معاداة الاحزاب الوطنيةـ الطاهر ساتي نموذجا

Quote: أحزاب.. لكنها أحزان...!! الطاهر ساتي [email protected] * المعارضة الذكية هي التي تنتهز الفرص.. وتصطاد مشاعر الشعب ببرنامج اجتماعي.. وعندما تتقزم الحكومة في السلطة تتمدد المعارضة الذكية في أوصال المجتمع وتخاطب أشواقهم وتلبي بعض آمالهم..!! * ولكن المعارضة السودانية - لأنها ابنة عمة هبنقة - تضيع الفرص وتصطاد في المياه العكرة بأجندة سلطوية واضحة تستفز مشاعر الشعب وترغم المجتمع على أن يضعها في ذات درجة الحكومة... حباً أو بغضاً...!! * والحصار الاقليمي والعالمي الذي يتعرض له الانقاذ كان كافياً لاسقاطها ولكن عدم رغبة الشارع السوداني في البدائل المتاحة - الصادق، الميرغني، نقد، الترابي - يمد الانقاذ بروح البقاء والاستمرارية مهما تراكمت اخطاؤها وتزايدت الحرائق...!! * أحزاب المعارضة لا تزال في مربع التفكير السلطوي الأول في طرحها السياسي والاعلامي ولم تقدم للناس حتى صباح اليوم ما يقنعهم بأن السلطة ما هي إلا وسيلة لخدمة البلاد والعباد.. وهذا يعطي للشعب مشروعية السؤال.. إذا كانت الانقاذ سلطوية وأنتم كذلك.. ما الفرق قبل وبعد الانتخابات.. ولماذا نستجير من الرمضاء بالنار...؟؟ * والأزمة التي نحن بصدد الحديث عنها تكشف لذوي العقول النافذة بما لا يدع مجالاً للشك بأن قضايا المواطن وهموم المعارضة في وادٍ آخر.. أي في وادي «كيف نحكم؟»... وإليكم الأزمة الانسانية بدارفوروقضية مئات الآلاف من النازحين الذين يلتحفون السماء ويفترشون الارض في انتظار المنظمات الأجنبية...!! * ماذا فعلت المعارضة السودانية لتجفيف دموع هؤلاء البؤساء.. وبما بادرت - ولو من باب ابداء حسن النية - لمقاسمة أهل دارفورأحزانهم وجوعهم وآلام نزوحهم...؟؟ * لم نسمع يوماً بأن الامام الصادق دعا لمؤتمر صحفي لاطلاق حملة شعبية في سبيل احدى معسكرات النزوح هناك.. ولكن نسمع شهرياً منتدى الامام الذي يملأ صداه بشتم الحكومة لعجزها في اعادة النازحين واطعامهم...؟؟ * ولم.. ولن نسمع يوماً - ولو مات كل أهل دارفور جوعاً - بأن الامام الصادق سخر علاقاته الاقليمية والدولية وقاد حملة عالمية لصالح الجوعى والحيارى هناك في دارفور.. ولكن نسمع شهرياً بأن الامام الصادق يهاجم الحكومة من دبي.. والقاهرة.. وأسمرا لعجزها في توفير حياة كريمة لنازحي دارفور...!! * وطبعاً.. لم.. ولن نسمع يوماً بأن الامام الصادق خصص ربع عائدات بيوت ودكاكين وحدائق وأراضي «آل البيت» لطلاب المناطق المنكوبة بدارفور في الجامعات والمعاهد العليا... ولكن سمعنا بتعويضات «آل المهدي» وقتال الامام في سبيلها قبل وبعد الانقاذ...؟؟ * وليس الامام الصادق وحده هو الذي لا يتكلم عن أزمة دارفور طمعاً في أصوات ناخبيها لاحقاً.. ليس وحده.. بل جميعهم.. مولانا الميرغني.. شيخنا الترابي.. رفيقنا نقد.. كلهم يريدون تكبير ألقابهم وتطويل زعاماتهم باسم أزمة دارفور.. وهي كلمة حق انساني يراد بها باطل الزعامة السلطوية...!! * وبالله عليكم هل سمعتم يوماً منذ بداية النزوح في دارفور بأن مولانا الميرغني حرر شيكاً مصرفياً بقيمة ألف دينار لاطعام جائع في الطينة أو لكساء طفل في الجنينة.. لم نسمع.. ولن نسمع لأن ذلك سوف يقلل من أرصدته وأصوله وحدائقه وأراضيه في القاهرة.. الخرطوم.. كسلا.. مكة المكرمة.. أسمرا..!! * أما الترابي.. عندما كان مفتوناً بحب الناس والبلد بأمره تنازلت القيادات الاسلامية عن عربات الجمعية التأسيسية لصالح القوات المسلحة.. وبأمره جمعت قيادات وقواعد حزبه عدة وعتاد تحرير الكرمك وقيسان في تلك الديمقراطية.. وكل هذا تم وكان الرجل في موقع المعارضة.. ولكنها كانت معارضة رشيدة وذكية وتعرف ماذا يريد الناس في الحياة...!! * أنا لست غاضباً.. ولكني حزين بأن زعماء البلد - أو من نحسبهم كذلك - لا يريدون مدخلاً مشروعاً لزعامتهم.. ولا يرغبون في زعامة تأتي بامتلاك قلوب الناس بما ينفع الناس.. وانهم - رغم انهم الأكبر سناً وتجربة - لا يتعلمون.. ولا يعلمون بأن المواطن الجائع لم يعد هو ذاك التابع الذي كان يملأ صندوق الاقتراع بآهاته ليرتفع الزعيم مخاطباً «جوع شعبك يتبعك»...!! * وبما ان «رب ضارة نافعة» نأمل أن يكون مواطن دارفور عرف في محنته هذه العدو من الحبيب... لكي لا يقع مرة أخرى فريسة بين مطرقة السلطة وسندان المعارضة...!!

Quote: قد تنكر العين ضـوء الشمس من رمـد وينكـر الفـم طعـم المـاء من شـمـم

(عدل بواسطة lana mahdi on 04-01-2006, 12:44 PM)

Quote: (صحفيو الأغـراض غير النبيلة)