|
Re: مفاصلة الحركة الإسلامية و خلافات الإنتقا� (Re: الشيخ سيد أحمد)
|
تصريحات (محمد الفكي) و (خالد سلك) و "جعفر ...." كانت مصادمة - ولا تخلو من نبرة التحدي في معرض ردهم على تصريحات "البرهان". محاولة شيطنة المكون العسكري ليست في مصلحة السودان وبالمقابل تحميل المسؤولية بصورة كاملة في تدهور الأوضاع على المكون المدني في مجلس السياده ليست بالصحيحة في المطلق. كل فئة عليها مسؤوليات وواجبات - وكل فئة لم تقم بما يفترض به - والنتيجة لا تحتاج الى كثير عناء لتبيان ما آلت إليه الأوضاع.
غياب الثقة بين المكونين برز في أول منعطف حقيقي في مسيرة الإنتقال - إذا لم يشير (البرهان) إلى أوجه القصور في أداء الحكومة - هل كان المكون المدني سيفتح النار على المكون العسكري؟؟ بالرغم من أن تبادل الإتهامات على الملأ ليس بالشيء الجيد في مسيرة السودان - إلا أن الجانب الآخر لهذا الخلاف أوضح إلى حد بعيد أن المكون المدني كان سيمارس سياسة (غض الطرف) عن إخفاقات الشريك العسكري إن لم يهاجمه أو يتعرض لفشله في إدارة دواوين الدولة ووصول البلاد إلى هذا الدرك من التدهور . فلماذا لم يشير المكون المدني في المجلس السيادي إلى فشل المكون العسكري في السيطرة على التفلتات التي يشهدها الشارع؟؟ لماذا لم يبادر إلى الإشارة إلى أوجه القصور وفشل الأداء في المهام المنوطه بالمكون العسكري؟؟ لماذا لم يستعرض ذلك الفشل في إجتماعاته المغلقة؟؟ فيما يبدو أن المسافة بين المكونين تتسع يومآ بعد آخر - واكنت المحاولة الأخيرة هي النقطة التي أفاضت الكأس. وربما ولأاول مرة نعلم بأن هناك عدد كبير من المحاولات الإنقلابية - ولكننا لم نسمع بها إلا بعد وصول الصدام بين المكونين إلى منصات الإعلام. حينما نقول أن الأمر اشبه بمفاصلة الإنقاذ ومذكرة العشرة الشهيرة - ففي الذاكرة ما آلت إليه الأوضاع في ذلك الوقت من تردي واضح في أداء الحكومة وصعود فئة لسدة المناصب الدستورية دون إمكانات تؤهلها - فقط كان الولاء للنظام هو الديباجة التي تمكن حاملها من العبور نحو الكرسي الوثير- وهو ما كان بداية تدهور دولاب العمل الحكومي الذي ولد حالة الفساد المقنن - فكان غض الطرف عن الفساد في مقابل إبراز فروض الطاعه للنظام هو صك البقاء في المنصب. فهل الحالة الماثلة الآن يمكن أن تكون نواة لخلق بؤرة ينفذ منها الفساد مرة أخرى إلى دولاب الدولة؟؟
الإحساس بأن الحكومة منقسمة إلى قسمين هو وضع غريب وغير مرغوب فيه- لأن كل جهة تعمل وفق أجنده خاصة بها- فكيف يمكن أن نسد هذا الفراغ الكبير- وكيف يمكن للمكون المدني أن يقود البلاد إلى بر الأمان وهو لم يستحوذ بعد على ثقة الشارع؟؟ في المقابل فإن أطماع العسكر في السلطة تراهن على صعف الأداء الحكومي وإنهيار الوضع الإقتصادي وربما لذلك نراه متهاونآ مع التفلتات الأمنيىة في المدن السودانية والخرطوم على وجه الخصوص معتقدآ أن الرسالة المبطنة هي عدم قدرة المكون المدني على بسط الأمن. الوضع مربك جدآ - فهل سنرى محاولات إنقلابية أخرى؟؟ أعتقد ذلك- وربما كانت مآلاته دموية المرة القادمة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|