|
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم (Re: Amjad ibrahim)
|
أمجد سلام أشاركك الاستمتاع بهذا السجال، وأعجبتني جدا خواطر د. الصاوي بأسلوبه السلس المشوق..
أفكار كثيرة أضافتها مداخلاتك الأسبق.. سأحاول طاقتي لكن بعفوية أرجو ألا تخل..
وبالمناسبة نحن اقتربنا كثيرا من بوست د. هشام النور ومحمد عثمان مكي.. وجدت نفسي فى توارد خواطر مذهل مع مداخلة عادل عثمان وإن كان بدأها بإيراد الخطوط العامة ولم يفصل..
نعم هناك نقاط اتفاق كثيرة... هذه قناعتي على الأقل.. وليس الأمر فقط بيني وبينك.. بل هو بين كل بني وطني، رغما عن الآيديولوجيات والجهويات.. صدقني اذا صدقت النوايا فكل من يتقدم للهم العام يحمل من النوايا الطيبة أطنانا.. بعض تقصر به معارفه وبعض يحسب كل صيحة عليه وبعض يمسي ويصبح أسير السلطة وبعض تسكره السلطة، وبعض يأخذه فقد السلطة فيغدو موتورا وبعض يأخذه تحاسد الأنداد، وقليل خرج بائعا نفسه للشيطان والسلطان فباع واشترى.. والنوايا الحسنة قد تقود للجحيم..
قلت انك لا ترى ديمقراطية بدون فصل الدين عن الدولة.. لا أعير الموضوع كثير أهمية.. اذا كان الاتصال يعني قطع خمسين أو خمسمائة يدا أو غيرهامن الحدود والجلد والصلب (باستثناء الردة) فذلك بسيط لنضيع مزيدا من الأجيال قتالا فيه.. أما مايدعيه خصومها من أن الدولة الدينية ضد الديمقراطية فهذا حمال أوجه.. هل جرؤ أحد على الدعوة لسلطة كهنوتية؟ حتى أنصار المهدي لا يزعمون لامامتهم حقا الهيا.. هل يمكن ان نصل لصيغة تجمع بين انتخابات ملالي إيران بمشاركة مجاهدي خلق وليس في السودان ولاية فقيه؟ مالم يعمد أحدهم لاستعمال الكرت الأحمر، ففي تاريخ ديمقراطية السودان متسع لقبول الآخر.. وقد وعي الناس درس حل الحزب الشيوعي.. هل يمكن أن نتخيل جمعية الثمانينيات وقد أجازت القانون الجنائي (بدون الردة) ونيفاشا وأبوجا ثم ينصرف الناس للبناء والمعارضة الراشدة؟ أريد أن أتحسس من العلمانيين، اذا جاءت الديمقراطية بكل قصورها كما عرفناها في الثمانينيات، ماهية البعبع المخيف؟ وأين القرون وأين الأنياب البارزة؟
يبقى ما أوردته عن القيادات المهمشة الخارجة من أتون الجحيم ودور قيادات السودان القديم والصراع المحتمل.. وقد قرأت من د. هشام في بوست رؤية قرنق للسودان الجديد كلاما مشابها عن مستقبل شنيع لهذه القوى التقليدية والتي سيتجاوزها الزمن.. وألا تعود هي هي.. في ظني أن هناك تضخيم لود امبعلو الطائفية واتخاذها تكأة من القوى (الحديثة!).. كثيرا ما أكرر لسنا بدعا في التطور والاجتماع البشري.. لم نعرف فيمن سبقنا من قلاع الديمقراطية عن ظهور مجتمع حداثي تختفي فيه القيادات التقليدية ضربة لازب وتنمحي فيه الفوارق الجهوية والنعرات العنصرية والتمايزات الطبقية. وحسب علمنا وحياتنا في هذا الكوكب لم نسمع بظهور مجتمع حداثي طوباوي انتهى فيه الاستغلال والظلم والتمايز والتميير... لا أدري ان كان من اليسار من يتطاول ويبشرنا بأن ذلك الفجر الصادق قد وصل بوصول دولة المهمشين أو بدخول سلفاكير القصر الجمهوري فاتحا غانما.. غافل من يزعم أن الطائفية في الثمانينيات والتسعينيات هي نفسها فى الخمسينيات والستينيات.. حتى آل بوربون يطورون أنفسهم.. ولن ننسى أنها - الطائفية - كانت وستظل مطية للمتعلمين وسوطا.. أما العامة والدهماء فسيظلون على ولاءاتهم.. لا أدري ان كان ذلك سيكون كافيا لتحطيم معبد الديمقراطية بيد قوى الهامش او القوى الحديثة.. بقدر وعي أميينا بقدرتهم على ابتزاز الساسة ثم تطورهم وتعلمهم، سيعمد أرزقية السياسة الى رشوتهم بمنجزاتهم والتقرب اليهم بأحسن الخطط والتنفيذ والا سيكون سيف التجديد مسلطا على رقابهم.. الديمقراطية لا تعني جولة واحدة الخاسر فيها يخسر الى الأبد.. وهنا عظمتها.. ولو حسنت النخبة فسيحسن أداء الطائفة التي ستبقى حصنا مهما أرجف المرجفون..
الديمقراطية عند أربابها مازالت تعني سيطرة رأس المال وقليلا من الفتات للدهماء... بعض المكتسبات، التى عمقها شبح الاشتراكية عندما طارد أوروبا والغرب، الآن هي أدراج الرياح والقادم أصعب.. الديمقراطية عندنا كانت وينتظر منها أن تكون قرينة الفوضى واختلال حقوق وواجبات واستقطابا، وهنا مقتلها او صيرورتها لعجل مقدس جامد ينتظر من يذبحه قربان يوتوبيا كاذبة..
بخصوص قوى وقيادات الهامش ودورها في النعيم الموعود.. تعودت ألا أدفق ماء أملي على رهاب الدعاوى الطوباوية.. من أى المخارج تأتي مكارم الديمقراطية ونبل الحداثة؟ تماما مثلما ظهرت الاشتراكية في المكان الخطأ وظل اليسار مهللا مكبرا، فثورة الهامش يعطيها اليسار هالة من النبل والطهارة لاتسمح بها الظروف الموضوعية وظروف الزمان والمكان. ولست ممن يركن لتفسيرات عنصرية للتخلف وقلة الأفهام.. الهامش جاء مستثيرا عامته بالأحقاد التاريخية، والهامش قصير تجربة ونفس في الاحتكاك بالآخر الا بعنف ناهيك عن احترامه.. الهامش ملئ بالجهل، ويمكنك أن تضيف غرور النخبة وهو فاش فيهم وفي المركز.. والهامش لن يرد مكر بيوتات الاستثمار العالمية ولا خطط مخابراتها.. والهامش فوق هذا وذاك لا يملك مايقدمه لجوعاه ومرضاه حتى حين آخر... علمتنا التجارب أن الانسان يفر الى حيث العمل والتعليم فرارك من الأجذم..
لو صدق عنوانك في هذا البوست، فأخشى ان تصدق فينا ولو بعد حين تجارب الغابرين من بعث وطالبان.. ظلت أفغانستان حربا بضعا وعشرين عاما، وظلت العراق مأزومة عشرين عاما أو يزيد..وحتى الآن ظل السودان في زاية حادة منذ 1983. كل النهايات السابقة لا تبشر.. وعظائم الأحداث يقصد منها تهجير مااستقر من العمران ثم التيه ثم ظهور أجيال جديدة وقيادات جديدة..
على أن في المستقبل دائما فرجة للتفاؤل.. أفريقيا طال ليلها.. آسيا وصلت دركا سحيقا مثلنا ثم مدت لها الأيدي الصديقة.. الهجرة في العالم تتزايد والغرب أصبح يخشى على كيكته فاضطر لمشاركة تعساء العالم بعضا منها.. قرأت أن نادي الأغنياء كان 15 دولة فى مطلع الستينيات ثم أصبح 25 بعد انضمام النمور الآسيوية في التسعينيات.. صحب ذلك ازدياد المبيعات للشركات عابرة القارات حيث الحكام الحقيقيون للعالم.. 25 فى المائة من السيارات المصنعة سنويا ترجع الى مصانعها بأمل استخدامها قطع غيار.. يمكننا تخيل المبيعات الموعودة لو قام مصنع جياد بمد تشاد وغرب أفريقيا.. لا بد من ظهور كوريا جديدة وأخواتها في أفريقيا.. المعطل الوحيد الممكن هو أن الأولوية الآن للدول المتوسطية حتى تخف الهجرة لأوروبا وتزداد هجرة سود الأفارقة لشمالها ويتلاشى نفوذ مايسمى بالقومية العربية... ربما هذه مجرد هلوسات.. تجارب من سبقونا تقول إن الكوكب أمره في صعود وهبوط.. كثير من فقراء عصرنا اذا طعموا ولبسوا وسكنوا وركبوا نالوا مالو رآهم عليه ملوك الزمن الغابر لجالدوهم عليه بالسيوف.. تخيل أباطرة روما ينظرون بحسد من عربات الجياد المطهمة لقطار نيالا وهو يتجاوزهم مابين هيع وتوووت.. لكن الهبوط يكون في مقارنة قطار 1960 مع قطار حلفا 1999.. وسكان تايلند النمر الآسيوي مازالوا مكدسين وتفشو فيهم الدعارة والتي وصفها قاموس وبستر يوما أنها المهنة الأولى للنساء هناك...
بعد أن ظننتني فرغت أردت اضافة هذه الفكرة.. هل يقنع بعض الأحزاب بأنهم مهما أوتوا من مواهب فحظهم من رضى الجماهير قليل؟ وهل نحن مستعدون لتقبل أن هالة قيادات الهامش ستتحطم مع أول احباط؟ أم يصدق فينا كلما غضب زعيم عضبت له عشرة ألف سيف لا يسألونه لم غضب؟ على كل، رهاني أن أعلم أبنائي في المدارس يعضون على علمهم بالنواجذ وكثيرا من التفاؤل.. وكما نقل البشرى الفاضل عن الروس قليل من التشاؤم حكمة..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-09-06, 06:10 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-10-06, 01:07 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Nazar Yousif | 03-10-06, 02:52 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-10-06, 06:41 PM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Shao Dorsheed | 03-10-06, 09:27 PM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | mohammed elsaim | 03-11-06, 02:59 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | mohammed elsaim | 03-11-06, 04:56 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-11-06, 08:37 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | mohammed elsaim | 03-12-06, 06:16 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-12-06, 04:15 PM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-12-06, 04:18 PM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | Amjad ibrahim | 03-13-06, 02:12 PM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | mohammed elsaim | 03-14-06, 03:23 AM |
Re: إن المعركة الحاسمة في مناجزة الدولة المركزية قد تجري داخل شوارع العاصمة !! محمد جلال هاشم | mohammed elsaim | 03-14-06, 03:40 PM |
|
|
|