|
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً (Re: Sabri Elshareef)
|
وفي زمن فراغ قوي دولي تاريخي كان له ظروفه التي لم تتكرر ، ولن تتكرر تمكن عرب الجزيرة بعد أن وحدهم الإسلام في دولة مركزية من احتلال دول المحيط وتكوين إمبراطورية قوية ، أمكن لها أن تقوم بتطبيق منطق الجهاد الذي ينتهي إلى أحد أمرين : الخلود في جنة النعيم الفردوسية ، أو الحياة الرغيدة الثرية بعد الفقر والسيادة بعد التبعية ، وكان يمكن بهذا المنطق أن يكون أبدياً لو ظل التاريخ ساكناً على حاله ، كان ممكناً أو نظل اليد الباطشة لكن صروف الأيام وتقلبات الأزمان لا تعرف ثباتاً شرعياً ، فهي تفعل حسب منطقها لا منطقنا ، ووفق قوانينها وليس حسب قوانين أي شريعة كانت .
ومع الواقع المزري ومع الاعتقاد الجهادي كان لابد أن يظهر الإرهاب وهو سلاح الشعوب عندما تعاني المهانة والضعف والمذلة ، مطابقة مع حال المسلمين الأوائل الذين أقاموا قوتهم بالجهاد ، ومن ثم أصبح التصور الغيبي أن استعادة هذه الفريضة التي غابت كفيلة وحدها بعودة الله لنصرة دينه وعباده الصالحين ، كما حدثت للمسلمين الأوائل وهم قلة أذلة ، دون أي اعتبار لمتغيرات الواقع الهائلة وموقع المسلمين المتميز في قاع هذا الزمان ، وقد أسهم الفقه الإسلامي بدور عظيم في ثبات الإسلام والمسلمين عند درجة حضارية فارقة في تخلفها ، بتثبيت قواعد التعامل مع النصوص المقدسة ، وتحويل هذه القواعد إلى مقدسات بدورها ، رغم أنها إنتاج البشر ، فاختلط البشري بالإلهي في قواعد كبلت الإسلام وهزمت المسلمين هزيمة حضارية مروعة ، وهي قواعد لم تكن عند وضعها بعيدة عن الشبهات لتناغمها مع تحولات القوى في الدولة الإسلامية وتقلباتها السياسية ، والتحالف الواضح بين محترفي العمل الديني وبين مراكز القوى السياسية ، ومن نماذجها ثلاث قواعد أزعم أنه لم يوقف مسيرة تطور المسلمين مثلها . ألا وهي : "لا اجتهاد مع نص" و "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" و "تكفير كل من خالف معلوماً من الدين بالضرورة" ، بل أكاد أزعم أنها القواعد المصيبة التي ألحقت بالمسلمين كارثة تاريخية لا شبيه لها ، مع ملاحظة أن رجال الدين عادة ما لا تثور ثائرتهم ويقومون مكشرين عن كل أسلحتهم ، إلا عندما يتعرض أحد لقاعدة من هذه القواعد ، مما يشير إلى تلامس فصيح بين المصالح وبين القواعد ، وبسبب هذه القواعد الكارثية تحديداً لم يتطور تفسير النصوص ، ولم يلحق نصوصاً كتلك التي تتعلق بنظام الرق البائد ، أو تلك التي تتعلق بالجهاد في بلاد المسلمين أو بلاد الغرب ، لإيقاف العمل بأحكامها تبعاً لدوران العلة مع المعلول ، وتبعاً لدوران الأحكام بدوران المصالح ، وإن المصالح اليوم تستدعي رؤية أخرى للدنيا ولغتها وقوانينها وطرائق علمها وأساليب التعامل معها .
وعن حق ذهب بعض الأتقياء من المسلمين العارفين إلى تفسير الجهاد اليوم هو جهاد النفس ضد شهوتها ، وأن ذلك هو الجهاد الصادق ، وهو تفسير أقرب إلى روح الدين من القتال والدم والسبايا والنهب والسلب ، ولكن يبدو أن صوت الرشاش كان هو الأعلى ، وأنه الفريضة التي عادت بعد طول غياب ، والتي وضعت المسلمين بعودتها في مواجهة كل دول العالم ، لأن دول العالم جميعاً قد اصبحت تحت طائلة تخريب ما أمكن ، وهو إرهاب مشروع للعدو حتى ولو لم يحقق المسلمون أي غنائم ، وهو التفسير البسيط للسؤال الأمريكي الساذج .. ما هو الهدف ؟!
إن الجهاد قائم إلى قيام الساعة وقتما استطاع المسلمون إليه سبيلا، وإنه كما نحن ضعاف ، فقد كان الأوائل ضعافاً أيضاً ، لكنهم عندما نصروا الله بالجهاد ونصرهم وأتى بأمره ، ومن ثم علينا بالجهاد حتى يأتي الله بأمره مرة أخرى ، ويؤكد أصحاب هذا الرأي من المسلمين أنهم بالجهاد اليوم يلزمون سنة النبي وأوامر القرآن وسيرة الصحابة الذين قاموا بعدد من الغزوات كان بعضها إرهاباً للعدو ونكاية فيه فقط ، لكنهم من بعدها قاموا بفتح البلاد واستيطانها وتحويلها إلى ديار الإسلام ، وهو ما يتضح فيالمصطلحات التي استخدمها الدكتور أيمن الظواهري في كتابه "الولاء والبراء" ، وهو يعقب على أحداث سبتمبر 2001 قائلاً : "تشهد هذه العقود من تاريخ الأمة المسلمة صراعاً محتدماً بين قوى الكفر والظغيان والاستكبار ، وبين الأمة المسلمة وطليعتها المجاهدة ، وقد بلغ هذا الصراع ذروته بغزوتي نيويورك وواشنطن المباركتين ، وما تلاهما من إعلان بوش لحملته الصليبية .. واتضح من هذه الحرب مدى الحاجة الماسة لإدراك خطورة عقيدة الولاء والبراء في الإسلام .. حتى لا يختلط الأعداء بالأولياء . لأن أهم فتنة في هذا العهد تهدد التوحيد والعقيدة الإسلامية هي فتنة الانحراف عن موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين" .
ويبدو أن الدكتور الظواهري وهو يشن حربة الدينية يريد أن يؤكد على أن الطرف الآخر يشن بدوره حرباً دينية "صليبية" ، كي يجد مشروعية قانونية على أساس المعاملة بالمثل ، كما يبدو أنه من غير الواضح لدى الكطتور ظواهري أن من حق الآخرين أن يردوا على العدوان ، ولأن غزونا مبارك إسلامي ، فلابد من المقابل أن تكون حرب بوش حرب صليببية وغير مباركة ، إن اللغة هنا والمصطلح يبعدان تماماً عن عصرنا ولغته ومفاهيمه ومصطلحاته وطريقة التعامل فيه مع الذات ومع الآخر .
وتعتمد نظرية أن كل مسلم إرهابي على مثل هذه اللغة وتلك المفردات ، كما تعتمد على سلوكيات المسلمين العاديين في حياتهم اليومية التي تقوم فلسفتها العامة على ما أسماه الدكتور الظواهري "عقيدة" الولاء والبراء . فيلاحظون مثلاُ أن الجماهير العربية والإسلامية العريضة لم تخرج لتعبر عن مشاعرها المفترض أنها رافضة لمقتل الأبرياء في أبراج التجارة ، ولا تضامنا مع ضحايا مدريد وموسكو ، بل إن ما حدث كان على العكس من المشاعر الإنسانية المفترضة في حال كهذا ، فقد خرج الناس يعبرون عن فرحهم مما أذهل العالم وليس أمريكا وحدها ، كما لا شك أذهل عقلاء المسلمين .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-21-06, 08:57 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-21-06, 08:58 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-21-06, 08:59 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-21-06, 09:00 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-21-06, 09:01 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-21-06, 09:02 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | HOPEFUL | 02-21-06, 11:33 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | عاطف عبدالله | 02-22-06, 00:06 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Mohamed E. Seliaman | 02-22-06, 00:58 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-22-06, 07:43 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-22-06, 07:45 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-22-06, 08:34 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-25-06, 03:56 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-25-06, 03:56 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-25-06, 03:56 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | hala alahmadi | 02-26-06, 01:30 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Albino Akoon Ibrahim Akoon | 02-26-06, 11:44 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-26-06, 01:09 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | ابوالقاسم ابراهيم الحاج | 02-26-06, 01:25 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 02-27-06, 10:24 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 03-02-06, 06:06 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 03-04-06, 05:03 AM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Munir | 03-19-06, 02:06 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | محمد عبد المنعم عمر | 03-19-06, 03:07 PM |
Re: فرض الإسلام بالقوة ليس إرهابا حتى ولو سالت الدماء أنهاراً | Sabri Elshareef | 03-20-06, 08:41 AM |
|
|
|