|
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... (Re: Othman Al-Hasan Babikir)
|
ست السودان: الشريفة الميرغنية.. أعادت نيشان الليدي إلى الحاكم العام 2-2 الخرطوم: زهرة عكاشة صحيفة اليوم التالي - أرشيف نوفمبر 2014م
حباها الله بسجايا عالية ومكارم أخلاق رفيعة ما جذب نحوها قلوب الناس، فتعلقوا بمحبتها تعلقاً قل أن يكون له مثيل ليس في مناطق البحر الأحمر فحسب، بل في عموم السودان وخارجه من جهة الشمال والشرق، فقد كانت ساحة الشريفة مريم الميرغنية قبلة يقصدها الناس بالشوق والمحبة، ولم يكن ذلك ديدن العامة فقط، بل حرص الخاصة أيضاً على التواجد في رحابها والتمتع بشهودها، فجميع أفراد الأسرة الميرغنية المعاصرين لها حرصوا على زيارتها من مختلف الأقطار السودان ومصر وليبيا وإريتريا والحجاز، وكانوا يتيمنون بعقد زيجاتهم عندها وبين يديها، ومنهم مولانا السيد علي الميرغني وابنه مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والسيد الحسن الميرغني من كسلا والسيد محمد أبوبكر الميرغني من مصر، وكان يقصدها بالزيارة السادة الأدارسة والشريف يوسف الهندي والإمام السيد عبدالرحمن المهدي، فكانت تحوطهم بالترحيب والتكريم اللائقين بمكانتهم، ولم تجد الشريفة الاهتمام والرعاية من مريديها وأقاربها فقط وإنما كان يشاركهم في ذلك أيضاً الكثيرون، وقد اشتهر عن الإمام السيد عبدالرحمن المهدي حينما كانت الشريفة بمصر للاستشفاء، إرسال برقية في صباح كل يوم وبصيغة واحدة لا تتغير يقول فيها: "طمئنونا على صحة ست السودان". حجول فضية مطعمة بالذهب قال د. أسامة إن كل من رأى الشريفة أو سمع بها يؤكد أن لبسها لم يكن يتعدى ثوباً أبيض من الشاش، وكانت من عادتها حين تشتري ثوباً جديداً لا تلبسه إلا بعد أن تقطعه إلى نصفين، ثم تعيد حياكته مرة أخرى ليصبح (مرقوعاً) بالرغم من جدته، وتابع: أما حليها فلم تكن ترتدي منها إلا زماماً صغيراً تضعه على أنفها، وفي مقابل ذلك كانت عليها الرحمة تؤثر من حولها من النساء بأفخر الثياب الحريرية، وتهدي خدمها وحشمها الذهب وحجول الفضة المطعمة بالذهب. منزل من الجالوص وفي السياق، أشار د. أسامة إلى أن سكن الشريفة الخاص بني بالجالوص حتى يشابه منازل عامة الناس حولها، في الوقت الذي كانت تبني لأهل بيتها منازلاً من الحجارة والطوب الأحمر، فقد كانت عليها الرحمة لا تحب أن تحسس الناس أنها أفضل منهم، لذلك كانت تفضل الظهور بتلك المظاهر التقشفية، وباختيار محض الإرادة، إذ كانت ترجح كفة أمور دينها وآخرتها على أمور دنياها، وقد أكد ذلك توثيق مزدلفة حينما كتبت: روى الشريف محمد نور خطيب مسجد سنكات - رحمه الله- "أن الشريفة استدعته ذات مرة وطلبت منه البحث عن شخص مؤتمن له نية الذهاب إلى الحج لترسل معه مالاً يشتري به منزلاً باسمها يكون وقفاً لله تعالى لزوار ومجاوري الرسول عليه السلام ولطلبة العلم في المدينة المنورة على أن يكون نصفه الآخر مصلى"، وقال "قد حمل الأمانة الحاج مسعود محمد، جار ببورتسودان ومن مقدمي الطريقة التجانية فانجزها على خير وجه وحضر إلى سنكات فذهبنا أنا وإياه إلى الشريفة ووضعنا بين يديها الخرائط والوثائق، وبعد أن أطلت عليها واطمأنت التفتت إلينا، وقالت: "هل يرانا أو يسمعنا غير الله تعالى"، قلت لها: "لا"، فمزقت الوثائق والمستندات ثم أحرقتها، وقالت: "لا تحكيا ما حدث لأحد ما دمت حية"، عليها الرحمة والمغفرة. نيشان الليدي وأوضح أسامة أن الشريفة ما كانت تنغمس في العمل السياسي المباشر، إذ كان منهجها إصلاح المجتمع بتزكية النفوس، ورد الناس إلى قيم الدين غير أنه كان لها رد فعل غاضب لاستشهاد نفر من المتظاهرين ضد الجمعية التشريعية، فردت نيشان (الليدي) الذي منح إليها من قبل الحاكم العام. (باقد بيت) ولقوة شخصيتها وسطوتها قال د. أسامة إن الشريفة كانت تتولى فض المنازاعات بين الأفراد والأزواج وبين القبائل على أسس إصلاح ذات البين وإزالة الضغائن والتسامح والتراضي حتى قيل فيها إنها القاضي الوحيد الذي يخرج المتخاصمان من عندها بالرضا التام. فاشتهرت بلقب (باقد بيت) وتعني باللسان البجاوي (من لا تكسر الخواطر قط). الحل والترحال لم تكن الشريفة مريم تميل إلى الترحال أو السفر إلى أماكن بعيدة أبداً كما أنها لا تطيق الابتعاد عن دائرة الشرق، أكد ذلك د. أسامة عندما قال: "لم تبارح الشريفة مريم سواكن وسنكات وجبيت إلا نادراً، إذ سافرت مرة احدة إلى مصوع لزيارة والدها الذي تركها في بطن أمها فلم يقدر لهما مقابلة بعضهما البعض، فاحتفى بمقدمها وأكرمها أيما كرم، ويقال إنه تنبأ بعظيم قدرها ورفعة مقامها عند مولاها، ثم رجعت مرة أخرى بعد وفاة والدها لتشرف على بناء قبة على ضريحه. وأول مرة رأت فيها مدينة بورتسودان بحسب د. أسامة، عندما كانت في طريقها للاستشفاء بمصر بمستشفى (المواساة) بالإسكندرية، وذكر أنها سافرت على متن الباخرة الملكية (المحروسة) في مطلع أكتوبر من العام (1951)م، التي بعثها الملك فاروق الأول، خصيصاً لها حينما علم شكواها من علة ألمت بها. الوفاة بعد فترة وجيزة من عودتها من رحلة الاستشفاء التي قضت فيها مئة يوم بالاسكندرية، قال د. أسامة عاودتها العلة مرة أخرى ونقلت إثرها إلى بورتسودان، بعد أن تم الاتصال بمعالجيها في مصر، فبادرت الحكومة المصرية آنذاك بارسال طاقم طبي لعلاجها، لكن كان القدر المحتوم كان أقوى من كل المحاولات والمبادرات، فطلبت من مرافقيها وضع ثوب على وجهها وتركها لوحدها لبعض الوقت، ولما عادوا إليها وجدوا على ملامح وجهها السكينة والاطمئنان، فقد صعدت روحها الطيبة الطاهرة إلى بارئها، في رجب (1952)م الموافق (1372)ه، ثم نقل جثمانها إلى سنكات لتدفن بجوار دائرتها، داخل غرفتها التي كانت تختلي فيها. السجادة من بعدها وبعد عمر مديد قضته في طاعة الله وصالح الأعمال، أوصت الشريفة قبل وفاتها بأن يكون حفيدها مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، وإرث سجادتها في شرق السودان في (سواكن وسنكات وبورتسودان).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-23-15, 01:23 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-23-15, 01:33 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 04-23-15, 02:22 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-23-15, 02:46 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-25-15, 09:13 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-25-15, 09:16 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 04-26-15, 11:35 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 01:12 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 01:20 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 01:51 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 04-27-15, 02:29 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 02:59 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أحمد محمد عمر | 04-27-15, 03:25 PM |
بمزيد من الحزن والاسي نحتسب | عمار عبدالله عبدالرحمن | 04-27-15, 04:15 PM |
Re: بمزيد من الحزن والاسي نحتسب | عزالدين عباس الفحل | 04-27-15, 05:30 PM |
Re: بمزيد من الحزن والاسي نحتسب | أبو الحسين | 04-28-15, 12:17 PM |
Re: بمزيد من الحزن والاسي نحتسب | أبو الحسين | 04-28-15, 10:05 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 08:17 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 08:22 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 08:23 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 08:24 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 08:32 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-27-15, 08:37 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-28-15, 08:31 AM |
السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | عمار عبدالله عبدالرحمن | 04-28-15, 09:09 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 04-28-15, 11:39 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 04-28-15, 11:46 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-28-15, 01:41 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | احمد حمودى | 04-28-15, 11:53 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-28-15, 12:52 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-29-15, 08:19 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-29-15, 08:54 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | MOHAMMED ELSHEIKH | 04-30-15, 05:45 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-30-15, 06:58 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 04-30-15, 07:12 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-30-15, 07:25 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 04-30-15, 07:37 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 05-03-15, 08:42 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 05-03-15, 01:29 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Abu Baker Ahmed Abdel Rahman | 05-03-15, 02:41 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | أبو الحسين | 05-04-15, 09:29 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | ودقاسم | 05-04-15, 11:11 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | علي محمد الفكي | 05-04-15, 02:54 PM |
السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | عمار عبدالله عبدالرحمن | 05-04-15, 03:10 PM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 05-05-15, 06:56 AM |
Re: السلام يا غنيَّة... مريم الميرغنيَّة... | Othman Al-Hasan Babikir | 05-05-15, 07:02 AM |
|
|
|