الفاتح ميرغني ..مابين ..المشارق وعصاري كردفان

Quote: سلام المرهفين باسط والميرغني وشكرا على الترحاب من تداعيات البوست وبعد إذنكم طبعا أستعنت بصورة منه وفتحت بوست في الفيسبوك . قلت الانسان العصري يظل يحلم بفيلا جميلة في حي راقي ويجعلها هدفا . لكن عندما يحكي عن ذكرياته يحكي عن رحلاته في الخلاء والبراري مع الخضرة والريف والبسطاء والفلكلور . نحن قوم متناقضين طالما أنه رفاهيتنا تتعارض مع طموحاتنا .. أحلامنا كذلك ضد آمالانا . والا لما تركنا هذه الطبيعية الساحرة التي هي الحياة كما تقول كل الكتب وصرنا نتزاحم في المدن والعواصم حيث التلوث والكآبة والظلم والظلام والظلمات . تعرفوا أول ما جيت السعودية في أواخر التسعينات أول مرة أشوف التفاح الأخضر .. طبعا أول تعليق أنه ليه ما سابوه يستوي .. لأنه حسب علومنا وتجاربنا السابقة وعلى ندرتها أنه التفاح أحمر فقط . وأول قضمة جاني طعمه كطعم الكسرة بالروب و السكر , حموضة قوية مع قليل من الحلاوة .. لكن ذات الطعم وسرحت بالخيال والذكريات كأنه أدخلت سيدي في رأسي . الراكوبة والغنم والجدة تحلب وتخش السعن وتعمل الروب وتعشيك بطرقات كسرة مع السكر تمتلي وتشرب باقي ( الحترب ممزوجا مع اللبن ) .. وقلت لمن يسمعني والله نحن ربنا ما كان حارمنا من شئ فقط الاختلاف في الشكل والمضمون . مع أفضلية هذا الحنين الذي لا زال يؤرقنا كل ما قلبنا مثل تلك الصفحات .. واصلوا وكل ما قفلت معاي بطل عليكم .

عزيزنا الأديب القاص الدرديري كباشي
ياخ شيل بلا استئذان وأحكي وتدفق!
رجعتني لأيام مملؤة بالحنين والشجن: الراكوبة والغنم والخريف و" اللِبا" . والراكوبة قبل الخريف لمن يعملوا ليها صيانة كنا نقعد تتفرج في الأسطى أو المعلم وهو يؤدي علمو بهمة وترتيب مفتعل وكأنك تشاهد عملية هندسية لتفكيك برج خليفة.!
وطبعا كان عندنا غنم بنوديهم الصباح للراعي ويجن المغرب راجعات البيت براهم زي المركبات مكنة سيارة قوقل ذاتية القيادة" . وطبعا كانت أجمل اللحظات بالنسبة لينا لمن الغنماية تلد لأنو الوالدة ،عليها الرحمة، كانت بتعمل لينا اللِبا، وده من أجمل وألذ الأشياء التي اكلتها في حياتي.
أها مرة السفير بتاعنا عزمنا عشاء وجاب لينا "الليبا"*. وعرفت منه إنه في الإمارات يباع في السوبرماركت.
والله العظيم دخلتني حالة شجن تمنيت في الساعة ديك لو أرجع الأبيض في لحظتها!
"الغربة إن شاء الله تعقري"
--
*اللِبا: أول حليب بعد الولادة
محبتي