|
Re: فتاوى الترابي ... بعيداً عن الأحكام المسبقة، (تجديد اصول الفقه)؟ (Re: Mohammed Elhaj)
|
محمد الحاج تحياتي وحمدلله على السلامة... قد يكون الشكل العام لرد الفعل تجاه تصريحات الترابي مشوباً ببعض الخنق الذي يكنه الشعب السوداني لهذه الشخصية الجدلية.. وقد يكون لزوال عباءة السياسة من بين كتفيه دور كبير في أن يجعله معرضاً للنيران من كل حدب وصوب.. ردود الأفعال كلها سلبية ربما لأن الرجل أساساً مثار ضيق من كل الجهات.. يمكنني أن ألخّص المواقف كما يلي: -يرى المتشددون دينيّاً أن الأفكار التي أتى بها الترابي منافية للشريعة (وهذا صحيح) وبالتالى فإنهم يعتبرونه قد أنكر ما عُلم من الدين بالضرورة (على الرغم من أنه تعبير فضفاض)... ويجب عليه الاستتابه أو حد الردّة.. كما ينص عليه القانون السوداني... -حين يأتي ذكر الردّه هنا يثور العلمانيون/اليساريون/المدافعون عن حقوق الإنسان من منطلقين، الأول هو حرية الرأي والتي لا يجب أن يُقتل عليها إنسان.. والثاني قياساً على موقفهم السابق من إعدام الأستاذ محمود... ولو أنه رفض على مضض..
فيما أستطيع أن أقوله في هذا الشأن ان الترابي بغض النظر عن (ترابيته) قد أخطأ بما قاله.. وهو ليس مما يصّنف بالفتوى.. إن الخطورة في الدين أن يشرّع فيه دون ورع.. الهزء بالدين أمر في غايته الحساسية.. ولو كان باب التعديل في الدين مفتوحاً بمثل هذا الشكل ... لما شُرع حد الردّة.. ولا كان للدين القدسية التي يتمتع بها.. حين كان المعصوم في المدينة المنوّرة طبّق الدين تماماً كما نزل عليه.. ووضع عليه الضوابط التي تحكمه.. ولكنه مثله مثل أي قانون، ظهر عليه بعض القصور عن تلبية تطوّر حياة المسلمين.. فنهض علماء منهم الورع، واستند إلى القرآن والسنة الشريفة... وخرجوا بما يصطلح على تسميته "أحكام فقهيه" بمعنى أنها ناتجة عن القرآن والسنة باستخدام عدّة وسائل منها الإجماع والقياس والعُرف.. وفي كل حين تظهر مسألة جديدة يُقاس عليها ويُفتى فيها.. ما يجب معرفته في الأساس أنه لا إفتاء فيما فيه نص أي أن الإجماع والقياس يأتي بعد أن يتم التأكد تماماً أن القرآن لم يذكر بأي حال من الأحوال هذه الأمور.. ولم يبت فيها.. ما فعله الترابي ببساطه أن تجاهل القرآن والسنة.. وأفتى بدون حتى أن يبرر فتواه (إن صح أن نقول عن كلامه إفتاء).. لا يمكن أن يتم تجاهل حكم موجود وإختراع آخر (يناقضه) في الدين.. وإلا لأصبح الأمر لعبه... الشيء الذي يدور هذه الأيام في المنبر من عقد مقاربة بين الأستاذ محمود والترابي كلام بعيد.. من منطلق الكلام الذي قلته الترابي.. يقول الأستاذ أن الدين له أصول وفروع.. تم تطبيق الفروع (الشريعة) .. وأصبحت غير مناسبة لهذا القرن.. كانت صحيحة في وقتها.. وأدت غرضها تماماً.. وخدمت المجتمع الإسلامي.. وجعلت المسلمين سادة العالم.. والآن أصبحت هذه الأحكام ذاتها (كقميص ضيّق) ... وحان وقت العودة لأصول الدين..
بنت الحسين
|
|
|
|
|
|
|
|
|