بكل استحياء.. وأرجو المعذرة.. الحساسون يمتنعون..

Quote: يشرفني طرح هذه المذكرة حول الرق في السودان، واثقا أن لجنتكم تستطيع تقديمها إلى لجنة الرق التابعة لعصبة الأمم. ذهبت للسودان دون أدنى معرفة عن الرق، لكن بعد أربع سنوات قضيتها منفرداً من مجمل سبع سنوات في صلة وثيقة مع الناس، ما كان لي أن أفشل في ملاحظة الشواهد المرعبة للرق... وفيما يلي بعض الشواهد والقضايا التي رفعتها لعناية الإدارة: هـ ـ رغب ريِّس مركب الباوقة الزواج من فتاة كانت تعيش معه كخليلة مقابل مبلغ من المال دفعه الريس لسيدها. فبقي الريس في حالة مطال لمدة عام كامل دون أن يسمح له سيدها بالزواج منها شرعا أمام القاضي، رغم استئنافه لمفتش المركز الذي لم يكن راغبا في إصدار ورقة حرية للفتاة، علما بأنني متيقن أن الفتاة لم تكن مسجلة أمة في سجل الرقيق. ولولا تدخلي المتواصل، لربما ظلت الفتاة الآن مؤجرة كخادمة بيت ـ أي عاهرة. وكثيرا ما سمعت الحجج القائلة أن تحرير الإماء يؤدي بهن حتماً إلى الدعارة. لكن تجربتي الذاتية تؤكد أنهم عاهرات طالما ظللن إماءً، يؤجرهن أسيادهن ويعيشون على إتاوات العهر. وهذه في اعتقادي جريمة يعاقب عليها القانون الإنجليزي عقابا رادعا. لو كن حرائر لكان في مقدورهن على الأقل الاحتفاظ بعائدهن من الدعارة ! جأرت النساء الإماء بالشكوى وطالبن بورقة الحرية كيلا يصبح أطفالهن أرقاء! [....] ملحق بشكاوي الرقيق وتصرفات كابتن دقل: [....] 2ـ يقولَ سعد عبد الماجد من أهالي الباوقة: كانت لي جارية تدعى مستورة بت عائشة. ذهبت وتظلمت لمستر دقل، الذي أرسلها للمركز في عربته وأعطاها مستر كريد حريتها. فأخذت معها ولدا صغيرا وطفلة رضيعة وذهبت إلى مدني حيث تعيش مع نواتي رئيس مركب يدعى الأمين. وهي لم تشتك لأي شخص أنني كنت أقسوا عليها، إنما قالت إنها فقط تريد حريتها. 3ـ مستورة أمة عمرها 45 سنة تقريباً، ولها بنت تسمى فريجة عمرها 28 سنة، وولد يدعى ... عمره 14 سنة، وكانت لفريجة طفلة عمرها 4 سنوات. وقد تظلمت الأم وبنتها لكابتن دقل بأن سيدهما على الحاج أحمد يضربهما. فأخذهما كابتن دقل في فلوكته عبر النيل وأرسلهما بعربته إلى بربر حيث أعطاهما مستر كريد حريتهما. ويقال أن هذه العائلة تعيش الآن في جبل أم علي. 4ـ الأمة نجيفة الله توفي سيدها أحمد عبود من أهالي الباوقة. فتظلمت إلى كابتن دقل من معاملة الوارث، وأنها مريضة وتعسة. فأخذها كابتن دقل بعربته مباشرة إلى مستشفى عطبرة. وبعد أن استعادت عافيتها منحها مستر كريد حريتها، وتولى محمد أحمد النور، زوج سيدتها السابقة، تكلفة العلاج. ويقال أن نجيفة تعيش الأن في منطقة الخمور البلدية. [..] 6ـ كان سرور الحاج رقيقاً لحاج محمد المفلاوي من أهالي الباوقة. ذهب إلى كابتن دقل متظلماً فاصطحبه معه في عربته إلى مستر كريد ونال حريته، ثم أعاده معه إلى الباوقة واستخدمه في منزله لجلب الماء والخدمات الصحية. ويعمل سرور الآن مع مستر فاولر بأجر 175 قرشا في الشهر. 7ـ حندونا وابنها حسن ـ 12 سنة ـ رقيق بابكر الأمين من أهالي الباوقة. تظلمت لكابتن دقل، فاصطحبها وابنها إلى بربر حيث نالا حريتهما، ثم جاء محمد أحموده من أهالي الباوقة، وكان قد وعد بالزواج منها إن نالت حريتها، فتزوجها وأنجب منها طفلة.