يوما ما كتب احدهم في وصف الكجور ، من تجربة حقيقية ، يقول:
Quote: خرجتُ من المدرسة ، و لم تكن بي رغبة لكي أواصل بقية مشواري الى داخل المدينة . داهمتني رغبة عظيمة في أن اذهب الى الجبل . ذهبتُ الى جبل بيلا الصغير ، قابلتُ كجور الجبل ، عمي رحال . جلستُ داخل قطيته الأنيقة ، و كانت نظيفة و هي تتهيأ لمعانقة الأرواح المتبعثرة في عمق الزمن ..! شرب هو بعض من الشاي ، و عزمني على قرعة المريسة ، اعتذرت ، ثم قدم لي شيئا من اللبن ، و قال لي : نحن لا نمنح شئ ، و لكن اولاد المدارس خربوا عقول اتباعنا ..! قلتُ ، ساهما : هل تؤمن بالله ؟ قال ، باسما : نعم أؤمن بوجود الله ..! قلتُ : و لمه انت كجور ؟ ضحك ، و قال لي : اٍياك أن تسئ بي الظن مثل الآخرين ، ما انا الى وسيط ، امنح البركة ، و اسأل الله أن يساعد الناس ..! أخذتُ أتأمل في رمحه الكبير ، كان مركوزا كقطر الدائرة على الجانب الأيسر من مدخل القطية الواسعة ، تتدلى منه خرزات بيضاء جميلة و نسيج من السكسك الأصفر ، و في نهاية عوده ، الممشوق من شجرة القناء ، تنقرز صامولة اسطوانية الشكل . كان الكجور رحال قد مسح ذاك الرمح بزيت السمسم النقي فصار العود املسا ناعما ، يلمع بغموض و تلمع فيه اسرار السنين الطويلة ..! حكي لي عمي رحال الكجور ، قصة ذلك الرمح ، و كيف توراثته الأجيال ، و قال لي : عمره ، أي الرمح ، خمسامئة سنة ..! قلتُ له : لو أني لي عمرا مديدا مثل عمر هذا الرمح ، لأدعيتُ الألوهية ..! قال لي : الأشياء النادرة ، تدعوني لإحترامها و تقديسها ..! لم يكن ، هو ، يملك الوعي بما يفعله ، و لكنه كان يتميز بالخبرة الإنسانية الكثيفة و الذكاء المفارق ..! قرأ لي بعض التعاويذ القديمة ، ثم نظر في بخسته .. تجهم وجهه .. قلتُ ، أسأله : اهي نبوءة تخصني ؟ قال : ليس بالضبط .. قلت : ماهي ؟ قال : البئر الغريقة ، ابتلعتْ الفرسان ..! قلت : بلا شك ، انا لستُ بفارس يا عمي ..! قال : الحية تطاردك و تحاصرك أمام البئر ..! صمت برهة و اضاف : قريبا ، و لكن ارجوك الأ تقترب منها ..! قلت : أين هي ؟ و كيف استطيع التعرف عليها ؟ قال : انها نذرتْ أن تذبحك قربانا ..!
كبر
من رواية ( تخطيط جانبي لوجهها ، وما فعلهة صوتها حينما نادت سرب القماري )
نفس الكتابة ، التقطها البعض ، وبعد سنة من نشرها ، والهمته فكرة التوثيق..فكانت مادة اسمها (سبر الخيل)..
للدنيا والزمان يا طه ، هنا فكرة السبر والكجور ، وهو نفس الكجور الوارد ذكره في السرد اعلاه ، ويا سبحان الله ، نفس الرمح العتيق الموغل في العمر ، هو ايضا تراه هنا قدامك..!!
طبعا المفارقة التي قد لا تصدقها مطلقا ، الجبل الذي تم فيه تصوير هذا السبر الخاص ، يقع في قلب مدينة الدلنج ، ولو نزلت منو من ناحية الشرق ح تلاقي جامعة الدلنج ، وهي قامت على اعتاب معهد التربية الدلنج ، وتم تأسيسه في 1948 ، شفت الخواجة كان شواف كيف يا صديقي..!!!
السبر هو سبر قبيلة الدلنج ، وكان يتم على اجزاء ..و يستمر لمدة تتراوح بين 3 الى 7 ايام ، والجزء الذي يحدث في قمة الجبل كان خاص بقيبلة الدلنج ، في اليوم الأخير يتم الإنتقال الى سفح الجبل ، فيما يعرف بميدان فريق الشروق الرياضي ، وقتها تكون هناك طبول الكرنك ويتم فتح مجال الرقص لكافة اهل المدينة ، وكنا نرقص مع الراقصين زي الترتيب..!!
شفت النساء والرجال القاعدين يغنوا في قمة الجبل (في التصوير) اكاد اعرفهم جميعا فردا فردا..والتحية لهيم عمات واعمام من اهلي من قبيلة الدلنج..لكن المدهش..ديل ناس لا مشوا معهد مزيكا ولا درسوا اخراج ، وانما على الطبيعة..!! دي الجوانب المخفية من ثقافة النوبة ، والتي لن يدركها العماء الأيدولوجي بأخوي واخوك..!!
في مرة تانية ، اذا رجعنا نجيب ليك البيقو..من دارفور..وده اكتر شعب تعرض للإضطهاد تاريخيا وكان مسرح لعمليات الإسترقاق..!! وابعد من كده يا صديقي ، ح نجيب ليك شواهد تاريخية ، لمن الفور كانوا بيحنبكوا من سيطرة العبيد..والعبيد المقصودين هم اهلنا الزغاوة..!!!
وبعض من حديث عن حقيقة هل الحوازمة فعلا مارسوا الرق في جبال النوبة؟..
نعم يا صديقي لك مطلق الحق في ان تتبنى مزاعمك ، لكن من باب التسامح ، ادي فرصة لرؤية اخرى لنفس وقائع التاريخ ومعاينة قد تختلف معك..!!
ليتك يا صديقي ، لو سنحت لك الظروف بزيارة تلك المجتمعات على ارض الواقع ، بعيدا عن العشى الأيدولوجي..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة