرواح أرواحهم لنصحتكم بأن تلتمسوا السلوك على الأحياء من ورثة محمد .. هل تعلم الحكمة في قرن شهادة "لا إله إلا الله" بشهادة "محمد رسول الله" ؟؟ إن الحكمة هي أن يكون بينك و بين الغيب جسد ، من الدم و اللحم ، لأن النفس لا تجد إستقرارها إلا بذلك .. ثم جاءت الطرق بعد أن بعد العهد بمحمد ، وأصبح كأنه غيب ، فكان المشائخ بين الناس ، و بين محمد ، ليسوقوا المريدين إلى الله .. فكان كل مريد يقرن بالشهادة المثنية شيخه .. فجاءت "لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، عبد القادر الجيلاني و لي الله" .. هذه عند القادري .. و عند أصحاب الطرق المختلفة ما يناسب طريقتهم من إيراد إسم شيخهم بعد إسم محمد .. و هذا يعني ضرورة الأخذ من الأحياء .. و لو كان من تأخذون عنهم أنتم الآن ، من مشائخ التصوف ، كما يزعمون ، لردوكم إلى خلفائهم الأحياء من الورثة المحمديين ..
    و أعلم إني ، عندما وجهت الأسئلة إلى هذه الأرواح ، لم أكن أريد أمراً غير إطلاعك ، و إطلاع زملائك ، ممن نهجوا نهجك ، على مبلغ الغفلة التي تصحب هذا الصنيع ..
    إن الجهل ، و التضليل ، أمر واضح في إجابات الأرواح التي أوردتها .. أولاً ، هناك تجاهل للأسئلة ، و تهرب منها ، و ذهاب في تعميمات لا تستقيم مع الإجابات على الأسئلة المحددة التي قدمت لقد كانت الأسئلة هكذا: "وهو الذي في السماء إله ، و في الأرض إله ، و هو الحكيم العليم" ..
    س 1 ـ هل هو إله واحد ، و بنفس درجة الألوهية ، أم هل هو بدرجتين من الألوهية ؟؟
    س 2 ـ هل هو إلهان ؟؟ فما التفاوت بينهما ؟؟ و ما إسم إله الأرض ، و ما إسم إله السماء؟؟
    كانت هذه هي الأسئلة .. فماذا كانت الأجوبة ؟؟
    كـانت: ـ
    1ـ "ليس كمثله شئ و هو السميع العليم" ..
    2ـ "الله الذي لا إله إلا هو قيوم السموات ، و الأرض ، لا شريك له" ثم يجري القلم المجهول في تسجيل رموز هي ترجمة كترجمة الدرويش المأخوذ بالحال ، المغلوب على أمره ، الذي لم يسعفه لسان المقال المبين .. و بعد لأي طويل يجئ قوله: "هو الله في السماء و الرحمن في الأرض .. فبأي آلاء ربكما تكذبان" ..
    و أول ما تجب الإشارة إليه أن مرشديكم يخطئون في القرآن ، كما يخطئ المبتدئون عندنا .. وحتى المبتدئون عندنا إنما يخطئون ، حين يخطئون ، عندما يقرأون الآيات ، و لكن عندما يكتبون ، لا يكتبون إلا بعد تحقيق للآيات ، حتى لا يقع منهم الخطأ في الكتابة ، ذلك لأن أمر القرآن عظيم في صدورهم: "ذلك و من يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب" .. و لكن مرشديكم يخطئون في كتابة القرآن ، و هم يستطيلون .. فلقد جرى القلم المجهول بالاية الكريمة هكذا: "ليس كمثله شئ .. و هو السميع العليم" .. و صحة الآية هكذا: "ليس كمثله شئ .. وهو السميع البصير" .. هذه واحدة .. و أخرى !! فإن ما يشبه القرآن في الإجابة على السؤال الثاني ليس بقرآن .. فقد يضلل كثير من الناس إنه قرآن .. و في هذا ، من السوء ، ما يكفي وحده للإبتعاد عن هؤلاء المضللين ..
    و الإجابة الأخيرة ، التي تقول: "هو الله في السماء و الرحمن في الأرض" ، هي أقرب الإجابات .. و قد وصلها المجهول بعد جهد جهيد ، حتى لقد بان الإعياء على يده ، و الكلال على عقله ، .. ثم هي ، بعد كل أولئك ، قاصرة عن علم أخواننا ، فمارأيكم في أمر مرشديكم هؤلاء ؟؟
    و شئ آخر !! فما أرى إلا أنك ، و أصحابك ، ممن نهجوا نهجك ، مفتونون أشد الفتون بهذه الرموز التي يجري بها قلم الأرواح .. فأعلموا أنها حجة عليكم .. فإنها لغة الأرواح حين تعجز عن التعبير بلغة البشر ـ بلغة القرآن ـ وهي حجة عليكم لأنها إنما تقول لكم: إنما نحن أرواح ، فما ينبغي لكم أن تأخذوا عنا دينكم" .. فلكأنها تقول لكم ـ لكل واحد منكم ـ "إنما نحن فتنة ، فلا تكفر" ..
    و شئ أخير !! فإني ما أريد من هذا النصح إلا أداء واجب العلم الذي يلقيه على نحوك ، و نحو أخوانك ، ممن تورطوا في هذه الهلكة .. فاتقوا الله في أنفسكم ، و في دينكم ، و في أهليكم ، وأرجعوا إلى بارئكم ، قبل فوات الأوان و وقوع الحسرة و نزول الهوان .. أرجعوا إلى ملة إبراهيم ، بسنة محمد: "و من يرغب عن ملة إبراهيم ؟؟ إلا من سفه نفسه .." و ملة إبراهيم إنما تؤخذ عن الرجال بالمبايعة ، و بالمكاففة ، خلفاً عن سلف ، من الورثة المحمديين .. .

                  

العنوان الكاتب Date
الأرواح تجاوب والأستاذمحمودمحمدطه يسألهم وإجاباتهم لاترقي لمستوي علم أواسط الجمهوريين منصوري01-14-05, 04:25 AM
  Re: الأرواح تجاوب والأستاذمحمودمحمدطه يسألهم وإجاباتهم لاترقي لمستوي علم أواسط الجمهوريين منصوري01-14-05, 04:56 AM
  Re: الأرواح تجاوب والأستاذمحمودمحمدطه يسألهم وإجاباتهم لاترقي لمستوي علم أواسط الجمهوريين منصوري01-14-05, 04:59 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de