مرور عام على مجزرة بورتسودان والجناة مازالوا طلقاء

Quote: شاهد عيان على احداث بورتسودان الداميه احمد عمر عبيد/ الرياض كنت شاهد عيان على ما جرى من احداث داميه فى مدينه بورتسودان قبل اسبوعين مضت فقد تجمع نفر قليل من ابناء البجا وبعض القبائل الاخرى قباله نادى البجا بمنطقه ديم العرب وهو من الاحياء القديمه جدا وتسكنه قبائل البجا ممن يعملون فى التجاره البسيطه او من يعملون فى هيئه الموانى البحريه (الشحن والتفريغ) وبعضهم من يمتهن تربيه الماشيه المحليه بغرض التجاره والكسب البسيط . بعد ساعات اخذ الموكب الذى ربما دعت اليه جهه ما يتكاثر فى الساحه الواقعه امام مدرسه باوارث بديم العرب ثم سار الموكب فى شارع الشريفه مريم حتى وصل الى خط السكه الحديد الذى يفصل بين ديم المدينه شرق وديم المدينه غرب وكانت هناك بعض الهتافات بينما اخذت الرقابه الامنيه على الموكب تتكثف ثم بداء بعض افراد الموكب فى رمى الحجاره على بعض المحلات التجاريه فى المنطقه الصناعيه على نفس شارع الشريفه مريم مع ان المحلات كانت مغلقه اصلا بسبب هذه المسيره , ثم اخذ رماه الحجاره فى اصابه بعض سيارات المواطنين الواقفه على جانبى الطريق مما اصابها باضرار بليغه ثم اتى البعض ببعض الاطارات وبداء فى احراقها واخذت رائحتها النفاذه تزكم الانوف واخذ الدخان يتصاعد فى اجواء المنطقه بعدها بقليل اخذت قوات الامن تطلق بعض الغازات المسيله للدموع مما اثار المتظاهرين ثم حدث هياج شديد واخذ رماه الحجاره فى احداث اضرار اخرى بالمحلات وهنا انطلقت رصاصات من عربه تحمل مدفع دوشكا وبنادق نحو التظاهره وهنا سقط من سقط وجرح من جرح وهرب من هرب تجاه سوق ديم المدينه . فى تحليلى لما حدث ان السلطات المحليه لم تتعامل مع التظاهره بحكمه لاحتواء الامر لكنها بداءت بالعنف المضاد فى عنجهيه وصلف لا مبرر له , كان يمكن ان تسير قوات الامن بجانبى الموكب وتعتقل من يحاول التخريب حتى يصل الموكب الى مبنى ولايه البحر الاحمر بسلام لمعرفه ما حدث للمذكره التى قدمت للوالى قبل ذلك بيوم واحد مطالبين بقسمه السلطه والثروه كما تنص اتفاقيه نيفاشا المبرمه بين الجيش الشعبى والحكومه ومطالبين ايضا بتوظيف ابناء المنطقه فى هيئه الموانى البحريه والوظائف الحكوميه الاخري . وكان الوالى قد وعد برفع المذكره الى المركز فى الخرطوم وحدث ما حدث اثناء انتظار الوالى للرد الذى لم يجىء حتى اللحظه . فى نفس ذلك اليوم سارع الوالى باعلان حاله الطوارىء ومنع التجول فى مدينه بورتسودان وضواحيها بدايه من الساعه الخامسه مساء وحتى السادسه من صباح اليوم التالى وتكرر منع التجول ليوم اخر وذلك فى بيان غاضب صدر من خلال الاذاعه المحليه لولايه البحر الاحمر . بعدها عادت الحياه الى طبيعتها ولم يحدث ما يعكر صفو الامن بعد ذلك . السلطات المحليه فى سعيها لفرض السلطه والقانون ارسلت فى طلب قوات الامن الخاصه من الخرطوم والتى وصلت فى ساعات قلائل بالطائرات . هل كان هذا الحدث الدامى بفعل تصرف خاطىء من قوات الامن الخاصه التى سارعت باطلاق النار فى الوقت الذى كان يمكن معالجه الامر بحكمه وصبر . هل ضياع ارواح مواطنين بحجم هذا العدد لا يشكل اى شىء بالنسبه للسلطات المحليه او السلطات المركزيه ينبغى قبل كل شىء محاسبه من امر باطلاق النار على تظاهره سلميه مهما كان موقعه ومهما كانت الخسائر التى حدثت بفعل من سار فى هذه التظاهره . مثل هذه الاحداث هي التى قادت الى حرب الجنوب ثم اعقبتها حرب دارفور حيث جعلت الحكومه تكون فى مكان العاجز عن تقديم اى نوع من الحلول لمشاكلنا المحليه حتى صار امر التدخل الدولى اقرب من اى شىء اخر . يكفى هذا البلد ما فيه من مشاكل فى الجنوب والغرب ولسنا فى حاجه الى فتح جبهات وجراحات جديده لتصير حملا اخر على اقتصادنا المتهالك والمتصدع اصلا . اخر الكلام : اعطوا كل ذى حق حقه وتنتهى كل المشاكل ..