يا ناس قريعتي راحت : لمصلحة من الحراك المناويء للجنة تسيير الجالية ؟؟؟

Quote: إذا هبت رياحك" ربما قررت الجالية السودانية بمدينة جدة أن تبتهل فرصة وجود لجنة تحقيق بين ظهرانيهم من النادر أن تزورهم وتضع أمامهم كل ما عندها خوفا من أن لا تسنح الفرصة قريبا.. أموال الجالية بجدة وحذاقة التوقيت 10 مارس 2015 - 08:03 الخرطوم - شوقي عبد العظيم ربما قررت الجالية السودانية بمدينة جدة أن تبتهل فرصة وجود لجنة تحقيق من قبل وزارة الخارجية بين ظهرانيها، وتضع أمامها كل ما عندها خوفا من أن لا تسنح مثل هذه الفرصة قريبا.. وقبل أن تباشر اللجنة التي كونت خصيصا للتحقيق في حادثة اعتداء موظفين من القنصلية على المواطن أسعد التاي علي حد قوله، أصدرت الجالية بيانا قالت فيه إنها تطلب من لجنة التحقيق أن تنظر في جميع مشاكل الجالية وبالذات التي تكون القنصلية طرفا فيها.. غير أن الجالية شاءت أن تركز على قضية أموال ظلت تتحصلها القنصليات في المملكة العربية السعودية منذ زمن ليس بالقريب، متهمة القنصلية بجدة أنها تصرفت فيها في غير محلها.. ولما كان الأمر كذلك تحدثنا إلى جميع الأطراف نستجلي الحقيقة. الأمطار الغزيرة الأموال التي أشار إليها البيان ويطالب التحقيق فيها هي عبارة عن (100) ريال تتحصل من المغتربين في جدة، ابتدعت لدعم المجهود الحربي أيام العمليات في الجنوب. شاهد على ذلك العصر في جدة الدبلوماسي محمد الأمين قال لـ(اليوم التالي): (عندما فرضت المئة ريال على المغتربين في جدة كنت أنا مسؤولا في القنصلية وممسكا بملف الجالية) ومضى محمد الأمين في روايته: (وقتها كانت المعارك في جنوب السودان مستعرة وتحديدا في 97-98 عندما وقع الاجتياح الشهير المعروف بالأمطار الغزيرة وقرر المغتربون دعم المجهود الحربي) ومن قلب الجالية خرجت الفكرة ووقتها كل ما ذكر الجهاد في أوساط الجالية ذكر محمد عبد المحمود الحبوب الذي كان في غاية الحماس لدعم المقاتلين حتى إنه لقب بالشهيد.. ووقتها تقرر أن تدعم المجهود بمبلغ (25) مليون ريال وتوافق الجميع على رسوم تفرض على تجديد الجواز والجواز الجديد. وبحسب محمد الأمين، المعاملات من هذا النوع في قنصلية جدة كانت تتم بالمئات. وماذا بعد السلام؟ الدبلوماسي محمد الأمين ماضي في روايته للوقائع إلى أن بلغ محطة اتفاق السلام.. وقال (بعد اتفاق السلام وهدنة التعبئة الجهادية، تضجر الناس من دفع الرسوم)، أضف لذلك الرخاء الاقتصادي الذي أوجده اكتشاف البترول في الداخل.. ومنعا من توقف المبلغ نهائيا حال تصاعد الاحتجاجات قررت القنصلية بالاتفاق مع رؤساء الجاليات في المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية أن يتم تقاسم المال بعد جمعه مناصفة مع احتياجات الجاليات، وظل الأمر على هذا الحال إلى أن انتهت فترة محمد الأمين في (2008) بل ظل إلى يوم الناس هذا. معركة ذات الثعالب قبل أن يغادر محمد الأمين جدة طلبنا منه أن يشرح لنا تكوينات الجالية نفسها، قال إن المنطقة الغربية تضم سبع جاليات بحسب إمارات السعودية السبع في تلك المنطقة، وجميعها يتم خدمتها عبر قنصلية جدة وهي جالية نجران وجيزان والباحة وعسير والمدينة وتبوك وجالية منطقة مكة المكرمة التي تتكون من أربع جاليات وهي الطائف ومكة ورابع وجدة، وأشار محمد الأمين إلى أن قيادة الجاليات أصبحت محل تنافس بين أبناء الجالية يصل درجة الصراع وأن الكل يريد أن يتقدم ويجلس في مقعد الرئيس وتجلت التكتلات السياسية والجهوية، كل يريد أن يستقوى بفئة من الناس، وفي خضم ذلك ظهرت مجموعة تنتمي للمؤتمر الوطني سرعان ما أصبحت من مجموعات الحظوة والقوة متهما إياها بأنها مسنودة من قبل السلطات المتمثلة في القنصلية والسفارة.. هل يدر تزعم الجالية والحصول على مقعد قيادي فيها أموال لهؤلاء المتنافسين؟ محمد الأمين لم يقطع بذلك وبالذات حينما جاء ذكر رؤساء الجاليات وخاصة في جدة التي بلغ فيها الصراع شأوا عظيما، إذ كان معظم من ترأس ومن طمع فيها صاحب أوضاع ميسورة.. لكنه عاد وقال: (ربما كان بعض المتنفذين في الجالية وفي مكاتبها يقدمون خدمات لأقاربهم ومعارفهم ويتوسطوا لهم في معاملات وكانوا يزحمون القنصلية ولا أستبعد أن يفعل البعض هذا العمل بمقابل)، وأشار إلى أن القنصلية في وقت من الأوقات كانت تقدم دعما ماليا للجاليات لتصرف به مهامها.. غير أن المؤكد أن رئاسة الجالية أو قياداتها بات أمرا يتنافسه أبناء الجالية المهتمين وبعد أن انتهت فترة الجالية في جدة بقيادة عوض سيد قرشوم تجلى الصراع وبلغ ذروته أن اثنين من القيادات كان كلاهما مرشحا لخلافة قرشوم وبعد اجتماع في القنصلية في منطقة الثعلبية تعاركا بالأيدي.. وعرفت المعركة بين أبناء الجالية بمعركة ذات الثعالب تهكما ومن وقتها لم تكن الجالية. "45" مليون ريال المبلغ الذي تم المطالبة بالتحقيق فيه ولوح البيان الصادر عن الجالية بأنه ظل في منطقة مظلمة لا يعلمها أحد، وأنه صرف في غير موضعه ليس بالقليل، بل هو مبلغ يتجاوز المئة مليون جنيه وحدده البيان بـ(45) مليون ريال، وأشار البيان إلى أنها أموال متراكمة منذ سنوات. آخر رئيس منتخب للجالية عوض سيد قرشوم والذي يعرف نفسه برئيس الجالية إلى حين انتخاب رئيس جديد قال لـ(اليوم التالي) –عندما سألناه عن الواقعة – ( في الحقيقة علمت بالبيان وبما جرى في وقت متأخر) وأمن قرشوم على رواية الدبلوماسي محمد الأمين فيما يتعلق بسبب تحصيل مبلغ الـ(100) ريال، لكن قرشوم قبل كل شيء كان معترضا بشدة على أن تضع القنصلية يدها على أموال تجمع طوعا من المغتربين وتصرفها عليهم بمعرفتها هي. سألناه كيف كانت تتصرف الجالية في جدة بأموالها؟ قال: (كانت تخصم نسبة 40% من المبلغ أولا وتجنب لصالح الغارمين في السجون السعودية، ثم ما تبقى من المبلغ تمنح جالية منطقة مكة 35% لأنها الأكبر من حيث عدد السودانيين وتضم أربع جاليات من بينها جدة وبقية المبلغ يقسم على الجاليات الست بنسبة 10% لكل جالية مع تجنيب 5% من المبلغ للمصاريف غير المرئية)، وأشار إلى نقطة مهمة يقول فيها إن رؤساء الجاليات يسلمون الأموال ليصرفوها على مشاكل الجالية في مناطقهم بمساعدة لجنة وعلى كل رئيس أن يقدم تقريرا شهريا بالصرف يتضمن تصفية العهدة وبيان المتبقي وكل ذلك يعود إلى مصداقيته. أما أموال جالية جدة بحسب قرشوم فكانت تسلم للقنصلية على أن توجه الجالية بمنح المحتاجين عبر خطابات (فورمات) متفق عليها بين الجالية والقنصلية التي كان فيها موظف مختص بهذا الأمر. مستعدون للمحاسبة كان لزاما أن نتصل على القنصلية ونستجلى موقفها من المعركة المثارة.. القنصل العام خالد محمود الترس كان مندهشا مما أثير أكثر من أي شيء آخر، وما أن سألناه رأيه في القضية حتى بادرنا بضحكة يتمزج فيها الامتعاض بالسخرية ثم قال: (طرح هذه القضية بهذه الطريقة أمر مضحك) وانصب حديثه على أن الأموال يتم تحصيلها بواسطة أورنيك (15أ) الصادر عن وزارة المالية، ويتم صرف الأموال عبر بنود محددة ودورة مستندية واضحة، وقال: (هذه الأموال لا يمكن أن تصرف في غير بنودها لأنها تحصل عبر أرانيك وزارة المالية "15أ" وتصرف عبر دورة مستندية، ونقدم بها تقريرا شهريا لوزارة الخارجية في الخرطوم)، عدنا إلى قرشوم لنرى ما هو تحفظ الجالية على صرف أموالها.. مرة أخرى تمسك قرشوم برفضه أن تصرف القنصلية أموال الجالية إنابة عنهم، لكن سألناه هل تعتقد أن القنصلية تضع يدها على المبالغ المذكورة في البيان لمصلحتها أو مصلحة العاملين فيها؟ قال: (لا أستطيع أن أتهم القنصلية بأنها تتصرف بطريقة غير سليمة في الأموال، لأنها تحصل عبر أورنيك مالي)، إلا أن قرشوم طالب بأن توضح القنصلية ما يتم من المراجع سنويا حتى يعلم الناس بالطريقة التي صرف بها المال، وقال: (هذه أموال تخص الجالية ونعلم أنها تخضع للمراجعة، لكن على القنصلية أن تبيّن لنا كيف صرفت هذا المال ولو عبر تقرير المراجع). وعن الفترة التي ظلت القنصلية تتحكم فيها بأموال الجالية، قال: (هي تقريبا ثلاث سنوات ونصف، وقبلها كنا نحن مسؤولين عن صرف المال ومستعدون للمحاسبة عبر مراجع قانوني). على جدة أن تتفق السفير خالد الترس أكد أن الأموال المتحصلة من (100) ريال، تقسم مناصفة يين الجيش والجالية، ما للجيش يذهب إليه مباشرة وما للجالية يصرف على أبنائها حسب الحاجة ومن بينهم الغارمين في السجون، طرح لنا له وجهة نظر قرشوم في أن المال مال الجالية ومن حقها صرفه كما تريد، قال الترس: (هذه الأموال لا تجمع في جدة فقط، لكن بالرياض وفي كل منطقة في المملكة، لكن لم تحدث مشكلة)، ثم عاد وأشار إلى أن جدة أصلا بها خلاف وصراع، لكن الأهم الذي ذكره في هذه النقطة أن الجاليات الست في المنطقة الغربية تصرف أموالها بنفسها عبر رؤساء الجاليات ومكاتبها متبعة إجراءات الضبط المتفق عليها عدا جالية جدة لجهة أن مكاتب الجالية نفسها غير موجودة، وقال: (على الجالية أن تتفق على مكتب وحينها سنمكنها من صرف أموالها)، وأشار إلى أنه منذ أن تولى القنصلية قبل ثلاث سنوات ونصف لم يتمكن أبناء الجالية من الاتفاق على مكتب ورئيس لهم، وقال: (كيف لمجموعة لم تتمكن بالاتفاق على رئيس أن تدير هذه الأموال بطريقة صحيحة). وفيما يتعلق بحجم المال الذي طالب البيان التحقيق فيه وهو (45) مليون ريال، أكد الترس أنه مبالغ فيه، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتوفر في خزينة القنصلية ولا في عشر سنوات، موضحا أن ما يتم تحصيله في جدة لا يتعدى (17 أو 18) ألف ريال في الشهر. لجنة التحقيق من المؤكد أن لجنة التحقيق ستستمع إلى مشاكل كثيرة، ومن المؤكد أيضا أنها لن تتمكن من التحقق من كل شيء وأن نصب عينيها في المقام الأول قضية أسعد التاي، وعلى كل حال لن تفوت الفرصة على أبناء الجالية في طرح جميع قضاياهم أمام لجنة من النادر أن تزورهم.