فرضية ان الترابي مات مقتولا هي فرضية اري انها منطقية وواقعية حيث تبررها طبيعة توازنات السلطة محليا واقليميااي من هم الذين لهم المصلحة الحقيقية في ازالته من المشهد السياسي في السودان ....وفي رايي ان اولهم هم غلمانه العصاة الاوغاد والذين خانوه وطردوه من السلطة واستفردوا بها وهي السلطة التي هو سارقها الاول اثر تامره علي الديموقراطية الثالثة وقد استعان بهؤلاء الغلمان في اجهاضها واستولوا علي الحكم ولكنهم ولانهم في الاساس كائنات شريرة بلا اخلاق غدروا بشيخهم الحرامي الاول وتبعا لذلك وقعت القطيعة الكبري بينهم لاكثر من خمسة عشر عاما
واخيرا قرر الشيخ المهان ان يترفع فوق احقاده وضغائنه ومتنازلا عن كبريائه المجروح و مؤجلا رغبته الاكيدة في الانتقام من العصاة من ابنائه الي حين وذلك بسبب متغيرات اقليمية خطرة صارت تشكل تهديدا لحركتهم الكبري وذلك بعد انحسار مد ما يسمي بهبات الربيع العربي التي تسببت في ضرب معقل التنظيم الدولي للاخوان و في مركزه مصر من خلال ثورة يناير الشعبية المدعومة بتدخل مباشر من القوات المسلحة المصرية عبر الجنرال السيسي و التي اطاحت بالرئيس الاخواني محمد مرسي ومن ثم قضت علي فاعلية التنظيم الاخواني في مهده اي مصر مما اضطر المئات من قيادات الاخوان الهروب الي ملاذهم الجنوبي اي السودان
ليحتضنهم هناك اخوة العقيدة بعلم و من غير علم حاكم الخرطوم وهذه هي الظرفية التي اضطرت الترابي ان يعجل بالاقلاع عن احقاده وان ينسحب من المعارضة بعد ان اخذ كل اسرارها مقررا علي مضض التراضي مع العصاة من ابنائه الحاكمين وباي ثمن حتي يكون هذه المرة بنفسه قريبا جدا من اروقة صناعة القرار ليتمكن في اقرب سانحة من استعادة ملكه المنهوب وتاديب العصاة من غلمانه الذين اهانوا كبرياءه
وايضا للاحتفاظ الي الابد بحكم السودان والاستمرار في تسخير كل امكانياته وثرواته في خدمة الحركة الاسلامية و طامعا هذه المرة ان يكون السودان لاول مرة مركزها الرسمي وهو راسها ومرشدها بعد ان ضربت في معقلها في مصر..وقد كلف حواره التائب غازي العتباني بعد ان رضي عنه بمتابعة ملف المعارضة للتواصل في اختراقها
حتي لا تصير مهددا له في مهمته الخطرة الجديدة في اختراق راس السلطة للانقضاض عليه باي ثمن وفي اقرب سانحة خاصة بعد ان
صار العامل الاقليمي لاعبا اساسيا بل لاصقا بالمشهد الوطني السوداني ومؤثرا فيه بشكل مباشر علي سيادة الدولة السودانية ومصالحها والاهم انه صار يشكل خطرا علي مستقبل الحركة الاخوانية بالخرطوم بعد ضرب اختها الكبري في معقلها مصر حيث تم تصنيفها من قبل الحلف الاقليمي المصري السعودي الاماراتي كحركة ارهابية ينبغي محاربتها في الاقليم وهو الامر الذي اخاف جدا السفاح البشير المطارد من العدالة الدولية ولذلك حماية لنفسه قرر التمسك بالسلطة باي ثمن وهو موقن ان كل الشعب السوداني ضده وايضا مهدد من المعارضة المدنية والمسلحة وايضا لم ينس حقد شيخه الترابي الطامع في استعادة ملكه المسروق منه وباي ثمن وهو امر يخيفه جدا ويعمل له الف حساب ..ولكن الخطر الاكبر الذي يخيفه جدا ويهدد وجوده في السلطة بروز هذا الحلف الاقليمي الشرس وهو حلف يعلم خطورة النظام السوداني في المنطقة تحت هيمنة الاخوان المسلمين والتحالف مع ايران ولذلك قرر السفاح البشير الارتماء في حضن هذا الحلف لحماية نفسه مهما كلف الامر خاصة عندما صنف هذا الحلف حركة الاخوان كحركة ارهابية ومن هنا فهم البشير الرسالة الخطرة وقرر علي الفور في اول زيارة للامارات تاكيد ولائه لهذا الحلف الاقليمي الاعظم وانه لاعلاقة له بالتنظيم الدولي للاخوان... وايضا تاكيدا لمزيد من الولاء لهؤﻻء الجبابرة العظام طرد لهم من غير ان يرف له جفن حليفته وحاميته العظمي ايران التي ظلت اكبر داعم له في المنطقة قرابة ربع قرن وتاكيدا لمزيد من الخنوع قرر دعمهم فيما يسمي بعاصفة الحزم في اليمن من خلال ارسال قوات سودانية لليمن وغدا في طريقها الي سوريا!!!
فالذي يقدم كل هذه التنازلات المهينة الكبري علي حساب كرامة وسيادة وطنه لاجل حماية سلامته الشخصية فهو بالتاكيد علي جاهزية ان يقدم حتي سرواله واي تنازلات صغري علي شاكلة التخلص من شخص مزعج يعلم علم اليقين مكره وحقده عليه وانه ما تراضي اخيرا معه علي محبة وصلح حقيقي بل اضطرته اطماعه ان يتسامي فوق احقاده لحماية اطماعه وتنظيمه من الخطر الاقليمي الحالي المهدد بافنائهم في داخل السودان .ومن هنا تتضح منطقية الفرضية التي تقول ان الترابي مات بسبب هذه المعادلة القاتلة في وطن صار في عالم اليوم للاسف تحت حكم هؤلاء الهمج الجدد بؤرة السياسة القذرة وموئل العملاء والاوغاد من باعوا اسم الله نهارا جهارا تحت سراويلهم وداخل جيوبهم وكروشهم الملوثة بمال السحت والحرام
وعلهم يتعظوا بموت (سجاح)
بهذه النهاية السعيدة لضحاياها
بعد ان استجاب الرب لدعواتهم
والبقية تاتي وانا لله وانا اليه راجعون.