الأرض الخراب والشعر العربي - في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2006, 10:14 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهور الليلاك ووحشة الربيع : (Re: Agab Alfaya)

    زهور الليلاك ووحشة الربيع :

    افتتح اليوت قصيدته بالتغني بالربيع (ابريل ) ولكنه تغني ينطوي علي مفارقة اذ يصفه بالوحشة . وأول مظاهر الربيع التي تثيرالاستيحاش في نفسية الشاعر ، زهور الليلك:

    April is the crullest month, breeding
    lilacs out of the dead land, mixing
    Memory and desire,

    " ابريل اقسي الشهور ، ينبت الليلاك من الأرض الموات ..يمزج الذكري بالرغبة "

    الا ان الدكتور عبدالله الطيب يري ان اليوت اخذ قوله :" ابريل اقسي الشهور منبتا الليلاك " من قول لبيد : " رزقت مرابيع النجوم .. فعلا فروع الايقهان "
    يقول الدكتور الفاضل : " ..تأمل الشبه في السياق والصياغة بين قول لبيد ، فعلا فروع الايقهان بعد ذكره مطر الربيع ، وبين قول اليوت منبتا زهور الليلك ، بعد نعته مطر الربيع الذي ابريل رمز له . اي فعلت اغصان الليلك ، كما علت فروع الايقهان ."
    و يمضي الدكتور الي القول : " اخذ اليوت مزجه الذكري بالشهوة " من قول لبيد :

    فعلا فروع الايقهان وأطفلت * بالجهلتين ظباؤها ونعامها

    يقول : " جاءت الظباء والنعام في مكان الحبيبة والظبية تشبه بالحبيبة . وههنا مجال للذكريات واتصال معني ولادة الظباء أطفالها وافراخ النعام بالشهوة غير خاف ."
    ولا بد للمرء اولا ان يتسآءل كيف يضطر الشاعر الاوربي ان يختلس النظر الي ذكر الربيع وازهاره من شاعر عربي جاهلي ؟ فللربيع مكانة معروفة في اروبا فهو فصل تدفق الحياة وانطلاقها . والغريب ان الدكتور الفاضل يؤكد ذلك في قوله في هذا السياق : " وابريل بحبوحة أشهر الربيع فذكره يدل عليه " ثم يورد القول الانجليزي المعروف الجاري مجري المثل - علي حد تعبيره :
    March winds, April showers, Bring forth May flowers
    أليس هذا كافيا لنفي شبهة السرقة ؟ ولكن ذلك لا يزيد عبد الله الطيب الا اصرارا علي المضي قدما في اتهام اليوت بسرقة ذكر الربيع في أول قصيدته من معلقة لبيد .
    وكما سبقت الاشارة ان اليوت استلهم بنية القصيدة من التجربة الشعرية والمصادر التي افاد منها في صياغة هذه التجربة شعرا . وسنورد فيما يلي عددا من الشواهد التي تدل علي أن فكرة القصيدة وصياغة صورها ومعانيها إنما نبعت من خصوصية وأصالة التجربة الشعورية التي عاناها الشاعر على مستوي الواقع .كما نورد بعض الامثلة من الادب الانجليزي والامريكي والاوربي ، التي ربما يكون اليوت قد تاثر بها في صياغة افتتاحية قصيدة الارض الخراب .
    تورد هيلين وليم في كتابها عن اليوت انه حينما كان مستغرقا في كتابة الارض الخراب ، كتب رسالة نشرت بمجلة The Dial الامريكية بعدد يوليو 1921 يصف فيها اجواء مدينة لندن في تلك الفترة وصفا يتضمن كثيرا من الصور والمشاهد التي اعاد صياغتها في تلافيف القصيدة . يقول في تلك الرسالة :
    "إن فصل النكد قد بدأ مبكراً هذه السنة مع حلول الربيع الذي جاء دافئاً لطيفاً قليل الأمطار. كان محصولنا من حالات الطلاق والوفيات قليلاً مقارنة مع الخريف الماضي .." ويصف تفشي نوع غريب من إلانفلونزا " يترك جفافاً حاداً في الفم وطعماً لاذعاً في الحلق."
    المطلع علي القصيدة يلمس علي التو ان هذه المظاهر التي يعددها اليوت هنا في هذه الرسالة قام بصياغتها شعرا في القصيدة . فهنالك شهر أبريل (الربيع ) الذي يفتتح به القصيدة ويصفه الشاعر بالقساوة والوحشة ويصفه هنا بالنكد . هنالك قارئة الطالع التي أصابتها إنفلونزا حادة ومع ذلك " تدعي انها أبصر أمراة في أروبا ". ويذكر شراح اليوت انه يشير بذلك الي الإنفلونزا الأسبانية التي تفشت اثناء الحرب العالمية الأولي" ( ) . كذلك هنالك حالات الجفاف العاطفي وتوتر العلاقات الزوجية التي مثل لها الشاعر في الجزء الثاني من القصيدة بتلك السيدة الأرستقراطية وبزوجة الجندي التي فقدت رونقها بسبب حبوب الإجهاض. هنالك نهر الثيمز الذي ضربت ضفتيه الجفاف فصار مهجورا . الي غير ذلك من مظاهر الجفاف ا وصور الموت لتي تعج بها تفاصيل القصيدة .

    كذلك يستشهد معظم شراح اليوت بما ورد بالمقالة التي نشرها اليوت بمجلة The Criterion عدد أبريل 1934 مقالاً يستذكر فيه بعض ايامه الجميلة بباريس :

    I am willing to admit that my own retrospect is touched by a sentimental sunset, the memory of a friend coming accross the luxembourg gardens in the late afternoon waving a branch of lilacs, a friend who was later ( so far as I could find out) to be mixed with the mud of gallipoli.
    " لابد أن أقر بأن أعمق ذكرياتي تعود إلى عصر ذلك اليوم حيث الغروب المثير بحدائق لكسمبورج وصورة أحد أصدقائي مقبلاً نحوي ملوحاً بغصن من زهور الليلاك . ذلك الصديق الذي عرفت فيما بعد أن جسده قد إمتزج بوحل غاليبولي" .

    قارن بين ما ورد اعلاه بالمقالة وبين إفتتاحية (الأرض الخراب) :
    April is the crullest month, breeding
    Lilacs out of the dead land, mixing
    Memory and desire, stirring
    Dull roots with spring rain.

    أبريل أقسى الشهور منبتاً
    الليلاك من الأرض الموات
    مازجاً الذكري بالرغبة محركاً
    خامل الجذور بأمطار الربيع

    فهل قساوة أبريل التي يفاجئنا بها إليوت منذ البداية تنبع من إنباته لزهرة الليلاك التي تثير في نفس الشاعر ذكري صديقه وهو يلوح بغصن الليلاك وسط حدائق لكسمبورج في ذلك الغروب المثير في باريس ؟
    ومن هو هذا الصديق الذي يثير ذكراه في نفس الشاعر كل تلك القساوة والوحشـة،وتحول الربيع في نظره من فصل جميل ورائع إلى فصل كئيب وقاتم؟
    ويري البروفسير الأمريكي جيمس ميلر في كتابه :
    T.S. Eliots Personal Waste Land, James Miller,Pensylvania University Press,1977
    ان ذلك الصديق هو الشاب الفرنسي جان فردينال الذي كان يزامل اليوت ايام الدراسة بالسربون حيث كان يدرس الطب ويمارس كتابة الشعر وقد ربطته بإليوت علاقة صداقة حميمة جداً.
    ولما نشبت الحرب العالمية الأولي سنة 1914 عاد إليوت إلى إنجلترا وإلتحق جان فردينال بخدمة القوات الفرنسية . حيث شارك في الإنزال البحري الذي قامت به قوات الحلفاء في 24 أبريل 1915 للإستيلاء على غاليبولي التركية على خليج الدردنيل. إلا أن الحلفاء فشلوا في الإستيلاء على غاليبولي . وكان فردينال بين آلاف الضحايا من الجنود الفرنسيين والإنجليز والإستراليين الذين إمتزجت دماؤهم بمياه الدردنيل.
    وكان اليوت قد اهدي أولي قصائده الناجحة وهي قصيدة (أغنية العاشق الفريد ج. بروفروك) إلى جان فردينال حيث جاء في الاهداء :-
    " إلى جان فردينال 1888-1915 مات في الدردنيل : كلما تأملت غرور دنيانا رأيت أن ظل الحياة شئ زائل ومن هذا تستطيع أن تفهم مبلغ الحب الذي يشدني اليك ".
    ويري ميلر ان إليوت قد رمز إلى جان فردينال في القصيدة مرة بالملاح الفينيقي الغريق ومرة بفيليباس الفينيقي. ففي الجزء الأول (دفن الموتى) يذهب الشاعر إلى قارئة الطالع فتخبره أن في حياته هذا ، الملاح الفينيقي الغريق ، المعادل الموضوعي ، لجان فردينال:

    Here, said she, is your card
    The drowned phoenician sailor

    Those pearls were his eyes. Look !
    قالت خذ !
    ها هو الكارت الذي يخصك
    الملاح الفينيقي الغريق
    أنظر (لؤلؤتان كانتا من قبل عينيه)

    والدلالة الرمزية للملاح الفينيقي الغريق تكمن في أن الشاعر يتمني لو أن صديقه الذي مات غرقاً في الحرب العالمية الأولي، بعث من جديد كما كان يبعث أدونيس إله الخصوبة الفينيقي بعد موته كل عام .

    في الجزء الرابع من القصيدة (الموت بالماء) يرمز إليه هذه المرة بفيليباس الفينيقي . وفيليباس هو أحد آلهة الخصوبة عند الفينيقيين كانت صورته ترمي في البحر على شواطئ الإسكندرية ليحملها التيار ويلقي بها على الشواطئ اليونانية حيث تعبد هنالك كرمز للإله الذي مات وبعث من جديد. يقول إليوت في (الموت بالماء):

    فيليباس الفينيقي ميت منذ إسبوعين
    نسي صوت النوارس ولجة البحر العميق
    والربح والخسارة
    .................
    فأنت يا من تدير الدفة وتنظر
    صوت الريح تأمل فيليباس الذي كان وسيماً
    وفارعاً مثلك !


    في القسم الثاني من القصيدة يجلس الشاعر بجوار محبوبته شارد الذهن مستغرقاً في التفكير وتسأله فيما يفكر يجيبها :-
    " أفكر أننا في ممر الجرذان حيث فقد الموتى عظامهم "
    ويري جيمس ميلر ان ممر الجرذان يرمز الي خليج الدردنيل على بحر إيجة الذي مات وفقد فيه آلاف الجنود من جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الأولي ومن بينهم صديقه جان فردينال.
    ويمضي ميلر الي القول ان إليوت وفردينال كانا يقومان أثناء إقامتهم بباريس بزيارات وجولات في فصل الصيف إلى المانيا وإيطإلياا . وقد استدعي إليوت إلى تلك الجولات شعريا في سياق وصفه للربيع في مطالع القصيدة حيث يقول:-

    الصيف فاجأنا
    إذ جاء على بحيرة ستانبرجرزي
    بزخات المطر ، فإحتمينا بين الأعمدة
    ثم مضينا حين سطعت الشمس
    إلى حديقة الهوفجارتن
    حيث شربنا القهوة وتحدثنا نحو ساعة
    .

    وستانبرجرزي بحيرة تقع بالغرب من ميونخ . والهوفجارتن إحدى حدائق مدينة ميونخ العامة. وكان إليوت وفردينال قد قضيا صيف 1910م بميونخ حيث أكمل إليوت كتابة أولي قصائده الناجحة (أغنية العاشق الفريد ج. بروفروك) والتي أهداها إلى فردينال .
    يقول ثاوسام في مرشده ان اليوت التقي في إحدى تلك الزيارات إلى ألمانيا التقي اليوت بالكونت ماري لاريش صاحبة كتاب My past ( أيامي الخوإلى ) ، الذي لاقي رواجاً في تلك الأيام ، ودار بينهما حديث ضمنه إليوت إفتتاحية القصيدة في الأبيات التي تلي قوله : " شربنا القهوة وتحدثنا نحو ساعة" . وقد كتب أول هذه الأبيات باللغة الألمانية :-

    ما أنا بالروسية وإنما ألمانية أصيلة من لتوانيا
    عندما كنا أطفالاً نقيم مع أبن عمي الأرشدوق
    خرج بي للتزحلق على الجليد
    فإنتابني خوف شديد ، قال : ماري ، ماري
    تشبثي بقوة ، ثم إنزلقنا إلى أسفل
    بين الجبال هنالك أحس بالحرية
    وأقرأ كثيراً بالليل وفي الشتاء
    أذهب إلى الجنوب


    علاوة علي هذه التجارب الواقعية التي لا شك ان اليوت قد اتكأ عليها في صياغة القصيدة نجد ان دارسي اليوت في اللغة الانجليزية ،لا ينفكون يعقدون المقارنات بينه وبين عددا من الشعراء القدامي والمحدثين . فكثيرا ما تتم المقارنة بين افتتاحية قصيدة اليوت وافتتاحية حكايات كانتربري ، لجوفري شوسر ( 1340 – 1400 ) :

    When that April with his showers sweet
    The drought of March has pierced to the root
    وعن دلالة استهلال الحكايات بذكر الربيع ، يقول الشارح :
    It is April a time of fertility and invigoration, when people feel the urge to fall in love, to travel, and go to pilgrimage.
    هنالك شبه ايضا بين استهلال الأرض الخراب واستهلال الشاعر الامريكي والت وايتمان ( 1819 – 1892 ) لقصيدته : ( ذكريات الرئيس لينكلون ) حيث يقول :

    When lilacs last in the dooryard bloomed,

    And the great star early drooped in the western sky in the night,
    I mourned, and yet shall mourn with ever-returning spring.ً
    كذلك يقارن بعض النقاد بين افتتاحية اليوت وافتتاحية احدي القصائد المشهورة للشاعر الانجليزي روبرت بروك (1887-1915) الذي مات ،هو الآخر ، في الحرب العالمية الاولي ، حيث يقول :

    Just now the lilacs is in bloom
    All before my little room
    Here am I, sweating , sick and hot
    حل الربيع على الشاعر روبرت بروك وهو في المانيا محموماً يتصبب منه العرق فتذكر حلول الربيع في الريف الإنجليزي حيث زهور الليلاك تملأ ساحة غرفته .
    وسبق لإليوت .أن استلهم إفتتاحية روبرت بروك هذه لإحدى قصائده المبكرة A portriate of a lady
    ( صورة سيدة) يقول في مطلعها :-

    Now that lilacs are in bloom
    She has a bowl of lilacs in her room


    And twists one in her finger while she talks

    لاحظ التطابق بين الصورة التي رسمها الشاعر لهذه السيدة وهي تقف منتشية أمام غرفتها ممسكة بزهرة ليلاك بين أصابعها تلوح بها أثناء الحديث. وبين صورة صديقه وهو مقبل نحوه ملوحاً بغصن الليلاك وسط حدائق لكسمبورج .

    ومن غرائب الصدف أنه أثناء إنشغإلى بكتابة هذا البحث عثرت صدفة في كتاب (فن الشعر) للدكتور محمد مندور بقصيدة مترجمة لمالارميه بعنوان ( البعث ) فيها شبه بإفتتاحية إليوت .والجدير بالذكر ان الكتاب يخلو تماما من اي اشارة الي اليوت او الي قصيدة الارض الخراب . يقول مالارميه في هذه القصيدة :-

    لقد طرد الربيع الشاحب في حزن
    الشتاء الضاحي
    وفي جسمي الذي يسيطر عليه الدم القاتم
    يتمطي العجز في تثأوب طويل

    إن شفقاً أبيضَ يبرد تحت جمجمتي
    وأهيم حزيناً خلف حلم غامض جميل
    وأحفر برأسي قبراً لأحلامي
    وأعض الأرض الساخنة التي تنبت النرجس
    وأغوص منتظراً أن ينهض عني الملل


    يقول مالارميه أن الربيع الشاحب الحزين، طرد الشتاء الدافئ المشمس . وهذه مفارقة واضحة تجسد الحالة النفسية للشاعر وتكاد تتطابق مع المفارقة التي إفتتح بها إليوت قصيدته حينما وصف الربيع (أبريل) بالوحشة والشتاء بالدفء.
    حتى أن عنوان مالارميه (البعث) يكاد يلخص الفكرة العامة لقصيدة إليوت ألا وهي بعث الحياة من جديد في الأرض الخراب وإعادة الخصب والنماء إليها .
    ربما يكون هذا التطابق في الصور والمعاني بين قصيدة مالارميه وإفتتاحية إليوت، مجرد توارد خواطر . وربما يكون إليوت قد إطلع على قصيدة مالارميه وتأثر بها. فالمعروف أن مالارميه يعد من زعماء المدرسة الرمزية بفرنسا. وغني عن القول أن إليوت تأثر بزعماء هذه المدرسة أيما تأثير . وذلك أثناء دراسته بالسربون بباريس . وكان إليوت متمكناً من ناصية اللغة الفرنسية لدرجة أنه نظم بعض أشعاره المبكرة بالفرنسية. ولكن رغم كل ذلك لا أقول أن إليوت سرق أو أخذ من قصيدة مالارميه ، فقط أقول أنه ربمـــا اطلع عليها .

    مما تقدم يتضح أن إستهلال القصائد بذكر الربيع ووصف أزهاره وأمطاره كان أمراً مألوفاً جداً في الشعر الإنجليزي والاوربي عموما . وأن إليوت عندما بدأ قصيدته بذكر الربيع إنما كان يصدر، بالإضافة إلى تجربته الذاتية ، عن ثروة هائلة من القصائد التي تمجد الربيع وتتغنى به.
    ولكن الغريب والمدهش حقاً أن ينكر الدكتور عبد الله الطيب على إليوت ذكر زهور الليلاك في قصيدته ، حيث يقول: "وذكر إليوت هذه الزهرة الشرقية والإسلامية المعدن في سياقه الذي يقرنها فيه بالذكري والجنس عجب .. إذ أشبه بأساليب لغته وحضارته لو قد ذكر الورد، وكان من ضروب نواوير أوربا وبريطانيا وأمريكا. أم ليت شعري هل فر من رومانتيكية الورد وما بمجراه.".
    فزهرة الليلاك زهرة معروفة في أوربا. وإرتبط ذكرها بذكر الربيع إرتباطاً وثيقاً كما مر بنا قبل قليل. و كلمة ليلاك كلمة قديمة في اللغة الإنجليزية . ولا أدري لماذا تجاهل ما اورده هو نفسه نقلا عن برنارد بروغنـزي احد نقاد اليوت ، الذي اشار اليه في بحثه بقوله ، ذكر بروغنزي : "أن الليلاك كان كثيراً في سياجات هارفارد النباتية" .
    هذا ، ولا أري أن الدكتور كان بحاجة إلى كل ذلك الإستطراد المطول في البحث والتقصي عن أصل كلمة ليلاك. وكون أن أصلها فارسي أو عربي لا يهم طالما أن اللغات تأخذ من بعضها البعض، وطالما أن الشاعر كان يتحدث عن زهرة حقيقية عاينها وأحبها وإمتزجت باجمل ذكرياته .


    المصادر :

    1- The Guide to the selected Poems of T.S.Eliot, southman, Faber and Faber, London ,Six Edition 1994
    .
    2- The Waste Land and other Poems. T.S.Eliot, Faber and Febar, London 3 rd ed.1995.
    3- T.S. Eliots Personal Waste Land, James Miller,Pensylvania University Press,1977 p.24,25,26
    4- T.S.Eliot: the Waste Land,Helien Williams,Edward Arnold, 2nd edition,page 10
    5-The complete Poems of Walt Whitman,Poetry libarary,page 300
    6- Geoffrey Chaucer ,The Canterbury Tales,Poetry Libarary,page 7
    7-الارض اليباب الشاعر والقصيدة – د.عبد الواحد لؤلؤة – المؤسسسة العربية للدراسات – الطبعى الاةلي 1980 – بيروت
                  

العنوان الكاتب Date
الأرض الخراب والشعر العربي - في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب Agab Alfaya02-20-06, 04:48 AM
  Re: الأرض الخراب ومعلقة لبيد Agab Alfaya02-20-06, 07:53 AM
    Re: الأرض الخراب وطقوس الخصوبة : Agab Alfaya02-20-06, 08:38 AM
      Re: زهور الليلاك ووحشة الربيع : Agab Alfaya02-20-06, 10:14 AM
  Re: الأرض الخراب والشعر العربي - في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب Agab Alfaya02-20-06, 01:29 PM
    Re: الاضراب عن ذكر العرب Agab Alfaya02-20-06, 01:41 PM
      Re: اليوت والقران الكريم Agab Alfaya02-20-06, 01:48 PM
  Re: الأرض الخراب والشعر العربي - في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب محمد أبوجودة02-25-06, 03:33 PM
    Re: الأرض الخراب والشعر العربي - في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب Agab Alfaya02-26-06, 04:54 AM
  Re: الأرض الخراب والشعر العربي - في الرد علي الدكتور عبد الله الطيب محمد أبوجودة02-27-06, 09:04 AM
  Re: هذه الشهادة تكفيني Agab Alfaya03-01-06, 04:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de