|
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ (Re: Abdulgadir Dongos)
|
الصادق الرزيقي كيف نشتري السلام لدارفور..؟؟! لقد بات السلام في دارفور بعد قرار مجلس السلم والأمن الافريقي والموافقة المبدئية على نقل الملف للأمم المتحدة، أبعد من قرن الشمس ومناط الثريا، وليست هناك أدنى فرصة للتسوية ولا أي قدر من التفاؤل بإمكان إحلال سلام يتجذر عميقاً في تراب دارفور وتستدام له الحياة. الأمم المتحدة التي يظن البعض أنها ستضع يدها السحرية على هامة دارفور لتتعافى ويعود لها الهدوء، هي أكبر خديعة تمارس على شعوب العالم، فمنذ متى كان للمنظمة الدولية دور بارز ومشهود لوضع حدٍ للنزاعات الدولية ونزع فتيل التوترات في بلدان الدنيا المختلفة، لقد ظل الفشل ملازماً للأمم المتحدة مثلما لازمتها وستلازمها إلى الأبد جريرة أنها مجرد أداة طيعة لتنفيذ مرارات الدول الكبرى ومشيئتها، إذ لم تخرج المنظمة من عباءة الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر مساهمة مالية ودولة المقر للمنظمة، التي تتنفس برئة أمريكية وتجري في عروقها دماء السياسة التي يرسمها البيت الأبيض. وغير خافٍ أيضاً أن العالم كله يبدي منذ سنوات تخوفاً كبيراً في طبيعة الدور الذي تلعبه الامم المتحدة، وباتت هناك دعوات صريحة حتى على مستوى الأمين العام الحالي ومن دول مهمة في المجتمع الدولي تنادي بإصلاحات جذرية في المنظمة الدولية تبدأ بهياكلها وإطارها البنيوي وإنتهاءً بسياساتها وبرامجها وحدود صلاحياتها وكيفية صناعة القرار الدولي الذي يتم عبرها، ويدخل في ذلك الدور الذي يضطلع به مجلس الأمن الدولي الذي لابد من توسعته لضمان العدالة في تمثيله لأطياف العالم وكتله المختلفة، وإلغاء حق النقص الذي يمثل أعلى درجات الهيمنة والسيطرة والاستفراد. فاذا كانت المنظمة معطوبةً وتعاني من إختلالاتٍ وإعتلالاتٍ مزمنةٍ وعميقة فإنها على وجه الدقة لن تكون ذات كفاءة عالية وقدرة نوعية في فهم وإستيعاب معطيات الواقع في دارفور وقيادة عملية ناجحة هناك يمكن أن توفر مطلوبات ما يريده الناس وأعين وأفئدة العالم المختلفة في دارفور. واذا جردنا المطالبة بدور للأمم المتحدة في دارفور من الأبعاد السياسية وبعض التحيزات ومشاعر العداء للحكومة الذي يعمي عن رؤية الصواب، فإن الامم المتحدة هي الأكثر فشلاً من الاتحاد الأفريقي في التعامل مع قضايا دارفور. فلننظر مثلاً للقضية الإنسانية، فمنذ دخول الامم المتحدة ومنظماتها إلى دارفور لمعالجة الشق الإنساني، تم صرف ما يقارب المليارين من الدولارات، هذه الاموال الطائلة لم يصل إلى مواطن دارفور المسكين المقيم في المعسكرات منها إلا ٥١٪-٥٢٪ من هذه الأموال، فالذي قدمته هذه المنظمات من المأكل والملبس والمشرب والمأوى، لا يساوي إلا نذراً يسيراً من الاموال التي جمعت بإسم المأساة الإنسانية في دارفور والصورة المصنوعة التي كرست لإستقطاب الاهتمام الدولي. ذهبت جل هذه الاموال في مصروفات إدارية ورواتب عالية لموظفي الامم المتحدة والمنظمات الأجنبية ولراحتهم الشخصية من سكنٍ جيد ووسائل نقل، وتنامى أيضاً في هذا المجال حديث كثيف ومتكاثر عن الفساد المالي وعمليات الإختلاس والتلاعب بالأموال، وهذا الأمر جعل النظر إلى الموظفين الدوليين فيه قدر كبير من الإرتياب والاشتباه، لإستشراء هذه الظاهرة وتجلياتها العملية في محنة دارفور. ويضاف إلى ذلك أن نوعية المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الأجنبية ومنظمات الامم المتحدة وخاصة الغذاء، فإن جهات ذات صلة، عبرت عن قلق بالغ من جودة الغذاء.. شبهات فساده وإنتهاء صلاحياته وملاءمته للإنسان، بالرغم من أن هنالك مقيدات دولية أصبح العالم يتعامل بموجبها بشأن المساعدات الغذائية خاصة الألبان والزيوت والأغذية المحفوظة والمسيلة. في هذا الصدد فإن الامم المتحدة عجزت في مجال الغذاء عن توفير الكميات المطلوبة من الذرة مثلاً، فأغلب الغذاء الرئيسي في المعسكرات من الذرة هو ما تم توفيره محلياً بواسطة المخزون الاستراتيجي وما عملت أجهزة الدولة على ضمان إنسيابه. فهذا العجز الكبير في مجال بسيط وهو الغذاء، دعك عن الجانب الطبي والصحي وخدمات المياه ونظافة البيئة والمأوى الجيد، يصلح لأن يكون أُنموذجاً لقراءاتٍ دقيقةٍ حول مدى شجاعة دور الامم المتحدة وكفاءتها في إدارة أزمة مثل أزمة دارفور وتحقيق نجاحات على الارض تضمن سلاماً مستداماً في الاقليم. ❊ وغنيٌّ عن القول هنا أن الجهد العسكري الذي ستسعى الامم المتحدة إلى بذله إذا إنتقل التفويض والتخويل إليها لتدارك الاوضاع في دارفور، فإنه سيكون خائباً وفاشلاً بذات الدرجة التي تعاملت المنظمة الدولية مع الشق الإنساني.. ولن يكون أفضل حالاً. ولن نحتاج للتذكير بأن القضية برمتها ذات بُعدٍ إستراتيجيٍ وسياسيٍ كبير، يخدم مصالح قوى كبرى في العالم هي التي صنعت الأزمة ورتبت مراحلها وفصولها على خشبة المسرح العالمي.. لكن السؤال الملحاح هو: كيف نشتري نحن سلاماً لدارفور..؟؟!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-06-06, 09:33 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-07-06, 12:29 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | hala alahmadi | 03-07-06, 01:49 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-07-06, 03:29 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | AMNA MUKHTAR | 03-07-06, 03:48 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | محمدين محمد اسحق | 03-07-06, 04:40 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Mohamed Suleiman | 03-08-06, 02:35 AM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Muna Khugali | 03-08-06, 02:47 AM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | عبدالرحمن الحلاوي | 03-08-06, 04:26 AM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-08-06, 09:26 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-08-06, 10:16 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-08-06, 10:13 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-08-06, 10:00 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-08-06, 09:41 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Shao Dorsheed | 03-09-06, 01:25 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-08-06, 09:28 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Tragie Mustafa | 03-09-06, 12:48 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | Abdulgadir Dongos | 03-13-06, 07:11 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | waleed500 | 03-13-06, 07:28 PM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | ابوالقاسم ابراهيم الحاج | 03-14-06, 06:37 AM |
Re: التدخل الأجنبي في عيون أباطرة المنبر الجدد؛؛؛ | ابوالقاسم ابراهيم الحاج | 03-14-06, 06:54 AM |
|
|
|