|
|
 التاريخ يعيد نفسه مع سي حسني والسودانيين
|
بسم الله الرحمن الرحيم ، قال تعالى( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وإنا اليه راجعون). أعزي نفسي وشرفاء الأمة السودانية على المصاب الجلل المتمثل في مذبحة القاهرة البشعة جراء التدخل البربري البشع من قوات الشرطة المصرية الدموية ، والتي راح على إثره أكثر من خمسة وعشرين نفر أعزاء علينا ، ثمانية منهم من الأطفال ، وبحجج مختلفة واهية جميعها لا ترقى لسفك دم أمرء واحد ناهيك عن هذا العـدد الذي يعتبر بحق إبـادة جماعية.
إن مثل هذا العمل الوحشي الخسيس ما كان ليحدث لولا حصول قوات الشرطة على الضوء الأخضر من قيادتي البلدين لحسم الأمر على نهجهما المعروف في الحسم والذي سبق لهما ان طبقاها في دارفور والجزيرة أبا.
حقا التاريخ يعيــد نفســه. الم تذكروا مجــزرة الجزيرة أبــا في عهــد حكــم الدكتاتور نميــري عنـدما إستعان بالقيــادة المصرية لدك وابـــادة شريحة من العبــاد وحفظة كتاب اللــه في منطقــة الجزيــرة أبـــا وكان وقتهـــا سي حسنــي قائـــدا لســلاح الطيــران المصــري. الم اقل لكم ان التاريخ يعيــد نفســه. فإن سي حسنى هو نفســه سي حسنــى ودكتاتوريــة البشير هي إمتــدادا لدكتاتورية نميــري ( وجهين لعملة واحــدة) ، والضحيــة هــي شريحـة من أبناء شعبنا الأبــي المهمش.
ان ما يؤكــد التنسيـق المسبق بين قيادة البلدين هو التصريحات التي رددهــا مسئولي البلدين والتي تؤكد حق مصر في التصرف مع هؤلاء الأبرياء العزل الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة وبطريقة سلمية ووفقا لقوانين الدولية. وللتعرف على تصريحات المسئولين من البلدين اليكم بمقتطفات منها:
تصريحات المسئولين السودانيين:
1- عبد الله فضل الله – القنصل العام بالقاهرة:
" إن هؤلاء ، يعني الضحايا ، يبحثون عن الهجرة لأسباب شخصية وليست سياسية. ولم يبدى أسفه لما حدث. وهذا قبول ضمني ومباركة لهذه المجزرة.
2- السفير جمال محمد ابراهيم – الناطق الرسمي بإسم الخارجية:
" إن الموضوع برمته من اختصاص الحكومة المصرية وأن السودان يؤكد ثقته في الحكومة المصرية بمعالجة الأمر". يعني قبول تام لما حدث.
3- علي أحمد كرتي – وزير دولة بوزارة الخارجية السودانية ( هو الوزير الفعلي):
" إن الأحداث التي شهدتها منطقة المهندسين بمصر لإجلاء المعتصمين السودانيين شأن مصري لا علاقة للسودان به وان مصر أعطت هؤلاء المعتصمين الفرصة للتجمع والتفاوض مع الأمم المتحدة. وأضاف ان توقيع اتفاق السلام أفقد المعتصمين اي ذريعة لطلب اللجوء السياسي لأي دولة أخرى " سلام قال". ما معنى ان يصدر تصريح بهذا القبح من مسئول حكومي بحجم هذا الجزار ؟ منسق الدفاع الشعبي سابقا. ألا يعلم هذا الجزار ان مصر عضو في الأمم المتحدة وهذا يعني انها موقعة وموافقة على جميع مواثيق الأمم المتحدة التي تعطي لهؤلاء الحق الكامل في الإعتصام والمطالبة باللجوء السياسي ، كما تمنع تلك المواثيق حبيبته مصر من التطاول على حقوق الإنسان وإبادة الناس.
4- غــازي سليمان – رئيس منظمة حقوق الإنسان والعضو البرلماني عن الحركة الشعبية:
أشاد هذا الغوغائي في تصريح له بالسلطات المصرية على صبرها كل هذه الفترة على المعتصمين، دون ان يعرب عن أسفه للمجزرة. هذا الشخص كان الأجدر لأهلي ان يسموه "إنتهازي سليمان" ، كما كان من باب أولى ان يكون رئيس لمنظمة حقوق الأحجار، أي الجمادات. هذا الرجل المتلون لمن لا يعرفه فهو صنيع الإنقاذ وأحد آلياتها وربما يكون من حاخامات مخابراتها المدسوسة على الحركة الشعبية. يجب على الحركة الشعبية محاسبة وشطب هذا الطفيلي وطرده حيث انه يمثل وصمت عار في جبين الحركة وتاريخها البطولي النضالي لحساب المهمشين وليس الإنتهازيين.
ومن المفارقات العجيبة ان حكومة الأنقاذ تتباكى لخطف بعض كوادرها في العراق من بعض كوادرها في القاعدة (الم تنشأ القاعدة في كنف حكومة الإنقاذ؟) بل وذهبت لأكثر من ذلك بإستجابتها لمطالب الخاطفين بإغلاق السفارة في بغداد، ولم تبـدى اي اسف لمآلات المعتصمين في القاهرة بل وان جميع من تحدث بإسمها كان يلتمس العذر لمصر في فعلتها الشنيعة. فهل المخطوفين في بغداد ملائكة والمغدور بهم في القاهرة صراصير؟
ومن هنا يجب ان يعمل العالم بأسره بقيادة الأمم المتحدة والدول الشريفة على دعم مطالب المعتصمين المشروعة وتلبية رغبات هؤلاء المعتصمين ومنحهم حق اللجوء السياسي في دول تحترم حقوق الإنسان. وكذلك على الأمم المتحدة ان تمنع ما تبقى من هؤلاء الأبرياء من العودة للسودان لأن مصيرهم الى النار شأنهم شأن أهلهم في دارفور والذين اعيدوا الى قراهم قسرا بالترهيب والترغيب بدعوة العودة الطوعية فكان مصيرهم محرقة شنيعة لهم ولمواشيهم ومزارعهم.
تصريحات المسئولين المصريين:
1- وزير الخارجيــة المصــري:
"لقد صرح الوزير قبل المجزرة بيومين وعقب مباحثات تمت بينه ومسئولين بالحكومة السودانية بأن المشكلة في طريقها للحل. وهذا يعني ان الحكومة كانت ولفترة من الزمن كانت تحشد في قواتها لحسم هذه القضية بتلك الطريقة البربرية.
2- السفير سليمان عواد – المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية المصرية:
إن مصر أوفت بإلتزاماتها وكان عليها حفاظا على هيبتها وحقوقها كدولة مضيفة ان تتدخل لفض الإعتصام. وبهذا يبرر هذا المسئول ذلك الحل البشع في غضون ساعة واحدة فقط.
ان الشعب السوداني معروف عنه التسامح وله المقدرة على نسيان الجراحات الأليمة وإن سياسة عفا الله عما سلفا ديدنه ‘ ولكن كما يقول المصريين " ضربتين في الرأس بتوجع" وحيث ان الشعب السوداني قد تعرض وللمرة الثانية عبر تاريخه القريب الى مجزرة وإبادة جماعية بالتنسيق بين قيادتي البلدين ، وحتى نتفادى تكرار حدوث هذا العمل مستقبلا ونلجم الإنقاذيين الأوباش الذين باركوا هذا العمل البشع وصفقوا له طربا ، أهيب في هذا المقام بجماهير شعبنا بعدم التساهل في هذا الأمر والكتابة عبر الشبكة العنكبوتية عن جميع المجازر التي تعرض لها وبالأخص مجــزرة الجزيرة ابــا وتبيــان تفاصيلها الدقيقة للعالم بأسرة حتى يعلم الشرفاء من شعب الكنانة الأبي الغيور بان ما حدث في المهندسين لم يكن أول سابقة من نوعها وان سكتنا عنها فسوف لن تكون الأخيرة.
كما أرجو من الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة ومنظمات حقوق الإنسان وجميع منظمات المجتمع المدني بالعمل الجاد على إدراج تلك المجزرة ضمن ملف الإنقاذ الخاص بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي لمباركتها لهذه المجزرة الدميمة. فهل إستجبتم ياشرفاء شعبنا والعالم؟
الواثق حسب الرسول - السعودية
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست