الاخ معد البوست والاخ بركية سلام ارفق هذا المقال الذى خطه قلم الكاتب الطاهر ساتى اليوم ( نقلا عن الصحافة ) وهو يعرى آخرين حتى لا ننظر الى النصف الفارغ من الكوب ، للمضاهاة والموضوعية فى اسباغ الاحكام . مع وافر التقدير ....آدم
امتحان رباني..!!
الطاهر ساتي
* الرجال مواقف وكذلك الاحزاب.. وامام موقف النصف الحكومي الرافض للقوات الدولية تجلت مواقف بعض القوى الوطنية المعارضة بوطنية صادقة.. بينما انتكست بعض القوى السياسية المعارضة كما انتكس النصف الحكومي الآخر..!! * الحزب الشيوعي.. البعث العربي.. الاتحادي الديمقراطي.. احزاب جديرة بالاحترام في رفضها المعلن والقوي للقوات الدولية وكل انواع التدخل الاجنبي غير الحميد في الشأن السوداني.. وجديرة بالتقدير في موقفها الثابت والمبدئي والذي لم يتأثر بالخصومة السياسية وصراع السلطة والثروة..!! * اما الاحزاب التي انتكست مع نصف الحكومة المنتكس ـ وأيدت القوات الدولية او تحفظت على رفضها مثل حزب الامة.. المؤتمر الشعبي.. العدالة الاصل.. هي احزاب اثبتت امام هذا الموقف التاريخي بأنها جديرة بالاحتقار وغير مؤهلة ـ وطنيا واخلاقيا ـ بتمثيل قواعدها..!! * وفي تقديري ان قضية القوات الدولية.. او الوصايات الاجنبية هي نعمة سماوية للشعب السوداني ليميز بها الخبيث من الطيب.. والوطني من العميل.. والصادق من المنافق.. والمخلص من المرتزق.. والمبدئي من المزايد.. في صف القيادات والاحزاب السياسية.. الحاكمة والمعارضة..!! * وقضية فرض الوصايا الاجنبية على السيادة الوطنية منذ نيفاشا وحتى ابوجا من القضايا التي لا تقبل من القوى السياسية وزعمائها القسمة على اثنين.. او التردد والتحفظ والصمت المريب.. لانها قضية لا تهدد السلطة الحاكمة فقط.. ولكنها تتجاوزها لتهدد عمق القرار الوطني في مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي..!! * ولذا كل قيادي نذر نفسه للعمل العام وخدمة الوطن والمواطن من موقع السلطة او خانة المعارضة ما لم يرفض هذا الاستعمار الجديد رفضا معلنا لا يقيده حزب او موقع او اجندة غير وطنية لا يصلح ان يكون قائدا او زعيما لهذا الشعب الذي سبق شعوبا كثيرة في درس التحرر الوطني..!! * والمتابع بعمق وحياد لموقف محمد ابراهيم نقد.. محمد عثمان الميرغني.. فاروق كدودة.. محمد علي جادين.. ابو رأس.. الطيب زين العابدين.. حاج مضوي.. الحاج وراق.. الطيب مصطفى وغيرهم من القيادات رغم اختلافاتهم الفكرية والسياسية يجدهم اتخذوا موقفا وطنيا صادقا يرفض القوات الدولية وكل انواع الوصاية الاجنبية.. وهو موقف ما ضرهم ان يكون متطابقا مع موقف النصف الحكومي الرافض والمعبر لرفضه بالبرلمان والمسيرات والكتائب.! * ولكن الموقف المعاكس والمريب الغريب هو الموقف الذي يقف عنده السيد الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي والاستاذ مكي علي بلايل وغيرهم من الزعماء الذين يرهقون افكارهم وتصريحاتهم ليجدوا تبريرا فطيرا لموقفهم المؤيد لدخول قوات دولية اخرى بحجة «نيفاشا.. وحماية المدنيين.. عجز قوات الاتحاد الافريقي».. وغيرها من التبريرات التي لن ترحمهم.. ولن تغفر لهم امام الاجيال والتاريخ ولو بعد الف عام مما يعدون.. وموقفهم هذا يتطابق تماما مع موقف النصف الحكومي الآخر الذي قصم ظهر الحكومة والشعب الاسبوع الماضي بارساله اشارات قبول بالقوات الدولية بعد السلام!! * والحمد لله لاول مرة في تاريخ السودان تجد القوى السياسية وزعمائها ـ الحاكمة والمحكومة ـ انفسهم امام امتحان وطني بعيدا عن قسمة الثروة والسلطة وبعيدا عن الصراعات السياسية والحزبية.. ليحددوا هل هم مع الوطن ضد الاجنبي.. ام مع الاجنبي ضد الوطن والشعب السوداني يراقب الامتحان ليحدد نسبة الناجحين في امتحان الوطنية وليعلن اسماء الراسبين احزابا كانت ام زعماء! * وكنا نأمل ان يتفحص السيد رئيس الجمهورية الوجوه والمواقف في السلطة والمعارضة ليصطفى منهم قيادة وطنية صلدة تتناسب مع الارادة الوطنية ضد الغزو الاجنبي. * كنا نأمل ذلك.. ولا نزال..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة