تقرير هام عن مجزرة 30 ديسمبر الأليمة التي إرتكبتها قوات الأمن المصرية على اللاجئين السودانيين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 01:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2006, 06:56 PM

أمين حسن عبد الله


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تقرير هام عن مجزرة 30 ديسمبر الأليمة التي إرتكبتها قوات الأمن المصرية على اللاجئين السودانيين

    تقرير هام عن مجزرة 30 ديسمبر 2005م الأليمة التي
    إرتكبتها قوات الأمن المصرية على اللاجئين السودانيين

    منذ ثلاثة أيام التالية من يوم وقوع المجزرة على السودانيين في أمام المفوضية السامية للأمم المتحدة بالمهندسين من قبل قوات الأمن من شقيقتنا مصر الكنانة، قمت بأعمل لقاءات مع بعض المفرج عنهم من المعتقلات الأمنية وهي على حسب الرويات ثكنات او قل معسكرات عسكرية التابعة لوزارة الداخلية المصرية.
    قمت بالمقابلة الشخصية في مختلف المجموعات السودانية المجنى عليهم، وتجولت وزرت المصابين خلال هذه الفترة، وهم معظم أحياء مدينة القاهرة الكبرى، وبالفعل وجدت وضع اللاجئين في مأساء لا توصف على الاطلاق وبالتالي أن هؤلاء تم الإفراج عنهم في ظروف مختلفة وفي ساعات مختلفة من معسكرات مختلفة ورووا ما شاهدوه وما وقع عليهم من الاضطهاد منذ لحظة الوقوع حتى هذه اللحظة التي أكتب هذا التقرير.
    حدثت روايات متقاربة تماماً من شهود عيانٍ، حقيقة كلما تقابل فرد من أفراد الشهود او المجنى عليهم تجد معلومة جديدة، وأحياناً تجد نفس الرواية التي رواها شاهد تجد شاهد آخر يروي بنفس الكيفية، لأجل هذا لم آت إلا ما كان يجلي الحقيقة من المجزرة، وكما كل الذين قابلتهم اتفقوا على كل ما ورد في المقدمة من الشاهد الأول، لأجل ذلك لم أورد تكرار المواضيع المتفق عليها، فأنا أحوال من كل الجوانب التي لم يغطيها كل الشهود والمجنى عليهم في آنٍ واحدٍ وفي هذه المقابلات الانفرادية وفي أحياء مختلفة، وبالتأكيد كل الشهود لم يروا كل الأحداث التي وقعت في المجزرة إلا ما كان أمامه فقط، لأجل ذلك أنني هممت أن اسمع كل القصص التي رويت لي من قصص مثيرة وجديرة بالانتباه حتى نكون في موقف إحقاق الحق وإبطال الباطل وإن الباطل كان زهوقاً.
    وكما قمت بترك المجنى عليهم أو الشاهد يقول بنفسه وهم أنفسهم يشهدون ما رأوه من المآسي التي وقعت عليهم، وعلى أخوتهم وزملائهم، وكان السؤال الموجه هو نفس السؤال الذي تم توجيه على الشاهد او المجنى عليهم التالي، وكما أنني لم آتي بكمية من المحتدثين، وإنما قمت بنموذج من الشهود، وهذا لا يعني أنني لم أقابل عددا كبيرا وإنما كانت الروايات متقاربة في المعنى والمضمون، فرأيت في نفسي لا داعي لتكرار الحديث حتى لا يمل القارئ المهتم بالحدث نفسه، وكذلك حاولت أن لا أذكر اسماء الذين تم مقابلتهم، وإنما رمزت بالحروف الأبجدية فقط.
    ـ ممكن توضح لي يا أخي؛ كيف وقعت عليكم تلك الجريمة البشعة..وماذا رأيت بأم عينيك في حادثة 30 ديسمبر2005م
    *يقول شاهد "المجنى عليه" (أ)
    في البداية تم تطويقنا في الميدان من كل الجهات المحيطة بالمعسكر دون أي سابقة من إنذار، بقوة تفوق عشرة آلاف جندي وضابط شرطي، أنا مع بعض الأخوة قمنا سألنا الضابط الأمني الذي كان يلازمنا منذ الاعتصام عن الوضع المفاجئ المكتظ حولنا الآن...؟ قال الضابط إن هذه القوة جاءت للتضامن معكم! لأن هناك مظاهرة تقوم ضدكم..والبتالي جاءت هذه القوات لحمايتكم حتى لا تتعرضون من الأذى..؟ وهذا الحوار كان في تمام الساعة 11 ونصف ليلاً..؟
    عند الساعة الثانية صباحاً كان هناك ساد هدوء حذر حدث من قبل هذه القوة.. في النهاية علمنا بأن هذه القوة تمهد لإجلاء المعتصمين بالقوة، قمنا نحن كشباب المكونين اللجنة بالتفاكر في هذه المسألة..وقررنا بأننا لا نقاوم هذه القوة على الاطلاق..بل نحاول التشاور معهم..!!؟؟
    عندما تقابلنا معهم في التفاوض وذلك في تمام الساعة الثالثة صباحاً وقلنا لهم اين ممثلي المفوضية..؟ وقال مسئول الأمن وهو لواء وقال في الحال أنا أعلى مسئول هنا وندري أين هم، ولكن قلنا لهم نريد الاتصال بهم أويعملوا لنا خطاب لكي نعرف هل نحن في رعاية المفوضية أم لا..؟؟
    رجعوا علي أنفسهم برهة: فجأة خاطبنا بمكبرات الصوت من قبل مسئول الأمن وقالوا يجب فض المعسكر خلال "خمس دقائق" فقط ويجب إخلاء الأطفال والنساء والعجزة..؟
    قلنا لهم إلى أين...؟ قالوا إلى مكان آمن يوجد فيه الأكل والشراب..!!
    1- اللجنة قالت برد هذا الخطاب: أين هذا المكان
    2- هل يوجد فيه الأمان لنا
    3- إذا كانت تغيبت المفوضية هل تحت رعاية الصليب الأحمر..؟
    لم نجد منهم أي رد لهذا الاستفسار أبداً..!؟
    وفي خلال فترة التفاوض كانت قوات الأمن تستخدم ضخ المياه الباردة من كل الجهات المطوقة عليها وفي حين آخر تبادر بالمداهمة وطوابير وركض ورفع الصوات بالأرجل والصيحات معاً لإرهابنا، حتى كانت العمارات المجاورة تعمل صدى عالٍ جداً.
    بعد دقيقتين تقريباً من وقت الانظار بدأت القوات برش المياه من كل الجهات بدون توقف بدون إعطائنا اي مهملة آخر فخلاء المعسكر أكثر من فترة الدقيقتين، ثم بعد هذا الضخ بالمياه الهائلة على النساء والطفال والعجزة فوجئنا بمداهمة المعسكر وحصل في الجميع الغيبوبة من شدة البرودة وكأن في هذه المياه هناك مواد مخدرة تم وضعها..؟
    بدأت المجزرة الكبرى المذهلة على المعتصمين في أثناء الضرب بالعصي والهراوات، كلما تم اسقاط لاجئ على الأرض ينط عليه فوج من الشرطة ثم يتناولون على الآخر بالضرب حتى الموت وهكذا حدث ركام من القتلى، والأطفال تم ديسهم بأقدام الشرطة وبعض رجال الشرطة يضربون حتى الأطفال بالعطي حتى الموت.

    الآلات التي تم استخدامها على المجنى عليهم
    1- العصى الكهربائية والهراوات الخشبية الغليظة
    2- بخاخات مخدرة
    3- غازات مسيلة للدموع
    4- زجاجات معباة بالمواد غير معروفة.
    الثلاثة الولى كانت تستخدم من رجال الأمن مباشرة والزجاجات المملوئة تتساقط علينا بدون توقف من على العمارات المجاورة وخاصة عمارة البنك الوطني الأعلى، وكما كانت هناك قوات من الشرطة طلعت على الشجار المجاروة وحملة كميات كبيرة من الزجاجات الفارغة لرشق المعتصمين.
    أنا رايت بأم عيناي في مسرح المجزرة، وكنت في حينه سقطت على الأرض وتحتي امرأة مقتولة وفوقي صديقي التي كان يلازمني في هذه المحنة وكان هناك شخص آخر لم اعرفه قط، وكنا بجوار الشتل أو الشجيرة فكان هناك شخص سقط من الضرب ولكنه رفع بيديه طفلة فوقه..وقال لا تضربوها لا تضربوها أكثر من مرة فإذا جاء جضابط من القوة اسقط الطفلة من يديه على الأرض ميتاً، وكنت في حينه تحت هذا الركام من البشر.
    وكان عندما يتم اسقاط شخص بالضرب يتم تفتيش كل شخص ميتاً كان او حياً ويؤخذ كل ما وجدوه في جيبه، وخاصة المبالغ..وأنا شخصياً نهب مني مبلغ 190 جنيه.
    تم مسكي وجري من رجلي حتى العربة، رموني في الجثث والجرحى، من الأطفال والنساء والعجزة والشباب، وكالعاد أنا نحيل الجسد لم أتحمل المعاناة في البداية حتى سقطت، وكنت فاقد الوعي قليلاً من شدة استخدام الغاز والضرب، فاصبحنا كلنا جثث وجرحى طبقاً عن طبق ورمينا كجوالات الفحم في العربة.
    عندما كنت في اثناء المجزرة رأيت طفلة لم تبلغ سنتين سقطت على الأرض من جراء المصادمات، فقمت بدوري لانقاذها بالفعل حيث اخرجتها من ركام الساقطين فقام رجل شرطة ضربني بعصى غليظة وأخذ الطفلة ورماها في الركام مرة ثانية وبعدما فقت شوية رايت الطفلة ماتت وسط تلك الفوضى.
    ضابط شرطة سألني وأنا أحاول القيام من الركام وقال انت تحمل كاميرا تصوير قلت لا..؟ قال لي اين الكاميرا اين الكاميرا اين الكاميرا اين الكاميرا ..وبكل كلمة بضربي بالعصا والركل بالأرجل لم أتحمل إلا وقعت بالفعل على الأرض مرة ثانية.. لم اشعر بنفسي إلا أنا اسحب على الأرض حتى العربة..عندما رموني في العربة كان على الجثث بل كانوا اعتبروني من عداد الموتى ولكن كنت فقت قليلا فإذا جاء رجال الشرطة ببطانية مملوءة بجثث ورموا علينا وكان هناك حرجى يحتاجون العلاج الفوري معظمهم ماتوا في الطريق لأن منهم من اختق ومنهم من نزف وسال دماءه في العربة التي تقلنا، وعدد القتلى كان هائلا..يفوق العشرين في التي أنا كنت فيها.
    وفي طريقنا إلى المعتقل "طرة" هناك طفل صغير عمره لا يتجاوز شهر ونصف وهو من مواليد المعسكر الاعتصام تقريبا وكان ليس له من يرعاها ورجال الشرطة ينهالون علينا بالضرب طول المشوار لم نستطع انقاذه ففارق الحياة في الطريق، وعندما تكلمت ركلوني وضربوني بالعصي ثم كلبشوني.
    وكما رأيت كل الأخوة بأن المجروحين كانت نتجية الضرب الزجاج وآلات حادة لأن معظم الجروح كانت في الأوجه والرأس قصداً للتشوينا. عندما حملنا إلى المستشفى بالمعسكر التي لم أكن أعرف مكانه ذقنا الأمرين:
    1- طريقة التعامل بالجرحى كانت قاسية جداً، وكان يخاط كل جريح بدون بنج وبدون عناية وبدرون رفق، بل عاملونا بأسرى الحرب.
    2- تم حشدنا اكثر من "700" شخص في حجرة واحدة، ومختلطين بين الجرحى الكثر خطورة والنساء والرجال والأطفال والعجزة، وغيرهم، والذين ماتوا في نفس الحجرة، ومات في المعسكر طفلين ورجلين في نفس الحجرة وكان هناك اكثر من "3" أفراد من الجرحى في حالة خطرة.
    3- وهناك امرأة مات لها طفلين وارادت أن ترى طفليها لم يسمح لها وحاولوا بالقوة اسكاتها.
    4- كانت المعاملة قاسية جداً وأسلوب عسكري صرف، تسجيل لاسمائنا والشرب والكل وغيرها كلها كنا نؤمر بالأوامر العسكرية.
    5- الأمتعة والمستندات بمعسكر الاعتصام ، بل كل الشنط تمت كسرها ونهبت وحرقت معظم المستندات لن اعداد القتلى أكثر من المعلن بالأضعاف الأضعاف وهذا جزء من إخفاء آثار جريمة القتل التي قعت في المعتصمين.
    قال مسئول المسعكر الامني الذي تم نقلنا إليه، أخرجو انتوا العشرين عشان كل واحد يأخذ حاجته..! عندما خرجنا وبحثنا أمتعتنا فلم تجدها.. فقال يلا اركبوا العربة عشان تمشوا في المعسكر التاني تاخذوا عفشكم، وكان كلنا منا جروحنا غائرة في الرؤوس ومصابين بالكدمات في أجسادنا، ولكن ليس معنا امرأة ولا طفل، ركبنا العربة التي تنقل بها السجناء.. وبالفعل افتكرنا أننا ذاهبون لأخذ شنطنا، وكان برفق المسئول العسكري "15" فرد من القوة العسكرية، بعد مسافة طويلة قال المسئول "انزلوا هنا انت وانت الاثنين، فتم إنزالي مع واحد من زميل لي في المعسكر في الشارع العام ومكان مقطوع ولم نكن نعرف هذا المكان من قبل، بالفعل نزلنا في الساعة الثالثة صباحاً من اليوم التالي الموافق 31/12/2006م.
    ثم وقفنا في الطريق جاء إلينا يبدوا أنه إفريقي وعرفنا نحن من ضمن الضحايا وقال "أنتم تابعين لمشكلة أمس الصباح..!" قلنا نعم، قال أين تريدون الذهاب قلنا له وسط البلد، ناولنا "10" جنيها لكي نتواصل بها حتى عند أصدقائنا، ثم ذهب ونحن ظللنا واقفين في الطريق السريع جاء إلينا أوبيس ركبناه..وكان منظرنا غير مقبول لأن الجو كان بارد شديد وحافي الأقدام والملابس بالية وأجسادنا تنزف دماً.. وكل الذي في الأوتوبيس كان يضحك علينا كثيراً، ونحن لم نتحدث معهم.
    من هذا المأساة التي ذقناها نطالب المجتمع الدولي بالآتي:
    1- نطالب في تحقيق هذه المجزرة في أهلي في معسكر الاعتصام، لن هذه المجزرة ذكرتني بنفس المجزرة التي وقعت في أسرتي وفي أهل قريتي بدارفور.
    2- بعد تسجيل اسمائنا بالصوت والصورة لدى قوات الأمن التي ارتكبت تلك المجزرة في اللاجئين لا نحس بالأمن والأمان يجب ان ينقذنا المجتمع الدولي إلى اي مكان في العالم حتى ولو يتم ترحيلي في معسكرات أهلي اللاجئين في تشاد أو حتى في دارفور بشرط بعيدا عن أعين نظام الخرطوم.
    3- نطلب اعادة كل المستندات والامتعة والمبلغ التي فقدتها في مداهمتنا من قوات الأمن.
    4- نطالب بتعويضنا المادي والمعنوي في هذا التعذيب الذي تعذبت فيه من الإهانة والذل والمهانة، أطلب رد اعتباري من الوزارة الداخلية المصرية ومن الأمم المتحدة والحكومة السودانية.


    ـ ممكن توضح لي يا أخي؛ كيف وقعت عليكم تلك الجريمة البشعة..وماذا رأيت بأم عينيك في حادثة 30 ديسمبر2005م..!!؟؟
    *الشاهد "المجنى عليه"(بـ)
    في بداية الانذار وضعت سماعات على بعد 10 أمتار، وتم تهديدنا بالتدخل بالعنف وكانت التهديدات شديدة اللهجة، ثم بدؤوا يرشون علينا المياه دفعة دفعة، المسيحون وقفوا يرتلون الترانيم ويدعون الرب ان يخلصهم ورفعوا الأناجيل فوق رؤوسهم، ونحن المسلمين قمنا في جانب بالدعوات والصلوات ورفعنا المصاحف التي كانت معنا في على رؤوسنا اسوة مع أخوتنا المسيحيون، ورجال الأمن والشرطة يقومون باستعداداتهم لمهاجمتنا وفورا يتلقون من رؤسائهم، ويقول اللواء بلسانه "أنا المسئول الأعلى هنا ليس هناك مفوضية.." كمان قاموا بشر المياه علينا بالاستمرار وفورا قاموا بالمداهمة السريعة، الفوج الأول من الشرطة جنود وضباط قاموا بالضرب علينا من كل الجهات وبدون تمييز انهالت علينا الضربات، على الصغير والكبير وعلى الرجال والنساء والعجزة، فأصبح لنا كأن يوم يوم القيامة، وهناك بونبان بنوعيه:
    1- نوع أبيض يعمل الاختناق
    2- نوع حار ويعمي البصر فورا
    3- رجال الشرطة الذين طلعوا على الأشجار والعمارات المجاورة وخاصة عمارة البنك الوطني هدفونا بالزجاجات الفارغة من الأعلى ، وهي التي أصابتنا بالجروح على الرؤوس والأوجه.
    4- وأنا أصبت بالزجاج كاد أن يثقب عيني كما تراها الآن ـ بالفعل رأيت المجنى عليه حتى لا يرى على الاطلاق من شدة الإلتهاب في وجهه وهو طريح الفراش، سمعت أنه نقل إلى مستشفى بإحدى الكنائس بالقاهرة ـ.
    يقول المجنى عليه عندما أصابني عمى وسقطت على الأرض انهال علي رجال الشرطة بالضرب والركل والغازات اختنقتني لا استطيع التنفس...فقدت الوعي تماما لم اشعر بنفسي إلا في مستشفى العجوزة، وكمان من همسات من الطبيب الشرطي..عندما سأل مسئول الأمن الذي أقلنا في العربة..هل كل هؤلاء من الموتى...!؟ قال المسئول الأمني نعم.. قال الطبيب والذي لم يفارق حياته بعد..؟ قال المسئول الأمني "موتوهم" فسكت الطبيب..!! وأنا كنت أسمع هذا الكلام كله، ثم جاءت ممرضة تتفقد القتلى، عندما تحركت جاءت الممرضة بالضمير الإنساني، ضغطت أكثر من مرة على صدري وبطني في الحال تنفست قليلا..ولما جاؤوا بي كنت بمشرح المستشفى، قالت الممرضة هذا حي يا دكتور..!؟
    وعندما جاءني الوعي قليلاً رفعت رأسي قليلا وجدت كل الموجودين من القتلى إلا أنا فقط، وهم أكثر من "29" جثة والحمد لله كتبت لي حياة جديدة أعيش الآن بينكم.
    في حينه تجمع أطباء المستشفى يتحدثون عن القتلى جاء زائر سوداني في الحال لم اكن اعرفه توقف الأطباء عن الكلام، فأنا اشرت للسوداني برأسي جاء إلى وأسندني على جدران المستشفى، ثم طلب السوداني من الأطباء أن يتم ترحيلي من المشرح إلى عنبر الجرحى، فتم ذلك، وعند تم نقلي من المشرح إلى عنبر الجرحى رأيت عدد كبير من القتلى في فناء المستشفى، وهم قرابة عددهم "10" ضحية.
    بقيت في عنبر الجرحى وكنا في هذا العنبر "11" من الرجل و"4" من النساء رجال الأمن جاءوا بخمسة أطفال جرحى إلينا أصبحنا عشرين، والأطفال كانوا ملفوفين بالخرق كالقمامة ثم تركوهم على الأرض، والعنبر كان به 15 سريرا، قمنا نحن بدورنا أقل معاناة بتوزيع الأطفال في خمسة اسرة وكان معي طفل واحد والأطفال كان أعمارهم بين سنة واربع سنوات فقط، لم يكن لهم اي عناية قمنا نحن باحتضانهم معنا حتى عادت لهم الحياة قليلاً.
    عندما جاء وقت تسجيلنا بالمستشفى قمنا بتسجيل الأطفال باسمائنا على أساس كل واحد هذا طفله حتى لا نتركهم وراءنا لأنهم أصبحوا مجهولي الهوية وكمان هم من ضحايانا مثلنا.
    كل الأطباء الذين زارونا في الفترة دي لا يقومون بالعلاج ابداً، ثم جاء إلينا لواء شرطة بعدد من الضباط لحراستنا لأننا كنا احتججنا كثيرا في موضوع الجثث كنا طلبنا لرؤية تلك القتلى لأننا اعتبرنا أن أخواننا من ضمن القتلى، حيث تركنا ضابط أنا وزميلي في العنبر لرؤية الجثث، فإذا رأى زميلي هذا أن ابنه من ضمن القتلى ولم يتجاوز عمره "3" سنوات تقريباً.
    عندما اصر كل الجرحي لرؤية القتلى تم استدعاء عدد كبير من الشرطة بحجة أننا أصبحنا مشاغبين ثم تم ترحيلنا إلى النيابة بالمنقطة، وتم حزجنا في الزنزانة وكما تم تقييدنا بالكلابيش، وكنا "11" من الرجال و"4" من النساء وخمس أطفال الذين أخذناهم معنا مكثنا في الزنزانة تقريباً ساعتين ونحن في حال كوننا جرحى وواقفين على أقدامنا لان المكان لا يسعنا حتى نجلس..!!؟؟.
    ثم تم ترحيلنا إلى معسكر وهي كانت ثكنة عسكرية تسمى اراضي المعسكرات، تقريبا هو في طريق الاسكندرية الصحراوي او ما بعد مدينة 6 أكتوبر.
    وصلنا المعسكر الأمني تقريبا الساعة "3" مساء وقفنا قرابة ساعة بدون سؤالنا...ونحن جوعى ومرضى ومتعبين ومعنا أطفالنا والبرد قارس ونحن في العربة، ثم جاء بعض الضباط وممثل الأمم المتحدة ثم إنزالنا ووقفنا طابورا ثم تم فك قيودنا ثم تم تفنيدنا بين من هو مقبول في المفوضية ومن هو مقدم ومن هو غير ذلك، حيث كل فئة على حدتها، ثم تم إضافتنا إلى بقية اللاجئين التي تقدر أكثر من "500" لاجئ، النساء في جهة والرجال في جهة أخرى، حتى وصل الوقت الساعة 5 ونصف وتقريباً، فكان كل تحرك منا يتم بالحراسة المشددة داخل المعسكر، يعني كنا عاملونا كأسرى الحرب فقط، وليس كاللاجئين المدنيين، وكل تحرك كان يتم بالأوامر العسكرية، في المساء قرروا افراجنا وقالوا كل من له بطاقة زرقاء وصفراء يقف إلى الجنب، وقفنا كما طلبوا وتم مصادرة كل الشنط التي أتوا بها إلى المعسكر، قالوا اركبوا هذه العربة ونحن تقريبا "30" شخص، عندما خرجنا بالعربة بعد عشرة كيلو متر تقريبا تم انزال "5" أفراد في الصحراء فبدأ كل مثل هذه المسافة ينزلوه "5" أفراد جرحى في الخلاء وبعيد عن أعين الناس، فأنا ومجموعتي تم إنزالنا قبل الهرم بعشر كيلو تقريبا ونحن متعبين جئنا وصلنا راجلين وحافي الأقدام في منتصف الليل منطقة الهرم وكان زميلا لي كان له مبلغ "30" جنيه لم يعثر عليه في التفتيش فركبنا به المواصلات، فعندما ركبنا المواصلات كانت هناك سخرية من كل ينظر إلينا لأن أجسادنا كلها تسيل الدماء، الحمد لله وصلت منزل معارف لي من الشباب وطريح الفراش الآن، وكما أنا العلاج تماماً لا مصاريف العلاج ولا الأكل ولا الشراب وكل ما كان لدي فقدته، وكما أن أصدقائي قاموا بالترحاب والسعة على حسب مقدروهم، وهذا من طبيعتنا نقوم بالتكافل الاجتماعي.
    ـ ممكن توضح لي يا أخي؛ كيف وقعت عليكم تلك الجريمة البشعة..وماذا رأيت بأم عينيك في حادثة 30 ديسمبر2005م..!!؟؟
    *الشاهد "مجنى عليه" رقم (جـ):
    يقول:عند المداهمة من قوات الامن تعاطف مواطنوا المنطقة برشقنا بالزجاجات من أعلى العمارات والأشجار المجاورة.
    كما كان هناك بعض رجال شرطة قاموا بضربي وركي بالأرجل وبالعصا الكهربائية حتى شلت أعصابي كان لديهم علب مخدرة يرشون على أوجه اللاجئين، فعندما رش عليَّ ضابط مادة لا أعرفها فقدت وعي قليلاً ثم انهالوا بالضرب عليَّ حتى سقطت على الأرض، والحمد لله كنت في حينه مبلولاً بالماء مسحت وجهي خوفاً من أن تحرق وجهي هذه المادة.
    عند أسقطوني على الأرض وجدت طفل ساقط على الأرض حاولت انقاذه من القتل فرفعت الطفل ولكن من شدة الضرب الذ وقع عليّ لم استطع بعدما الذي انهال عدد كبير من رجال الشرطة، وكان سقط عليَّ كثير من الضحايا، إلا أنني استطعت حتى رفعت الطفل للمرة الثانية ولكن اسقطوا مني الطفل للمرة الثانية، فلست ادري هل الفطل على قيد الحياة أم لا..؟؟.
    كنت رحلت إلى معسكر "المنشية" بمدينة النصر، وعندما تم ترحيلنا إلى المعسكر وجدنا عددا كبيرا ثم وصل إلينا أعداد أخرى، حتى وصل العدد تقريباً إلى "520" نفر، ففي المساء من نفس اليوم تم استدعاء كل مجموعة على حدته، الذين لهم كروت زرقاء في جانب ثم الذين لهم كروت صفراء في جانب آخر، ثم الذين لم يسجلوا على حدتهم. حتى وصلنا نحن الذين لهم كروت زرقاء من المفوضية إلى "142" شخص، تم أفراجنا في تمام الساعة 11 ونصف مساءً، وكان طريقة ترحيلنا كانوا يلفون بنا من خلف الأحياء فكان يتم إنزالنا كل خمس افراد وهكذا، وإلى أن وصلنا انا وصديقي إلى منزل أصدقاءنا والآن طريحي الفراش بالفعل من شدة الضربات التي لقيناها من قبل قوات الشرطة، ليس لنا مأوى ولا الأكل ولا الشرب.
    وأنا فقدت كل الامتعة التي كانت معي، من ملابس وشهادات جامعية والدراسية عموماً، وكل المستندات الأخرى.
    اطلب التعويض المادي والمعنوي من قبل المعتديين والمفوضية العليا.
    ـ ممكن توضح لي يا أخي؛ كيف وقعت عليكم تلك الجريمة البشعة..وماذا رأيت بأم عينيك في حادثة 30 ديسمبر2005م..!!؟؟
    *شاهد "مجنى عليه" رقم (د)
    طلب اللاجئون من القوات الأمنية كان أن يأتوا بالنهار وليس بالليل حتى لا تقع أضرار في اللاجئين أو على الأقل يكون مسئول المكتب السامي للمفوضية معهم.
    أول هجوم بدأ بالفوج الأول حاملين العصي وبخاخات مخدرة وكان يتم رش على أوجه اللاجئين المواجهين لهم، وهذا بعدما بدأ رشنا بالمياه الباردة وبدأت المعاناة فينا، ثم رشقنا بالزجاجات الفارغة من على أسطح العمارات المجاورة.
    بالفعل أصبح اللاجئ مستسلما للواقع ولكن إلا ان القوات لم تترك لهم اي مجال إنما استمرت بالهجوم بالعصي والهروات وكل من سقط يقف على الضحية عدد كبير رجال من الشرطة، ثم يتناولون على الآخر بالضرب حتى يسقط، وكان الضرب بدون رحمة على الاطلاق.
    معظم الرجال الذين قتلوا ضربوا بعدما تم الامساك عليهم للضرب حتى الموت، معظم الطفال قتلوا بأقدام القوات والضرب عليهم بالعصي، معظم النساء والعجزة والشيوخ ماتوا بالضرب والبونبان الكثيفة، الذي لم يقتل في الميدان قتل في عربة الشرطة، كل الجرحى الذين ماتوا نتيجة الامتناع عن الإسعاف من الأطباء.
    افزع منظر شفته بعيناي حين داس شرطي بقدميه طفلاً عمره ما بين خمس إلى سبعة شهور على بطنه حتى قتله، ثم تناول على غيره من اللاجئين، وكما رأيت امرأة في منظرها من بكاء وولولة عندما مات لها طفلين، طفل في الاعتصام وطفل في "معسكر طرة" فطلبت من الشرطة لكي يسمح لها ترى ابنها المتوفى في طرة والشرطة رفضت لها من ذلك، ثم عندما جاء وقت افراجها قالت انها ليس لها اي شيء اين اذهب لأن ابنيها قتلا وليس لها بيت "قالت لن اخرج من هنا" وحاولت تقاوم لست أدري ماذا حدث لها بعدما نحن افرج عنا..!؟.
    الأخ الطيب محمد الذي مات في الطريق بعد إفراجه، كنت رأيته في "معسكر طرة" وكان مجروح شديد على رأسه، وكنت أعرفه في معسكر الاعتصام، وعندما كان في المعسكر لم يجد الاسعاف أبدا حتى أفرج عنه.
    لقد تم نهب مني المبلغ الذي كان معي قدره "350" جنيه، حيث فقدت عند التفتيش في العربة، ولم ألاحظ إلا عند إنزالنا من العربة في "معسكر طرة".
    تم إفراجي ومعي من ثكنة "طرة" وكان عددنا لا يتجاوز العشرين عبر الطريق الدائري شرق القاهرة ثم منطقة أربع ونصف بالحي العاشر ثم المطار ثم ألف مسكن، فكان كل بعد مسافة "5" أفراد تقريباً كيلو متر ينزل منا من اثنين إلى سبعة، فأنا وزملائي تم إنزالنا في ميدان ألف مسكن بمصر الجديدة.
    كنت أعرف بعض الأصدقاء في نفس المنطقة ذهبت إليه فوراً تم اسعافي اولا ثم الاكل والشراب والملابس وجزمة بالية. لأننا كنا في المعسكر كلنا حافي القدام.
    ـ ممكن توضح لي يا أخي؛ كيف وقعت عليكم تلك الجريمة البشعة..وماذا رأيت بأم عينيك في حادثة 30 ديسمبر2005م..!!؟؟
    الشاهد "المجنى عليه" (هـ)
    بداية مجيئ القوة العسكرية بدأت من الساعة الثامنة مساء، يقول هذا الشاهد، وكان مسئولا في لجنة الاعتصام خاطبنا لواء وهو الرئيس الأعلى في القوة، وقال أن المفوضية رفضت تواجدكم هنا من الآن ويجب ترحيلكم إلى مكان آخر رضيتم أو أبيتم.
    يقول: كان المعتصمون أكثر من ثلاثة آلاف في ساحدة الاعتصام، وهذا غير القادمين من منازلهم لأن القوة عندما بدأت تجتمع اتصل اللاجئون بأخوتهم في الشقق وتوافدوا بكثرة تفوق أعدادهم "500" لاجئ، اعتقادا منهم بأن مطالبهم حانت قطافها، وهكذا حدث أكثر من مرة.
    أنا اول من واجهتني ضربات الشرطة لأنني كنت معروفا لديهم، عندما المشتكلة أخذت طابع القوة، الأخوة الجنوبيون بداوا بالصلوات وترانيم الإنجيلية، ونحن كمسلمين بدأنا بالدعوات والصلاة وكمان رفعنا مصاحفنا على الرؤوس ثم كبرنا وهللنا وتشهدنا لعل وعسى تلين قلوب الشرطة..ما حصلت أي فائدة، والشرطة تضخ المياه بشكل كبير وبدون توقف، وبدءوا التدخل السريع بالأفواج.
    الفوج الأول: تدخل بالقوة، وهي كانت تحمل العصي الكهربائية، وهناك كل واحد تقريبا له أكثر من علبة كبخاخ.. فورا قاموا بالضرب وحصل صياح شديد حتى العمارات المجاورة عملت صدى، ثم رجع هذا الفوج، ولم نتوقف عن الصلوات والدعوات على الاطلاق.
    الفوج الثاني: تدخل الفوج الثاني وهو الفوج كان يحمل العصي الخشبية الغليظة، قاموا فورا بالضرب بدون تمييز.. هنا حدث القتل في الأطفال بالذات، واكثرهم قتلوا بأقدام الشرطة لأنهم كمية كبيرة جدا، كأن على مقابل كل لاجئ "10" أفراد من الشرطة، كلنا بكينا بصوت واحد عندما رأينا الأطفال يموتون بهذا الشكل، ثم عملنا ستارا لحماية الأطفال والنساء والعجزة، ففي هذه اللحظة قام مواطنوا المنطة رشقونا بالزجاجات من على سطح العمارات، وكما كان لرجال الأمن صناديق بيرة يشربونها من قبلة رشقونا بها ونحن نمنع الشرطة من اختراقنا لحماية الأطفال والنساء والعجزة، ففي هذه الفترة معظمنا أصيب بالزجاج على الرؤوس والوجوه، رجع هذا الفوج، قمنا بأخذ الأطفال والعجزة والمعاقين السالمين.
    الفوج الثالث: عندما بدأنا نأخذ أطفالنا ونساءنا ومعاقينا السالمين، فوجئنا في الحال بالفوج الثالث، وهذا الفوج كان محصنا بالدروع والعصي بدأوا بالرشق بالزجاج من كل الجوانب، رأيت أكثر من شرطي يستخدم أسطوانات مدورة تجرح وتقطع الشخص فورا، وهناك مجموعة قاموا بفتح أمبوبة الغاز الذي كنا نستخدمه في بطبخنا بالمقر ثم رموا علينا في وسط المعركة، ولولا ستر الله لانفجرت ووقعت ضحايا أو كارثة كبرى مما نحن فيه الآن، بسبب هذه الأنبوبة في داخل المعركة اختنق بتسرب الغاز.
    في وسط هذه المعركة كنت أحمل بنتا لا تتجاوز عمرها "7" سنوات وهي من جبال النوبة وأمها تدعى هاجرة، وأخوها ساقط أمامي واريد أيضا أن أنقذه إلا أنني لم أحصل عليه إلى أن قتل أمامي.. بكل مكر..!؟ وكانت هناك امرأة مشلولة وساقطة على الأرض ومع ذلك رجال الشرطة انهالوا عليها بالضرب..وهي صاحت شديد وقالت أنا مشلولة أنا مريضة أنا مشلولة أنا مريضة أنا مشلولة أنا مريضة..!؟ ومع ذلك تم ضربها حتى أغميت عليها ثم تم سحبها حتى العربة.
    عندما داهمتنا القوة من الشرطة تم حصارنا كلنا في حول الشجرة الكبيرة فقط فأصبحنا ككومة قش والغالبية ساقط على الأرض حول هذه الشجرة، أصبحنا متكدسين في مكان واحد، أنا لم أتحمل فورا سقطت مع البنت على الأرض، فقامت الشرطة بالضرب عليَّ، والله مع هذه المعاناة لم أترك البنت لحظة واحدة، لأنني إذا تركتها لقتلت في الحال كما قتل أخوها وغيرها، والبنت كمان أغمي عليها وهي على كتفي مع أنها لم تتلقى ضربات تقريباً، ولكن ممكن رأت أخوها والكثير قتل أمامها.
    تم اصطحابي إلى العربة للركوب، فاشار بعض رجال الأمن عليَّ فانهال على رجال الشرطة بالضرب حتى العربة لأنني كنت معروفا لديهم واعتبروني مشاكسا في الساحة عند فترة الاعتصام، عندما شارفت العربة تنازع بين رجال أمن الدولة والشرطة قال ضابط الشرطة وهو مسئول في هذا الموقع طلب ان اركب عربة الشرطة.
    ركبنا الأتوبيس رأيت بأن في هذا الأتوبيس طفل عمره لم يتجاوز "15" كان ينزف ويحتضر وكان رجال الشرطة ينظرونه بكل استهتار حتى مات من جراء الضربات التي لقيه.
    وقبل تحرك الأتوبيس وجدت في ممشى العربة واحد من ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة يختنق من شدة الضربات التي لقيها من رجال الشرطة في مسرح القتال، طالبنا لاسعافه من الضابط المسئول رفض وقال بلسانه "خلوه يموت هنا"، الحمد لله كتب له النجاح لم يمت كما تمناه هذا الضابط.
    ثم تم ترحيلنا فوراً إلى "مديرية أمن الطرة" ووجدت هناك عدد كبير من الجرحى الذين يعانون الآلام ولم يجدوا العلاج على الاطلاق.
    المعاملة كانت سيئة جداً من قوات الأمن في المعسكر، كنا رقدنا على الارض الجيرية وفي عز البرد وبدون ملابس، لأن ملابسنا اصبحت بالية في تلك المعركة، حتى جاء إلينا "قسيس من كنيسة السكاكيني" يدعى توني واصطحب لنا بطاطين للغطاء.
    تم اطلاق سراحي بالتهديد وليس لنا اي أمتعة على هذا الأساس افرجونا من المعسكر.
    والحمد لله الآن أفرج عليَّ ولكني أعاني بآلام في الظهر والفخذ والساق وهناك كدمات على معظم جسدي الآن، من الصعب أتحرك الآن.
    بالتاكيد مفقوداتي هي:
    1- المستندات الجامعية + شهادات خبرة في المنظمات الإنسانية.
    2- كامرا ديجيتال رقمي.
    3- مبلغ قدره "1500" دولار عبارة عن قيمة "جهاز كمبيوتر لابتوب" + ميموري “USB” One GB.
    أ‌) أطالب تطهير أرواح الضحايا الابرياء الذين قتلوا بتحقيق دولي ونزيه.
    ب‌) تعويضي المادي والمعنوي.
    ت‌) اعطائي الحماية الكاملة لانني ابن من ابناء دارفور.
    بعد هذا التقرير أقدم ملاحظاتي الشخصية في هذه الحادثة الأليمة كالآتي:
    1) بعد هذه الحادثة الأليمة طالعت معظم البيانات والمقالات والتقارير التي نددت على مرتكبي هذه الجريمة الأليمة على أبرياء عزل من الشعب السودان، وهم في حال كونهم لاجئين ومعترف بهم من المفوضية السامية للأمم المتحدة مكتب القاهرة، لأنهم لجأوا من مسرح القتال العرقية والدينية والسياسية من جميع أقاليم السودان المهمشة، أساءت الآن العلاقات الأزلية بين الشعبين، المصري والسوداني.
    2) اعتبر مع كثير من المراقبين كأن اللاجئين المعتصمين "القشة التي قسمت ظهر البعير" بين الدولتين، مصر والسودان.
    3) الجبهة الإسلامية هي القشة التي قسمت ظهر السودان كله من الوحدة إلى الفتات.
    4) حدثت هناك حملة شديدة على سياسة الحكومة المصرية في التعامل مع اللاجئين بهذه الطريقة البشعة، وهذا هو أول مرة السودانيون يقومون بالتنديد على مصر وشعبه وحكومته بهذه الطريقة.
    5) مسئولية الجريمة تقع على الحكومة المصرية بكل المقاييس، ومع ذلك هذه الحكومة تحاول أن تبرر بأن الطريقة التي قامت بها في إجلاء اللاجئين كانت سليمة ومنطقية، دون النظر إلى المستقبل ومآلاته.
    6) المعارضة المصرية من جانبه قامت بخطوات معبرة لرأب الصدى، عبر مظاهراتها في موقع الحدث نفسه، والقيام بالتقارير والوقوف مع المجنى عليه وبتفنيد الحقائق، وتوزيع المعونات الغذائية لهم.
    7) ظهرت الآن في الساحة السياسية اتجاهات سودانية متشددة قامت باستنكار وشجب بشديدة اللهجة، حتى هذه اللحظة، حتى قيل أن القنصل المصري في جوبا بجنوب السودان تم استدعاؤه وطلب منه بإغلاق القنصلية، من قبل مسئول حكومة جنوب السودان، حتى إشعار رأي آخر، ثم تم تجميد عمل ممثل حكومة الجنوب في القاهرة، وتقدم نائب رئيس حكومة الجنوب من السلطات المصرية ومن المفوضية تقرير كامل ملابسات الحادث.
    بدأت العلاقات بين البلدين تسوء على مستوى القاعدة، والشعرة التي تمسكها الآن هى المؤتمر الوطني والحكومة المصرية، وقيادات الحركة الشعبية لهم رأي آخر على حسب الحديث المتداول الآن.
    9) اعتقد المؤتمر الوطني الماكر نصب للحكومة المصرية فخاً لعيناً، عملاً بقاعدة "عليَّ وعلى أعدائي"، هكذا يقفذ إلى الأمام تاركاً وراءه كل المكامن التي صنعتها لأهل السودان وجيرانه.
    10) هناك أخبار أكيدة، أن الجنوبيين نفسهم في الحركة الشعبية انشقوا بين عدم التعامل مع مصر وهم الغالبية على رأسهم القيادات العليا في الحركة الشعبية لتحرير السودان المكونة لحكومة الخرطوم الآن.
    11) بدأت بيانات تلو الأخرى من فعاليات سودانية ووطنية، وكلها شديدة اللهجة ضد العلاقات المصرية السودانية، ومن جميع أقاليم السودان المختلفة.
    12) دائماً العلاقات الدولية واستمراريتها تبنيها الشعوب وليست حكومات، في كل العالم، فإذا فشلت حكومة الخرطوم خلال الفترة الانتقالية الحالية في "الخمس سنوات القادمة" بلا محالة البديل الوحيد وصول ابناء الهامش في سلطة الخرطوم، وإذا حدث هذا قد ينقلب كفة الميزان "180" درجة إلى الوراء في العلاقات بين البلدين، إذا لم يتم تسوية مرضية للضحايا وذويهم.
    أقترح لحل اشكالية المجزرة من جذورها لمصلحة البلدين:
    نطلب من السيد/ محمد حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية، أن يتدخل مباشرة، كرئيس الدولة بقرارات شجاعة في النقاط كالآتية:
    1- تشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق تجمع كل من:
    أ‌) قيادات الاعتصام
    ب‌) ممثلي المفوضية السودانية
    ت‌) ممثلي الحكومة المصرية
    ث‌) ممثلي التنظيمات السودانية: الحركة الشعبية، حركة تحرير السودان، الاتحاد العام لجبال النوبة، التحالف الفدرالي الديمقراطي السوداني.
    ج‌) قطاعات أخرى.
    2- حصر كل الأرواح التي راحت ضحيتها، والمفقودين، والمصابين، لأن هناك تضارب في القتلى، الحكومة المصرية الرسمية تعترف بـ"27" قتيل، الغير رسمي قيل انها تعترف بـ"59" قتيل، منظمات إنسانية وجهات أخرى تقول القتلى تصل حتى يوم أمس الثلاثاء إلى "202" قتيل، لإجلاء الحقيقة علينا اشراك كل هذه الفئات وهي جزء من رعايها.
    3- وضع أسس وبرامج في كيفية تعويض كل المتضررين مادياً ومعنوياً للمتضررين وذويهم.
    4- محاكمة كل المجرمين أمام المحاكم الجنائية المصرية المحلية إن أمكن.
    5- إلزام المفوضية السامية بالقيام بواجباتها تجاه اللاجئين وفي زمن محدود.
    6- رفع تقرير الذي يتم عمله من هذه اللجنة إلى مقر المفوضية بجنيف بأن إدارة مكتب المفوضية بالقاهرة لقد فشلت تماماً في التعامل مع اللاجئين المقيمين بجمهورية مصر العربية.
    7- وعلى أن يسمى ميدان الحادث باسم "ميدان شهداء السودان". مثل ما يسمى شارع السودان وشارع مصر والسودان وشارع الخرطوم، وأجمل ما في استشهادهم، أنهم في صبيحة الجمعة، وبالابتهالات وركعاً وسجداً ما كانوا يبتغون إلا النصرة في قضيتهم أو الشهادة.
    8- وعلى أن لا يسفر أي سوداني قسراً إلى السودان، عملاً بقاعدة مصر والسودان "حتة واحدة" كما يقال لفظاً.
    9- إغاثة كل الملهوفين في جميع أحياء القاهرة الكبرى ومحاظات مصر، في مقار سكناتهم المتواضعة، أو إعلان تسليم معوناتهم في تجمعات يمكن تحدد أو في الكنائس والمساجد وما إلى ذلك.
    إذا تم هذا بالفعل يطفئ مآلات المخاطر في المستقبل، لأن "معظم النار من مستصغر الشرر".
    لأن الذين يتم تسفيرهم من ابناء الجنوب بالتأكيد، يكون المصريون ساهموا في استقلال الجنوب عن بقية السودان، ثم نتحمل جميعنا كل ما ينجم بعد ذلك، وقد تكون اعتداءات على الجالية المصرية في الجنوب,إذا ما حدث في الخرطوم أولاً، وإذا حدث هذا لا قدر الله الشعب المصري لن يسكت أيضاً من الإنفعال على الجالية السودانية في مصر، وبالتالي الأمور تتدهور أكثر من الآن.
    أما إذا كان اللاجئون العائدون إلى السودان قسراً من ابناء دارفور او من جبال النوبة أو من الإقليم الشرقي كذلك يكون ساهمت الحكومة المصرية عدم استقرار الوضع في المنقطة وهذا وارد بكل المقاييس، لأن هناك من يصطاد الآن في المياه العكرة وخاصة في مكامن الأفخاخ وإياكم الإنجراف إلى هذا المنحنى الخطير.
    ابَنْتُ لَهُمْ نُصْحِي بِمُنْعَرِجِ اللَّوَى وَلَمْ يَسْتَبِيْنُواْ النُّصْحَ إلاَّ ضُحَى الْغَدِ
    أمين حسن عبد الله
    قيادي وكاتب صحفي دارفوري
    ومسئول سابق لمكتب التحالف الفدرالي الديمقراطي السوداني
    بجمهورية مصر العربية
    4 يناير من عام 2006م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de