ما باله حجب الإهداء عن مصطفى مدثر ومحمد أبو جودة!

أضـَــــلوب والمــَــــلــَــــق الكتابي 3 / 10

في واحد من أعدادها الأخيرة، نـَــبــَــلــَتْ صحيفة " الصـَّــيــْــحـــة" والعائدة بعد منع سياسي، ومعظمه جائر. عــُــشـــَّــاً إنقاذوياً اخطبوطياً في هِيشِــه وريشِــه. يجمع بين البزنيسية، المصارفية، الكرة القدمية، اللعيبة الأجنبية، الصناعات الثقيلة تنظيراً، والأخفّ من خفيفة انتشاراً وبوباراً؛ فضلاً عن تعاطي العُش وأربابُه ومناصروه وناطروه ومادحوه، في العقارات والمنقولات والتحويلات والتشهيلات. بل والإعلام الفضائي والنشرِ والدّسّ والجَسّ، لكل مجسوسة سودانية وبعض سودان- خليجية. علاوة على ذلك، فلهذا العُشّ وأربابه وكُتّابه وحُجّابه وعُمّالِه وزبائنه، على كافة المجسوسات والمحسوسات السودانية، صِلاتٌ برؤوس الأموال المحلية والإقليمية والدولية.

العُش المنبول بواسطة صحيفة "الصيحة"، أشبه بإمبراطورية لها طنين، يتناقل الناقلون أخبارها التحتية، بينما أخبارها الرسمية، تكاد تمسك بعنان الأولويات السودانية، حيث تمور في قنوات عجفاء، وإذاعات ورهاء، ودور اتحادات رياضية، وصحف خرطومية تعافـر في الشؤون السياسية والرياضية والاجتماعية وال بين بين؛ ناهيك عن صحف سياسية تملــّكتها الإمبراطورية من مؤسسيها بشوية " مليارات" سودانية لا تزيد عن أربعة؛ على غيظ حانقٍ أبداه المؤسسون لتلك الصحف ثم فضفضوا، وأعني مؤســِّسي الجرائد بعرق جبينهم، بأنهم لم يبيعوا لامبراطور المال والرياضة جمال الوالي؛ ولكن شخصيات نافــذة، هي التي قسرتهم على تضييع جهدهم، وحرق عرقهم، وتفنيد رأيهم، وحلّ حزمهم على " ملوي وشــّهم"...!

في حوار صحفي منشور على صفحات هذا المنبر " سودانيزأونلاين" الفتي، في زمنٍ مَــا، تحدّث الأستاذ/ محجوب عروة، ناقماً (على دماثة وفراسة مشهودة في الرجل الذي اختطّ رأيه الصحافي تحت عنوان: قولوا حُسنا) تحدث الأستاذ/ عروة، عن مظلمة إخوانه الحُكّام له، ناقماً أن يُؤكَل حَقّه أمام عينه، بل وعلى عينك يا تاجر، ثم لا يجدُ في "النظام" الذي اهرق فيه مياه شبابه، مَن يقف معه؛ وبطبيعة الحال، لـــ "عروة"، كل الحق، في أن ينقم، كيف لا وآكلي السُّحْت هم رصفاؤه التنظيميين في دولتهم السلطانية المائجة؛ ومَن يُـستــُــغضـَبْ ولا يغضــَب، فليس هو بإنسان طبيعي؛ والطبيعي من الناس (بمعنى الإنساني) فهو ذاك الذي يُسعده الحق، سيّان كان حقا شخصيا أو عامّاً؛ كما يشقيه الظلم، سيّان جاء من أناس عاديين أو نسانس في زيِّ أُناسيّين.

إمبراطور تلك العُشّة الإمبراطورية، هو السيد السوداني السياسي البرلماني الرياضي التجاري الـ " ــروكفيلاري" بحسبان ما يعتقد، أن المليارات السودانية وقد اشتُبِه في فساده بها، مجرد حـَـبـَّة يعمل منها ناس الصيحة وقــرّائهم قــُــبــَّة، هو جمال الوالي، العضو البرلماني، ورجل الأعمال السوداني "الكِبير أوي" وهو، في ذات الآن، رئيس مجلس إدارة ســين للغلال، ورئيس شركة أفراس للنقل، ورئيس مجلس إدارة بنك الثروة الحيوانية، ورئيس (كم) حاجة حسبما يمكن أن يُـتـَــصــَــوّر. بل ورئيس " وطوّالي" لمريخ الــ هــَنا، الفريق السوداني الذي أحرز لكافة السودانيين، وقبل أن يقربه مَحَكُ الولاة والفُرقاء والبُدلاء، كأس مانديلا وكؤوس كالفؤوس الماسية. محمولة جــوّاً فأترَف بها أفراحنا – أيامنا ديييك - بانتفاضة مارس/أبريل85 حتى ظننا حينها، أن الروح السودانية الوثّابة، قد عادت من "أخامص" أقدام أؤلئك الفتية العِظام، ناس المرحوم سامي عزالدين، الجيلي، عاطف، بريمة، خالد، إبراهومة وبقية عقدهم الثمين؛ لولا أن مريخ جمال الوالي الحالي، قد بدّد كلَّ تلك الفرحة و ذاك الزّهو المُستَحَق، إذ لم يُنجِز المريخ في عهد الوالي، شيئاً إلّا منكورا. على الرغم من امتلائه باللّعيبة الأجنبية، يُشتَرَون بثلاثة وأربعة ملايين دولار.

لقد أضحى مريخ الرئيس طوّالي، معجوجاً بالمليونات السودانية والدولارات الأجنبية والمحلية؛ مـُمـَلينة مُــيَــيْــلَرة يُشتَرى بها استيفن، ووارغو، و "فارقو" وتارقو، وحارقو وشارقو إلخ,,, الأسماء والقامات التي قطعنا عليها طريقها إلى أوربا السمينة في تقديس اللعب الأفريقي حتى لو غصباً عنها، وجارتها الولايات المتشددة الأمريكية في عدم فك رقبة سوداننا؛ ولا تدري أن رقبة السودان قد "انماصت" أو تكاد؛ اللهم إلّا رِقاب السادة البهاليل، نافذي الإنقاذوية وامبراطورييها في الغُنا والكتابة الصحفية والعلاقات المخملية.

صحيفة "الســــوداني"، كما هو معلوم، كان قد أنشأها مؤسِّسها الكادر الإعلامي، الناشر والصحافي محجوب عروة، وهو ذات الكادر الإسلامي المظلوم، من بعض قادة عُصبته الإسلامية الحاكمة،حيث " لا اعتبروه ولا عَزّروه ولا وَقّروه" بل قسروه على بيْع صحيفته إلى غير ناشر ولا صحافي ولا ولا، بل كادر أقــَـــلْ. هو رجل الأعمال "جمال الوالي"؛ وبحسب حديث "عروة"، فهو مُشترٍ، لم يكُن يعرفه ال محجوب إلّا لِماما؛ لكن المـُشتري، الكوكب الجديد لصحيفة "السوداني"، لم تحوجه الظروف في مسألة تجنيد العدد الوافي من الصحافيين الإنقاذويين – وما أكثرهم! - يدورون من حَوله، بعد أن غامت شمس المؤسِّس. ويسوقون له سفينة الأفراس القرطاسية، ورياح السياسوية لواقح. جاؤوه فُرادى وَ زرافات، ثم تكأكأوا من هاهنا وهناك، على الصحيفة الـقُصْعَة، تتداعى عليها الأكَلَة، دون أدنى حَسٍّ بالوفاء أو بالــمِهَنية حتى، تجاه مُنشِـئها. ريــِّسهم وزميلهم الصحافي الكبير "عروة". الأدهى، أنّ جُلّهم من مرؤوسيه في صحافاته المنتشرة كرجلٍ من أهل الكار القديم، وَ عارف بسُبل إنجاح الصُّحُف. كما أنه ناشر وصحافي إسلامي مرموق، حتى قبل بداية "الإنقاذ".







...................
يتواصل ..

أضـَــــلوب والمــَــــلــَــــق الكتابي 4 / 10

من أشهر مرؤوسي الصحافي عروة، والذين كانوا على عُجالةٍ في تركِه، أ. ضياء الدين بلال، رئيس تحرير "السوداني" حالياً وَ "طّوّالي"؛ وَ ضياء الدين، هو الصديق الوفي، الأستاذ المُرَبِّي، الصانع، الناشر لِــ ، والدّاشر" لمقالات "محمد عثمانهم" في بيداء الخرطوم المكلومة بهم وحماقاتهم؛ وتلك مقالات، لا تخرج في معظمها عن كونها "إخوانيات" درويشية أو عداءات "تهويشية" تـَــسُرّ خاطر الصداقة وتُكَـبـِّر "كوم" المــَدَّة الشهرية والاستقبال بـــ"صالة كبار الزّوّار" وتتيح صفحة لتسخين سوق البوائق الصحفية..! ومن ثم، إعلاء روابط التعلّق الصداقاتي بين الصـَّفيــّيــْن مع لفيفٍ من الــ" هَبروا ملوا" إلى جانب الـ "غَرَفوا وما انعرَفوا"، فضلاً عن ال" مشوا قُبّال يتاتو " وَ الـ " ما فاقوا لامن جاعوا ". صداقة منشورة على قارعة الصحف الخرطومية وبعض "جخانين" التواصل والاتصالات عبر السايبر. صداقة مفروضة كــَــمُقَرّر يُمتَحَن فيه كل القُرّاء ..! يكادُ فيها أن يكون الأستاذ ضياء، "الأب الروحي" لمحمد عثمانه؛ بل شَفْرتِه..! كما تقول: شفرة دافنشيء، الـ "خالِق ال ناطِق"؛ وهذا استنتاج تلقائي، بحكم تكثار الذّكْرِ للصداقة بين سطرٍ وآخر في صحيفة الرئيس طوّالي، ولكن – بصورة عامة – فتنويهات م.ع. إبراهيم، وانكشاريّته في أبوّة الضياء، ممّا لا يُقارَن. تفاصيل تملأ صفحات من الصحيفة المغصوبة من آلها وأربابها بأشبه ما يكون بــ" حُمرة العين، أو بياضها"؛ تفاصيل لو أوردناها، لــَ هَمَزنا في مؤلــَّف "أبي حَيَّان التوحيدي" في " الصداقة والصديق" ..! ولكن مَنْ تَرُعـْه التفاصيل..؟

جاءت صحيفة (الســوداني) على طبق من "نفوذ" هارٍ ، إلى باحة الوالي سمبلة..! فجرى إليها الأستاذ رئيس التحرير ضياء الدين، على "دَقّة الجَرَس". ثم تبعته الزرافات والوحدانات من الأصدقاء تحت الطّلَب. جرى الأستاذ ضياء الدين، غير مُلتَفِت لرئيسه في المهنة، ولا آبه لما سوف تفرضه عليه الـ "خَبــّة" الجديدة من "شَبْحات" واتّشاحات، تاركاً رئيسه القديم للحسرات، يعيد جَردة حساباته، بين الفينة والأخرى، تلك التي لخبطها عليه النافذون من بني "كــَوْزان".

ثم إنّ هذا المقال مُهدَىً إليه، يُخفِّف عنه لؤاء المــَلق الذي اندفق. ما إن طفحتْ سيرة فساد في بنك الثروة الحيوانية، والذي يرأس مجلس إدارته السيد/ جمال الوالي، لخمسٍ من السّنين خَلون، حتى هبّ رئيس تحرير صحيفة "الوالي"، ضياء الدين، بعد قليلٍ من التلكــّــوء الالتفاتي، ولعله الالتفافي، يدافع عن "واليه" الأثير، ضد ما هجم عليه به واحدٌ من البرلمانيين الحكوميين، من ذوي القارحة الرقابية وعَدالية في آن؛ هو الأستاذ/ مهدي عبدالرحمن أكرت. هبَّ الصحافي ضياء الدين، (صديق الصحافي م ع إبراهيم )، منافحاً ومرافعاً عن مُشيرِه وسفيرِه وأميرِه ربما، بعنوان حَمْلة تشهير؛ وللأسى، كانت مقالته "حملة تشهير"، كأنما تشرب من عَيْنَة ذات الكأس في "بِركة " سمعتا شُفتا جابوهو ليــَّا للبروف(!) عبداللطيف البوني، أحد مؤلّفة "الســـوداني" لحينٍ من الدهر، يعوس فيها عَوْس الوَلَه و الوَلوَلَة حتى يدخل مِيْس الملالة، فيتخارج وفي النفس شيءٌ من حتى.

هذا الأستاذ/ رئيس التحرير، "والكِبير أوي" في عُرف الكثيرين من العُرام وبعض الكِرام الكاتبين، فضلاً عن الأصدقاء الأوفياء والقريبين جدّاً جِدَّاً، من نوعية " م. ع. إبراهيم" قد قرأ " كلام الصيحة"؛ وكانت قد نَبلَتْ في أعشاش الفساد مترامي الأطراف؛ بالنـَّــبْل "ال "جَدْ جَد" لا يعرف الهظار ولا البوبار، فانتشر الخبر، وانتشى الناس، إلّا رئيس تحرير السوداني، ربما ..! وواضح أنه قد قرأه مرّات ومرّات، ومع ذلك، جاء يحدو آخر الناس، مُـتــَــحَــنــْــفِــشاً يُريد أن يــجــبــَــه ويسفَــع " مهدينا" النائب البرلماني الحصيف، الأستاذ/ مهدي عبدالرحمن أكرت، بــ" طَـقـيش" قولِه وَ مـفلوق هَوْلِه ونَحْتِ أثلَةِ كي بوردِه يكتب قائلاً: هذا النائب (يُكنِّي ولا يُصرِّح) ليس يملك ومَنْ يمثِّلهم إلا 1 % من أسهم "بنك" الثروة الحيوانية. لكأنما يقول لقرائه: المال تلتو ولا كَتِلتو يا أخوان الثروة الحيوانية المنكودة، وأسهمكم في البنك، بالحفظ والصون، ولا تسمعوا كلام واحد منكم، لا يملك غير 1% فقط لاغير.

المنافح عن دعوى فساد برلمانية في عَرضِها، لا يتوقّف هُنَيْهة للتـَّمَلِّي المِهَني الضروري! بل يقطف نوّار القول الذي يدور بخلده هو وحده، وقبل نضجِــه، واثقاً من خبره بلا مصادر ولا منابر؛ بل وبضدّ عناصر الخبر المعلوم للكافّة؛ وهو يعطي عكس ما أبدى المُنافح الجسور. هناك وزير وهناك إجابة تُثّبِّتْ "تُهمة الفساد في بنك الثروة الحيوانية" وإصبع الاتّهام يشير إلى "أحدهم"!! وبالتالي، فالمسألة عاجلة ولا تخلو من فجاعة؛ بل وتستدعي مُحاكَمة على وجه التقريب؛ حتى تسير العدالة مجرِيْها ومُرسِـيْها.

نافحَ الجسور رئيس التحرير، والناسُ تعلم أن النائب البرلماني، مُــحِقٌّ مُــجــِـــدٌّ في طرح ما يتسائل عنه مُستنكراً أن يكون طيّ حزبه الحاكم، مثل هؤلاء النّوّاب الذين يفسدون بالمليارات، ولا أحد يقول لهم شيئاً ..! ولو أقلّ شيء؛ ناهيك أن يفعل لهم شيئاً، بل ولــ مُنتَهى الصفاقة، يأتي مُناصرو الوالي، وحاملو أباريقه ومفاتحه التي تنوء بالعُصبة الثِّقال، حامدين، شاكرين، مزأططين، يقولون: ((وهل لهذا النائب ومَنْ يُمثِّلهم "عوداً" في اكتتاب واحتساب بنك الثروة الحيوانيــتنا برانا وبنعرف مستوانا، إلا ما لا يزيد عن 1% ..!؟ وإذن مالو ومال الوالي والزعامة والفَخامة والجــَّسامة والهـِمامة والعُمامة أو حتى السّجامة؛ وهذا لِعمرِ أخيكم، هو الطغيان راسو عديل، مُسفِراً بلا أيّ اختشاء أو مَنْ يقول له اخسأ، وقيل متغطرسا؛ فالنائب نائب عـَــمَّن دِيسَ أو نسى.. وهو بَعَدْ، نائبٌ له ضروس، وفيها تروس؛ أفلا يلتهم أفاويق عِصِيِّهم التي يتطاولون ..؟






.............................

------------------------------
*** مقال منشور في 15/ أبريل/ 2014 ببعض الدوريات السودانية