|
Re: متكافلون (Re: مجدى محمد عبد الله)
|
أيادي الخير في وطني
وليد صغيرون
نشر في آخر لحظة يوم 16 - 04 - 2015
طافت بي الذكريات لزمن مضى منذ سبع سنين لم تكن عجافاً.. كنا أخوة بأحد المنتديات على الشبكة العنكبوتية قبل أن يجتاحها فيضان الفيسبوك والواتساب وتويتر..
أقلام أدبية وسياسية ورياضية وما دون ذلك.. الجميع يختفي خلف ستار اسم غير حقيقي وواقع اسفيري،
لكن ظلت دواخلهم إنسانية جداً... فمبجرد فكرة إنسانية من أحدهم تساقطت تلك الأقنعة وبدت نفوس إنسانية نقية، وظهرت الأسماء الحقيقية..
كانت جمعية (سوداني) الخيرية لدعم المرضى- كما اسموها- لا يتعدى عدد أعضائها التسع أشخاص نصفهم طلاب، والبقية مابين هجليج والخرطوم ونيالا،
وبرغم هذا استطاعت تلك الجمعية ومن غير اي دعم خارجي أو من أحد أن تسيِّر قوافل طافت مناطق الخرطوم الطرفية، وولاية الجزيرة،
واستهدفت ما لا يقل عن العشرة آلاف مريض.. فحصاً وعلاجاً .. ففعلت مالم تفعله مراكز صحية لعام كامل ..
ما استدعى ذاكرتي لتك الأيام هو بركان الخير الذي انفجر في داخل وطننا من فئات هي احوج للدعم من الذين تدعمهم... طالب لا يمتلك مصروف يومه،
تجده قابعاً في شارع الحوادث يساعد المرضى، وآخر يلهث داخل مواصلات الخرطوم من أجل أن يبحث عن علبة لبن لطفلة ولدت ولم تجد صدراً حانياً
يرضعها سوى رقة ذاك الشاب.. وآخرون يجوبون المطاعم وصالات الأفراح ويبحثون عن طعام طيب، وبأروع الطرق يحفظون الطعام ويوصلونه
لمن بات ولا يملك وجبة... واولئك تخصصوا في التلاميذ- كراساتهم وكتبهم- ربما تعتقد أن الذي يقدمه هذا الشاب لا يساوي شيئاً وأنه لا يكلف شيئاً كثيراً،
ولكن لك أن تعرف أن بعض الأسر تحول واقعها تماماً بانبوبه غاز وصاج وجركانة زيت، وأصبحت أسراً منتجة.. ولك أن تعرف أن مريضاً انقذته زجاجة
دم وجرعات دواء من أهل الخير... لعمري ليس هناك وطن يسعى فيه الكادحون وذووا الدخل الضعيف لمساعدة اخوانهم وتذهب أموال أهل رجال المال
والأعمال للاعبي كرة القدم والفنانين، وأن انفقها لمن استحقها كان لزاماً عليه أن تشكل القنوات الفضائية والإعلام حضوراً حتى لا ينافسه أحد في الفوز بلقب
( رجل البر والاحسان)..
لله دركم أحبتي..الكادحون..الطلاب ... ومن يعمل بالنهار من أجل أطفاله وبالليل من أجل فقراء بلادي.. كونوا ممن قال فيهم حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
«إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم الى الخير وحبب الخير اليهم اولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة» .. والتحية لكل القروبات
التي تراسل بالواتس أو على الفيسبوك أو يقبعون بشارع الحوادث.. تحية (متكافلون) و(الجمعية الخيرية) وشارع الحوادث وبنك الطعام ولجميع من يفعل خيراً
ابتغاء مرضاة الله.. ولا أنسى الذين أصبحوا أخوانا لي وأسرة أصدقاء جمعية سوداني والرحمة لمن انتقل منهم لرحمة الله..
وحتماً من تبقى منهم بالوطن هو يقدم الخير عبر مجموعة أخرى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|