بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 07:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2005, 11:18 AM

أحمد يونس مكنات

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي

    لا يخفي علي أحد القيمة الأدبية الكبيرة للدكتور بشري الفاضل القاص والشاعر، مثلما لا يمكن أن ينسي المهتمون بالكتابة الإبداعية الدوي الهائل الذي أثارته قصصه الأولي (حملة عبد القيوم الإنتقامية، وحكاية البنت التي طارت عصافيره)، والجدل النقدي الثر الذي أثارته، والدراسات النقدية التي ذهبت إلي القول بأن الفاضل أحد رواد المدرسة الأدبية الروسية الشهيرة (الواقعية الإشتراكية) وهو يعد من الجيل الوسيط بين كتاب القصة السودانيين.
    ألقت تقلبات البلاد بالقاص في أحد المغتربات، وفي موسم عودة الطيور المهاجرة يحلو الأنس مع المبدعين، ويحلو مشاركتهم أفكارهم للإقتراب من إضافات أو خصومات الغربة لهم أو عليهم.
    خلاصة القول أن الرأي العام انتهزت زيارته لها وأجبرته علي الجلوس علي كرسي (فضفضة) كان القصد أن تكون الخلاصة حواراً تنشره الصحيفة، لكن مآلات الجلسة أفضت إلي ما يشبه الندوة التي تحدث فيها القاص عن تجربته الكتابية، ولحظة الكتابة، وأين وصل الأن ..
    ميني ندوة: شارك فيها عيسي الحلو, ضياء الدين بلال , محمد عبد المنعم , أحمد يونس مكنات
    * عيسي الحلو: مرت تجربتك القصصية بأطوار عديدة، ويعرفك الناس بقصة (حكاية البنت التي طارت عصافيرها)، لأنها جسدت صراعاً عنيفاً بين السياسي والإجتماعي، يعرفها حتي الذين لا علاقة لهم بالأدب، ويمكن وصفها بأنها صارت أسطورة المواطن العادي، نريد أن نعرف أين وصل بشري الفاضل الآن؟
    ـ بشري الفاضل: أول قصة نشرت لي هي (حملة عبد القيوم الإنتقامية) في نوفمبر 1978م، أما حكاية البنت التي طارت عصافيرها فهي القصة الثانية التي نشرت لي، أو بالأحري هي ثالث قصة أكتبها، بعد نشرها بعث أحد الأصدقاء بجامعة الخرطوم رسالة تقول إني كاتب كبير فرددت عليه بإني مازلت مبتدئاً. وقتها كنت أدرس اللغة الروسية بجامعة سان بطرسبيرج (جامعة لينينغراد سابقا)،
    وقد ذهبت إلي هناك لدراسة الأدب الروسي، لكني وجدت أن المدارس الأدبية تحنط الأدب في الواقعية الإشتراكية بنسختها الستالينية، فأرسلت لأصدقائي وقلت إن التجربة الروسية لم تأسرني، ومن ثمّ غيرت وجهتي من دراسة الأدب لدراسة اللغة الروسية لأنهم كانوا لا يسمحون بدراسة الأدب إلا وفق رؤيتهم له.
    وعندما عدت للسودان في العام 1985م كتبت بعض القصص التي تهتم ببعض المعالجات للمشاكل الإجتماعية، الآن أناقش في قصصي، موضوعات خارج السياق الإجتماعي، أناقش قضايا تتعلق بوجود الإنسان، وتطرح أسئلة من قبيل ما هو الحب، وعلي غلظة الأسئلة لكن الكتابة أخذت هذا الشكل دون أن أعي بها، مثلما يفعل بعض الكتاب ومنهم علي المك الذي كان يكتب قصصاً عن الحب، وماركيز الذي يكتب عن العزلة، هم يحاولون الإجابة على هذه الأسئلة لكن هيهات..
    في مدينة جدة السعودية أثناء تأملي في كيفية القص، حدثت لي تجربة كتابة تأملية، أثناء متابعتي لمباراة في كرة القدم العالمية التي أحبها، قام أحد اللاعبين الهولنديين بتصويب كرة قوية، أثناء سير الكرة تولدت عندي فكرة (الإبعاد)، فحاولت أسر اللحظة وكتابة قصة عن (الإبعاد)، كان إبعاد الكرة مجرد باعث للحظة، اقتنصت الفكرة لأكتب عنها قصة.
    أنا لا أكتب في البياض بل أنا ضد الفكر النقدي التي يتحدث عن بياض الورق المخيف، فالقصة ولا الشعر لا يكتبان في منطقة الورقة والقلم حسب تصوري، لأن الأشياء عندي تحدث في لحظة ذاتية جداً هي ذات اللحظة التي يسميها البعض (الإرزام)، اللحظة التي سماها الدكتور عبدالله الطيب (إنشطار الذات)، وتحدث عنها محمود درويش في حديثه عن تجربته الشعرية.
    أثناء المرحلة التي أسميها "أسر لحظة كتابة القصة" المستوحاة من كرة الهولندي اللاعب لم تكن لدي شخصيات، ولم يكن لدي موضوع للكتابة سوي خواطر غامضة عن الإبعاد، وفكرة الإبعاد فكرة ضمن السياق الإجتماعي يمكن أن تقود إلي الحديث عن التهميش والمظالم الإجتماعية، حين بدأت الكتابة كنت أعرفت إني سأكتب عن شخصية إسمها (الماحي)، لأن الشرط الذي وضعت فيه الفكرة كان لازماً للبطل أن يكون (ماحياً) لثقافته ولوجوده، لأنه أبعد تماماً، بعد أن تشكلت القصة واكتملت.
    من جانب آخر أنا أتعامل مع الزمن بذات التفاصيل التي أهتم بها العالم الفيزيائي (الإنجليزي (ستيفن هوكنج)، عما حدث في الثواني الأولي التي أعقبت ما سماه (الإنفجار الكبير)، وكيف تكونت الأجرام السماوية، أنا مهتم جداً بهذه الفكرة، في لحظة توليد هذه القصة حدث الإبعاد، دون أن تكون عندي سوي (ههمات) عن كتابة نص قصصي عن الإبعاد، بعد دقائق علي لحظة التوليد كان لدي إسماً للبطل (الماحي)، وجاءت القصة عن مجموعة شباب بينهم (هذا الماحي) كانوا يعيشون في منطقة ما أو مدينة ما كقطيع يذهبون إلي السينما، والمقاهي، كانت شخصية الماحي محبوبة جداً بين الشلة، لكنها إختفت فجأة دون أن يعرف احد عنها شيئاً ..
    * ـ مقاطعة ـ أحمد يونس: أليست قصة الماحي عودة لمرحلة البنت التي طارت عصافيرها، مرحلة الصدام المروع بين الإجتماعي والإبداعي حسب مصطلح الأستاذ عيسي الحلو..
    ـ حكاية البنت التي طارت عصافيرها خضع فيها القص للشعرية، كنت كأني أكتب أجزاء شعرية، مثل: (كان النوار أخضر لا كعادة أيام الضي، كنت ملتوياً بالبهجة كعمامة إعرابي يزور المدينة للمرة الثانية)، ثم اكتملت القصة لاحقاً ولا أدري كيف كانت العودة التي تكلمت عنها ..
    * أحمد يونس: أحسست أن ثمة إختفاء له مدوله الإجتماعي، بل السياسي ما عددته عودة لمرحلة الإصطدام بين الإجتماعي والإبداعي، بعد سردك الذي قدمته عن الإنتقالة كأنك غادرت ثم عدت مرة أخري لذات المكان!
    * يتدخل ضياء الدين: هنالك صعوبة في الإمساك بمقولة شخصية والتأكيد عليها وسوقها للتعبير عن متغير جديد لأننا مازلنا في في مرحلة المعرفة!
    ـ بشري الفاضل: نعم كل (الحكي) سيولد هاهنا، قضايا السودانيين معقدة جداً، فأسئلة مثل كيف تفكر، وكيف تكتب، سبق أن رفضتها بحدة الكاتبة (فيرجينا وولف)، لأن الطريق إلي البحر يمكن أن تكون فيه مليون فكرة قد تخطر علي الكاتب..
    * ضياء الدين: أنا أعني جانب تخلق الفكرة وكتابتها ..
    ـ بشري الفاضل: كما قلت في لحظة ضرب الكرة تولد إسم الشخصية وفكرة الإبعاد، ولا أدري كيف فكرت أن تكون محوا للأشياء، الفكرة تبدو مثل أن يكون بينكم في الصحيفة محرر مميز، فجأة يضرب هذا المحرر عن كل شئ، أنا متأثر بالفكرة التي درسناها في الجامعة علي يد الأستاذ علي عبد الله عباس والتي تدور حول عن شخص في أمريكا إسمه (بارتلبلي) أثناء مرحلة الإحباط الذي أصاب المجتمع الأمريكي، قام بارتلبلي بالإضراب ورفض أن يكون كاتباً لمحامي، وامتنع عن دخول المكتب أو الكتابة وظل واقفاً إلي الحائط إلي أن مات.
    فكرة الماحي ولدت في التسعينات من القرن الماضي لكني لم أنشطها إلا متأخرة، وما حدث في منتصف الطريق أثناء ذهاب المجموعة التي تحيط بالماحي إلي حفل عرس في مدينة نائية (الثغر)، أنهم وجدوا شخصية تقف علي الطريق شعرها كثيف، وتحمل عوداً، ويمكنني الإستمرار في وصف هذه الشخصية لأعطي ملامح شخصية بجاوية، كلهم مروا عليه وركزوا علي ملامح هذا الشخص دون أن يتوقفوا، لكنهم بعد مسير أكثر من ثلاثة كيلومترات أوقفوا الشاحنة التي يقودها أحدهم، وأجمعوا علي أن الشخص الذي كان واقفاً في الطريق هو الماحي، فرجعوا وهم يتساءلون عن كيفية عدم معرفتهم له وكيفية تذكرهم بعد تلك اللحظة التفاصيل الدقيقة التي تقول أن هذا الشخص هو الماحي.
    * ضياء الدين: هذه الشخوص الماورائية في الأدب السوداني (الحنين) عند الطيب صالح كمثال، هل هي محاولة لنقل أفكار لا يتحملها الواقع اليومي بالنسبة للكاتب؟
    ـ بشري الفاضل: أنا أحترم جداً تجربة الطيب صالح، وعيسي الحلو الجالس معنا يعرف كيف كانت تدور مناقشاتنا عنها في تلك الفترة، ومن الآراء التي كنت أقولها أن المكان غير مؤسس، فـ (ود حامد) منطقة متخيلة، أما في الخرطوم فكنت أقول أن بعض الكاتبين يكتبون عن شخصيات في بري أو في أم درمان أو عن السكة حديد لتعيين ملامح الشخصية، وكنت أري بضرورة وجود أمكنة متخيلة كود حامد..
    * ضياء الدين: هل هي أمكنة موازية؟
    ـ بشري الفاضل: كان النقاد يسألونني لماذا تكتب عن الواقع الغرائبي مع إن الواقع السوداني أكثر غرائبية من كل تخييل، لماذا تكتب فانتازيا مع أن غرائبية الواقع أقوي من الفانتازيا، وأظن أنهم محقون في زعمهم هذا، لآن شخصية مثل شخصية الماحي يمكن أن تجد في الواقع نسخاً عديدة منها بسهولة.
    أنا لا أقصد ـ بالطبع ـ بعدها الإجتماعي، بل أقصد ما يجعلها رغم كل الحب المحيط بها تقرر الإبتعاد، هذه الفكرة لايمكن مناقشتها إلاّ وجودياً، لمنع إلتباس أشياء كثيرة.
    أنا أعرف كاتبين في السودان تركوا الكتابة وذهبوا إلي بيوتهم! وما أقصده هو دراسة الظاهرة، كيف يضع الكاتب قلمه ويذهب إلي بيته هكذا، لذا رأيت بوجوب دراسة اللحظة التي تخلق فيها العمل القصصي، وفي لحظة الدراسة ذهبت لطبيب نساء وولادة وقلت: (له أريد أن أعرف ما يحدث لحظة الصرخة، لحظة الميلاد، لحظة الألم الشديد عند المرأة، لأعرف ما يحدث أثناء اللحظة التي يسميها الفيزيائيون الإنفجار الكبير)، فقال لي: (في هذه اللحظة تحدث حالة تذكر مؤلمة تتذكر فيها المرأة كل ما أختزنته ذاكرة الألم عندها، وهنا أشير إلي وصف دستوفسكي للإعدام في روايته (الأبله) لأنه عاشها شخصياً أثناء انتظاره لتنفيذ حكم الإعدام الذى حكم (الديسمبريين) به عليه، وقاموا بعصب عينيه، وفي لحظات ترقب الإعدام تخيل ككاتب الموقف ثم أعاد كتابته بعد العفو عنه لأنه لم يستطع نسيان إمكان تنفيذ الإعدام عليه في أية لحظة، ولأنه عاش اللحظة لذلك قام بتوصيفها توصيفاً دقيقاً في الأبله.
    هذا الوصف الذي حدث في الأبله، ولحظة الطلق عند المرأة، تبينان كيف يتخلق الجنين أول الخلق، ولذلك قلت أن ثمة (رعب فيزيولوجي) يجب الإهتمام به في النقد الأدبي، حقيقة أنا مؤمن بالتقاط هذه اللحظة وبعد ذلك يأتي أمر توظيفها سياسياً وأجتماعياً في الكتابة،لأنها المنطقة التي يدور حولها الإبداع.
    وصف ماركيز تلك اللحظة وهو يصف الحب والعزلة، في (حكاية موت معلن)، فالحب والعزلة هي الموجة الأثيرة لدي غابرييل غارسيا ماركيز، ويمكننا البحث عن شئ كهذا في تجربة القاص عيسي الحلو، دون أن نبتسره أو نلخصها، منذ (ريش الببغاء) إلي الآن، ولنبحث عن الأشياء الوجودية فيها.
    * مداخلة من عبد المنعم: أنا أعتقد أن بشري قرأ خطأ، قرأت نصوصه وفسرت علي مرحلة سياسية معينة وحاول من قرأها إيجاد مفاتيح لها خلال الفترة المايوية، وتم تقييمه ككاتب واقعي إشتراكي، أنا أعتقد أن بشري كاتب واقعي لكنه يهتم بالأدبية أو الشعرية، ومن هنا تأتي غرائبية الكتابة عنده، وهي التي دفعته لكتابة (أزرق يمامة) الرجل الذي يستطيع الرؤية من بري حتي الأبيض، هذه الغرائبية هي منطلق بشري في الكتابة.
    * أحمد يونس: أستاذ عبد المنعم هل هذا سؤال أم استطراد علي حديث الدكتور بشري؟
    ـ محمد عبد المنعم: هذا رأي كناقد في أنتاج بشري الفاضل..
    ـ بشري الفاضل: كنت أحرص علي تصوير معركة في كل قصة ليصل البطل إلى انتصار، مثلما هو حادث في (حملة عبد القيوم الانتقامية)، الذي قام بسحل وطحن كل ما يحيط به كأنه كان ينافح تفاصيل اليومي في ذاك الزمان، وتأكيداً هنالك أشياء كنا نرفضها كـسمايوس مثلاً، وهذه الأحداث اليومية تدخل في ثنايا القص كتفريعات عليه.
    * ضياء الدين: كأنما بدأ السياسي يقلل من سيطرته علي الأديب في داخلك؟
    ـ يمكن أن يكون ما ذهبت إليه صحيحاً، لكني أري أن الشعرية في القص هي التي كانت مؤثرة ويبين ذلك بوضوح في حكاية البنت التي طارت عصافيرها لأني أكتب الشعر أيضاً.
    * ضياء الدين يقولون أن تجربتك الكتابية هي مزيج من سخرية سرفانتس في دون كيشوت، وشعرية دستوفسكي، أتوافق هذا القول؟
    ـ بشري الفاضل: تأثرت بـسشيكوفس لأنه يحدد الموضوعة الأساسية في كل أعماله، فقبل إمساكي بالقلم تكون الفكرة واضحة في ذهني، وفي قصص شيكوف ملامح من هذا أما دستوفسكي فهو صاحب (نبوءات كبرى)، لذا اهتم بشخصياته الباحثون في علم النفس، كان كأنه ينظر إلى روسيا من عل بعيني صقر لذلك استطاع رسم ملامح دكتاتورها المقبل، كان ينظر للشعب الروسي في حركته بتعقيداتها، لذلك تكلم (باختين) عنه باعتباره الروائي الوحيد الذي كتب رواية تحمل تعدداً في الأصوات، وأن شخصياته تتحرك كأنها فلتت من سيطرة كاتبها. لدينا في السودان كاتب بذات تعددية الأصوات هو الطيب صالح، أما أنا فأجعل من كل نص صوت يختلف عن النص الآخر وإذا قمت بجمع النصوص تحصل علي تعددية الأصوات في مجموعة كتاباتي لكني لم أجربها في عمل واحد.
    * ضياء الدين: ما هو الرابط بين مجموعة قصصك منذ مجموعة حكاية البنت التي طارت عصافيرها؟
    ـ بشري الفاضل: هذا صعب ككاتب، لكن الأستاذ محمد عبد المنعم الذي كتب مقدمة القصة باسم قارئ رغم أنه ناقد مهم، المجموعة جاءت بخمس مقدمات كتبها فضيلي جماع وخالد الكد وعلي المك، لكن هنالك خطوط تجمع القصص، لكن لدي خط الفانتازيا كما في (الطفابيع) والذي وصل آخر قصة نشرت لي في موقع سودانيز أون لاين (فيزيولوجيا الطفابيع).
    * ضياء الدين: ألم يزعجك الاستغلال السياسي لقصص؟
    ـ بشري الفاضل: لم يزعجني بل إني أسهمت فيه، فنحن برزنا في وقت كانت الأحداث ساخنة فيه، ودعني أحكي حكاية ترتبط بما ذهبت إليه، فعلي أيام الإنقاذ وأنا في طريقي للجامعة توقف أحد رموز الإنقاذ الأمنية بعربته ليوصلني معه، هو حسن ضحوي، وبمجرد ركوبي معه سألني ماذا تقصد بالطفابيع؟ فق فقلت له أقصد بها القمع من حيث هو، فسألني مرة أخرى أية قمع؟! فأجبته القمع بغض النظر عمن أتى به، الستالينين، أو الفاشيين، أو الجماعات الدينية، ولأن إجابتي لم ترضه علي ما يبدو انقطع الكلام بيننا فصمتنا حتى أوصلني الجامعة. لقد كان في ذهني القمع من حيث هو، ففيزيولوجيا الطفابيع ربما كانت تحمل عواملاً أتت من بلد أخرى.
    * أحمد يونس: ذكرت أنك بدأت كتابة تحاول الإجابة علي أسئلة الوجود، هل ترى أن دور الأدب هو أن يجيب علي الأسئلة؟
    ـ بشري الفاضل: الإجابة صعبة، لكني استمتع بمحاولة جعل الشخصيات تجيب علي أسئلة ربما لم تكن تخطر علي بالي، لدي ما أسميه الرافعة، الآن أنا أكتب في نص اسمه )سليمانة والديك الأخرس(، سليمانة إوزة لا علاقة لها بالديوك، ومن خلالهما كنت أحاول مناقشة قضايا الأنثوية والحب، وتحاول الإوزة في النص انتقاد سلوك الديك مع الدجاجات، ووجوده، بل والسخرية منه بقولها له لقد أصبح متاحاً للبشر صناعة ديوك إلكترونية وأن صوتك أصبح بلا فائدة تذكر،فوجود شخصية الإوزة لتناقش الديوك علي إطلاقها والاثنين معاً يناقشان قضايا البشر، ومن خلالهما أستطيع مناقشة قضايا الوجود.
    * ضياء الدين: أظن أن سؤال أحمد يعني هل علي الأديب الإجابة علي أسئلة موجودة أصلاً؟
    ـ بشري الفاضل: ليس مطالباً بذلك.
    * ضياء الدين: هل هو مطالب بالنقيض .. طرح أسئلة ؟
    ـ بشرى الفاضل: من الصعب أن يطرح أسئلة وأن يجيب، أنا أرى أن الشيئين ممكنين أثناء الحكي لو أنه صادف (لقيّات)، أو أشياء جديدة ..
    * أحمد يونس: هل تعني قصديه الكتابة؟
    ـ بشري الفاضل: القص ليس للإمتاع فقط، كنت أري أن القصص من الشاكلة التي يقرأها الأوروبيون في القطارات للاستمتاع وقتل الوقت، كنت لا أظن أنها مجدية، لكن قصديه الكتابة مسألة معقدة يمكن أن يشارك معنا الأستاذ عيسي الحلو في الإجابة عليها ..
    * ضياء الدين: دعونا ننتقل من الفضاء المطلق إلي الفضاء الخاص بالقاص بشرى، في تجربتك هل يتمرد عليك النص؟
    ـ نعم يتمرد عليّ، وسأقول لك متى يتمرد عليّ، أبدأ النص بـ (الهمهمة) الأولى ولا أبدأ بالورق، أبدأ وفي داخلي (إرزام) بالقصة أو القصيدة، القصص هو غنائي لذاتي أنشره أو لا أنشره لكني أغني به لنفسي، ونفس الشئ مع قصائدي ففي قصيدة أقول:
    خفف كثافتك العجيبة وانهمر مطراً عليّ
    فإذا هطلت تجد شكورا أو رويت فأنت طي
    هذه يمكن اعتبارها تجربة جاءت عبر مدخل صغير وهو الطلب بتخفيف الكثافة، وفي تأملي لتجربة الغناء السوداني أرى أن بعض الأعمال أتت )قطعأ(، يأخذ الشاعر لازمة معينة و(يقطع) عليها قصيدة.
    * ضياء الدين: تجربة (شلت صوتك شان أغني) كأنها مكتوبة لخاصتك؟
    ـ بشرى الفاضل: هذه من القصائد الشعرية التي أقول إني كتبتها لخاصتي وليس للنشر، لكني أحاول نشرها الآن تحت مسمى )قصائد في الظل(، لن أنشر العامية منها، لكني سأنشر الفصحى.
    * ضياء الدين: في هذا النص غرائبية وتشبيهات غير مألوفة تومئ لأشياء وتشبيهات قد تقول إني أريدك كما ..
    ـ بشرى الفاضل: هذه قصائد كتبتها في الجامعة، ولم تنشر إلا بإلحاح من الراحل مصطفي سيد أحمد، وقلت له أن الذائقة فاتت، لأني أعرف أن ذائقة كتابة الشعر تعقدت الآن، أنا أقول إني أحتفظ بشعري (سماداً) لقصصي، لأني لم أجد فرصة لنشره في زماننا الذي كنا نعاني فيه من قلة منابر قراءة الشعر أو احتكارها بسبب العنف السياسي، لم أجد منبراً أقرأ فيه شعري وأنا في السنة الخامسة بالجامعة.
    * أحمد يونس: تأكيداً منذ بداية كتابتك للقصة والآن حدث متغير سياسي واجتماعي كبير، هل أحدث هذا المتغير تأثيرأ علي تجربتك القصية وتقنيات الكتابة؟
    ـ عندما أتحدث عن القصص الوجودي فهذا لا يعني إني قد انسحبت اجتماعيا، فأنا أسوق الاجتماعي هونا للنص القصصي، وستجد (رزاز) التأثر الاجتماعي في القصة هنا وهناك، وقد أثر في كثيراً ما حدث في العالم وبسببه فهنالك قصصاً كتبتها ولم أنشرها مثل قصة (سعد) الذي هاجر من أم درمان في زمان صرعة (الهيبيز) في ستينات القرن الماضي، و(ساح) مع الشباب الغاضب في أوروبا، إلى أن وجد نفسه أواخر التسعينات في فنلندا فقرر أن يعود إلى السودان وهو في أواسط الستينات من عمره عن طريق دارفور فانتحر أبن طريق الأربعين في أم درمان في درب الأربعين في دارفور في بئر مهملة منذ الحكم الإنجليزي يبلغ عمقها أربعين متراً، وفي المسافة من سطح الأرض لقاع البئر تبدأ (الفانتازيا)، لحظة أن أكتشف موته تحول لذاكرة ضخمة، في الأربعين دقيقة الأولي اكتشف أن الإنتحار خطأ، لأنه ذاهب للعذاب، وأن عذابه يمثل في عدم قدرته علي الالتفات لا يميناً ولا يسارا ولا إلى أعلى، وأن تظل ذاكرته حية أبد الدهر، وأن هذا قمة العذاب، وفي الأربعين ساعة الأولي أكتشف خطأ هجره لأهله..
    * ضياء الدين: متى يفرض السياسي سلطته علي المبدع؟
    ـ بشرى الفاضل: هذا صعب علي ولا يمكن معرفته إلا من خلال الكتابات، لكن الكائن الكاتب هو مجوعة من كل هذه الأشياء السياسي، والأنيس، والصديق..
    * ضياء الدين: إلى أي مدي يمكن أن يعد السياسي متضخماً في بشرى الفاضل؟
    ـ بشرى الفاضل: بقدر المظالم الموجودة في مجتمعنا، مجتمعنا به مظالم كبيرة، سأعطيك مثالا منها، هل يرضيك وجود ضرائب لا حصر لها، على شخص دخله لا يزيد على مائتي ألف في السنة؟ لماذا تفرض ضرائباً علي مثل هذا الشخص، أنا أظن محتاج لمن يدفع له.
    * أحمد يونس: يمكن أن يطرح السؤال بصيغة أخري، وهي هل تجد نفسك في مدرسة من المدارس الإبداعية وتستطيع من خلالها التعبير عن نفسك بجلاء؟
    ـ هذا سؤال تصعب الإجابة عليه بالنسبة لي، لأني أري أن الواقع يشبه الكرة يحوي كل جانب من جوانبها الإجهاد والضعيف، والضحك، والمأساة والتراجيديا، هذه الكرة لا أنظر إليها بواقعية سحرية كما، ولا بواقعية الاشتراكية، ولا كافة الواقعيات، لكن ربما اختلفت نظرتي للواقع الذي شبهته بالكرة باختلاف معرفتي به، أنا حتى الآن لم استطع الإحاطة بهذا الواقع الكروي كيف هو شكله، لكني أستطيع القول في كل مرحلة كتابة يزداد فهمي للواقع، ولا يمكن أن أحنط نفسي في مدرسة، في منتصف التسعينات قلت إني كاتب بلا مدرسة، تأسرني كل المدارس، تأثرت بكل الكتابات النقدية التي كتبها الأستاذ عيسي الحلو في الستينات، تأثرت بالروس الذي كتبوا نقداً عظيماً، وبمدارس النقد الأوروبية المعاصرة.
    * ضياء الدين: هنالك تشابه بينك وبين علي المك تحديدا في (حمي الدريس)، هل يرجع هذا للعلاقات الاجتماعية التي كانت تربطكم مع بعضكم البعض أم لسبب آخر؟
    ـ بشري الفاضل: علي المك أستاذي كما الأستاذ عيسى الحلو، درست أعماله واستمتعت بها مثلي مثل أي قارئ، وعندما دخلت الجامعة أرسلت له ـ كما حكي هو لاحقاً ـ أرسلت له الطفابيع التي نشرت منتصف الثمانينات، وقد ساندني واعتبر مساندته لي هي التي أظهرت أعمالي، لكن كانت لكل منّا طريقته في الكتابة.
    * ضياء الدين: كأنما هنالك تشابهاً في المكان لديكما ..
    ـ بشرى الفاضل: علي المك أم درماني عريق المعرفة بأم درمان، أما أنا فلست أم درمانياً، أنا قروي قح ..
    * أحمد يونس: أنا مهتم بشكل خاص برأي المبدعين في بعضهم البعض، لهذا كيف يرى بشرى الفاضل مستوى القص الآن مقارناً بأبناء جيلكم، وهل تتابع ما ينشر؟
    ـ بشرى الفاضل: أنا متابع لما ينشر، وفي حقيبتي كتاب المبدعة الكاتبة استيلا من الجنوب، وكتاب آخرين التقيتهم هنا وفي مدني، وبعض كتابات أرسلت لي من قبل كاتبيها، ومتابع لما ينشر في الصحف، هنالك بالتأكيد كتاب لديهم مجوعات قصصية مدهشة بالنسبة لي، فمن الأنماط القصصية التي توقفت عندها، أن يكتب كاتب ما عن موته الشخصي، وتأكيداً تملك الأجيال الجديد رؤية أكثر تشعباً كنتيجة طبيعية لتضخم عدد السكان الذي يدفع للإجادة أكثر، أنا أعرف كل الروائيين الشباب ولي صله بهم، منهم حسن البكري، أبكر آدم اسماعيل، وغيرهم ...
    * أحمد يونس: لست من بين القائلين بسيادة ما أنجز في الستينات إذن؟
    ـ بالعكس ما سيتم إنجازه ستأتي به الأجيال المقبلة، لأنها ترث تراكماً ينير لها الطريق بينما لم نجد، فمصانع الإبداع العظيم هي حتماً في المستقبل، وسنكون بالنسبة لهم بدائيون، لكن يجب أن لا ننسي أن هنالك أناس مثل المجذوب كان (حفرهم كبيراً)، وأمامك يجلس عيسى الحلو وهو أحد الذين حفروا حفراً كبيراً، بإنتاجه الغزير والمثابرة عليه، الشعرية ستكبر بعد المجذوب تأكيداً أو كما قال هو نفسه.
    * أحمد يونس: هنالك من يقولون أن هنالك علامات في تاريخ الكتابة لم يستطع اللاحقون تجاوزها بعد، أصبحت سقوفاً عصية ..
    ـ بشرى الفاضل: أنا أقول بغير هذا ولا أنظر للإبداع كأن المبدعين يقفون في (صف رغيف) أحدهما وراء الآخر، أنا أنظر للإبداع باعتباره مجموعة نوافذ كل نافذة بها مبدعيها، لذلك لا يمكن القول بالتجاوز، لأننا لو تعاملنا على طريقة (صف الرغيف) فيجب أن أقفز علي من هو أمامي لأتجاوزه وأنا لا أعتقد في هذا، أنا موجود بالتجاور مع عيسى الحلو، ومع الطاهر زروق، ومع كثيرين كل واحد منهم برز في فترة من الفترات وفي ذائقة ما يتم اكتشافه، لقد يكتشفوا أبو ذكري في هذه الأيام، أبو ذكرى لم يكن موضة كان موجوداً بالتجاور مع كل الآخرين ..
    * ضياء الدين: إلي ماذا ترد الاكتشاف المتأخر لكثير من المبدعين؟
    ـ بشرى الفاضل: هنالك إشكالات في حقل الممارسة النقدية حسب تقديري، وإلا فإن النقد سيكون قد اكتشفهم، ولأثار الانتباه إلى تجربتهم .. لكن قد تلعب الشلليات دوراً في تضيع بعض الكتاب، بل يمكن أن تقوم شلة نقاد بتضييع أعظم الكتاب، وقد تلعب نواحي سياسية واجتماعية دوراً ما ..
    * ضياء الدين: يملك الحزب الشيوعي أكبر آلة علاقات عامة لتسويق المبدعين، وهنالك عدد كبير من المبدعين تم تسويقهم بواسطة هذه الآلة، وبالتالي يكون تميزهم يحمل هذه البصمة؟
    ـ بشري الفاضل: إذا وجد حزب يمكنه تسويق أناس لا يسوون شيئاً، فهذا حزب يملك قدرات خارقة ..
    * ضياء الدين: لم أقل لا يسوون شيئاً، بل أن الآلة تتيح لهم ما لا يتاح لغيرهم، مثلاً تجربة المغني الراحل مصطفي سيد أحمد، يرى البعض أنها اتخذت قداستها لسببين: الآلة الإعلامية للحزب الشيوعي السوداني، التي كانت تسيطر علي الذائقة في ذاك الوقت، وقصة مرضه ببعدها الإنساني ..
    ـ بشري الفاضل: أنا أري أن مصطفي سيد أحمد من أندر الفنانين الذين يعرفون الشعر، والشعرية، وهو في تجربته قد أحدث قطيعة مع بعض أشكال الشعر الغنائي قطيعة ربما لا يرضاها الفهم السياسي للشعر، لو أن مصطفي سيد أحمد كان بلا قدرات لما استطاعت أية ماكينة مهما كانت قوتها الحصانية أن تروج له، فالشباب الذين اهتموا بتجربة مصطفي كانوا من ذائقات مختلفة، ومن كل ألوان الطيف السوداني.
    * أحمد يونس: كما ذكر ضياء الدين هنالك كاتب يثير ضجة علي مستوي النشر الإلكتروني، محسن خالد، ..
    ـ بشرى الفاضل: لقد وصفته بأنه كاتب عبقري لأنه يكتب بمثابرة، أنه شاب له القدرة علي كل هذه الأخيلة المتعددة، وبغض النظر عن (كلاماته) في الجنس، أن من يكتبون عن الجنس والدين يجدون رواجاً، لكني أستطيع القول أن رواج محسن خالد ليس لأنه كتب عن الجنس والدين، بل لأنه يملك قدرة خارقة علي الحكي والقص.
    * ضياء الدين: يخلو فضاءك القصصي من الجنس ..
    ـ بشرى الفاضل: هذه ملاحظة قد تكون استنتجتها، ربما لم اهتم بهذا الجانب، وربما كان نقصاً في تعددية الأشخاص عندي، لو إني تعاملت مع الشخصية بكامل أبعادها وتعددية أصواتها، فإن الجنس كان يجب ألاً يغيب، فإذا صدق كلامك وحيدت الجنس فوجب علي أن أراجع للنصوص التي كتبتها، لكن هذه مجرد ملاحظة قد لا يوافقك عليها الكثيرون.
    * أحمد يونس: هل يمكن أن يكون هنالك أدباً محتشماً، وآخر سافرا؟!
    ـ بشرى الفاضل: التمرد تفرضه ضرورات الكتابة، فإن استدعت أن يكون في الحبكة تمرد حتى في الموضوعة الجنسية فليكن، قلت سابقاً إني كاتب يريد التحرر من جميع القيود، بما فيها لبس ساعة في المعصم، تسوقني الفكرة التي أؤمن بها، لكني لم أهتم لكتابة الموضوعات الجنسية، رغم وجود أفكار قد تصلح موضوعات للكتابة.
    * ضياء الدين: نحن نتكلم بشكل عام لكن دعنا نركز على الاقتحامية الملموسة في تجارب الكتابة علي الإنترنيت؟
    ـ بشرى الفاضل: هؤلاء الشباب الجدد أكثر منا جسارة، وصفهم أحد الأصدقاء بجيل الجسارة العملية، إنهم يملكون جسارة حتى علي مستوي الحياة العادية لا نستطيعها نحن، لذلك تجدهم جسورين في المنتديات والأمسيات الأدبية .. ثم أن العلاقة بين الرجل والمرأة كانت مختلفة في جيلنا عنها في جيلهم .. هذا جيل تختلف ذائقته عنّا نحن نفعل ذات الشئ لكنهم يفعلونه بانفلات أكبر ..
    * محمد عبد المنعم: أنا أعتقد أن بشري الفاضل من جيل تطهري هو الجيل الوسيط بين الجيل الذي صادم الاستعمار والذي صادم اليومي، هذا الجيل يملك إحساساً طهرانياً عالياً، كانت الطواطم والتابوهات أمامه كثيرة جداً، ولم يكن يملك جسارة اقتحام الحواجز وتحطيم جميع والتابوهات، وأظن أن بشرى الفاضل وجيله حطموا تابوهات كثيرة، لكنهم لم يستطيعوا تحطيم تابو الجنس، تركوه مع المحظورات العديدة التي كانت سائدة.
    * عيسى الحلو: أنا لا أتفق مع الأستاذ محمد عبد المنعم في تطهرية بشرى، بشرى جعله القيد السياسي يبدو هكذا، كان الحزب يطالبكم أن تبدو محترمون وفق التقاليد السودانية، بوصفكم معلمين ومثال للمثقفين الثوريين، أنا مثلا كنت (فالتاً) جداً حين كتبت صباح الخير أيها الوجه اللا مرئي الجميل، إنها رواية فالتة، رغم إني أكبرك سناً، تربيتكم الحزبية كانت تربية سودانية وفق الأخلاق الحزبية التي لا تستطيع مناقضة الأخلاق السائدة ولا مصادمتها ..

    * نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية
                  

العنوان الكاتب Date
بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي أحمد يونس مكنات12-29-05, 11:18 AM
  Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي منوت12-29-05, 12:33 PM
    Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي عبدالغني كرم الله بشير12-29-05, 04:14 PM
      Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي عبد الحميد البرنس12-30-05, 07:51 AM
        Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي عثمان عوض الكريم12-30-05, 02:38 PM
          Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي munswor almophtah12-30-05, 05:51 PM
  Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي Sabri Elshareef04-01-06, 05:17 PM
    Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي ابوعسل السيد احمد04-01-06, 11:35 PM
      Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي محسن خالد04-02-06, 07:49 AM
  Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي عبد الله عقيد04-10-06, 07:29 AM
    Re: بشري الفاضل: الجنس عند محسن خالد ضرورة فنية وجسارة رؤي Muhib04-20-06, 02:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de