يمه ما عرفتيني ده انا الصادق!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 02:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2006, 07:43 AM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسدار نيالا/ رباح الصادق (Re: محمد حسن العمدة)

    إختطاف دارفور

    د.حـــــــامد البشير
    [email protected]
    في التجربة الشيوعية صادرت الدولة الحرية والملكية الشخصية في سبيل المجتمع والجماعية .
    في التجربة الفاشية صادرت الدولة المجتمع والشفافية وألأنسجة ألإجتماعية التي تربط بين الناس لصالح الدولة التي تعاني من أزمة الشرعية .
    وعليه ، إن الذي حدث في دارفور ليس هو حالة متفردة من الحراك ألإجتماعي السياسي ، حيث إختطفت فيه الدولة المجتمع ، ملغية بذلك حيثيات تواجده وحركته وحتى افاق تطوره . هو بالطبع حالة ، رغم تفردها ، قمينة بالحدوث فقط في ظل النظم الفاشية التي يتحول فيها المجتمع إلى شعبة تابعة للمؤسسة العسكرية وكذا الثقافة والقيم والنظرة للعالم ( ألأيدلوجيا ) .
    ومفهوم تجييش الشعب ، هو من المفاهيم المركزية التي نادت بها النظرية الفاشية وكذا الممارسة الناجمة عنها في ألمانيا النازية وفي إيطاليا الفاشية وفي عراق صدام حسين وفي يوغندا عيدي أمين دادا ( رحمه الله ) وغيرها من التجارب السياسية الكالحة في تاريخ ألإنسانية المعاصر .
    إن الفاشية تجربة إنسانية لا تقتضي متلازمة محددة للوطن أو للدين أو للعرق ... هي تماما كالشر حيث يوجد في كل ألأزمنة وفي كل ألأوطان ووسط كل ألأعراق .. وكذا ألأشرار .
    ما يؤسف له ،إن هذه الظاهرة ألإجتماعية ـ السياسية تظهر في إطار التجربة المسماة إسلامية في السودان وتحديدا في أخريات القرن العشرين والعالم يستشرف القرن الحادي والعشرين الذي بلغت فيه العولمة أوجها مؤكدة من جديد وحدة التاريخ البشري والذي تعتبر تجاربه إرثا للإنسانية جمعاء تنهل من معينه متى وكيف تشاء .
    إنّ الذي حدث في دارفور هو في حقيقة الأمر إختطاف لواقع إجتماعي بأكمله ولإرث كان نتاجاً لقرون من التعايش والوئام.وقد تم هذا الإختطاف بواسطة النخب الإسلاموية الغارقة في وهم المشروع الغائب وحليفتها النخب العروبية الشعوبية التي قررت أن تبيع وئام أهلها لتعيش هي على الأرض الخراب و تستلذ ببعضٍ من عطايا و هبات.
    إنّ الخطاب الذي فحواه أنّ العروبة في خطر،هوالتعبير الجديد و الصيغة المعدلة للخطاب العنصري الذي دخل جنباً إلى جنب مع خطاب "الإسلام في خطر" كمسوّغ فعال لدغدغة جماهير مسلمة ومستسلمة لقيادة فقدت الأمانة مع التاريخ و مع حيثيات الواقع المعاش . بل ومع أبجديات طبيعة المجتمع السوداني، والذي فيه العربية (لغة و ثقافة) راسخة حيث أنها لغة التخاطب حتى بين المجموعات الإثنية من غير ذات الأصول العربية في الجنوب و الشمال و الغرب و الشرق. وأنّ الإسلام ممارس بصورة أكثر حرفية وسط المجموعات الغير عربية أكثر منها وسط المجموعات العربية. فـَلِمَ العويل إذا لم يكن ذلك للكسب السياسي بشعارات عروبية عنصرية و أخرى إسلاموية نافية للآخرين ومهددة لكيان المجتمع السوداني و الذي إلى وقت قريب كان بديعاً بتنوعه و قوياً بتماسكه.
    في عام 1992 ضرب الجفاف إقليم دارفور ،وأثرت المجاعة على حياة 98 ٪ من السكان و كانت حكومتيْ الولاية و المركز تواسيان أهل دارفور بالترديد المستمر في أجهزة الإعلام للكنية الجديدة التي جادت بها حكومة الإنقاذ لتوّها على دارفور : "دارفور ولاية القرآن"، وإكتفت الحكومة الإسلامية حينها بتحرير صكوك الغفران و " الإطمئنان".
    إنتقلت الدولة من مفوض يحكم بإسلامية التاريخ والإجتماع (حكم الفونج) ، إلى من يُقرر بإسلامية الجغرافيا و المكان (دارفور).
    وأثناء إنشغال الدولة بأسلمة الجغرافيا في دارفور في ذلك العام كان المواطن فيها أحوج ما يكون إلى "لُقيماتٍ يُقِمْنَ صُلبه" حتى يقوى على آداء الفرائض. كنا في تلك الأثناء ، وفريق من الباحثين السودانيين (على سبيل المثال الدكتور عثمان أحمد عثمان، و الأستاذ المقداد وغيرهم) نقوم بدراسة عن الإستراتيجيات المحلية التي يتبعها السكان للتكيف مع ظروف نقص الغذاء و المجاعة. و كان الغرض من ذلك : أنّ معرفة هذه الإستراتيجيات المحلية ستمثل أرضية لتصميم خطط عاجلة لتخفيف وطأة الجوع ببناء القدرات المحلية للإقتصاد الريفي المتهالك و في إطار المجتمع الذي ما زال متماسكاً.
    لقد أشارت النتائج الأولية للدراسة أنّ حوالي 60٪ من السكان الريفيين، أو يزيدون ، كانوا يدعمون وجباتهم (بدرجات متفاوتة) بالأغذية البرية التي وصلت في مجملها إلى أكثر من أربعين نوعاً ، بدءًا (بالمخيط) و إنتهاءًا بحفر بيوت النمل و الذي كان أكرم عطاءا من الإنقاذ لأهل دارفور حيث في تلك الكارثة لم تقدم الدولة جوالا واحدا لإغاثة أهل دارفور و كان العون يأتي من منظمة رعاية الطفولة البريطانية بمعاونة الطاقم الفني المحلي من الشباب الملتزم إتجاه العون الإنساني و أذكر منهم الأستاذ الخضر دالوم علي و الأستاذ موسى أحمد و غيرهم من الشباب و الشابات الذين عملوا معي كمساعدين باحثين في تلك الدراسة ، التي كانت نتائجها مذهلة :
     حوالي 92٪ من التلاميذ الذين يدخلون المدرسة الإبتدائية يتسربون قبل وصولهم الصف الثامن (و يقيني هم الذين لاحقاً مثلوا حطبا للثورة التي إشتعلت في دارفور).
    · كل سكان الريف يتناولون بين وجبة ووجبتين عطاؤهما يقل عن 50٪ من المتوسط المطلوب من السعرات الحرارية للإنسان العادي. و لكن كان الإنسان في دارفور غير عادي بكل المقاييس حيث تقبل الناس تلك النوائب بصبر وجلد فريدين. أيضًا تقبلوها رضوخاً لحكم القدر و رضوخاً لحكم الإقتصاد السياسي الذي جعلهم على هامش الهامش.
    · إستشرى العمى الليلي في الريف و بلغت نسبة الإجهاض – بسبب سوء التغذية – في شمال دارفور ، القاحلة نسبيا ، أكثر من 20 ٪ من حالات الولادات في ذلك العام. و كان يموت حوالي 200 طفل من كل ألف طفل يولدون أحياءًا و قبل أن يكملوا عامهم الأول في أحضان الأم التي أضحت لا تقوى حتى على حمل رأسها المثخن بجراحات الحرمان و بالخوف المدفوع بغريزة البقاء للنفس و للولد. بل و المثخن بسوء معاملة أولي الأمرالقابعين في قصورمن الوهم الفكري الذي أطلقوا عليه إسم المشروع الحضاري و الذي بعد سبعة عشر عاماً لم يتعد إنجازه تغيير أسماء الشوارع و المدارس (حيث توجد الشوارع و المدارس). و لم يجرؤ أحد من دعاة هذا المشروع كتابة كتاب عن مشكلة الإقتصاد السوداني و الذي في ظل هذا المشروع وصلت نسبة الفقر فيه إلى أكثر من 90٪ في حين أن 90٪ من الثروة تركزت في أيدي 5٪ من السكان (هم أصحاب المشروع أنفسهم). و أيضاً لم يجرؤ أحدٌ من مفكري هذا المشروع الحضاري الكتابة حول مهددات التعايش الإجتماعي في السودان أو حتى كتاباً حول توحيد أهل القبلة في السودان، و الذين أصبحوا أكثرتباعدًا في ظل المشروع الحضاري. فقط إكتفى مفكرو المشروع الحضاري بصك عبارات جديدة لا تقوى حتى على الوقوف على رجليها بعد سبعةعشر عاماً من الحكم الشمولي و الهيمنةعلى كل مفاصل الحياة الإقتصادية و السياسية.
    إنّ عبارات مثل "التأصيل"، "التوالي" و "المشروع الحضاري" و التي إن دلت إنما تدل على خواء المنظر و النظرية، بقيت فقط كعبارات تعبر عن أشواق للماضي و حنين لتراث الإسلام الناصع إبّان العصر الذهبي. لكن هذه العبارات قد أفقدتها سوء الترتيبات وسوء إدارة الناس والبلاد والتي أصبح أكثر ما يميز نظامها الفساد المستشري وتمزق البلاد من أطرافها كالثوب البالي و أخيرًا تقهقر المشروع الحضاري إلى مشروع لإحياء العصبية القبلية و الإنحراف بالدولة نحو بناء دولة إثنية كبديل للدولة القومية التي ورثها المشروع الحضاري من الحكم الوطني. و كل ذلك مرده إلى أنّ ما يسمى بالمشروع الحضاري كان نتاجاً لفكر مهتز أنتجه عصر الإنهزام و الإنحطاط في الأمة مما جعله لا يرى غير الضغينة للآخر الملي و أصبح أبد الدهر متدثرا بنظرية المؤامرة.
    إنه مشروع العنكبوت الذي يحمل عينيه خلف رأسه : يسير إلى الامام و رؤيته إلى الخلف ... إنه مشروع يجد سلواه في التاريخ و يتقدم منكفئا نحو المستقبل و الذي بالنسبة له ليس فقط يعني المجهول بل يعني الصدام مع الآخرين. إنه مشروع مفعم بالظلامية كمشروع الوطواط و لا يرى من الأشياء إلا سالبها، وهوفي حالة محاكمة مستمرة للواقع الإجتماعي السوداني و لتاريخنا الذي بدأ ببعانخي لا بعبد إلله ابن أبي السرح.
    في تلك الأيام الكالحة من تاريخ دارفور (1992) حيث كانت المجاعة تقضي على الأخضر و اليابس إكتفى النظام في الخرطوم بإقامة صلاة الإستسقاء في الساحة الخضراء في شهر أبريل (تحديا لقوانين الجغرافيا و التاريخ و الزمان و العقل السليم). لقد مات عشرات الآلاف من أهل دارفورفي صمت و في ثبات منقطع النظير و دون أن يحدث خلاف واحد بين القبائل و المجموعات الإثنية وهو من جديد مايؤكد عبثية النظرية التي يرددها النظام في الخرطوم والقائلة بأنّ الذي يحدث في دارفور نتيجة لصراع حول الموارد.
    ليس هناك لحظات يمكن أن يحتدم فيها الصراع أكثر من تلك التي أفرزتها ظروف المجاعة والجفاف في عام 1992، ثم لماذا لا نفسر الثورة التي يدور رحاها في الشرق الآن بأنها صراع بين القبائل أو صراع حول الموارد حيث أنّ الجفاف قد ضرب الشرق لأكثر من أربعين عاماً للدرجة التي أصبح فيه الجوع مقيماً مثله مثل المرض و الحرمان و التهميش؟
    إن العبارة المفتاحية لفهم أزمة دارفور هو الدور السالب للدولة و تسييس القبائل و إتباع سياسة فرق تسد و أخيرًا تجييش القبائل بغرض القضاء على تمرد دارفور السياسي بأقل التكاليف و تمشياً مع مبدأ الإدارة غير المباشرة التي حكم بها الإستعمار البريطاني السودان و كل الدول التي كانت خاضعة للتاج البريطاني.
    يبدو أنه في دارفور قد إلتقت محاور و أهداف السياسة الإستعمارية في القرن الماضي مع تلك التي تنتهجها الإنقاذ مع مواطنيها في القرن الحادي و العشرين – و للأسف فإن نتائج الأخيرة كانت أسوا من الأولى بكثير.
    كان في ذلك الأثناء من أيام المجاعة في عام 1992 وزير واحد من دارفور مهموم بإعادة تقسيم الولايات في السودان إعمالا بنظرية فرق تسد و التشتيت الإثني و إستباقا لإعادة تعريف حدود الجنوب و جبال النوبة و ربما حقول النفط المزمع إستغلاله – و على نفسها جنت براغش. أما الوزير الآخر فكان مغلوباً على أمره في مجلس عسكري صوري تحركه أصابع الإسلاميين الذين خدعوا المؤسسة العسكرية قبل أن يخدعوا الوطن و المواطن. و في وقت لاحق تحول ذلك الوزير ربما إلى وزارة البيئة أو إدارة شؤون السياحة في بلد فقد فيه الناس القدرة على الإبتسام و إن فعلوا فيلزمهم الإستغفار.
                  

العنوان الكاتب Date
يمه ما عرفتيني ده انا الصادق! randa suliman04-12-06, 03:42 AM
  Re: حباب الصادق...جيتا جيت Basheer abusalif04-12-06, 04:39 AM
    Re: حباب الصادق...جيتا جيت عبد المنعم عمر عثمان04-12-06, 06:59 AM
  Re: يمه ما عرفتيني ده انا الصادق! lana mahdi04-12-06, 08:21 AM
  زيارة الحبيب الإمام الصادق المهدي ووفد الحزب لجنوب دارفور عيد الأضحى ماضي/جريدة الخليج الإمارات lana mahdi04-12-06, 08:35 AM
  خطبة عيد الأضحى المبارك بنيالا 1426هـ يوم الثلاثاء الموافق 10 يناير 2006م/الإمام الصادق المهدي lana mahdi04-12-06, 08:41 AM
  مسدار نيالا/ رباح الصادق lana mahdi04-12-06, 08:45 AM
    Re: مسدار نيالا/ رباح الصادق محمد حسن العمدة04-13-06, 05:03 AM
      Re: مسدار نيالا/ رباح الصادق Abdelrahman Elegeil04-13-06, 07:43 AM
        Re: مسدار نيالا/ رباح الصادق محمد حسن العمدة04-15-06, 04:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de