هكذا تحدث درويش ..( عن ثقافة الاضواء )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2006, 08:10 AM

عصام ابو القاسم
<aعصام ابو القاسم
تاريخ التسجيل: 12-18-2004
مجموع المشاركات: 544

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هكذا تحدث درويش ..( عن ثقافة الاضواء )

    نهار السبت الماضي استضاف منبر جريدة الصحافة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في حوار مفتوح حضره عدد من الصحفيين والمهتمين . الشاعر الذي قدم بدعوة من مركز الدراسات السودانيةضمن برنامجه للاحتفال باليوبيل الذهبي لاستقلال السودان ، الشاعر اجاب بصدر رحب عن كل ماطرح من اسئلة . هنا نص التغطية التي قامت بها ثقافة الاضواء للحوار .. تعميما للفائدة .

    هكذا تحدث درويش

    كفلسطيني مازلت ملزماً بالقول أن البيت أجمل من الطريق إليه
    رصد" عصام أبوالقاسم
    البيت أجمل من الطريق الي البيت

    ابتدر الشاعر درويش مجيباً على سؤال طرحه جمال ابراهيم وأورد" كتبت الشئ
    وراعيته. كتبت مرة ان البيت اجمل من الطريق الى البيت، أو ما يشبه الوصول
    الى البيت. لأن الفلسطيني بالمعنى العام.. الوطني.. لم يصل الى البيت انما قام
    بزيارة ما. بعد هذه الخيبة كتبت ان الطريق الى البيت اجمل من البيت. في هذه
    الجدلية الثنائية يتحرك دائماً الشاعر والقلق الانساني، الحلم عندما يتحقق يصبح شيئاً عادياً. هل هذا يعني ان علينا دائماً ان نخترع فناً جديداً أو نسعى لابتكار مستحيل جديد.. ربما؟، لكن بالنسبة لي كمواطن فلسطيني مازلت ملزماً على القول ان البيت اجمل من الطريق الى البيت. وعندما يصل الفلسطينيون الى بيوتهم سأقول انالخريطة اجمل...... عقب ذلك قدم مقدم الجلسة، حسن البطري الناطق الرسمي للحركة الشعبية ياسر عرمان ولقد ذكر خلال مداخلته انه جاء لانه يعشق الاستماع لاشعار درويش. مشيراً الى ان اشعار درويش استطاعت ان تتجاوز الفضاء الفلسطيني الى فضاءات الانسانية برمتها. ولقد عقب عليه درويش قائلاً" اشكرك يا أخي على هذه التحية التي تحمل معنى خاصاً بالنسبة لي. وتخاطب فيّ هويتي التعددية والتي انا حريص جداً على ان اطورها. انا اعتقد ان الهوية يجب ان تتسع لكل الاثنيات والقوميات والاقليات في اطار الانتماء الى وطن واحد. نحن العرب ربما اهملنا هذه المسألة فلم ننتبه الى حقوق الاكراد جيداً ولا الى حقوق بعض.. الكلدانيين والأشوريين والآرمن. برأيي ان الخطاب القومي لكي يسنجم مع العصر ومصلحة الوطن وان يكون منفتحاً لاستيعاب هذه التعددية واحترامها. ان ذلك لا يشكل أي خطر على الهوية بالعكس يغنيها بالتعددية. ان التعددية اغناء للهوية وليس افقاراً لها. بالتالي الخروج من تحديد الهوية بعرقية واحدة هو احد وسائل ذهابنا الى مستقبل افضل. من ثم تقدم الشاعر شابو ولقد جاء خلال مداخلته انه لاحظ طغيان الحديث حول الشعر على الشعر. في اشارة منه الى استغلال وجود درويش للاستماع الى الشعر وهو يلقي بطريقة متميزة بدلاً من الاستغراق في طرح الاسئلة مشيراً الى ان درويش سئل بما فيه الكفاية. كما اشار شابو الى انه يتمنى ان يبعد الساسة عن المثقفين.. في اشارة الى الطبيعة السياسية لبعض الاسئلة. ولقد رد درويش قائلاً" اشكر الاخ الشاعر عبد الله على هذه المداخلة العميقة ولكن فيها بعض الجفاف. فان احسن سبة يمكن ان نقدمها للسياسيين هي ان نقسم العمل. انتم سياسيون ونحن شعراء. انتم تديرون الدول والواقع وتغيرون ما شئتم ونحن لا دخل لنا إلا بالشعر. لذلك يجب ان يكون التفريق اكثر مكراً. القيد والحرية" من بعد تقدم للمداخلة اسامة عباس ولقد اورد" هناك رأي حول قصيدة النثر ان اختيار اصحابها لها يجئ لانهم لو اختاروا الخيارات الاخرى ذات الوزن والايقات سوف تظهر قلة شاعريتهم وانت في حوار الصادق الرضي، معك قلت" لا مشكلة لدي، مشكلتي الوحيدة انني لا اجد صعوبة في كتابة ما اريده، وما اعتقد انه مقاربة من الحداثة بايقاعات شعرية موزونة. حينما يقف الوزن حاجزاً دون قدرتي على التعبير عن زمني وعن نفسي عندها سأختار خياراً نثرياً، سؤالي، كيف تقابل بين هذا الرأي ورأيك انت؟ وأنا أسأل وفي بالي تلك العلاقة بين القيد والحرية،، بمعنى ان الفنان يمكن ان يطير مبدعاً بواسطة هذا القيد ويمكن ان يقع ارضاً بواسطة هذه الحرية إلا اذا كان مبدعاً صانعاً لقيوده وحريته. وكذلك لدي طلب هو ان تحكي لنا قليلاً عن غسان كنفاني لانني احبه وفي بالي انه هو الذي وسمكما بتلك السبة الجميلة وانت وسميح القاسم حينما قال " جناحي الشعر المقاوم " اجاب الشاعر درويش" يبدو ان السجال حول قصيدة النثر لا يريد ان ينتهي. من المفروض ان تكون هذه المسألة قد حسمت لمصلحة شئ بسيط هو انه لا يهمنا كقراء التدقيق أو البحث أو الحكم على الخيال الشعري لكل شاعر. سواء كتب شعراً عامودياً أو ما يسمى شعراً حراً أو ما يسمى قصيدة نثرية. ويؤسفني دائماً انني ألاحق، وكأنني معادياً لقصيدة النثر. بذلت جهوداً طائلة من اجل القول انني احبها واحترمها وانظر اليها باعتبارها واحدة من انجاز الشعر العربي. ولكن هناك عصابية ما لدى بعض شعراء قصيدة النثر وهي انهم لا يعترفون بأية حداثة شعرية خارج قصيدة النثر. اذن الخلاف مع بعض هؤلاء الاخوة هوخلاف حول نظريتهم أو نظرتهم حول شعر غيرهم. من
    جهتي لا يعنيني إلا ان اقرأ شعرآً جميلاً، سواء كتب بالشكل العامودي التقليدي أو بالشكل الحر، المهم ان يعرف كل شاعر اين هي قدرته التعبيرية الافضل. من ناحية اخرى في دفاعي عن خياري الوزني، لا اكتب بالوزن ولكن بوزن مرن جداً واستطيع السيطرة عليه بواسطة ان اقدمه وكأنه نقص ولكنه موجود. انا انطلق من مبدأ ان الفن كله هو فن التغلب على الصعوبة وليس البحث عن السهولة الجاهزة. ففي مهارة البحث عن التغلب على الصعوبة شئ من تجليات القدرة الشعرية ولكن
    ليس كل الشعراء مع هذا الخيار. ولكن انا سعيد بخياري. لان فرحي باكتشاف
    مهارات في تجديد ايقاعات الوزن نفسه منطلقاً من نظام وزني الى نظام وزني آخر في داخل السياق نفسه وليس خارجه. أما الخروج من نظام اللغة العربية حيث النحو.. فهل نكسر الفاعل ونقول ان هذا اسهل. هل نكسر اللغة من اجل السهولة.هل نبحث عن السهولة بتكسير النظام. انا من الذين يدافعون عن النظام. كل شاعر عليه ان يختار نظامه، ويعرفنا على بنية هذا النظام وقانون هذا النظام. لذلك لا اجد في النظم قيداً على حريتي التعبيرية وبالعكس اجد ان حريتي تتحقق بانتصاري على القيد. ولكن لكل شاعر خياره. وعندما اصل الى زمن اجد ان الوزن والايقاع هو قيد لا استطيع
    التغلب عليه عندها سأدافع عن" العبودية. غسان كنفاني لم يطلق علينا سبة جميلة انما هو كرمنا بتسميتنا شعراء مقاومة، دون ان نعرف اننا شعراء مقاومة، كنا نكتب بتلقائية وعفوية عن حياتنا في السجون عن حياتنا في الحب، عن امهاتنا وابائنا دون ان نصنف انفسنا في هذه الخانة أو
    تلك، فصحونا من النوم ووجدناه يسمينا شعراء مقاومة، بعضنا فرح بهذه الرتبة الوطنية، وبعضنا عبر عن خشية ما ومنهم انا، حيث كتبت انقذونا من هذا الحب القاسي، لان شعرنا الخارج من زحف الهزيمة في 1967م وجد فيه العرب المهزومون تعويضاً مجازياً، ووصفوه في أوليات الشعر العربي، وكأنه بديل لكل الشعر العربي وقتها كتبت هذا المقال الشهير وقلت ان شعرنا هو رافد صغير من
    بحر الشعر العربي الكبير وان تمجيدنا بهذا الشكل واعفاءنا من المحاكمة الادبية
    العامة للادب سيسئ الينا فأنا منذ البداية كنت حذراً ليس لتسمية" شعراء المقاومة، وانما لتمجيد هذا الشعر واعلاء شأنه على الشعر العربي كله، وكان وقتها شعراً فنياً وغض العود وكان من شأن هذه المدائح ان تقف عائقاً امام تطوير هذا الشعر، أما غسان كنفاني فلقد تعرفت عليه في بيروت في 1971م انا لم اتعرف على انسان يملك الحيوية والديناميكية مثل غسان كنفاني، كان غزير الانتاج، يكتب اكثر من مقال في اليوم،، روايات وقصص ومنخرك في الصحافة الخاصة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهو احد اعضاء القيادة فيها وكان شخصاً منفتحاً ومحباً للادب والحياة، هو عرفني على ليل بيروت ،، شارعاً شارع، واذن صورة المناضل لا يجب ان تكون متجهمة، وكان انساناً مرحاً لطيفاً يحب الحياة والسهر وهذا لا يتناقض مع شخصيته الوطنية المناضلة، لكن للاسف تم اغتياله وهو في
    الـ .. من عمره، أي انه لم يكمل مشروعه الروائي الذي كان يعني تطويراً حقيقياً للرؤية الفلسطينية ومع ذلك فلقد ترك من الاعمال الروائية ما وضعه في مصاف الروائيين العرب وفي أول الروائيين الفلسطينيين، مفاجأة القارئ" كذلك شارك محمد الاسباط بمداخلة ابتدرها بسؤال مفاده ان الشاعر محمود دوريش، وعلى مدى تجربته الطويلة، استطاع دائماً ان يفاجئ قارئه،، ويتجاوز توقعه
    ، كما سأل عما اذا كانت قصيدة النثر استكملت شروط انتاجها فصارت لها وسائلها وغاياتها،، كذلك طرح الاسباط سؤالاً فيما لو كان للتجريب سقف محدد ولقد بدأ درويش اجاباته قائلاً" ـ رداً على السؤال الاول حول مفاجأة القارئ، في الحقيقة انا لا اسعى، يعني لا اقصد ان افاجئ القارئ بقدر ما انا حريص على ان افاجئ نفسي أولاً، أي ان اخرج من خطر الوقوع في نمطية مقروءة سلفاً، انا شديد الحساسية تجاه ان اكرر نفسي أو اكرر كتابة ما كتبت، الامر الاصعب هو" كيف ينتج هذا ـ ما تسميه انت مفاجأة؟ أي ان القارئ يتوقع من الشاعر رداً شعرياً على احداث كبرى هذا هو السؤال، اعتقد ان هذا السؤال سؤال دقيق،أي ان القارئ يتوقع من الشاعر ان يكون مخبراً صحافياً أو مراسلاً عسكرياً لحرب، ما دامت وقعت قبل قليل فيجب على الشاعر ان يكتب قصيدة عسكرية، انا كتبت في حرب
    الخليج " رسالة الى شاعر عراقي" دون ان تكون ملامح الحرب وادواتها ظاهرة في القصيدة، تعلمت من تجربتي ان اللغة لا تستطيع ان تتصدى لعنف الحرب بعنف لغوي وإلا سينتصر عنف الحرب على العنف اللغوي، يجب ان نحارب الحرب بعكس لغتها، لكي يكون للشعر حيز ما، أي كلما ارتفع الصوت الخارجي، على الصوت الشعري ان يخفض، كلما هدأ العالم على الشاعر ان يصحو، عندما يكون العالم نائماً وهادئاً توقظه بصوت عالٍ، لقد عودت نفسي وقارئي على ألا ارد على احداث يومية، سأتحول الى مراسل
    ومخبر، الكاميرا اصبحت اكثر قدرة على تصوير الواقع، كان لي قول لحد ماساخر قلت" لو كان هنالك كاميرا في زمن هيروموس لما كتبت الالياذة،، ربما كتب الاوديسة،، فهي عبارة عن رحلة داخلية وخارجية،، في داخل البطل الذي يبحث عن البيت، ويدخل في جمعية الطريق الى البيت اجمل أم البيت، لكن الالياذة كان سيكتبها الاعلام افضل من هيروموس، اذن ما دام هنالك كاميرا،، فنحن لا نحتاج الى ان نصور بهذا الشكل الآني، علينا ان نكتب في ماهو مخفي،، ما في هو مخبئ، السؤال الثاني حول ما هي حدود التجريب، اعتقد ان هذا السؤال من اصعب الاسئلة، التجريب اذا كان من اجل التجريب فلن يوصلنا الى الحقيقة، التجريب ضروري من اجل الوصول الى صيغة ما في شكل النص واختراقه وليس مختبراً مفتوحاً على الاختراق بدون نتيجة ونحتاج الى خلاصة ما ولكن هذه الخلاصة يجب ألا تكون
    نهائية، اذا وصلنا الى خلاصة نهائية في الشعر سنقول الشعر كله وينتهي الامر، حتى الآن نعرف ان نحدد مفهوماً نهائياً للشعر، الشعر يجد مفهومه مع كل ابداع جديد، كل نص جديد يقدم تعديلاً ما على مفهوم الشعر، لكن تجريب الشاعر ـ المعين ـ يجب ان يوصله الى خيال ما ثم يتمرد على هذا الخيال عندما يصبح مكرراً، الشاعرية هي جوهر الشعر ولكن الشاعرية قد تتحقق في الرسم والموسيقى والغناء،، الرسم يحمل كثيراً من الشاعرية، عندما نتكلم عن الشعر نبحث عن كيفية تحقق الشاعرية في شكل شعري،، اسميه القصيدة، ان تكون الشاعرية خارج القصيدة اقرب واجمل منها في القصيدة، ولكن عندما نتكلم عن الشعر نعني تحقق الشاعرية في نص شعري نسميه قصيدة، قصيدة النثر لم تستنفد نفسها،، فهي نص مفتوح على عوامل واجناس ورؤى،ولكن المؤسف انها دخلت في ازمة مبكرة لانها لم تستطع ان تعرفنا على نظامها الايقاعي،، بالتالي دخلت في ازمة تعريف ذاتها، ازمة التعرف على هويتها، هل هي مجرد كتابة سردية،، هل هي قصيدة غنائية،، هل هي ملحمية وفي وسعها ان تكون ملحمية لانها نص مفتوح، أما كيفية معالجة هذه الازمة التي دخلتها فهي تكون ،، وهذا ما اقوله دائماً،، لا تأتي عن طريق التتنظير الزائد، ولكن عنطريق النص الابداعي نفسه، وازمة الشعر كله سواء كان عامودياً أو حراً،، هي ليست ازمة الشعر انما ازمة الشاعر، السؤال الاصعب هو كيفية كتابة القصيدة ،، أو كيفية تحرير القصيدة،، مصادر الشعر العربي،، مصادر حياتية،، وتجربة الشاعر في الحياة وفي علاقته بالثقافة هذه هي المصادر الوحيدة لأي نص شعري، أما كيف يجري التفاعل بين هذه
    المصادر واللغة والصورة والاستعارة والايقاع،، أي كيف لمثل هذه المصادر والمؤثرات الخارجية قادرة على ان تكتب شعراً، لكل شاعر طريقته لا اؤمن كثيراً بالوحي البين ولكني اؤمن بالوحي، هذا الوحي هو عدة عناصر نفسية داخلية وخارجية،، شرارة ما بالداخل تشعر المرء بانه" حامل ˜،،،،، يتكلم لغة اخرى،، أي انه يتكلم كلاماً آخر،،مختلفاً عن الكلام العادي، بالنسبة لي تبدأ المسألة بالاحاطة بتجربة أو بفكرة ما ،، احاول ان اختار،، هذه الافكار ليست شعراً حتى الآن يجب ان تلبس لها صوراً ،، تتحول الى صور ذهنية أو حسية لا اعرف،، من ثم تأتي محاولة ايجاد"
    الايقاع لذلك، عندما تتحول الى صور والصور الى ايقاعات اشعر عندها باستعداد للكتابة، على الشاعر ان يضفي على المصادر والمرجعيات الجهد المبذول لتبدو القصيدة عفوية، عليه ان يخفي المصادر المعرفية والفلسفية ألخ،، لان هذه المصادر لا تستطيع ان تكون شعراً إلا اذا قدمت عبر الحواس، لابد لها وان تكون حسية، على الافكار كلها ان تتحول الى حواس ومشاعر لتتحول الى شعر، من بعد شارك السينمائي محمد مصطفى الأمين بمداخلة تساءل خلالها كيف يجمعها الشاعر درويش مابين فلسطين والهموم الانسانية العامة. اشار درويش في مبتدر اجابته الى انه لم يسمع السؤال جيداً واردف"مما فهمته.. كيف اجمع بين كوني مصلوباً كفلسطيني وبين...... كل مبدع.. رساماً كان
    أوموسيقاً أو سينمائياً هو ابن شرطين.. المجتمع والفن يجتمعان... هو انه نتاج
    الشرط التاريخي واستغلال هذا يعني لا يكون الفن فناً إلا اذا استطاع ان يكون ابن شرطه التاريخي ومستقل عنه. انا فلسطيني بالشهادة... وبالتجربة وبالمعاناة.هويتي معطى وموروث ولكن ايضاً مبدعة.. هذه الهوية انا اؤسسها واطورها باعتبار ان فلسطين قابلة على ان تكون استعارة لكن المعاني المحيطة بها.. منها الحرية والعدل وانقسام الانسان الى اثنين في داخله..حاضر وغا ئب.. وطن ومنفى وكل هذه الثنائيات المحمل بها الفلسطيني وبما انها صلحت ان تكون كذلك فهي توصلك الى
    فضاء انساني اوسع.الكلام عن فلسطين يعني كل انسان آخر في هذا الوجود فهي ليست مسألة سياسية فقط بل انسانية ـ المسألة الفلسطينية ـ بوسع المقاربة الابداعية الذكية بهذا الموضوع ان تفتح آفاقاً توسع فلسطين ويجعلها سؤالاً كونياً. كما نستطيع ان نأخذ موضوعاً آخر ونجعلها موضوعاً كونياً. الكتابة عن فلسطين هي تبقى دائماً... تسمي نفسها. وتقدم برهاناً يومياً على ان الفلسطيني فلسطيني.
    هذا شأن عظيم في النضال... النضال السياسي.. كل يوم نقول نحن فلسطينيون في مواجهة آخر يريد ان يدمر هذه الهوية ويدمر أرض الهوية. الحلم الفلسطيني كبير ولكن أرض الحلم الفلسطيني تضيق. بهذا المعنى.. هذا النضال الفلسطيني. الفن اذا كرر نفسه كثيراً يصبح مرهقاً.. مرهقاً لذاته ومرهقاً ايضاً لقارئه وبالتالي عليه ان يأخذ من هذا المعنى جسراً ويركز ضوءه على الجوانب الانسانية والوجودية من الحياة الفلسطينية لكي تكون المسألة الفلسطينية مسألة انسانية الى جانب كونها...، وفي الفن خدعة للتمويه... الفن خداع..لكي لا اقول كذاب، الفن يستطيع الادعاء اذا اقتضى الامر حياداً ما، حياداً ماكراً، لكي يحق له التعبيرعن فنيته،بما انني كتبت فلسطين كثيراً ولا زلت اكتبها اشعر بانني لم اعد محتاجاً الى تقديم براهين شعرية على وطنيتي.. كما ان الوطن الفلسطيني لم يعد محتاجاً الى تقديم براهين شعرية على شرعيته. بهذا الفهم الواسع لمعني فلسطين اتحرك واكتب نصاً شعرياً الفني واليومي كاتب السطور تداخل ايضاً وسأل الشاعر درويش حول قوله انه لو ان الكاميرا توفرت في الزمن الاغريقي القديم.. لما كان هنالك داع لكتابة الالياذة واشارته الى ان الشاعر يجب ألا يكون مراسلاً حربياً أومخبراً يتتبع الاحداث الكبيرة والكتابة عنها...سأل كاتب السطور الشاعر قائلاً" من وقت جرى حوار حول ذات الامر وتم التطرق الى قصيدتك التي كتبتها عن محمد الدرة.. ألا ترى ان في هذا شاهداً من تجربتك في الانفعال بالاحداث اليومية؟ سؤال ثان"كنت كتبت مرثية عذبة عن المفكر ادورد سعيد اسألك فيما لو كنت ترى في نفسك ملمحاً من سعيد المتنازع بين كونه عربياً وغربياً.. وسؤال ثالث حول اعتماد درويش في آدائه الشعري على ادوات قديمة.. الوزن والايقاع..الخ، والى أي حد تعتقد ان غني وتعقد موضوعات الحياة الفلسطينية ساهمت في دفع واغناء تجربتك؟، ـ الصورة كانت أقوى.. الصورة كانت اقوى في تصوير محمد الدرة، كان يمكن الاكتفاء بها لكن خنقتني العبرة، القصيدة التي كتبت ليست من بين القصائد المهمة بالنسبة لي، وحول اسهام الحياة الفلسطينية في تجربتي،، لا اعرف كيف سيكون الحال لو لم اكن فلسطينياً لان هذه فرضية لكن عموماً كوني فلسطيني هذا ادخلني في تجربة قاسية ومعقدة ربما ذلك حرك داخلي وجعلني اكتب الشعر، ولاشك اني مدين لهذا المشهد الفلسطيني، وحول ادورد سعيد،، ادورد سعيد امريكي وثقافته غربية لا استطيع ان ارى في نفسي ادورد سعيد آخر، ادورد سعيد ابن ثقافة غربية انا ابن ثقافة عربية مطعمة بثقافة غربية، أما مدى تأثير الثقافة الغربية علينا لو حاربنا ما فينا من ثقافة غربية لما كنا معاصرين هذا يمس النقاش الدائم بين الاصوليات والكلام عن الغزو الثقافي
    الغربي،، علينا ان نميز الثقافة الغربية بين عدة تيارات، هنالك ثقافة انسانية عميقة غربية والغرب ليس سياسة عسكرية فقط وحتى تعرفناعلى بعض جوانب تراثنا المضيئة تمت خلال مثقفين غربيين فنحن أي انسان معاصر لنا اذا انحنا منه التكوين الغربي لا نكون معاصرين بالتالي انا ابن الثقافة العربية التي انفتحت لاستيعاب العناصر الايجابية الكبرى في الثقافة، أما الى أي مدى ابقى شاعراً بأدواتي القديمة كما قلت،، انا لا احب هذه القديمة،، انما قديمة وحية،، الايقاع والاوزان هي ادوات قديمة ولكنها حية،، صحيح قديمة ولكن قابلة للتجديد والوزن قديم،، لكن قابل للتجديد، لا اعرف الى متى،، عندما اصبح عاجزاً عن تطوير هذه الادوات لانها صعبة سأمدح عبوديتكم،، سأبقى مدافعاً عنها،، واذا كان لابد لي من ان اكتب وابرهن على انني قادر على الكتابة ربما اختار الكتابة النثرية، اريد ان اقول انني من عشاق الكتابة النثرية ومن كتاب النثر وانا ارى احياناً ان الشعرية تتحقق في النثر أكثر من الشعر ولكني اميز بين الاجناس،، هنالك جنس نثري وهنالك جنس شعري هناك جنس روائي،، بالتالي انا غير مغلق امام امكانية ان اكتب بأية طريقة، وقد غيرت اساليبي عدة مرات،، وكما قال عني بعض الاخوة انا دائماً افاجئ،، بالتالي هذه الحيوية تأتي من وفائي أولاً لهاجس التجديد ووفائي لجماليات اللغة العربية التي لا تستنفد، أما ان اكتب مرة قصيدة نثر انا كتبت عدة نصوص اعتبرها بعض النقاد قصائد نثر وان نفيت عن نفسي هذه الصفة لانني اميز بين
    النثر والشعر لان النثر قد يكون بشعرية أعلى، النثر فن نبيل كما قال احد النقاد القدامى،، النثر ابن حرة والشعر ابن أمة لان فيه خضوع لقيود ما،
    .

    (عدل بواسطة عصام ابو القاسم on 02-27-2006, 08:13 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
هكذا تحدث درويش ..( عن ثقافة الاضواء ) عصام ابو القاسم02-27-06, 08:10 AM
  Re: هكذا تحدث درويش ..( عن ثقافة الاضواء ) ودقاسم02-27-06, 08:33 AM
    Re: هكذا تحدث درويش ..( عن ثقافة الاضواء ) عصام عبد الحفيظ02-27-06, 11:23 AM
  Re: هكذا تحدث درويش ..( عن ثقافة الاضواء ) عصام ابو القاسم03-03-06, 02:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de