|
حكايات بيوت العزاء
|
نمتاز نحن السودانيين بالوقوف جنبا إلى جنب عند المحن وفى الشدائد ، فيهب الجميع إلى بيوت العزاء لتقديم واجب العزاء لأهل الفقيد ، ويقوم أهل الفقيد بتقديم الماء البارد والشاى السادة للمعزين ، ومن باب التخفيف على أهل الفقيد يجلس المعزين فى أريحية وبساطة فى بيوت العزاء مترحمين على الفقيد ويقرأون الفاتحة على روحه ، وتجد الأولاد الصغار يقومون بخدمة الضيوف ومباشرتهم ، ويحرص أهل الفقيد أن ينال الضيوف حظهم من الماء والشاى ويتخلل كل ذلك الونسات العادية وغالبا ما تكون الونسات حول السياسة أو الكورة أو آخر الأنباء المستحدثة أو ونسات عادية عامة ،
ذهبت أمس إلى بيت عزاء لتعزية أحد أقرباء المدام فى وفاة عمه بالسودان ، رجل كبير إنتقل إلى رحمة مولاه بعد معاناة طويلة مع المرض ، وقام أهل الفقيد بحسن الإستقبال كعادة أهلنا ، وجلست معهم فى مجلس العزاء ، وشربنا الماء والشاى ، ثم بدأت (الونسات) وكنت معظم الوقت مستمعا لما يقولون محاولا نقل صورة لكم ، وقد دار الحديث التالى:
عبدالعظيم حكى لنا قصة القاضى الذى أصيب بوجع ضرس حاد ، وقد ظل القاضى طول الليل فى عذاب شديد مع وجع الضرس الذى كان (ينتح) حتى مطلع الفجر ، ثم أتى القاضى إلى المحكمة فى الصباح بعد معاناة طول الليل ، وكانت أول قضية رجل يطلب الطلاق من زوجته ، فقال الرجل للقاضى ، والله يا مولانا المرة دى بقت لى زى (وجع الضرس) وأنا قررت أطلقها ، فقال له القاضى على الفور ، طلقها طوالى ، وبدون نفقة كمان فانفجر الجميع فى الضحك ، حتى دخل عليهم فوج وقالوا لهم (الفاتحة) ، فهب أهل الميت وقوفا لشيل الفاتحة بينما جلس الباقين مكتفين برفع أيديهم والهمهمة (مجاملة) وهم يحاولون (إخفاء) بقية الضحكات ، يعنى يحدث هنا شىء من (النفاق) الإجتماعى.
جلس الوفد الجديد وتم تكريمهم ، فى الوقت الذى غير (حمد) مجرى الحديث بقوله (والله ما سمعت لحدى ما كلمنى (الطريفى) قبل شوية
ويحدث هنا ما يشبه (الفونقا) ، والفونقا هى تغيير الحديث من موضوع إلى موضوع آخر يختلف تماما عن الموضوع الأساسى
فجأة قال (يوسف) ، يا جماعة إنتو عارفين البحكم السودان يوم الليلة ده منو؟
فقال له (الناجى) الجالس قريب منه ، بحكمو البشير طبعا ، فقال له يازول بشير بتاع فنيلتك فغضب الناجى لإيراد سيرة فنيلته وقال له ، نان منو البحكمو ، فرد (دفع الله) إت يا زول قاصد على عثمان ولاّ شنو؟؟ فرد يوسف ، على عثمان يا اللخو ده حق نظريات ساى ، ده ما بحكمنا ، فغضب (ود الجقر) غضبا شديدا ، وقال له: نان منو البحكمنا آزول؟ فرد يوسف بثقة كبيرة البحكم السودان يوم الليلة يا جماعة إسمو صلاح غوش
وفجأة دخل (ابوعاقلة) تصحبه نسوة وبدأ فى (الجوعير) ، فهب له أهل الفقيد ، منهم من بكى معه وكثير منهم يهمهمون يازول إستغفر ده أمر الله الموت حق ، يا نسوان خشو لى جوة ، والنسوة يتصايحن ويندبن ويلطمن ، فانتبه الجميع إلى أن هذا بيت عزاء ، فهمدوا قليلا ، بينما وجدها آخرون سانحة لينصرفوا
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حكايات بيوت العزاء | يازولyazoalيازول | 03-13-07, 11:55 AM |
Re: حكايات بيوت العزاء | Kamal Karrar | 03-13-07, 12:16 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | يازولyazoalيازول | 03-13-07, 12:21 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | Kamal Karrar | 03-13-07, 12:36 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | يازولyazoalيازول | 03-13-07, 02:29 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | محمد عادل | 03-13-07, 08:16 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | garjah | 03-13-07, 08:26 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | يازولyazoalيازول | 03-14-07, 11:12 AM |
Re: حكايات بيوت العزاء | سلمى الشيخ سلامة | 03-14-07, 04:41 PM |
Re: حكايات بيوت العزاء | يازولyazoalيازول | 03-17-07, 01:14 PM |
|
|
|