2 قال المُدّانُ: برِئٌ من تفتِيتِ وردةٍ تتخفّى بِمُوسِيقَى النّهرِ.
3 أتصبّبُ شفقاً حيناً، وحنِيناً ذائِباً إِليكِ أقرأُ ضِحكتَكِ على سطرٍ عالِقٍ في الهواءِ قُدّامِي أقرأُ اِرتِباكاتِي على قبضةِ الزّعلِ في قلبِي على قُبلةٍ تُرنِّحُ بِخاطِرِي، ولا تسقُطُ أتصبّبُ نزقاً عليكِ فلما تأتينَ من وراءِ حتفِي اللابِثَ في مساراتِكِ الغامِضةِ، التبِسُ بِالمُناولاتِ.. أُناوِلُكِ أنامِلَ قلبِي تكتُبينَ: مُتْ أُناوِلُكِ الشّارِعَ الذي لكم حرستُهُ رُوحِي تكتُبينَ: قُدْ فتطوي جحافِلُ أنايّ بِكِ صمتَ الأريجِ عن الثّرثرةِ فوقَ جسدٍ حيٍّ أمُرُّ، أمُرُّ، أمُرُّ لا أدعُ وردةً حصّنُهَا قلبِي بِالغِناءِ لا أدعُ اِعتِصاراً لِلحظةِ شكٍّ بِإِيابِكِ لا أدعُ خفقاً يضِيّعُ معالِمَهُ في الهباءِ ينطِقُ بِكِ أمُرُ وما من مرّةٍ أدعُ لِسهوٍ لاهٍ من شيءٍ فأُعانِقُكِ...
4 قال: أنا كائِنٌ مُمتلِئٌ بِالوسائِدِ لذا اِتّخذتِنِي الثّعالِبُ وكراً وهكذا حين أنهضُ لِلحياةِ من مُوتِي الكثِيرِ أعوِي
5 كأننا سنصِلُ، رغم قُطّاعِ الطُّرقِ، الألغامُ، المخارِجُ الشّحِيحةُ، والعتمةُ. كأننا سنصِلُ إلى البِدايةِ الملهُوفةِ لِلعِناقِ. رُدّ الشّجنَ لِلقِيثارِ، رُدّ اللّحنَ لِلمعنىَ، وقُلْ: غنّيتُ يا قلبِي.
6 غادرَ قبلَ أن يُخفِي بِخافِقِي قِنّينةَ عرقٍ، فأسكرتنِي الحادِثاتُ بِالأسَى. أبِي، الكائِنُ الذي مشَى على شجرتينِ في الشّارِعِ الذي رصفتْهُ التراتِيلُ، فكتبَ اِخضِراراً فسِيحاً، كتبَ مداخِلَ جمّةً لِلحرِيقِ، وهو يشِيحُ بِنبضِهِ عن الغرقِ..
7 ما الذي أبقيتُهُ لِيدِيكَ أنَرتُ كُلَّ اللّيلِ بِشمعِ الرُّوحِ واِنطفأتَ.. أضعتُ دِفءَ الوردِ في نوافِذِكَ واِلتفتَ لِتُمسِّكَ الحرِيقَ من قرنيهِ.. ما الذي خبّأتُهُ لِجسارةِ العبراتِ أنتَ مُختنِقٌ بِالصّمتِ ال يرفعُ حاجِبيهُ مُكرِّساً دهشتَهُ من وسامةٍ رِهنِ يديكَ.
8 كيف تكتُبُ في اللّيلِ ما يكشِفُهُ النّهارُ أيها الزّهرَ الهرِمَ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة