|
سيدي الإمام الصادق: من هو الذي يعيد السودان إلى أهله؟
|
سيدي الإمام الصادق: من هو الذي يعيد السودان إلى أهله؟
نشرت جريدة الشرق الأوسط في عددها رقم 9938 الصادر يوم الأحد الموافق 12 فبراير 2006 موضوعا للسيد الإمام الصادق المهدي تحت عنوان (لكي يعود السودان إلى أهله). و هنا أنقل للقارئ الفقرة الآتية و بالنص من ذلك الموضوع: (واقع الحال في السودان استعصى على كافة التدابير المبتسرة و هو يدفع البلاد دفعاً نحو التشظي الشامل أو الحماية الدولية الكاملة ما لم يتدارك أهل السودان أنفسهم في وثبة وطنية تنتزع زمام المبادرة وتفرض حلاً قومياً يحقق السلام العادل الشامل و التحول الديمقراطي الحقيقي)
هذه الفقرة من حديث الإمام عادت بذاكرتي إلي أواخر السبعينات من القرن الماضي حيث كنا نعمل في تنفيذ مشروع الرهد الزراعي. وقتها زارنا السيد وزير الري بمدينة الفاو، حيث كانت المدينة مثل جنين لم تكتمل ملامحه، و قد كان يحمل في حقيبته أسئلة محددة و دقيقة تتعلق بسير العمل في المشروع. و قد شاءت الظروف - رغم إنني كنت في بداية مشواري في العمل الهندسي - أن احضر ذلك الاجتماع. بعد أن أبدى السيد الوزير ملاحظاته و استفساراته عن سير العمل، كانت الإجابات من السيد المدير العام على هذا النحو: (كان من المفروض عمل كذا – كان من الواجب تنبيه المهندسين إلى ذلك – لم لا ننسق مع الهيئات الأخرى العاملة في تنفيذ المشروع؟ – من المهم ترتيب اولويات العمل – علينا محاسبة المقصرين في آداء مهامهم). عندما انتهى السيد المدير العام من إفادته و إجاباته، سأله الوزير سؤالاً واحداً كان كافيا أن يسكت المدير حتى نهاية الزيارة، و قد كان فعلاً سؤالا في الصميم أو في التنك كما يقول أخونا بشرى الفاضل.
نهض الوزير من كرسيه و مشى إلى حيث كان يجلس المدير العام قائلاً له (إلى من توجه كلامك هذا؟).
سكت الجميع كأنما على رؤوسهم الطير، و لم يستطع احد أن ينبث ببنت شفة، و أشفق الجميع على المدير. لان كل ما ذكره المدير من واجبات و مهمات و استفسارات كان من صميم عمله هو، و واجبه هو، و كان الاحرى به إن يوجه هذا الكلام إلى نفسه لا إلى الوزير أو الحاضرين في ذلك الاجتماع. ببساطة، لأنه هو المدير العام و هو المناط به ترتيب و تجهيز احتياجات العمل، و هو المسئول عن متابعة العمل و هو المسئول عن محاسبة المقصرين في واجباتهم.
أعود لتلك الفقرة أعلاه و أوجه سؤالي للإمام الصادق المهدي: إلى من توجه كلامك يا سيدي؟
• كيف تكون و كيف تتم الوثبة الوطنية؟ • كيف ننتزع زمام المبادرة؟ • كيف نفرض حلا قومياً يحقق السلام العادل و الشامل؟ • كيف ننجز التحول الديمقراطي الحقيقي؟
هذه الأسئلة الأربعة، و التي قمت باستخلاصها من كلامك يا سيدي الإمام لجريدة الشرق الأوسط، إلى من توجهها؟ و ممن تتوقع أن تأتيك الإجابة؟ أنا أعيد إرسالها لك. أنت أول السودانيين المناط بهم الإجابة عليها، أنت المسئول عن تسويق هذه الإجابات لجماهير الشعب السوداني بمختلف أحزابهم و طوائفهم و تنظيماتهم كي يتبنوها، أنت من يضع آلية و منهجية تنفيذها، و أخيرا سيدي الإمام أنت من يقود هذه العملية. الست بزعيم الأغلبية في آخر برلمان ديموقراطي منتخب؟ لا سودان موحد بعد الآن دون تضحيات، تضحيات جسام تصل حد التضحية بالرقاب، و لا يستثنى احد من هذه التضحيات، من القمة إلى القاعدة. شيء أخير سيدي الإمام، قد لا تكون له علاقة بالموضوع و لكنه قفز إلي ذهني دونما استئذان و هو مقطع شعري للشاعر محمود درويش يقول فيه:
(لمن تغني و المقاهي قد أوصدت أبوابها و لمن تصلي أيها القلب الصديع)
عبدالله محمد أحمد الدمام [email protected]
|
|
|
|
|
|