أثناء مقاومة شعبنا لأول دكتاتورية عسكرية في أعوام 1958_1964 طرح حزبنا على أحزاب المعارضة وثيقة الإضراب السياسي والعصيان المدني، كأدوات لإسقاط نظام عبود. ورفضت أحزاب الأمة والاتحادي وجماعة الإخوان طرح الحزب الشيوعي. من ثم توجه الحزب إلى الجماهير وبدأ في عملية تعبئة وتنظيم القوى الجماهيرية من عمال وزراع ومهنيين وطلاب ونساء. وبدأ واضحاً منذ تلك التجربة أن التحالف الفوقي دون بناء قاعدة جماهيرية لن يستقيم. وهكذا أثبتت تجربة النضال ضد دكتاتورية جماعة الإخوان. فتحالف قحت الذي تصدى لقيادة الحراك الجماهيري انحرف عن مسار الثورة تحت ضغط المجتمع الدولي والإقليمي، وقبل بمشاركة اللجنة الأمنية وبقية القصة معروفة. يطرح الحزب الشيوعي مجدداً الدعوة للتعبئة والتنظيم والتحضير وتنفيذ الإضراب السياسي العام، والوصول إلى العصيان المدني بقصد إسقاط الطغمة الحالية وانتزاع سلطة الشعب. ففي الوقت الذي تتجه فيه قوى الثورة نحو إقامة وحدتها النضالية وتدعيم عملها المشترك في طريق إقامة وبناء القيادة الموحدة للحراك الجماهيري، وبناء الجبهة العريضة، لا بد أن تحدد منظمات وقوى الثورة القوى المستهدفة لتنفيذ الإضراب والعصيان المدني وكيفية التحضير له، طرح فكرة استعمال الإضراب والعصيان كأداة لهزيمة السلطة، يجب مناقشتها في اجتماعات موسعة مع القوى التي ستشارك في التنفيذ، هذا يتم في ظل النهوض الجماهير المتصاعد ويتطلب تجويد الإنجاز وتكثيف الجهود. ويختلف العصيان المدني عن الإضراب السياسي، أن العصيان المدني يتطلب مشاركة الجماهير الغفيرة لشعبنا في مدنه وقراه رجاله ونسائه، وهذا يستدعي ربط وتنظيم وتغطية كل المكونات الشعبية للمشاركة وإنجاح العصيان المدني. إن التغيير الجذري الذي تدعو له قوى الثورة من لجان المقاومة ولجان التسيير ومنظمات المجتمع المدني والحزب الشيوعي، يستهدف إسقاط وتفكيك وتصفية مؤسسات النظام الحالي. وهذا يتطلب التنظيم الدقيق والقيادة المجربة الفاعلة لاستلام السلطة. وبناء سلطة الشعب وتنفيذ البرنامج المتفق عليه. التنظيم هو السلاح الناجح..
أثناء مقاومة شعبنا لأول دكتاتورية عسكرية في أعوام 1958_1964 طرح حزبنا على أحزاب المعارضة وثيقة الإضراب السياسي والعصيان المدني، كأدوات لإسقاط نظام عبود. ورفضت أحزاب الأمة والاتحادي وجماعة الإخوان طرح الحزب الشيوعي. من ثم توجه الحزب إلى الجماهير وبدأ في عملية تعبئة وتنظيم القوى الجماهيرية من عمال وزراع ومهنيين وطلاب ونساء. وبدأ واضحاً منذ تلك التجربة أن التحالف الفوقي دون بناء قاعدة جماهيرية لن يستقيم. وهكذا أثبتت تجربة النضال ضد دكتاتورية جماعة الإخوان. فتحالف قحت الذي تصدى لقيادة الحراك الجماهيري انحرف عن مسار الثورة تحت ضغط المجتمع الدولي والإقليمي، وقبل بمشاركة اللجنة الأمنية وبقية القصة معروفة. يطرح الحزب الشيوعي مجدداً الدعوة للتعبئة والتنظيم والتحضير وتنفيذ الإضراب السياسي العام، والوصول إلى العصيان المدني بقصد إسقاط الطغمة الحالية وانتزاع سلطة الشعب. ففي الوقت الذي تتجه فيه قوى الثورة نحو إقامة وحدتها النضالية وتدعيم عملها المشترك في طريق إقامة وبناء القيادة الموحدة للحراك الجماهيري، وبناء الجبهة العريضة، لا بد أن تحدد منظمات وقوى الثورة القوى المستهدفة لتنفيذ الإضراب والعصيان المدني وكيفية التحضير له، طرح فكرة استعمال الإضراب والعصيان كأداة لهزيمة السلطة، يجب مناقشتها في اجتماعات موسعة مع القوى التي ستشارك في التنفيذ، هذا يتم في ظل النهوض الجماهير المتصاعد ويتطلب تجويد الإنجاز وتكثيف الجهود. ويختلف العصيان المدني عن الإضراب السياسي، أن العصيان المدني يتطلب مشاركة الجماهير الغفيرة لشعبنا في مدنه وقراه رجاله ونسائه، وهذا يستدعي ربط وتنظيم وتغطية كل المكونات الشعبية للمشاركة وإنجاح العصيان المدني. إن التغيير الجذري الذي تدعو له قوى الثورة من لجان المقاومة ولجان التسيير ومنظمات المجتمع المدني والحزب الشيوعي، يستهدف إسقاط وتفكيك وتصفية مؤسسات النظام الحالي. وهذا يتطلب التنظيم الدقيق والقيادة المجربة الفاعلة لاستلام السلطة. وبناء سلطة الشعب وتنفيذ البرنامج المتفق عليه. التنظيم هو السلاح الناجح..
• القوات الأمنية تواجه (مليونية المرأة) بالعنف المفرط.. • الاتحاد النسائي: لنجعل من ذكرى ٨ مارس هبة شعبية كبري من أجل استعادة ثورتنا المغتصبة.. • راش: القوات الأمنية تطلق القنابل الصوتية داخل مستشفى الخرطوم التعليمي.. • لا لقهر النساء تدعو لرفع الصوت عاليًا للتذكير بحقوق المرأة..
الميدان، تقرير: هيثم دفع الله
ظلت النساء السودانيات في مقدمة المسيرة النضالية فلهن تاريخ حافل بالنضال، فهن احفاد الملكة أماني ريناس وأماني شاخيتو، وورثن منهن لقب كنداكة بل ورثن جسارتهن أيضًا، فمثلما قادت الملكة أماني شاخيتو المعارك ضد الرومان وهزمتهم، قادت رائدات الحركة النسائية السودانية النضال باكرًا، واستطعن تتويج نضالهن بانتزاع حقوقهن بدخول الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم البرلمان. وهاهن اليوم سائرات في ذات الطريق، فقد ظللن في قيادة المواكب في ثورة ديسمبر المجيدة وتعرضن للاعتقال والضرب والسحل والاغتصاب، من أجل حقوقهن في الحياة الكريمة والعيش الكريم والأمن. التحية للنساء أينما وجدن، والتحية للنساء السودانيات، وللكنداكات والثائرات السودانيات فكنّ بخير. أدانت رابطة الأطباء الاشتراكيين (راش) في تصريح صحفي اقتحام مستشفى الخرطوم التعليمي من قبل القوات الأمنية الانقلابية، وقامت باعتقال عدد من الثوار ومرافقي المرضى من داخل المستشفى. وقالت راش إن القوات الأمنية الانقلابية قامت بإطلاق القنابل الصوتية داخل أسوار المستشفى. وقالت "إن تكرار حوادث الاقتحام من قبل قوات الانقلاب تدل على عدم اكتراثهم بحياة المرضى، ولا بخصوصية المرافق الصحية". وأضافت إننا في رابطة الأطباء الاشتراكيين ندين هذا المسلك المشين المتكرر والذي لا يشبه الشعب السوداني ولكن يشبه الانقلابيين ومن شايعهم. وكانت القوات الأمنية للقوى العسكرية الانقلابية استخدمت العنف المفرط لتفريق المتظاهرين السلميين في مليونية 8 مارس، والتي اطلقت عليها تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم (مليونية المرأة)، وقد اطلقت القوات الأمنية الرصاص الحي والمطاطي، والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة، وكذلك بندقية الخرطوش، إضافة إلى الضرب بالهراوات. وقد أدى العنف المفرط إلى وقوع أكثر من 94 إصابة حسب تقرير ميداني لرابطة الأطباء الاشتراكيين منها 28 إصابة بالقنابل الصوتية، و35 إصابة مباشرة في مناطق مختلفة من الجسم، و23 إصابة بالرصاص الحي أغلبها ببندقية الخرطوش، و6 إصابات بالرصاص المطاطي، إضافة إلى إصابة واحدة بالطعن بسكين. كما قامت القوات الأمنية باعتقال العشرات من المتظاهرين والمتظاهرات. الجدير بالذكر أن (مليونية المرأة) صادفت اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، والذي تحتفل فيه نساء العالم بنضالات الرائدات اللائي قدمنها في مختلف أنحاء العالم، من أجل تحقيق الحرية والعيش الكريم والأمن وكافة الحقوق. وكانت مليونية المرأة قد دعت لها تنسيقيات مدينة الخرطوم، وقالت في بيانها "ندعو جماهير شعبنا، للخروج في الثامن من مارس "مليونية المرأة" للتضامن مع المرأة السودانية وقضاياها العادلة والتأكيد على شعار "إيدين بنّيات الفريق قادرات.." . ودعمهن وهن "يقدن الرسن ويهتفن للوطن" . وكان للمرأة السودانية والكنداكات أدوار عظيمة ومشهودة في ثورة ديسمبر المجيدة، حيث كانت المواكب لا تنطلق في توقيتها الثوري عند الواحدة ظهرًا قبل أن تطلق النساء زغرودتهن ايذانًا بانطلاق الموكب، وقد كن في مقدمة المواكب ولم يكن أقل من الرجال والشباب جسارة، وقد تعرضن لجميع الانتهاكات من الضرب والاعتقال، بل تعرضن إبَّان جريمة فض اعتصام القيادة للقتل والاغتصاب، كما تعرضن كذلك في مليونية 19 ديسمبر للتحرش والاغتصاب وكل أنواع الانتهاكات. وجراء العنف المفرط تجاههن سقطت عدد من الشهيدات أبرزهن الشهيدة ست النفور والتي مثلت رمزية للنساء في (مليونية المرأة) من خلال الهتاف (العسكر للثكنات والشارع فيهو بنات)، وقد رفع المتظاهرين والمتظاهرات صورها. الجدير بالذكر أن (مليونية المٍرأة) تجمعت حشودها في محطة باشدار بمنطقة الديم وسط الخرطوم متجهة صوب القصر الجمهوري، واستطاعت الحشود الجماهيرية الوصول إلى محيط القصر الجمهوري رغم العنف المفرط من قبل السلطة الانقلابية، وقد رفع المتظاهرين السلميين لافتات تدعو للتمسك باللاءات الثلاثة (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية)، وهتفوا بهتافات الثورة (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد انحل). كما خرجت حشود جماهيرية في أم درمان ومدينة بحري. في السياق خرجت مواكب في شمال كردفان وفي جنوب دارفور وفي مدينة مدني، كما خرجت مواكب هادرة في كسلا. كما خرج موكب غاضب في عطبرة تجمع أمام المحكمة بعطبرة رفضًا للانقلاب ومناهضة حكم العسكر، وكان الاتحاد النسائي بعطبرة أصدر بيانًا حول اليوم العالمي للمرأة جاء فيه "إننا ملتزمون بشعار الأمم المتحدة لهذا العام وهو المساواة النوعية لاستدامه المستقبل". وكان الاتحاد النسائي السوداني قد دعا في بيان كل المجموعات والتنظيمات النسائية وأسر الشهداء، وتنسيقيات لجان المقاومة وتجمع المهنيين والقوى السياسية والمدنية والأجسام المطلبية وكل الفعاليات الثورية، للمشاركة في تسيير موكب في ٨ مارس دعمًا لمسيرة المرأة. ودعا للخروج في الموكب من أجل تحرير الوطن من قبضة الطغمة الانقلابية. وقال في البيان "لنجعل من ذكرى ٨ مارس يوم المرأة العالمي هبة شعبية كبري من أجل استعادة ثورتنا المغتصبة". كما دعا في البيان إلى إنصاف المرأة السودانية التي ظلت تكابد ويلات الجحيم وتحصد الهشيم، ومن أجل توفير الحياة الكريمة والآمنة لبنات وأبناء الوطن، ومن أجل الانتصار لدماء الشهيدات والشهداء. وكانت مبادرة لا لقهر النساء قد تقدمت بصوت تنبيه لما يحدث من انتهاكات وظلامات في حق المرأة، كما دعت لرفع الصوت عاليًا للتذكير بحقوق المرأة والعمل على حمايتها وتعزيزها ونشرها وضرورة العمل الجاد والملتزم من أجل مناهضة انقلاب 25 أكتوبر وسطوة الجنرالات من أجل حق العيش الكريم. ـــــــــــــــ *_الميدان 3901،، الخميس 10 مارس 2022_*
*توحيد الرؤى حول أجندة النساء في ظل المتغيرات الآنية*
فائزة نقد
من المهم ونحن نتناول أجندة النساء في ظل المتغيرات التى تشهدها البلاد والدفع بها لحيز التنفيذ- أن نضع في الاعتبار الشرائح المختلفة وما تحتاجه من معالجات: • المرأة العاملة: - قوانين الخدمة العامة. - مراجعة أوضاع العاملات في القطاع الخاص. - قانون لحماية المرأة في القطاع غير المنظم. - المرأة الريفية ودورها في عملية الإنتاج (دعمها بوسائل الإنتاج). - النازحات: (تنظيمهن لضمان حقوقهن النوعية). - اقتراح قانون (لحماية العاملات بالمنازل). - الاستفادة من النساء المهاجرات (التضامن الخارجي وغيره). - ربات البيوت: الاهتمام بالدور الاقتصادي لربات البيوت ودورهن الاجتماعي في الحفاظ على تماسك وبقاء الأسر. (تنظيمهن في جمعيات تعاونية). - تدريب النساء المسؤولات عن الأسر بتقديم العون القانوني. - ظاهرة المشردات: ودور التنظيمات النسائية والدولة. أخيرًا: لابد أن تكون قضايا المرأة في جدول العمل السياسي؛ لإبراز قضاياها كنوع مع ترتيب أولويات مطالبها الملحة: 1.تأكيد الدور الاجتماعي للدولة والالتزام بتقديم الخدمات الاساسية: (تعليم- صحة- مياه نقية- كهرباء وسكن ملائم يليق بالكرامة الإنسانية) هذه الخدمات ذات تأثير مباشر على المرأة. 2. أن تكون المرأة (حسب ثقلها وكفاءتها) في احتلال المواقع القيادية في جهاز الدولة ومواقع اتخاذ القرار، والمؤسسات التشريعية والتنفيذية. وفي الأحزاب والنقابات. 3. مراجعة قانون الأحوال الشخصية ليتسق ويتكامل مع الدستور الوطني الديمقراطي المرتقب، وأيضًا مع المواثيق الدولية ليصون للمرأة السودانية حقوقها في (القوامة - الحضانة - الشهادة - الإرث وعقد الزواج والطلاق والنفقة). 4. إلغاء القوانين التي تحط من كرامة المرأة وتبيح الاعتداء على جسدها وكرامتها: - قانون النظام العام. - قانون أمن المجتمع. - ضبط الشارع. - الضغط للتوقيع على الاتفاقيات الدولية والتي تضع حدًا لكافة أشكال التمييز ضد المرأة. 5. وضع بذرة ( في الفترة الانتقالية ) لجعل احتياجات المرأة (النوعية) تحد المرتكزات الأساسية لبرنامج التنمية. 6. تنظيم الفقراء (نساء ورجال) في جمعيات تعاونية إنتاجية في القطاع الزراعي والصناعي لمحاربة الفقر. 7. المحافظة على حق الأجر المتساوي للعمل المتساوي وإجازة الحمل والوضوع مدفوعة الأجر مع قيام رياض أطفال ملحقة بأماكن العمل. 8. اعتبار الاغتصاب في مناطق النزاعات جريمة من جرائم الحرب. 9. تجاوز مناهج التعليم التي تكرس دونية المرأة واضطهادها. 10. كفالة حق التعليم والعمل للمرأة. الجانب الثقافي في قضية المرأة: الصراع الثقافي شاق ويحتاج لصبر لأنه من الصعب تغيير تقاليد وثقل التكوينات الاجتماعية التى تكونت منذ ألاف السنين- فلا بد من تنمية عادات ثقافية طويلة النفس لمواجهة عادات ضارة مترسخة، لا تقاوم بالقوانين والقرارات فقط. ٭ تثبيت أن قضايا تحرير المرأة هي جزء لا يتجزأ من عملية تغيير المجتمع، تقوم به قوى التغيير نساءً ورجالا. ٭ كما أن عملية تحرير المجتمع كله من الاضطهاد الطبقي والاثني والثقافي هو طريق شاق تشارك في تحقيقه المرأة والرجل. ٭ وحركة تحرير المرأة ليست ضد الرجل.. وعاش نضال المرأة السودانية. ـــــــــــــــ *_الميدان 3901،، الخميس 10 مارس 2022_*
*سياسات التكيف الهيكلي وآثارها على سوق العمل والمرأة*
إعداد: بثينة خرساني
تعود سياسات التكيف الهيكلي للاقتصاد إلى ثلاث عقود من الزمان بدأت الدول النامية، حينما عجزت عن تسيير اقتصادها بعد تحررها من الاستعمار المباشر فلجأت إلى الاستدانة من مؤسسات التمويل الدولية، عجزت عن سداد الديون المتراكمة - فقامت تلك المؤسسات بوضع شروط تتمثل في برنامج اقتصادي عرف ببرنامج التكيف الهيكلي أو إعادة هيكلة الاقتصاد - يهدف البرنامج إلى استقامة أو اعادة هيكلة الاقتصاد كما رأت تلك المؤسسات، ويحقق فائضًا يمكن الدولة المدينة من سداد مديونيتها. وبما أن مثل هذه السياسات الاقتصادية تجعل الاقتصاد يسير وفق آلية السوق، فإن الدولة ترفع يدها من الناحية الاجتماعية بما تقوم به من دعم للخدمات الأساسية وضبط لأسعار السلع الضرورية وخلافه، الشيء الذي يحدث آثارًا سالبة على حياة المواطنين خاصة الفئات الضعيفة في المجتمع. وتتناول هذه الورقة بالفحص آثار هذه السياسات على المرأة العاملة في القطاعين العام والخاص واضعين في الاعتبار أن المرأة تتحمل عبئًا اجتماعيًا كبيرًا من خلال مسئولياتها الإدارية عن الأسرة كمؤسسة صغيرة في المجتمع- إضافة إلى نظرة المجتمع الدونية لها ووضعها في المرتبة الثانية من الرجل. وفق هذا وذاك كعاملة تقدم خدمة في المجتمع وتتقاضى أجرًا محدودًا عن عملها. • سياسات التكيف الهيكلي في السودان: لقد تمثل التدهور الاقتصادي في الدول النامية- من ضمنها السودان في عجز ميزان المدفوعات وعجز في الموازنة الداخلية وتدهور في معيشة المواطنين ومن غيرها من مظاهر الضعف ارتفاع أسعار الطاقة، انخفاض أسعار المواد الأولية- إضافة إلى النزاعات والحروب الداخلية والتدهور البيئي. وقد رأت المؤسسات الدولية أن اقتصاديات الدول النامية لا تتسم بالتطور الطبيعي فالأسعار غير واقعية والدولة تتولى الإنفاق في شكل دعم السلع الأساسية ومدخلات الإنتاج كما أن سعر الفائدة على القروض بعيد عن السعر الحقيقي- والدولة تدعم خدمات الصحة والتعليم والمواصلات وتدفع أجور عالية للعاملين في القطاع العام- وإزاء ذلك تقدمت هذه المؤسسات بشروط كي تواصل تعاملها مع هذه الدول وتسترد ديونها- من خلال إعادة هيكلة اقتصادها لخلق التوازن اللازم وتحقيق فائض في الاقتصاد لهذا فقد لجأت الدول النامية إلى إعادة الهيكلة بمستويات وأسبقيات مختلفة. لقد بدأ السودان في تطبيق هذه السياسات بشكل عملي منذ السبعينات وقد بدأ بتخفيض العملة المحلية ورفع الدعم من السلع الأساسية وقد وصل تطبيق هذه السياسات إلى أقصى مدى خلال عقد التسعينات وفي بداية الألفية الثالثة حاليًا- حيث تعرضت العملة الوطنية إلى سلسلة من التخفيضات في قيمتها مقابل الدولار فبينما كان الجنيه السوداني يعادل ثلاث دولارات خلال السبعينات فقد أصبح الدولار يعادل اثنين ألف وخمسمائة وسبعون في عام 2000 وتم رفع الدعم عن السلع الأساسية كالقمح ومستخرجات البترول والسكر، قلصت الدولة من الانفاق الحكومي فأضحى المواطن مواجه بعبء الخدمات الصحية وعبء التعليم وأتسع الوعاء الضريبي وشمل سلع وخدمات لم تكن تجبى عليها ضرائب كما ارتفع مستوى الضرائب والجمارك، إضافة إلى تخلي الدولة عن المؤسسات المملوكة للقطاع العام تحت سياسة (الخصخصة) سعيًا للحصول على عائد مجز من بيعها وتحويل عبء إدارتها للقطاع الخاص. يزعم دعاة التكيف الهيكلي بأنه يساعد على توزيع الموارد الداخلية ويرفع مستوى كفاءة الاقتصاد ويزيد من الإنتاج لترفع نسبة الصادرات، إلا أن الواقع في كثير من الدول النامية التي واجهت هذه السياسات كان يختلف عن ذلك- ومعظم هذه النتائج لم تتحقق وقد بدأ النقد يوجه ضدها من أنها سياسات اقتصاد كلي، وقد أهملت التأثير الذي تحدثه على الاقتصاد الجزئي ومستوى الحياة الواقعية في تلك البلدان، إن المستفيد من هذه السياسات هم القلة في المجتمع، والمتضررون هم غالبية المواطنين من العاملين وصغار المنتجين والفقراء. وقد أفرزت هذه السياسيات جيوشًا من الفقراء والمعدمين في السودان، تبدو مظاهر ذلك في الحجم المتنامي للهجرة الداخلية للمدن، وفي النزوح وفي الهجرة الخارجية التي وصلت إلى مستوى لم يسبق له مثيل. ولقد أورد د. حسن عبد العاطي في مجلة (محاور) العلمية تحت عنوان (مؤشرات حول التنمية البشرية في السودان، بالتركيز على مشكلة الفقر) إن التطبيق الحاد والمتعجل في السودان لسياسات الخصخصة وتحرير الاقتصاد قد أدى إلى الارتفاع في معدلات التضخم من 6.47% عام1987 إلى 10.1% عام1993 فتضاعفت تكلفة الحد الأدنى للمعيشة 34.4 مرة وازداد خطر الفقر بنسبة74.4% بين الأعوام 1988/1998 حيث أصبح 92% من السكان يقعون تحت خط الفقر. 2/ المرأة العاملة وسياسة التكيف الهيكلي: لسياسات التكليف الهيكلي أثر على المرأة والرجل معًا، ويأتي الاهتمام بدراسة هذه الآثار على المرأة باعتبار أن للمرأة خصوصيتها كما ورد في المقدمة، وتكمن هذه الخصوصية في أنها تعيش أوضاعًا غير طبيعية وتتحمل أعباء ضخمة داخل وخارج المنزل وأن أعباءها المتعاظمة هذه لا يعترف بها في معظم الأحيان- ولا تصب في مجرى اقتصاد الدول. وإن نظرة المجتمع للمرأة التب تعتبر نظرة دونية تم تكونيها عبر الزمن من خلال المفاهيم والتقاليد الموروثة كان لها أبلغ الأثر في وضع المرأة الآن، وإذا كان لسياسات التكيف الهيكلي أثرًا سلبيًا على الرجل- فإن وقعها وتأثيرها يكون أكثر سلبية على المرأة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الأمم المتحدة قد فطنت إلى أن هذه السياسات تفتقد الجانبٍ الإنساني بتأثيرها السلبي على الإنسان فأخذت تصنع البرامج الإنسانية لمعالجة هذه الآثار، وفي عام 1988كونت دول الكومنولث (آنذاك) لجنة برئاسة السيدة ميري شيري هيس (وكيلة وزارة المالية والاقتصاد سابقًا بدولة غانا- ولاحقًا مدير عام من منظمة العمل الدولية- لتناقش مساهمة المرأة، والبحث عن سياسات بديلة أكثر فاعلية اقتصاديًا واجتماعيًا، ووضع مقترحات للتأثير على المناخ الدولي ومؤسسات التمويل على ضوء نتائج عمل اللجنة. وقد أتضح للجنة أن النساء كمنتجات يكسبن أقل من الرجال. وإذا حسب العمل المنزلي فأنه يساوي ثلث الإنتاج العالمي، وإنهن كمديرات للاستهلاك الأسري عليهن التأكد من إشباع حاجات الأسرة. على الرغم من أنهن لا يقمن بدور الرقيب على موارد الأسرة. هذا بجانب المسئولية عن رعاية الأطفال وكبار السن والمرضى. وهن يعملن ساعات أطول من الرجال من قصور في جوانب الصحة والتعليم ورعاية مصالحهن. ومع كل هذا فإن سياسة التكيف الهيكلي لا تخدم المرأة في شيء. وأدناه دراسة تحليلية لتأثير هذه السياسات على المرأة في القطاع المنظم. ينقسم القطاع المنظم (Forma Sector) إلى قسمين: القطاع الحكومي وهو المخدم الأكبر للنساء والرجال. ويشمل الخدمة المدنية والشركات العامة والمؤسسات وقد كبر حجم هذا القطاع خلال الفترة الأخيرة بسبب ازدياد الصرف الحكومي وبسبب انتشار التعليم ولتطبيق قوانين الحكم الفدرالي وازداد عدد النساء العاملات فيه (بنسبة 35%من الموظفين و57% من العمال. وذلك وفق مسح القوى العاملة للفترة 1995/ 1996). وكبر حجم القطاع الخاص أيضًا لإقبال العاملين في القطاع العام للعمل فيه بحثًا عن وضع أفضل، وأيضًا نسبة لارتفاع تكلفة المعيشة مما دفع الكثيرين إلى الاستثمار في القطاع الخاص. ونسبة لأن سياسات التكيف الهيكلي في السودان تضمنت جوانب عدة. سأتناول كل جانب على حدة في محاولة لتلمس آثاره وانعكاساته على المرأة العاملة: أ/ تحرير الأسعار ورفع الدعم عن السلع. ب/ تأثير التضخم. ج/ تأثير رفع الدعم وتخفيض الانفاق على الخدمات. د/ أثر الضرائب الجمارك. هـ/ تأثير تخفيض الانفاق على ميزانية الفصل الأول على المرأة العاملة. و/ تأثير الخصخصة. (من أرشيف الميدان) ـــــــــــــــ *_الميدان 3901،، الخميس 10 مارس 2022_*
الوضع الغذائي في السودان ينذر بكارثة إنسانية، تجعلنا في الميدان ندق ناقوس الخطر. ذلك إثر التقارير الدولية وإفادة الخبراء الدوليين والمحليين، التي تؤكد تراجع إنتاج محاصيل الغذاء الريفي، التي يصعب تغطيتها بالاستيراد. مثل الذرة والدخن التي تشكل طعام غالب أهل البلد. مع عدم جاهزية الموانئ والطرق لنقل واستقبال المعونات. فقد أعلن برنامج الغذاء العالمي عن نقص حاد في إنتاجية المحاصيل المشار إليها إلى جانب القمح هذا الموسم إلى أقل من ثلث الكمية المطلوب توفرها لسد الحاجة للغذاء. مع ذهاب بشريات انطلاقة الاقتصاد المتوقعة في العام 2022 بسبب انقلاب 25 أكتوبر. ووقف المعونات والتمويل المتعلق بمشاريع البنية التحتية في مجالات الري والمشاريع الزراعية في الجزيرة وحلفا والطرق المتأثرة بالحرب. وقالت د/ أمنة ابكر في ملتقى منظمة شركاء التنمية المنعقد بالخرطوم الأسبوع الماضي، إن كل مؤشرات الاقتصاد الكلي حدث فيها خلل كبير. مما قاد إلى عدم القدرة على التحكم في سعر الصرف وعجز الموازنة، كالتزامات في البرنامج الإصلاحي الاقتصادي للحكومة. وإن التمويل الدولي المخصص للتنمية كان من المفترض أن نجني ثمراته في العام 2022. وإن كل هذه المجهودات دمرت لأن جل الكوادر التي تم اختيارها بمعيار الكفاءة العالية فيهم من تم إعفاؤه وفيهم خرجوا من الوحدات التنفيذية. مما أحدث دمارًا يعوق تنفيذ هذه المشروعات التنموية في العام 2022. وهذه خسارة كبيرة للأداء التنموي في السودان. الذي كان يعول على تنفيذ مشروعات كبيرة في التنمية حتى ترتفع نسبة النمو التي كان من المتوقع أن تكون 1,4% لكنها الآن أقل من 5,%. وفي جانب الأمن الغذائي أضافت أمنة بأن كل الولايات خاصة ولايات دارفور تعاني من انعدام الأمن الغذائي بصورة ستظهر نتائجها خلال شهور. وكل العراقيل التي وضعها الانقلاب في طريق نمو الاقتصاد السوداني التي أثرت في القطاع الزراعي بصورة كبيرة. ونحن حتى غير قادرون على الإيفاء بالتزامات القطاع الزراعي لا للموسم الصيفي أو الشتوي. إضافة إلى أن حصائل الصادر لا تعود، لا إلى بنك السودان أو وزارة المالية. وقال د/ الشيخ خضر في ورقته التي قدمها في المنتدى بعنوان "الآثار الاقتصادية لانقلاب 25 أكتوبر" إن الانقلاب أوقف مشاريع تمويل كانت سوف تذهب إلى المشاريع الزراعية مثل التمويل بالدعم التي تبلغ 4,4 مليار دولار توقفت كلها بعد 25 أكتوبر. منها تمويل البنك الدولي الذي وصل إلى 2,6مليار دولار سوف تذهب إلى مشاريع في الزراعة والري والطاقة والكهرباء والمياه. وهذه العملية تم الاتفاق عليها وكان السحب سوف يبدأ مطلع يناير 2022 وكان يجب أن يتم صرفها خلال عامين. ولكن لم يتم السحب لأن مواعيده تجي بعد وقوع الانقلاب. وهذا التمويل كان سوف يمكن البلاد من الصرف علي مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالإنتاج الزراعي والنقل مما يساعد كثيرًا في تجنب آثار الكارثة المتوقعة خلال الشهور القادمة. هذا إلى جانب العون الأمريكي الذي قدم وبقرار من الكونغرس الأمريكي1,1مليار دولار منها 700 مليون دولار يفترض أن نستخدمها للمشاريع. وهذا الجزء من الدعم مرن ويمكننا من أن نحدد نحن احتياجات الصرف. وهذه المنحة لم يقدمها الكونغرس لدولة من قبل غير إسرائيل بعد توقيعها لاتفاقية كامب ديفيد مع مصر. كما قدمت أمريكا 588 مليون طن سنويًا لمدة 4 سنوات استلمنا منها فقط 250 مليون طن والباقي دخل مرحلة التجميد. الحكومة الآن وبعد أن فقدت التمويل والدعم الخارجيين وتوقف الإنتاج والنشاط التجاري، مما قاد إلى انعدام الضرائب في ظل تزايد الصرف على الأمن (ثمن قنبلة البمبان 40 دولار) والتعبئة العامة لجلب الدعم للانقلاب، فإنها لجأت إلى جيب المواطن، ولم تفكر في أي طريقة أخرى لسد النقص في محاصيل الغذاء الشعبي، غير ما ستجود به عليها علاقاتها الجديدة مع روسيا التي انتعشت عقب زيارة نائب رئيس مجلس السيادة في الأسبوع الأول من هذا الشهر. ولذلك لا بد من التحسب للخطر الداهم على البلاد التي ربما تواجه مجاعة مثل مجاعة 1984 التي أنقذتها منها المعونة الأمريكية بتوفير الذرة المعروف عند الأهالي خاصة في إقليم دارفور باسم (عيش ريغان). وهذه الإمكانية الآن غير متوفرة في ظل تجميد المساعدات الأمريكية. وحتى إذا استطاعت البلاد توفير احتياجات المواطنين من القمح وهو ليس طعام أهل الريف الذين يشكلون أغلبية السكان، فإن ميناء بورتسودان غير مستعدة لاستقبال شحنات كبيرة منه لأنها هي الأخرى يجب أن تخضع لإصلاحات تتعلق بالطاقة الاستيعابية وسرعة المناولة. هذا بالإضافة إلى الطرق غير المطابقة للمواصفات، ومعظمها غير مرصوفة. وقد تم تخصيص مبالغ من الدعم والتمويل الدوليين لرصف ما بين 400ــ500 كيلو متر معظمها في الأقاليم التي بدأت بالفعل تظهر فيها نذر المجاعة مثل إقليم دارفور خاصة في معسكرات النزوح. ـــــــــــــــ *_الميدان 3901،، الخميس 10 مارس 2022_*
كتب أحدهم من امريكا وهو منشق من إحدى الحركات المصلحة محذرًا من شهر مارس لأنه شهر الكوارث كما قال، مقارنًا بين تكوين بعض الحركات ومكونات الجبهة الثورية، محددًا الغلبة للجهة التي تملك كل شيء وعلى الفور تناولت الحركات الزمام، وكان اجتماع قاعة الصداقة الثالث الذي كانت حجته هذه المرة اختيار ناطق رسمي فطوره المهرجون لرئيس وزراء بدلًا عن الترتيبات الأمنية التي قنعوا من خيرًا فيها بعد منو أنفسهم لاستلام حاضنة الانقلاب الذي يشهد فصوله الأخيرة قبل حلول أبريل أعظم شعب وأعظم جيل.. ثم تراجعوا عن بعض الأطروحات كأنهم يتنصلون عن الانقلاب، وهو أمر طيب لكنه غير مقبول وإن تزامن مع تحريك آليات عسكرية وطائرات حربية هنا وهناك، وسحب مليار و600 مليون دولار من احتياطي بنك السودان دون علم وزير المالية، الذي كان مصاحبًا حميدتي إلى روسيا ومالي وتشاد بتكاليف تفوق المبلغ المسحوب، هذا التصرف أغضب وزير المالية الذي أنطبق عليه مثل (التسوي كريت)، ذلك عندما قام باستلام مبلغ 11 مليون دولار من سفارتي هولندا والنرويج بالخرطوم، لصالح مشروع ثمرات التي راحت شمار في مرقة اللقف المصلح، وأغضب هذا التصرف وزيرة الخارجية حينها واشتكت نديدها لحمدوك، وتأكدت أن الشكوى لغير الله مذلة، ويبدو أن الوزير لم يستفد من هذه الواقعة لأنه كان مركب ماكينة رئيس وزراء، يأمر وينهي ويرفض إدخال أموال أهله في النظام البائد المستردة عبر لجنة التفكيك إلى خزينة الدولة، ليواجه اليوم نفس الموقف ولا يجد سوى التهديد بفصل العاملين ببنك السودان، الذين تصرفوا في غيابه بمنح الاحتياطي المركزي لرئيس مجلس السيادة، الذي يملك أن يفصله في أي وقت وهو ما يريده جبريل للهروب من السفينة التي يقودها، ولم يتمكن من السيطرة على غرقها الذي أضحى عامل زمن ليس إلا. طالما وصل الحال لاقتحام مقر لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام والاستيلاء عليها وتسليمها لمدنيين كما قال نبيل أديب رئيس اللجنة، الذي أعلن أن الواقعة بعد خمسة أيام من الاقتحام كانت دليلًا قاطعًا على نهاية هذه المسرحية، التي ستطول فصولها عقب رفع فراش الانقلاب اللعين.. وسط كل هذه التداعيات وغيرها يكون ميثاق الشعب قد أتى أكله تمامًا، ودفع أسرة الانقلاب لرفع الكارت الأخير بإشراك مجموعات قوش الانتقامية وكتائب على عثمان الظلامية، ومدرعات حميدتي الوهمية التي فندها المقدم مأمون أمام المحكمة... والمفرح أن الثوار في الشارع كلما رفعوا لهم معدل ترسانات القمع زادوا لمعانًا جهر بريقهم الخونة والقناصة ومصاصي الدماء.
دمتم والسلام.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3901،، الخميس 10 مارس 2022_*
*مكتب النقابات المركزي يعلن تضامنه مع إضراب المعلمين*
الخرطوم- الميدان
أعلن مكتب النقابات المركزي عن تضامنه التام مع اضراب المعلمين، وأكدت سكرتير مكتب النقابات المركزي الزميلة بثينة خرساني أن مطالبهم بزيادة المرتب الاساسي أسوة بزيادة العلاوات والبدلات، وقالت إن ميزانية 2022 التي خرجت بها الحكومة الانقلابية حبلى بالزيادات وهي غير مسبوقة في الرسوم والضرائب، فضلًا عن أنها شملت كل ركن في الإنتاج والخدمات، وطالت بائعات وبائعي الفول والطعمية، مشيرةً إلى أن هذه السلع تشكل الغذاء الرئيسي لغالبية السودانيين الذين يعانون من الفقر. وأضافت إن تكلفة الخبز وحدها تشكل عقبة ويصعب الحصول عليها. وتابعت خرساني ما جاءت به الحكومة الانقلابية من تشويه واعوجاج في الهيكل الراتبي يعد بدعة غير مسبوقة، ونبهت إلى أن المرتب الأساسي يشكل الجزء الأقل من مرتبات العاملين أما الأكبر فتشكله العلاوات والبدلات، مشيرةً إلى أن الدولة تدفع للعاملين المعاش وتعويضات الفصل التعسفي من المرتب الأساسي. وطالبت بإصلاح هذه الاختلالات التي يعاني منها كل العاملين في الدولة. وشددت على ضرورة مقاومة ميزانية 2022 التي تنعكس سلبًا في حياة المواطنين خاصة محدودي الدخل. ـــــــــــــــ *_الميدان 3902،، الأحد 13 مارس 2022_*
*تجمع المعلمين: إدارات التعليم هددت معلمين بالفصل بسبب الإضراب*
الخرطوم - الميدان
أكدت القيادية في تجمع المعلمين قمرية عمر على أن إضراب المعلمين شهد نجاحًا لافتًا، في كل ولايات السودان، وكشفت قمرية عن محاولات إرهاب قامت بها إدارات في التعليم في محليتي الخرطوم وشرق النيل هددوا خلالها مديري المدارس بالفصل والايقاف عن العمل، إلا أن المعلمين قللوا من تهديدات الإدارات ونفذوا إضرابهم، ووعدوا بعدم التراجع عنه، وأكدت تقارير لجنة المعلمين عن فصل لمديرة مدرسة في منطقة القطينة لعدم استجابتها لتهديدات السلطات وإصرارها على تنفيذ الإضراب. وكانت لجنة المعلمين السودانيين قررت الدخول في إضراب شامل في كل ولايات السودان، وبدأ الإضراب الخميس، على أن يعاود المعلمون العمل اليوم الأحد 13 مارس الحالي، ويدخلوا في إضراب عن العمل في يومي الاثنين والثلاثاء 14 و15 مارس الجاري، ومن ثم مزاولة العمل في يومي الأربعاء والخميس 16-17 مارس هذا الشهر. وقالت قمرية إن التهديدات لم تقلل من عزم المعلمين مشيرة إلى أن الاصرار على انتزاع الحقوق كان أحد مكاسب ثورة ديسمبر، وذكرت في تصريح "للميدان "إن التلاميذ وأولياء الأمور شجعوا المعلمين على الإضراب لجهة عدالة مطالبهم، وجزمت قمرية بعدم قدرة الحكومة الانقلابية على الاستجابة لمطالب المعلمين، مشيرة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة أطبقت على الحكومة الانقلابية. ـــــــــــــــ *_الميدان 3902،، الأحد 13 مارس 2022_*
لعقود خلت سيطرة مافيا الصحة والعلاج، على القطاع الصحي في بلادنا، وحطمت عمدًا ومع سبق الإصرار المرافق الحكومية، وجففتها من أي ميزانية حكومية، وخصخصت الإمدادات الطبية، واستوردت الأدوية الفاسدة. وجاءت الثورة والحال في حالو، والمافيا زادت سيطرتها إلى درجة إعفاء وتعيين الوزراء. ورغمًا عن كل هذا كان الأطباء والكوادر الصحية في طليعة من عارضوا انقلاب الانقاذ منذ يومه الأول، وقدموا أول شهيد في بيوت الأشباح وهو الدكتور علي فضل، ولجنة ونقابة الأطباء من أوائل المؤسسين لتجمع المهنيين الذي قاد ثورة ديسمبر. وغالبيتهم يدركون أن الصحة والعلاج خدمة وليس سلعة، وعندما يضربون عن العمل لا يتطرقون لأجورهم المتدنية، بل يطالبون بتحسين البيئة وتوفير المستلزمات لصالح المرضى.. بالأمس القريب كنت في مستشفى أمدرمان.. لساعات طوال كانت غرفة عمليات العظام تستقبل طوابير المرضي، والأطباء والممرضين والكوادر المساعدة من الجنسين يؤدون واجبهم في صمت، يشرحون للمريض طبيعة عمليته والزمن الذي تستغرقه.. ومعظم المرضى الذين يتوافدون على المستشفيات العامة هم فقراء والمحظوظ منهم يمتلك بطاقة التأمين الحكومية (درجة رابعة).. ومنذ الثامنة صباحًا وحتى الرابعة بعد الظهر كان الطاقم الطبي منهمكًا في عمله، لم يتوقفوا حتى لتناول جرعة ماء.. ولا تنتهي مهمتهم عند هذا الحد، بل يعاودون المرضى في العنابر بعد ذلك للاطمئنان عليهم.. ولمثلهم قالت الأغنية (الفؤاد الليهم حب.. كان جريحهم وكانوا أطباء). تلك كلمة حق نقولها للذين يعرفون معنى الوطنية واحترام العمل والتفاني في خدمة الشعب، وللأسف فهنالك صورة أخرى مشوهة يتصدرها الذين يقتلون الشعب من أجل كرسي السلطة، والذين لا يسعفون مريضًا إلا إذا دفع التكاليف مقدمًا، ولا يسمحون بإخراج الجثة إلا بعد دفع متبقي القروش.. وهذه المافيا لها روابط وعلاقات مشبوهة مع المتنفذين بالدولة، ولهذا السبب ينعدم الانفاق الحكومي على الصحة، ولا توجد أموال لتوظيف الأطباء والكوادر الصحية بعد تخرجهم. وعلى كل فأصالة الشعب السوداني، وقيمته تظل باقية، لم تفسدها النظم الشمولية ولا الهبوط الناعم.. والقليل من التوظيف الصحيح للمال العام يحقق مجانية الصحة والتعليم، وهذا الأمل سيتحقق يوم الإطاحة بانقلاب البرهان.. وأي كوز مالو؟
ليه كنت ساكت كالقطيع... ما اخترت ليه درب النضال كان دورك أنت تموت شهيد... أو تلقى شرف الإعتقال ما ضقت سيطان العنج... تنزل تشل كل البدن و مرقت للشارع براك... وهتفت للوطن الجمال وهتفت فليحيا النضال ثوارنا الأحرار .. لن تضل أقدامنا أو تحيد عن طريق الشهداء الشرفاء، ولن يخبو هتافنا عن المطالبة العادلة بقصاصهم، ولن تعود مواكبنا حتى اسقاط هذا المجلس الإنقلابي وكل معاونيه، ولن نقْر أو نسكُن حتى يلقى المجرمون القتلة حسابهم على مجازرهم بحق شعبنا الكريم وعهدنا أن نكمل ثورتنا التي كان مهرها أرواحاً عزيزة سمّت، وأن نرسم مع شعبنا خارطة وطن الحرية والعدالة و السلام والمساواة، وأن نحقق كمال دولتنا المدنية الديمقراطية مهما غلا الثمن، وأن نخطوا بثبات لنحقق السودان الذي نريد. سنخرج يوم غداً الرابع عشر من شهر مارس في "مليونية المعتقلين" نحو قصر الشعب وستكون نقطة التجمع كالآتي : ⭕ موقف جاكسون ⭕ أبو حمامة ⭕ باشدار 🕛 زمن التجمع 12:00 ⏰ زمن التحرك 1:00 ⛔ موجهات عامة للثوار : 1. الإلتزام بلبس الكمامة . 2. الأعلام و الرايات في مقدمة المواكب . 3. الإلتزام بالهتافات الموحدة و تيم الهتاف . 4. التتريس قبل و بعد و أثناء سير المواكب في مساراتها بالإضافة للتروس الجانبية حسب توجيهات اللجان الميدانية . 5. الإلتزام بتوجيهات اللجنة الميدانية في حالة إطلاق الرصاص و استخدام الساتر . 6. الرصد و التصوير و إبلاغ اللجان الميدانية في حالة وجود أي إنتهاكات أو أمنجية . 7. الإصغاء إلى اللجان الميدانية في حالة نداءات الإنسحاب و عدم الإشتباك مع القوات النظامية إلا للدفاع لأن السلمية هي شعارنا الأساسي . 8. إفساح المجال للكوادر الطبية و الإسعافات لآداء مهامهم و كل زول يشتغل شغلتو وقت الموكب و البقدر عليهو من (تتريس، هتاف، رصد، أو غيره) . 9. في حالة ضرب الطوق الأمني و الصناديق الرجاء الحرص على عدم الإبتعاد كثيراً عن المواكب في الصفوف الأمامية و العودة فور توجيهات اللجان الميدانية . 10. الإلتزام بالرجوع بنفس شوارع الذهاب في شكل مواكب مالم تغير لجان الميدان ذلك تجنباً للإعتقالات و الرصد . ١٣مارس ٢٠٢٢م #مليونية_١٤_مارس #مليونية_المعتقلين #ميثاق_تأسيس_سلطة_الشعب #السلطة_سلطة_شعب #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية
بلغت الحالات المسجلة في موكب اليوم بالخرطوم 74 حالة من الحالات المتفاوتة بسبب القمع المفرط الذي تعرضت له مواكب اليوم من السلطات الانقلابية باستخدام الغاز المسيل للدموع، طلق الخرطوش، والقنابل الصوتية، يمكن تفصيل هذه الإصابات كالاتي: 34 34 إصابة مباشرة بالبمبان في الارجل من ضمنها 5 حالات اصابة بالكسر في الارجل ▪️4 إصابات في الرأس، ثلاث منها بالبمبان وواحدة بالطوب. ▪️6 إصابات في الصدر، 4 إصابات بطلق الخرطوش واصابة واحدة بالبمبان. ▪️إصابة واحدة في البطن برايش قنبلة صوتية. ▪️ 6 إصابات بالبمبان مباشرة في الوجه. ▪️2.اصابة في العين احداها بالبمبان والأخرى رايش قنبلة صوتية. ▪️إصابة مباشرة بعلبة البمبان في الفم. ▪️4 إصابات بعلبة البمبان في الخصية. ▪️3 حالات دهس بالمدرعة وعربة المياه. ▪️ 13 حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
تم تسجيل 20 إصابة متفاوتة بموكب امدرمان شارع الأربعين بسبب الاستخدام المفرط للعنف عن طريق السلطات الانقلابية حيث تم إطلاق الرصاص الحي (الخرطوش) والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. من جملة 20 إصابة، 13 إصابة منها بطلق الخرطوش في أماكن مختلفة من الجسم بعضها في أماكن خطيرة مثل الصدر، العنق والراس.
في إطار الاستهداف الممنهج للحزب الشيوعي تم تمويل لصحيفتين تمويلًا كاملًا من السلطة الانقلابية بهدف واحد، هو التشويش على عمل الحزب الشيوعي، وغير بعيد من ذلك جرت أيضًا محادثات مع صحفي كبير لإعادة إصدار صحيفة عريقة بتمويل كامل!!، والخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار. ـــــــــــــــ *_الميدان 3903،، الثلاثاء 15 مارس 2022_*
عندما تدور الحرب في أوروبا وبالتحديد أوكرانيا، تنهال المساعدات المالية إليها، أميركا تعطيها ٢٤ مليار دولار، والاتحاد الأوروبي يدفع، وصندوق النقد الدولي دفع.. وكل الدول الأوروبية فتحت حدودها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، وقالت إنها ستتيح لهم فرص الدراسة والعمل. وهذه الحرب التي تدور منذ ٣ أسابيع قتل فيها من الجانبين الروسي والأوكراني حسب أرقامهما الرسمية ٣٣٠٠ عسكري. وعندما تدور الحرب في دارفور في بقعة اسمها السودان تقع في قلب أفريقيا، يقتل فيها ٣٠٠ ألف حسب أرقام الأمم المتحدة، فماذا يحدث؟ يقتلون إن لجأوا إلى ميدان مصطفي محمود بالقاهرة وهم يستجيرون بالأمم المتحدة، وتغلق أوروبا حدودها في وجههم، والقتلة والمجرمون الذين ارتكبوا الجرائم في مأمن من العقاب لأن المحكمة الجنائية لا يعنيها أمر دارفور الآن. ومساكين أهل دارفور فقد تحدث باسمها (ناس)، تحكروا في كراسي السلطة، حكام ووزراء ومستشارين، وحصلوا على امتيازات مالية، ولكن دارفور تبقى في معسكراتها وفقرها. ولو حصل أهل دارفور على ١٪ فقط من عائد مواردهم الطبيعية التي تنهب، لكان الحال مختلفًا، ولكن النهب يستمر وإلى حين إشعار آخر. وما أعظمك يا شعب حين تهتف (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور). على أيام السفاح نميري كانت هنالك نكتة مفادها أن زوجته اتصلت به ذات (نهارية) تبلغه أن أحد الحرامية (نط) الحيطة وسرق كذا وكذا، فرد عليها بالقول ما معقول لأن كل الحرامية معاي هنا.. وكان يقصد مجلس وزرائه المنعقد في ذات اللحظة. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فالزيادات الكبيرة التي حدثت في البنزين والجازولين والكهرباء والدقيق لا تعكسها أرقام موازنة ٢٠٢٢. وعندما تكون الأموال العامة في قبضة الحرامية فالدواء ينعدم والبومبان يتوفر.. وحبة البندول فوق طاقة الفقراء، ولكن طلقة المدفع تقتل الثوار.. في سالف العصر والأوان قال صديقنا (سوس) في وصفه للصراع الطبقي.. ناس تحيا الحياة روقة وناس جيعانة مريوقة وناس تأكل كباب بالسيخ وناس بالسيخة مفلوقة.. ومن يعتمد على مساعدات العالم الإمبريالي فهو خاسر لا محالة، ومن يظن أن التسوية بقيادة حمدوك قادمة، فهو لا يعرف قدر الثورة ولا الثوار.. وإلى القصر حتى النص.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3903،، الثلاثاء 15 مارس 2022_*
فشلت كل محاولات اللجنة الأمنية الحاكمة في بسط نفوذها وسيطرتها على الحكم، واختارت طريق الانقلاب العسكري والخيانة والغدر لكسب المزيد من الوقت والهروب من مواجهة نهايتها المحتومة. وبدعم من أصدقائها في الداخل والخارج تحاول الآن الخروج من الأزمة التي خلقتها بانقلابها في 25 أكتوبر. تستمر المؤامرات والخطط لضرب الثورة وإفراغها من محتواها الوطني والديمقراطي بالدعوة لـ "عفا الله عما سلف" ولترجع الشراكة لتحتكم للوثيقة الدستورية. وربما يتم تبادل الوظائف مدني لمجلس السيادة وعسكري يمسك بزمام الأمور من خلف الغرف المغلقة، وتحاول نفس القوى (أعداء الثورة) ترويض الثوار بدعوتهم للحوار عبر ورش التدريب في الداخل والخارج، أو دفعهم في طريق الفرقة والانقسام، لكن من الجانب الآخر لا زال العنوان الأكبر لسياسة وأفعال أعداء الثورة، هو ممارسة العنف الوحشي في وجه المظاهرات السلمية التي تقودها لجان المقاومة، وتجد كامل التأييد من قبل قوى الثورة الحية والتغيير الجذري. تعرضت المواكب الأخيرة من يوم الخميس 10 مارس إلى مواكب الجمعة والسبت والأحد إلى عنف وحشى نتج عنه ثلاثة شهداء وأعداد مهولة من المصابين، بعضهم في حالة خطرة لكن لا زالت الشوارع التي لا تخون تحتضن آلاف الثوار في المدن السودانية، حيث تسطر مواكب الثوار أعظم الملاحم الثورية لانتزاع الوطن من أيدى اللجنة الأمنية وأعوانها. وخطت لجان المقاومة خطوات هامة في طريق توسيع مشاركة قوى اجتماعية جديدة بتنظيم مواكب "كلنا معكم" في الخرطوم وبحرى، وبدأت منذ مواكب فبراير في ربط أهداف المواكب بالمطالب اليومية لغالبية جماهير شعبنا، فبينما الشعار الأساسي لا زال هو إسقاط النظام وانتزاع سلطة الشعب، لكن كل موكب ارتبط بهدف معين، سواء كان الحالة الاقتصادية أو الإفراج عن المعتقلين أو 8 مارس. وهكذا تثبت لجان المقاومة أنها لا تتحرك وحدها لكنها تمد يدها لكل من يقف ضد هذه الطغمة التي تتحكم في البلاد. فالمزيد من التلاحم والمزيد من الجسارة. والنصر بأيدي الثوار. النصر لشعبنا.. الخزي والعار للقتلة.. والثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3903،، الثلاثاء 15 مارس 2022_*
03-16-2022, 00:02 AM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 4456
#لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة، والردة مستحيلة. #لا لاستمرار التبعية والغلاء والضائقة المعيشية الملحة التي تهدد حياة المواطنين.
- إلي جماهير الشعب السوداني الظافرة لا محالة: يقف اليوم التحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر المجيدة، كأحد طلائع قوى ثورة ديسمبر المجيدة منذراً بمخاطر التدهور الاقتصادي الشامل على كافة المجالات والقطاعات الاقتصادية وتخبط القرارات والسياسات الاقتصادية التي تتخذها السلطة الانقلابية وتلقي بحملها الثقيل على حياة المواطنين المعيشية وتجعلها جحيما من المعاناة اليومية التي تنعدم فيها أبسط الحقوق الاقتصادية. فقد أصبح التضخم والغلاء سرطانا منتشراً لا كابح له في كافة السلع والخدمات الضرورية ابتداءً من انفجار أسعار المواد البترولية لمستويات غير مسبوقة، والقمح والدقيق والخبز والسكر والبقوليات والخضروات والفواكه، والألبان ومشتقاتها بما في ذلك حليب الأطفال والزيوت النباتية والحيوانية بكافة ضروبها والشاي والبن والعصائر، والمحاليل الطبية والأدوية بكل أنواعها وصنوفها بما فيها الأدوية المنقذة للحياة والعلاج وأبسط متطلباته وتدهور خدمات المستشفيات العامة والخاصة لمستويات افتقرت فيها لأبسط المعينات الطبية الضرورية، وارتفاع أسعار النقل والمواصلات بكل وسائلها بين الأقاليم وداخل العاصمة والمدن والاتصالات بمختلف وسائطها، وخدمات الكهرباء والمياه وصحة البيئة. كل ذلك يحدث بعلم وفعل السلطة الانقلابية التي تعمد على زيادة الضرائب المباشرة وغير المباشرة على كاهل المواطنين دون حساب أو رحمة، وأصبحت تُدِير السياسة المالية بعقلية الجبايات من أجل الصرف المفتوح على مخصصات السلطة الانقلابية بمختلف مكوناتها والصرف على أجهزة قمع وقتل المواطنين الأبرياء مع سبق الإصرار والترصد. وتستمر سياسة التضييق والتنكيل بحياة المواطنين لتشمل الفصل من الخدمة والتشريد من أجل إعادة تدوير عصابات النظام البائد بكل مكوناتها وعناصرها في كافة مناحي الخدمة المدنية والعسكرية بالذات في القطاعات الاقتصادية. - جماهير الشعب السوداني الصامدة: هذه السياسات المتخبطة التي دفعت بحياة المواطنين المعيشية اليومية لهذا المستوى المريع هى نتاج لسياسة التبعية والاعتماد على الخارج واهمال القطاعات الانتاجية والموارد الذاتية التي اتبعتها الحكومات الانتقالية المتعاقبة بعد انتصار ثورة ديسمبر المجيدة وجاء الإنقلاب المشئوم في 25 أكتوبر 2021م ليفاقمها ويزيد من قسوتها على المواطنين وقد أصبحت حياتهم اليومية جحيما لا يطاق. وفي نفس الوقت تقف السلطة الانقلابية عاجزة تماما عن السيطرة على انفلات الاوضاع الاقتصادية وانهيار الموازنة العامة ولا تجد سبيلا غير المزيد من الضرائب والجبايات والأتاوات على المواطنين. - ايها الشعب السوداني الثائر: فقد جاء الإنقلاب أصلا لقطع الطريق أمام صعود حركة الجماهير ممثلة في كافة قواها الثورية الحية وفرملة ضغطها المستمر ومطالبتها بتنفيذ شعارات الثورة وبرنامج السياسات البديلة والبرنامج الإسعافي ومقررات المؤتمر الاقتصادي الأول الهادفة لحشد الموارد الذاتية والاعتماد علي النفس لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين والارتقاء بخدمات الصحة والتعليم وصحة البيئة والنهوض بالقطاعات الانتاجية ودعم العملة الوطنية ومعالجة أزمة سعر الصرف والقضاء على السوق الموازي للعملة، إضافة إلى إعداد موازنات مالية عامة تعتمد على موارد حقيقية وتوظيفها لدعم القطاعات الانتاجية ولتطوير قطاعات الصحة والتعليم وصحة البيئة والضمان الاجتماعي ورعاية الأسرة والمرأة والطفل وتخفيض معدلات الفقر وتنمية المناطق المتضررة من الحروب الأهلية والتهميش والتهجير القسري والإبادة والتطهير العرقي ودعم الهجرة المعاكسة الداخلية والخارجية ووقف الصرف البذخي على أجهزة الدولة المترهلة وعلى المليشيات والأجهزة العسكرية والأمنية والصرف الموجه للحرب والمليشيات وأجهزة القمع. لقد أصبح الإنقلاب المشؤوم بكل مكوناته العسكرية والمليشوية والمدنية عقبة حقيقية أمام تطور حياة المواطنين إلى الأمام ولا مجال لتحقيق أي تقدم إلا بإسقاط هذا الانقلاب وفتح آفاق التنمية والتقدم والارتقاء بالوطن وبحياة المواطنين إلى مصاف الحياة الانسانية الكريمة القائمة علي الحرية والسلام والعدالة وحشد الموارد الذاتية وتفجير الطاقات البشرية الهائلة التي أفرزتها وكشفتها ثورة ديسمبر المجيدة ممثلة في كنداكات الثورة وشبابها لضمان الاستقلالية الاقتصادية وتحقيق الرفاهة وصون كرامة الوطن والمواطن والوفاء لدماء الشهداء وتجسيد أحلامهم التي قدموا دمائهم الطاهرة من أجلها على أرض الواقع. #فالنخرج جميعا يوم ١٧ مارس في مليونية (غلاء المعيشة). #المجد والخلود للشهيدات والشهداء والمجد للثوار والعزة للسودان.
مؤتمر صحفي للحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية حول الراهن السياسي والاقتصادي متناولاُ ميزانية 2022 ومنشور تحسين الأجور والمرتبات 15 مارس 2022. المتحدث: محمد مختار محمود السكرتير السياسي بالعاصمة القومية. في التعقيب الزميل شاكر شريف سيد القيادي بالحزب الشيوعي السوداني.
في البدء نترحم على شهداء الوطن والقضية اولئك الذين كُنا ولا زلنا سائرين على خطاهم ولا عزاءَ لنا فيهم سوى وطن يسمو ليحقق ما خرجوا هاتفين منادين به، ونطالب دائماً بالحرية للمعتقلين الذين دفعوا حريتهم ثمناً لحرية الوطن. جماهير شعبنا المناضلة كنتم ولا زلتم رمزاً للمقاومة والوقوف في وجه كل نظام قمعي فاشل، كنتم دائماً خط الدفاع الأول في وجه كل من يلعب بقوت المواطن ورزقه. شعبنا المقاوم.... نعلم جميعنا حجم التردي الذي آلت إليه أحوال البلاد اقتصادياً ومعيشياً؛ إذ جنَ جنون الأسعار وارتفعت أرتفاعاً غير مسبوق، وقد طالت موجة التضخم أسعار كافة السلع والمستلزمات من وقود، خبز، مواد بناء، وكل السلع الأساسية وخصوصآ السلع الإستهلاكية وفقدت عملتنا الوطنية قيمتها؛ الأمر الذي أدى إلى ركود في أسواق البلاد مما أفرز تداعيات سالبة على كافة الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وأصبح المواطن يجأر بالشكوى من جنون الأسعار وأزمات المعيشة الطاحنة. ومن الواضح جلياً أن السلطات الإنقلابية لا حلول لها للخروج بالبلاد من هذه الأزمة المتفاقمة والتدهور المريع للإقتصاد، وما زال النظام الإنقلابي يمارس كل أشكال الديكتاتورية والقرارات التي لا يراعي فيها مصلحة المواطن، يواصل النظام ليثبت للجميع أنه ليس سوى سلطة فرضت نفسها على الشعب دون قدرٍ واحدٍ من المؤهلات. ورداً على ذلك سنخرج نحن جموع الشعب المُنتصر حتماً و مجدداً إلى الشوارع يوم غدٍ السابع عشر من مارس الحالي بمواكب مليونية ضخمة تملأ كل شوارع الولاية رافعين فيها صوتَ مطالبنا بوطنٍ خالٍ من الإنقلابيين الفشلة؛ وطن يضمن فيه المواطن أبسط حقوقه وتكون معيشته من أولى أولويات الحكومة التي يختارها هو ولا تُفرَض عليه بالسلطة القمعية التي يمارسها النظام الحالي. ونُعلن لكم أنَ سقف مطالبنا لن يهبط وأنَ صوت هُتافنا فقط سوف يعلوا حتى نحظى بالوطن الذي نحلم به وطن الحرية والسلام والعدالة.
بلغت حالات الإصابات التي سجلت حتى الآن في موكب الخرطوم 67 اصابة متفاوتة بسبب القمع المفرط الذي ظلت تواجه به السلطات الانقلابية لمواكب الثوار والثائرات السلمية . حيث إستخدمت السلطات الانقلابية الغاز المسيل للدموع ، القنابل الصوتية، الرصاص المطاطي والرصاص الحي (خرطوش) . من بين هذه الحالات توجد حالة واحدة غير مستقرة بسبب الإصابة بطلقة خرطوش في الصدر مما استدعى تركيب أنبوبة الصدر .
*اليقظة ثم اليقظة ضد الصراعات الخفية والانقلابات العسكرية* (1)
أعلنت إذاعة مونتي كارلو في الخامس من مارس 2022م خبرًا مفاده أن قيادة الجيش السوداني أصدرت توجيهات غير مسبوقة لقيادة منطقة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان بإخلائها من أي طائرات حربية مقاتلة، والعمل على تمركزها في شمال كردفان بقاعدة شيكان الجوية بالأبيض، ونفى مصدر سياسي مطلع أن يكون السبب له أي علاقة مباشرة بالأنباء التي رشحت في وسائل التواصل الاجتماعي عن توتر العلاقة بين قادة المكون العسكري من طرف القوات المسلحة أو قائد الدعم السريع أو بسبب التحركات الخارجية التى ينشط فيها الفريق محمد حمدان حميدتي في أثيوبيا أو أبوظبي أو موسكو الشهر الماضي. وأضاف المصدر بأن هذه الخطوة ربما جاءت في سياق الاستعدادات المعتادة لموسم الصيف القادم حيث توفرت معلومات مبكرة عن احتمال نشاط مسرح الحرب الغربي في دارفور من طرف المتمرد عبدالواحد أو عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان، ولهذا تم انتخاب الابيض كمركز دعم جوي متقدم في الدفاع عن المدن السودانية، وإن الوضع الحالي ربما يشابه ما قامت به قوات الجبهة الثورية في مناطق شمال كردفان (الله كريم، أم روابة، أبوكرشولا) في صيف 2013م. لكن مصادر عسكرية أخرى استبعدت هذه الفرضية، وقالت إن هناك عمل عسكري لقوات الدعم السريع داخل الخرطوم، خاصة وأن هناك قوات تتبع للدعم السريع تتواجد في معسكر جبل سركاب بالقرب من معهد المدرعات وقاعدة الشهيد مختار الجوية بمنطقة وادي سيدنا العسكرية، وعقد الفريق أول محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان اجتماعًا مع هيئة القيادة وقادة الوحدات العسكرية الأسبوع الماضي وكان من أهم مخرجات هذا الاجتماع، ما تم في قاعدة الشهيد مختار محمدين الجوية بمنطقة وادي سيدنا أمس الأول بأن يذهب الطيران المقاتل إلى قاعدة شيكان بالأبيض، وبالفعل تم تنفيذ ذلك وغادرت جميع الطائرات الحربية وارتكزت في القاعدة الجوية في مدينة الابيض. ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل الطائرات المقاتلة من قاعدة وادي سيدنا العسكرية إلى قاعدة شيكان بالأبيض، فقد سبقتها خطوة مماثلة في يوليو من العام الماضي على خلفية التوترات التي جرت بين الجيش والدعم السريع والتي انفردت مونتي كارلو بنشرها. وكشفت مصادر أخرى لمونتي كارلو أن المخابرات المصرية سربت معلومات للجيش السوداني حسب ما توفر لديها أن الفريق أول محمد حمدان حميدتي قائد الدعم السريع ونائب البرهان عقد اجتماعات على هامش زيارته لروسيا مع شركة فاغنر الروسية، بهدف الاتفاق معها والحصول على دعم منها في عمليته التي سوف يقوم بها في السودان لاستلام السلطة. جدير بالذكر أن قوات الدعم السريع لديها علاقة تبدو استراتيجية مع شركة فاغنر الروسية وقد شاركت معها في أعمال تدريبية تكتيكية في غرب ووسط أفريقيا في جمهورية أفريقيا الوسطى وفي مسرح عمليات في ليبيا عند دعمها لحفتر في فترات متقطعة في 2015 و2020 وأضاف المصدر أن توقف الفريق حميدتي بالقاهرة عند عودته من روسيا جاء بطلب من القيادة المصرية لتحذيره من مغبة أي خطوة من جانبه من شأنها تعقيد الأوضاع في السودان. وبحسب صحيفة العربي اللندنية فإن اللقاء الذي جمع بين اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية مع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو في القاهرة الأربعاء الماضي تطرق إلى الحديث بشأن ما أثير مؤخرًا خلال اتصالات بين المسؤولين في مصر ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان بشأن تحركات لحميدتي تهدف لإزاحة البرهان واستبداله بشخصية عسكرية أخرى في محاولة لتجاوز ضغط القوى المدنية والثورية. وكانت تقارير الاستخبارات العسكرية قد أشارت إلى وصول 6 حاويات إلى قوات الدعم السريع الشهر الماضي، قالت إنها عبارة عن أجهزة اتصال حديثة، تبين لاحقًا أنها تحتوي أيضًا على طائرات مسيرة بدون طيار (درونز) قادرة على حمل صواريخ موجهة بالليزر قادمة من دولة يرجح أنها عربية. الواقع الذى يؤكد احتمالات المغامرات أيًا كانت مصداقية ما أوردته إذاعة مونتي كارلو من وقائع، فإنها دون شك تعبر عن واقع جد كارثي تعيشه البلاد ويحيط بشعب السودان واقع اقتصادي سياسي أمني. هناك وضع اقتصادي بلغ قمة التردي وينبئ بانهيار تام. المعلومات المعلنة من بنك السودان المركزي تفيد أن قيمة صادراتنا في يناير 2022 بلغت 43,5 مليون دولار مقارنة بـ 293 مليون دولار في ديسمبر 2021. وهذا يعنى أن البلاد خسرت 249,5 مليون دولار. أي 85% من صادراتنا خلال شهر واحد. وبلغ عجز الموازنة سبعة وأربعين مليار جنيه سوداني (47 مليار جنيه سوداني) ومع ذلك وبالرغم منه نجد الصرف المهول على الأجهزة القابضة على السلطة، فالأجهزة السيادية بما فيها المجلس السيادي الانقلابي بلغ إجمالي مصروفاتها 163,8 مليار جنيه (تريليون بالقديم) أو ما يعادل 372,3 مليون دولار. وبلغ الصرف على وزارة الدفاع (الجيش والاجهزة الاستخباراتية والأمنية) ما مقداره 254 مليار جنيه (تريليون بالقديم) أي ما يعادل 557,4 مليون دولار. وبلغ الصرف على الدعم السريع من الموازنة 102 مليار جنيه (تريليون بالقديم) أي ما يعادل 232,4 مليون دولار - رغم أن ايراداتهم صفر. وإن مرتبات ميليشيا الدعم السريع تعادل مرتبات العاملين في قطاع التعليم 62 مرة. مع ملاحظة أن هذه مرتبات فقط ولا تشمل الصرف على أية احتياجات أخرى. هذا ويمثل الصرف على المجلس السيادي والأمن والدفاع والدعم السريع وجملته مليار و182 مليون دولار علمًا بأن ما يصرف على التعليم هو 41 مليون دولار فقط. أمام هذا الصرف (النزهي) الممعن في الانحياز الطبقي للمجموعات الحاكمة ضد الشعب ودون مراعاة للضائقة المعيشية التي يعانيها والتي وصلت في بعض أجزاء البلاد حد المجاعة أخذت المجموعة الحاكمة بالاستدانة من النظام المصرفي اسم الدلع لطباعة النقود بترليونات الأرقام، الشيء الذي أدى إلى تفاقم في التضخم ليرتفع إلى أكثر من 355%. وهو بدوره يلقي بثقله على الانتقاص من قيمة الجنيه السوداني ويضعف من قوته الشرائية ليقف المواطن السوداني عاجزًا بل مشلول الإرادة أمام الغلاء الطاحن، عن توفير قيمة وجبة واحدة في اليوم لأسرة قوامها 5 أفراد. فقد تردت قيمة الجنيه السوداني إلى 580 ج مقابل الدولار عندما نقول أن البلاد تقف على حافة المجاعة إن لم تكن تعيشها في بعض أجزاء الوطن، لا نلقي القول على عواهنه، بل نؤكد ذلك وفقًا للمعلومات الرسمية الآتية: • تبلغ فجوة الحبوب في دارفور (337/191) طن متري في الوقت الذي يبلغ فيه الاحتياج الحقيقي (181 /391) طن متري. • مزارعو الجزيرة والمناقل يرفضون تسليم قمحهم للحكومة إلا بعد معرفة سعر التركيز ويصفون سعر التركيز. • عبرت معظم ولايات السودان عن نقص كبير في احتياطيات القمح والحبوب المختلفة، الشيء الذي ينذر بالاقتراب الوشيك للمجاعة في العديد من نواحي البلاد. يصاحب ذلك الشح في مكونات الغذاء الرئيسي للمواطنين، تتريس للطرق بين كسلا والخرطوم ومعظم تلك الرابطة بين شمال السودان وأواسطه، ويحذر ترك بالعودة إلى تتريس الشرق إذا لم تستجيب السلطات لمطالبهم المعلنة. وهنالك العديد من الأمثلة التي يمكن إيرادها لتأكيد الوضع الاقتصادي المتردي ويكفى أن يقول رئيس اتحاد أصحاب الغرف التجارية: (الوضع الاقتصادي الآن بلا أهداف ولا رؤية ولا مستقبل) ويؤكد المصدرون: (إن توحيد سعر الصرف كارثي على الاقتصاد) ويقول وزير العدل السابق: (إن السودان خسر 6,5 مليار دولار بسبب انقلاب البرهان العسكري في 25 أكتوبر 2021 ) <<راجع التوكيل الإخباري 9/ 3/ 2022>> يؤكد اقتراب البلاد من المجاعة ما جاء في تصريح البنك الزراعي الذي ورد فيه: (ليس لدينا مخزون استراتيجي ولو جوال قمح واحد) «راجع السوداني 10/ 3/2022»، من جهة أخرى يؤكد المزارعون أن سعر تركيز القمح المعلن عنه 43 ألف جنيه غير مجزي ويؤدي بالكثيرين إلى السجن، لكل تلك الأسباب وغيرها قرر كبار التجار ايقاف عمليات بيع وشراء السلع. يضاعف من تلك الكوارث الزيادات غير المسبوقة في تاريخ البلاد فيما يتعلق بالبترول ومشتقاته فقد حدثت 3 زيادات متوالية في شهر واحد لسعر البنزين لتصل قيمة الجالون إلى 2461 جنيه والجازولين، مع ذلك وبالرغم من كل ما ذكرنا يصدر بنك السودان المركزي منشورًا يقرر فيه تعويم كامل للجنيه وإلغاء لنظام السعر المرن المدار فهو يسمح للبنوك والصرافات تحديد أسعار الشراء والبيع يوميًا!! ويصل الوضع درجة الخطورة والموت البطيء عندما يتم الإعلان عن خطر خروج أكثر من 160 شركة أدوية من السوق بعد زيادة رسوم تسجيل الأدوية بنحو 10 أضعاف مما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأدوية التي باتت أصلًا فوق قدرت المستهلك العادي «راجع موقع نيوز 5/3/ 2022». الجدير بالذكر أن أكثر من 1700 صنف من الدواء منعدمة منها 160 صنفًا من الأدوية المنقذة للحياة. ويمكن إيراد آلاف الأمثلة التي تؤكد الانهيار الاقتصادي الوشيك واقتراب البلاد من المجاعة لولا ضيق الحيز المتاح. يجد هذا الوضع استنكارًا واسعًا من جماهير الشعب السوداني وبشكل خاص الفئات المنظمة منهم. فعلى سبيل المثال أعلن المعلمون الإضراب العام في كل أنحاء السودان، إضراب مفتوح وممنهج مطالبين بحقوقهم العادلة والمشروعة المتعلقة بالمرتبات وغيرها. كذلك يعلن أساتذة جامعة الخرطوم الإضراب العام مطالبين بتسديد متأخرات رواتبهم وإعادة النظر في الهيكل الراتبي. وهناك إضرابات للأطباء في عدد من مستشفيات السودان، ويهدد رؤساء الأقسام بمستشفى إبراهيم مالك بتقديم استقالاتهم ويرفض المزارعون تسليم قمحهم بسبب سعر التركيز الغير مجزى. نواصل.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3904،، الخميس 17 مارس 2022_*
بعد أن استطاعت لجان المقاومة التقدم خطوات في طريق انجاز ميثاقها، تأسيسًا للمركز الموحد بهدف إسقاط الانقلاب العسكري، وإقامة السلطة المدنية الكاملة، نشطت قوى الإمبريالية العالمية ووكلائها الإقليميين والمحليين لقطع الطريق على هذا التقدم وإجهاض عملية تكوين المركز الموحد لقوى التغيير الجذري، وبناء مركز موازي لقوى الهبوط الناعم، وقد نشطت العديد من المؤسسات الدولية والداخلية المدعومة من الخارج لقطع هذا الطريق. كانت أهم هذه المؤسسات منظمة دولية عريقة تعمل في السودان منذ سبعينات القرن الماضي تعمل الآن على تخريب العملية السياسية من خلال نشاطها المباشر في برنامج تطوير العمل النقابي، والذي تديره عبر طاقمها المحلي أو المتعاونين معها من النقابيين والأكاديميين السودانيين وخبرائها الأجانب، وتسعى لتفريغ العمل النقابي من محتواه الاجتماعي، من خلال دعمها لسن قوانين للعمل النقابي تتماشى ورغبات رأس المال العالمي ووكلائه المحليين. تنشط هذه المنظمة أيضًا وسط لجان المقاومة بهدف منع قيام المركز الموحد للمعارضة من خلال تطوير نماذج للبناء القاعدي وهياكل الحكم المحلي، من خلال ورش العمل التي تعقد بمبنى المنظمة. حيث يتم من خلال الورش التعريض والتحريض ضد القوى السياسية خاصةً الحزب الشيوعي.
• أماني الفلول: يبدو أن الفلول قد (رموا طوبة) الشعب السوداني الذي ظل يتوعدهم بـ(الدوس) إن هو ظفر بهم. فاختاروا مواجهته خلف عنف البادية وتخلفها. فما يكتبونه في الصحف لا يعمدون من ورائه لكسب مؤيدين لهم بقدر ما يسعون من خلاله لنشر الطمأنينة وسط أنصارهم، بأنهم قادمون للسلطة. وأن ما يدور خلف الكواليس في صالحهم. مع أن الحقيقة تظهر عارية في شارع القصر ولا تحتاج إلى إعلام يقدمها للناس، فصانع الحدث هو نفسه المتلقي والرسالة واضحة ويكتبها الثوار بلغة مفهومة. ولا أحد يصدق الأكاذيب غير الإسلاميين. وأماني الفلول تعكس رغبتهم المريضة، ليس في العودة للحكم، ولكن أن تكون عودة مظفرة يحملون فيها على أكتاف الجماهير التي ستعض أنامل الندم على ذهاب البشير، وأن تمتلي الشوارع بهتافات معاكسة لما يحدث الآن من على شاكلة (يا البشير تعال معليش). ومثل هذا الحديث مكانه الطبيعي أن يتردد بين مصابين في استقبال مستشفى التيجاني الماحي، لا على صفحات الصحف. ومن جنون الفلول الذي فاق "جنون البقر" أنهم اعتبروا أن أعمال الصيانة التي تقوم بها أسرة صلاح قوش في منزله بضاحية الخرطوم 2 دليلًا على قرب عودته. ولكن هب أن الرجل عاد بشكل طبيعي، ليس لمنزله فحسب ولكن لمنصبة كمدير لجهاز الأمن، فماذا عساه يفعل غير المزيد من إعتقال العناصر الثورية من الذين ضاقت بهم سجون سوبا والجريف وسجن النساء في أم درمان، غير التعذيب والدهس بالعربات المصفحة وإطلاق الرصاص المطاطي والذخيرة الحية واغتصاب النساء في وسط الخرطوم وغيرها من الممارسات الإجرامية التي أصبحت سلوكًا معتادًا في شوارع العاصمة وغيرها من مدن السودان، التي ظلت تنتفض خلال ثلاثة أعوام من عمر الثورة. دليلهم على أن الشعب سيعود ويندم على إسقاط البشير، ليس أن هنالك بوادر أو نذر لتلك المشاعر تتدفق في الشوارع، ولكن لظنهم أن الشعب ربما يستفيد من تجارب الدول التي أسقطت الطغاة وندمت على ذلك، مثل ليبيا واليمن. مع أن ثورة السودان مختلفة في كل جوانبها عن تلك التجارب، ويكفي أنها حافظت على السلمية في ظروف معقدة جدًا. ثم يعمدون إلى ما يدور خلف الكواليس وينسجون منه ما يهدئ روعهم. مع أن زمن الكواليس قد انقضى إلى غير رجعة، وأن أي اتفاق مع غير قوى الثورة الحية التي تهدر الآن في الشوارع لا قيمة له. وهذه القوى لن يجدها أحد في عاصمة من عواصم العالم غير الخرطوم. ويعولون على الشخصيات التي يزعمون أو ربما تزعم هي أنها تقود حوارًا بين المدنيين والعسكريين. مع أن الحديث عن المدنيين نفسه قد تجاوزه الزمن، فقيادة الثورة الآن اسمها لجان المقاومة. وعلى الوسطاء الدوليين والإقليميين أن يتذكروا هذا الاسم جيدًا وهم يتجولون تحت سماء الخرطوم الملبدة بغيوم الغاز المسيل للدموع. ويوردون أحاديث ملفقة على لسان مبعوث الاتحاد الأفريقي من على شاكلة إنه قال لجلسائه في مقر إقامته بفندق كورنثيا أن من يظن أن البلاد المسلمة يمكن ضرب الإسلام فيها هو شخص يجهل الإسلام والشعوب والسياسة. ويضعون له كلامًا بين قوسين يتوقع فيه عودة الإسلام قويًا ما بين غرب أفريقيا وشرق آسيا. والرجل إن كان يقصد بالإسلام نظام البشير الذي أسقطه الثوار ويواصلون الآن كنس ما تبقى منه في أروقة الدولة والقصر الجمهوري، فهذا مؤشر على أنه لن ينجح في مهمته التي جاء من أجلها للخرطوم. لأن مقاتلي الشوارع في مايرنو والكلاكلة والثورات وبري قد تجاوزوا مرحلة عدم مشاركة الإسلاميين في السلطة الانتقالية المرتقبة إلى عدم مشاركة الجيش الذي يتحدث الفلول بأن لهم فيه الغلبة. نقول للسادة الفلول إن الخرطوم مدينة لا تعرف الأسرار. وإن أمرها لم يعد بيد الوسطاء الدوليين والإقليميين الذين ربما يحتاجون خدمات الإسلاميين في التجسس مستقبلًا، ولهذا السبب يوفرون الحماية لجواسيسهم في بعض العواصم العربية. وإن البلد الذي يظنونه مفتوحًا أمام الجميع لن يصل الأمر فيه إلى درجة عودة صلاح قوش إلى منزله الذي يجري تجديده الآن. كما أن الإسلام لم يخرج من السودان ولن يخرج منه حتى يعود إليه من جديد مرفوعًا بالرماح الأجنبية. التي تعولون عليها في هزيمة وكسر إرادة شعبكم. يا آكلي مال السحت. • فزاعة اليسار: الزميل يوسف التاي بالانتباهة عدد الأربعاء 16 مارس وضع ثلاثة سيناريوهات للمشهد السياسي. استوقفنا فيها الثاني والثالث، لعلاقتهما باستمرار التغيير الجذري أو قطع الطريق عليه بالتسوية السياسية. باستخدام فزاعة سيطرة اليسار ومواجهة الفلول بالسلاح لكل ما من شأنه أن يستهدفهم. ويصف السيناريو الثاني قائلًا: (إذا استمرت المظاهرات وكثفت الجماهير ولجان المقاومة ضغوطها على السلطات وانفجر الغضب الشعبي، في هذه الحالة فإن السيناريو المتوقع هو إسقاط السلطة القائمة على انقلاب 25 أكتوبر. وإن الأوضاع كلها ستؤول إلى سيطرة قوى الحراك الثوري وسيحكم اليسار قبضته بصورة محكمة. ومن الممكن في هذه الحالة أن تخرج فلول النظام المخلوع إلى العلن، ويمكن أن يمارسوا كل أنواع المعارضة العلنية المشروعة وغير المشروعة. بما في ذلك ربما استخدام السلاح، وذلك للشعور بالاستهداف وتصفية الحسابات القديمة). ويحمد للزميل التاي دقة الوصف بأن الجماهير ولجان المقاومة هي التي تكثف ضغوطها على السلطة، وليس قوى اليسار. كما أن الذي سينفجر في الشارع هو الغضب الشعبي وليس غضب قوى اليسار. وإنه في حال سقطت السلطة القائمة على انقلاب 25 أكتوبر فإن الأوضاع ستؤول الى سيطرة الحراك الثوري. وهذا حديث جميل لو لا أن الرجل من فوق هذا الوضوح في الطرح يقفز إلى نتيجة لا يمكن الوصول إليها من خلال المعطيات التي أوردها أو التحليل الذي قام به. وهي أنه في تلك الحالة الشعبية المحضة فإن اليسار سيحكم قبضته بصورة محكمة. ولا ندري لماذا اليسار وليس لجان المقاومة. وما هي المشكلة في الحالتين، إذا برزت قيادة من وسط قوى الحراك الثوري أو أن الجماهير اختارت بمحض إرادتها قيادة اليسار لها؟. المشكلة أو ربما الكارثة التي يحذرنا منها التاي هي أنه في هذه الحالة من الممكن إن تخرج فلول النظام المخلوع إلى العلن، ويمكن أن يمارسوا أنواع المعارضة المشروعة وغير المشروعة. ونسأل زميلنا التاي أي معارضة في وجه الشعب كله يمكن أن تكون مشروعة؟!!، وما هي مشروعية الفلول أصلًا حتى عندما كانوا في السلطة!!. وعلى ماذا تأسست غير الخداع واستخدام العنف المفرط. وبالمقابل ظلت الجماهير في حالة مواجهة مستمرة معهم منذ انقلابهم على النظام الديمقراطي وحتى سقوطهم. ولم تعترف لهم بشرعية سياسية أو أخلاقية. وتوعدتهم بالسقوط المروع تحت شعار (أي كوز ندوسو دوس). أما احتمال استخدامهم للسلاح فهو لا يخيف أحد. وقد جربناه في الثورة وقبل الثورة في انتفاضة سبتمبر 2013 التي قامت فيها عصابات النظام ممثلة في كتائب الظل باغتيال أكثر من 250 ثائرة وثائر بدم بارد. وهم بحكم أنهم وجهوا ولا زالوا يوجهون السلاح إلى صدر شعبهم، فإنهم لا يخشون أن يقوم اليسار بتصفية حساباته معهم، لأن ليس لليسار حسابات خاصة وتختلف عن طموحات الشعب السوداني في تحقيق السلام والعدالة والحرية، ولكن لأنهم يعلمون أن مطاردة النظام القديم من قبل قوى الحراك الثوري، لن تنتهي إلا بتقديمهم للعدالة والقصاص منهم. ولذلك فأن المواجهة الحقيقية هي تلك التي بينهم وبين الجماهير. وهي حتمية ولا يمكن تجنبها. وأقول لك يا صديقي أن هذه الشوارع وهذه البلاد لن تسع الضحية والجلاد والمجرم والمناضل. والأفضل للفلول أن يجهزوا أنفسهم للمواجهة. لأنهم حتى إذا اختاروا الاستسلام ووقعوا على كل شروطه وهذا متوقع حين يتم تقليم أظافرهم وقصقصة أجنحتهم، فإن للجماهير ثأر معهم ولن تتركهم من غير أن ينالوا عقابهم على الجرائم التي ارتكبوها. وكل من يعد الفلول بالإفلات من العقوبة فهو يقدم لهم وعودًا هي بالضبط عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. والفلول أنفسهم حين يفكرون بأن العفو الذي سيطالهم سيتمدد لمشاركتهم في السلطة فإنهم يتعاملون بمنطق غاية في (البجاحة)، استنادًا إلى جنوح الشعب المتكرر للسلام والعفو عند المقدرة. وهذه الإمكانية بعد سقوط سلطة الانقلاب الحالي ستكون مثل (عشم الكلب في موية الأبريق). هذه الحقائق يجب أن تكون واضحة أمام الذين يدعون لوحدة الحراك ويخبون من خلفهم من يتوعدهم الثوار بالموت حتى وإن تعلقوا بأستار الكعبة. أقول ذلك لأن السيناريو الثالث الذي يطرحه الزميل التاي يفضل الوصول إلى تسوية. ويصفها بأنها أفضل الخيارات. ويتوقع (تأسيسًا على بعض المعطيات والمؤشرات من الممكن أن تنجح المساعي الدولية والمبادرات ومبادرة الأمم المتحدة في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، وحلول للأزمة التي تشتعل بين فرقاء السياسة في السودان، فإذا نجحت تلك المساعي في الوصول لاتفاق سياسي يحفظ الأمن والاستقرار إلى حين انتخاب حكومة شرعية، فإن ذلك هو المبتغى وهو السيناريو الذي سعى لتحقيه ويتمناه أغلب أهل السودان). وربما يكون هذا هو الذي يتمناه بعض أهل السودان ومنهم يوسف التاي، ولكن أهل السودان الذين وصفهم الزميل في السيناريو الثاني بعبارات من على شاكلة الجماهير التي تكثف ضغوطها، وانفجار الغضب الشعبي، وأن السلطة ستؤول إلى سيطرة الحراك الثوري، فإنهم من المستبعد أن يوافقوا على سيناريوهات تقطع الطريق أمام التغيير الجذري الذي خضبوا الطريق إليه بدماء أكثر من 80 شهيد. إضافة إلى المصابين والمعاقين. وإن كثافة النيران التي يتوقعها الزميل التاي تخرج من أسلحة الفلول لن تكون أكثر من تلك التي يستقبلها الثوار بصدور عارية الآن. لكن حسنًا يا صديقي متى غاب الفلول عن مواجهة الجماهير بالأشكال غير المشروعة واستخدام السلاح ضدهم؟. حتى المواجهات التي تجري حاليًا مع سلطة الانقلاب لم تخلو من عناصرهم التي تعرفها الجماهير جيدًا. فالحي الشعبي في أخر الليل يأوي الثوار والفلول. وأولاد وبنات الحلة الواحدة يعرفون بعضهم جيدًا. وهذا ما يخيف الفلول وليس التهديد المتخيل والمتوهم بانتقام اليسار منهم وتصفية حساباته القديمة معهم. الفلول يا صديقي خرجوا من المشهد السياسي في السودان بأمر ثوار ثورة ديسمبر ولن يعودوا إليه ولو دخل الجمل من سم الخياط.
إنّ المُعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هُما لم يكرَما فاصبر لِدائِك إن أهنت طبيبه وأصبر لجهلِك إن جفوت معلماً
بيان
في الواحد والعشرين من مارس نجدد عهدنا بالشوارع التي عرِفَتنا وخبِرناها، يحدونا هُتافنا نحو قصر الرمم. سنصدح بالهُتاف لأجل آبائنا وأمهاتنا من معلمين ومعلمات؛ نذروا أنفسهم وحياتهم لتربية الأجيال فكافئتهم قوات الإنقلاب بالضرب والإهانة والإذلال. سنخرج غدا لأجل نظامٍ تعليميٍ جيد ومعلم يجِدُ الإحترام والتقدير من نظامِ دولته، مُستلهمين شجاعة وجسارة وأخلاق الشهيد الأستاذ أحمد الخير لنهتف " أحمد كتب قصة نرويها للأجيال" اقتداءًا بمعلمي نيالا الذين عبّوا شوارعها جسارةً كما ملئوا فصولها علماً ومعرفة. سنخرج لنواجه ذات يد البطش التي انتقصت من كرامة آبائنا وأمهاتنا المعلمين والمعلمات. عليه سيكون زمن التجمع عند الساعة ١٢ ظهراً لتتجه المواكب نحو قصر الرمم. ⚫ نقاط التجمع : ⭕ جاكسون ⭕ القرشي ⭕ باشدار ⛔ موجهات عامة للثوار : 1. الإلتزام بلبس الكمامة . 2. الأعلام والرايات في مقدمة المواكب . 3. الإلتزام بالهتافات الموحدة وتيم الهتاف . 4. التتريس قبل، بعد وأثناء سير المواكب في مساراتها بالإضافة للتروس الجانبية حسب توجيهات اللجان الميدانية . 5. الإلتزام بتوجيهات اللجنة الميدانية في حالة إطلاق الرصاص واستخدام الساتر . 6. الرصد والتصوير وإبلاغ اللجان الميدانية في حالة وجود أي إنتهاكات أو أمنجية . 7. الإصغاء إلى اللجان الميدانية في حالة نداءات الإنسحاب وعدم الإشتباك مع القوات النظامية إلا للدفاع لأن السلمية هي شعارنا الأساسي . 8. إفساح المجال للكوادر الطبية والإسعافات لآداء مهامهم وكل زول يشتغل شغلتو وقت الموكب والبقدر عليهو من (تتريس، هتاف، رصد، أو غيره) . 9. في حالة ضرب الطوق الأمني والصناديق الرجاء الحرص على عدم الإبتعاد كثيراً عن المواكب في الصفوف الأمامية والعودة فور توجيهات اللجان الميدانية . 10. الإلتزام بالرجوع بنفس شوارع الذهاب في شكل مواكب مالم تغير لجان الميدان ذلك تجنباً للإعتقالات والرصد . ⛔ توصية: توصي لجنة الميدان بالإلتزام بكافة التوجيهات التي تصدر منها والإلتزام بزمن التجمع والإنسحاب. كما توصي الثوار بالتحرك في مجموعات حتى يصعب الإعتقال؛ وكما معلوم لدى رفاقنا الثوار أعمال النهب والسرقة التي درجت قوات الإنقلاب على تنفيذها بعد كل موكب لذا نطلب من إخواننا واخواتنا الثائرات عدم حمل مقتنيات ذات قيمة مادية أو حمل مبالغ مادية كبيرة وتجنب حمل الهواتف الذكية.
هاجم مسلحون على متن جمال وخيل وسيارات دفع رباعي قرى “دليبة، مسترية، تنونو” الواقعة شمال غرب كتم بولاية شمال دارفور. وأبلغ سكان المنطقة بأن الهجوم جاء على خلفية مقتل أحد أفراد المجموعة المسلحة بواسطة شرطي في وقت سابق. وقال شهود عيان أن قوات حكومية مشتركة على متن عدد من السيارات وصلت إلى قرية “دليبة” لكن هذه القوات فشلت في حماية القرى، وواصل المسلحون عمليات نهب وترويع الأهالي، وحذروا من تفاقم الأوضاع. ـــــــــــــــ *_الميدان 3906،، الثلاثاء 22 مارس 2022_*
يرتفع التضخم وأسعار السلع في زيادة مستمرة، فمن هو المتضرر والمستفيد. الماهية ثابتة، وبالتالي كلما زاد ثمن السلع، كلما قلت القدرة على شراء نفس الكمية مرة أخرى. اليوم ١٠ عيشات وغدًا تسعة وهكذا، نص كيلو لحمة اليوم وغدا ربع وبعد غد (مسكول). الجنيه الزيادة والذي يخرج من جيب المواطن، يذهب مباشرة لتاجر القطاعي، وهو بدوره يعطيه لتاجر الجملة، ومنه يذهب للرأسمالي صاحب المصنع أو لكبار الموردين. وعندما يستقر الجنيه هنالك لا ينفق على العمال حين لا تزيد أجورهم، ولا على وسائل الإنتاج.. فأين يذهب؟ يذهب إلى سوق العملات ويشترى به الدولار، ثم يتحول للخارج.. أو إلى سوق الذهب، ثم يصدر للخارج وتحول الدولارات إلى حسابات خارجية.. والنتيجة الاستنزاف الاقتصادي، وهروب النقد الأجنبي للخارج.. والمزيد من الانهيار الاقتصادي بالداخل. والنتيجة أيضًا عصر المواطن وطحنه والتضييق عليه وإفقاره وتجويعه حتى الممات. وقل لي أين تذهب الدولارات التي سكنت في المصارف الأجنبية؟ تتحول إلى عقارات تجارية وسكنية ومنتجعات في تركيا وماليزيا، وإلى أسهم في بورصات دبي ونيويورك.. وهكذا فإن موارد السودان وثرواته تتحول إلى قيم مضافة لبلدان أخرى، بينما يتدحرج السودان وشعبه نحو قاع الفقر. هذه المعادلة مستمرة لأن السلطة التي حكمت بلادنا منذ الاستقلال وإلى الآن كانت ولا زالت تمثل مصالح هؤلاء (الحرامية). دولة لجان المقاومة القادمة تصنع فجرًا جديدًا لبلادنا، لمصلحة الشعب والوطن، ولهذا يخشاها السدنة وعملاء الإمبريالية، لكنها قادمة رغم أنفهم والهتاف يصبح حقيقة (العسكر للثكنات والجنجويد يتحل).. والحل في البل... ـــــــــــــــ *_الميدان 3906،، الثلاثاء 22 مارس 2022_*
لم تتحقق مهام الانتقال في الدولة السودانية طوال فترة ما بعد الاستقلال. بل تراجع الخطاب السياسي عن مهمة استبدال دولة الاستعمار بأخرى وطنية ديمقراطية تنجز الاستقلال الاقتصادي، إلى شعارات تسعى لاستعادة نفس الدولة التي انتقصت منها الحكومات الديكتاتورية المتعاقبة. مثل (التطهير واجب وطني)، الذي هتفت به جماهير أكتوبر. وتصفية آثار مايو كشعار رفعه ثوار مارس أبريل 1985، وتفكيك التمكين الذي صدر به قانون وتكونت له لجنة بعد سقوط الانقاذ. ثم جاء البرنامج الاقتصادي لحكومة حمدوك الأولى والثانية وهو يطرح نهج إصلاح اقتصادي، ولم ترد السياسة فيه إلا في جانب السلام. والذي تركته الحكومة لتدبير (حميدتي) وأعوانه. مع تجنب الحديث عن طبيعة الدولة. وأعقبته مواثيق لجان المقاومة وهي تحمل في طياتها مطالب اقتصادية واجتماعية. وبدأ وكأن الحلم قد تقلص إلى العودة إلى الدولة التي خلفها لنا الاستعمار. بما فيها من خدمة مدنية ومشاريع بنية تحتية وأخرى إنتاجية وشبكة مواصلات حديدية. وظللنا في كل مرحلة نرفع مجموعة مطالب يمكن تحقيقها في إطار الدولة ذاتها. والتي يعتبر الاستقلال تتويجًا لنضال جماهيري جبار ضدها خاضته جماهير الطبقة العاملة والمزارعين والطبقة الوسطى والمؤسسة العسكرية. • خبرة الحركة الجماهيرية: الثورات السودانية المتعاقبة بما فيها معركة الاستقلال نفسها، لم تنجزها الأحزاب السياسية، وإنما قامت بها منظمات فئوية. وكانت حريصة على إنجاز مطالبها أكثر من حرصها على تحقيق الأهداف السياسية المرتبطة بتأسيس الدولة نفسها، إلا حين يتعلق الأمر بتحقيق تلك المطالب ويقف حجر عثرة أمامها. لذلك تجيء الفترات الانتقالية وكل حظها من السياسة هو إزالة تلك العقبات، والانصراف لتحقيق المطالب، وترك السياسة للأحزاب عندما تأتي للسلطة عقب الانتخابات، وتقوم بالمحافظة على الطبيعة القديمة للدولة خاصة الأحزاب التي تتناسب مصالح الفئات التي تدافع عنها مع طبيعة تلك الدولة. أو على أحسن الفروض يتم الوصف الوظيفي للدولة مع تجنب تسميتها. فقد ورد في الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري وتحالف قوى الحرية والتغيير في 17/8/2019 وصف للدولة والمهام التي ينتظر منها تحقيقها مثل (انفاذ تدابير العدالة الإنتقالية ومكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة وإصلاح الاقتصاد الوطني وتحقيق دولة الرفاه والرعاية والعدالة الاجتماعية، وإصلاح أجهزة الدولة والخدمة العامة وتوطيد دعائم السلم الاجتماعي وتعميق قيم التسامح والمصالحة بين مكونات الشعب السوداني، وإعادة بناء الثقة بين أهل السودان جميعًا. وتأكيدًا لعزمنا على وضع لبنات النظام المدني المعافى لحكم السودان). ونحن في ذلك لا نعيد اكتشاف العجلة، فهذه هي الدولة التي توصلت إليها كل البشرية، وقد تمت تسميتها بمصطلح معين، ولكن دائمًا قيادات الفترة الانتقالية تتجنب الإشارة إليه وترجئ النقاش حوله إلى حين انعقاد المؤتمر الدستوري الذي يبدو سرابًا نمني النفس به ولا نبلغه. وكدليل على أن المبادئ المشار إليها لن يتم الالتزام بها، ماكنا ننتظر انقلاب 25 أكتوبر. فقد أشار الاتفاق السياسي الموقع عليه بالأحرف الأولى بين الأطراف المشار إليها إلى: (توافقنا على تبني المرسوم الدستوري الملحق بهذا الاتفاق حاكمًا للفترة الانتقالية، على أن يصدر بتوقيع وخاتم المجلس العسكري الانتقالي). وفي الفقرة 11 من الاتفاق السياسي (يحدد المرسوم الدستوري الانتقالي صلاحيات وسلطات مجلس الوزراء). مما يعني أن كل المبادئ المشار إليها في الوثيقتين مجرد كلام والسلام. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المصالح الطبقية التي ظلت تحميها السلطة المتوارثة يتحرك أصحابها في اللحظات الأولى من عمر الفترة الانتقالية لوضع المطبات أمام السلطة الانتقالية وتكبيلها بما يضمن أنها لن تحيد عن الوضع المرسوم لها في تحقيق انتقال شكلي لا يطال جوهر الدولة. مؤتمر الخريجين العام الذي قاد الاستقلال، مع أن المعركة خاضتها الجماهير الشعبية، رفع في أول عهده مطالب الخريجين. وحين تطرق للسياسة على استحياء وبتوقيع من (خادمكم المطيع إبراهيم أحمد) استنكر الإنجليز عليه ذلك. وقالوا إن المؤتمر حاد عن مهمته في الدفاع عن مصالح الخريجين وتدخل في السياسة. وقالت الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم إنها حين حاولت إصدار صوت المرأة رفضوا لها، فذهبت إلى أزهري وقالت له (منعوني من إصدار مجلة يا عم أزهري) فرد عليها (لكنك يا فاطمة انت سوف تتحدثين في السياسة)، فقالت فاطمة منذ تلك اللحظة توقفت أمام حقيقة أنهم لا يريدون لنا أن نتحدث في السياسة. وبعد الاستقلال اقنع محمد صالح الشنقيطي النواب الجنوبيين بالتصويت للاستقلال للاستفادة من ميزة الأجر المتساوي مع الموظفين الشماليين، وتركوا أهم مطلب سياسي يتعلق بطبيعة الدولة وهو الفيدرالية، لتتم مناقشته بعد إعلان الاستقلال. فكان ذلك سببًا في اشتعال الحرب الأهلية قبل إعلان الاستقلال. وقد ظلت هذه سمة الدولة في التعامل مع من يرفع مطالب سياسية، الشراء أو القتل. وعندما سأل الصحفيون الراحل جون قرنق عن أسباب تأخير التوقيع على بروتكول الترتيبات الأمنية، اجاب بأن هؤلاء القوم لا يعرفون الحوار، ويجيدون فقط القتل والشراء. وأيضًا قال أحد المفاوضين في بداية محادثات دارفور إن حل القضية داخل شنطته التي كانت يتجول بها في قاعات التفاوض وفي مقر إقامة الوفود. وأظن هذه الممارسة مستمرة حتى الآن. وفي النصف الأول من ستينيات القرن الماضي ظلت النقابات تصارع من أجل تحسين أوضاع المنتسبين لها حتى توصلت بالتجربة العملية إلى أن السلطة لن تسمح بذلك، فكانت الثورة التي هدفت إلى إزالة الموانع أمام تحقيق مكاسب العاملين. فتكونت أجسام بديلة للنقابات عرفت بالهيئات، قادت المظاهرات في الشوارع تساعدها ظروف كثيرة، مثل استمرار القتال في الجنوب وارتخاء القبضة الأمنية على المدن الكبيرة. لكن حكومة جبهة الهيئات الأولى بقيادة سر الختم الخليفة حين تطرقت لمعالجة بعض جوانب السلطة مثل وضع الإدارة الاهلية على سبيل المثال، تحركت القوى الاجتماعية المستفيدة من الوضع التاريخي الموروث للدولة وأجهضت تلك المحاولة وفرضت تغييرًا في السلطة. وعادت الأحزاب لمعالجة طبيعة السلطة بطريقتها التي عهدتها في السابق. فكان طرح الدستور الإسلامي من قبل الراحل الإمام الهادي المهدي. والذي قطع الطريق عليه انقلاب 25 مايو 1969. والذي عالج أهم موضوعات السلطة بطريقة فوقية مثل اقرار دستور 1973 العلماني، والذي لم يمنع الرئيس نميري من فرض قوانين ذات صبغة إسلامية بعد عشرة سنوات من اعتماده من قبل مجلس الشعب. جاءت الانقاذ للسلطة وهي تعتقد أن أنجع الطرق للحفاظ عليها هي السيطرة على النقابات. فقامت بإعادة صياغتها وبطريقة تجعلها تعمل في خدمتها بعيدًا عن تحقيق مكاسب العاملين. للدرجة التي استحالت معها ممارسة المهنيين لواجبهم كما تعكس ذلك تحركات الأطباء قبل الثورة. وكان من الطبيعي أن يقود تجمع المهنيين ثورة ديسمبر. والتي تمخضت عنها حكومة الفترة الانتقالية. فقد عمد تحالف الحرية والتغيير كأول تحالف حزبي، مهني ومدني إلى إرجاء الكثير من مهام القوى التي انتصرت واستلمت السلطة إلى حين قيام المؤتمر الدستوري. أما رئيس الوزراء ومن خلفة مجموعة التكنوقراط اتجهت للإصلاح الاقتصادي وتركت السلطة على طريقتها المعهودة. برنامج أي حكومة يستهدف القضاء على مصالح اجتماعية، مثلما يستجيب لمصالح أخرى. وكان المتوقع في برنامج حكومة الفترة الانتقالية أن يقضي على مصالح الفئات الطفيلية ويحقق مصالح غالبية الشعب. ولذلك كانت تلزمه سلطة يتطابق وصفها الوظيفي مع المهمة المطلوبة منها. لكن من خلال التجربة اتضح أن الاقتصاد لا يمكن له أن يكون في وادي والسلطة في وادي آخر. وأن القوى المستفيدة من السلطة القديمة تحركت على المستوى السياسي لحماية مصالحها وانقلبت على حكومة الفترة الانتقالية، وتراجعت عن كل أهداف الثورة. فحلت لجنة تفكيك النظام القديم وأدخلت عضويتها السجن. وبرغم هذه التجربة المريرة تجئ مواثيق لجان المقاومة وهي تقصر الحديث على تحقيق مطالب وأهداف الجماهير، وتترك مهمة تحديد طبيعة الدولة ليقوم بها إجماع أهل السودان، وكأنها لا تقود غالبية الشعب في معركة التغيير. لأنها وقعت أسيرة تقاليد العمل السياسي في السودان. والتي تتميز بغلبة الطابع المطلبي على الخطاب السياسي على الأقل في تسيير مهام الفترة الانتقالية. ـــــــــــــــ *_الميدان 3906،، الثلاثاء 22 مارس 2022_*
في كل يوم جديد يعاني الانقلاب من خنقة يشعر بها قادته (والماسكين) قرون البقرة من هواة التسلق والتملق (والحركات) الغريبة التي لا تعرف السياسة، بدليل مجاراتها لمن يدفع كما حدث في اعتصام الموز ومجاراة واقع الفوضى الاقتصادي بالتعدين والتخزين، ومتابعة الجبايات خارج القانون ولم تستطع وهي تحمل السلاح في وجه أسوأ نظام عرفه التاريخ البشري نظام المجرم البشير وعرابه الترابي من تحقيق انتصار واحد يثلج صدر الشعب الذي يقاوم في الشارع، ورغمًا عن ذلك لا يجد منهم غير المعاداة ومعاونة الأعداء بالاستعداء غير المبرر، حتى القوى التي تعمل على دعم الشارع وإسقاط الانقلاب كما حدث في ندوة الحزب الشيوعي بالحارة الثامنة بأمدرمان، وما يحدث يوميًا في مرافق الدولة وشارعها الفسيح من قتل واعتقال وخطف وترويع لم تدينه الحركات المفترض أن تكون من صلب الثورة كما تدعي، ناهيك أن من تناول الزمام وإطلاق استخباراتهم ومنسوبيهم لحماية المواكب وندوات التحول الديمقراطي، التي تسعى للانخراط فيه بعقلية أمنية أسوأ من الرسمية وذلك. المؤشر الأساسي لفشل هذه الحركات وعدم قدرتها على مواكبة مستجدات الثورة، وعليها أن تراجع حساباتها وتبعد عن تفكير الديناصورات الذين يكنون عداء غير مبرر للثوار والكنداكات، بدليل مباركتهم وفرجتهم على القتل والترويع للثوار السلميين وهم في أعلى قمة السلطة السيادية بالبلاد، مالك عقار قال (متتريقاً) الثوار وصلوا القصر وأخذوا الصور التذكارية مع الحرس ورجعوا يعني شنو؟ لا يتحدث عن القتل البارد والقنص الذي يخرج رصاصه من جوار مكتبه، لا يسأل ولا يستقيل ولا حتى يدعو لاجتماع لوقف العنف ضد المحتجين السلميين، كأنما الأمر يعجبه بالغياب عن العمل إبَّان المواكب والمسيرات.. وما ينطبق على عقار ينطبق على حجر والهادي تحديدًا، أما بقية عناصر المجلس فلا شأن لنا بهم، فهم أصلًا اتو لتنفيذ موجهات الصمت الصارم وتجميل وجه الانقلاب القبيح. أنظر لهذا النموذج لعبد الباقي الذي زار معمل استاك مؤخرًا مع والي الخرطوم، وهو رئيس اللجنة الأمنية التي تتفرج على سفك الدماء يوميًا بالعاصمة، قالوا إن ما حدث بمعمل استاك من تعدي الجنود الرسميين على بنك الدم أنه عمل فردي يجب أن لا تتحمله القوات النظامية، وفي ذات الوقت يبرروا لهذا التعدي بتحميل الثوار دخولهم للمعمل ومطاردة القوات النظامية لهم هناك، وهذا هو العذر الأقبح من الذنب والتناقض الذي يدعو الوالي ومنسوبي مجلس السيادة بتقديم استقالاتهم إن كانوا يعرفوا معنى أدب الاستقالة. بالطبع إن هذه الأوضاع لن تستمر طويلًا والغلبة آتية لصالح الشارع حينها فليكون رماة البطش والقتل والترويع على استعداد لتحمل جرائمهم التي لا تغتفر.. دمتم والسلام... ـــــــــــــــ *_الميدان 3906،، الثلاثاء 22 مارس 2022_*
بلغت الإصابات المسجلة بموكب الخرطوم اليوم حتى ساعة إعداد هذا التقرير الساعة الرابعة والنصف 43 من الإصابات المختلفة نتيجة القمع المفرط للمواكب السلمية من قبل سلطات الانقلاب باستخدام الغاز المسيل للدموع، القنابل الصوتية، والرصاص حي. يمكن تصنيف هذه الإصابات كالاتي: ▪️ 8 إصابات بالرصاص الحي: إصابة واحدة في الصدر بالخرطوش، 3 إصابات في اليد، و 4 إصابات في الارجل. ▪️10 إصابات في الراس: 6 منها إصابات بالطوب، 4 إصابات مباشرة بعلبة البمبان. ▪️اصابتان بالطوب في الوجه. ▪️إصابة في اليد بعلبة البمبان ▪️16 إصابة في الارجل: 4 منها إصابات بالطوب، 10 إصابات مباشرة بعلبة البمبان، واصابتان احداها برايش قنبلة صوتية والأخرى بالدرقة. ▪️3 أصابات في العين، اصابتان بالطوب والثالثة بعلبة البمبان. ▪️اصابتان في الفم بطوبة وعلبة البمبان. ▪️حالة اختناق واحدة.
تم تسجيل 61 إصابة اضافية في موكب الخرطوم وذلك حتى الساعة السادسة والنصف مساء ليبلغ العدد الكلي للاصابات التي تم تسجيلها في موكب اليوم 104 إصابة من الإصابات المتفاوتة. يمكن تصنيف حالات الإصابة ال61 كالاتي: ▪️6 حالات اصابة بالرصاص الحي، 5 منها منها في الارجل وتسببت في كسر في حالتين، بالإضافة إلى إصابة واحدة بالخرطوش في اليد. ▪️17.اصابة في الرأس من بينها 7 إصابات مباشرة بعلبة البمبان، 5 إصابات برايش قنبلة صوتية، و 5 إصابة بالطوب. ▪️20 إصابة في الارجل من بينها 4 إصابات بعلبة البمبان، 12 إصابة بطوبة، 3 اصابات برايش قنابل صوتية، واصابة واحدة دهسا بالمدرعة. ▪️12 إصابة في اليد من بينها 2 إصابات بالطوب، 4 إصابات برايش القنبلة الصوتية، 6 إصابات مباشرة بالبمبان. ▪️واصابة واحدة في الوجه بطوبة. ▪️3 إصابات في الصدر، اثنان منها بعلبة البمبان وواحدة بطوبة. ▪️إصابة واحدة بعلبة البمبان في البطن. ▪️حالة اختناق واحدة.
أقام الحزب الشيوعي بجنوب السودان (السودان الجنوبي) يوم السبت ٢٦/٢/٢٠٢٢م بمركز شباب نمرة ٣ في مدينة جوبا تأبينًا على روح الراحل إسماعيل سليمان سعيد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بجنوب السودان، وعضو مجلس الولايات الحالي، وعضو سابق في البرلمان القومي بجنوب السودان، وقد شرف التأبين حضور لفيف من قادة العمل السياسي والإعلامي على رأسهم السكرتير العام للحزب الشيوعي بجنوب السودان جوزيف وول موديستو، ووزير التعليم العالي الأسبق في السودان ومن بعده جنوب السودان البروفيسور بيتر أدوك نيابا، ووزير التعليم العالي الأسبق والمستشار الرئاسي الأسبق دكتور جون قاي يوه، والفريق ألفريد لادو قوري، ونائب وزير المالية أقوك ماكور، ورئيس حزب الديموقراطي الأستاذ طيجي دادوت، وفئة مقدرة من المثقفين الجنوبيين، وقد اثنى كل الذين أتيحت لهم فرصة مخاطبة الحضور عن دور الراحل في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والإنسانية، ودوره الكبير في مناصرة قضايا المستضعفين والكادحين، وقد كان هذا التأبين بمثابة الندوة السياسية، والتي غابت عن الساحة لفترة طويلة، وتمنى البعض أن يكون ذلك نقطة انطلاق للعمل السياسي الجماهيري، كما احتوى برنامج التأبين على بعض أشعار شاعر الشعب محجوب شريف بصوت الزميل كوال مونجتوج، ومعرض للكتاب فيه بعض كتب الراحل وكتب لكُتاب آخرين منصور خالد، وأبكر آدم إسماعيل وحسن الجزولي... إلخ. وعلى رغم من مرور قرابة خمسة أشهر من رحيله إلا أن الحزن ما زال يخيم علينا من فراقه الأليم، وأبت الدموع أن تفارق أعيننا، فنحن إذ نبكيه، نبكي فيه دماثة خلقه وأدبه الجم، فقد رحل عنا إسماعيل في وقتٍ كنا في حاجة ماسة لوجوده بيننا، فجنوب السودان في الوقت الراهن بحاجة لمن يوجهونه (دلائل) حول كيف يسير وإلى أين والرفيق إسماعيل أحدهم. ولد الرفيق إسماعيل سليمان في ٢١ أغسطس ١٩٤٢م بمدينة جوبا وتلقى تعليمه الأولي بمدرسة الملكية الابتدائية، وانتقل بعدها إلى مدرسة الأميرية الوسطى بملكال، وهناك التقى بزمرة من الشباب المعاديين للاستعمار وتحاور معهم ثم اندمج معهم في الدفاع عن حقوق الكادحين والمضطهدين، وهناك بدأ وعيه السياسي يتشكل، وقد زامل في تلك الفترة العديد من الذين صار لديهم شأن كبير على مستوى الدولة فيما بعد أبرزهم الشاعر عوض حسن أحمد. من بعدها انتقل إسماعيل إلى مدرسة خور طقت الثانوية عام ١٩٥٩م وهو نفس العام الذي تم فيه تجنيده في الجبهة الديمقراطية، ومن ثم أصبح عضوًا نشطًا وبارزًا في رابطة الطلاب الشيوعيين، وزامل إسماعيل في خور طقت كل من المرحوم الطيب حاج عطية، البروفيسور عبدالغفار محمد أحمد، ومحمد أحمد عجبنا. ثم تلى ذلك قبول إسماعيل في معهد بخت الرضا، وقد عُين مدرسًا لمدرسة تونج الصناعية بجوبا حتى قبل تخرجه. منذ انضمام الرفيق إسماعيل في تلك الحقبة ١٩٥٩م إلى مدرسة الماركسية اللينينية وحتى لحظة رحيله في ليلة الثلاثين من سبتمبر ٢٠٢١م أي لأكثر من ستة عقود (٦٢عامًا) لم يتحرك إسماعيل قيد أنملة، ولم تهزه عواصف السياسة العاتية فقد ظل صامدًا صمود الجبال، وشامخًا في فكره، وثابتًا في مبادئه لم يتمايل ولم ينحني يومًا، كيف لا وهو من طينة الكبار، من لدن عبدالخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ، جوزيف قرنق، ومحمد إبراهيم نقد، قد خرج. صار إسماعيل في هذا الدرب الصعب وهو طريق الدفاع عن حقوق الكادحين والمستضعفين في وقتٍ رضي فيه الانتهازيين من ابناء جيله وبعض زملاءه أن يتضامنوا مع الديكتاتوريين والعسكر في قمع وقهر شعوبهم. الرفيق إسماعيل ستذكره المنابرُ إذا جد جدهم وفي الليلةِ الظلماء يفتقدُ البدرُ، فقد عرفته المنابر بصوته الجهور وبأنه رجل مصادم ولا يخشى في قول الحق ولو كره المنافقين ولا يهاب عقاب السلطان. الرجل موسوعة معرفية، وبحر من العلم لا ينضب، وقد تشرب حتى تشبع بالفكر والأدب الماركسي اللينيني حتى النخاع. بجانب اهتمامه بالقضايا السياسية كان مهتمًا بقضايا فكرية وثقافية وأبرز دليل على ذلك هو إنه أول من فتح مكتبة ثقافية في جوبا. ألتقيناه قبل شهرٍ من رحيله وما كنا نعلم بأنه هو الوداع الأخير وكان محور حديثه معنا هو أنه والرفيق الآخر جوزيف وول موديستو بصدد فتح مكتبة ثقافية في جوبا وذلك بالتنسيق مع الأخوة في دار عزة السودانية للطباعة، ولكن قبل أن يكتمل حلمه بفتح مكتبة ثقافية انتقل إلى دار الآخرة، واتمنى أن يحقق الزملاء من بعده أمنيته، وخاصة الذين لديهم علاقة مع الاخوة في دار عزة، خاصة الدكتور إمانويل ميوم مكوي لديه صداقة مع أحد الإداريين والمشرفين في دار عزة وهو نبهاني عبدالعال فنأمل أن يستثمر هذه العلاقة لإنجاح هذا المشروع الكبير، ولو أمكن فيمكن أن يسمى باسمه حتى يكون تخليدًا لذكراه. الرفيق إسماعيل رحل عن دنيانا بجسده، ولكنه باقٍ لأنه ترك أرثًا نضاليًا كبيرًا ستذكره الأجيال. كما أنه ثائر، وطبع الثوار لا يموتون حتى ولو دفنوا في باطن الأرض وإليكم نموذجي جيڤارا وسنكارا. وفي الختام سلامًا على روحه الغالية.
كثر الحديث عن الجيش السوداني بعد التجارب المريرة التي أقعدت تقدم السودان وتطوره وعدم الاستقرار السياسي للبلاد لإقحام الجيش السوداني نفسه في النشاط السياسي منفردًا تارة، ومع فعاليات أخرى تارة. تاريخيًا وبعد أن انخراط أفراد من الشعب السوداني والتحاقهم في الجيش، ومنذ تكوين قوة دفاع السودان في عام 1925 مارسوا السياسة وتبنوا الانعتاق من الاستعمار، في حركة اللواء الأبيض، وأحداث 1924 وما قدموا من شهداء وسجن وطرد من الخدمة معلومة للجميع. في الحرب العالمية الثانية احتاج المستعمر لزيادة عدد المحاربين ضد النازية والفاشية وطلب من قوة دفاع السودان المشاركة في الحرب بوعد كذوب أنه سيُمنح السودان حق تقرير المصير بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك المسلك من المستعمر هو اقحام لقوة دفاع السودان في العمل السياسي. بعد اتفاقية تقرير المصير في فبراير 1953 وتكوين اللجنة الأممية لوضع قانون للانتخابات وإجراءها والتي تمت فعلًا في ديسمبر 1953 وفاز بالأغلبية حزب الراحل إسماعيل الأزهري. النصيحة التى سر بها الخبير الهندي رئيس اللجنة الأممية لرئيس الوزراء كانت (لا تعطي الفرصة للعساكر ) ولكن النصيحة لم تجد الاهتمام الكافي، والعمل بها من جانب إسماعيل الأزهري فكانت إرهاصات التمرد في 1955 وكان مدير المديرية في الجنوب الراحل داؤود عبد اللطيف واخطر بمذكرات وبرقيات عن تلك الإرهاصات للسيد رئيس الوزراء ووزير الداخلية إسماعيل الأزهري فرد عليه أن معلومات الجيش غير معلوماتك فعقب عليه داؤود (أنا المسؤول عن أمن المديرية وسلامتها بصفتي مدير المديرية وليس الجيش) ولكن الراحل رئيس الوزراء لم يتخذ الإجراءات الكفيلة والاستباقية لمنع الاقتتال. اتخذ داؤود عبد اللطيف قراره الشخصي وترك المديرية، ومع أسرته غفل راجعًا للخرطوم. فأوقف من العمل وكون له مجلس محاسبة فبرأه المجلس وعاد للخدمة. كانت نتائج التمرد مئات القتلى من العاملين السلميين في المهن المختلفة فكان رد الفعل عنف طائش من الجيش على القرى الجنوبية فعمق ذلك الفعل الطائش مشكلة الجنوب وفي نهاية المطاف انفصل وأصبح دولة أخرى. في عام 1958 كرر رئيس الوزراء عبد الله خليل بيك الخطأ الجسيم بتسليم السلطة لجنرالات الجيش فكان حزب الأمة واتباعه من المتضررين من سلطة الاستبداد قتلًا وسجنًا مع غيرهم من السياسيين في السودان. عندما اندلعت الثورة في أكتوبر 1964 بعد نضال وتراكم استمر 6 أعوام انحاز الضباط الصغار للجماهير وانتصرت الثورة. منذ ذلك التاريخ بدأت تتكون خلايا داخل الجيش باسماء مختلفة (ضباط أحرار، ضباط وطنيين وتشكيلات اثنية وقبلية) فكانت وبالًا على الجيش السوداني، حيث فقد خيرة ابنائه المدربين تقتيلًا وسجنًا وطردًا نتيجة للمحاولات الكثيرة من انقلابات وتمرد. كانت الجريمة الكبرى استلام الجبهة القومية الإسلامية السلطة بكوادرها المدنية المدربة وعناصر من الجيش 300 فرد فقط واستغلوا اسم القيادة العامة للجيش فتم طرد الألاف من الضباط وصف الضباط والجنود ناهيك من العشرات الذين قتلوا ودفنوا احياء ومحاولاتها الحثيثة لإفراغ الجيش من قوميته إلى جيش حزبي عقائدي ثم بدأت في تشكيل ميليشيات موازية للجيش السوداني. لم تستوعب أغلب الفعاليات السياسية ولم تتعلم من دروس التاريخ خلال 6 عقود بل شرعنت مشاركة جنرالات الجيش (اللجنة الأمنية) بعد ثورة ديسمبر 2018 وإبعاد رأس النظام فارتكبوا جرائم لامثيل لها ضد الشعب السوداني وطلائعه الثائرة السلمية قتلًا وتعذيبًا وسجنا. اليوم يدعي جنرالات الجيش في قمة السلطة أنهم أوصياء على الشعب يمارسون السياسة ويجدون من يساندهم. ما هو الحل لإنقاذ البلاد من الأزمة البالغة التعقيد التي يعيشها شعب السودان؟.. في أمنه ومأكله وسيادته الوطنية. 1. الكل متفق أن يكون في السودان جيش واحد ومهني عالي التدريب والتأهيل والتسليح للدفاع عن الوطن حدوده وثرواته. 2. تسريح كل المليشيات الموجودة ونزع سلاحها وايجاد فرص العمل لأفرادها. 3. تكوين المجلس التشريعي المعين ويضم (جنود، ضباط، وضباط صف) من كل الوحدات بعدد متفق عليه وبنفس الشكل القوات النظامية. 4. عدد مقدر لا يقل عن 40% من نساء السودان وتضم كل أقاليم السودان. 5. عدد مقدر من الشباب الثوار ومن المصابين وأسر الشهداء لا يقل عن 40%. 6. عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة. 7. ممثلين من دول المهجر الديمقراطية التي تسمح بإجراء اختيارات ديمقراطية لممثليهم. 8. من كل حزب ناضل ضد حكم الجبهة القومية الإسلامية عضوين فقط بصرف النظر من ثقل وقلة عضويتهم. مهمة هذا المجلس المعين: تكوين الحكومة التنفيذية ووضع برنامج للفترة الانتقالية وإنجاز ما فشلت فيها الحكومتين السابقتين (معاش الناس، السيادة الوطنية، السياسة الخارجية ضد المحاور والتكتلات وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى وعدم السماح لها في التدخل في شئوننا بل الاهتمام بحسن الجوار وبناء المصالح المشتركة). تفكيك وتصفية النظام السابق، نظمه وقوانينه وفاسديه ومفسديه واسترداد الأموال المنهوبة. تحقيق السلام والاتفاق مع حاملي السلاح ومراجعة سلام جوبا وإزالة سلبياته. مؤتمر دستوري لأهل السودان لوضع أسس كيف يحكم السودان ويدار. وضع قانون ديمقراطي ومن ثم إجراء الانتخابات وقبله إجراء احصاء سكاني. مما سبق ذكره ندلل على أن المؤسسة العسكرية السودانية منقسمة في العمل السياسي ومشاركة على مر العقود أو قرن كامل تقريبًا فاستحالة تطبيق شعارنا الجيش إلى الثكنات فالمقترح الذي قدمته لمعالجة وضعه في الفترة الانتقالية فلا بد من التفكير عن وضعه في المرحلة الديمقراطية. على جميع المفكرين في كل المواقع المختلفة مهنيين وسياسيين ومثقفين وجنود وتنسيقيات المقاومة في كل السودان أن يعصفوا بأذهانهم بكل عمق ومسؤولية ويطرحوا مقترحات لحل تلك المسألة الشائكة. كيف نسمح للمؤسسة العسكرية المشاركة في بناء الدولة السودانية الحديثة التي نحلم بها بشرط أن لا تؤثر مشاركتها في العمل السياسي على واجبها المقدم وهو حراسة البلاد وثرواتها والنظام الديمقراطي التعددي ودستوره والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة. ـــــــــــــــ *_الميدان 3905،، الأحد 20 مارس 2022_*
شعبنا الأبي تواصلت مواكب أبنائك وبناتك خلال شهر مارس شادين الحيل مكسيين بوهج شمسك الواضحة ومستلفين هدير نيلك الدفاق والانقلاب المهزوم يلفظ أنفاسه الأخيرة توافقت تنسيقيات ولاية الخرطوم على جدول الرمق الاخير : 26 مارس السبت الأخضر سنسير معا مع موكب محامو الطوارئ (حراس العدالة) بمحطة سبعة. 27 مارس ونمضي في الاحد الاغر بالتتريس الشامل للعاصمة الخرطوم من 5 ص إلى 6 مساءً 28 مارس الأثنين : مواكب التنسيقيات و الاحياء لدعم المعلمين. 29 مارس ويتواصل المد الثوري الثلاثاء بالتتريس الشامل للعاصمة الخرطوم من 5 ص إلى 6 مساءً 30 مارس وتتواصل الفعاليات الاربعاء صباحا بالمخاطبات في الأسواق عن الغلاء المعيشي ومساءا مواكب دعائية لمليونية 31 مارس. 31 مارس ثم نسير جميعا في مليونية مركزية الخميس 31 مارس . سنواصل تصعيدنا ونضالنا السلمي أمام السلطة الانقلابية، متمسكين بشعارات ثورتنا، وأعيننا نحو السادس من أبريل العظيم، الذي يؤرق المستبدين ويقض مضاجعهم، وكلنا إيمانٌ بأن النصر معقودٌ بلواء الجماهير. سنظل نحفر على وجه الجدار.. إما فتحنا ثغرةً للنور.. أو متنا على وجه الجدار..
الموقعون : -لجان أحياء بحري -تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم -تنسيقيات لجان مقاومة ام درمان الكبرى - تجمع لجان أحياء الحاج يوسف - تنسيقيه شرق النيل جنوب
ببالغ الحزن والأسى ينعي الحزب الشيوعي السوداني بمنطقة غرب كردفان ومدنية النهود بصفة خاصة، رحيل القائد الشيوعي الفذ والنقابي البازر الزميل يوسف البحر، الذي يشهد له التاريخ انه مناضلاً لا يشق له غبار، عمل في صفوف الحزب الشيوعي السوداني بكل إخلاص والتزام في فترات السرية والعلن منذ التحاقه برابطة الطلبة الشيوعيين بالفاشر الثانوية في العام 1953م. نتقدم بأسفنا البالغ وتعازينا الصادقة، لزوجتة واولاده واسرته بمختلف مدن السودان، ورفاق حزبه ولمن عاصرو تجربته الثرة ولمعارفة ولمواطنين مدينة النهود على فقدهم أحد علامات المدنية البارزة، واننا اذ ننعيه نذكر في حقه حسن الخصال والمعشر والثبات على المبادئ وحب الوطن والدفاع عنه، الرحمة والمغفرة للفقيد، ولنا الصبر الجميل، ولاسرته حسن العزاء.
يعتبر الزميل والنقابي البارز "يوسف البحر" إمتداد للرعيل الأول من الشيوعيين بالنهود، ومن الشخصيات التي ساهمت في التأسيس لفرع الحزب النهود، إلتحق بالحزب الشيوعي السوداني وهو في بواكبير شبابه، فهو من الجيل الثاني من المؤسسين نذكر ممن سبقوه في التأسيس على سبيل المثال الزميل" إدريس الصويم" والزميل "بشير حامد تيراب" و قاضي المحكمة الشرعية الزميل "حسن البداني" وكثير من ممن كان لهم شرف الإنتماء والتأسيس لفرع الحزب الشيوعي السوداني بمدينة النهود. "يوسف البحر" علامة فارقه في تاريخ العمل النقابي بمديرية كردفان على وجه العموم ومدينه النهود على وجه الخصوص في زيارة إجتماعية ومعيادة حاولنا أن نقف على بعض النقاط التي تشكل حياته المهنية والحزبية ونوثق لتجربته التي تعتبر إمتدادً لتجارب كثيرة سبقته وتجارب مستمرة حتى الآن تحكي تاريخ نضال نقابي وشعبي في مختلف حقب التاريخ السوداني؛ فهو من المعاصرين لتجارب انتفاضتي أكتوبر ومارس ابريل ومعاصر أيضا لتجربة ثورة ديسمبر 2019م فهو يمثل نقطة لابد من الوقوف عندها والتمعن فيها و إستخلاص ما يفيد منها ليبقى تأريخ للأجيال القادمة وهي إنطلاقة منا في الحزب الشيوعي مدينه النهود لن تتوقف قاصده بذلك الوقوف علي تاريخ العمل السياسي والنقابي والشعبي بمدينة النهود وتدوينه وستستمر حتى تصل لغياتها وستنشر في سلسلة منفصلة تباعاً. سيرة ذاتية: يوسف البحر من مواليد 1933م بقرية اب مطارق جنوب الضعين حيث كان يعمل والده، درس الابتدائية والوسطي بالفاشر وأكمل دارستة الوسطى بالنهود وكان مدير المدرسة الوسطى حينها الزميل هارون وهو من أبناء كوستي ومن الأستاذة الشيوعيين نذكر " أحمد ابراهيم" ناظر الجعليين ووثق لهم ابن مدينة العلم والعلماء الشاعر تاج السر الخليفة الحسن في ديوانه ( الدرب الاخضر)، حيث اهدي مقدمة الديوان للأستاذ هارون. التحق بالحزب الشيوعي في العام 1953م، على يد الزميل الشيوعي "حسب الرسول على حسين" يعتبر حسب الرسول من أوائل الزملاء الذين تفرغوا لبناء الحزب الشيوعي السوداني وسط الجماهير بجبال النوبة التي مكث فيها لسبعة سنوات فطاف جبالها التسعه وتسعين ينشر الوعي بين السودانيين، ويشهد له تاريخ مدينة النهود انه يحاضر فى المنابر بمعرفة فى العلوم الدينية التى تلقاها بالأزهر الشريف كما انه يشارك بوعى ماركسى علمى فى النشاطات الجماهيرية. بدأ "يوسف البحر "حياتة المهنية بالنهود بقسم الصحة، حيث عمل كاتب توريدة بقسم الصحة النهود وإمتدت حياته المهنية حيث عمل بقسم الصحة بمدينة بابنوسة تعرف من خلالها على أصدقاء وزملاء شيوعيين عملوا بالمصنع والسكة حديد بابنوسة منهم "فضل بلاش" وعاد مرة أخرى للعمل بمدينة النهود وريفها حتي سن التقاعُد بعد خدمة مدنية ممتازة امتدت لما يقارب الأربعين عاما. "يوسف البحر " نقابي بارز تقلد رئاسة نقابة قسم الصحة النهود لأكثر من دورة وأُنتخب رئيس لإتحاد النقابات المهنية مديرية النهود يشهد له تاريخ النقابي أنه ورفاقة أسسوا ثاني نقابة في السودان بعد نقابة العمال بعطبرة ودعوا لمؤتمر قومي عام 1949م الذى أنتخَب نقابة الصحة ونال شرف سكرتاريتها يرافقة النقابي الفذ "بكرى ماحى النذير". تقاعد للمعاش في العام 1999م، يذكر أنه ضمن الشيوعيين الذين إعتقلتهم سلطة نميري في السبعينات، والتي دام فيها إعتقالة لمده تجاوزت ال6 أشهر في سجون نميري. عاصر في تجربتة جيل من المؤسسين ممن ورد ذكرهم على لسانه منهم القاضي الشرعي "حسن البداني " الذي مثل المنطقة في مؤتمر صوفيا في العام 1957م ممثلا لفرع الحزب بالنهود و "وأدريس الصويم" و " بشير حامد تيراب" و"عبد الرحيم محمد"، تعرفنا من خلال حديثنا إليه على احد أعمدة النضال ضد الاستعمار الذي تقلد المسؤولية المالية للجبهة المعادية للإستعمار "مولانا شني" وهو يعد من ضمن الشخصيات البارزة في مدينة النهود. نتمنى له الصحة والعافية الزميل يوسف البحر وهو يتتوج بعمر يناهز 88 عاما شامخا ومتمسكا بموقفة الشيوعي الأصيل ومناضلا من أجل حياة كريمة لشعب السودان، هكذا حاولنا أن نلقي الضوء على جزء من سيرتة الغنية الثرة وسنكتب هذا التاريخ تابعاً للوقوف على سيرتة كاملة ونضالة النقابي على وجه الخصوص وستنشر حلقات التوثيق في سلسلة لاحقة.
في سابقة غير معهودة في تجارب الشعوب والثورات تتصدى جماهير شعبنا ممثلة في تنظيماتها الثورية، وهي تسعى إلى إحداث التغيير الجذري، استرداد الديمقراطية، هزيمة الانقلابات العسكرية والمليشيات الفاشية.. تتصدى وبأسلوبها الحضاري السلمي، بإصدار مشروعات مواثيق هدفها كيفية النهوض بالوطن عبر إنجاز وتحقيق الأهداف المفضية إلى عافية الوطن، وتنفيذ برامجها من أجل وضع الأسس الراسخة للبناء عليها في المرحلة الإنتقالية. كان الحزب قد أصدر مبادرته وثيقة (السودان: الأزمة وطريق استرداد الثورة) في مواجهة قوى الهبوط الناعم المتحالفة مع العسكر الساعية إلى الارتداد على شعارات وأهداف الثورة، والسير في طريق تمكين الرأسمالية الطفيلية على مناحي حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والذي يؤسس لإعادة إنتاج الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطبق على الوطن. قدم الحزب الشيوعي ميثاقه فاتحاً الباب أمام قوى الثورة الحية لإبداء رؤاها وملاحظاتها حوله وصولاً إلى البرنامج الثوري الجذري المفضي إلى بناء وتأسيس المركز الموحد لقوى الثورة. وفي ذات الاتجاه أصدرت لجان المقاومة بالعاصمة القومية والولايات وتجمع المهنيين مواثيقها، إلى جانب ذلك صدرت مبادرات شملت خارطة الطريق الصادرة عن حزب الأمة ومبادرة مدراء الجامعات، مما أشاع الحيوية والنشاط الجاد في التصدي لقضايا الوطن. ويعكس حالة من الإحساس والحماس لقضايا الفترة الإنتقالية في سبيل التأسيس للدولة الوطنية الديمقراطية. يستوعب الحزب جيداً إن قراءة المواثيق والمبادرات تأتي في إطار الصراع الطبقي الاجتماعي الدائر، ونؤكد على أن قوى جماهيرية واسعة أصبحت داخل الحراك الإيجابي، مما يؤكد أن شعبنا قد امتلك إرادته وأكد عزمه على سيره في طريق بناء الوطن، وحتمًا سينتصر.
ما يقوم به شباب وشابات المقاومة من صمود وبسالة في وجه آلة القمع الرسمي والقتل بختم الدولة وصولجانها، حتى خارت قواه وقلت عزيمته من كثرة الهزائم والخيبات التي تعني اكتمال العوامل الموضوعية لهزيمة الانقلاب، الذى أودع كارته الأخير بعد مرور ستة أشهر من البطش والقتل والتخريب لمؤسسات الانتقال الديمقراطي، المفترض أن لا يكون العسكر ضمن صفوفها مهما استدعت الضغوط الدولية والقارية، لكنها إرادة الهبوط الناعم الذى أتاه هذه المرة التغيير الجذري مع اتساع رقعة الحراك والقوى المطلبية التى تتزايد يومًا بعد آخر في ظل صمود أسطوري لشباب وشابات المقاومة البواسل.. الانقلاب الذى سقط رسميًا بتزايد القمع والقتل اليومي للعزل والأبرياء السلميين، ها هو يضحك العالم عليه وهو يمنح الفلول سلطات إقالة المعلمين الشرفاء، لمجرد أنهم طالبوا بتحسين ظروف الخدمة ومنح التعليم حقه المفروض الذي يذهب لجيوب أفراد من دعاة اتفاق السلام، ويذهب لشراء البمبان والرصاص بدلًا عن الدواء والطباشير، وإن راهن الانقلابيون على المجتمع الدولي والإقليمي الذي يجوب رماته أي الانقلاب عواصم تلك الدول هذه الأيام، فلن ينالوا غير الذلة التى يستحقونها حتى الأردن دخلت في خط الاستقطاب وسيل اللعاب لذهب السودان وأرضه الخصبة، فقد حج إليها منسوبي الفلول من الدرجات الدنيا بحجة العلاج وباطن الحساب القادم من إسرائيل، وما كان لهم الذهاب لتلك المناطق لولا خواء الفكر والخزانة التي جفت، بعد صعود جبريل وتنفيذه لموجهات التسجيل الصوتي المسرب عنه إبَّان رفضه ثم قبوله لمنصب وزير المالية، قال فيه إنه لم يكن ليقبل بالمنصب لو ضمن أن غيره يمكن أن يوفر للحركات المسلحة ما يجعلها تنافس وتفوز في الانتخابات وخص بالطبع حركته العدل والمساواة. تلك النوايا حتى لو لم يجد ما يدعم به من سماهم فإنها أي النوايا هي التي هزمت مشروعه إن وجد، ودمرت اقتصاد السودان الذي وصل فيه الحال لمرحلة اليأس من الإصلاح حتى لو وزعوا للسودانيين كل ما بالخزائن العالمية، الأدهى والأمر أن تعتقد بعض الحركات المسلحة أن تهديدها بالعودة للحرب يمكن أن يخيف الشعب السوداني، الذي صارع أعتى الأنظمة التي كانت هذه الحركات موضوعة تحت إبطها وبرامجها ودعمها المباشر وغير المباشر، أما إذا أرادوا إرسال رسالة للمجتمع الدولي الذي ربط دعمه وإعفاء الديون بالسلام.. فالمعنيون معروفون بنضالهم، أما انتم فقد أصبحتم صيادون بلا شباك.. تمزقت شباككم بفعل العوامل الطبيعية، فقد ظلت الإنقاذ تطعمكم ولم تعلمكم الصيد الذي يتطلب اللحاق بتعليمه العودة لعبد الواحد النور وعبدالعزيز الحلو ومن خلفهم من القابضين على جمر القضية ونهضة السودان واستقراره، لا الارتماء في حضن من لا يفقه في هذه الفترة الانتقالية غير فض الاعتصام ومقولة منح من لا يملك لمن لا يستحق.. مرصد أخير،، راج أمس أن إعلانًا سيتم من قيادة الجيش التى وافقت مؤخرًا على إبعاد الجيش عن السياسة، وأن الإعلان سيشمل تنحية البرهان ومجلسه، تزامن ذلك مع أخبار واسعة الانتشار بعودة الكباشي من الأردن، ذلك ذكرني بالأنباء التى راجت قبل اعتقال أعضاء من لجنة التفكيك، حيث ظهرت عناوين الصحف بالخط الآتي: اتجاه لاعتقال سلك وعرمان.. وفي ذات التوقيت قال ود الفكي من خلال ندوة تحدث فيها بالقضارف إنه يعلم بعودته للسجن، وبدلًا من أن يمارس الاختباء خدمة للثورة وحماية لنفسه من الاعتقال الجائر كما ظل يردد، عاد وذهب للاعتقال مع سلك ووجدي وطه وبقى عرمان بالخارج يكتب خواطر نوعية الهبوط القادم غير مكترث بخواطر ماهر الجوخ.. كل تلك التداعيات متزامنة مع صمت فولكر المنتظر لانحسار الحراك الشعبي، تدل عن نية الدفع ببالونة اختبار تعيد عقارب الانقلاب بوجوه أخرى على طريقة أبنعوف ليتخارج البرهان ونائبه. لكن الشعب اوعى اوعى والعودة مستحيلة.. دمتم والسلام.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3907،، الأحد 27 مارس 2022_*
• القوات الأمنية تقتل الشهيد محمد عبد اللطيف في مليونية 24 مارس.. • مظاهرات هادرة في ولايات السودان في مليونية (مدن السودان تنتفض)... • لجان المقاومة: تكلفة إسقاط الانقلاب تظل قليلةً مقارنة باستمراره.. • لجنة المعلمين: وزارة التربية ترتكب مجزرة بفصل أكثر من 40 مدير ومديرة مدرسة... يتمدد الحراك الثوري في كل مدن وبقاع السودان، بعد أن استخدمت قوى الثورة الحية كل الطرق والوسائل السلمية المجربة، فتتريس الشوارع حقق نجاحًا كبيرًا واجهته الطغمة العسكرية الانقلابية بالعنف المفرط، كما امتدت مليونية (مدن السودان تنتفض) التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة في العديد من مدن السودان، ويمضي إضراب المعلمين الشامل إلى تحقيق غاياته رغم التهديد. والأزمة الاقتصادية تكاد تطبق خناقها على السلطة، وبذلك تتم محاصرة الطغمة العسكرية الانقلابية داخليًا وخارجيًا والذي يعني أن نهايتها صارت حتمية وأن الجنرال الآن في متاهته.
الميدان، تقرير: هيثم دفع الله
قتلت القوات الأمنية للقوى العسكرية الانقلابية الشهيد محمد عبد اللطيف (28 سنة) إثر إصابته بسلاح خرطوش من مسافة قريبة في الصدر والبطن والعنق، بعد مشاركته في مليونية 24 مارس في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، وبذا يصبح عدد شهداء انقلاب 25 أكتوبر 90 شهيدًا، أعلامًا بارزة في ثورة ديسمبر المجيدة ويخلدهم التاريخ. جاء ذلك في تقرير ميداني للجنة أطباء السودان المركزية الخميس الماضي. من جانبها قالت رابطة الأطباء الاشتراكيين (راش) في تقرير ميداني إن عدد الإصابات في مدينة الخرطوم بلغ 104 إصابة منها 6 إصابات بالرصاص الحي. وقد شيعت جماهير غفيرة من الثوار والمواطنين في موكب مهيب الشهيد إلى مقابر مدينة الجنيد بهتاف (الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية، والطلقة ما بتكتل بطل،، الطلقة صاحبها هو اللي مات)، وكانت مواكب هادرة خرجت في مدينة ود مدني في مليونية (24 مارس) لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر الماضي، وللمطالبة بالسلطة المدنية الكاملة. الجدير بالذكر أن مدينة ود مدني بولاية الجزيرة شهدت ميلاد (الميثاق الثوري لسلطة الشعب)، الذي وقعت عليه العديد من لجان المقاومة وقوى ثورية في عدد من الولايات. وفي السياق خرجت مظاهرات في مختلف ولايات ومدن السودان في مليونية 24 مارس التي اطلقت عليها لجان المقاومة (مدن السودان تنتفض)، فقد شهدت ولايات الخرطوم والجزيرة (مدني، المناقل)، كسلا، القضارف، بورتسودان، عطبرة، كوستي، ونيالا وسنجة وغيرها مظاهرات هادرة في ذات اليوم. الجدير بالذكر أن موكب الخرطوم انطلق من محطة باشدار بوسط الخرطوم، حيث تجمعت الحشود رافعة أعلام السودان وأعلام لجان المقاومة، وعلى أنغام ضرب النوبة والأهازيج الثورية (أم الشهيد ليك التحية). وبهتافات تشق عناق السماء تقدم الموكب صوب القصر (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والجنجويد انحل، يا برهان ثكناتك أولى ما في ميليشيا بتحكم دولة). كما خرجت مظاهرات مماثلة في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري. وكان شهداء الثورة حاضرين من خلال صورهم التي رفعت في المواكب. وقد خرجت الحشود لإسقاط الانقلاب العسكري وللمطالبة بالسلطة المدنية الكاملة، وقد رفع المتظاهرين شعار اللاءات الثلاثة (لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية). وكانت القوى الأمنية للسلطة الانقلابية قد واجهت المتظاهرين السلميين بالعنف المفرط لتفريقهم، فقد استخدمت الرصاص الحي والمطاطي، والقنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع بكثافة، وبنادق الخرطوش، وعربات الرش بالماء الملون، كما استخدم أفراد القوى الأمنية الحجارة لضرب المتظاهرين، وكذلك الدهس بالعربات المدرعة. ورغم العنف المفرط فقد استطاع المتظاهرين السلميين دحر القوى الانقلابية وإجبارها للتراجع حتى محيط القصر الجمهوري. وكانت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم دعت في بيان الأربعاء الماضي جميع قوى الثورة للاستمرار في المقاومة السلمية والعمل المشترك والمشاركة الفاعلة في مليونية 24 مارس، وقالت في البيان: "إن تكلفة إسقاط هذا الانقلاب تظل قليلةً مقارنة باستمراره". وكانت تنسيقيات لجان المقاومة قد نظمت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي تتريسًا لكل مدن السودان تمهيدًا للإضراب السياسي، وقد واجهته القوى الأمنية بالعنف المفرط بإطلاق الرصاص الحي. وفي تصريح صحفي مشترك وصفت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم يومي المتاريس بالناجحات جدًا وقالت هي من وسائل المقاومة السلمية المعروفة. إن النجاح الكبير في تنظيم يومي التتريس مؤشر قوى لنجاح الإضراب السياسي القادم وكانت لجنة المعلمين السودانيين قد نظمت إضرابًا شاملًا عن العمل حتى نهاية الشهر الجاري من اجل تحسين الهيكل الراتبي، وقالت لجنة المعلمين في بيان إن الإضراب حقق نسبة 98%. في سياق ذي صلة أهابت اللجنة بجموع المعلمين والعاملين بالتعليم العام بكل مدن وقرى وأرياف السودان بالالتفاف والتكاتف لتحقيق كامل مطالبها دون الالتفات للغة الوعود وضغوط الإرهاب والتهديد. وكانت السلطة الانقلابية قد قامت بإعفاء 13 معلمًا ومعلمة بالقرار (58)، وقالت لجنة المعلمين السودانيين في بيان الأربعاء الماضي إن القرارات التي أصدرتها (الجهات المختصة بالولاية) هي امتداد لما تعرضت له الاستاذة/ زينب موسى مديرة مدرسة خديجة بنت خويلد بأمبدة ومن قبلها الأستاذة/ أماني إدريس الكنين مديرة مدرسة القطينة بنات، ومن بعدهما الأستاذ/ صلاح نهار مدير مدرسة وكرة الثانوية المشتركة بمحلية الدويم، وقبل هؤلاء جميعًا ما حدث لمعلمي مدرسة نيالا الثانوية بنين وإضافة لما تعرضت له المعلمات والتلميذات بمدرسة ذات النطاقين بعطبرة. وكانت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم ارتكبت الخميس الماضي أكبر مجزرة في تاريخها حيث أقالت أكثر من 40 مدير ومديرة مدرسة ببحري بسبب تنفيذهم الإضراب الشامل المتدرج. ويبدو أن السلطة الانقلابية تشهد نهاياتها فالجنرال البرهان قام بالعديد من الزيارات لبعض الدول الإفريقية والعربية (وكلاء الإمبريالية العالمية) بحثًا عن الدعم فالأزمة الاقتصادية تخنق بالسلطة، ولم تكن تلك الزيارات موفقة كما حملت الأخبار، وذلك نتيجة لقوة قوى الثورة الحية التي لا تزال تتسيد المشهد السياسي، في مقابل ضعف السلطة التي فيما يبدو بدأت ترفع القوى الإمبريالية يدها عنها، فقد طلب مبعوث الأمم المتحدة للسودان فوكلر مقابلة لجان المقاومة مؤخرًا مما يعني أن الجنرال في متاهته. ـــــــــــــــ *_الميدان 3907،، الأحد 27 مارس 2022_*
03-28-2022, 09:09 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 4456
تانى جيت يا عبد الله أول شئ أعتذر لو كتابتى الجاية دى خارج هذا الخيط التوثيقى (ممكن أمسحها). ** لكن غلبنى أحتمل مسألة "التشبيه ب"الجنرال فى متاهته الأخيرة" رائعة قابريال غارسيا ماركيز التى كتبها عن تاريخ المناضل العظيم من بوليڤيا "سيمون دى بوليڤار" الذى كان مبتغاه تحرير وتوحيد أمريكا اللاتينية. لا يمكن تشبيه هؤلاء بما عناه ماركيز برحلة الجنرال الأخيرة فى إنتظار معاشه. رغم حيازة غارسيا على جائزة نوبل عن رواية (الحب فى زمن الكوليرا)! تصبح من وجهة نظرى "مائة عام من العزلة" و "الجنرال فى متاهته الأخيرة "من أجمل ما كتب. لكن مؤكد لجنة الجماعة ما ممكن تكرم ماركيز بهاتين الروايتين ، حيث تكشفا عمائل الإستعمار والإمبريالية وشركات الموز (البلانتين) وغيرها عابرة البلاد التى أفقرت أمريكا اللاتينية حتى يومنا هذا.
بالفعل يبدو أن اقتباس عنوان رواية ماركيز " الجنرال في متاهته " لا يعبر عن متن الموضوع الخاص بـ " الجنرال الوسخان "، قبل فترة كتب صديق مُداخلة عن هذا الجنرال الأخير، تحت عنوان " الجنرال في سفاهته "، وقد علقت على العنوان بأنه قوي ويعبر بشكل دقيق عن " البر خان ". مع الود
• فشل الرهان على الخارج.. • لقد وقعنا في الفخ.. • السودان على طبق من فضة.. • القوة الناعمة.. • القاعدة الروسية.. • العصاة الأمريكية... سيف عز...
≈≈≈≈≈ • فشل الرهان على الخارج: في النزاعات الدولية عادة ما تكسب إحدى القوى العظمى جانب الحكومة، بينما يسعى الطرف الآخر لكسب المعارضة. وفي السودان ساندت روسيا العساكر، فهل تسعى أمريكا إلى مساعدة المعارضة. فيتحول النزاع السوداني تبعًا لذلك إلى صراع دولي حول تقاسم مناطق النفوذ والواجهات البحرية. وتصبح قاعدة (فلمنجو) على البحر الأحمر مثل (طرطوس) على ساحل المتوسط؟. • لقد وقعنا في الفخ: أصدر البرهان أوامره بالاستيلاء على السلطة بالتزامن مع مغادرة (فيلتمان) المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي الخرطوم. ويعتبر الانقلاب تحدي لأمريكا وبريطانيا¹. ويعتبر المحللون خيارات واشنطن محدودة، كما تبدو من خلال تجميد المساعدات وتهديد من الخارجية على لسان (نيد برايس) المتحدثة باسمها: "مستعدون للجوء إلى جميع الإجراءات المناسبة لمحاسبة من يحاول التقليل من إرادة الشعب السوداني." لكن أول رفض جاء من البيت الأبيض² كان على لسان المتحدثة (كارين جان بيير) بأن: "هذه الإجراءات تتعارض بشدة مع إرادة الشعب السوداني". وأعلن وزير الخارجية (أنطوني بلينكن) رفض بلاده لما اسماه "إجراءات الجيش السوداني ضد الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون". فيما اعتبرتها بريطانيا: "خيانة غير مقبولة للشعب السوداني وانتقاله الديمقراطي." وقد أدانته فرنسا على لسان الرئيس ماكرون في تغريدة له على حسابه في تويتر. تجدر الإشارة إلى أن العلاقات مع أمريكا قد استؤنفت عام 2018 بافتتاح مقر الملحقية العسكرية السودانية في واشنطن. وبدأ تسلم الملحق العسكري الأمريكي مهامه في الخرطوم. وزار وزير الخارجية الأمريكي في عهد ترامب (ماك بومبيو) الخرطوم في أغسطس 2020 في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي منذ 15 عام. كما زارها وفد من القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) في يناير 2020. وفي ديسمبر 2020 أقر الكونغرس قانون يعيد الحصانة للسودان ويمنع الإجراءات المستقبلية ضده. • السودان على طبق من فضة: حين أعلنت أمريكا وقف مساعداتها المالية عقب الانقلاب صرح دبلوماسي أمريكي³ بأننا (قد سلمنا السودان على طبق من فضة للروس. لأن الجنرالات الذين عاشوا الحصار في زمن البشير، فان تهديداتنا لا تعني لهم شيئًا). وبعد يوم واحد من رسو المدمرة الأمريكية (يو اس اس) والبارجة الأمريكية (يو اس اس كارسون سيتي) في ميناء بورتسودان، رست الفرطاقة الروسية (غريغوروفيتش) في آواخر شباط فبراير 2021. وكانت موسكو قد انضمت للصين في تعطيل إقرار مشروع قرار في مجلس الأمن يدين قتل الحكومة العسكرية لمدنيين في حزيران/ يونيو. وقال وزير الخارجية الروسي بعد يومين أن موسكو تعارض التدخل الخارجي في السودان. كما قامت بتدريب ضباط سودانيين عن طريق شركات تعاقد وتحالفات إقليمية لقمع المظاهرات. ويعود تمسك روسيا بعساكر السودان⁴ إلى العقود التي وقعتها مع الحكومة السودانية في عهد البشير. والتي وافق المجلس العسكري على الإبقاء عليها. إلى جانب اتفاقات في مجالات الدفاع والتعدين والطاقة. هذه العقود توسعت⁵. وإن السودان يأتي في المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تشتري الأسلحة الروسية بعد الجزائر. وأشترى منها عام 2017،، 50% من أسلحته. وحصلت شركة التعدين الروسية (ام ان فيست) على وصول تفضيلي إلى احتياطات الذهب السودانية عام 2017، بعد انعقاد اجتماع بين الرئيس بويتن والسوداني المخلوع عمر البشير في (سوتشي). كما أعربت روسيا عن اهتمامها ببناء معمل لتكرير النفط في السودان بغية زيادة أرباحها من صفقات التنقيب عن نفط جنوب السودان. وبناء قاعدة على الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر. وكان الرئيس السوداني قد طلب من روسيا النظر في بناء تلك القاعدة في تشرين نوفمبر 2017 بسبب المخاوف من تدخلات أمريكية مناوئة في الشؤون السودانية. لكن منذ كانون الثاني يناير لم تتطرق النقاشات العلنية إلى احتمال بنائها نظرًا لغياب الاستقرار في السودان. إلا أن الانتقادات التي كان يشنها (جون بولتون) مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب كان من المتوقع أن تدفع المجلس العسكري إلى تبني خطاب البشير. مما يعبد الطريق أمام روسيا لإنشاء القاعدة. ومصالح موسكو تتوقف على إبقاء المجلس العسكري على هيمنة السياسة. لذلك قامت بشن حملة تضليل لنزع الشرعية عن المعارضة. وقبل سقوط البشير حض (يفغيني بريغوزين) وهو حليف مقرب من بوتين الحكومة السودانية بوصم المحتجين بأنهم "مناصرون لإسرائيل ومناهضون للإسلام ومؤيدون للمثلية الجنسية والتحول الجنسي ازدواجية الميول الجنسية". ومع اشتداد وتيرة الاحتجاجات أطلق كبار صناع السياسات الروس تصريحات في العلن نزعوا فيها الشرعية عن المعارضة. وفي حزيران يونيو حض (بوغدانوف) السلطات السودانية على قمع (المتطرفين والمخربين). كذلك شككت وسائل الإعلام الروسية في صحة الكلام عن لجو المجلس العسكري إلى القمع. وزعمت أن المجلس العسكري مستعد لتسهيل حدوث انتقال سلمي وديمقراطي. كما وصفت مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين بأنهم أشخاص مجهولي الهوية، يرتدون بذات عسكرية. وشددت على التزام المجلس العسكري بمعاقبة المجرمين. وبخصوص مجزرة 3 حزيران يونيو أكتفت بتسليط الضوء على خطاب البرهان بإجراء تحقيق. هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الإماراتي عن دعمه العلني والشديد لقدرة المجلس العسكري على المساهمة في الاستقرار في المدى الطويل. وأوردت بعض الصحف المؤيدة للكرملين أن مواقف موسكو تنسجم مع مواقف الدول العربية في الخليج. وأن أزمة السودان تقدم مثالًا على التقارب بين موسكو والدولتين اللتين تعتبران حليفتان تقليديتان للولايات المتحدة • القوة الناعمة: زار الخرطوم (أندريه ماسيلفيتش)⁶. وهو ضابط استخبارات روسي متخصص في المعلومات ويتعاون مع عدة وزارات روسية. واستقبله ضابط المخابرات السوداني (ياسر محمد عثمان) ليساعد في قمع المظاهرات. وأكد عنصر أمني سوداني وجود (خبراء من روسيا يعملون في أمن الاتصالات ويحللون مضمون مواقع التواصل لمؤسسات مرتبطة بالدولة. كما أن هناك تواجد عسكري روسي في دولة أفريقيا الوسطى المجاورة للسودان من جهة الغرب. لذلك تتجه موسكو لخلق علاقات مع (حميدتي) والجهاز الذي يرأسه (الدعم السريع) لما لهذا الجهاز من روابط جغرافية واجتماعية في السودان ودول جواره. علمًا بأن حدود أفريقيا مع السودان تمتد لما يقارب 300كلم⁷. ووقعت شركة (سيبرين) الروسية اتفاق مع السودان عام 2015 بحضور البشير لإنتاج 46 طن من الذهب خلال ستة أشهر، ولكنها فشلت ما دفع الحكومة لأنهاء العقد معها في عام 2018. وفي عام 2014 وقع وزير المعادن السوداني أحمد الكاروري اتفاقًا مع وزير البيئة والمعادن الروسي حول التنقيب عن المعادن والنفط. وفي عام 2017 دخلت شركة (غولد ميرور) المرتبطة برجل الأعمال الروسي (يفغيني بريغوزين) رئيس شركة فاغنر الأمنية⁸. وقد تم توزيع أفراد تابعين لمجموعة فاغنر في مواقع التنقيب عن المعادن قبل تقديم المساعدات السياسية والعسكرية لنظام البشير. وهذا الانتشار جاء عقب اجتماع البشير وبوتين في سوتشي. وأن فاغنر ساعدت في تشكيل مثلث نفوذ روسي يربط بين السودان، أفريقيا الوسطى وليبيا. وفي يوليو 2020 فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على بريغوزين متهمة إياه باستغلال موارد السودان الطبيعية للثراء الشخصي. • القاعدة الروسية: الاتفاق على القاعدة الروسية المثيرة للجدل، تم توقيعه في ديسمبر 2019. ويعطي روسيا الحق في استخدام المطارات السودانية المجاورة لنقل الأسلحة والذخائر والمعدات اللازمة لبناء القاعدة وتشغيلها. والتي ستعمل لمدة 25 عامًا قابلة للتمديد التلقائي كل 10 سنوات بموافقة الطرفين. وينص الاتفاق على أحقية البحرية الروسية في نشر أربعة قطع حربية في وقت واحد. بما في ذلك السفن التي تعمل بالوقود النووي (الغواصات النووية الروسية بشكل رئيسي). بالمقابل توفر روسيا الدعم العسكري للسودان حسب اتفاقية مايو 2019. ونتج عن ذلك أنه بالرغم من أن موسكو أيدت حظر الأسلحة على نظام البشير في نزاع دارفور، لكنها عادت وزودته بدبابات قتالية من طراز تي 72 وقنابل يدوية وأسلحة أخرى عام 2018 ⁹. "هذه القاعدة ستكون هي الحلقة الأحدث في سلسلة من المنشآت التي تمتد من (سيفاستوبول) في شبه جزيرة القرم نحو سوريا وصولًا إلى السودان والقرن الأفريقي. ما سيسمح للبحرية الروسية بربط نشاطها في البحرين الأسود والمتوسط مع المحيط الهندي وخليج عدن وصولًا إلى المحيط الهادي".¹⁰ وعبر باب المندب وقناة السويس تمر 700 مليار دولار من التجارة الدولية. وتصدر عبر ميناء بورتسودان وحده بضائع بأكثر من 7 مليار دولار سنويًا. باب المندب تمر عبره 4,7 مليون برميل نفط يوميًا. وتكتسب هذه القاعدة التي تضم 300 فرد أهمية استراتيجية لاتصالها بالنفوذ الصيني. في وقت بلغت فيه استثمارات الصين 26 شركة بإجمالي استثمارات يصل إلى 15 مليار دولار وترغب 3 شركات صينية في الاستثمار في مجالات الزراعة والتعدين والنفط بقيمة مليار دولار. وهي تمتلك قاعدة في جيبوتي منذ عام 2017. وأخذت بعض الشركات الصينية في المنافسة على لعب أدوار في موانئ السودان البحرية. فقد عرضت شركة الصين لهندسة الموانئ تمويلًا بقيمة 543 مليون دولار لتوسيع المرافق في ميناء سواكن. وتقوم شركة ميناء الصين بتطوير ميناء لشحن الثروة الحيوانية في (هايدوب) جنوب ميناء بورتسودان. • العصاة الأمريكية... سيف عز: من ناحية أخرى يبدو أن السودان لا يحتل الأهمية التي يراهن عليها بعض أصدقاء أمريكا والغرب في السياسة الخارجية الأمريكية. فالمبعوث الذي زاره كان للقرن الأفريقي، عكس أيام البشير حينما كان هناك مبعوث خاص بالسودان وجنوب السودان. وأيام زيارة حمدوك الأولى إلى أمريكا لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة فشل أصدقاء السودان في تجهيز لقاء للرجل مع وزير الخارجية أو نائبه، ناهيك عن الرئيس نفسه، وقد استقبله وزير الخزانة¹¹. السبب يعود إلى تراجع دور ما يعرف بأصدقاء السودان بعد انفصال الجنوب. ممثلين في التجمع الكنسي وتجمعات السود. ويبدو أن القيادة الديمقراطية غير راغبة في الدخول في مواجهات خارجية، كما تدل على ذلك تجربتها في أفغانستان. وأنها لم تعد تلمك التأثير التقليدي على القيادات الشابة في السعودية والخليج. والتي عرفت كيف تلعب على المتناقضات الدولية كما تدل على ذلك أزمة النفط حين رفضت أوبك بقيادة السعودية زيادة ضخ النفط في السوق العالمي مما اضطر أمريكا لاستخدام الاحتياطي الفيدرالي. أما بالنسبة للجزرة فأن المساعدات المقدمة من كل المؤسسات الغربية بما فيها الأمريكية وهي 8 مليار دولار فأنها لا تساوي حجم صادرات السودان من الذهب لدولة الإمارات وحدها. والتي تصل إلى 16 مليار دولار سنويًا منذ عام 2019. لذلك فإن التعويل على الدور الخارجي خاصة الأمريكي في التأثير على النظام الحالي خاسر. ولا حل غير أن¹² تعبئ الجماهير (كفاحها من أجل ماء الشاي ودرهم الأجر والسلطة في الدولة).
مراجع: (1) مراسل الديلي تلغراف في الشرق الأوسط (ماكير ميد). (2) بي بي سي نيوز 26/10/12021. (3) فرانس 24. (4) (سامويل راماني) طالب دكتوراة بجامعة أكسفورد. (5) معهد أستكهولم للأبحاث عن السلام. (6) مؤسسة (كارنيغي) نقلًا عن مجلة (انتليجنس) الفرنسية. (7) الباحث السوداني أحمد آدم حسين. ( المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. (9) تقييم صادر عن وزارة الخارجية الألمانية. (10) الكاتب أحمد حسن عسكر مركز سيتا. (11) السر سيد أحمد موقع سودانايل. (12) الشاعر الألماني برتوليد بريخت.
دقوا النحاس من ضي صوت الشوارع حي مافيش تخاذل تب مافينا زولاً ني
بعد الرحمة و المغفرة للشهداء الأبرار و الشفاء لكل المصابين و الجرحى و أمنياتنا بعودة المفقودين إلى ذويهم و أخيراً الحرية لكل المعتقلين زوراً و بهتاناً. ستخرج حشودنا في مليونية " خم الرمم " وستكون خير بداية لليالي ثورية كثيرة في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا و عليكم بالخير والبركات و أزاح عنا الظالمون ، ستتوجه الحشود نحو قصر الطاغية مؤكدة أن كلمة الشارع هي العالية وأن سقوطه أصبح وشيكا . نقاط التجمع : ◾باشدار ◾القرشي ◾جاكسون الموقعون : -لجان أحياء بحري -تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم -تنسيقيات لجان مقاومة ام درمان الكبرى - تجمع لجان أحياء الحاج يوسف - تنسيقيه شرق النيل جنوب تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم
• المعلمين يناهضون الإجراءات الانتقامية للسلطة الانقلابية.. • طلاب وأولياء أمور ولجان المقاومة تتضامن مع المعلمين.. • معلم: التنقلات أخلت بصالح العمل وبالعام الدراسي.. • لجنة المعلمين: اعتقال رئيس اللجنة محاولة لكسر الإضراب.. لم تكن معركة المعلمين السودانيين مع الطغمة العسكرية الانقلابية وفلول النظام البائد معركتهم وحدهم، هذا ما أكدته وقائع الأحداث، ففي ظاهرة جديدة تؤكد وحدة الشعب السوداني في مواجهة الانقلابيين تضامن تلاميذ وتلميذات المدارس مع معلميهم وفي مدارس مختلفة، فبعض الطلاب أضربوا عن الحضور عن المدرسة ما لم يتم ارجاع مديرهم المقال أو معلمهم المعفي، وبعضهم جاء ليقف مع معلميهم في وقفة احتجاجية، بل تضامن حتى أولياء الأمور ولجان المقاومة، فالإجراءات التي استخدمتها الطغمة الانقلابية عبر عناصر الفلول البائد والانتهازيين هي إجراءات انتقامية وليست قانونية، كما أكد على ذلك أحد المعلمين للميدان.
الميدان – تقرير – هيثم دفع الله
تمدد الحراك الثوري المتضامن مع الإضراب الشامل المتدرج للمعلمين السودانيين، في المقابل بدأت السلطة الانقلابية وفلول النظام البائد في مواجهة تنامي وتصاعد إضراب المعلمين بإجراءات تعسفية وصفها أحد المعلمين بأنها انتقامية، فقد استخدمت سلاح الإعفاء من الخدمة والإقالة والنقل من مدرسة إلى مدرسة أخرى وتخفيض المدير إلى معلم إمعانًا في إهانته إذلاله، وهو ما رفضه المعلمين وأولياء الأمور بل وحتى التلاميذ في ظاهرة تؤكد التضامن الشعبي الكبير الذي وجده إضراب المعلمين، مما أثار الذعر والهلع في الطغمة العسكرية الانقلابية وعمدت إل سلاح الاعتقال لإفشال الإضراب وكسره. ففي السياق اعتقلت قوة مدججة بالسلاح في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء رئيس لجنة المعلمين السودانيين الأستاذ فيصل حسن بدر واقتادته إلى جهة غير معلومة. من جهتها حملت لجنة المعلمين السودانيين في تصريح صحفي الثلاثاء الماضي السلطة الانقلابية مسؤولية سلامة الأستاذ فيصل، وأكدت على أن الاعتقال الذي تم هو واحد من محاولات كسر إضراب المعلمين الحق والقانوني. وأكدت اللجنة في تصريحها على المضي قدمًا في إضراب الكرامة حتى تتحقق المطالب التي هي ليست خاصة باللجنة، ودعت سلطات الانقلاب أن تبحث عن حلول تلبي عبرها مطالبها بدلًا عن محاولة سوق المعركة إلى ميدان آخر لم ولن ينجر له المعلمون، وقالت لجنة المعلمين إن المعلمين يعرفون جيدًا ماذا يريدون وممن يريدونه، وكيف يأخذونه، وهم ليسوا في حاجة لمن يقودهم لنيل هذه الحقوق. وفي ذات السياق أدانت لجنة معلمي محلية بيضة بولاية غرب دارفور اعتقال الأستاذين محمد عبد الله عبد الكريم والأستاذ جمعة يوسف بدون توجيه أي تهمة أو فتح بلاغ، وقالت إن اعتقال الأستاذ محمد عبد الله عبد الكريم (طه) بتاريخ ٢٨/٣/٢٠٢٢ بقسم شرطة محلية بيضة تم بدون توجيه أي تهمة أو فتح بلاغ. وحملت لجنة المعلمين بمحلية بيضة مسؤولية المعتقلين لحكومة المحلية والولاية وناشدت المعلمين السودانيين الوقوف جنبًا مع المعتقلين حتى إطلاق سراحهم. وفي سياق حملات السلطة الانقلابية الانتقامية قام مدير عام التربية والتوجيه ومدير التعليم الثانوي بالولاية الشمالية الانقلابي سيف الدين محمد عوض الله، بإجراءات انتقامية بتقديم العام الدراسي وتغيير التقويم الدراسي بسبب الإضراب، لتبدأ الإجازة في الأول من أبريل، كما قام بإقالة مدير التعليم الثانوي بمحلية مروي وتعيين (الكوز) إبراهيم عثمان، إضافة إلى إعفاء عدد من المساعدين الإداريين بالمحلية، وتعيين (الكوزة) نعمات مديرًا لتعليم محليه الدبة وتهديد بعض مدراء المدارس المصرية، كما قام بتوجيه من المدير العام استيضاح عدد من مدراء المدارس بوحده تعليم أرقو بدنقلا. واستمرارًا لحملتها الانتقامية لكسر الانقلاب اعتقلت السلطة الانقلابية امس الأستاذ يوسف صديق، عضو لجنة المعلمين المكلف بمهام المساعد الفني بوحدة تعليم الأزهري السابق والأستاذ بمدرسة الانقاذ مربع واحد، وكان قد تم إعفاءه من المهمة. ولم يقف المعلمين مكتوفي الأيدي فقد صعدوا من حراكهم الثوري وتضامن معهم الطلاب وأولياء أمور الطلاب ولجان المقاومة، لمناهضة الإجراءات الانتقامية للسلطة الانقلابية، فقد نظم عددًا من المعلمين وأولياء أمور الطلاب والتلاميذ وقفة احتجاجية بمكتب التعليم بالوحدة الإدارية بالجريف غرب أول أمس الثلاثاء، اعتراضًا على إجراءات نقل وإعفاء عدد من المدراء والمعلمين، وقد رفع المعلمين والطلاب لافتات لا للنقل التعسفي وهتفوا بشعارات (لا لعقاب المعلم، والإضراب من حق المعلم، الحرية والكرامة للمعلم، نعم لعودة كل المدراء). من جهته قال الأستاذ حسن محمد أحمد (شيخنا) للميدان إنهم جاءوا للاعتراض على الإجراءات التعسفية الانتقامية التي تمت من قبل مكتب التعليم في المعلمين والمدراء، وقال إنهم يطالبون بإرجاع كل المدراء إلى مواقعهم، وكذلك المعلمين الذين تم نقلهم، وأكد أن التنقلات أخلت بصالح العمل وبالعام الدراسي وقد تؤدي إلى تأجيل العام الدراسي. وقطع بأن التنقلات ليست في مصلحة التلميذ وليست في مصلحة ولي أمره ولا المعلم. ولفت الاستاذ حسن محمد أحمد إلى أن التنقلات للمعلمين والإعفاءات للمدراء تمت أثناء العام الدراسي الذي قارب على الانتهاء، وأضاف أمامنا امتحانات تجريبية، وامتحانات نهاية العام، وامتحانات تنقلية، وأوضح أن في ضوابط نقل المعلم أو إعفاء المدير يتم وفق أربعة شروط ولا يمكن النقل أو الإعفاء إلا بعد الوفاء بشروطه أو باسترضائه وهو ما لم يتم. وكانت مواكب ضخمة خرجت لدعم المعلمين في عدد من الأحياء في مليونية أطلقت عليها تنسيقيات لجان المقاومة (مليونية حقوق المعلمين)، فخرجت مواكب من شروني متجهة إلى القصر الجمهوري كذلك في الكلاكلة، وشارع الستين، وشارع الشهيد عبد العظيم وغيرها. من جهتها أكدت لجنة الإضراب العليا بلجنة المعلمين السودانيين في التقرير اليومي عن الإضراب النجاح الكبير للإضراب، وقالت لجنة الإضراب بمحلية شيكان ومدينة الابيض إن نسبة تنفيذ الإضراب بلغت خلال يومي 28 و29 مارس الجاري 100%. وعلى الصعيد نفسه دعت اللجنة العليا للإضراب في بيان الاثنين الماضي، جموع المعلمين والعاملين بالتعليم العام بكل مدن وقرى وأرياف السودان، بالالتفاف والتكاتف لتحقيق كامل مطالب المعلمين دون الالتفات للغة الوعود وضغوط الإرهاب والتهديد. كما أكدت لجنة المعلمين السودانيين على مطالبها التي تم رفعها لوزارة المالية، وأعلنت مواصلة الإضراب المعلن أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس ٢٩ و٣٠ و٣١ مارس. وناشدت المعلمين عدم الالتفات لأصوات التخذيل والتهديد على شاكلة وصف قرارات الإعفاء من المناصب الإدارية بانها قرارات فصل، ونوهت اللجنة العليا أنه لا توجد أي جهة- مهما كانت- قادرة على فصل معلم وفق المعطيات الحالية لإضراب الكرامة. وكان الإضراب الذي بدأ في ١٠ مارس بدعوة من لجنة المعلمين السودانيين جاء عقب تجاهل وزارة المالية وتنصلها عن الاستجابة لمطالب المذكرة التي رفعتها اللجنة. ـــــــــــــــ *_الميدان 3909،، الخميس 31 مارس 2022_*
تعرض موكب اليوم للعنف المفرط حيث واجهت السلطات الانقلابية الثائرات والثوار بوابل من الرصاص، القنابل الصوتية، الغاز المسيل للدموع مما أدي إلي استشهاد الشهيد عاصم حسب الرسول-23 عام من جنوب الحزام. وتسجيل 89 من الإصابات اغلبهم بالرصاص الحي، يمكن تصنيف الإصابات كالاتي: ▪️34 إصابة بالرصاص، 33 بالرصاص الحي واصابة واحدة بالرصاص المطاطي في أماكن متفرقة من الجسم، 25 منهم في الارجل واصابة واحدة في الرأس، العنق، 4.اصابابات في اليد، إصابة واحدة في الصدر، إصابة في الرقبة والفك. ▪️22 إصابة في الرأس، من ضمنهم 17 إصابة بالبمبان. ▪️17 إصابة في الأيدي 11 إصابة بالبمبان. ▪️10 إصابات بالبمبان في الارجل. ▪️واصابة واحدة في كل من: الوجه بطوبة، العين أيضا بطوبة، الصدر بمبان، الظهر بطوبة، الكتف إصابة مباشرة بعلبة بمبان، حالة دهس بعربة شرطة.
نحييكم تحية النضال و الصمود، ونحن على أعتاب الذكرى السابعة و الثلاثون لانتفاضة أبريل المجيدة، والذكري الثالثة لإنتصار ثورة ديسمبر المجيدة في 11 ابريل 2019. لا يفوتنا هنا أن نحي نضالات جماهير وقطاعات العاملين في مقاومتهم لسياسات الطغمة العسكرية الاقتصادية والسياسية، عبر اضراباتهم المتنوعة المعلنة وغير المعلنة والتي يواجهون فيها آلة القمع، عبر الاعتقال والتشريد والفصل وإنهاء الخدمة (المعلمين، اساتذة مجالس إدارات الجامعات، عمال وموظفي الري المصري... و غيرهم) ولن تنتهي القائمة طالما ظلت رايات المقاومة ترفرف عالياً. ان استفحال أزمة النظام السياسية و الاقتصادية لا تخفى على احد ويتلمسها المواطن البسيط في حياته اليومية (خبز و مواصلات و علاج ..الخ)، و لعدم وجود مخرج له لا يزال النظام يتمسك بالحلول الأمنية، عبر القمع الشديد وارتفاع وتيرة الاختطاف والاعتقال ورشوة الأجهزة الأمنية بالحوافز والمرتبات المدفوعة من جيب المواطن، ليتم قمعه بها و تتم طباعة العملة الورقية بدون سقف الأمر الذي ادي الي تعميق الازمة الاقتصادية وازدياد نسبة التضخم، مما يعني المزيد من الفقر و إنهيار كل الخدمات الاساسية و مع ازدياد وتيرة العنف والحلول الأمنية، يتم بها التمهيد لتسوية سياسية تخرج النظام من ازماته و عزلته الداخلية و الدولية، كذلك يكون من دور التسوية ان تشق صف قوى الثورة الحية عبر رسم سيناريوهات التخوين والعمالة وبيع الدماء لاضعاف الثورة و اخماد ا لزخم الثوري، يأتي استهداف الحزب و عضويته و عضوية لجان المقاومة والقوى الثورية الاخرى في مقدمة اجندتهم الامنية لتصفية الثورة، ولكن هيهات فجذوة الثورة متقدة و نضجت شروطها على أرض الواقع. جماهير شعبنا بالعاصمة: تأتي ذكرى السادس من ابريل، الذكرى الثالثة لانتصار ثورة ديسمبر و السابعة و الثلاثون لانتفاضة مارس –ابريل 1985 وسقف الطموحات و الآمال عالي بنهاية الديكتاتورية واستشراف العهد الديمقراطي، و لايخفى على الجميع أن شروط و ظروف نهاية أي سلطة أو دكتاتورية لا يتم وضع تاريخ لها او هندستها ميكانيكيا؛ لأنها ترتبط ارتباط وثيق بالظروف الموضوعية كالأزمة السياسية والاقتصادية وعزلة النظام داخلياً وخارجياً، واهتزاز آلته القمعية وثقتها في قيادتها، ومستقبل النظام وكذلك نهاية النظام ترتبط بالظرف والعامل الذاتي لحركة الجماهير و قوى الثورة الحية بمختلف تكويناتها واشكالها وصلاتها بقواعدها الجماهيرية، لكل ذلك تمر علينا ذكرى أبريل وفي ذاكرتنا تجارب شعبنا السابقة في منازلة الديكتاتوريات و يعلمنا التاريخ بأنه لا يمكن استنساخ الماضي في حركة الجماهير و الصراع الاجتماعي. ان تغير التركيبة للقوى المكونة للسلطة الحالية و حلفائها وطبيعة تكتيكاتها السياسية والأمنية يتطلب منا ابتداع أشكال ووسائل نضال مختلفة وجديدة حتى لا نستنزف طاقتنا في أشكال محددة و نواجه آلة أمنية شرسة ولا تحدها حدود أخلاقية او حتى قانونية. مع علمنا المسبق بأن سقوط النظام لن يتأتى الا بالاضرابات المطلبية والاضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل وصولاً للانتفاضة الشعبية وان اكتمال الشروط الموضوعية لاسقاط السلطة لا يعني وقوعه بالأماني والتوقعات بل بمزيد من التنظيم و الانتظام في أوعية العمل السياسي الشعبي المطلبي والنقابي المقاوم التي بها تكتمل مداميك الجدار الثوري لقيادة الجماهير في معركتها الفاصلة، فمن دون انتظام القوى العاملة في القطاعين العام والخاص والقطاع الغير منظم في أجسامهم المهنية والنقابية والمقاومة والتنسيق فيما بينها و قوى الثورة الحية تصبح تطلعاتنا مجرد احلام و بلا ساقين. ان الوعي واليقظة تجاه تكتيكات النظام وحلفائه وفضحها يعد واجب مقدم للجميع واليقظة والحذر في العمل اليومي، ولا يفوت علينا الغدر الذي قامت به السلطة تجاه الفريشة في السوق العربي فجر يوم 30 مارس، من نهب لبضاعتهم ومخازنهم المؤقتة وطرابيز البيع وحرق ممتلكاتهم بواسطة قوى أمنية مدججة بالسلاح و هي مقدمات و تمديد لمجابهة التحشيد الثوري ل6 ابريل و محاولة السلطة لجم الحراك الثوري القادم بمزيد من الهجمات و الغدر و الاعتقالات . ختاما نهر الثورة في عنفوان جريانه لن تستطيعوا إيقافه والثورة مستمرة . و النهر ما بتستاذن الصخرة المرور و النجمة ما بتستاذن الطلعة الظلام. كل الجهود من اجل انجاز الشرط الذاتي للتغيير المركز الموحد للمقاومة.
رد المكتب السياسي للحزب الشيوعي على ميثاق لجان مقاومة الخرطوم
(مقترح ميثاق تأسيس سلطة الشعب).
الميدان 3909،، الخميس 31 مارس 2022م.
ناقش المكتب السياسي وثيقة لجان مقاومة الخرطوم والتي جاءت بعنوان "مقترح ميثاق سلطة الشعب" وقد ثمن الاجتماع مساهمات لجان المقاومة في العاصمة والأقاليم والجهات والمؤسسات التي قدمت مبادرتها. وفى هذا يؤكد الحزب أن إصدار المواثيق والمبادرات تسير في وجهة إحداث التغيير الجذري كأسلوب حضاري سلمي وهي تتصدى لهزيمة الانقلابات العسكرية وحكم المليشيات واسترداد الديمقراطية. ويؤكد أن كل المحاولات الداخلية التي سعت إلى احتواء وإيقاف حركة الثورة والثوار قد باءت بالفشل.. أخرها انقلاب المكون العسكري وحلفائه من الحركات المسلحة والمدنيين في 25/ أكتوبر/ 2022 والذي هو امتداد لانقلاب 11 أبريل 2019، وظل خيار الشعب هو إسقاط نظام الانقاذ وتصفية نظام الرأسمالية الطفيلية، الذي أدى إلى إفقار شعبنا ونهب موارده وإشعال الحروب في أجزاء عزيزة من أرضه. إن المواثيق المقدمة والمبادرات تسعى في هدفها النهائي إلى تقديم البديل الملتزم بتطلعات شعب السودان في الحرية والسلام والعدالة، ومفارقة المشروع السياسي الاجتماعي الذي ساد منذ استقلال السودان وقاد إلى التخلف والفقر والتبعية للخارج وإحداث تغيير جذري. • يتصدى لقضايا: _ تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية. _ التأكيد على الدولة الموحدة مع الحكم اللامركزي. _ التوجه نحو استدامة الديمقراطية بتحقيق نظام اقتصادي قائم على تخطيط اقتصادي اجتماعي مركزي يعمل على سد حاجات شعب السودان والاعتماد على الذات. _ التطبيق الصارم لمبدأ سيادة حكم القانون وتحقيق العدالة وعدم الافلات من العقاب _ سياسة خارجية تنطلق من مصالح شعبنا. _ إعادة تأهيل مرافق الدولة الخدمية. _ تكوين المجلس التشريعي والثوري. يدرك الحزب جيداً أن المواثيق والمبادرات تؤكد على الحيوية والنشاط الجاد لقضايا الفترة الانتقالية في سبيل التأسيس الدولة الوطنية الديمقراطية. وإنها تأتي في إطار الصراع الطبقي الاجتماعي الدائر. ونحن نسهم وندلي بدلونا في أتون هذا الصراع وفق الآتي: • السلطة وهياكل الحكم: ورد في الوثيقة "بناء دستور انتقالي يؤسس لهيكل حكم انتقالي" تكوين مجلس تشريعي متوافق عليه تحت رقابة وإشراف قوى المقاومة والقوى الحيه "يعتمد تكوين حكومة ورئيس وزراء "وتكوين مجالس تشريعية انتقالية ولائية يتوافق عليها" وتكوين مفوضية لصناعة الدستور". في رأينا إن يكون الدستور الانتقالي يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية "عبر مجلس تشريعي متوافق عليه يمثل كل القوى الموقعة على الميثاق تكون مهامه التشريع والرقابة ويتمتع بحق سحب الثقة من الحكومة أو أحد أفرادها، وبدلًا من أن يعمل على اعتماد تكوين حكومة ورئيس وزراء يكون تكوين المجلس التشريعي قبل تسمية رئيس الوزراء ومن حقه عزله وليس اعتماده فقط" كما ورد. أما حول ما ورد تكوين المجالس التشريعية الانتقالية على أساس الولايات فإننا في سعينا لتقليص التكلفة الإدارية والتي تأسست على أسس غير موضوعية طابعها الترضيات وتوسيع جهاز الدولة فإن المعالجة يجب أن تعتمد على تقسيم السودان إلى سته أقاليم وتخفيض تكلفة الإدارة وتوفير الاعتمادات للخدمات والتنمية. وحول تكوين مفوضية الدستور إن واقع السودان وتجاربه الدستورية السابقة والتي لم تستقر، أكدت أن قضية الدستور ليست قضية فنية يتولاها الخبراء القانونيون وحسب وإنما هي قضية ذات بعد سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي يتم عبر مؤتمر دستوري يشارك فيه كل أهل السودان لمعالجته جذريًا وفق رؤى ومصالح شعب السودان ومستقبله. ويكون معبرًا ومتوافقًا عليه من كافة السودانيين في المناطق والأقاليم المختلفة. في الوثيقة في باب قضايا الحكم في الفترة الانتقالية "تبنى نظام حكم فدرالي يعزز خيارات الوحدة الوطنية، يضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة. توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في وضع نظام الحكم وقانون الحكم المحلي". يجب أن نعالج قضية الحكم الفدرالي، الحكم اللامركزي، والحكم الإقليمي بالتأكيد على الدولة الموحدة مع الحكم اللامركزي وضمان مشاركة الجماهير في السلطة وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في السلطة في وضع نظام الحكم وقانون الحكم المحلى ليصبح السؤال يتم نقل سلطات الدولة المركزية إلى مستويات الحكم المحلى والإقليمي. كما نرى سحب عبارة خيارات الوحدة بفهم أن كل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وشعارات وأهداف ثورة ديسمبر تسعى إلى تأكيد الوحدة كهدف وليس وضعها ضمن خيارات أخرى. إعادة صياغة المادة (3) (تغيير نظم الحوكمة). في نظام الحكم نسعى إلى اعتماد النظام البرلمان كأساس للحكم في السودان ومعالجة سلبيات التجارب السابقة مع التأكيد أن واقع السودان المتعدد لا تستجيب الجمهورية الرئاسية لمعالجة قضاياه وإن يظل الشكل الرئاسي) مجلس تشريعي يمثل فيه كافة أقاليم السودان ووضع القرار في يد البرلمان الذي يضم نواب وممثلين عن شعب السودان بتنوعه وتعدده. في سعينا لعدم تكريس دكتاتورية دستورية لا تتناسب مع واقع السودان، وإنه يحترم مصالح قوى الهبوط الناعم الساعين لتكريس السلطات. إن قضية المؤتمر الدستوري والذي نسعى لتحديد قضاياه بحيث تشمل معالجة تجربتنا السابقة في وجهة تحقيق مصالح أصحاب المصلحة وفق هذا التعدد والتنوع ومخاطبة عوامل وأسباب الأزمة العامة المتراكمة بتحقيق التوافق التام في كيفية التصدي لقضايا الحكم في جوانبه السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية في وجهة معالجة قضايا الهوية والدستور الدائم. يجب أن نركز على الفترة الانتقالية مهامها وأهدافها في واقع غياب مؤسسات الدولة، نحن نريد أن نؤسس لبناء دولة السودان الوطنية الديمقراطية، بفهم أن هناك قضايا يتطلب حلها في المؤتمر الدستوري والذي يعقد في نهاية الفترة الانتقالية بعد تهيئة المناخ لعقده وضمان حضور كافة المعنيين بالمؤتمر. • قضايا العدالة (الانتقالية): في قضايا العدالة الانتقالية نركز على ضمان المحاسبة وعدم الافلات من العقاب بفهم أن ما خرج حول العدالة الانتقالية كان مقصود به ايجاد مخرج للبشير، وأنها لا يمكن تنفيذها في ظل وجود الانقلاب. التأكيد على استقلال القضاء وإلغاء كل القوانين التي لا تتوافق مع القوانين الدولية وإن العدالة الانتقالية لا تعني العفو والعمل على تسليم المطلوبين المحكمة الدولية، وإن العدالة الانتقالية ليس من اختصاصها الجرائم ضد الحرية والجرائم ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم. كشف نتائج تحقيقات مجزرة فض الاعتصام وتقديم الجناة للمحكمة. تكوين مفوضيتي القضاء والنيابة ووضع الأسس التي تضمن حيدة واستقلال الأجهزة العدلية. • في قضايا السلام الشامل المستدام: في قضية السلام الشامل المستدام يوافق الحزب على إدارته عبر مفوضية السلام، وحول ما ورد من مراجعة اتفاقية جوبا: ويرى الحزب أنه منذ تم اختطاف عملية السلام وتم التوجه لصياغة نتائجه لتخدم مصالح الانقلاب العسكري الذي سعى لتكريس برامج وسياسات النظام البائد حتى تمت صياغتها ومعالجتها في نطاق الاتفاقيات والحلول الثنائية والجزئية لتخدم مصلحة حلفائه من قيادات والحركات المسلحة وتمكينهم من السلطة دون اكتراث للنتائج والتي أصبحت كارثية بسبب تجاوز أصحاب المصلحة في السلام. وفى ذلك مفارقة للحل الشامل لمسألة القوميات في السودان في إطار معالجة جذور الأزمة. إن إلغاء الوثيقة الدستورية يحتم إلغاء اتفاقية جوبا وليس مراجعتها في وجهة تصعيد مخططات القوى المضادة للثورة وأساليبها وفي محاولاتها للارتداد عن أهداف ثورة ديسمبر المجيدة في أهم مفاصلها وهو قضية السلام. وحول ما ورد عن قيام مؤتمر دولي للسلام فإن المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية سوف يعالج قضايا السلام والحكم، حيث أن استعادة واستدامة السلام مرهونة بحل مسألة القوميات وجبر الضرر عن الذين وقع عليهم الحيف والضرر جراء السياسات الاقصائية التي سادت خلال الفترات السابقة. • حول مسألة إصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية: ورد في الوثيقة (حل جميع المليشيات وإعادة تأهيل ودمج وتسريح جميع الحركات المسلحة والدعم السريع.). في رأي الحزب إن المسألة الرئيسية هي وضع المعالجة اللازمة في جهة بناء الجيش الوطني الموحد في هذا الاتجاه يجب أن تحل مسألة التسريح والدمج في سبيل الوصول إلى الجيش الموحد، نعني الدمج الاجتماعي حسب مفهوم DDR وليس الدمج في القوات النظامية. _ العمل على إصلاح القوات المسلحة بحيث ينحصر دورها وبقية القوات النظامية في حماية الأمن وحقوق وحريات كافة مواطنيها وحماية أراضيها وثرواتها وتعمل تحت إمرة القوى المدنية وبعقيدة الولاء للوطن والديمقراطية والدستور وحصر حمل السلاح في القوات النظامية فقط. • حول المنظومة الحكومية والعدلية: يوافق الحزب على ما ورد في الوثيقة حول (أن يقوم المجلس التشريعي الإنتقالية بالإشراف والرقابة على تكوين المجلسين (القضاء العام- المجلس الأعلى للنيابة، وأن تتم معالجة ما ورد مهنية وإدارية...) لتصبح (تصورات مهنية وإدارية أكثر ديمقراطية). • حول الخدمة المدنية: في الوثيقة في باب الخدمة المدنية (سن قانون نقابات ديمقراطي...) في هذا يرى الحزب ليس به علاقة بالخدمة، وإن يقع ضمن بناء مؤسسات ومنظمات الحركة الجماهيرية والتي تسعى من خلالها إلى الدفاع عن حقوقها ومصالحها والتصدي لقضايا الوطن والدفاع عن الحريات العامة النقابية، وفي صدد النقابات يجب العودة لتقاليد وتاريخ الحركة النقابية في التمسك بديمقراطية واستقلالية ووحدة الحركة النقابية القائمة على الفئات الاجتماعية للعاملين. نركز في الفترة الإنتقالية على بناء الدولة وفي متنها معالجة قضايا الخدمة المدنية، حيث أن التخريب المتعمد الذي تم للخدمة المدنية من تدمير لمؤسسات الدولة وفي مقدمتها الخدمة المدنية، كان الهدف منه التمكين لسلطة الرأسمالية الطفيلية الفاسدة. عبر تدمير مؤسسات الدولة. هذا يستوجب إعادة تأهيل مرافق الدولة الخدمية والإنتاجية وتوفير فرص العمل والتدريب للشباب.. والحفاظ على الوطنية الاجتماعية للدولة بتوفير التعليم والعلاج المجاني في المراكز الحكومية. • حول الاقتصاد والرؤية التنموية: ورد في الوثيقة (تأسيس دولة الرعاية الاجتماعية) في هذه النقطة يرى الحزب التأكيد على ضرورة قيادة القطاع العام للدولة للاقتصاد والتنمية، وأن تنمية الإنسان تقع تحت مسؤولية الدولة المباشرة في توفير حقوقه الإنسانية في المسكن والملبس والصحة والعلاج.. والعمل على انتهاج طريق تنموي ثوري، بينما ما أعد للسودان من قبل الإمبريالية العالمية وما يسمى بالمجتمع الدولي عبر منظماته الاقتصادية (البنك وصندوق النقد الدوليين)، اقتصاد وتنمية قائمة على التخطيط والاعتماد على الذات، بدلًا من أن يصبح خادمًا ومصدرًا للمواد الخام والأيدي الرخيصة، اقتصاد مختلط تتولى فيه الدولة بتملك الاشراف على القطاعات الاستراتيجية. منحازة للإنتاج والمنتجين وأن وصف ما ورد حول الشركات الرمادية لا يعكس حقيقة الواقع في سيطرة واستيلاء الرأسمالية الطفيلية في القوات النظامية والمدنية على ركائز الاقتصاد الوطني. وهي سعت لتدميره مما أفرز هذا الواقع الاقتصادي المتردي – نظام اقتصادي قائم على الاقتصاد المختلط وفق تخطيط اقتصادي اجتماعي مركزي يحقق التوزيع العادل للثروة والتنمية قطاعيًا وجغرافيًا مع التمييز الإيجابي للأقاليم الأقل نموًا، والعمل على إصلاح القطاع المصرفي من أجل شل يد الرأسمالية الطفيلية ودعم الإنتاج والمنتجين. واتخاذ موقف حازم من التخلف والفقر الناتجان عن نقل الفائض الاقتصادي المنتج في السودان للخارج ، ومفارقة طريق الديون الخارجية والتبعية للخارج. والاعتماد على الذات وسد حاجات مجتمعات السودان بتوطين موارده وثرواته في خدمة السوق الداخلي، وتكامل الأقاليم وتمازج المنافع والثقافات بدلًا من الدوران في مدارج الأزمة العامة، وتصاعد الأزمات والمعاناة غير المسبوقة في معاش الشعب. • في وجهة العلاقات الخارجية والسيادة الوطنية: يرى الحزب اعتماد سياسة خارجية متوازنة قائمة على الندية والتضامن والتعاون بين الدول. ويعيد ويخلص الوطن عن سوءات المحاور والقواعد العسكرية والاستخباراتية القائمة، والعمل على تبادل المنافع والعلاقات الطيبة مع دول الجوار والتعامل معها على أساس الندية والاحترام بعيدًا عن ما يهدد سلامة الوطن وأمن شعبنا. • حول الحقوق والحريات: ورد في الوثيقة (وضع تصور للمبادئ فوق الدستورية الضامنة لبقاء وتماسك وتلاحم نسيجنا الاجتماعي مثل تنظيم المؤتمر الدستوري)، رأينا أن المؤتمر الدستوري المناط به تحقيق هذا الهدف، وإن حيوية جذرية المؤتمر الدستوري في معالجة قضايا السودان. وإن الالتفاف عليه من قبل المقاومة لاستقرار ووحدة شعبنا نحو التقدم يتم من قبل القوى المقاومة لبناء الوطن ووحدته وتماسكه. كما ورد في الوثيقة (صيانة حقوق المرأة ومشاركتها في جميع المجالات خاصة)، نرى أن تضاف (في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية). العمل على الغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، والغاء العقوبات التي تحط من الكرامة الإنسانية، وقصر نشاط أجهزة الأمن والمخابرات على جمع وتحليل المعلومات ورفعها للجهات المختصة. الالتزام الصارم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية وإدراجها في نصوص القوانين. • حول الأحكام العامة: يتفق الحزب حول ما ورد في الأحكام العامة في الوثيقة. • الخاتمة: إن الوضع السياسي الراهن يتسم بصراع محتوم ودامي الوطيس حول توجه ومآلات الثورة، من الهبوط الناعم وقواه من شرائح اجتماعية في الداخل ودعم خارجي تستخدم كل آلياتها لهزيمة مشروع التغير الجذري، والسير في الطريق الذي أدى إلى اختيار شعبنا، إزاء هذا الواقع نعلن أننا واعتمادًا على الوجود الجماهيري باعتباره العامل الحاسم في الصراع. نؤكد على دعمنا للنضال الجماهيري الجاري وصولًا للإضراب السياسي والعصيان المدني، ونؤكد حرصنا على الحوار الجماهيري وحيويته من أجل هزيمة المخططات. الدعوة للمركز الموحد لقوى الثورة.
04-02-2022, 00:21 AM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 4456
التحايا والسلام عبد الله~ نرفع البوست لأهمية المداخلة "رد المكتب السياسي للحزب الشيوعي على(مقترح ميثاق تأسيس سلطة الشعب)" وثيقة لجان مقاومة الخرطوم ومزيد من القراءة
تنطلق معظم معالجات الوضع الاقتصادي في السودان من فرضية أننا نعيش في دولة بلا إيرادات. ونحتاج للمساعدات لكي ننهض ونتجاوز الوضع الحرج. فهل تلك حقيقة أم افتراض؟. دع الأرقام تتكلم: تقرير مشترك أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا وفريق الاتحاد الإفريقي، في سبتمبر/ أيلول 2021، كشف فقدان السودان قرابة 267 طنًا من الذهب خلال 7 سنوات (من 2013 إلى 2018م) عن طريق التهريب، بمعدل 80 كيلوجرام يوميًا. وتعتبر بعض المصادر أن الكرملين هو أكبر لاعب أجنبي في قطاع التعدين الضخم في البلاد. وأن روسيا لديها الكثير من العمليات في الذهب السوداني ويتم تهريب الكثير منه. وتعتقد أنه يتم نقل حوالي 30 طنًا إلى روسيا كل عام من السودان، على الرغم من أنه من المستحيل قياس الحجم الحقيقي للعملية. ويقول سيم تاك، الشريك المؤسس لشركة "فورس أناليسيس" (Force Analysis) - وهي شركة استشارية مقرها بلجيكا متخصصة في النزاعات- "أحد الأشياء التي رأيناها عندما بدأت روسيا في نشر موظفيها من شركة فاغنر في السودان هو أنهم كانوا يركزون بشدة على حماية جهود تعدين الذهب". وبدأت الشركات الروسية - مثل "إم- إنفيست" (M-Invest) التي لها فرع محلي يسمى "ميرو غولد" (Meroe Gold)- عملياتها في السودان بعد أن التقى الرئيس السوداني السابق عمر البشير مع فلاديمير بوتين عام 2017، وعرض عليه امتيازات التعدين والسماح له ببناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر. وهناك شركة تعدين أخرى مرتبطة بروسيا هي شركة "كوش" (Kush) للاستكشاف والإنتاج التي تعمل في السودان منذ عام 2013. ويقول تاك إنه على الرغم من أن هذه الشركات كيانات قائمة، فإن كمية الذهب التي تصدرها إلى روسيا "غير معروفة تماما". وعلى الرغم من تسجيل شركة "إم- إنفيست" أنشطتها الأساسية على أنها "استخراج الخامات ورمال المعادن الثمينة"، وجد تحقيق لشبكة "سي إن إن" (CCN) الأميركية أن الشركة قادت حملة تضليل ضد ثورة 2019 التي أطاحت بالبشير. وفي عام 2020م، قالت الولايات المتحدة إن شركة "إم- إنفيست" مملوكة لصاحب مجموعة فاغنر وعملت كغطاء للمجموعة التي تشن حاليًا "حملة على الإنترنت مناهضة للثورة" ضد موجة ثانية من الاحتجاجات التي زعزعت استقرار السودان بعد انقلاب الجيش في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ويعاني السودان الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميًا على المستوى الإفريقي في إنتاج الذهب، من تهريب ممنهج للمعدن النفيس على مدار السنوات العشرة الأخيرة، حتى وصل الفرق بين المنتج من الذهب في البلاد والمصدر إلى الخارج ما بين 3 و4 مليارات دولار سنويًا، بحسب تقرير سابق لوزارة المعادن السودانية. ويعتمد البلد الإفريقي على عوائد تصدير الذهب الذي يمثل 37% من إجمالي صادرات البلاد خلال الأعوام الماضية. وكانت الصحفية السودانية هبة فقيري عبر تحقيق نشره موقع "الجزيرة" في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 قد كشفت مفارقة كبيرة بين حجم الذهب المنتج والمعلن رسميًا والمسجل في أوراق مطار الخرطوم، إذ لم يتجاوز ما تم إنتاجه عبر الأوراق الرسمية في 2015 حاجز الـ70 طن، أما ما تم رصده وفق فواتير مطار الخرطوم تجاوز 102 طن تم نقلها إلى مطار دبي عبر الخطوط الإماراتية، ما يعني أن هناك فارقًا قدره 32 طنًا تم تهريبها. ونشرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية تقريرًا أعده توم كولينز، قال فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الأفريقي. ويقال إن السودان هو المصدر الرئيسي للذهب إلى روسيا التي هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء “روسيا القلعة” ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا. وفي الوقت الذي لا تظهر إحصائيات الحكومة أي صادرات للذهب من السودان إلى روسيا، إلا أن مديرًا تنفيذيًا لأكبر شركة إنتاج ذهب في السودان أخبر “ديلي تلغراف” أن الكرملين هو أكبر لاعب في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان.. وقال: "روسيا لديها الكثير من العمليات في الذهب السوداني". وبحسب بعض المواقع يقدر إنتاج السودان السنوي من الذهب بنحو 100 طن بقيمة تتخطى 5 مليارات دولار، ولكن كميات قليلة تدخل الخزينة العامة للدولة. وقال خبير جيولوجي لصحيفة الصيحة، إن إنتاج الذهب هو أضعاف ما يُعلن عنه. وأشار مُعدن تقليدي لموقع الراكوبة إن تهريب خمسة وسبعة وعشرة وعشرين كيلو ذهب من المطارات والموانئ كأنه عمليات تمويه وتعمية علي العمليات الأصلية الكبيرة لتهريب الذهب في طائرات متخصصة إلى الإمارات التي تخلصه لحساب المهرب الكبير. علمًا بأن السودان هو الدولة الثالثة المصدّرة للذهب إلى الإمارات، بعد ليبيا وغانا. وتقول الحكومة إنها تعمل على مكافحة التهريب وبالفعل قامت بإحباط عمليات كبيرة، لكن الفارق بين الكمية التي يتم الإعلان عن تصديرها وتلك التي تصل إلى البلاد المستوردة كبيرة جدًا حسب تقارير عالمية، مما يشير إلى أن الذهب لا يخرج من السودان عبر التهريب. لكن بعض المواقع المحسوبة على النظام مثل موقع العين الإخباري ومقره في ابوظبي، تقوم بتغطيات تحاول من خلالها أن تثير الشكوك حول علم الحكومة السودانية بما يخرج عبر أراضيها وموانيها من ذهب إلى دولة الإمارات أو روسيا، لأنها تعمل على تجميل صورة النظام الذي يناصب شعبه العداء ويقتل المتظاهرين السلميين في الشوارع، وبمساعدة شركات روسية تعمل في قطاع التعدين.
*أزمة القمح تجسد فشل الحكومات التي حكمت البلاد منذ الاستقلال* (1)
ليس هنالك ما يبرر أزمة الخبز التي تمر بها البلاد سنويًا مهما قيل من تبريرات، فهي ليست إلا تزييفًا للحقائق وتزويرًا للواقع والتفافًا على الحلول الواضحة، لخداع الشعب السوداني. فالواقع يقول، إن الأراضي الصالحة للزراعة في السودان تبلغ مساحتها أكثر من 200 مليون فدان، وأن المستثمر منها لا يتجاوز الخمسين مليون فدان. وأن مياه الأمطار والمياه الجوفية والسطحية ومياه النيلين الأزرق والأبيض تبلغ أكثر من 30 مليار متر مكعب. وأن الأيدي العاملة الماهرة من مهندسين وباحثين ومزارعين وعمال زراعيين وغيره متوفرين وبقدرات عالية كل في مجال تخصصه. بهذه الإمكانات كان السودان خلال الخمسينات والستينات من القرن العشرين قبل دخول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى السودان، كان الإنتاج الزراعي يتجه بصورة رئيسية نحو السوق الداخلي لتلبية الحاجات المحلية الأساسية. ولهذا السبب استطاع السودانيون تحمل تبعات الجفاف الشديد خلال أعوام 1970/1975م. من دون ظهور مجاعة على مستوى واسع. لكن منذ منتصف السبعينات ودخول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي شريكان في رسم سياسة الدولة خاصة في القطاع الزراعي تعثرت الأوضاع بشكل حاسم نحو الأسوأ. (قبل تطبيق برامج الإصلاحات الهيكلية كانت البالد تنتج وتغطي 48% من احتياجاتها من القمح. أما بعد البدء في تطبيق الإجراءات في العام (1968/1987م)، فإن النسبة تراجعت إلى 28%. وكان ذلك نتيجة مباشرة لتحيز صندوق النقد الدولي ضد إنتاج القمح لأنه يتعارض مع إنتاج محاصيل تصديرية مربحة مثل القطن، وقد خفضت المساحات المزروعة قمحًا من أجل زيادة مساحات القطن المزروع. لكن نتيجة لتدهور أسواق القطن فإن السودان لم يجنى العائد المتوقع من العملات الأجنبية من القطن، كما فقد بتقليصه المساحات المزروعة قمحًا قدرته على المحافظة على أمنه الغذائي). راجع كتاب: حرب الموارد والهوية- د. محمد سليمان- لندن. • موقف الحزب الشيوعي،، والأحزاب البرجوازية وحكوماتها: في المؤتمر الثالث الذي انعقد بعد الاستقلال مباشرة في فبراير 1956م طرح الحزب الشيوعي السوداني مهام الثورة بعد إعلان الاستقلال السياسي، مشيرًا إلى أن هذه المهام تستهدف دعم الاستقلال السياسي بالتحرير الاقتصادي، وذلك بالثورة الاقتصادية المبنية على التحرر من سيطرة النفوذ الأجنبي ودفع البلاد في طريق التطور الصناعي الزراعي. وبالنهضة الثقافية القائمة على اكتشاف تراث شعبنا الحضاري ودفعه في مدارج التقدم وإدخاله بين عالم القرن العشرين. إن الطريق هو اتحاد الجماهير الوطنية في النضال لتؤثر على مجريات الأمور في بلادنا. ولتقترب من السلطة ثم تصل إليها في نظام وطني ديمقراطي يضمن تجديد الحياة للكادحين ويبني وطناً على قاعدة ثابتة في الإنتاج، وبهذا نفتح الطريق للنمو الاشتراكي في بلادنا) {راجع: الماركسية وقضايا الثورة السودانية.} أما الأحزاب البرجوازية التي حكمت البلاد منذ فجر الاستقلال- ولا استثنى أيًا منها- فقد عبر إسماعيل الأزهري -رحمة الله عليه- بقوله في حشد جماهيري في ميدان الأهلية في مارس 1956 (هذه فترة تحرير لا تعمير)، وسارت على ذات النهج الحكومات المتعاقبة على حكم السودان حتى يومنا هذا. لاويًا بهذا التصريح الفج عنق التطور الاقتصادي في بلادنا. ذلك لأن التحرير بلا تعمير لا يعني سوى البقاء رهينةً في مجلس الشركات الرأسمالية العالمية، وتحت سطوتها. فمن لا يملك قوت يومه لا يملك استقلاله ولا حتى حرية اتخاذ القرار السليم الذي يصب في مصلحة الشعب والوطن. • الأنظمة العسكرية تسلك ذات الطريق حذو النعل بالنعل: سلك النظام العسكري للجنرال عبود ذات طريق التنمية الرأسمالية المفضي لسيطرة ومصلحة الرأسمالية الأجنبية وشركاتها العابرة للقارات والرأسمالية المحلية، فضل المعونة الأمريكية وما تفرضه من شروط تخضع اقتصاد البلاد ومستقبل التنمية والتطور لإرادتها، وتعود البلاد في نهاية المطاف إلى فقدان استقلالها وحرية اتخاذ قرارها. أما نظام نميري الديكتاتور العميل الفاسد، فرغم الشعارات التقدمية التي رفعها، فقد وضح أنها لخداع الجماهير، وكانت تخفي تحتها في برنامجها غير المعلن، تسليم الاقتصاد للبنك وصندوق النقد الدوليين وإشرافهما التام عليه وبشكل خاص ما يتعلق بالبرنامج الزراعي وأولويات ما يزرع. أما شريحة طبقة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة التي استولت على الحكم بواسطة الانقلاب العسكري بقيادة اللص الفاسد العميل عمر البشير ، فقد أعلنت عن برنامجها الاقتصادي في 2/9/2002م في الخطة العشرية ودون مواربة أو حياء ما يلي: (تبنى استراتيجية قوامها الأساسي تحرير الاقتصاد وتعزيز اقتصاديات السوق المرشدة، وإطلاق القدرات الكامنة في السوق الوطني ومنحه كل التشريعات والإجراءات التي تهدم آليات تعويق السوق وتقتل المبادرات وتؤدي إلى تشويه الاقتصاد وافقار الوطن.)!! {راجع الخطة العشرية ص 162}. بهذه السياسة المفضوحة تم سحب دور الدولة من العمل الإنتاجي الزراعي والصناعي والخدمي بما في ذلك الحج إلى بيت الله الحرام، وتصفية كل مؤسسات القطاع العام لمصلحة القطاع الخاص. خضوعاً لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. تمثلت سيطرة البنك الدولي التامة على الاقتصاد في نقطة التحول الفارقة في نظم استخدام وحيازة الأراضي، بإصدار قانون تشجيع الاستثمار لعام 1990م والمعدل في مارس 1991 والمعدل مرة أخرى في أبريل 2000م، والذي أنشأ بموجبه (الهيئة العامة للاستثمار)، وأفرزت ميزات غير محدودة وتفضيلية حول الأراضي لأول مرة إلى سلعة استثمارية. فتم إنجاز خريطة استثمارية شاملة بتمويل مقداره 6 مليون دولار من البنك الدولي، حصرت ثروات وموارد البلاد في يونيو 1992م، فرغت مصلحة المساحة من تخطيط حوالي 40 مليون فدان بولايات السودان المختلفة. وتبع ذلك تصريح المدير العام للهيئة العامة للاستثمار في نوفمبر 1992 إنهم يتعاملون مع 3 ألف طلب للاستثمار الزراعي لمساحات تقدر بما يزيد عن 50 مليون فدان. توافقت هذه الخطوة مع اتجاه سياسات الدولة والبنك الدولي نحو الالتحاق بالسوق العالمية التي تفضل المحاصيل النقدية، مثل القطن والذرة على المحاصيل الغذائية مثل القمح. وبذلك انتقل تركيز الإنتاج الزراعي من خدمة السوق المحلي إلى تلبية احتياجات السوق الخارجي، مفاقمًا من أزمة القمح بالبلاد. ما فعله البنك الدولي إضافة إلى ربط اقتصاد السودان باقتصاد السوق العالمي، وما نتج عنه من نشوء فئة اجتماعية ذات توجه كامل نحو استنزاف الموارد الطبيعية، أفقر السكان الريفيين والحق الضرر ببيئتهم الطبيعية التي يعتمدون عليها كمصدر أساسي في سبيل كسب عيشهم وصراعهم من أجل البقاء. ففي خلال الفترة ما بين 1978/1984م التحق نحو 5 ملايين شخص بالجيش الجرار من الذين يعيشون تحت حزام الفقر ومن تبددت مدخراتهم في الوقت نفسه، وكانت النتيجة أن وقعت في البلاد مجاعة العام 1984/1985م. تفاقمت مشكلة الغذاء وعلى رأسها القمح نتيجة لأسبقيات الخزانات التي تسببت في نتائج كارثية في العديد من المشاريع، مثل حلفا الجديدة ومشروع الجزيرة حيث طمر الطمي بحيرتي خزان سنار وخشم القربة المصدران الأساسيان للمياه، فتفاقمت مشاكل الري وتمددت المساحات البور على أرض هذه المشاريع، لتبلغ المليون ونصف المليون فدان في مشروعي الجزيرة وحلفا الجديدة، الشيء الذي يعتبر خسارة اقتصادية واسعة، وهدر كميات هائلة من نصيب السودان في مياه النيل دون استخدام، هذه وغيرها من المشاكل أسهم في رفع تكلفة الإنتاج الزراعي بإطلاق يد القطاع الخاص- الساعي لأعلى الأرباح- احتكار التمويل الزراعي بصيغ تمويلية تضاهي علاقات (الشيل)، وإجراء التحضيرات الزراعية وغيرها من مدخلات الإنتاج، كل ذلك يتم دون رقيب بأعلى الأسعار، فقد ارتفع سعر جوال سماد اليوريا سعة 50 كجم في غضون أربعة مواسم زراعية من الموسم 2006/2007 إلى الموسم 2010/2011 بالتتالي (28-35-61-85 جنيهًا) وارتفعت تقاوي القمح في غضون الأربع مواسم نفسها (45-64-86-165 جنيهًا) للجوال سعة 50 كجم. وقد فوجئ مزارعو الجزيرة بضعف نمو نبات القمح (2011-2012) بعد زراعته لفساد التقاوي المستجلبة بواسطة البنك الزراعي. {راجع كتاب: المكتب المركزي للمزارعين- الحزب الشيوعي السوداني}.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3909،، الخميس 31 مارس 2022_*
الفشل الاقتصادي للسلطة الانقلابية ومخاطر الحرب الروسية الأوكرانية
الهادي هبَّاني
الميدان 3909،، الخميس 31 مارس 2022م.
تكرر خلال الأيام القليلة الماضية تقرير بقناة الجزيرة الفضائية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية عن نقصان إمدادات القمح العالمية لتوقف صادرات أوكرانيا وتأثير الحرب والعقوبات الاقتصادية على صادرات روسيا الأمر الذي قفز بأسعار القمح بحوالي 7.1% كما في يوم الخميس الموافق 3 مارس 2022م لتصل إلى 11.34 دولارًا للبوشل. أي ما يعادل 416.4 دولار للطن خاصة وأن روسيا قد أعلنت رغبتها في فرض جمارك إضافية على صادراتها من الحبوب. علمًا بأن روسيا وأوكرانيا معًا تسهمان بأكثر من ربع صادرات القمح في العالم ولذلك فإن أي نقص في صادراتهما سيؤثر سلبًا على إمدادات القمح وأسعاره العالمية. وعلى الرغم من التوقعات السلبية لإمدادات القمح وارتفاع أسعاره كلما استمرت الحرب الروسية الأوكرانية إلا أنه وعلى صعيد تداولات بورصات المحاصيل العالمية، فقد هبطت أسعار العقود الآجلة للقمح تسليم مايو المقبل بنسبة 7.4% لتصل إلى حوالي 10.69 دولار للبوشل أي ما يعادل حوالي 393 دولار للطن بتاريخ الأربعاء الموافق 16 مارس 2022م. ومن المتوقع أن ينعكس ذلك سلبًا على بعض الدول ومن بينها السودان حيث بيَّن تقرير الجزيرة المشار إليه بصوت مذيع قناة الجزيرة أسامة سيد أحمد نقلا عن إفادات بنك السودان المركزي بأن السودان يعتمد على روسيا وأوكرانيا ورومانيا بالدرجة الأولى في واردات القمح حيث تصل نسبة استيراده للقمح من هذه الدول الثلاثة مجتمعة إلى 95% من إجمالي فاتورة استيراد القمح السنوية. وإن الواردات من روسيا وحدها قد وصلت لحوالي 732 مليون دولار عام 2020م. ومع الاحترام والتقدير للإعلامي أسامة سيد أحمد إلا أن المعلومات التي ذكرها في تقريره معلومات غير صحيحة. وهذا ليس تشكيكًا في مصداقيته وإنما في مصداقية الجهة التي زودته بهذه المعلومات والتي من الواضح أنها قصدت تضخيم الأمر بهدف استغلال الحرب الروسية الأوكرانية لتبرير فشل السلطة الانقلابية في توفير الخبز للمواطنين ولتبرير الزيادات المتوالية غير المحتملة في أسعاره مع تقليل وزن القطعة الواحدة منه الأمر الذي يستدعي كشفه للمواطنين وبيان الحقائق أمامهم والتي تتمثل فيما يلي: أولًا: برغم أن واردات السودان من القمح الروسي كانت تمثل نسبة كبيرة من إجمالي فاتورة استيراد القمح خلال السنوات حتى 2019م إلا أنها تراجعت تراجعًا كبيرًا بعد الثورة وخلال السنوات 2019-2021م. حيث يبين الجدول رقم (1) تراجع قيمة فاتورة استيراد القمح الروسي بشكل ملحوظ من 717 مليون دولار عام 2019م إلى 558 مليون دولار عام 2020م، إلى 101 مليون دولار عام 2021م أي من 66% إلى 61% إلى 26% من إجمالي فاتورة استيراد القمح في الثلاثة أعوام على التوالي وهو تراجع كبير جدًا يبين بوضوح أن السودان بعد الثورة لم يعد يعتمد على روسيا في استيراد القمح. وبالتالي فإن ما ورد في تقرير الأستاذ أسامة سيد أحمد من أن استيراد القمح من روسيا قد بلغ 732 مليون دولار خلال عام 2020م ليس له أي أساس من الصحة وعليه وعلى قناة الجزيرة تصحيح هذه المعلومة للمواطنين. ثانيًا: يبين الجدول رقم (1) أيضًا تراجع قيمة فاتورة استيراد القمح من أوكرانيا خلال نفس الفترة من 77 مليون دولار عام 2019م إلى 17 مليون دولار عام 2020م إلى صفر دولار عام 2021م وبما يعادل 7% إلى 2% إلى 0% في الأعوام الثلاثة المذكورة على التوالي أي أن استيراد القمح من أوكرانيا لم يعد ذا أهمية خلال الثلاثة سنوات الماضية ووصل للصفر بنهاية الربع الثالث من العام 2021. ثالثًا: يبين الشكل رقم (1) أن استيراد السودان من روسيا وأوكرانيا ورومانيا مجتمعة قد تراجع من 938 مليون دولار عام 2019م، إلى 652 مليون دولار عام 2020م، إلى 138 مليون دولار عام 2021م وهو تراجع كبير جدًا وبنسب متتالية من 86% إلى 71%، إلى 36% في الثلاثة أعوام على التوالي. وبالتالي فإن ما جاء في التقرير من أن السودان يستورد 95% من احتياجاته من القمح من روسيا وأوكرانيا ورومانيا مجتمعة ليس له أي أساس من الصحة والشكل التالي رقم (1) يبين هذا التراجع الواضح الذي لا تخطئه العين المجردة. رابعًا: يتبين من الشكل رقم (2) أن التراجع في استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا ورومانيا خلال السنوات 2019 - 2021م المبين في الشكل رقم (1) (أي بعد الثورة) قد قابلته زيادة في فاتورة استيراد القمح من كندا واستراليا وأمريكا من 25 مليون دولار عام 2019م إلى 46 مليون دولار عام 2020م إلى طفرة كبيرة عام 2021م بقيمة 144 مليون دولار. وإن أمريكا لأول مرة بعد غياب لأكثر من 30 عامًا قد دخلت مجددًا في قائمة الدول التي يستورد منها السودان القمح، حيث بلغ الاستيراد منها ما قيمته 55 مليون دولار عام 2021م وهي في الحقيقة لا تمثل فاتورة استيراد حقيقية تحملتها خزينة الدولة أو خزينة القطاع الخاص ولكنها في الغالب تمثل القيمة الجمركية لباخرتين تم استلامهما من أمريكا ضمن برنامج المعونة الأمريكية من القمح البالغة 300 ألف طن والتي كان من المفترض استلامها كلها بنهاية عام 2021م إلا أن البرنامج قد توقف بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021م وتم استلام باخرتين فقط لا غير وبحمولة 45 ألف طن لكل باخرة تقريبًا. هذا بالإضافة إلى استمرار استيراد السودان للقمح ودقيق القمح من بلدان أخرى بقيم تراوحت ما بين 58 مليون دولار إلى 89 مليون دولار خلال الفترة المذكورة. وبجانب فاتورة استيراد القمح من ألمانيا التي لم تتوقف وتراوحت نسبتها إلى إجمالي قيمة فاتورة استيراد القمح ما بين 3% إلى 10% كما يتبين من الجدول السابق رقم (1). خامسًا: أعلنت وكالة سونا للأنباء في يوم الأحد الموافق 6 مارس 2022م عن وصول منحة من القمح الروسي عبارة عن باخرة حمولة 20 ألف طن قمح روسي إلى ميناء بورتسودان في خضم عنفوان الحرب الروسية الأوكرانية. وبالتالي فليس هنالك تأثير حتى الآن للحرب الروسية الأوكرانية على السودان فيما يتعلق بإمدادات القمح خاصة وأنه لم يمض على بداية الحرب غير شهر تقريبًا، وأن السودان حتى الآن لم يطلب كميات جديدة من القمح الروسي حتى نقول أن الحرب حالت دون وصولها. علمًا بأن التقارير الاقتصادية الأخيرة على خلفية الحرب تشير إلى أن انسياب القمح الروسي للبلدان المجاورة الأخرى لم يتأثر بالحرب من حيث الإمداد حتى الآن فقد استكملت مصر التي تعتبر أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم بالذات من منطقة البحر الأسود شحن 189 ألف طن قمح روسي وأوكراني وروماني من القمح متعاقد عليها سابقًا، ستصل للموانئ المصرية خلال الأيام القادمة حسب بيان صادر من وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية كما جاء في موقع العين الإخبارية بتاريخ 13 مارس 2022م. ولكن من المتوقع أن يكون للحرب الروسية الأوكرانية تأثير سلبي من حيث الأسعار وتكلفة النقل في المستقبل ومن حيث وسيلة السداد التي ستتأثر بالعقوبات الغربية على روسيا. وأن العقود المبرمة سابقًا مع روسيا من دول أخرى لا تزال سارية ولا يزال يتم شحنها حسب البرامج المتفق عليها عبر الموانئ الروسية التي لم تؤد الحرب لإغلاقها أو حصارها حتى الآن. وفي تقرير للسيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بعنوان (سيناريوهات جديدة بشأن الأمن الغذائي في ظلّ الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا) منشور في الموقع الرسمي للمنظمة أفاد بأن الموانئ الروسية الواقعة على البحر الأسود لا تزال تعمل حتى الآن ومن غير المتوقع حدوث أي اختلال في الإنتاج الزراعي في الأجل القصير إلا أّنّ العقوبات المالية المفروضة على روسيا قد تؤدي لتقويّض الإنتاجية والنمو وإلى رفع تكاليف الإنتاج الزراعي إضافة إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة أيضًا ستكون له انعكاساته السالبة على القطاع الزراعي بشكل عام وإنتاج القمح بشكل خاص. وأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض حاد في صادرات القمح من كلّ من روسيا وأوكرانيا وفي نفس الوقت من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الدول الأخرى المصدرة للقمح قادرة على سدّ هذه الفجوة. فقوائم جرد القمح في كندا متدنية في الوقت الراهن، والصادرات من الولايات المتحدة والأرجنتين وبلدان أخرى ستكون محدودة على الأرجح بسبب ميل حكومات تلك البلدان لتأمين الاحتياج المحلي ولدعم مخزوناتها الاستراتيجية لمواجهة المخاطر الناجمة عن انعدام إمدادات القمح نتيجة لاستمرار الحرب واتساعها. في حين أن البلدان التي تعتمد على استيراد القمح ستزيد الكميات المطلوبة الأمر الذي يمثل ضغطًا إضافيًا على العرض العالمي من القمح مما يضاعف أسعاره لمستويات غير مسبوقة. وبالتالي فبدلًا من استغلال ظروف هذه الحرب لتبرير عجز السلطة الانقلابية (كنتاج وامتداد طبيعي للسياسة الاقتصادية الخاطئة للحكومة الانتقالية)، عن إدارة الاقتصاد وعن تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين وتسببها في انفراط معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع الضرورية لمستويات غير محتملة وانهيار قيمة الجنيه بمعدلات متسارعة ولمستويات مخيفة تهدد بالانهيار الكامل للاقتصاد، أن تلتفت لتأمين مخزونات استراتيجية من الحبوب الغذائية الرئيسية وعلى رأسها القمح والذرة الرفيعة لمواجهة المخاطر التي قد تنجم عن انخفاض أو انعدام امدادات القمح العالمية كلما طالت فترة الحرب واتسع نطاقها لتهدد منطقة البحر الأسود برمتها والتي تسهم مجتمعة في تأمين ما يزيد عن ربع الطلب العالمي للقمح. ويبدأ تأمين المخزون الاستراتيجي بالشراء من المزارعين بأسعار مجزية تغطي تكلفتهم وتغطيهم من مخاطر التضخم وانخفاض قيمة الجنيه وتحقق لهم عوائد صافية مجزية وفي نفس الوقت تشجعهم على التحضير الجيد للموسم القادم وتوفر لهم كل الاحتياجات والإمدادات اللازمة من مدخلات الإنتاج والري والتمويل لمضاعفة الإنتاج المحلي بهدف تقليل فاتورة الاستيراد والاعتماد على الخارج وفي نفس الوقت تقديم نفس الدعم لتحقيق معدلات إنتاجية عالية من السلع الزراعية البديلة وعلى رأسها الذرة الرفيعة وغيرها من الحبوب الغذائية وتكوين مخزونات استراتيجية كافية منها. وأيضًا العمل على إيجاد بدائل للاستيراد من منطقة البحر الأسود كمصدر أساسي للقمح والبحث عن مصادر أخرى وقيام الدولة بتولي مهمة استيراد القمح مباشرة من المصادر الأولية بموجب بروتوكولات تجارية طويلة الأجل. ولكن من الواضح أن السلطة الانقلابية لا تجيد غير تأمين امدادات أجهزة القمع والقتل لممارسة المزيد من البطش والقتل والتنكيل بالمواطنين وإشاعة الفوضى والانفلات الأمني وتسليط ميليشياتها ومجرميها من أصحاب السوابق الإجرامية الجنائية لترويع المواطنين الآمنين ونهب ممتلكاتهم ومقتنياتهم ومدخراتهم برغم شُحِهَا. ولا يهم وزير مالية السلطة الانقلابية القابع على خزينة الشعب (ممثلة في وزارة المالية) بوضع اليد والسلاح غير تأمين استحقاقات ومخصصات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا وجيوشها ومليشيات الأمن وهيئة العمليات والمرتزقة بجانب مليشيات الجنجويد، وكبار ضباط السلطة الانقلابية، ومؤيديها من الانتهازيين الداعمين للانقلاب مما يعرف بقوى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق، والعديد من الأقلام المأجورة والمطبلين والانتهازيين وغيرهم من الذين يطلق عليهم زورًا بالخبراء الاستراتيجيين. ويتم دفع كل الاستحقاقات المذكورة لهذه المافيا من عرق الشعب وبالضغط عليه بالزيادات المتواصلة للأسعار ولفرض الضرائب غير المباشرة والإتاوات والتغول على احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وتسخير ودائع العملاء في البنوك لتمويل استحقاقاتها واحتياجاتها. فالسلطة الانقلابية بكل مكوناتها المذكورة عبارة عن مافيا أو عصابة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني قابعة على السلطة بقوة السلاح وأجهزة البطش والقمع وتعيش على سرقة موارد البلاد وفرض الضرائب والرسوم والإتاوات على المواطنين وتقابل كل من يرفض ذلك ويحتج عليه بأبشع ضروب القتل، والتنكيل، والبطش، والترويع، والاغتصاب. ولذلك لا سبيل غير المواصلة في تصعيد وتكثيف المقاومة المدنية السلمية بكل أشكالها وأدواتها من مواكب وتتريس واعتصامات ووقفات بدون كلل أو ملل فليس هنالك سلطة مهما بلغت وأوتيت من قوة بمقدورها الصمود أمام إرادة الجماهير الموحدة وفعلها الثوري السلمي على مستوى الأرض والشوارع التي لا تخون. ______________ ≈ مرفق في الصور: - الجدول رقم (1).. - الشكل رقم (1)، والشكل رقم (2
خلال حفل تخريج دفعات جديدة من طلاب الكلية الحربية وجامعة كرري- الجمعة أول أبريل الحالي- طرح الفريق البرهان برنامجه السياسي المعبر حقيقة عن مجافاته لقضايا الوطن وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة، بل عكس رؤاه وأثبت انقلابه وهو يحاول إعادة إنتاج قوى الثورة المضادة ونظام الإنقاذ كوادر وبرامج بعد أن قبرته الثورة في مزبلة التاريخ. وبعد أن حيا البرهان الشعب السوداني على الصبر والتضحيات التي قدمها (هكذا قال) وعزا أزمة برنامجه ومخططاته المعادية لمصالح شعبنا لعدم التوافق الوطني، وبعد التأكيد على انقلابه العسكري الديكتاتوري أعلن عن أن القوات النظامية لن تفرط في أمانة الوطن، وأنها لا تريد حكم البلاد (لوحدها) بحثًا عن شركاء الدم وفلول التسوية القادمة، والتي تحاط استخباريًا، بغبار من الشائعات حول الانقلابات، والانفلات الأمني والتعدي على المواطنين. كما هدد البرهان السيد فولكر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والذي أكد في تقريره المقدم للأمم المتحدة حقيقة أن ما حدث هو انقلاب عسكري، يتحمل مسؤولية إعادة إنتاج الأزمة، بل وأدخل البلاد في نفق مظلم، وحين يتحدث البرهان بذلك يؤكد على أنه ماضٍ في سياسة القمع والتدمير. وكان البرهان على طريق التفريط في السيادة الوطنية قد أصدر في 27 مارس المنصرم مرسومًا دستوريًا حدد بموجبه وزيرًا الدفاع وزيرًا مختصًا بتنفيذ قانون المناطق البحرية والجرف القاري، للعام 1918، وبموجب هذا المرسوم، فإنه قد حول جميع السلطات الخاصة بتنفيذ هذا القانون لوزير الدفاع بدلًا عن المفوضية القومية لحماية الحدود، والجدير بالذكر أن الدكتور معاذ تنقو رئيس المفوضية قال إنه أطلع على المرسوم فقط في وسائل الإعلام. وفي ظل وقائع الأحداث وسياسات النظام الانقلابي، والتي محورها التفريط في السيادة الوطنية، يجيء هذا المرسوم للعمل به في إطار الصراع الإقليمي والدولي المتكالب على السودان وموارده وسلامة حدوده، وبوقوع السودان ضمن الاستراتيجيات العسكرية الدولية، هذا إلى جانب ارتباط السودان بسلامة الملاحة في البحر الأحمر. إن جرف السودان القاري يعد كنزًا يذخر بالموارد ولا تفرط الوطنية الحقيقية فيه. وفي هذا الصدد يتصدى الحزب الشيوعي وعبر حملة جماهيرية واسعة لكي يدافع عن سيادتنا الوطنية وحماية مقدرات الوطن.
*أزمة القمح تجسد فشل الحكومات التي حكمت البلاد منذ الاستقلال* (2/2)
ليس هنالك ما يبرر أزمة الخبز التي تمر بها البلاد سنوياً مهما قيل من تبريرات، فهي ليست إلا تزييفاً للحقائق وتزويراً للواقع والتفافاً على الحلول الواضحة، لخداع الشعب السوداني. فالواقع يقول، إن الأراضي الصالحة للزراعة في السودان تبلغ مساحتها أكثر من 200 مليون فدان، وأن المستثمر منها لا يتجاوز الخمسين مليون فدان. وأن مياه الأمطار والمياه الجوفية والسطحية ومياه النيلين الأزرق والأبيض تبلغ أكثر من 30 مليار متر مكعب. وأن الأيدي العاملة الماهرة من مهندسين وباحثين ومزارعين وعمال زراعيين وغيره متوفرين وبقدرات عالية كل في مجال تخصصه. بهذه الإمكانات كان السودان خلال الخمسينات والستينات من القرن العشرين قبل دخول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى السودان، كان الإنتاج الزراعي يتجه بصورة رئيسية نحو السوق الداخلي لتلبية الحاجات المحلية الأساسية. ولهذا السبب استطاع السودانيون تحمل تبعات الجفاف الشديد خلال أعوام 1970/1975م. من دون ظهور مجاعة على مستوى واسع. لكن منذ منتصف السبعينات ودخول البنك الدولي وصندوق النقد الدولي شريكان في رسم سياسة الدولة خاصة في القطاع الزراعي تعثرت الأوضاع بشكل حاسم نحو الأسوأ. مخاطر الاستثمار الرأسمالي الأجنبي على الأمن الغذائي في السودان وأثره على القمح يبلغ عدد الدول الأجنبية المستثمرة في الإنتاج الزراعي في ولاية نهر النيل، على سبيل المثال 21 دولة في مساحة تقدر بأكثر من 2 مليون فدان، وبرأسمال بلغ أكثر من 3 مليار دولار. نسجل هنا، إننا في الحزب الشيوعي السوداني لسنا ضد الاستثمار الأجنبي في بلدنا، وفقاً للشروط العادلة التي تصب في مصلحة شعب السودان، ومصلحة المستثمرين على قدم المساواة. لكن أن يكون الاستثمار بالصيغة التي ابتدعتها شريحة طبقة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة مثل: ٭ حظر التمييز بين المال المستثمر (محلي وأجنبي). ٭ حظر التمييز بين المشاريع المتماثلة. ٭ حق التملك الكامل للمستثمر الأجنبي. ٭ حرية تحويل الأرباح. ٭ الإعفاءات الجمركية الكاملة على كل احتياجات المشروع (آلات، معدات، وسائل نقل، طيلة عمر المشروع). ٭ حظر أي رسوم إلا مقابل خدمات. ٭ عدم التأميم والمصادرة أو نزع ملكية العقارات. ٭ عدم الحجز على أموال المشروع أو مصادرتها أو تجميدها أو التحفظ عليها. ٭ضمان تحويل المال المستثمر. ٭ تحويل الأرباح وتكلفة التمويل الناتجة عن رأس المال. ٭ يجوز إعادة تصدير الآلات والمعدات والأجهزة ووسائل التنقل والمستلزمات. ٭ يحظر على أي جهة إدارية الامتناع عن تنفيذ الميزات الممنوحة بموجب احكام هذا القانون. ما يجدر ذكره أن هذه القوانين (الميزات) تسري لمدة 90 عاماً أو ما يجدر ذكره أن هذه القوانين في نهاية المطاف تصبح دولة داخل الدولة السودانية. وأن البلاد لا تستفيد من ما تنتجه هذه الدول ينتج العديد من القمح والذرة وغيرها بكميات مهولة ، وتشحن جميعها إلى موطن هؤلاء المستثمرين. {راجع كتاب: مساهمة حول قضايا الأرض والزراعة والمزارعين ولاية نهر النيل-بقلم د. سيد أحمد خطيب}. نتيجة لفرع دولة الرأسمالية الطفيلية يدها عن الإنتاج وتمويل عملياته وتركها لبنوك القطاع الخاص وما يسمى بالمحفظة، أقر وزير الزراعة السابق إبراهيم الدخيري بوجود فجوة تمويلية في الخطة الوطنية للاستثمار الزراعي، وعلى رأسه القمح، تقدر بـ 631 مليون دولار، بنسبة 11,4% من الميزانية الكلية للخطة. وأفصح عن عرضهم الفجوة على المانحين وشركاء التنمية لتغطيتها. {راجع صحيفة الانتباهة -3/5/2016م}. نتيجة لهذه المشاكل وغيرها تدنى إنتاج القمح لمتوسط يتراوح بين 5 إلى 6 جولات للفدان ، في الوقت الذي كان في العام الماضي يتراوح بين 20 إلى 25 جوال للفدان. وتدني انتاج القمح من 779 ألف طن في عام 2016م إلى 660 ألف طن في عام 2017م. ويشير تدهور الانتاجية بهذا القدر لن يتوقف بل ينبي بكوارث في مقبل الأيام وهذا ما حدث فعلاً. لقد كان مشروع الجزيرة وحده على سبيل المثال ينتج – قبل استيلاء (الكيزان) القسري على السلطة 65% من انتاج القمح الذي تحتاجه البلاد. • القمح في ظل الحكومة الانقلابية الدموية: بلغ الصرف على الإنتاج الزراعي بما فهي توسيع المساحة المزروعة قمحاً في موازنة 2022م مبلغاً قدره : في الوقت الذي بلغ فهي الصرف على الأجهزة السيادية التي تشمل مجلس السيادة الانقلابي 163,8 مليار جنيه. أي 372,3 مليون دولار. وبلغ الصرف على وزارة الدفاع (الجيش والأجهزة الاستخباراتية والأمنية) مبلغاً قدره 254 مليار جنيه أي 557,4 مليون دولار. وبلغ الصرف على الدعم السريع 102 مليار جنيه أي 232,4 مليون دولار- مرتبات فقط. هذا يعني أن الصرف على السيادي والأمن والجيش والدعم السريع يبلغ 182 مليون دولار وعلى الزراعة كما أشرنا من قبل: لا نضع اللوم على جبريل إبراهيم، فهو ليس سوى ترس صدئ في جهاز دولة خرب ومعطوب، معاد للشعب. هذا ما تؤكده المبالغ المخصصة لقوت الشعب من قمح وغيره، وتمتنع وزارة المالية عن توفير مبلغ 400 مليون دولار لشراء الأدوية المنقذة للحياة، في الوقت الذي يتم استيراد الفراولة المصرية بمبلغ 2 مليار دولار. نتيجة لهذا الوضع الكارثي الذي يبشر بتسارع قدوم مجاعة في معظم أنحاء البلاد، يبشرنا المسؤولون في البنك الزراعي عن الاحتياطي الاستراتيجي من الغذاء بأنه لا يوجد جوال قمح واحد في خزائنهم. البلاد تستهلك يومياً مائة ألف جوال دقيق قمح (100 ألف جوال). الباخرة التي أدعى حميدتي أنها تحمل 20 ألف طن قمح هدية من روسيا ، ويقول آخرون أنها اشتريت من البحر. أياً كان مصدرها فإن هذه الكمية تكفي البلاد لمدة ثلاثة أيام ونصف. ومهما بالغنا في ما تنتجه المشاريع السودانية المزروع منها قمح ما يوفر قوت عشرة أيام. في الوقت الذي تستورد فيه 86% من احتياجاتنا من القمح من أوكرانيا وروسيا. هذا الباب أوصد تماماً بسبب الحرب. ولهذا لابد من أخذ ما تتداوله وكالات الأنباء وهيئات الإغاثة وغيرها من مخاطر مجاعة قادمة في السودان مأخذ الجد. فعلى سبيل المثال أوردت منظمة إغاثة بريطانية أن واردات السودان من القمح في خطر. وحذرت من أن أكثر من 80% من هذه الواردات ربما لا تصل السودان بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر من العام الماضي. وقال مدير العمليات في مؤسسة انقاذ الطفولة الخيرية البريطانية، ديفيد رايت، السودان في وضع صعب بشكل خاص لأن 86-87% من واردات القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا مجتمعين، واضاف في مقابلة مع فرانس برس بالخرطوم أن الأمم المتحدة حذرت من أن تصل أرقام الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أو المجاعة في السودان إلى 20 مليون مواطن ، خاصة في ظل انقلاب 25 اكتوبر وتبعاته السلبية على الاقتصاد والحرب الروسية على أوكرانيا. وأن الاضطرابات السياسية والأزمة الاقتصادية العميقة فاقمت من الأوضاع في السودان. • كيفية الخروج من الأزمة: يستحيل الخروج من هذه الأزمة الطاحنة بدون الإطاحة بالانقلاب العسكري الذي نفذه البرهان وعصبته في الخامس والعشرين من أكتوبر من العام الماضي. هذا المكون العسكري الذي تؤكد ممارساته اليومية أنه امتداد لشريحة طبقة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة ، ويعمل بكل الوسائل والسبل للمحافظة على أدوات تمكينها وإعادة كل شخوصها إلى وظائفهم التي اقتلعتهم الثورة منها لفسادهم واضطهادهم للشعب ونهب خيراته وسرقة اللقمة من أفواه اطفاله. وقيام حكومة وطنية ديمقراطية منحازة انحيازاً تاماً لشعب السودان وأغلبيته الكادحة ومستعدة بل وقادرة على تنفيذ كل المطالب التي جسدتها شعاراته في مليونياته المختلفة، وسطرتها لجان المقاومة والحادبين على مسيرة الثورة في المواثيق والمبادرات المختلفة. بلدنا تحتاج إلى برنامج تنموي مغاير تماماً للتجارب السابقة والراهنة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تحتاج إلى قيام ثورة زراعية صناعية تعتمد على الإنتاج الزراعي والحيواني في بلادنا. ففي القطاع الزراعي الحيواني تكمن ثروتنا القومية ومنها يخرج الفائض الاقتصادي الذي يعاد استثماره في بناء المجتمع الصناعي الزراعي الجديد. وهذا هو الذي يحقق مستوى معيشي أكثر تقدماً للكادحين. ويقع على عاتق السلطة الوطنية الديمقراطية الإمساك بمهام التخطيط والمبادرة في تنفيذ هذه المهام. باعتبار أن ذلك هو الوسيلة الناجعة لتفجير الفائض الاقتصادي الكامن، ولتوجيه الاستثمارات في الطريق الذي يضمن بنجاح الأهداف النهائية السياسية-الاقتصادية للتنمية في هذه المرحلة. {راجع: حول البرنامج للشهيد عبدالخالق محجوب}. ـــــــــــــــ *_الميدان 3910،، الأحد 3 مارس 2022_*
1 مع اقتراب ذكرى 6 أبريل تتصاعد المقاومة الباسلة للانقلاب بعد أن أمطرت مسغبة وبؤسًا، كما في مليونية 31 مارس ومقاومة المزارعين لفشل الموسم الزراعي بانخفاض المساحات وارتفاع أسعار الجازولين والكهرباء ونقص التقاوي والسماد والمبيدات... الخ، ورفض سعر التركيز لجوال القمح (43) ألف، وحتى هذا السعر لم توف به الحكومة!!، ومقاومة تدهور المعيشة، واستمرار إضراب المعلمين وأساتذة الجامعات احتجاجًا على التدخل في الجامعات بحل مجالس الإدارات وإعفاء مدراء الجامعات وتعيين آخرين لإعادة التمكين، ومقاومة التجار في مواقف جاكسون والسوق المركزي وكركر لنهب القوات النظامية لبضائعهم دون التخطيط السليم لتنظيم الأسواق، إضافة لتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية، واستمرار القمع الوحشي للمواكب السلمية حتى وصل عدد الشهداء إلى (93) شهيدًا بعد آخر شهيد في مليونية 31 مارس عاصم حسب الرسول، وتجاوز عدد الإصابات (2800) ثائر، واعتقال وتعذيب المئات، باستخدام أدوات القمع الوحشي من الدوشكا، الرصاص الحي والمطاطي، القنابل الصوتية، سلاح الخرطوش الفتاك، الأسلحة البيضاء، والدهس بالمصفحات، وخراطيم المياه القذرة... الخ، والهجوم على المستشفيات واعتقال المصابين، واعتقال وضرب الصحفيين ومراسلي القنوات. إضافة لاشتداد الحصار العالمي للانقلاب العسكري واستنكار جرائمه، بسبب المقاومة الباسلة للانقلاب من شعب السودان، كما في تقرير فولكر أمام مجلس الأمن الذي عدد جرائم الانقلاب، وانزعاج الانقلابيين من بيان فولكر، وموافقة أصدقاء السودان على تقرير فولكر، ورغم الحصار الخارجي الذي هو عامل مساعد، ولكن العامل الحاسم في التغيير هو استمرار مقاومة شعب السودان، والتواجد في الشارع بمختلف الأشكال، ورفض جميع التسويات التي تعيد إنتاج الأزمة بالشراكة مع العسكر التي اثبتت فشلها، وقيام الحكم المدني الديمقراطي. أدت المقاومة الباسلة إلى رفض تكريس الانقلاب باتفاق حمدوك- البرهان، وعزلة الانقلاب داخليًا وخارجيًا التصدع في حركات سلام جوبا التي تورطت في الانقلاب وقمع شعب السودان. كما تقدمت لجان المقاومة خطوات كما في إنجاز ميثاق سلطة الشعب وطرحه للإضافة والتعديل، كما في ميثاق تنسيقيات ولاية الخرطوم، وتنسيقيات لجان المقاومة في الولايات التي وقعت عليه (15) ولاية من (18) ولاية، وتم إعلانه الخميس 31 مارس. 2 بعد أكثر من خمسة أشهر علي الانقلاب تستقبل جماهير شعبنا ذكرى 6 أبريل واعتصام القيادة العامة بعد تراكم المقاومة الجماهيرية للانقلاب الدموي الذي جرى في 25 أكتوبر، والمطالبة بإسقاطه، وتحت شعار ”لا شراكة، ولا تفاوض، ولا مساومة”، فقد تراكمت المقاومة كما في المليونيات ومواكب الأحياء التي دعت لها لجان المقاومة واعتصام اليوم الواحد، والوقفات الاحتجاجية ومواكب الشهداء و"كلنا معكم" وإضرابات ومذكرات المهنيين وأساتذة الجامعات والمحامين والأطباء والقضاء وبقية القانونيين والعاملين من أجل الأجور والحريات الديمقراطية، واستنكار القمع الوحشي، والإضراب السياسي والعصيان المدني بداية الانقلاب، والدعوة للعصيان المدني والإضراب العام الذي دعا له أكثر من 20 تجمع نقابي ولجان تسيير ليومين استنكارًا لمجزرة 17 نوفمبر، وتتريس الشوارع والمدن، وإغلاق طريق شريان الشمال، والإضرابات والوقفات الاحتجاجية لتحسين الأجور والمعيشة، وغير ذلك من الحراك الجماهيري الواسع الذي رصدناه في مقالات سابقة. كما استمرت المواكب والاعتصامات في الأحياء، وتنظيم مواكب أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وأمام المحكمة الجنائية، وتقديم المجرمين في مجزرة الاعتصام و17 نوفمبر للجنائية الدولية، ورفض التدخل الدولي في الشأن الداخلي. شملت المليونيات أكثر من 54 مدينة وقرية في السودان، مثل: الخرطوم، بورتسودان، القضارف، حلفا الجديدة، كسلا، مدني، المناقل، سنجة، الدمازين، سنار، عطبرة، بربر، الدامر، كرمة ابورقيق، دنقلا، كريمة شندي، كوستي، ربك، نيالا، زالنجي، الفاشر... الخ، مع ملاحظة مشاركة واسعة لطلاب الثانويات. إضافة لمليونيات السودانيين في الخارج التي حاصرت سفارات الدول الداعمة للانقلاب، والمطالبة بحقوق الإنسان ومحاكمة المجرمين لإطلاق النار على التجمعات السلمية، كما في عرائضهم ومذكراتهم، فضلًا عن تضامن الأحزاب الشيوعية والعمالية والديمقراطية والتقدمية والمنظمات الحقوقية مع شعب السودان والتي ساهمت في عزلة ومحاصرة الانقلاب. 3 كما انكشف القناع عن حركات سلام جوبا التي تورطت في الانقلاب الدموي الذي وقع في 25 أكتوبر بقيادة البرهان وحميدتي وفلول “الكيزان”، ووضح للقاصي والداني خيانة هذه الحركات للشعب السوداني ولقضية دارفور ومنطقتي جبال النوبا والنيل الأزرق التي طالما ادعو بأنهم المدافعون عنها، ومع جماهير الهامش. بعد الانقلاب شاركت جيوش هذه الحركات في القمع الوحشي للمظاهرات السلمية مع قوات البرهان وحميدتي "الدعم السريع"، وفلول "الكيزان" وأجهزة مخابراتهم، كما شاركوا عن طريق وزير المالية جبريل في تجويع الشعب السوداني وساروا في طريق روشتة صندوق النقد الدولي برفع الدعم عن الكهرباء والوقود والخبز والغاز، وتنكروا لمطالب أهل دارفور والمنطقتين في السلام الشامل وعودة النازحين لقراهم وإعمار مناطقهم وتعويضهم، وعودة المستوطنين الأجانب فيها لبلدانهم، حل المليشيات وتقديم البشير للجنائية. كما أوضحت السيول البشرية الهادرة التي خرجت في كل مدن السودان أننا أمام ثورة جديدة تخطت الوثيقة الدستورية المعيبة واتفاق جوبا وعودة حمدوك لتكريس الانقلاب العسكري الذي أصبح في كف عفريت. 4 زاد من غضب الجماهير وغليانها الخطوات التي اتخذها قادة الانقلاب في إعادة فلول النظام البائد لقيادات الخدمة المدنية والأمنية والعسكرية والقضائية والجامعات، وتعيين جبريل إبراهيم لمتابعة لجنة التمكين، بهدف إعادة التمكين، وخرق قانون الأحزاب بفتح حسابات للحركات المسلحة في البنوك، وفك حسابات رموز النظام الإسلاموي مثل: على عثمان محمد طه وكرتي... الخ، وارجاع ما تم استعادته من أموال الشعب المنهوبة للفلول، واتفاق البرهان- حمدوك الذي بصم على انقلاب بيان الانقلاب، إضافة لإعادة تمكين الفلول بدلًا من التفكيك واستعادة أموال الشعب المنهوبة وشركات الجيش والدعم السريع للدولة التي تستحوذ على 82 % من موارد الدولة، إضافة لميزانية الأمن والدفاع وللجنجويد لتصل إلى أكثر من 90% لها!!، وكما عبر الكثيرون: البرهان أعاد الإخوان لحكم البلاد. 5 رفضت المليونيات رفض بيع أو خصخصة ميناء بورتسودان، واعطاء قاعدة عسكرية لروسيا في البحر الأحمر، والارتباط بالمحاور كما جاء في مواثيق لجان المقاومة والأحزاب الثورية، والارتباط بمحور (السعودية- الإمارات- مصر- إسرائيل) بتصدير القوات السودانية لحرب اليمن التي تتعارض مع احترام استقلال وسيادة الدول الأخرى، وتصدير تلك الشركات المحاصيل النقدية لمصر والماشية، والذهب القذر الملوث بدماء ضحايا الإبادة الجماعية في مناطق التعدين واستخدام المواد الضار بالبيئة في استخراجه (السيانيد، الزئبق... الخ) إلى الإمارات، ومخطط إسرائيل لنهب موارد السودان الزراعية والمائية والوجود في البحر الأحمر والفشقة، كما استنكر الثوار دعم إسرائيل للانقلاب وحرقوا علمها، وطالبوا بوقف التطبيع مع إسرائيل، ووصاية العسكر على العملية السياسية في البلاد. 6 كما حدث تضامن واسع مع شعب دارفور ورفض الانتهاكات وأخرها ما حدث في جبل مون الذي أدى لمقتل أكثر من 48 مواطنًا، ونزوح أكثر من 12 ألف، ومنطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق واستنكار الإبادة الجماعية وحرق القرى وتهجير الآلاف من قراهم، من مليشيات الدعم السريع بهدف الاستيلاء على أراضيهم الخصبة ومراعيهم، والثروات المعدنية (ذهب، كروم، يورانيوم... الخ) وتهريبها للخارج إلى تشاد والإمارات، ومصر، كما شاركت في القمع كل القوات (دعم سريع، شرطة، حركات مسلحة) رغم ذلك استمر النهوض الثوري، واتسعت قاعدته. 7 وأخيرًا كما أشرنا سابقًا، تأتي ذكري 6 أبريل بعد أكثر من خمسة أشهر على الانقلاب الدموي والمقاومة الباسلة له من جماهير شعبنا يجرى احكام الخناق عليه داخليًا وعالميًا، ويتسع السخط بسبب القمع والتفريط في السيادة الوطنية وتدهور الأوضاع المعيشية، مما يتطلب الاستعداد لمواكب 6 أبريل الحاشدة المعبرة عن رفض الانقلاب، والمزيد من التنظيم والتعبئة والتحضير الجيّد للانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني، ولا شك أن تصاعد التراكم الكمي للمقاومة بتنوعها سوف تفضي الي تحول كيفي في إسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، بعد سد النقص بتوفير العامل الذاتي بوجود المركز الموحد والميثاق للتوافق على وثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي، واستقلال القضاء وحكم القانون، وتفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة، وعودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع لوزارة المالية، والترتيبات الأمنية لحل مليشيات الدعم السريع وقوات الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد... الخ من أهداف الثورة. المجد والخلود للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحى، والحرية لكل المعتقلين السياسيين وعودًا حميدًا للمفقودين. ـــــــــــــــ *_الميدان 3910،، الأحد 3 مارس 2022_*
حسب ما هو متداول بأن البرهان في حفل تخريج طلاب جامعة كرري هدد بطرد مبعوث الأمم المتحدة (يونيتامس) فوكلر، وقال بأنه قد تجاوز تفويضه وتدخل في الشأن السوداني. والمعلوم أن فوكلر قد قدم إحاطة أمام مجلس الأمن الاثنين 28 مارس الجاري وأهم ما جاء فيها بأن المعضلة في السودان تكمن في سيطرة الانقلاب العسكري، وهذا يؤكد بأنه أي فوكلر قد أقر بأن ما حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 هو انقلاب عسكري، بعد أن كان يريد تعويمه حتى الامين العام للأمم المتحدة، الذي كان قد قال على السودانيين قبول الأمر الواقع، لكن وبفضل جسارة الثائرات والثوار السودانيين، وعزمهم على مواصلة التصدي لإنقلاب البرهان وتقديمهم عدد 93 شهيد وشهيدة إلى الآن على الأقل، وعدد كبير من المصابين والمصابات والمعتقلين والمعتقلات، وما زالوا على استعداد للتضحية والمضي بثورتهم إلى الأمام نحو نصرها، كل هذا قد جعل فوكلر يتراجع من فكرة تعويم الانقلاب ويقدم إحاطته التي أقر فيها بالانقلاب، وهذا ما أزعج البرهان حد أنه لوح بطرده من البلاد، وهذا سيخلق تعقيدات في علاقة سلطة الانقلاب مع المنظمة العالمية التي أوفدت فوكلر. المؤكد أن العالم من حولنا يحدد موقفه من أي صراع داخل أي بلد من بلدان العالم على توازن القوى على الأرض، وواضح أن ضغط الثوار ومواكبهم المتواصلة قد لعب دورًا في ذلك. أمامنا السادس من أبريل لا نحلم بأن يأتي كما أتى السادس من أبريل 2019، لكن هو تاريخ له اهميته في تاريخ الثورات في السودان. نحتاج أن نجعل منه يومًا تاريخيًا نحدث فيه زخمًا ثوريًا على أوسع نطاق، ونجعل مدن السودان وأحيائها المترامية الأطراف تنتفض، وتساهم في الحراك الثوري لنتيح أوسع الفرص لأوسع مشاركة شعبيه في هذا اليوم، ولكل الفئات الاجتماعية والعمرية. هنالك أصوات تنادي بوحدة الأطراف الرافضة للانقلاب نحن نضم صوتنا إليها، لكنا نرفضها كوحدة فوقية نخبوية، ونرى ضرورة أن تأتي هذه الوحدة نابعة من القواعد، وحدة على أهداف ورؤى واضحة ومتفق عليها تعمل على إحداث التغيير الجذري، لأن الثورة هي هدم للقديم وبناء للجديد. لنجعل من السادس من أبريل رافعة للثورة نحو انتصارها ولن يحدث هذا ما لم نعمل على التحشيد على مستوى المدن والأحياء. على الثوار الاستفادة من ليالي رمضان في التعبئة بتنظيم المواكب الليلية داخل الأحياء وما بينها، ومخاطبة أهلها وحثهم على المشاركة. يجب أن تكون مواكب السادس من أبريل في كل شوارع مدن بلادنا. ـــــــــــــــ *_الميدان 3910،، الأحد 3 مارس 2022_*
04-05-2022, 02:38 AM
منتصر صلاح منتصر صلاح
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 702
* أوسع مشاركة جماهيرية في مواكب 6 أبريل.. * قيام المركز الموحد واجب الساعة.. * إسناد قانون البحار و الجرف القاري لوزير الدفاع يهدد السيادة الوطنية.. * اليقظة ضد التسوية والانقلاب العسكري لإعادة إنتاج الأزمة. * الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني طريقنا لاسقاط الانقلاب.. * إنتزاع الحكم المدني الديمقراطي. تهل علينا ذكرى 6 ابريل والبلاد تمر بنفس الأوضاع التي قادت الي الانتفاضة من تدهور للأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية الى جانب القمع المفرط للمواكب السلمية وحملات الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين وحالات الاغتصاب للنساء.. وشبح المجاعة الذي يخيم على البلاد جراء فشل الموسم الزراعي.. ونهب ممتلكات " الفريشة " ومصادرة رزقهم بدون خطة لتنظيم الأسواق.. وقمع المعلمين واهانتهم بسبب مطالبهم المشروعة في رفع الأجور مما أدى لاضرابهم.. وإعادة التمكين في الخدمة المدنية والنظامية والقضائية والتمهيد لعودة المؤتمر الوطني.. وحل مجالس إدارات الجامعات وفصل مدراء الجامعات.. مما أدى للإضراب واستقالات الأساتذة.. إضافة للتخوف من اسناد قانون الجرف القاري لوزير الدفاع بدلا عن مفوضية الحدود للتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثروات البحر الأحمر وبيع او خصخصة الميناء.. وقيام القاعدة العسكرية الروسية على البحر الأحمر.. فضلا عن التفريط في اراضينا المحتلة (حلايب.. شلاتين.. ابورماد.. نتو حلفا.. الفشقة). إضافة للتمدد الأجنبي و الاستيطان السرطاني للدعم السريع .اقتصادياً وعسكرياً ومالياً. ومنح قواته قطع سكنية في المدن بالآلاف في حين إعداد مهولة مازالوا منتظرين الخطط السكانية لسنوات طويلة وفتح حسابات في البنوك لحركات جوبا المسلحة.. إضافة لنشاط مرتزقة فاغنر في البلاد وقمع المتظاهرين ونهب الذهب وتهريبه لروسيا. كما تصاعدت المقاومة الجماهيرية داخل وخارج السودان كما في جداول لجان المقاومة والسودانيين في الخارج .. واضرابات العاملين من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية وتركيز الأسعار وتحسين الاجور.. وإنتزاع الصحفيين وأساتذة جامعة الازهري لنقابتهم.. مما يتطلب مواصلة عقد الجمعيات العمومية وإنتزاع النقابات فالثورة نقابة ولجنة حي.. اضافة لإعلان مواثيق لجان المقاومة في العاصمة والولايات للمناقشة والاضافات والتعديل.. كما يشتد الحصار على الانقلاب في الخارج بسبب صمود الشارع السوداني ورفض الاعتراف بالانقلاب تحت شعار " لا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة". .ورفض اتفاق البرهان حمدوك.. استناداً لهذا الواقع عبّر تقرير فولكر أمام مجلس الأمن عن رفض الشعب السوداني للانقلاب وفشله في الحكم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية والامنية.. لم يعكس فولكر سوى الواقع المرير الذي ازعج الانقلابيين وهدد البرهان بطرد فولكر. من البلاد في إعادة لمهزلة استخفاف المخلوع البشير بمنظمة الأمم المتحدة.. بحجة التدخل الأجنبي وهو الذي فتح الباب على مصراعيه للتدخل الخارجي.. علماً بأن شعب السودان لا يعول على العامل الخارجي.. بل العامل الداخلي هو الحاسم في التغيير وتبقى أهمية ملاحقة المجرمين ومحاكمتهم في الجرائم ضد الإنسانية كما في مجزرة فض الإعتصام ومجازر ما بعد انقلاب 25 أكتوبر.. وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية. .فضلاً عن تسارع الخطوات للتسوية التي تعيد الشراكة مع العسكر كما في مبادرة الاتحاديين بعد اجتماعهم الأخير في القاهرة ومبادرة حزب الأمة كما جاء في تصريح اللواء معاش برمة ناصر.. والجبهة الثورية في اجتماعها الأخير في الدمازين والتصدع داخلها.. وخطوات فولكر للتسوية التي دعمها أصدقاء السودان. مما يعيد إنتاج الأزمة ونهب ثروات البلاد وتهديد وحدتها وسيادتها الوطنية.. هذا ويرفض حزبنا أي تسوية أو انقلاب عسكري يقطع الطريق مرة أخرى أمام الثورة. بعد أكثر من خمسة أشهر علي الانقلاب تستقبل جماهير شعبنا ذكري 6 أبريل واعتصام القيادة العامة. وهي أشد تصميماً لإسقاط الانقلاب من فوق المقاومة البطولية للإنقلاب واحكام الخناق عليه داخلياً وعالمياً، ويتسع السخط بسبب القمع والتفريط في السيادة الوطنية و تدهور الأوضاع المعيشية، مما يتطلب الاستعداد لمواكب 6 أبريل الحاشدة المعبرة عن رفض الانقلاب ومواصلة التصعيد الجماهيري، والمزيد من التنظيم والتعبئة والتحضير الجيّد للانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني، لاسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، بعد سد النقص بتوفير العامل الذاتي بوجود المركز الموحد والميثاق للتوافق علي وثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي، واستقلال القضاء وحكم القانون، وتفكيك التمكين واستعادة اموال الشعب المنهوبة، وعودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع لوزارة المالية، والترتيبات الأمنية لحل مليشيات الدعم السريع ومليشيات الكيزان وقوات الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد. وغير ذلك من أهداف الثورة. المجد والخلود للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحى، والحرية لكل المعتقلين السياسيين، وعوداً حميداً للمفقودين.
- المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية. - عاجل الشفاء للجرحي.
جماهير الشعب السوداني الباسل: تحايا النضال والصمود، وثورتكم تواصل المسير بخطى ثابتة نحو غاياتها المرجوة وتحقيق شعاراتها (حرية سلام عدالة)، والتي ستتحقق عبر نزع هذه السلطة لصالح الجماهير الكادحة في الارياف والمدن. جماهير دنقلا الصامدة: ان نظام الانقلاب يعيش اقصى مراحل أزمته، ويظهر هذا جلياً في عجزها عن توفير الخدمات الاساسية للمواطنين من صحة وتعليم وتوفير الكهرباء للناس. كما يطل القصور الواضح في توفير أسعار مجزية للمحاصيل الشتوية، وتركوا المزارعين عرضة لجشع التجار فهبطت الأسعار وأصاب الاحباط جميع المنتجين، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وإنعدام الجازولين بجانب تحرير سعره بالكامل. وكما قامت هذه الطغمة الفاشية برفع أُجور عساكرهم وأهملوا تماماً قطاعات واسعة من المهنين، عرضة لسعير السوق الحر، والذي أصبح يمتص مداخيل الطبقات الكادحة من المواطنين لصالح الطبقة السياسية الحاكمة وحلفائها. هذا بالإضافة للقتل الوحشي واغتصاب الثائرات، والبطش الممنهج للثائرات والثوار، ومطاردة الفريشة وستات الشاي في اماكن عملهم وتضييق سبل كسب العيش عليهم. من اجل ذلك نناشد جماهير الولاية الشمالية كلها بتلبية دعوات لجان المقاومة بمحلية دنقلا في الخروج في زلزال السادس من ابريل، مواصلة في تراكم النضال من اجل تحقيق شعار ثورة شعب سلطة شعب. كما نناشد جميع المهنيين بالمنطقة ان ينظموا صفوفهم ويكونوا نقاباتهم استعدادا للاضراب السياسي الشامل. ونتوجه بالنداء لاصدقاء الحزب والديمقراطيين وعضوية الحزب بالانخراط في كل انشطة لجان المقاومة، وتصعيد العمل الجماهيري السلمي حتى إسقاط هذا النظام واقامة دولة الشعب السوداني. ثورة ثورة حتي النصر.
الحزب الشيوعي السوداني منطقة دنقلا
5 أبريل 2022م.
04-05-2022, 07:38 PM
منتصر صلاح منتصر صلاح
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 702
مليونية السادس من أبريل.. °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
• الشيوعي يدعو للحشد والتعبئة والتنظيم لمليونية 6 أبريل... • نشاط محموم في لجان المقاومة لمليونية 6 أبريل... • اجتماع مشترك للجان المقاومة للنقاش حول المسائل المشتركة للمواثيق.... • محامو الطوارئ يناشدون المجتمع المدني بدعم قضية المعتقلين....
تأتي ذكرى 6 أبريل والمشهد السياسي السوداني يزداد تعقيدا، فالأوضاع الاقتصادية والأمنية تشهد ترديًا مريعًا، والانقلابيون تتم محاصرتهم داخليًا وخارجيًا، فيستمرون في المزيد من العنف المفرط وقتل الثوار، فقد وصل عدد الشهداء منذ انقلاب 25 أكتوبر إلي 93 شهيدًا، كما يستمر اعتقال الناشطين من لجان المقاومة والثوار ووضعهم في السجون في ظروف اعتقال سيئة، إضافة لمحاولات كسر إضراب المعلمين بإعادة الفلول لوظائفهم، كل ذلك بغرض إضعاف الحراك الثوري الجماهيري. كما تقوم قوى الهبوط الناعم في الخفاء بمحاولات لعملية تسوية سياسية مع الطغمة العسكرية الانقلابية. في المقابل يشهد ادماج ميثاق لجان مقاومة ولاية الخرطوم (ميثاق تأسيس سلطة الشعب) وميثاق الولايات (الميثاق الثوري لسلطة الشعب) بطئًا في ادماج الميثاقين، ورغم كل ذلك تستمر القوى الثورية في التصعيد الثوري عازمةً على إسقاط الانقلاب وإقامة السلطة المدنية الكاملة.
الميدان - تقرير- هيثم دفع الله
في السياق دعا الحزب الشيوعي للاستعداد لمواكب 6 أبريل الحاشدة المعبرة عن رفض الانقلاب ومواصلة التصعيد الجماهيري، كما دعا للمزيد من التنظيم والتعبئة والتحضير الجيّد للانتفاضة الشعبية الشاملة، والإضراب السياسي العام والعصيان المدني، لإسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، بعد سد النقص بتوفير العامل الذاتي بوجود المركز الموحد والميثاق، للتوافق على وثيقة دستورية جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي، واستقلال القضاء وحكم القانون. وقالت سكرتارية اللجنة المركزية في بيان السبت الماضي تأتي ذكرى ٦ أبريل والبلاد تمر بنفس الأوضاع التي قادت إلى الانتفاضة من تدهور للأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية.. إضافة للقمع المفرط للمواكب السلمية وحملات الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين وحالات الاغتصاب للنساء.. وشبح المجاعة الذي يخيم على البلاد جراء فشل الموسم الزراعي.. ونهب ممتلكات" الفريشة" ومصادرة رزقهم بدون خطة لتنظيم الأسواق.. وقمع المعلمين وإهانتهم بسبب مطالبهم المشروعة في رفع الأجور ما أدى لإضرابهم.. وإعادة التمكين في الخدمة المدنية والنظامية والقضائية والتمهيد لعودة المؤتمر الوطني المحلول.. وحل مجالس إدارات الجامعات وفصل مدراء الجامعات.. مما أدى للإضراب واستقالات الأساتذة.. من جانبها أكدت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم المضي قدمًا حتى إكمال مهام ثورة ديسمبر العظيمة وعدم التراجع وقالت في بيان لها: "لن نعود عن درب نرنو فيه للشهداء أمامنا، ونترك معه الخوف وراء ظهورنا، وقد استقبلت أنوفنا عبير الفجر النضير من بين بخور المواكب، ولامست أكتافنا نواصي الرفعة والسؤدد بجلالٍ، فوق ركام النكوص، فلا الرصاص بقادر على رد القدر، ولا القتل بمعجزٍ عن حب الحياة وصون التراب". وقالت في بيان هو ذا أبريل المجد الباذخ والانتصارات العلية، يطل علينا من شرفة الزمن، وضاءً بين ظلمات التيه، كمثل تميمة على صدر الوطن، فهو قد ظل لهذا البلد وجاءً، يلجم شهوات النهب والترويع والقتل اللئيم، ويلهم الأجيال من جيل لجيل، وسيبقى مقيمًا فينا كطالعٍ ميمونٍ وفألٍ حسن. وأضافت "لن نعود عن هذا الطريق ولو وضعت الشمس بين أقدامنا، ورسَا القمر غُرَّة على جباهنا، إلا أن نبلغ عرش الخلاص ونضع بذور الوعد على أهُبة النماء". الجدير بالذكر أن نشاطًا محمومًا داخل لجان المقاومة والقوى الثورية استعدادًا لمعركة 6 أبريل، وتمر ذكرى مليونية 6 أبريل والتي اقتحمت فيها الجماهير الثورية شارع القيادة العامة في ملحمة ثورية وأقامت اعتصامها هناك، حيث شهدت ساحة الاعتصام نشاطات ثورية واجتماعية عديدة، رسخت لقيم ثورة ديسمبر العظيمة، مما أخاف السلطة الانقلابية وفلول النظام وقامت بفض الاعتصام في مجزرة صبيحة الثالث من يونيو من عام 2019م، والتي على إثرها أقدمت القوات الأمنية على الكثير من الانتهاكات، ومن هنا تكتسب ذكرى 6 ابريل زخمًا واهتمامًا كبيرا، رغم ذلك لا تعتبر لجان المقاومة أن ذكرى 6 أبريل هذا العام هي سدرة المنتهى، وإنما هي خطوة لمراكمة العمل الثوري من أجل إسقاط الطغمة العسكرية الانقلابية وإقامة السلطة المدنية الكاملة. وفي السياق قامت لجان المقاومة بالعديد من الأنشطة للتعبئة لمليونية 6 أبريل حيث قامت بتوزيع القصاصات والكتابة على الحوائط، والمواكب الدعائية، ولم تحسم حتى كتابة التقرير وجهة المليونية. وعلى صعيد مواثيق لجان المقاومة دعت تنسيقيات مدينة الخرطوم التنسيقيات المكونة للميثاق الثوري لسلطة الشعب (الولايات) لاجتماع مشترك للتفاهم في المسائل المشتركة كما جاء في الدعوة، ولم يصدر من تنسيقيات لجان المقاوم ما يفيد بما دار في الاجتماع، وتعتبر هذه الخطوة ضرورية ومهمة في سبيل توحيد مواثيق لجان المقاومة ودمجها في ميثاق واحد، مما يسهم في دفع العملية السياسية للأمام. وفي صعيد الراهن الثوري ناشد محامو الطوارئ في تصريح صحفي المجتمع المدني بمساندة قضية المعتقلين بسجن سوبا وسجن النساء أمدرمان وحراسات الشرطة. وأكدوا بأنهم سيسلكون كافة السبل القانونية المحلية والدولية لضمان الحقوق الأساسية للمعتقلين وصولًا إلى حريتهم الكاملة. وكشفوا في التصريح أن المعتقلين في سجون الانقلاب يعانون ظروفًا قاسية ونقصًا حادًا في الغذاء خلال شهر رمضان المعظم، وقالت إن هذا انتهاك واضح لوثائق أممية عديدة، منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والبرتوكول الاختياري الثاني الملحق به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: ونصت المادة الخامسة منه على أن ”لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة“، وأكدوا أن محاولات السلطة الإنقلابية في تجويع وتركيع الثوار المعتقلين لن تفلح في تثبيط عزيمتهم. ـــــــــــــــ *_الميدان 3911،، الثلاثاء 5 مارس 2022_*
في ذكرى مرور 37 عامًا على انتفاضة 6 أبريل 1985م وسقوط نظام السفاح نميري الدكتاتوري، أصدرت لجان مقاومة بحري وهم ينسقون للاحتفاء بهذه الذكرى الغالية على شعبنا والثورة السودانية بياناً جاء فيه : ( إن الإنقلابيين لا يتورعون عن فعل كل ما يتوهمون أنه سيبقيهم في سدة الحكم.. وكل تخطيطهم يأتي لكسر شوكة الثوار والانقضاض على الثورة وفرض سياسة الأمر الواقع لقيادة الشارع للتفاوض وإجباره على تقديم التنازلات بحجة إيقاف الدم المسفوح). تمر الذكرى وشعبنا يواجه نظاماً دكتاتورياً جاثماً على صدر الوطن ترياقاً لثورته في ديسمبر 2018. والثوار والثائرات يحتفون بذكرى انتفاضة شعبنا في 6 أبريل 1985.. هذا يؤكد أن الثورة السودانية ماضية في سعيها من أجل بناء وطن سعيد قائم على الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية.. إن الثورة السودانية قد انتظمت شعاراتها وأهدافها منذ ثورة 21 أكتوبر 1946، و6 أبريل 1985م، وقد أصبحت أكثر عمقاً وشمولاً وجذرية في ثورة ديسمبر 2018م مما يعني أنه ليس هناك انتكاساً في مجرى الثورة السودانية وإنما تراكماً واتساعاً وعمقاً في مجراها وهي تسعى لتحقيق أهدافها وشعارتها. وإن جيلًا بعد جيل يسير على خطاها مؤكدًا التصاعد الجدلي للثورة وقواها. إن الذين يتصدون ويستبسلون ويستشهدون في سبيل تحقيق وإنجاز ثورتهم اليوم لم يكونوا قد ولدوا في ذلك التأريخ، وإن استعدادهم للاحتفاء بهذه الذكرى يتم باعتبارها نبراساً تهتدي به قوى الثورة عبر تأريخها في تصديها لقوى القمع والاستبداد والعمالة والتفريط في سيادتنا الوطنية، قوى الطفيليين ووكلاء الإمبريالية العالمية. وإننا في الحزب الشيوعي إذ ندعو الجماهير شيباً وشباباً للاحتفاء بهذه الذكرى، فإننا نثق في وعي شعبنا وقواه الحية بحجم المسئولية الملقاة على عاتقنا في مواجهة الانقلاب العسكري والقوى المضادة للثورة، المحلية منها بقيادة حزب المؤتمر الوطني المأفون وقوى الهبوط التسووي والخارجية وهي قوى الرجعية العربية والمعسكر الإمبريالي غرباً وشرقاً، وذلك هو سعيهم من أجل تحقيق التسوية لإعاقة تقدم وتطور ثورتنا المجيدة. إن ما ورد في بيان لجان مقاومة الخرطوم بحري يعكس مستوى وعي شعبنا العالي بالمخططات الرامية إلى إغراق ثورتنا في بحر من الدماء، وإن هذا المخطط لن يفت في عضد حركتنا الجماهيرية وهي تتسلح بذكرى مواكب 30 يونيو عقب مجزرة فض الاعتصام 2019م، وقد هزم مخططهم الذي سعى لتغيير توازن القوى لصالحهم، وسعى لضرب وتركيع الحركة الجماهيرية.. نؤكد على إصرارنا بسلمية نضالنا هذه السلمية التي أكدت فعاليتها في هزيمة مخططات الجبناء. أولئك الذين لا يعون إن العنف لن يزيد شعبنا إلا صمودًا وإصرارًا على هزيمتهم. إن الخروج والتعبير الجاد والملتزم بقضايا الثورة والإبداع في الوسائل والأشكال الاحتفالية يشكل الخطوة قبل الأخيرة في هزيمة القوى المضادة للثورة، ودفنها في مزبلة التأريخ.. حتمًا سوف ننتصر..
١ جاء زلزال ٦ أبريل حاشدا ومطالبا بإسقاط حكم العسكر والحكم المدني الديمقراطي.و أعاد أجواء انتفاضة أبريل ١٩٨٥ وثورة ديسمبر ٢٠١٩ التي اطاحت بالمخلوعين جعفر نميري وعمر البشير.. وخطوة متقدمة للنصر. . و أكد عزم الجماهير على إسقاط الانقلاب بعد أن أصبح الانقلاب على قاب قوسين او أدنى من السقوط وفشل القمع في وقف المواكب والمظاهرات وكل أشكال المقاومة الأخرى والتي تتسع رقعتها كل يوم حتى اتسع الفتق على الراتق.. واصبحت الحياة لا تطاق والمعيشية ضنكا وفقدان البلاد لسيادتها الوطنية ونهب مواردها.. وتوفرت كل الظروف الموضوعية لزوال النظام ومتبقي العامل الذاتي المتمثل في المركز الموحد الذي يقود الثورة حتى النصر.. ٢ تدفقت سيول المواكب كالنهر لا يستأذن الصخر المرور.. رغم الاعتقالات المسبقة وترحيل المعتقلين من سجن سوبا للولايات.. والصيام ودرجة الحرارة العالية وإغلاق معظم الكباري.واعلان الإمانة العامة لمجلس الوزراء الأربعاء عطلة رسمية.. والقمع الوحشي بالرصاص الحي والمطاطي والهراوات والقنابل الصوتية والبمبان. واستخدام السكاكين والسواطير من مليشيات الدعم السريع والكيزان وقوات حركات سلام جوبا. مما أدى لاستشهاد الطيب عبد الوهاب ناصر (19سنة) من الجريف شرق بالرصاص ليصل عدد الشهداء منذ الانقلاب الي ٩٥ شهيدا... وإصابة إعداد كبيرة جاري حصرها.. إضافة لمنع توصيل المصابين للمستشفيات.. ومحاصرة المستشفيات وضربها بالرصاص والغاز المسيل للدموع.. كما حدت في مستشفيات الجودة في الخرطوم والأربعين بأم درمان وشرق النيل بالخرطوم بحري.. إضافة لحالات الاعتقالات. خرجت المواكب إضافة للعاصمة الخرطوم في أكثر من ٢٠ مدينة مثل :عطبرة.. مدني.. سنجة.. سنار.. الدمازين.. كوستي.. الأبيض.. المجلد.الضعين..نيالا..زالنجي..الفاشر.. الجنينة. بورتسودان.. القضارف.. كسلا.. حلفا الجديدة.. دنقلا.. شندي.. الخ.. علما أن بعض المدن خرجت مبكرة مثل القضارف والضعين.. الخ إضافة للمواكب الليلية للدعاية لزلزال ٦ أبريل والتي كانت حاشدة.. عبرت عن استعداد الجماهير لإسقاط الانقلاب الدموي. ٣ جاءت المواكب في ظروف اتسعت فيها حركة المقاومة ضد الانقلاب كما في إضرابات المعلمين وأساتذة الجامعات واستقالاتهم ضد التدخل الفظ في الجامعات.. وتزايد السخط جراء الارتفاع المستمر في الأسعار والتدهور المستمر لقيمة الجنية والمعاناة.. ورفض بيع وخصخصة الميناء وقيام القاعدة الروسية على البحر الأحمر واتساع التدخل في الشأن الداخلي.. .. فضلا عن الاتجاه لتوحيد لجان المقاومة في كل السودان بعد صدور الميثاق الثوري لسلطة الشعب من لجان مقاومة الولايات وطرحه للتداول الجماهيري.. مما يتطلب المزيد من التنظيم وعقد الجمعيات العمومية في مجالات العمل لانتزاع النقابات أسوة بالصحفيين وأساتذة جامعة الازهري والأطباء. الخ.. فالثورة نقابة ولجنة حي.. اصافة لاستخلاص الميثاق الثوري الموحد من المواثيق المطروحة وقيام المركز الموحد.. ومواصلة التراكم النضالي الجماهيري الجاري والمتصاعد حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.. .
مواكب ٦ ابريل كانت تأكيدا على أن الثورة غير قابلة للانهزام .
نترحم على شهيد مواكب اليوم الشهيد الطيب عبدالوهاب ناصر الذي أصيب بالرصاص الحي في البطن في شرق النيل. كما ندين في رابطة الأطباء الاشتراكيين القمع المفرط و اقتحام المستشفيات و منع المصابيين من الوصول مثل ما حدث اليوم في مستشفى الجودة. الوحدة هي ما نحتاجه لهزيمة الانقلابين و بناء السودان الذي نحلم به . الرحمه و الخلود الشهداء و عاجل الشفاء للجرحى و المصابين. الخزي والعار للقتلة و الانقلابيين . معا نحو الإضراب العام و العصيان المدني الشامل
الثورات والانتفاضات الجماهيرية: الغرض من التناول النقدي للميثاق الثوري لسلطة الشعب هو الإسهام في تطوير الميثاق لتجاوز أوجه القصور التي يمكن اكتشافها فيه، حتى يكون معبرًا عن التحويل الثوري للواقع القديم وجهاز الدولة القديم وبناء جهاز دولة وواقع اجتماعي جديد يعبر عن مصالح القوى الاجتماعية التي انخرطت في الحراك الثوري. سأنشر الورقة النقدية على حلقات وسأقوم في نهاية الحلقات بنشر الورقة كاملة. تم التوافق على هذا الميثاق من قبل اثنان وعشرون من الأجسام الثورية والتي تشمل سبعة تنسيقيات، ثلاث عشر لجنة مقاومة، واللجنة الميدانية المشتركة لاسترداد وحماية الثورة بولاية شمال كردفان، وتحالف مزارعي النيل الأزرق المروية وهيئة السوكي الزراعية، وتتوزع هذه الأجسام الثورية على مدار إحدى عشر ولاية من ولايات السوداني الثماني عشر. ويتكون الميثاق الثوري من: أولًا: المقدمة: والتي تتكفل بمناقشة الرؤية المفاهيمية العامة والإطار النظري الذي يتم به تحليل جذور المشكلة السودانية ووضع الحلول لها، وتحدد أن المشكلة السودانية تتمثل في الدولة السودانية الحديثة، لذا تقدم تحليل تاريخي لإشكالات الدولة السودانية الحديثة وعلاقتها بالمشكلة السودانية. وتشمل أيضًا تعريف ببنود الإعلان السياسي: والتي تشمل تعريف الفترة الإنتقالية، الأهداف العامة للفترة الإنتقالية، المشروعية الدستورية وشكل الحكم في الفترة الإنتقالية، الاقتصاد، العدالة الاجتماعية، والعدالة الجنائية. ثانيًا: الرؤية السياسية والمفاهيمية لقضايا الفترة الإنتقالية: والغرض منها توضيح وتفصيل المفاهيم الواردة في الميثاق وضبطها، باستخدام منهج تحليل تاريخي اجتماعي (سياسي، واقتصادي) لتحليل تاريخ الدولة السودانية الحديثة والتي حددت كإطار عام للمشكلة السودانية. من الإيجابيات الكبيرة في هذا الميثاق استناده على تحليل تاريخي لطبيعة الدولة السودانية الحديثة، والتي أسست هيكلها بواسطة الاستعمار التركي المصري والبريطاني المصري، كما حدد الميثاق الإطار العام للمفاهيم الواردة فيه ومن ثم ضبط المفاهيم عبر تحليل تاريخي للدولة السودانية الحديثة. وبالتالي أصبح واضحًا الإطار النظري والمفاهيمي الذي يعتمد عليه الميثاق في تحليل إشكالات الدولة السودانية واستشراف آفاق الحل لهذه الإشكالات. سوف اعتمد في تحليل بنود الميثاق الثوري لسلطة الشعب على تحديد ما إذا كان يؤدي تنفيذ بنود الميثاق إلى تحقيق التغيير الثوري في المستويات الثلاثة للبنية الاجتماعية ويطرح مقترح تنظيم بديل لجهاز الدولة أم لا. يفتقر الإطار النظري للتحليل التاريخي الملموس لفترات الحكم التركي المصري والبريطاني المصري لتوضيح طبيعة الهياكل السياسية وعمليات التراكم البدائي التي ترافقت مع التحول للنظام الرأسمالي المميز والطبيعة الخاصة للبنية الاجتماعية التابعة على كل المستويات: • الحقل الاقتصادي: يتميز المستوى الاقتصادي التابع بتجاور علاقات الإنتاج ما قبل رأسمالية ورأسمالية في نفس الوقت جنبًا إلى جنب بسبب التدخل الاستعماري الذي حد من التطور الداخلي للبنية الاجتماعية، كما أن التدخلات الاستعمارية عبر إعادة توزيع الأراضي وتغيير ملكيتها (إدخال الملكية الخاصة)، وتوزيع المشاريع الزراعية والتسهيلات المختلفة لزعماء الطرق الصوفية والإدارات الأهلية ساهمت في خلق برجوازية تجارية وزراعية تابعة مرتبطة بنيويًا بالإمبريالية العالمية. تتم إعادة إنتاج التبعية والتخلف عبر انتزاع الفوائض الاقتصادية التي يتم تصديرها للخارج عبر آليات وميكانيزمات متعددة تشمل تنظيم العمل وآليات التوزيع والتجارة الخارجية مثل التبادل غير المتكافئ... الخ. • الحقل السياسي والأيديولوجي: تتميز الهياكل التابعة لجهاز الدولة باعتمادها على الأيدولوجية الدينية لإعادة إنتاجها ولا يحتاج لكثير توضيح ارتباط الأيدولوجية الدينية بنمط الإنتاج ما قبل الرأسمالي، بالإضافة إلى الاعتماد على أجهزة الدولة القمعية واللجوء للعنف في إعادة الإنتاج مما يؤدي إلى تضخم هذه الأجهزة هيكليًا. يستخلص من هذا العرض أن القطاع التقليدي يستند على أساس مادي يمثل نمط الإنتاج ما قبل الرأسمالي وما يتوافق معه من هياكل فوقية لجهاز الدولة والتقسيمات الاجتماعية المختلفة (القبيلة، العشيرة، الإدارة الأهلية، رغم أن هنالك دراسات وشواهد كثيرة تذهب في اتجاه أن الإدارات الاهلية صنيعة استعمارية بحتة ولم يعتمد الاستعمار على تطوير صيغة محلية للإدارة الأهلية). وقطاع حديث نشأ في إطار التحديث البرجوازي الذي تم بواسطة الاستعمار لربط البلاد بالسوق العالمية، كما أن التفاوت المادي بين الريف والمدينة هو الأساس الموضوعي لاستمرار التبعية البنيوية. كما أن هنالك إشارة سريعة لدور الاستعمار الحديث في استدامة التبعية البنيوية دون توضيح الآليات والميكانيزمات التي تمت بها أو ماهية التحولات التي تمت على المستوى المؤسسي، على مستوى تنظيم جهاز الدولة وتشكل الدولة النيوليبرالية أو غير المسئولة كتعبير عن التحولات التي حدثت في البنية التحتية على مستوى تنظيم العمل والتوزيع، وتنامي علاقات وقيم السوق والتسليع لتشمل جميع مفاصل الحياة. بالإضافة إلى التحولات المؤسساتية والتي سميت بالإصلاح المؤسسي (إصلاح من وجهة نظر البرجوازية التابعة) وقصدت هذه الإصلاحات إعادة تأسيس مؤسسات الدولة على أساس علاقات السوق بتحويلها إلى مؤسسات ربحية عبر تطبيق ما يسمى بسياسات استعادة التكلفة (Cost recovery scheme). في الفقرة الخاصة ببنود الإعلان السياسي وتحديدًا.نظام الحكم يحدد الميثاق نظام الحكم بأنه نظام لامركزي يؤسس للحكم المحلي، مع أن المقدمة المفاهيمية لم تتناول بالنقد تجارب السودان في تنفيذ نظام الحكم اللامركزي حتى يتم استخلاص الدروس وتفادي سلبيات التجارب السابقة. إن أول تجربة لتحويل النظام السياسي في السودان لنظام لامركزي كان في عهد الاستعمار التركي المصري حسب (القدال، 2018) رغم أنه اعتمد على الإدارة الأهلية وزعماء القبائل كتنظيمات اجتماعية وهياكل سياسية قاعدية. في عام 1960 وبعد انقلاب عبود تمت صياغة قانون الحكم المحلي كصيغة من صيغ الحكم اللامركزي، والذي استمر حتى ثورة أكتوبر ولم يحدث تغيير جوهري حتى بعد الثورة في طبيعة هياكل الحكم المحلي (Elabbasi,2003). تم تنفيذ الأيلولة (Devolution) كنوع من أنواع الحكم اللامركزي ابتداءً من عام 1980 بعد إقرار قانون الحكم الإقليمي في عهد الديكتاتور جعفر نميري وكإحدى استحقاقات برنامج التكيف الهيكلي (Elabbasi, 2003). نفس هياكل الحكم المحلي الموروثة منذ عهد نظام مايو استمرت بعد ثورة مارس أبريل 1985 فقط تم تبديل ممثلي نظام مايو في أجهزة الحكم المحلي بممثلي الأحزاب السياسية المشكلة للحكومة الإنتقالية. بعد انقلاب الجبهة الإسلامية عام 1989 استبدل ممثلي الأحزاب السياسية بممثلين من الجيش، وتم تكوين اللجان الشعبية على مستوى الأحياء والقرى. في عام 1991 تم تطبيق نظام الحكم الفيدرالي كشكل من أشكال الحكم اللامركزي (Federal decentralization) بموجب قرار دستوري ووفقًا لذلك تم تقسيم البلاد إلى 26 ولاية بعد أن كانت مقسمة إلى تسعة أقاليم. بعد انفصال الجنوب أصبح عدد الولايات 18 ولاية (Fadalla, 1996). أيضًا كان تطبيق النظام الفيدرالي من مطلوبات تطبيق برنامج التكيف الهيكلي حيث أن إضعاف القبضة المركزية للدولة القومية يساهم في حرية حركة رؤوس الأموال والحركة العكسية للفوائض الاقتصادية. توجد أربعة أنواع من اللامركزية حسب درجة نقل المسئوليات من المستوى المركزي إلى المستويات الأخرى وهي: • اللامركزية الإدارية (De-concentration). • التفويض (Delegation). • الأيلولة (Devolution). • الخصخصة (Privatization) عندما يتم نقل المسئوليات خارج إطار هياكل جهاز الدولة للقطاع الخاص. فأي درجة من هذه الدرجات من نقل المسئوليات يستهدف الميثاق الثوري للسلطة الشعب عندما يتبنى الحكم اللامركزي؟ من الخلاصات التي تم التوصل إليها أن الحكم اللامركزي قد فاقم من التفاوت الإقليمي/ الجغرافي وبالتالي التنمية غير المتوازنة خاصة في ظل سيادة نمط الإنتاج الرأسمالي، حيث أن انسحاب المستوى المركزي من دعم التنمية وتقديم الخدمات ونقل هذه المسئوليات للولايات/ الأقاليم يعني أن الولايات أو الأقاليم أو الوحدات الإدارية التي تمتلك موارد تستطيع تمويل ميزانية الخدمات والتنمية، أما الولايات أو الأقاليم الفقيرة ستعاني في سبيل توفير الميزانيات اللازمة. بالإضافة إلى ذلك فمن خلال متابعة تاريخ النظام اللامركزي في السودان، وأدبيات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فإن نظام الحكم اللامركزي من مطلوبات حزمة سياسات التكيف الهيكلي لأنها تعتبر من الإصلاحات (حسب رؤية البرجوازية) الضرورية في النظام السياسي من أجل خلق البيئة المؤاتية لتنفيذ سياسات التكيف الهيكلي. ـــــــــــــــ *_الميدان 3908،، الثلاثاء 29 مارس 2022_*
في خطوة أخري متقدمة صدر الميثاق الثوري لسلطة الشعب – السودان 2022 من لجان المقاومة بالولايات للتداول الجماهيري ، يتكون الميثاق من المرتكزات الآتية: 1- الإعلان السياسي ، 2- سلطة الشعب ، 3- ميثاق الشرف السياسي والأحكام العامة ، 4- برناج الفترة الانتقالية، 5- الدستور الانتقالي ، مع الاشارة الي أن المرتكزين الرابع والخامس سوف ينشرا لاحقا.
رغم أن الميثاق لم يُنشر مكتملا ، الا أن هذا لا يمنع من ابداء الملاحظات علي المرتكزات المنشورة ، فالميثاق في حد ذاته خطوة مهمة هدفه كما أشار الميثاق في ص (1) " بلورة رؤية سياسية وطنية موحدة حول طبيعة الدولة و الحكم والاقتصاد وتداول السلطة" والتي تشكلها " قواعد الشعب عبر المناقشات العامة والمفتوحة التي تنظمها لجان المقاومة والنقابات المنتخبة والقوي الثورية المؤمنة بالتغيير الجذري وفقا للرؤوية العامة للميثاق الثوري".
الميثاق في مجمله عبر من مواقع النضال اليومي الملئ بالتضحيات عن أهداف الثورة، وحاول أن يؤسس في مرتكزاته للتغيير الجذري والسيادة الوطنية ، وتاسيس حكم مدني ديمقراطي مستقر، والسلام الشامل والعادل، والحرية والعدالة الانتقالية، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ووضع حد للانقلابات العسكرية التي دمرت البلاد ، وحدد مهام الفترة الانتقالية ، حتي نهايتها بقيام المؤتمر الدستوري ، وقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
لكن الميثاق كما هو مطروح للتداول يحتاج للمزيد من المناقشة والتجويد بما يحقق المزيد من الوضوح السياسي والفكري، استنادا الي تجربة فشل "الوثيقة الدستورية" التي كرّست هيمنة حكم العسكر، ومهدت للانقلاب الكامل عليها في 25 أكتوبر، اضافة لحصيلة منجزات ثورة ديسمبر التي انقلب عليها رئيس الوزراء حمدوك مثل: توصيات المؤتمر الاقتصادي ، وتوجه شطر توصيات الصندوق والبنك الدولي في تحرير الأسعار ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء والخبز والتخقيض الكبير للجنية السوداني ، مما أدي للمزيد من افقار جماهير شعبنا، التي زادها فقرا وضنكا انقلاب 25 أكتوبر، واهم دروس تلك التجربة الاسراع منذ اللحظات الأولي لانتصار الثورة عبر الشرعية الثورية في تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات الكيزان وجيوش الحركات ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وضم شركات الجيش والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية، والمحاسبة فالعدالة الانتقالية لا تعني عدم محاكمة الذين ارتكبوا جرائم الابادة الجماعية في دارفور وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، والمجرمين في مجزرة فض الاعتصام ، ومجازر ما بعد انقلاب 25 أكتوبر، والسيطرة علي الإعلام، والسيادة الوطنية بالخروج من كل المحاور العسكرية الخارجية، وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم. .
2
سوف اركز علي المقدمة ص (2- 3) التي جاء فيها " لا يمكن فهم الصراع السياسي السوداني بمعزل عن تشريح السياق التاريخي لتشكل الدولة السودانية في الحقب الاستعمارية ( التركي – المصري – الانجليزي المصري) الذي كان دافعه النهب والسيطرة علي علي الموارد المحلية . الخ".
لأهمية هذه المقدمة ودورها في الوضوح السياسي والفكري حول تاريخ النهب الاستعماري الذي مازال مستمرا حتى اليوم ، وتراكم المقاومة الجماهيرية الذي أدي للاطاحة بالاستعمار التركي في الثورة المهدية 1885، وثورة الاستقلال 1956 ، وثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة أبريل 1985 ، وثورة ديسمبر 2019 التي مازالت جذوتها مستمرة حتى اليوم، وأن النضال الذي يقوده الجيل الحالي هو امتداد لنضال ومقاومة الأجيال السابقة من أجل الديمقراطية والتنمية والسلام والسيادة الوطنية، في مواجهة قوي الاستعمار القديم والحديث وحلفائه من الطبقات الرأسمالية التقليدية والرأسمالية الطفيلية المايوية و الأسلاموية والجديدة، التي اجهضت تلك الثورات، مع ضرورة الاستفادة من دروس فشل تلك الثورات ، لترسيخ الديمقراطية والتنمية المستقلة والمتوازنة والسلام الشامل والعادل والسيادة الوطنية ، ووضع حد للانقلابات العسكرية التي دمرت البلاد ، كما عبر الميثاق.
بالتالي من المهم تجويد المقدمة ودعمها بأمثلة ، والتدقيق في بعض المفاهيم والمصطلحات، مثلا جاء في ص(2) " طبيعة السلطة الاحتكارية وطبيعة الاقتصاد الرأسمالي الريعي وعلاقات الإنتاج غير المتكافئة، فضلا عن تدوير أنظمة النخب الاحتكارية وتداولها للسلطة المستمرة. الخ".
الفقرة تثير الالتباس ، فما معتي " علاقات الإنتاج غير المتكافئة" ، علما بأن الدقيق بعد ارتباط السودان بالسوق الرأسمالي العالمي منذ فترة الاحنلال التركي المصري ، واتساع ذلك بعد الاحتلال الانجليزي المصري، نشأت "علاقات تبادل غير متكافئة "، تقوم علي تصدير السودان للمواد الخام والمحاصيل النقدية " قطن، صمغ، سمسم. الخ" واستيراد السلع الرأسمالية، مما أدي للجذور التاريخية للتخلف باجهاض الصناعة الوطنية ، وزراعة المحاصيل النقدية بديلا للمحاصيل الغذائية " فمن لا يوفرغذائه لا يضمن سيادته" ونهب موارد البلاد والمزيد من التبعية واغراق البلاد في الديون، وحبس السودان من الانطلاق لبناء المجتمع الزراعي الصناعي المتطور.
كما يثير الميثاق الالتباس بالحديث عن "أنظمة النخب" بديلا عن الطبقات والصراع الطبقي الذي تعبر عنه تلك النخب ( علي سبيل المثال أغلب نخب قيادات مؤتمر الخريجين انضمت لحزبي الأمة والاتحاديين الذين قاعدتهما طائفتي الختمية والانصار لتعبر عن المصالح الطبقية لتجار وملاك حزبي الأمة والاتحاديين الذين حققوا ارباحا كبيرة من زراعة القطن والزراعة الآلية قبل بعد الاستقلال. الخ) ، فالاستعمار خلق طبقات رأسمالية أو شبه اقطاع " طائفني الختمية والانصار، قيادات ادارات أهلية. الخ" مكن لها في الارض، باقطاعها الاراضي والتسهيلات لتخدم مصالحه ولتقف ترياقا ضد ثورة التحرر الوطني.
كما يجافي الميثاق الدقة في حديثه عن غياب المشروع الوطني منذ الاستقلال ، علما بأن الحزب الشيوعي طرح شعار " لا تحرير بلا تعمير" في مواجهة شعار "تحرير لا تعمير" الذي طرحته احزاب الراسمالية وشبه الاقطاع التي حكمت بعد الاستقلال، وطرح في برنامجه للمؤتمر الثالث فبراير 1956 برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية الذي يهدف لاكمال الاستقلال السياسي بالاستقلال الاقتصادي والثقافي والاصلاح الزراعي، وضد المعونات الخارجية التي تسلب البلاد سيادتها الوطنية ، والتنمية المتوازنة والحكم الذاتي لجنوب السودان بعد الاعتراق بالفوارق الثقافية وحق كل قومية في تطوير لغاتها وثقافاتها، والسيادة الوطنية، وعدم ربط البلاد بالاحلاف العسكرية.
3
اضافة الي أن المقدمة اتسمت بالعموميات ، وحديث عن "الصراع الاثني والثقافي والأسلمة والهوّية. الخ" التي هي تعبير عن الصراع الطبقي بهدف نهب الموارد كما في الابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبا . الخ من الطفيلية الإسلاموية والدعم السريع للأراضي الخصبة والذهب وبقية المعادن، وهذا الطرح قد يؤدي لتغبيش الوعي الطبقي للجماهير الكادحة، اضافة لغياب الأمثلة، ولو عابرة تشير الي مصادر النهب والتراكم الرأسمالي ، وكيف تمّ تهريب ثروات السودان للخارج، واستمرارية ذلك حتى اليوم في انقلاب 25 أكتوبر القائم علي النهب والقمع، علي سبيل المثال :
- نهب الاراضي في السودان بعد دخول نمط الإنتاج الرأسمالي منذ العهد التركي- المصري والتوسع في الارتباط بالسوق الرأسمالي العالمي في عهد الاحتلال الانجليزي – المصري، والتوسع في الملكية الخاصة للاراضي، بعد اصدارقوانين ملكية الأراضي الجديدة والتوسع في زراعة القطن والمحاصيل النقدية الأخري للتصدير وفق التبادل غير المتكافئ السودان مصدرا للمواد الخام ومستوردا للسلع الرأسمالية، وقامت مشاريع القطن في الجزيرة والنيلين الأبيض والأزرق والقاش وطوكر وجبال النوبا ، والزراعة الآلية، وتم تحقيق ارباح هائلة، ولم يتم إعادة استثمار جزء منها في الداخل ،بل تم تهريبها للخارج، في حين عاني شعبنا من الجوع والحرمان والبؤس عشية الاستقلال،
- بعد الاستقلال تمّ التوسع في المشاريع المروية والزراعية الآلية المطرية وحققت الشركات الأجنبية والراسمالية السودانية ارباحا ضخمة منها، تم تهريبها للخارج ، مع تدمير البيئة ، وتهجير السكان المحليين وبدلا من أن يكون السودان سلة غذاء العالم اجتاحته مجاعة 83 / 1984 ، بعد تدمير البيئة باقتلاع الالاف من الاشجار ، وضاقت مساحات الرعي والزراعة المعيشية للقبائل مما أدي للنزوح والصدام القبلي بين الرعاة والمزارعين، وانضمام شباب الجنوب وجبال النوبا للكفاح السياسي و المسلح دفاعا عن اراضيها ، وهروب الثروة الحيوانية للدول المجاورة ، ونقصان العائد من محصول الصمغ بعد قطع الاف الأفدنه من اشجار الهشاب، وحدث النزوح الكبير من غرب السودان للخرطوم وغيرها.
- تمت أكبر عملية لنهب الأراضي في عهد الانقاذ ، وخاصة بعد انفصال الجنوب ، وإعادة تمليك الأجانب للاراضي ، والايجارات التي تصل مدة عقدها الي 99 عاما، اضافة لفقدان اراضي السودان مثل: اغراق مدينة حلفا التاريخية في عهد ديكتاتورية عبود، وفي عهد البشير تم فصل الجنوب واحتلال المصريين لحلايب وشلاتين وابورماد، ونتؤ حلفا .الخ، واحتلال اثيوبيا للفشقة، وغير ذلك من ممارسات الأنظمة الديكتاتورية العسكرية التي دمرت البلاد والعباد ، وتم تهريب عائدات النفط وغيرها للخارج علي سبيل المثال : اظهر تقرير منظمة النزاهة المالية الدولية اختفاء 31 مليار دولار في عهد البشير من الصادرات السودانية ما بين عامي 2012- 2018، اضافة لتهريب عائدات النفط التي تُقدر بأكثر من 75 مليار دولار ، تم تهريبها لماليزيا وغيرها.
اضافة لنهب الذهب الذي اصبح يشكل حوالي 40% من الصادرات، وتهريبه واشتداد حمى البحث عنه في عهد حكم الانقاذ بعد تدمير وخصخصة المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية " السكك الحديدية ، النقل النهري، الخطوط البحرية، الخطوط الجوية،. الخ"، والمخطط لبيع الميناء أو خصخصتها، وانفصال الجنوب ، وفقدان 75% من عائدات البترول، وعدم استفادة المجتمعات المحلية بنسبة معينة لتنميتها من عائدها ، وحقوق الأجيال القادمة، بالاستفادة من عائده في الاستثمار في الثروات المتجددة الزراعية والحيوانية والغابية والمائية ، باعتبار الذهب احتياطي يقوي موقف البلاد النقدي، إعادة النظر في الاتفاقيات التي تمت بعقود تصل مدتها الي 25 عاما ، ونسبة 70% لصالح الشركات، فضلا عن التهرب من الضرائب وتهريب الذهب، حتى لا تتكرر تجربة إنتاج النفط وماحدث من تدمير للبيئة وتهريب عائده بمليارات الدولارات للخارج ،وضاعت فرصة الاستفادة من جزء من عائداته في دعم الزراعة والثروة الحيوانية المتجددة لأن البترول ثروة ناضبة، اضافة للصناعة والتعليم والصحة والبنيات الأساسية والكهرباء والمياه، حتى انفصال الجنوب وفقدان 75% من عائدات النفط.
والآن تستمر الممارسات نفسها في نهب ثروة الذهب في السودان ، وتهريب أكثر من 70% من عائداته للخارج، علي سبيل المثال : متوسط إنتاج الذهب بين 100- 250 طن ( الشرق الأوسط :11 يناير 2020)، وتُقدر العائدات بحوالي 8 مليار دولار، في حين التقديرات الرسمية للحكومة بين 82- 93 طن ( موقع الجزيرة 5/1/ 2017)، بعائدات تُقدر بمتوسط 850 مليون دولار، مما يعكس حجم النهب والتهريب الكيير لعائدات الذهب في السودان، وفقدان الدولة لثروة كبيرة، مما يتطلب اوسع حملة لوضع الدولة يدها علي ثروة الذهب.
وأخيرا، مهم التحديد والأمثلة في الميثاق ، ولو في لمحات تساعد في الوضوح السياسي والفكري، وتعمق الوعي الذي وصلته قوى ثورة ديسمبر في كشف نهب وتهريب شركات الأسلامويين والدعم السريع والجيش والشرطة والأمن وقوات الحركات المسلحة الحاكمة، لموارد البلاد " ذهب وبقية المعادن ،ماشية، قطن، سمسم ، صمغ.الخ"، كما كشف ترس الشمال، وأن هذا النهب هو امتداد للنهب الاستعماري منذ الاحتلال التركي – المصري الذي اشار له الميثاق.
المتاريسُ التي شيَّدَتها، في ليالي الثَّورةِ هاتيك الجُّموعْ” _مبارك حسن خليفة_
هيثم دفع الله
ظلت استراتيجية لجان المقاومة التي تستخدمها كحماية لأعضائها الذين يحمون التروس من هجوم القوات الأمنية القاتلة، والتي ظلت تستهدف عناصر لجان المقاومة بالضرب المميت بل احيانًا بالقنص، كما حدث في العديد من المليونيات خاصةً المتجهة إلى القصر الجمهوري، فسقط على إثرها العديد من الشهداء وفقد بعضهم أجزاء من جسمه وأصيب المئات بالرصاص الحي أو المطاطي أو ببنادق الخرطوش (السكسك) سواءً من الشباب أو الكنداكات، ظلت هي استراتيجيتهم لحماية أنفسهم وأداة قوية من أدوات المقاومة للنظام الانقلابي. فقد استخدمها الثوار إبَّان اعتصام شارع القيادة في العام 2019م للحد من هجمات القوة القاتلة بعربات الدفع الرباعي، والرامية لفض اعتصام شارع القيادة ونجحوا في ذلك لحد كبير، رغم ذلك سقط العديد من الشهداء على التروس كان أشهرهم الشهيد عباس فرح (شهيد الترس)، فكان استشهاده مأساة حزينة ومؤلمة حينما ضرب بالرصاص وشاهده الجميع في مقطع الفيديو الشهير وهو يترنح حتى اتكأ على الترس في مشهد مأساوي يهز كل صاحب ضمير حي. ومن شهداء الترس أيضًا الشهيد دودو وكذلك الشهيد ابن الجنوب جون الذي استشهد بود نوباوي وهو ليس من لجان المقاومة، ولكنه فقط جاء عابرًا أمام الترس فلمحه أحد القتلة فأطلق عليه الرصاص فأرداه قتيلًا في الحال، مما يؤكد النية المبيتة لقتل حراس التروس. لذلك يستخدم الثوار التروس كاستراتيجية حماية لهم من القنص والقتل والدهس بعد المطاردة بعربات الدفع الرباعي، كما هي أيضًا واحدة من أدوات المقاومة المهمة التي تستخدمها لجان المقاومة في مقاومة السلطة الانقلابية، في اتجاه تحقيق هدفها في إسقاط السلطة الانقلابية وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، فعلى الذين يدعون أنهم مع الثوار كما قال بذلك بعض أصحاب العربات حين تم منعهم في التروس من العبور في مليونية 31 مارس الأخيرة، وكان هنالك الكثير من الإصابات حيث كان يسمح فقط لمواتر الإسعاف التي تحمل الجرحى والمصابين من الكنداكات والتروس، عليهم إذا كانوا فعلًا يتضامنون مع الثورة أن يتحاشوا المرور في الطرق التي يتم تتريسها وإلا سيفهم من ذلك أن لهم أغراضهم التي تخدم القوى الأمنية الانقلابية القاتلة. إن استشهاد العديد من الشهداء عند التروس بجسارة عالية لحماية رفاقهم جعل للترس رمزية عالية في الثورة السودانية، كما أصبح أيضًا لاستراتيجية التتريس أدبها (إيدك على إيدي زيد الترس قوة، وأيضًاً الترس ده ما بتشال الترس وراهو رجال) وغيرها، وأصبح يشارك في عملية التتريس الجميع من الشباب والأطفال والبنات والنساء، واستخدموا في ذلك كل ما هو متاح من أدوات لصد القوى الانقلابية. إن استراتيجية التتريس لها تاريخها أيضًا في الثورة السودانية يشهد على ذلك ليلة المتاريس الشهيرة في ثورة أكتوبر العظيمة وبطلها الراحل فاروق ابو عيسى، والتي خلدها الشاعر الراحل حسن خليفة ببيت شعره الشهير: "المتاريسُ التي شيَّدَتها، في ليالي الثَّورةِ هاتيك الجُّموعْ.” في المقابل استخدم الانقلابيون وفلول النظام البائد والانتهازيين والأرزقية فرية التخريب للهجوم على لجان المقاومة، ولكن في حقيقة الأمر إن استهداف لجان المقاومة هو استهداف للثورة، فلجان المقاومة هي خط الدفاع الأول للثورة فالهجوم عليها يقصد به الثورة وافشالها، يظهر ذلك في عمليات القتل الممنهج للثوار بالعنف المفرط بالغاز المسيل للدموع الذي يتحدث البعض عنه بأنه غاز أعصاب أكثر منه غاز مسيل للدموع، وكذلك استخدام الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية ورائشها الذي أصاب الكثير من الثوار، وكذلك استخدام بندقية الخرطوش والتي سماها الأطباء القاتل الجديد لضررها البالغ بالثوار. إن القصد من كل ذلك القتل الممنهج والإصابات الكثيرة هو تعطيل أكبر عدد ممكن من الثوار، وذلك بالطبع يهدف إلى افشال الثورة ومنعها من الوصول إلى نهاياتها المنشودة في التغيير الجذري، بإسقاط الانقلاب العسكري وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق قيم الحرية والسلام والعدالة، نقول ذلك وذكرى 6 أبريل هي المعركة القادمة مع الانقلابيين المذعورين. إن الذين يتباكون عند التروس ويقولون إن ذلك تعطيل لأشغالهم لم يقفوا أمام كبري المك نمر وغيره من الكباري التي يغلقها الانقلابيون بالحاويات، حتى سمي كبري المك نمر بكبري الحاويات ويقولون للإنقلابيين بأنكم تعطلون أشغالنا، أما تهمة التخريب فهي مردودة عليهم لأن ليس هنالك تخريب أكبر واخطر من تخريب وتدمير أهم مورد سوداني لتنمية البلاد، وهو الشباب الذين يتم قتلهم بشكل ممنهج وبأدوات عدة يستخدمها الانقلابيون للاستمرار في الحكم، فالسودان حسب أخر تعداد سوداني يصنف بأنه دولة فتية لأن فئة الشباب هي المكون الأكبر في تعداد السكان، فمن هم المخربون هل هم الذين يقتلون الشباب بشكل ممنهج؟ أم الذين يفدون الوطن بأرواحهم من أجل بنائه لينعم بالحرية والعدالة والسلام.. إن حملات (حنبنيهو) أيام الثورة الأولى هي أكبر دليل على أن أعضاء لجان المقاومة هم أبطال بناء السودان الجديد الذي نحلم به، فقد قادوا حملات تعمير المدارس والمساجد ومراكز الشباب والأندية، بل لقد قادوا حملات التعقيم إبَّان وباء كورونا الذي ضرب البلاد، لكن بكل تأكيد فإن أهم ما قاموا به ويدحض فرية الفلول والانقلابيين والانتهازيين ومن شايعهم هو إنجازهم لأهم جهد فكري وسياسي في تاريخ السودان الحديث، ألا وهو إبداعهم الخلاق بإنجازهم وثيقة (مقترح ميثاق تأسيس الشعب) في ولاية الخرطوم، و(الميثاق الثوري) في الولايات، فالمتاريس هي استراتيجية حماية وأداة مقاومة. ـــــــــــــــ *_الميدان 3911،، الثلاثاء 5 أبريل 2022_*
الميدان تواصل نشر المزيد من تعريف الشهداء من خلال أسرهم
*الشهيد عباس فرح ونجاحات متميزة في الدراسة والعمل* • والد الشهيد: ابني كان رجلًا متصوفًا وكان همه المسؤولية الوطنية.. • أكثر ما هزه واشعل غضبه موت الطفل دودو.. • من أقوال الشهيد: وطن يملك كل شيء ومواطنه لا يملك أي شيء.. • والد الشهيد: الرصاصة هتكت مساحة اثنان ونصف سنتمتر من الرئة..
الميدان: إلهام عباس
الشهيد عباس فرح أحد ايقونات ثورة ديسمبر المجيدة كان استشهاده بمثابة ملحمة من الملاحم الكثيرة التي شهدتها الثورة الظافرة، وسيظل مشهد اللحظات الأخيرة من حياته والذي سجلته كاميرات الهواتف الذكية وهو يمشي نحو الترس الذي كان يحرسه رغم الإصابة البالغة والنزيف إلى أن يصل إلى الترس ويستلقي بجانبه مسطرًا بذلك أروع قصص البطولة التي سيذكرها التاريخ للأجيال القادمة. الميدان التقت بوالده الأستاذ المعلم بأحد أكاديميات الطيران، ومدير منظمة أسر الشهداء فرح عباس فرح نتعرف من خلاله أكثر على الشهيد. • السيرة الذاتية عباس فرح عباس فرح مواليد فبراير للعام ١٩٩١.. درس الثلاث سنوات الأولى من مرحلة الأساس بالمملكة العربية السعودية ومن ثم انتقلت الأسرة للإقامة بمسقط رأس الوالد بمنطقة ابوعشر، والتحق الشهيد بالصف الرابع بمدرسة صهيب الرومي وكان أول دفعته إلى أن امتحن لشهادة مرحلة الأساس، وكان ترتيبه الثاني على سبع مدارس ممتحنة، ومن ثم انتقلت الأسرة للإقامة بالخرطوم وأهله مجموعه للدراسة بالمدارس النموذجية، فالتحق بمدرسة المجمع اليمني النموذجية، وعندما جلس لامتحانات الشهادة السودانية أحرز نسبة ٨٩ فاصل ثلاثة بالمئة أهلته لدخول كلية الهندسة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. بعد التخرج مباشرة التحق للعمل بشركة بايونير إلى أن وصل فيها لرئيس قسم الورشة، ومحققًا نجاحات باهرة فيها ومن ثم انتقل للعمل بشركة أيكون إلى تاريخ استشهاده. • تفاصيل الاستشهاد وتحدث الأستاذ فرح للميدان عن تفاصيل استشهاد ابنه قائلًا: كان طوال شهر رمضان يفطر في اعتصام القيادة العامة، وكان من ضمن المتبرعين لإفطار الصائمين براتبه وحتى قبل الثورة كان يسخر راتبه لإفطار الصائمين في شهر رمضان، يقوم بشراء المواد وتقوم والدته بإعداد الإفطار الذي يحمله للصائمين في الشوارع كصدقة، وكان اليوم الذي سبق فض اعتصام القيادة العامة هو اليوم الوحيد الذي فطر فيه معنا بالمنزل، ومن ثم ذهبنا إلى صلاة التراويح معًا وفي الساعات الأولى من صبيحة يوم فض الاعتصام جاءته رسالة في الهاتف، وعندما اعترضنا أنا ووالدته على ذهابه أصر على الذهاب، وبعدها بوقت قليل اتصلت بشقيقته صديقتها المقربة لتخبرها أنها رأت عباس مصابًا، وبعدها اتصل أصدقاءه يخبروننا أنه في مستشفى رويال كير، وعندما وصلنا إلى هناك كان قد فارق الحياة وجاء تقرير الطبيب ومن ثم التشريح أن سبب الموت عيار ناري في الصدر سبب هتكًا في الرئة مساحته اثنان ونصف سنتميتر. • ملامح لشخصية الشهيد عن قرب ولمزيد من التعريف بشخصية الشهيد عن قرب يحدثنا والده المكلوم قائلًا: كان عباس شخص جاد جدًا في حياته، وكان يجود ويتقن عمله بصورة كبيرة، بعد استشهاده استدعتني شركة بايونير للتوثيق له من خلال شركة ماجيك، واكتشفت أنه عندما كان يحكي لي عن أنهم من خلال عملهم يسعون ليؤمنوا للبلد مستقبلًا من حدوث أي فجوة في الغذاء، وكنت لا آخذ حديثه على محمل الجد إلى أن تم استدعائي للتوثيق ووجدت نفسي أمام مبني كبير جدًا يتكون من ست طوابق على امتداد كبير جدًا وبه ٣٦ طاحونة، وكان الشهيد هو مصمم الطواحين وكذلك يشتمل العمل على صوامع كبيرة للقمح يمر من الصوامع للمطاحن، وبعد المطاحن يذهب إلى المستودع الذي يصنف فيه الدقيق، وبعدها إلى مخبز كبير جدًا كان يكفي حاجة العاصمة من الخبز في التجربة التي تمت، وبحسب إفادة المسؤولين في الشركة وبشهادة اجانب ضمنهم سوريين، أفادوا بأن هذا العمل يقوم عليه مجموعة من الأجانب، وكان هنالك اختلاف علة أن يتواصل العمل وتم ترشيح الشهيد لإكمال هذا العمل، وفي التاريخ الذي تم الاتفاق عليه قام الشهيد بإنجاز العمل في تحدي واضح، أكد من خلاله أن المواطن السوداني بعلمه وإبداعاته يمكنه أن يقوم بالكثير من أجل وطنه، متجاوزاً التحديات والظروف التي ربما لا تساعده على إنجاز العمل بالصورة المطلوبة. وأضاف السيد فرح: بعد ذلك أنتقل من شركة بايونير إلى شركة أيكون، والتي عمل بها مسؤولًا عن الأعمال التي تخص الشركة في إكمال النادي الوطني بشارع النيل، وقبل استشهاده أكمل عمل شلال كامل للنادي، وقام بتشغيله واستشهد بعد إكمال العمل بأقل من شهر، وكان الشهيد رجلًا متصوفًا وكان همه المسؤولية الوطنية، وكان عندما نتحدث معه أنا ووالدته معربين عن قلقنا عليه يقول (الماتوا ديل ما عندهم آباء وامهات)، وكان أكثر ما هزه وأغضبه موت الشهيد الطفل دودو وهو من أبناء الحاج يوسف، وأذكر أنه قال يومها (ديل أطفال ماتوا فمن المفترض نحنا نسجل موقف إما بتحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة، أو الموت دون ذلك). وكان دائم القول إن السودان وطن يملك كل شيء ومواطنه لا يملك أي شيء.. ومن أقواله أيضًا أن المواطن يجب أن ينعم بخيرات بلده التي فوق الأرض والتي تحت الأرض، وكان هذا الأمر يسبب له الكثير من القلق، وكان دائم الحراك في سبيل تحقيق ذلك. وأيضًا كان يردد أن الشهداء كانوا يحلمون بسودان واحد يسع الجميع وليسوا كهؤلاء الذين ينظرون نظرة ضيقة. ولا زال والد الشهيد يحكي عن ابنه بالكثير من الأسى، ومعرفًا له لمن لا يعرفه فيقول: زول كان بيسعى من خلال عمله من أجل أن يطعم بلده كلها، ويكفيها من حيث الغذاء، الشخص ده درس برامج في الكمبيوتر بنفسه، وكله من أجل تجويد وتحسين عمله، ربنا يجعله في عليين بعلمه وأخلاقه هو وكل الشهداء الذين نعتقد أنهم كانوا ناس مميزين، حتى على محيط أسرهم وكانوا مميزين في إدارة المشاكل وحلها وكانوا أصحاب نظرة ثاقبة. كان الشهيد عباس يصرف بسخاء دون علم أحد وبعد استشهاده علمنا أنه كان من الذين قدموا يد العون لأطفال السرطان، وكان ينفق ماله كله على هذا النحو، إلى الحد الذي لا يتبقى معه ولا فلس فيطلب مني بعض المال وعندما أخبره أن يذهب ويأخذ ما يريد من جيبي وبعد ذهابه أجده قد أخذ القليل جدًا والذي لا يذكر. كان شجاعًا لا يعرف التردد مطلقًا ومع كرمه وسخائه لا يحب أن يستغله أحد، وأذكر أن أخاه الأصغر ضرب رفيقًا له فأصابه في رأسه، وقام الشهيد بأخذ الولد المصاب وعالجه وأعطى أسرته مبلغًا من المال، وبعد فترة ذهبت إليه الأسرة تطلب المزيد من المال فأعطاهم، وعندما تكرر الأمر للمرة الثالثة وأدرك أنهم بذلك يحاولون استغلاله، قام بأخذ أخيه وأخذ نفس الآلة التي قام أخيه بضرب الولد بها وذهب إلى أسرة المصاب واعطى الولد المصاب الأداة وقال له (أهو ده قدامك اضربه ذي ما ضربك). كان عباس متصوفًا ومن الأشياء التي تميزه ارتداء السبحة في عنقه طوال الوقت، وكثير الجلوس في سجادة الصلاة ولديه أوراد يقرأها، وحكي أصدقاءه وزملاءه الثوار لي أنهم عندما يجدونه في حالة جلوس على السجادة يمتنعون عن محادثته، لأنه لا يرد عليهم إذا تحدثوا إليه، وكان مجيدًا للغتين العربية والإنجليزية، فأنا معلم لغة إنجليزية ووالدته السيدة عايدة الفاضل أحمد عمر كانت معلمة من المعلمات اللواتي درسن في كلية المعلمات، وقد تركت التدريس في وقت قريب وجده لوالده أيضًا معلم درس في بخت الرضا، أما جده لأمه فقد كان بروف وكان من حفظة القرآن الكريم، عباس كان يفرض احترامه على من حوله، وأيضًا من الأقوال التي كان يرددها أن أي حكومة لا تتعامل مع مواطنيها على مبدأ المواطنة (تسقط بس)، كما كان يقول (جيبوا لينا الناس الخلص من الجيش إذا كان لا بد من وجود العسكر في الحكم، ولو أصلًا عايزين تجيبوا جيبوا الناس الوقفوا مع الثوار من أمثال حامد الجامد). ويواصل الأستاذ فرح حديثه ويقول: الأولاد الاستشهدوا هم أولاد الشعب السوداني هم أناس قدموا حياتهم وكأنهم يعلمون أنهم (ما قاعدين). • أسرة الشهيد وطلبنا من والد الشهيد أن يعرف بقية الأسرة فعرفهم لنا كالآتي: شقيقه الأكبر اسمه محمد ولديه ماجستير محاسبة تكاليف من جامعة السودان، تليه ولاء وهي طبيبة ومن ثم عباس وبعده وئام خريجة صحة، ثم ريان خريجة علوم إدارية من جامعة الخرطوم، ثم عمر وهو في السنة الثالثة كلية هندسة الحاسوب، ورغم أن ترتيبه الثالث بين إخوته ولكنه كان بمثابة (الليدر) بالنسبة لهم، (وفي الحتة دي كان مريحني شديد) كان مع اخواته صديق جدًا وشقيقه الأصغر عمر كان ينام معه، وكان يقول له (ما تتعشي انتظرني عشان نتعشى سوا) عمومًا كان لديه قبول من كل من يعرفه وكان يحب الخير لكل الناس. سألنا والد الشهيد إن كانت هنالك أي جهات حكومية أو شخصيات عامة قامت بواجب العزاء فقال: لم تعزينا أي شخصية عامة أو جهة حكومية وقد انتقدت هذا الأمر، فعزاء الدولة كان سيكون حافزًا أكثر للثوار، ولكننا وجدنا كل العزاء من الشعب السوداني الوفي وكنت قد قمت بأخذ جثمان الشهيد إلى موطننا الأصل بأبو عشر، وقد أدهشتني كمية الخلق الذين أتوا للعزاء وكمية الطعام والشراب الذي أعد للصائمين والذي كان يكفي لو تضاعف العدد عشر مرات، ولو أن كمية الناس التي أتت للمشاركة في العزاء والتشييع يخيل إليك أن السودان كله أتي للمشاركة وكان لذلك أبلغ الأثر في نفوسنا. بعدها طرحت الميدان سؤالًا عن منظمة أسر الشهداء التي يترأسها الأستاذ فرح وما تقدمه لأسر الشهداء من دعم معنوي أو مادي للأسر فأفاد موضحًا: بدأت المنظمة بسبع أسر والآن بها عدد ٣٠٤ أسرة، ما قبل فض الاعتصام وما بعده وما بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر، والآن وفي لحظة إجراء الحوار اللجنة الاجتماعية للمنظمة تقوم بزيارات لأسر الشهداء لسد أي نقص قد تواجهه الأسر بخصوص احتياجات شهر رمضان المبارك، مع العلم أن أسر الشهداء نفسهم فيهم أسر داعمة بالإضافة إلى الكثير من الأشخاص من داخل وخارج السودان يقدمون الدعم لمنظمة أسر الشهداء، وعلى رأسهم منظمة (يو كان you can) بالولايات المتحدة الأمريكية ومن هنا نتوجه بالشكر لكل الطيور المهاجرة. • الأعمال التي قدمت للشهيد وبسؤالنا عما إذا كان تم أي عمل كصدقة لروح الشهيد من أي جهة أو أشخاص، أجاب والد الشهيد أن هنالك منظمة اسمها (ولو بشق تمرة) قامت بعمل سقيا للإنسان والحيوان كصدقة لروح الشهيد في منطقة بالقرب من شندي، وقام زملاءه بعمل سقيا في عدد من المدارس في ابو عشر، وهناك عدد لا استطيع إحصاءه من الناس اتصلوا بي ليخبروني بأنهم قاموا بوهب عمرة لروحه، والشارع الذي يمتد من لفة جوبا شرقًا حتى شارع الستين سمي باسمه، وأنا أؤكد دائمًا أننا أمام شعب وفي يستحق أن يكون في المكان الذي يليق به وذي ما قال حميد: يا وطن من كناك ما خناك ولا فينا الضلالي العاق ويا حاسب سكاتنا رضا أمانة بطوننا ماها غراق.. ويختتم والد الشهيد عباس حديثه بقوله سنظل نحمل السودان في حدقات العيون، ونقول لكل الأعداء: لكم يوم من الأيام داني، له تحت المواجع نستعد. ونؤكد أننا لا نريد من الدنيا سوى أن تتحقق الشعارات التي كان يحملها أبناءنا لا أكثر.. ـــــــــــــــ *_الميدان 3910،، الأحد 3 أبريل 2022_* 12
*همة وعبقرية ضد العنصرية وتحلم بالسلام* ٭ ثوار جنوب الحزام يرفعون التمام ومكملين وهتافات عاتية عاصم يا مناضل .. يا أشجع ثائر..
الخرطوم: حسين سعد
عدد المتحدثون من تنسيقية لجان مقاومة جنوب الحزام في أول يوم من رمضان في سرادق عزاء الشهيد عاصم حسبو الذي استشهد الخميس الماضي عددوا شجاعته وبسالته، حيث ناضل عاصم حتى رحيله الفاجع من أجل قضية الشعب السوداني التي وصفوها بالعادلة، وسطر شهيدنا عاصم بدمائه الذكية تاريخًا ناصعًا من الشجاعة تستحق الافتخار بها، فالشهيد عاصم ورفاقه ناضلوا نضالًا عنيدًا من أجل تحقيق شعارات الثورة (حرية سلام وعدالة) رافضين حياة القهر (عاصم وحسن وقاسم ترس وأبوبكر ) شهداء تنسيقية جنوب الحزام مع بقية الشهداء.. كانوا شمسًا تهب الضياء ولا تغيب وكانوا ومازالوا سراجًا منيرًا بدد لنا ظلام القهر والتسلط لذلك حق علينا أن ننحني لقاماتهم إجلالًا وإكرامًا، فهم الخالدون في ذاكرتنا ووجداننا فشهداء الثورة السودانية، ومن خلال جسارتهم هم الذين عناهم شاعر الشعب الراحل محجوب شريف بقوله (يا شعبًا تسامى يا هذا الهُمام.. تفِجّ الدُنيا ياما وتطلع من زحاما زي بدر التمام.. تدِّي النخلة طولها والغابات طبولها والأيام فصولها والبذرة الغمام. هِمّة و عبقرية ذِمّة وفنجرية ضِدّ العُنصُريّة وتحلم بالسلام والمشي بمهابة في الضُحى والظلام) وتعهد المتحدثين بالمضي قدمًا في طريق الثورة والنضال حتى الانتصار وشكر المتحدثون أسرة الشهيد عاصم لصبرهم العظيم وسط هتافات (يا أم عاصم كلنا عاصم) ووصف المتحدثون الشهيد عاصم بقوة الشخصية والروح الثورية، والشجاعة حتى استشهاده في موكب 31 مارس، كما أرسل المتحدثون عددًا من الرسائل السياسية في بريد الأحزاب ورفاق الكفاح المسلح الذين دعموا الانقلاب بجانب رسائل إلى الشعب السوداني الذين قدموا له خالص التحية والتقدير، وبعث المتحدثون أيضًا برسائل لمنسوبي القوات النظامية، شارحين ثورتهم المتمسكة بالسلمية حتى الانتصار، وأستعرض المتحدثون الأوضاع السياسية وتعقيداتها ومواقف الفاعليين السياسيين، وسلط المتحدثون الأضواء الكاشفة على الأوضاع الاقتصادية التي ألهبت ظهر المواطن. وكان الثوار عقب أفطار اليوم الأول من رمضان وبعد صلاة المغرب وذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر هتفت الحناجر عاليًا (ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﺟﻴﻨﺎ.. دﻳﻞ ﺃﻧﺤﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻟﻮ ﻓﺘﻨﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮ ﻣﺘﻨﺎ ﻗﺎﻟﻮ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻧﺘﻬﻴﻨﺎ.. ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻨﺎ.. ﺟﻴﻨﺎ ﺯﻱ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﺣﻀﻨﻚ ﻳﺤﺘﻮﻳﻨﺎ.. ﻟﻤﺎ ﻓﺎﺭﺳﻚ ﻓﻴﻨﺎ ﻫﺐّ.. ﻋﺐ ﺣﺠﺮﻙ بالمحبة ﻭالأماني..(ﺻﺤﻲ ﻧﺎﺭ الثورة ﺗﺎﻧﻲ). وقتها تحول الجميع للباحة الخارجية للمسجد الذي نظمت فيه سرادق العزاء الذين تقدمهم الثوار ببعض التنسيقيات ومشاركة واسعة من اللواء كمال إسماعيل رئيس حزب التحالف الوطني السوداني حيث وجدت مشاركته في العزاء قبولًا واسعًا، وفي إفطار الشهيد عاصم جاء أهل مايو بأحيائها المختلفة وكذلك الأزهريات شرقها وغربها ومربعاتها، والسلمة قديمها وجديدها وعد حسين والكبابيش، وجاءت الكنداكات والأطفال لقد أتى الجميع من كل فج عميق من سحنات متخلفة وتعدد بلادنا الغني يربطهما حب الوطن وشجاعة الشهيد عاصم وإخلاصه هذه الصورة الباهرة دفعت كاربيو الذي كان أحد المتحدثين إلى التباهي بتلك الصورة الجميلة بقوله (عاينوا الحضور دا مش دا ياهو السودان البجمعنا كلنا) وردد (أيضًا هذه هي الثورة التي تجمعنا وكذلك هدفنا ومصيرنا) أما فضيل فقد قدم خطابًا اجتماعيًا وثوريًا واقتصاديًا رفيعًا لامس حياة الناس معاشهم وقفة الملاح وتعقيدات الأزمة بينما ذهب بقية المتحدثون كما قلنا أعلاه لتشريح الواقع السياسي عقب الانقلاب وتعقيداته ومؤشراته وسيناريوهاته القادمة وموضع الثورة من كل تلك التحديات. ختامًا من المحرر.. لقد فجر الشعب السوداني ثورة ملهمة وعظيمة بقدر عظمة شعب أظهر للعالم أجمع ما يمكن أن يقوم به شعب لاستعادة الوطن المسلوب وكرامته، هذا الشعب المعلم شيد طريقًا صعبًا بدماء الشهداء من أجل سودان جديد كاتبًا تاريخًا جديدًا بتضحياته الجسورة، الجيل الراكب رأس من الشفاتا والكنداكات قدما دروسًا عديدة وعظات كبيرة للقوى السياسية وللواقفين على الرصيف وأثبت تنسيقية جنوب الحزام أنهم فعلًا (الناس التمام) بتعددهم واحترامهم لهذا التعدد وكيفية إدارته (ناس جنوب الحزام ناس حارة،، وناس الحارة ديل أهلي) وكما قال فنان أفريقيا الراحل محمد وردي (وآسفاي أنا لو ما كنت من ديلا) لجان المقاومة الذين يمثلون مجتمعنا السوداني متمسك بالسلمية باعتبارها المنهج لاستعادة الوطن ومدرك بأن تحقيق شعارات الثورة (حرية سلام وعدالة) لن تتحقق إلا بوحدة الصف لجميع السودانيين وبالوعي فالوطن ملك للجميع وبناء سودان جديد مسؤولية الجميع وأصحاب المصلحة من الثوار الذين قدموا وما زالوا يقدمون التضحية تلو التضحية أما الذين ارتكبوا أخطاء في الفترة الماضية بحق الثورة يجب أن يقدموا نقدًا ذاتيًا شجاعًا، من الملاحظات أيضًا فقد شهد إفطار وسرادق عزاء الشهيد عاصم شهد تعهدات الثوار بالاستمرار في طريق النضال كما أعاد للأذهان مقولة الشهيد عظمة (لقد تعبنا يا صديقي لكننا لن نستلقي أثناء المعركة..) وأكد أيضًا أنه لا صوت يعلو على صوت الشعب وهديره ومواكبه وأن التلاحم ومواكب كلنا معكم التي رأيناها في الخرطوم وبحري تعبر عن عظمة هذا الشعب الذي قدم ابناؤه شهداء من أجل قضية عادلة دافعين روحهم من أجل تلك القضية، واضعين أرواحهم على كف أيديهم، سقوط الشهداء والإصابات والاعتقالات لم تقتل عزيمتهم ولم تنال من روحهم المعنوية بل كان حافزًا للمضي في الطريق مهما كان الثمن وفاتورته الباهظة لذلك يجب علينا جميعًا كفرض عين وواجب مقدس بأن نحقق أحلام الثوار ونحي ذكراهم وتقدير بطولاتهم الجسورة ونحكيها للأجيال جيلًا بعد جيل حتى يمضون في طريقها ليتعملون كيف ناضل عاصم ورفاقه حتى استشهادهم الذين أمنوا بقضيتهم ولم يبدلوا تبديلا وليتعملون أيضًا كيف حب الشهداء وطنهم وضحوا من أجله. ـــــــــــــــ *_الميدان 3911،، الثلاثاء 5 أبريل 2022_*
كمال كرار - كيف حدث الانقلاب وكيف عاد الفلول!! الزميل كمال كرار في ندوة للحزب الشيوعي السوداني مدنية امدرمان جنوب في قراءة للوضع السياسي/الاقتصادي المتأزم وذلك في (18 سبتمبر 2021م) #السلطة_سلطة_شعب #الثورة_ثورة_شعب #الاضراب_السياسي #العصيان_المدني_الشامل #لن_يحكمنا_البنك_الدولي
منذ انتصار الثورة الجزئي بخلع البشير، كانت ولا زالت هنالك قوى تريد فرملة الثورة وعدم السير حتى نهاية الشوط، والهدف الحفاظ على شكل الدولة الموروث منذ الاستقلال، والحفاظ على المصالح الطبقية للمجموعات الرأسمالية والعشائرية،وبقايا الاقطاع .. وقطع الطريق على أي سودان ثوري. ولأن لجان المقاومة وتجمع المهنيين كانا القوة الضاربة لثورة ديسمبر،شنت الحرب عليهما. تجمع المهنيين قسموه، ورفضوا الاعتراف بانتخاباته، وأبعدوه من المجلس المركزي لقحت.. وطردوه حتى من داره. ولجان المقاومة قرروا تصفيتها بمختلف الوسائل، وحاربوها وفرضوا عليها لجنة الميدان، وقمعوا مواكبها، وكاد قانون الحكم المحلي لقحت أن يشيعها للمقابر،ثم شغلوها بالبناء القاعدي،وكادوا أن يحولوها لمنظمات مجتمع مدني تنفذ الاجندة الاجنبية مقابل حفنة دولارات… والهدف ألا يصعد الثوار إلي السلطة مهما كان،وأن ينصاعوا للقول المأثور ( الثورة يصنعها الشجعان ويسرقها الجبناء ). ولكن من فوق رماد الخيانة والتآمر نهضت لجان المقاومة قوية لا تقهر، ومواكب لا تتراجع، وصمود أسطوري في وجه عسكر انقلاب البرهان. قتلوهم،اختطفوهم،اعتقلوهم ونفوهم لم ينكسروا بل ازدادوا تصميما على اسقاط الانقلاب . خذلوهم بالقول أن شعار اللاءات الثلاثة عدمي، وأن التصعيد الثوري لا يؤدي لنتيجة .. وحاولوا جرجرتهم لمبادرات التسوية، ولكن اللجان لم تشرب من تلك الكأس المسمومة. الآن التخذيل تتسارع خطاه، من بعد مليونيات ٦ أبريل، والهدف أن تتصدع اللجان، وألا تتوحد مواثيقها أبدا، ومنع قيام المركز الموحد لقوى الثورة، واستبداله بحلف مهادن يقوده سدنة الهبوط الناعم … يبصم على وثيقة إجهاض الثورة وشرعنة الانقلاب .. مقابل حفنة مقاعد وزارية وتشريعية لبعض ناس سينتحلون اسم لجان المقاومة .. تضيع دماء الشهداء سدى إن نجح هذا المخطط. ٦ أبريل لم يكن يوم الحسم، وفي قانون الثورة، الانتصار يصنعه تراكم الوعي وقوة الفعل الجماهيري .. ومنذ ما قبل الانقلاب نحن في خضم ثورة لم ولن تجهضها المؤامرات أو الاغتيالات، ودوننا مجزرة القيادة العامة. يريدونكم أن تنشغلوا بالملاسنات والمبادرات، لاطلاق سراح القتلة، ولاعادة الانقاذ المخلوعة للمشهد مرة ثانية.. الآن الكيزان خارج السجون وأعضاء لجان المقاومة خلف الأسوار، ولو أن موكبا واحدا اتجه لتحريرهم لهرب السدنة والفلول. في الامثال السودانية نقول (السواي ما حداث)، قوموا إلى ثورتكم يا أيها الثوار، ولا تنشغلوا بما عداها .. والخواف لبدوه لمن تمشوا وتجوه .. وأي كوز مالو ؟
♦️الرسالة الأساسية للموكب أن النصر المؤزر حليف التغيير الجزري وأن الإنقلابيين الطغاة حتماً إلى زوال. ♦️ المناداة بوحدة قوى الثورة بلارؤية هي إستباق وإلتفاف وتجاوز للمواثيق الثورية المطروحة. ♦️الوحدة الثورية تكون حول رؤية ثورية مستندة على أسس التغيير الجذري المتمثلة في اللاءآت الثلاث. الشعب الملهم: تفجرت الشوراع التي لا تخون في السادس من ابريل بالجموع الثورية الهادرة على إمتداد الأقاليم وفي مدن العاصمة الخرطوم، حيث سطرتم سفراً جديداً من الملاحم الثورية، رسالته الأساسية أن النصر المؤذر حليف التغيير الجذري وإن الإنقلابيين الطغاة حتماً إلى زوال، بالإضافة إلى أن صلابة العزيمة والإصرار قهرت كل الظروف البيئية في عز نهار رمضان الكريم إستلهاماً لروح ثورة ديسمبر المجيدة، فتمدد المد الجماهيري غضباَ في الشوراع أرهب الإنقلابيين وافزعهم رغم إحتمائهم بالترسانة العسكرية التي لن تستطيع كسر إرادة الشعب الملهم. الثوار البواسل: تبذلون الغالي والنفيس لأجل وطن حر كامل السيادة الوطنية، وشعب يستعيد الكرامة الإنسانية، وفي سبيل ذلك إرتقت عديد الأرواح الطاهرة إلى سماوات المجد وآخر الشهداء الذي لحق برفاقه الميامين في السادس من ابريل الشهيد الطيب عبدالوهاب ناصر محمد من ثوار الجريف شرق #المجد والخلود لهم جميعاَ، والتعازي الحارة الصادقة لاسرهم الكريمة، ولن ترقد أرواحهم في سلام إلا بالقصاص العادل وجرائم القصاص لا تسقط بالتقادم، وكالعادة قابلت القوات النظامية لسلطة الطغمة الإنقلابية المواكب بإستخدام الآلة القمعية والرصاص الحي والقنابل الصوتية والمقزوفات الحارقة، خلف ذلك عديد الإصابات #الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والرعاية الطبية اللازمة لهم والدعم والمساندة بلا شك واجب ثوري. تدركون جيداً إن الطريق إلى إسقاط الإنقلاب ومن ثم إقتلاع النظام الطغياني من جذوره هو وحدة قوى الثورة، ولكن بالتأكيد الوحدة التي ترتكز على رؤى ثورية مستندة على أسس التغيير الجذري ورافعاتها الثلاث المتمثلة في #لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية، تلك الأسس الموضوعية للوحدة، وبالتاكيد سيكتمل عقدها عند تبلور رؤي المواثيق المطروحة للتداول والنقاش من قبل لجان المقاومة على إمتداد السودان في رؤية واحدة وهي المرام، اما المناداة بوحدة قوى الثورة بلا رؤية هي لا تتعدى كونها إستباق وإلتفاف وتجاوز للمواثيق المطروحة وهذا إنحراف خطير عن أهداف وغايات الحراك الثوري الملتزمة جانب التغيير الجذري المستلهمة من عبر ودروس الماضي وضمنها تجربة الفترة الإنتقالية قبل حدوث الإنقلاب المشئوم. إن إستباق تجاوز المواثيق المطروحة هدفه تطويع اللاءآت الثلاث لتتسق ونهج المساومات المرتكزة على فسلفة إعلاء السقوف التفاوضية فقط، وليس إيمان حقيقي بإن التغيير الجذري يمر عبر بوابة اللاءآت الثلاثة. الثوار الاحرار: إن الحراك الثوري دخل منعطفاً حاسماَ َحساساَ ويتطلب مزيد من إعمال التنظيم ورص الصفوف والمراجعة الدقيقة لأدوات و تكتيكات الفعل الثوري، جنباَ إلى جنب اليقظة والرصد والإنتباه لكل من شأنه ان يحرف مسار التغيير الجذري نحو إعادة تجريب المجرب الذي أورد الوطن موارد الهلاك و التراجع القهقري في كافة المجالات، فتحديات إستكمال المشوار الثوري في تزايد وبالمقابل لابد من رفع الجهود لمجابهة التحديات للمضي قدماَ حتى إسقاط الإنقلابيين ومن ثم رسم مستقبل وطننا الزين بمبادئ الحرية والسلام والعدالة. والتغيير الجذري خلاص الوطن.
أطلقت السلطات الأمنية بالقضارف سراح أربعة من شباب لجان المقاومة، وذلك مساء يوم الخميس 7 أبريل وهم وليد عبدالله وهمام الرشيد إضافة إلى معتصم عثمان وعثمان عبدالعال، فيما لا يزال كل من عبدالمحسن وليد وعبدالرحمن صالح ومزمل حلبي ومجيب الرحمن والشفيع آدم قيد الاعتقال بطرف السلطات الأمنية، التي قامت باعتقال أعضاء لجان المقاومة قبل موكب السادس من أبريل، وقال أحد مطلقي السراح من شباب لجان المقاومة إن السلطات الأمنية عاملت المعتقلين معاملة سيئة. وفي سياق ذي صلة قال القيادي بالحزب الشيوعي بالقضارف الدكتور الهادي بخيت إن حراك 6 أبريل يؤكد على أن جذوة ثورة ديسمبر ما تزال متقدة، وأن حراك جماهير القضارف يمضي متصاعدًا من أجل إنجاز التغيير الجذري، مضيفًا أن المدينة لن تتراجع مطلقًا فيما يخص مناهضة ومقاومة الانقلاب رغم القبضة الأمنية المشددة بالولاية، موضحًا أن القضارف خطت خطوات متقدمة في إنجاز وحدة قوى الثورة، وحيا نضال جماهير القضارف والتزامهم بالسلمية. ـــــــــــــــ *_الميدان 3912،، الأحد 10 أبريل 2022_*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هدى ميرغنى
منتصر صلاح
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست