الرسالة الثالثة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 01:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2015, 12:36 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48912

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرسالة الثالثة (Re: محمد الزبير محمود)

    محمد الزبير محمود
    السلام عليك
    قولك

    Quote: تفصيل الرسالة غير متوفر ، وسيتفق حين مجيئها !!!
    كلام غريب جدا يتناقض وأصل الفكر ودعوة محمود !!!!!
    لأن محمود بعد ان قال الكلام في مدخل الرسالة الثانية حدد للرسالة الثانية وظهورها بالقرن العشرين ولتعيشها بشرية القرن العشرين ووضع صفات المسيح بحيث لا تتوفر إلا في شخص محمود نفسه !!!
    فكيف تقول لم يتم تفصيلها ونحن في القرن ال 21 وكيف عاشت بشرية القرن الماضي أمرا لم يفصل بعد ولم يأت وقتها ورجلها ؟؟؟؟!!!!!!

    هذا هو قول الأستاذ محمود في مقدمة كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام":
    Quote: ((وما أريد في هذه المقدمة إلى شئ من تفصيل يتناول مواضيع الكتاب المختلفة ، وإنما أريد بها إلى تقرير أمر يهمني تقريره ، بادئ ذي بدء ، وذلك أن الإسلام رسالتان: رسالة أولى قامت على فروع القرآن ، ورسالة ثانية تقوم على أصوله .. ولقد وقع التفصيل على الرسالة الأولى .. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل .. وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجلها ، وحين تجيء أمتها ، وذلك مجيء ليس منه بـد .. (( كان على ربك حتماً مقضياً )) ..))

    الرسالة الأولى حظيت بالتفصيل النظري والتطبيق الملازم للتفصيل على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجماعة. والرسالة الثانية حظيت ببعض التفصيل في الجانب النظري على مستوى الجماعة، وببعض التفصيل في الجانب التطبيقي على مستوى الأفراد، دون التفصيل في الجانب التطبيقي على مستوى الجماعة. وهذا هو المقصود بعبارة "وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجلها وحين تجيء أمتها".
    لذلك لا أجد تناقضا بين هذا وبين ما أوردته أنت من نص من كتاب "عودة المسيح" يقول:




    Quote: ولذلك فإن المسيح الأخير إنما هو المسيح المحمدي في معنى أنه يجيء بالرسالة الثانية من الإسلام التي عاشها محمد، وظلت مدخرة، في القرآن، وفي سيرته، لتعيشها بشرية القرن العشرين.. وفي ذلك يقول القرآن عن محمد: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد).. وعن ذلك جاءت عبارة ابن عباس (عجبت لمن ينتظر عودة المسيح، ولا ينتظر عودة محمد).. فمحمد عائد في معنى ما ستحيي البشرية من سنته- وهي الرسالة الثانية من الإسلام التي هي نقطة التقاء الأديان جميعا.. المسيح القادم هو الحقيقة المحمدية تتجسد على الأرض، فتضع البناء الفوقي على صرح الدين الذي بنى منه كل نبي ورسول من اللّبنات بقدر حكم وقته..

    خاصة أن الفكرة الجمهورية قالت في مواضع أخرى أن الأمر لا يخلو من خفاء:
    Quote: ومن أجل ذلك فقد صدّرنا هذا الكتاب بالآية: (أفعيينا بالخلق الأول ؟؟ بل هم في لبس من خلق جديد !!) .. فالمسيح إنما يجيء ليولد الناس من جديد ميلادا ثانيا ، في بيئة هي الأخرى جديدة .. قال تعالى: (أومن كان ميتا فأحييناه ، وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ، كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ؟؟ كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون !!) .. وهذه الآية تعني ، فيما تعني ، أن البشر موتى إذا ما قيسوا بالإنسان ، والمسيح إنما يجيء ليخرج الناس من البشر ، بقفزة كبيرة ، قلنا عنها أنها أكبر من القفزة التي دخل بها الحيوان مرتبة البشر في فجر النشأة ..
    إن على المسلمين لأن يستيقظوا ، وبخاصة المتطرقين منهم فقد حلم بالمسيح أكابر العارفين ، ولقد كانوا على الدرب في انتظاره حين قاموا ليلهم ، وأظمأوا نهارهم .. واليوم فقد انغلقت الطرق ، ولم تبق غير طريقة الطرق ـ طريق محمد ـ وطريقة الطرق إنما هي السنة الصرفة التي كتبنا في تبيينها عديد الكتب ، وهي ما به سيعود الدين ، وهي ما به سيجيء المسيح .. قال ، صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء !! قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها !!) ..
    إن المنتظرين حقا لهم المقيمون على السنة الصرفة ، فالزموا نهج السنة ، ودعوا ما أنتم فيه ، تكونوا من الفائزين .. فإن هذا الأمر لا يخلو من خفاء حتى على أكابر العارفين ، فما بالكم بمن هم دونهم ؟ وهذا ما من أجله قيل: (يأتي من جهة لا يعرفونها ، وعلى هيئة ينكرونها ..) .. وهو ما قال فيه النابلسي: (لا يكن طرفك أعمى عن تناويع الأشاير) .. والأشاير كلها اليوم إنما تشير إلى انغلاق الطرق ، وإلى بعث السنة الصرفة .. وهذا ما من أجله قلنا: (إنّا قد استيقنا من أنه بتقليد محمد تتوحد الأمة ويتجدد الدين .) ..
    إن الانتظار إنما يكون على السنة وحدها وما دون ذلك انتظار لمنتظر ..
    حقق الله الآمال ، والأحلام ، ورفع ، المعاناة ، عن كاهلنا ، وعن كاهل كل خلقه ، بمجيء موعوده العظيم .. إنه نعم المولى ، ونعم النصير ..

    قولك:
    Quote: ونحن في القرن الحادي والعشرين فهل ترى يا دكتور ان المسيح لم يأت بعد وان الرسالة الثانية لم تكتمل وتتفصل ؟؟؟
    هذا عندي يعني أحد أمرين :
    إما محمود كذاب فليس هو المسيح وليست رسالته هي الأحمدية وان الرسالة لم تتفصل بعد وان رجلها آت في المستقبل .
    او ان محمود نفسه سيعود لإكمال المشروع الذي ورط أصحابه بتحديده للقرن العشرين ( نصا ) ولكن ربما ينتظرون القرن العشرين بالهجري !!!

    يمكنك أن تفهم ما تريد، لأنني أيضا بعد الثامن عشر من يناير، بدأت أفهم المسائل فهما آخر، ليس من الضروري أن أفصح عنه، فهو يخصني، خاصة أنني لا أتصدر أي دعوة لتطبيق الفكرة الجمهورية، بل أنتظر وعد الله، وأكتفي بتعريف من يريد أن يعرف ما كتبت الفكرة الجمهورية وما نشرت، مكتوبا أو مسموعا. ومن هذا المنطلق يمكنني أن أبسط لك، وللقراء الكرام، نصوصا من الكتب، قد لا تعطي إجابة كاملة، ولكنها ربما تفتح الطريق لفهم خاص، فإلى هذا النص من كتاب "أدب السالك في طريق محمد" الذي يقول:

    Quote: لقد أشرنا الى أن مقام (الأصيل)، المقام المحمود هو مقام الحياة الخالدة التى لا تؤوفها آفة النقص، أو المرض، أو الموت.. وفي هذا المعنى يجيء قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه).. (فان البيوت التى يذكر فيها اسم الله، في الحقيقة هي أجساد العارفين.. وفي طليعتهم الإنسان الكامل.. فان جسد العارف قد أذن الله له أن يرفع من الأموات.. فهو إنما يجيء الى هذه الدنيا من العالم الآخر..


    وهذا النص بعنوان "الله نور السموات والأرض":


    الله نور السموات والأرض

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (الله نور السموات والأرض .. مثل نوره كمشكاة، فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري، يوقد من شجرة مباركة، زيتونة، لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار .. نور على نور .. يهدي الله لنوره من يشاء .. ويضرب الله الأمثال للناس .. والله بكل شيء عليم)
    عزيزي جمعة:
    تحية طيبة،
    وبعد فقد سألت عن هذه الأية في مدني، وقد وعدتك بالكتابة إليك فيها ..
    (الله نور السموات والأرض) .. موجدهما .. وليس وجود السموات والأرض غير وجود الله .. فيعود المعنى ليكون (الله نور السموات والأرض) الله حقيقة السموات والأرض، وهما مظهره، بهما ظهر لعارفيه .. ولذلك قال، في آخر الآية (ويضرب الله الأمثال للناس)، ومعنى ذلك أنه يظهر بما هو مثله لمن هو مثله و(ليس كمثله شيء) .. فوقع التشبيه، والتنزيه .. ثم قال: (الله بكل شيء عليم)، معناها الله بكل شيء ظاهر، وشاهد ومشهود، ومعلم من يعلم عنه..
    والسموات والأرض (حق)، وكل ما خلق الله فيهما (حق)، والله (حقيقة) كل (حق) .. ولا يدخل (الباطل) في الوجود إلا بنظرة الإنسان إلى الوجود .. يقول تعالى: (وما خلقنا السماء، والأرض، وما بينهما باطلاً .. ذلك ظن الذين كفروا .. فويل للذين كفروا من النار)
    والله، في صرافة ذاته، فوق الأسماء، وفوق العبارة، وليس إلى معرفته من سبيل .. وإلى ذلك الإشارة بالحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق، فتعرفت إليهم، فبي عرفوني) ..
    ومعنى تعرفت إليهم ظهرت لهم بهم، وبكل شيء .. وهو المعني بقوله تعالى: (الله نور السموات والأرض) ..
    والله، من صرافة ذاته، تنزل لخلقه ليعرفوه في ثلاثة منازل، أو قل ثلاث مراتب: مرتبة الإسم، ومرتبة الصفات، ومرتبة الأفعال .. وبالأفعال برزت السموات والأرض، ومن فيهن، إلى حيز المحسوس – فمرتبة الإسم مرتبة الإنسان الكامل .. ومرتبة الصفة مرتبة الإنسانة الكاملة، ومرتبة الفعل مرتبة الوجود الخارجي المحسوس .. فالوجود المحسوس صورة خارجية، لصورة داخلية، في النفس البشرية .. وهذه الصورة الداخلية هي، في المرأة، كما هي، في الرجل .. ولكنها، في المرأة، موجودة على صورة أكثر سذاجة منها، في الرجل، وبذلك فهي أقرب إلى (الصرافة) التي تنزلت منها (الذات) إلى مرتبة (الإسم) – مرتبة الإنسان الكامل – ومن ههنا جاء تغني الصوفية بسلمى، وليلى، ولبنى، وهم بذلك إنما يريدون إلى الكناية عن الذات الإلهية ..
    ومع الصورة الداخلية للسموات والأرض، في الرجل وفي المرأة، هناك ايضا صورة خارجية فيهما، فسماء الإنسان عقله، وأرضه قلبه – عقله المحسوس في دماغه، وقلبه النابض بين اضلاعه .. كما أن أرضه أيضا جسمه، و (الله نور السموات والأرض)، موجد عقلي، وعقلك، وقلبي، وقلبك، ومنورهما، ومظهرهما، كما هو موجد السموات والأرض، ومنورهما، ومظهرهما .. والتفسير الخارجي المحسوس موجود في كتب التفسير كلها ..
    (مثل نوره كمشكاة، فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري) المشكاة موضع المصباح، من القنديل، ومن المنزل .. وهي هنا جسم الإنسان الكامل .. والمصباح القلب، والزجاجة العقل: (كأنها كوكب دري)، إشارة إلى صفاء عقله .. شبهه بالكوكب المضيء، مع إنها زجاجة مجردة (بلا نور) وذلك لشدة ما هي عليه من الوضاءة، والنظافة، والإشراقة، حتى ليخيل إليك أن بها ضوء من ذاتها ..
    (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) .. رجع إلى المصباح الذي هو قلب العارف الكامل، فقال: إن الزيت الذي يحرقه هذا المصباح ليضيء به، إنما هو زيت شجرة زيتونة .. ووصفها بقوله (مباركة) لتعرف أن زيتها، القليل منه، يمكث كثيراً في الإحتراق لأنه ممدود ببركة .. ثم لتعرف أن النور الذي ينبعث من نار الإحتراق، الذي يحدث من هذا الزيت، إنما يتضاعف أضعافاً لا حد لها، في القوة، ولا في بعد الإنبعاث، في الآفاق البعيدة، لأنه ممدود ببركة، ونماء .. ثم لتعرف أن نارها هي نار موسى، وذلك بقرينة الإشارة إلى قوله تعالى، عن موسى (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن، في البقعة (المباركة)، من (الشجرة): أن يا موسى!! إنى أنا الله رب العالمين) .. ونار موسى نار التجلي (الأكبر) – تجلي (الإسم المفرد) : (إني أنا الله) .. فذلك ما جعل الصوفية يهيمون بنار موسى .. وأنت بأقوالهم، في ذلك، عليم .. ثم لتعرف أن نارها مباركة .. و(النار المباركة) هي التي تكون بردا، وسلاما – لا هي برد، ولا هي حر، وإنما هي نور، بلا نار، كنار إبراهيم .. فلذلك فهي (لاشرقية ولا غربية) .. فلا تتمكن منها حرارة الشروق، ولا يغمرها ظلام الغروب .. وهذه (الشجرة) إنما هي جسم الإنسان الكامل الذي عبر عنه بالمشكاة آنفا .. وجسم الإنسان الكامل لا شرقي، ولا غربي – لا هو ملائكي، ولا هو حيواني، وإنما هو إنسان سوي الخلق، مهيأ لنفخ الروح الإلهي، حيث قال: (فإذا سويته، ونفخت فيه من روحي) ..
    (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)، لشدة صفائه .. فلكأنه صفحة المرآة، تعكس الأضواء من كل جانب، حتى أنها لتكاد تضيء بغير نار .. وكذلك جسد الإنسان الكامل، هو مضيء بنور المعرفة، ولو لم تمسسه نار المجاهدة .. فهو مستجيب للترقي لأنه (زيتونة مباركة) .. (نور على نور)، نور (القلب السليم) على نور (العقل الصافي)، يستعلن النوران من مشكاة الجسم الصحيح الذي يكسوه الوقار ، والجمال، في الحركة والسكون، ويتضوع منه شميم أطايب الأعراق، ومكارم الأخلاق، وحلاوة الشمائل .. (يهدي الله لنوره من يشاء) .. يرشد الله إلى (نفسه) من يشاء الله إرشاده من عباده .. وهي أيضا تعني يرشد الله إلى (نفسه) من يشاء هذا الإرشاد من العباد، على أن تكون مشيئة هذا العبد للهداية بمرتبة دعوة المضطر .. ذلك بان الله يستجيب لدعوة المضطر إذا دعاه، حتى وإن كان كافراً .. ولا تكون مشيئة العبد للهداية بهذه المرتبة، أو بأي مرتبة، إلا بسبق مشيئة الله له بها : (وما تشاءون إلا أن يشاء الله، رب العالمين) .. فرجع حاصل الأمر إلى صاحب الأمر .. ولكن قبل إنكشاف هذا الأمر ذوقا، ويقينا، وهو لا ينكشف إلا للعارفين، فإن المريد، الطالب، مكلف بتجويد المشيئة، وبحسن توجه القصد إلى الله، حتى يهديه لنوره .. (ويضرب الله الأمثال للناس .. والله بكل شيء عليم ..) وردت الإشارة إليه في صدر هذا الكتاب ..
    بقي هناك أمر!! وهو أن الآية لا تنتهي، حيث تعود كثير من الناس إنهاءها، في كلمة: (عليم)، من عبارة : (والله بكل شيء عليم)، وإنما تستمر إلى قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه) .. ولو أن القراء يقفون ها هنا، ثم يستأنفون القراءة بقوله تعالى: (يسبح له فيها، بالغدو، والآصال* رجال لا تلهيهم تجارة، ولا بيع، عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) ، لكان أكمل، وأتم، مما يفعلون الآن .. ولذلك فإن الحديث عن هذه الآيات لا ينتهي إلا عند نهاية الحديث، عند: (في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه)
    قلنا أن المشكاة هي جسم، أو قل جسد، الإنسان الكامل .. والمصباح قلبه، والزجاجة عقله الذي عليه تنعكس صور الحقائق الأزلية المركوزة في قلبه، لأن القلب بيت الرب .. وقلت، في صدر هذا الكتاب: أن سماء الإنسان عقله، وأرضه قلبه – عقله المحسوس في دماغه، وقلبه النابض بين أضلاعه – كما أن أرضه جسمه .. فكأنني جعلت القلب، والجسم، بمعنى واحد .. وما ذلك إلا لأن الإنسان الكامل قلب كله – جسده كتلة من لحم القلب، بلا قشر، وبلا غلاف .. فحيث ورد الحديث عن الجسم، في هذا الكتاب، فإنما المراد هذا الجسم (القلبي) .. وعلى هذا المستوى من الفهم نفهم قوله تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه..) .. فإن البيوت أجساد العارفين .. وفي طليعتهم الإنسان الكامل .. فإن جسد العارف قد أذن الله له أن يُرفع من الأموات .. فهو إنما يجيء إلى هذه الدنيا من العالم الآخر .. وإلى ذلك إشارة النبي عن أبي بكر حيث قال: (من سره أن ينظر إلى ميت يمشي في الناس فلينظر إلى أبي بكر..) .. وجسد الإنسان الكامل أذن الله له أن يُرفع، من مرتبة النباتية، إلى مرتبة الحيوان، إلى مرتبة الإنسان، وهي أعلى المراتب .. ومرتبة الحيوان هنا لا تعني مجرد الحيوان الأعجم، وإنما تعني أيضا مرتبة البشر الحاضر، القاصر، عن تحصيل المعارف الإلهية .. ذلك بأن الإنسان الكامل يأذن الله له (لبيته) أو قل (لجسده) أن يرفع، فيفتتح، بهذه الرفعة، دورة جديدة، من دورات التكوين على هذه الأرض .. فإنه هو يرتفع: بهذه الدورة الجديدة، فوق البشر المعاصر، كما ارتفع البشر المعاصر فوق الحيوان الأعجم، عند إفتتاح الدورة البشرية المعاصرة، هذه الدورة التي نعيش الآن في أخرياتها، إن شاء الله ..
    (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) من الذي يذكر، في هذه البيوت، إسم الله؟؟ كل ذرة من ذرات جسم العارف .. بل كل بليون جزء، من أجزاء ذرات جسم العارف، ((الحقيقة فوق العبارة))، تذكر إسم الله بلسان المقال، وبلسان الحال .. فليس في دنيا الإنسان الكامل غير الله، لأنه هو الله .. فأنت، بلا ريب، تذكر قولنا عن تنزل الذات الصرفة إلى مرتبة الإسم، ثم إلى مرتبة الصفات، ثم إلى مرتبة الأفعال .. وقد قلنا أن مرتبة الإسم هي مرتبة الإنسان الكامل .. فالإسم الذي تنزلت إليه الذات الصرفة هو (الله) .. وهذا هو معنى قولنا أن الإنسان الكامل هو الله ..
    إن الحديث عن هذا الأمر طويل، ولولا أني أعرف حرصك، وشدة رغبتك في المعرفة لأخرت هذا الجواب إلى وقت أجد فيه الفراغ .. ولربما أعود مرة أخرى .. وليكف الان من هذا الأمر ما يسر الله .. وهو المسئول أن يتولى هداية الجميع إلى طرق الصلاح ..

    المخلص
    محمود محمد طه
    15/ 9/ 1965


    مع تحياتي

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-24-2015, 01:26 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 10:09 AM
  Re: الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 10:13 AM
    Re: الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 10:19 AM
      Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-23-15, 11:03 AM
      Re: الرسالة الثالثة Mohammed Sedeq01-23-15, 11:08 AM
        Re: الرسالة الثالثة Omer Abdalla Omer01-23-15, 11:18 AM
          Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-23-15, 12:03 PM
        Re: الرسالة الثالثة محمد المسلمي01-23-15, 11:20 AM
          Re: الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 11:47 AM
            Re: الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 11:53 AM
              Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-23-15, 12:17 PM
                Re: الرسالة الثالثة عماد حسين01-23-15, 12:19 PM
                  Re: الرسالة الثالثة عماد حسين01-23-15, 12:25 PM
                    Re: الرسالة الثالثة محمد عبد القيوم سعد01-23-15, 04:21 PM
                      Re: الرسالة الثالثة محمد عبد القيوم سعد01-23-15, 08:12 PM
                        Re: الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 08:26 PM
                          Re: الرسالة الثالثة الصادق اسماعيل01-23-15, 08:36 PM
                            Re: الرسالة الثالثة أبوبكر عباس01-23-15, 09:27 PM
                              Re: الرسالة الثالثة محمد عبد القيوم سعد01-23-15, 09:48 PM
                          Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-23-15, 10:02 PM
                            Re: الرسالة الثالثة عماد حسين01-23-15, 10:23 PM
                      Re: الرسالة الثالثة أيمن محمود01-23-15, 10:36 PM
    Re: الرسالة الثالثة أيمن محمود01-23-15, 10:39 PM
      Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-23-15, 11:26 PM
        Re: الرسالة الثالثة محمد عبد القيوم سعد01-24-15, 03:54 AM
          Re: الرسالة الثالثة محمد عبد القيوم سعد01-24-15, 07:39 AM
        Re: الرسالة الثالثة أيمن محمود01-24-15, 07:32 AM
          Re: الرسالة الثالثة محمد الزبير محمود01-24-15, 08:23 AM
            Re: الرسالة الثالثة Mohamed Adam01-24-15, 11:59 AM
            Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-24-15, 12:36 PM
          Re: الرسالة الثالثة Yasir Elsharif01-24-15, 11:05 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de