|
وإنسكبت زجاجة الفرح المعتق في قناين (قصة مسلسلة في حلقات)
|
كان أصدقاؤه لا يزيدون عن العشر ..
طيبو المعشر واللقيا ..
إثنان منهم كانا من الذين لا يطيب لهم السمر إلا برفقة محبوبتهن !
كانوا كثيروا التحدث عن عشيقتهن وكيف أنها لا تقصر في إمتاعهن وبهرجتهن .
كان يتحير في هذه العشيقة التي يحبها أصدقاؤه ؟
كانوا يحكون له عن عشقهم الخرافي لها وعشقها الخرافى لهم؟
يوما ما سألهم عن هذه العشيقة ؟
وأنه يريد مقابلتها والتعرف عليها ؟
فرحوا جدا لسؤاله وأبدوا إستعدادا مريبا لتعريفها عليه .
قالوا له . إنها تحب التعرف على أصدقاء جدد ..
وإنها تدخل البهجة في نفس كل من يقابلها ..
سألهم هل هي جميلة ؟
قالوا له أجمل من حور عين الجنة ؟
سالهم : هل هي رشيقة ؟
قالوا له ارشق من الغزلان ساعة الاصيل ؟
إشتاق لها وحن لمقابلتها .
قالوا له موعدنا غدا مساء .
وكان هذا الموعد ليلة شتاء باردة في نهاية عام ميلادي .
أكد لهم الميعاد .
وأكدوه له .
وجاءت ساعة لقيا المحبوبة .
فأخذوه في سيارة رشيقة إلى منطقة مجهولة ومنسية في أطراف الخرطوم .
أدخلوه إلى شبه خيمة ورقية إمتلأت بالاطفال والنساء العجز النائمين .
ظن انهم يكذبون عليه .
فجاة خرجت من بين المهملات عجوز شبابية .
ورحبت بهم وكانت تحمل برادا ظن لأول وهلة أن به شايا او قهوة للضيوف .
ولكنها أخرجت من بين طيات ثيابها قنائن فارغة من مخلفات المشروبات الغازية .
وصبت لكل منهم حسب ما يريد من طلب لإمتلاء رأسه .
أصدقاؤه طلبوا من (مريم) أن تصب لهم قنينة كاملة .
ففعلت واحكمت إغلاقها وأعطتها لهم .
وعندما خرجوا أخبروه أن هذه هي محبوبتهم .
فرشف من أعلى مبتداها .
ونهل من ما بداخل منتهاها .
وساعتها علم كم هي عظيمة تلك المحبوبة .
وكم هم عظماء أصدقاؤه وكم هم سفلة حين لم يعرفوه باكرا بتلك المحبوبة الجميلة .
(نواصل بعد حين)
|
|
|
|
|
|