الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-16-2014, 08:36 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع (Re: Sabri Elshareef)

    علي دفع الله
    تحياتي الطيبة

    شكرا لصورة الاستاذ وطلعة الحر تراها في عينيه معاني وصمود


    ادفع بالجزء الثاني والاخير من كتاب الهوس الديني يثير الفتنة




    الفصل الثاني
    من المسئول عن التمكين للهوس الديني في البلاد؟؟
    لا يمكن، كما ألمحنا في الفصل الأول، فصل مخطط الهوس الديني في مصر عن مخططه في السودان.. ولذلك فسنقدم في بداية هذا الفصل تحليلا موجزا لموجة الهوس الديني في مصر حى تتضح أبعادها، وهي تستهدف بلادنا.. وسنرى التطابق في الأهداف والمناهج بين المخططين، لا سيما وقد صارت هناك حلقات وصل وثيقة بينهما، تتمثل في مثل نشاط الشيخ المطيعي في بلادنا..

    موجة الهوس الديني في مصر:
    كان لتنظيم الاخوان المسلمين اليد الطولى في إشاعة موجة الهوس الديني في مصر، ومنها في البلاد الإسلامية الأخرى، وذلك عن طريق ما وضعه زعماء هذا التنظيم من أسس نظرية لهذا الهوس ومن ممارسات عملية له.. فمؤسس الدعوة حسن البنا، يدعو تنظيمه إلى تغيير الأنظمة بالقوة بقوله (فنحن حرب على كل زعيم، أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا السير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام) ـ (مذكرات الدعوة والداعية)، صفحة 144 دار الشهاب.. ويقول سيد قطب في كتابه (معالم في الطريق): (وكما أسلفنا فإن الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة، ونظام المجتمع، وأوضاع البيئة، وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام لتحطيمها بالقوة) انتهى.. والاخوان المسلمون وهم يتحدثون عن الإسلام إنما يعنون تصورهم، هم، للإسلام، وهو تصور قاصر أشد القصور، وهو لا يدرك الحكمة من مرحلية الجهاد، كما سنبين في هذا الفصل.. وأنشأ تنظيم الاخوان المسلمين (الجهاز السري) للقيام بعمليات الاغتيال والتخريب (مذكرات حسن العشماوي)، واتهم بعدة عمليات في الاغتيال السياسي، والتخريب الارهابي.. وقام عهد فاروق، وعهد عبد الناصر بقمع وكبت هذا التنظيم، فلما جاء عهد السادات أطلق الحريات، وقام بشبه مصالحة مع التنظيمات الاسلامية فاستغلت هذه التنظيمات هذا المناخ في الازدهار من جديد، وكانت في بداية أمرها تأخذ صور الإصلاح الأخلاقي ريثما يقوى عودها فتبرز في صورتها الارهابية الحقيقية.. ذلك بأن القمع، والكبت، على عهد عبد الناصر لم يستطع القضاء على جذور هذه التنظيمات، بل إن غياب الوعي السياسي والديني، في ذلك العهد، قد ساعد على ظهور هذه التنظيمات بصورة أكثر تطرفا من ذي قبل.. فأخذت هذه التنظيمات تبسط سيطرتها على المساجد وعلى الجامعات ـ أساتذتها، وطلابها، وإداراتها، عن طريق الارهاب والعنف.. وكان لظهور حركة الخميني أثر فعال في إذكاء اتجاهات التطرف بين هذه التنظيمات.. وجاء حادث اغتيال الشيخ الذهبي (وزير الأوقاف الأسبق) وحادث الكلية الفنية العسكرية، اللذان كان وراءهما هذه التنظيمات، إيذانا ببدء المواجهة بينها وبين السلطة.. فأعلنت هذه الجماعات معارضتها لاتفاقية كامب ديفيد، وأخذت تثير العاطفة الدينية ضدها.. ولم يستطع النظام، عندها، القضاء على هذه المواجهة المتصاعدة من التطرف الديني، بسبب ضخامة عضوية جماعاته، وتغلغلها في المحافظات.. وكانت هذه الجماعات وراء الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في أسيوط والمنيا، وقد أقامت هذه الجماعات المؤتمرات التي هاجمت فيها وجود شخصيات مسيحية في الحكومة المصرية!! (الشرق الأوسط 6ـ4ـ1980)، وكانت أحداث الزاوية الحمراء، وما وقع فيها من صدام مسلح بين المسلمين والمسيحيين أبرز معالم تلك الفتنة.. وجرت حملة الاعتقالات الأخيرة، قبيل اغتيال السادات، لوقف تحركات هذه الجماعات لقلب نظام الحكم.. وكان ممن تم اعتقالهم وجرى التحقيق معهم التلمساني المرشد العام للاخوان المسلمين الذي اتهم بإثارة ائمة المساجد ضد النظام، وفي تداول مسائل تمس الوحدة الوطنية، والجزار، أمير الجماعات الاسلامية الذي اتهم بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات والمعسكرات التي تعقدها هذه الجماعات، وبالهجوم على كامب ديفيد في المساجد..
    وجرى حادث اغتيال السادات على يدي عناصر الهوس الديني. وكان مخطط الهوس يستهدف نسف منصة العرض العسكري بمن فيها من القيادات المدنية والعسكرية، وإحداث حالة من الارتباك العام في أجهزة السلطة، مما يشلها عن مواجهة تحرك هذه الجماعات في القاهرة والمحافظات للاستيلاء على الحكم.. وقد أعد التنظيم أشرطة كاسيت لإذاعة بيان ثورتهم من المساجد، ثم تحريك الشعب لتأييد هذه الثورة عن طريق المساجد (الأخبار 24ـ10ـ1981).. ولكن اغتيال السادات في الدقائق الأولى وفشل المخطط في نسف المنصة أطاح بالمخطط مما مكن من كشفه، واحتوائه، وملاحقة عناصره.. وقد كشفت التحقيقات والدراسات تأثر هذه الجماعات بأفكار وممارسات الاخوان المسلمين (فقيادات جماعة التكفير والهجرة كانت من الاخوان المسلمين، وقد تأثرت هذه القيادات بحسن البنا وسيد قطب ـ المصور 30ـ10ـ1981).. وكان السادات، قبيل اغتياله، قد اتهم الاخوان المسلمين بإخفاء جهازهم السري في صورة هذه الجماعات الدينية، وأشار إلى استغلال هذه الجماعات للجامعات والمساجد في العمل لقلب نظام الحكم، وإلى دور بعض أئمة المساجد في الفتنة الطائفية) بيان السادات في الصحافة المصرية 14ـ9ـ1981) كما كشفت هذه التحقيقات تأثر هذه الجماعات بحركة الخميني، وأفكاره، وهو يدعو إلى (تشكيل الحكومة الإسلامية) وإلى (محاربة حكم الطاغوت) (الحكومة الاسلامية للخميني) فصار من دستور التنظيم الإرهابي (الإطاحة بنظام الحكم الجاهلي وإقامة الدولة على نهج الخميني) ومن دستوره (الجهاد فرض عين لقلب النظام القائم بالبلاد والعمل على التصفية الجسدية لكل من يشكل معوّقا أو خطرا أو معارضة مع فكر التنظيم).. وجاء في كتاب (الفريضة الغائبة) الذي يشكّل مذهبية هذا التنظيم (حكام هذا العصر في ردّة من الاسلام) (فواجب على المسلمين أن يرفعو السيوف في وجه هؤلاء القادة) (أخبار اليوم 12ـ12ـ1981).. وكان من شُعب هذا التنظيم (شعبة الدعوة من خطباء المساجد والمدرسين الخ..).. بهذا التحليل الموجز لموجة الهوس الديني في مصر، والتي تسعى لاجتياح بلادنا، تبرز السمات الأساسية لهذه الموجة المتصاعدة فيما يلي:
    1. القاسم المشترك بين سائر هذه التنظيمات هو تكفير الحكام، وسائر العناصر التي تعوق حركتها، واستباحة دمائهم، والسعي لقلب نظام الحكم، وفرض دولة الهوس على نهج دولة الخميني..
    2. الدور الرئيسي الذي لعبته المساجد في انتشار خلايا هذه التنظيمات، وفي التأليب على السلطة، وفي إثارة الفتنة الدينية بين المسلمين والمسيحيين، وتهديد الوحدة الوطنية، وكان لبعض أئمة المساجد دور بارز في سائر هذه الأحداث..
    3. إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين كوسيلة لإثارة الهوس الديني..
    4. اتجاه الجماعات الاسلامية إلى النيل من التصوف، ومن الصوفية.. فقد ذكرت مجلة "الوطن العربي" ـ 8ـ7ـ1977 أن جماعة التكفير والهجرة تدعو إلى العودة بالدين إلى منابعه وتجريده من البدع، وقد قام أعضاء هذه الجماعة بحرق أضرحة الأولياء في محافظة الشرقية!! فهذه الجماعات متأثرة بابن تيمية ("كتاب الفريضة الغائبة") وبتلميذه محمد بن عبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، والذي يقوم على تكفير الصوفية.. والوهابية لا يدعون إلى هدم قباب الأولياء، فحسب، وإنما إلى هدم قبّة النبي الكريم نفسها. جاء في كتاب لجماعة الوهابيه كتبه التقلاوي عن العقيدة، صفحة 128 قوله (إن هدم قبة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه هي أعظم ما يقوم به مسلم يرجو القربى من الله، ولا يخشى سواه) انتهى.
    5. السيطرة على الجامعات وفرض صور الإرهاب عليها، واستغلالها في أهداف هذه التنظيمات في إثارة الفتنة وفي قلب نظام الحكم، على غرار الجامعات الإيرانية التي انخرط طلابها في "حرس الثورة"!!
    هذه هي السمات الأساسية المشتركة بين الجماعات الإسلامية بمصر، ومن الملاحظ تأثر الجماعات الإسلامية بالسودان بهذه السمات، وبخاصة جماعة الاخوان المسلمين، وجماعة الوهابية، مما يشكل تربة خصبة لموجة الهوس الديني الوافد من مصر، ومما ينبئ عن مبلغ خطر النشاط الهدام الذي يقوم به مثل الشيخ المطيعي في إثارة الهوس والفتنة ..

    الشيخ المطيعي عنصر من عناصر الهوس الوافدة:
    نحن لا نتجنى على الشيخ المطيعي في هذا الاتهام، وإنما نحن نستقي هذا الاتهام من خلفيته السياسية، والدينية، المشبوهة، المرتبطة بعناصر الهوس الديني في مصر، ثم من خطبه، وأحاديثه من "مسجد التقوى"، ومن التلفزيون، والتي تنضح بالدعوة إلى الهوس والفتنة.. وذلك كما تدل عليه الشواهد الواضحة، وقرائن الأحوال القوية، فيما يلي:
    1. الشيخ المطيعي، باعترافه هو نفسه، في خطبة الجمعة بمسجد التقوى يوم 15ـ4ـ1983، كان إمام "الزاوية الحمراء" التي راح ضحية الصراع الدامي فيها 17 قتيلا، ثمانية من المسلمين، وتسعة من المسيحيين (من خطاب الرئيس السادات "الأيام" 7ـ9ـ1981) وذلك بقوله: (إن المسيحيين متعصبون دائما، وأنا إمام الزاوية الحمراء التي انفجرت منها كل المسائل التي تعرفونها، وكنت قد نصحت المسلمين بمقاطعة المسيحيين، نصحتهم بذلك حتى لا يؤدي تعاملهم معهم للإحتكاك والاشتباك، ولكن لم يسمعوا نصيحتي فتداخلوا معهم في التعامل مما أدى إلى الاحتكاك والاشتباك وحدوث كل ما حدث..) انتهى حديث الشيخ وذلك حسب رواية أخينا الذي حضر تلك الصلاة.. ألا تكفي الدعوة إلى هذه المقاطعة بين مواطني بلدة واحدة لخلق جو من التوتر بينهم يؤدي إلى الفتنة في أي وقت؟؟ ولماذا لم يدع المواطنين المسلمين إلى التصالح والاسماح مع المواطنين المسيحيين في هذه البلدة، مما يمليه عليه واجبه الديني، والوطني وهو في موقع قيادي بالنسبة للمسلمين؟؟ ثم إن عمل المطيعي المتصاعد، المنظم من هذا المسجد "مسجد التقوى" ومن التلفزيون، في إثارة الفتنة الدينية، وهو منتدب في عمل بالسودان فحسب، كاف للدلالة على أنه يقوم بدور رئيسي في الفتنة الدينية، في بلاده، لا سيما وهو يحمل ذلك الرأي السيء عن المسيحيين، ويتولى الإمامة في تلك "الزاوية" في بلدة مشحونة بالتوتر بين الطائفتين، وفي ظل موجة من الهوس الديني العام تجتاح مصر، وتخطط لقلب نظام الحكم، وقد رأينا دور المساجد، وأئمتها في تلك الأحداث التي أدت إلى اغتيال السادات!! أليست هذه الخلفية، وحدها، كافية لتعامله أجهزة الأمن كمشبوه يخضع للرقابة حتى ولو لم يقم بنشاط ملحوظ في إثارة الفتنة؟؟ أليس من التفريط في المسئولية الأمنية أن يقوم هذا الشيخ، وهو بهذه الخلفية السياسية والدينية بنشاط هدّام في نفس اتجاه الفتنة الدينية من مسجد تنسب رعايته إلى رئيس جهاز أمن الدولة، وهو مسجد كان ينبغي أن يتميز عن المساجد الأخرى بحساسية أمنية زائدة؟؟ ثم أليس إمعانا في التفريط في المسئولية الأمنية أن يجد نشاط هذا الشيخ جواز المرور من المسجد إلى أجهزة الإعلام، ليدخل كل بيت؟؟
    2. وقام الشيخ المطيعي، في نفس تلك الخطبة، من نفس ذلك المسجد، وبالفعل، بالدعوة إلى إثارة الفتنة بين الشماليين والجنوبيين!! فقد تحدث أحد أبناء الإقليم الجنوبي في ذلك الوقت عن وضع الجنوبيين المسلمين بالإقليم، وأشار إلى أن المسلمين بالشمال لا يقدمون شيئا لإخوانهم المسلمين في الجنوب، وإلى أن الجنوبيين المسيحيين يعاكسون الجنوبيين المسلمين في الحياة العامة، فهم يضيقون عليهم فرص التعليم والعمل، ويتهكمون من الأسماء العربية كعبد الله ومحمد!! فعقّب الشيخ المطيعي على حديث هذا المواطن، فأكد ضرورة مد يد العون للمسلمين بالجنوب، وقال: يمكن إيواء أطفالهم في الشمال لتعليمهم اللغة العربية والاسلام، ويجب أن يكون هناك اهتمام بهم في إقليمهم حتى لا يتمكن المسيحيون من معاكستهم، وقد أشار إلى الإسلام دين تسامح، وأن المسلمين متسامحون ونزيهون، ولكن المسيحيين متعصبون لبعضهم، معاكسون للمسلمين، وضرب عدة أمثلة لذلك، منها أنه وجد معاكسة، هو وابنته، من موظف مسيحي بالسودان في استرجاع قيمة تذاكر سفر!! ثم ذهب يذكر صلته بأحداث "الزاوية الحمراء" بمصر، والتي وقع فيها الاشتباك الدامي بين المسلمين والمسيحيين!! أليست هذه دعوة صريحة للفتنة الدينية بين الشماليين والجنوبيين، بل بين أبناء الإقليم الجنوبي أنفسهم؟؟ أليست هذه دعوة صريحة لإثارة الكراهية بين المواطنين السودانيين بسبب اختلاف العقيدة؟؟ ثم أليس هذا تدخلا سافرا من هذا الأجنبي في الشئون الداخلية للبلاد، وفي أكثرها حساسية، وارتباطا بالوحدة الوطنية؟؟ إن هذا الشيخ يسعى لنقل بذور الفتنة الدينية من مصر إلى بلادنا التي عرفت، على طول المدى، بالإسماح الديني، والمساواة الطبيعية في حقوق المواطنة، والتعايش الطيب بين المواطنين على اختلاف أديانهم ومذهبياتهم!! مهما كانت صحة حديث هذا المواطن من الإقليم الجنوبي، ومهما كانت بواعثه، فليس من حق هذا الشيخ أن يتدخل في هذا الأمر الداخلي البحت، ناهيك عن أن يقر هذا المواطن على حديثه، أو يذهب في استغلاله لإثارة الفتنة الدينية!! لقد كان هذا الموقف، وحده، كافيا، لأن يخضع هذا الشيخ لأشد المؤاخذة من الأجهزة الأمنية، خاصة أن دعوته إلى الفتنة الدينية قد انطلقت من مسجد له هذه العلاقة بالنائب الأول لرأس الدولة، ورئيس جهاز أمن الدولة.. أليس التفريط في اتخاذ إجراء فوري، وحاسم ضد هذا الشيخ تفريطا في أمن البلاد الداخلي ووحدتها الوطنية؟؟ ولكن هذا التفريط قد تمادى إلى حد إعطائه الحرية الكاملة لمخاطبة الشعب من أجهزة الإعلام التي تصل إلى كل أقاليم السودان.. لكأن حديثه من هذا المسجد قد اكتسب الشرعية، والرضا الضمني من السلطة!! انظر كيف تستظل دعوة الفتنة والهوس بمسئولينا السياسيين، والأمنيين والإعلاميين
    3. وقام الشيخ المطيعي، في حديثه من التلفزيون السوداني، يوم 12ـ4ـ2002 بأسوأ صور النيل والتحقير، وذلك لأكابر الصوفية، كابن عربي والجيلي، موردا من أبيات للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي قوله:-
    لقد صار قلبي قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان وديرا لرهبان وبيتا لأوثان وكعبة طائف * وألواح توراة ومصحف قرآن
    قصّر عن فهم معانيها السامقة، فراح يشنّع بهذا القطب الرباني الكبير، في سخرية لا تليق قط بمن له أدنى مسكة من دين، وذلك بقوله (معنى هذا أنه صار مزبلة) يعني قلبه!! وذهب في تكفير ابن عربي بقوله (وإذا كان القلب مهيئا لنقل هذه الصور الخبيثة كلها كان هو الشرك بعينه، وكان هو الكفر بعينه) انتهى. أليس هذا هو اتجاه الجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر لتكفير الصوفية، وحرق أضرحة الأولياء؟؟ ثم ذهب المطيعي يفرّق بين هؤلاء الأكابر من الصوفية وبين "التصوف الحق"، على حد زعمه، وهو يعلم أن محي الدين ابن عربي هو الشيخ الأكبر بالنسبة لسائر الطرق الصوفية، وله مكانة خاصة عند متصوفة السودان، حتى لقد قال السيد الحسن الميرغني: (والله ولاية لابن عربي تمسّخ على الناس ولاياتهم)، وهذا النيل، وهذا التحقير لهؤلاء الأكابر من الصوفية إنما هو، في الحقيقة نيل وتحقير لأعز الموروثات الروحية لهذا الشعب، فإن الإسلام لم يدخل بلادنا إلا عن طريق الطرق الصوفية، وقد حفظ الميراث الصوفي على هذا الشعب دينه وخلقه، وأعطاه طبيعته المتميزة بالإسماح الديني، والتطلع إلى المعرفة الدينية.. وما من سوداني أصيل إلا وينطوي صدره على تقديس الأولياء، والعرفان بفضلهم، والاقرار بكراماتهم، والتعلق بشمائلهم.. أليس تحقير هذا الشيخ لموروثاتنا المقدسة كافيا لحرمانه من شرف العيش بيننا؟؟ ولكن المسئولين الأمنيين يفتحون أمام هذا الشيخ فرص التعبير الكامل عن هذا التحقير في أجهزة إعلامنا!!
    4. ويقول الشيخ المطيعي في خطبته "بمسجد التقوى" يوم الجمعة 15ـ4ـ1983: (يقولون لك ـ يعني الجمهوريين ـ ناظرونا، لكن المرتد لا يناظر، وإنما يستتاب ثلاثة أيام فقط، فإن تاب فيها، وإلا قتل) انتهى.. أليس هذا هو اتجاه التكفير الذي تمارسه الجماعات الاسلامية بمصر؟؟ وهو دعوة صريحة، أيضا، للفتنة الدينية باستباحة الدماء، والتحريض على القتل، وإلى إحلال الارهاب، والكبت محل الإسماح، والحوار؟؟ وهي دعوة لانتهاك حكم القانون، ولمصادرة الحقوق الأساسية للمواطنين التي نصّ عليها الدستور!! وأردف الشيخ هذا التحريض بإشارته في حديثه بالتلفزيون يوم 19ـ4ـ1983، إلى دعوة زعم أنها ظهرت في التاريخ الإسلامي، شبيهة بدعوتنا، وقد قام الحاكم العباسي بقتل صاحبها، والقضاء على دعوته!! هل يريد هذا الشيخ لبلادنا أن تدخل في أتون الفتنة الدينية التي لا زالت تصطلي بها مصر؟؟ ثم من هو المرتد؟؟ أليس أكابر الصوفية الأجلاّء عند هذا الشيخ مرتدين؟؟ ألا تكفّر الفرق الإسلامية المتهوسة بعضها بعضا؟؟ أم هل يعني بالردة تلك المهزلة الهزيلة التي اصطنعتها "دوائر الأحوال الشخصية" عام 1968، والتي كان قضاتها مخلب قط في تنفيذ الكيد السياسي الداخلي والخارجي ضد الأستاذ محمود محمد طه؟؟ إن الأستاذ محمود هو، وحده، اليوم، دون سائر الدعاة الدينيين، الذي يدعو إلى البعث الاسلامي الصحيح على هدى، وبصيرة، فيجسّد آصل قيم الإسلام، ويعبّر عن أدق أسراره، وما يدعو إليه إنما هو الإسلام الذي لا إسلام غيره منذ اليوم!! ثم إن الحرية في الإسلام، وكما هي مدخرة لإنسانية القرن العشرين إنما تبلغ مبلغ ما تحكيه الآية الكريمة: (وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن!! ومن شاء فليكفر!!)..
    وهذا الاتجاه إلى الإرهاب، والكبت الديني، إنما هو على النقيض، تماما، من سياسة الدولة المعلنة في حرية الاعتقاد، وفي حرية الاجتهاد، والتجديد الديني، وفي التصدي للفكر بالفكر.. فقد قال السيد رئيس الجمهورية أما اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في مارس 1979: (لا انتهاك لحقوق الانسان الثابتة في الدستور بدعاوى الدين، والعقيدة) وقال: (وفي مرونة الاسلام واتساع آفاقه ما يسمح بتجديد الدين بتجدد مجالات الحياة) وقال في "النهج الإسلامي لماذا؟؟" : (لكل مسلم أن يخوض في شئون دينه، وأن يجتهد عن طريق تثبيت إيمانه، فلا حواجز، ولا حدود، ولا سدود أمام مجتهد مهما كان نصيبه من العلم).. وقال في هذا الكتاب حتى عن الشيوعيين: (لن تجد اتهامات العمالة، ولن تفيد اتهامات الخيانة، ذلك أسهل الطرق لتجريد أنفسنا عن مسئولية التصدي بالفكر للفكر حتى ولو كان وافدا غريبا).. وقال: (لو كنا نعيش الاسلام كما نعتنق الاسلام، هل كان منهم من يضل السبيل؟؟ هل وجدوا فينا قدوة تمثل قيم الاسلام في سلوكها؟؟) انتهى.. ألا يكفي الواجب السياسي، والالتزام الوظيفي، للوفاء بسياسة الدولة العامة ولدستورها، ومواثيقها، في وقف هذا النشاط الهدام لهذا الشيخ؟؟ وقول هذا الشيخ في نفس الخطبة (في كل بلد هناك دعوات غريبة لكن الأمنيين والمسئولين السياسيين يتولون مهمة محاسبة هذه الدعوات ووقفها) انتهى.. فهذا الشيخ يقوم بتحريض هؤلاء المسئولين لمصادرة حرية الرأي، والعقيدة، وهو يستكثر على شعبنا ما يتمتع به من قدر كبير من الحرية الفكرية والإسماح الديني، ثم هو ينعي على هؤلاء المسئولين تقصيرهم في مسئولياتهم.. أليس هذا التدخل السافر في شئوننا الداخلية كافيا لإيقاف هذا الشيخ عند حده؟؟
    5. ويقول الشيخ المطيعي، في نفس الخطبة أيضا: (يقولون ـ يعني الجمهوريين ـ نرجع للقرآن المكي، وذلك لأنهم يريدون الذل للمسلمين، ويريدون لنا أن نرجع لعهد مكة حيث الهوان وعدم الدفاع عن النفس) انتهى.. فالشيخ المطيعي يرى أن المسلمين بمكة قد كانوا في ذل وهوان!! وهذا فساد في العقيدة لا يعطي صاحبه الحق في الخوض في أي أمر من أمور الدين.. فالنبي الكريم وأصحابه إنما كانوا، وهم يتحملون أذى كفار مكة في صبر، يمتثلون للأمر الإلهي لهم، بمثل قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن.. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين * وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به.. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر!! وما صبرك إلا بالله.. ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون) وبمثل قوله (فذكّر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر)، وبمثل قوله (وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن!! ومن شاء فليكفر!!) أليس في مجرد هذا الامتثال للأمر الإلهي العزة كل العزة، والشرف، كل الشرف للنبي الكريم، ولأصحابه؟؟ قال تعالى: (ولله العزة، ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) وقال: (ولا تهِنوا، ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. أليست في معية الله للنبي، ولأصحابه العزة، كل العزّة، والشرف، كل الشرف، وهو يقول لهم (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)؟؟ ثم أليس الانتصار في الجهاد الأكبر ـ وهو جهاد النفس، أكبر من الانتصار في الجهاد الأصغر، الجهاد بالسيف؟؟ ألم يكن النبي يقول لأصحابه عقب كل غزوة من غزواته (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ـ جهاد النفس)؟؟ وجهاد النفس أشق من الجهاد بالسيف، والانتصار فيه انتصار على أعدى الأعداء، قال النبي الكريم: (إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك).. ثم أليس الدعوة إلى الرجوع إلى قرآن مكة دعوة إلى أصل الدين المتمثل في الحرية، والإسماح، والذي ما نزل القرآن عنه إلى الفرع، وهو الوصاية، والإكراه، إلا لحكم الوقت المتمثل في قصور تلك البشرية عن مستوى الدعوة بالحرية، والإسماح؟؟ ومن ههنا تجيء الحكمة من مرحلية الجهاد.. وإذا كان هذا العصر هو عصر الحرية، والإسماح، وإذا كانت البشرية تستجيب للدعوة في مستوى الحرية، والإسماح، أفلا يكون من أسباب عزة المسلمين وشرفهم أن يقدموا الإسلام في هذا المستوى؟؟ أليست الكرامة البشرية تتحقق أكثر وتتأكد أكثر إذا دُعيت البشرية في مستوى الحرية، والاسماح، فاستجابت للدعوة؟؟ فالشيخ المطيعي إنما يدعو دعوة الجماعات المتطرفة بمصر، إلى الجهاد بالسيف، الذي انتهى إليه القرآن المدني، فيرفض الرجوع إلى القرآن المكي الذي يقوم على الدعوة بالاسماح، والاقناع، والتي بدأت بها الدعوة بمكة.. فقد جاء في كتاب "الفريضة الغائبة" وهو مذهبية هذه الجماعات،: (فنحن لا نبدأ بما بدأ به النبي، ولكن نأخذ بما انتهى إليه الشرع) انتهى.. يجري ذلك من هذه الجماعات ومن الشيخ المطيعي من غير فهم لمرحلية الجهاد الأصغر ـ الجهاد بالسيف..
    ثم إن هذه الدعوة إلى استخدام العنف في الدعوة إنما تتناقض مع النهج الإسلامي للدولة كما يمثله كتاب "النهج الإسلامي لماذا؟؟" فقد جاء في صفحة 416: (إن العودة بالأمة للإسلام بعد ليل الاغتراب الطويل إنما ينبغي أن تبدأ، ومرة أخرى، كما بدأت الدعوة) وقال في صفحة 370 (هو الإسلام الذي قرّر أن يكون الالتزام وليس الإلزام هو مدخل الإنسان لقناعته حتى بوجود ربه) انتهى.. الا تشكل دعوة هذا الشيخ إلى أساليب العنف والإرهاب، ونبذ أساليب الحوار والإقناع خطرا أمنيا يسترعي انتباه المسئولين الأمنيين، لا سيما وهذه الدعوة تجري في مسجد كهذا له علاقة برئيس جهاز أمن الدولة؟؟ ثم ألا يسيء مثل هذا الشيخ إلى العلاقة بين الشعبين، وإلى التكامل المرتقب بينهما؟؟
    إن الشيخ المطيعي داعية من دعاة الهوس الديني يسعى لنقل موجته التي تجتاح مصر إلى السودان، وهو إنما يستغل منبر "مسجد التقوى"، وأجهزة الإعلام، ليعطي الشرعية لدعوة الهوس الديني حتى تنتشر إلى المساجد الأخرى، وإلى سائر المنابر العامة، فيقوى عودها، فتستفحل حتى تحقق مخططها في إقامة دولة الهوس بالسودان، كما كان مخططها في مصر.. ومن الغفلة ومن التفريط في المسئولية الوطنية والدينية أن يجد هذا الشيخ مسرحا لنشاطه الهدام في مساجدنا، وأجهزة إعلامنا.. ولماذا يسكت كبار المسئولين الأمنيين، والسياسيين، والإعلاميين عن نشاط هذا الشيخ؟؟ هل هي الغفلة؟؟ هل هو السقوط في قبضة الإرهاب الديني؟؟ أم هل هو التواطؤ؟؟ إن أيا من هذه الأسباب بسكوت هؤلاء المسئولين لكاف لتجريدهم من حق الاضطلاع بهذه المسئوليات الباهظة..

    من المسئول عن إعطاء الحرية لهذا النشاط الهدام؟؟
    هذا الشيخ المطيعي مشبوه الخلفية السياسية والدينية، كما أسلفنا، ومع ذلك يجد الفرصة في مسجد له علاقة بالنائب الأول، ورئيس جهاز أمن الدولة، فيدعو إلى إثارة الفتنة الدينية بين الشماليين والجنوبيين، وبين الجنوبيين أنفسهم، ويقوم بتكفير الطوائف الأخرى من المواطنين، ويدعو إلى استباحة دمائهم، ويحرّض المسئولين على مصادرة حرية الفكر والعقيدة، وينعي عليهم تقصيرهم في مسئولياتهم في تدخّل سافر في شئوننا الداخلية.. وذلك مما أكسب نشاطه هذا صفة الشرعية فشجّعه على التمادي فيه، فصعّده إلى التلفزيون، في أحاديث مسلسلة، استهدفت تشويه فكر طائفة من المواطنين محرومة من حق الدفاع عن نفسها، لا من منبر هذا المسجد ولا من خلال هذه الأجهزة، كما استهدفت تحقير معتقدات، ومقدسات هذا الشعب، المتمثلة في تراثه الصوفي.. وهو يدعو إلى الإكراه الديني بدلا عن الاسماح الديني في بلد متعدد الثقافات، يسعى لتحقيق الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي بين أجزائه، وأفراده.. وكل هذه جرائم تمس الوحدة الوطنية، والحقوق الأساسية للمواطنين، وسياسة الدولة العامة، وتهدد مكتسبات هذا الشعب، وأمنه، واستقراره، ووحدته.. وهي جرائم تقع في مثل هذا المسجد فلا تجد رقيبا ولا حسيبا.. إن خطب هذا الشيخ وأحاديثه لا بد أن تكون قد بلغت النائب الأول، وهو أيضا المسئول الأول عن الأمن، في البلاد، كما بلغت سائر المواطنين من أجهزة الإعلام.. ألم تكن المسئولية السياسية والأمنية للنائب الأول تقتضي وقف نشاط هذا الشيخ من أول بادرة هدامة له في هذا المسجد؟؟ ألا تفرض هذه المسئولية السياسية والأمنية على النائب الأول رعاية حقوق المواطنين فلا يجري النيل من طائفة منهم من منبر يقع تحت سمعه وبصره، وهي لا تملك حق الدفاع عن نفسها من هذا المنبر؟؟ ألا يعتبر التفريط الذي أدى إلى توسيع نشاط هذا الشيخ، وهو يثير الفتنة الدينية، تفريطا في أمن البلاد، ووحدتها؟؟ ألم يعط هذا المسجد صبغة شرعية وجواز مرور لهذا الشيخ ليصعّد نشاطه الهدام في أجهزة الإعلام؟؟ ومن المسئول عن هذا المسجد؟؟ أليست للنائب الأول أية مسئولية عنه؟؟ أليس لنشاط هذا الشيخ، في إثارة الفتنة الدينية، تبعات خطيرة تمتد المسئولية عنها إلى النائب الأول بما له من علاقة بالمسجد الذي تصاعد منه هذا النشاط؟؟ ثم أليس التفريط في المسئولية السياسية والأمنية، والذي يترتب عليه خطر يتهدد وحدة البلاد، وأمنها، من هذا المنبر الرفيع في الدولة مما يجعل صاحبه غير جدير به؟؟
    ثم أليس السيد وزير الإرشاد والإعلام، ومعه المسئولون الإعلاميون مسئولين عن التفريط في رسالتهم الإعلامية بإتاحة الحرية التامة في أجهزة الإعلام لهذا الشيخ ليقوم بنشر دعوته إلى الفتنة الدينية وإلى تحقير المعتقدات الروحية لهذا الشعب؟؟ أليست أجهزة الإعلام من الخطورة على تربية هذا الشعب بحيث لا يسمح لها بما يسيء إلى هذه التربية؟؟ وكيف تظل أجهزة الإعلام موصدة أمامنا، نحن المواطنين السودانيين، فنُسلب حقنا الأساسي في التعبير، ليُعطى لأجنبي يسيء استخدامه، فيستغله ضد مصلحة هذا الشعب؟؟ وكيف نُحْرم من أبسط مقتضيات العدالة، فلا نُعْطى مجرد حقنا الطبيعي للدفاع عن أنفسنا، من هذه الأجهزة، بينما تُطْلق يد هذا الشيخ ليمارس تشويهه لفكرنا، ولإثارة الفتنة الدينية ضدنا، على أوسع نطاق، وبصورة منظمة، متصاعدة، من هذه الأجهزة؟؟ ألا تفرّط هذه الأجهزة بذلك في حق أساسي للمواطنين، وتشارك هذا الشيخ في التبعة المترتبة على نشاطه، والمهددة لأمن البلاد، والمخلّة بتربية الشعب؟؟ ألا يجب إعادة النظر في السياسة الإعلامية، وفي رسالة المسجد، حتى تخدما، وعلى أيسر تقدير، سياسة الدولة العامة المعلنة؟؟ ثم لا بد من التحقيق مع سائر هؤلاء المسئولين في هذا التفريط والتقصير في المسئوليات الجسيمة التي يتولونها.. إننا لسنا هنا بصدد حقنا القانوني، وإن كنا نعلم أن هناك مخالفات خطيرة قد وقعت في حق البلاد، وفي حقنا.. ولكننا إنما نتخذ نشاط هذا الشيخ نذيرا بما ينتظر هذه البلاد من مغبة الهوس والإرهاب الديني لو قدّر له أن يتحكّم في مصير هذه البلاد.. كما أننا لا ندعو إلى قمع وكبت اتجاهات الهوس بقدر ما ندعو إلى الحوار، وعلى أساس العدالة والتكافؤ بين الدعوات الدينية، فإن الوعي الديني الصحيح هو السبيل للقضاء على الهوس والإرهاب.. غير أنه لا بد من تدخل سياسي وأمني لوقف أي جنوح لاتجاهات الهوس والإرهاب، حتى يؤدي مناخ الإسماح، والحوار أغراضه في تسليح الشعب بالوعي الديني والسياسي الصحيح..

    تحركات الهوس الديني ضدنا في مصر:
    استطلعت جريد "المساء" المصرية، ذات الاتجاه الديني السلفي، بتاريخ 16ـ3ـ1983 طائفة من رجال الدين الأزهريين حول التحقيق الصحفي الذي نشرته للأستاذ محمود محمد طه بمجلة "الوادي" في عددها الأخير، مارس 1983، والذي أوقفت من الصدور بعده.. وقد ذهب الاستطلاع مذهب الشيخ المطيعي في التشويه، والتكفير، والإثارة مما يدل على وحدة اتجاهات الهوس. فقد زعم الشيخ "د. الحسيني هاشم" الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنه حينما كان أستاذا بجامعة أم درمان فوجئ بأن الأستاذ محمود (يعلن أن الصلاة ليست لها قيمة إذا وصل الإنسان إلى درجة الصلاح والاتصال بالله) انتهى.. ولكن هذا الشيخ لم يستند في هذا الاتهام الباطل إلى أي نص من مصادرنا، وقد أغفل سائر ما قاله الأستاذ محمود عن صلاة التقليد، وعن صلاة الأصالة.. ومنه قوله في كتاب "من دقائق حقائق الدين" عن تقليد النبي الكريم: (فنحن يجب أن نقلده في صلاته ليصبح لنا حظ من حاله.. فهو يعرج بصلاة معراجه إلى صلاة صلته.. فحاله الفردية دائما.. ونحن حين نتقن تقليده في هذا المستوى تتم لنا الجمعية بعد التشتت، وتتم لنا السلامة الداخلية بعد الانقسام.. فنكون بذلك قد جوّدنا التقليد حتى أدّى بنا إلى الأصالة، وعند الأصالة يسقط عنا التقليد، ولا تسقط عنا الصلاة، لأن الصلاة الحاجة إليها قائمة قياما سرمديا، ولكنها تلطف، وتدق كل حين) انتهى.. فهل من يقرأ هذا الكلام، بأمانة علمية، يحق له أن ينسب إلى صاحبه أنه (يعلن أن الصلاة ليست لها قيمة إذا وصل الإنسان إلى درجة الصلاح والاتصال بالله)؟؟ ويقول الشيخ "د. الحسيني أبو فرحة" عميد كلية الدعوة الإسلامية عن الأستاذ محمود (يريد النيل من القرآن فيدّعي أنه ينقسم إلى أصول وفروع) انتهى.. وذلك من غير أن يقيم أدنى دليل، أو يقدم أية حجة على دعواه بأن القرآن مستوى واحد لا أصول فيه ولا فروع.. وهل يمكن أن يتساوى عمل النبي، في خاصة نفسه "السنة"، مع مستوى عمل الأمة "الشريعة"، وكلاهما يستند على نصوص القرآن؟؟ أليست آية زكاة النبي (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) هي الأصل بالنسبة لآية زكاة الأمة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم، وتزكيهم بها)، وهي الفرع؟؟ ويمضي هذا الشيخ فيقول عن الأستاذ محمود أنه (يحارب الجامعات الإسلامية، ومنها جامعة الأزهر، والكليات الإسلامية بالسودان باعتبارها معاقل للفكر الإسلامي التي تضم خيرة علماء السودان) انتهى.. وهنا لا بد من كلمة عن الأزهر، وعن نمط التعليم الديني الذي يمارسه، وعن تاريخ الأزهر في تكفير معارضيه، وفي تملّق حكامه.. ذلك بأننا لا نناهض الأزهر إلا بما يشكله من عقبة في سبيل البعث الإسلامي الصحيح..


    الأزهر لا يمثل الإسلام:
    يفرض الأزهر صورة منكرة من الإرهاب الديني بمصر، فيحتكر الحديث باسم الإسلام، ويجنح إلى تكفير كل خارج على سلطانه.. وهذه القداسة الزائفة قد امتدت إلى رصيفاته من المؤسسات الدينية في البلاد الإسلامية، ولا سبيل إلى بعث الإسلام إلا بتحطيم هذه القداسة، ووضع الأزهر في إطاره كمؤسسة حفظت التراث الديني حينا من الدهر، ثم تحجرت، وتجمدت، فلم تعد صالحة لتقديم الإسلام في مستوى حل مشكلات الفرد، أو الجماعة، المعاصرة.. فماذا فعل الأزهر طوال الألف عام من عمره نحو إصلاح الحياة المصرية وهي تتداعى في الانحطاط الديني، وتعيش على أخلاط من قشور الحضارة، وقشور الدين.. حتى لقد إيفت هذه الحياة المصرية بشر مستطير يتهدد تقدمها، ومصيرها، وهو شر التطرف الديني والهوس الديني.. والأزهر هو المسئول الأول عن ظهور جماعات الهوس الديني، بما يقدمه من صورة شائهة للإسلام صرفت الشباب عنه، وبما يفرزه هو نفسه، من اتجاهات التكفير والارهاب.. ويقوم نمط التعليم الديني في الأزهر على أسس مناقضة تماما لنهج التعليم الإسلامي.. فالتعليم في الأزهر إنما يقوم على التحصيل النظري في اجترار المطولات الفقهية، وأخلاط المتون والحواشي.. بينما يقوم التعليم في الدين على الهيئة والقدوة.. والقاعدة فيه من القرآن (واتقوا الله ويعلمكم الله، والله بكل شئ عليم)، ومن الحديث النبوي (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم).. أي من عمل بعلم الشريعة، وهي علم ما لا تصح العبادة إلا به، في بساطة شديدة، علّمه الله علم الحقيقة، وهو الذي لا تصح العبودية إلا به.. فديننا علم، وعمل بمقتضى العلم.. فلم يكن الدين تحصيلا، أو شهادة، أو حرفة.. وللأزهر، بذلك أكبر الأثر في ظهور أو اتشار طبقة رجال الدين، الغريبة، الوافدة على ديننا، من اليهودية والنصرانية.. أما مادة التعليم في الأزهر، فهي، أساسا، الفقه.. والفقه في أخريات الأيام، قد تشعّب وتعقّد، وصار قولا بالرأي ففارق حكمة الشريعة، وروح الدين.. ومن هذه المفارقات ما يتعلمه، وما ينشره الأزهريون من بعض صور الفقه التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الزوج والزوجة.. فعن شروط استحقاق نفقة الزوج على الزوجة ما جاء في كتاب "الأحوال الشخصية حسب المعمول به في المحاكم الشرعية المصرية والسودانية" لمعوض محمد مصطفى سرحان.. فقد جاء في صفحتي 236، 237: (استحقاق النفقة منوط باحتباس مشروع أو استعداد له يستطيع الزوج أن يصل به إلى حقه في الاستمتاع متى أراد) انتهى.. فهم لا يعرفون من حكمة الحياة الزوجية سوى الاستمتاع.. أكثر من ذلك!! فإن هؤلاء الأشياخ يتتلمذون على فقه يرى ألاّ نفقة على الزوج للزوجة أثناء مرضها، كما ليس من حقها عليه شراء الدواء لها لعدم صلاحيتها للاستمتاع!! (الجزء الرابع، الفقه على المذاهب الأربعة).. ألا تفارق هذه الصورة الفقهية المتخلفة مفارقة تامة حكمة الشريعة وروح الدين، المتمثلة في قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة، ورحمة..)!!
    وتاريخ الأزهر كله، إنما هو تاريخ الإرهاب، والتكفير، في مصر.. فقد كفّر الأزهريون الشيخ عبد الرازق، ومحمد رشيد رضا، ووصموا عمر لطفي المحامي بالإلحاد لدعوته إلى إقامة الجمعيات التعاونية، وكفّروا طه حسين، وقاسم أمين، ولم ينج من طائلة الاتهام بالخروج على الدين حتى جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده.. فلم يكن بدعا أن يصدر الأزهر فتوى في تكفيرنا، وكان آخر ضحايا الإرهاب الديني توفيق الحكيم..
    وتاريخ الأزهر هو، أيضا، كله السير في ركاب السلطة، وتمليقها، والافتاء وفق أهوائها. فقد قام علماء الدين المصريون بتخذيل ثورة الشعب المصري بالحملة الفرنسية ببيانهم الذي جاء فيه: (ونصيحتنا لكم ألا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (تاريخ الجبرتي).. وقد استصدر منهم الاحتلال الانجليزي عام 1914 بيانا يدعو الشعب إلى (إطاعة الحكومة) ("حوليات مصر السياسية" لأحمد شفيق باشا).. وقد قال شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي في تمجيد فاروق (إنه مثال من مثل الخير العليا، وصورة كاملة من صور الفضيلة المحببة للنفوس) ـ (مجلة الأزهر 1139).. وكتبت مجلة الأزهر عام 1963 مقالا بقلم رئيس تحريرها أحمد حسن الزيات يفضّل فيه اشتراكية جمال عبد الناصر على اشتراكية محمد بن عبد الله!! وقال، في معرض نقاشه مع العقاد حول تلك المفاضلة (إن وقفة جمال عبد الناصر في ميدان التحرير تعدل كل العهود التي انكفأ العقاد يؤلف عبقرياتها)!! مع أن من بين تلك "العبقريات" "عبقرية محمد"!! وكتبت مجلة الأزهر بتاريخ 2ـ6ـ1962 في وصف ميثاق عبد الناصر بقولها (إن ميثاقك الذي عاهدت الله على الوفاء به، وعاهدك الشعب على اللقاء عليه، حروف من كلمات الله، لم يؤلفها أحد قبلك في أي عهد لا في القديم، والحديث، لا في الشرق والغرب!!). ودعا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر في مجلة الأزهر ديسمبر 1960 إلى طاعة الحكومة بقوله (ما دام عملها في المصلحة العامة) وأردف (لا فرق في ذلك بين حكومة علمانية أو حكومة دينية) انتهى..
    ألا يكفي هذا التاريخ غير المشرّف للأزهر لأن تتحطم من حوله القداسة الزائفة وأن تكشف مفارقاته، بغية أن يجيء البعث الإسلامي على جادة الدين؟؟ ألسنا محقين إذ نناهض الأزهر والمؤسسات الدينية الرصيفة له في البلاد الاسلامية، وهي، بذلك إنما تشكّل معوقا أساسيا للبعث الإسلامي الصحيح؟؟

    إيقاف مجلة "الوادي" وحرية الفكر والصحافة:
    وادعت جريدة "المساء"، في ذلك العدد، أن إيقاف مجلة "الوادي" قد ارتبط بالتحقيق الصحفي الذي نشرته المجلة للأستاذ محمود محمد طه، وهي تحسب أن ذلك (لطمة ) على حد تعبيرها لجريدة الأهالي (الشيوعية) التي ادعت أن الإيقاف تم بسبب نشر مذكرات لجمال عبد الناصر على حلقات.. ومهما كانت دوافع إيقاف المجلة فإن تهليل جريدة المساء به إنما يدل على العقلية الدينية التي تسود مصر والتي لا تعرف سوى الإرهاب، والكبت، كما يشكل هذا الإيقاف مصادرة لحرية الفكر، والصحافة، وهي بداية غير حميدة لمسار العلاقات بين البلدين تحت ظل التكامل، حيث أن هذه الحرية هي المناخ الذي تترعرع فيه الوحدة الفكرية المرتقبة بين البلدين..

    خاتمة:
    لقد وقع على هذه الدعوة من التشويه ما لم تمتحن به دعوة في التاريخ.. ولقد وقع هذا التشويه أكثر ما وقع، على حواشي هذه الدعوة ـ وقع على المعارف من التشويه، ما صرف كثيرا من الناس عن جوهرها.. هذا مع أن هذه المعارف لم يرد بها إلا إلى الدلالة على هذا الجوهر، وإلا إلى شحذ الهمم للإلتزام به.. وجوهر هذه الدعوة هو طريق محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هو تجويد إتّباعه وإتقان تقليده، بغير زيادة، أو نقصان.. ذلك بأن طريق محمد هو باب الدخول على الحضرة الإلهية، وهذه المعارف ما هي، في حقيقة الأمر إلا ثمرة العلم اللدني المكتسب من السير في طريق محمد.. قال تعالى: (واتقوا الله، ويعلمكم الله!! والله بكل شئ عليم) أي اعملوا بالشريعة، أول الأمر، ثم بالسنة النبوية، آخر الأمر، في إتقان واع، ويعلّمكم الله العلم اللدنّي، على تفاوت بين الحالين.. والعلم اللدنّي هو العلم الذي يؤخذ عن الله، من القرآن، بغير واسطة.. وفي هذا المستوى يجيء قول النبي الكريم (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم).. هذه الدعوة التي ندعو بها إنما هي، وحدها، اليوم، المهدية بمحمد، والهادية إليه، على هدى، وعلى بصيرة.. وهي، وحدها، اليوم، التي تقدم المعرفة التامة بمحمد ـ مقاماته القائمة بين ربه وبين خلقه، وشمائله الدالة على كمال حريته، ومناهج السلوك على طريقه، ودقائق الأدب معه..
    ولكن كثيرا من الناس، وبخاصة (العلماء)، لعله لتنكبهم الجادة، لم تسترعهم هذه الدعوة إلى الطريق النبوي، ولم تحملهم على أخذها مأخذ الجد، فذهبوا يتسقطون الشبهات التي تثار حولها، فيصرفون معارفها عن غير وجهها، ويشوهونها، ويحجبون أنفسهم، ويحجبون غيرهم عنها.. ولو أمعنوا النظر، وأنصفوا الحكم، لما وجدوا أنها هي سوى (طريق محمد)، حيث تطالعهم هذه الدعوة في كتاب "طريق محمد" للأستاذ محمود محمد طه بقولها: (ثم أما بعد، فإن هذه دعوة إلى الله، داعيها محمد، وهاديها محمد.. وهي دعوة وجبت الاستجابة لها أمس، وتجب الاستجابة لها اليوم، كما وجبت أمس، وبقدر أكبر، إذ الحجة بها اليوم ألزم منها بالأمس. ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) وإلا فلا.. يا أهل القرآن، لستم على شئ، حتى تقيموا القرآن. وإقامة القرآن كإقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم، وأول الأمر في الاقامتين، اتباع بإحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، وأقام الصلاة، وهدى إلى ذلك البصائر والأبصار، إنه سميع مجيب.)..
    فهذه الدعوة، بما هي، في جوهرها، السير الجاد الواعي في طريق محمد، قد وقفت بهذا السير على أسرار القرآن، فقدمت فهما رشيدا، ودقيقا له.. والقرآن (لا تنقضي عجائبه) كما قال النبي الكريم.. فبقدر حسن الاتباع، والأدب مع النبي يتأتى حسن الفهم عن الله من القرآن.. وقد قال علي بن أبي طالب (ما عندنا شئ أسرّه إلينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سوى كتاب الله تعالى إلاّ أن يؤتي الله عبدا فهما من كتابه).. وهذا الفهم الذي تقدمه هذه الدعوة إنما يتوفر على حل مشكلات الأفراد، والمجتمعات المعاصرة، والتي تختلف عن مشكلات الأفراد والمجتمعات الماضية، كل الاختلاف فيتوفر على إقامة المدنية الكوكبية الجديدة، على تزاوج وشيج بين الحضارة والدين..
    ولكن كثيرا من "العلماء" قد حمله سوء الفهم، أو سوء القصد، أو الاثنان معا، على إنكار هذه الدعوة، وعلى تشديد النكير عليها، فشوهوها، وذهبوا، هم أنفسهم، ضحية لهذا التشويه، حتى انصرفوا عن النظر فيها، ووطنوا أنفسهم على حربها.. وإذا كان هؤلاء "العلماء" أصحاب مصلحة في تعويق مسعى هذه الدعوة، وفي الائتمار عليها، وهم يجدون تعارضا بين مصلحتهم وبينها، فينظرون إليها نظرة الضّرة إلى الضرّة، فما بال المثقفين والمسئولين يسقطون تحت قبضة الإرهاب الديني فيلوذون بمؤامرة صمت مطبق نحو الصراع بين هذه الدعوة، وخصومها، وهو صراع ليسوا هم بمنجاة عن تبعاته من حيث هو صراع حول قيمة الحرية، أو هم يسلّمون أمر دينهم لهؤلاء "العلماء" وهم يحسبون أن الدين هو "العلماء"، فيتركون ساحة الدين لاحتكار "العلماء"، فيمنحونهم أوسع فرص التعبير، وأفعلها أثرا، بينما هم يحجرون على دعوتنا أية فرصة لممارسة حقها الأساسي في التعبير، أو أبسط حقوقها في الدفاع عن النفس..
    فمتى يعلم هؤلاء وهؤلاء أن الإبطاء في الاستجابة لهذه الدعوة، ناهيك عن إنكارها، أو تخذيلها، أو الائتمار عليها إنما هو تفريط في الدين لا يورث سوى المقت الإلهي؟؟ (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب، وهو يُدعى إلى الإسلام، والله لا يهدي القوم الظالمين..)

    هذا الكتاب
    • مخطط الهوس الديني يستهدف الفكر الجمهوري
    • تشويه الشيخ لرأينا في ظاهرة الهيبيز!!
    • تشويه الشيخ (للحرية الفردية المطلقة)!!
    • تشويه الشيخ (لصلاة التقليد)!!
    • من المسئول عن التمكين للهوس الديني في بلادنا!!
    • موجة الهوس الديني في مصر
    • الشيخ المطيعي عنصر من عناصر الهوس الوافدة
    • الأزهر لا يمثل الإسلام
    • إيقاف مجلة (الوادي) وحرية الفكر والصحافة


    الثمن 2 جنيه
                  

العنوان الكاتب Date
الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-16-14, 06:06 PM
  Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع علي دفع الله11-16-14, 06:36 PM
    Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-16-14, 08:31 PM
      Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-16-14, 08:36 PM
        Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-16-14, 08:43 PM
          Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-16-14, 08:48 PM
            Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع مني عمسيب11-16-14, 09:57 PM
              Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-17-14, 03:20 PM
                Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-18-14, 07:35 AM
                  Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-18-14, 07:38 AM
                    Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبد الحي علي موسى11-18-14, 08:56 AM
                    Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عصام علي أحمد11-18-14, 09:11 AM
                      Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Ahmed Alim11-18-14, 10:15 AM
                        Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالله عثمان11-18-14, 12:03 PM
                          Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع نصر الدين عثمان11-18-14, 01:10 PM
                            Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef11-23-14, 07:44 PM
                              Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Khalid Elmahdi11-25-14, 09:07 AM
                                Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالمنعم العوض11-26-14, 07:59 AM
                                  Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالمنعم العوض11-30-14, 08:24 AM
                                    Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالله عثمان12-01-14, 08:15 AM
                                      Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالله عثمان12-01-14, 08:50 AM
                                        Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالله عثمان12-01-14, 10:42 AM
                                        Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالله عثمان12-01-14, 11:05 AM
                                          Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع عبدالله عثمان12-02-14, 07:07 AM
                                            Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef12-13-14, 10:52 PM
                                              Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef12-13-14, 10:57 PM
                                                Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef12-13-14, 11:00 PM
                                                  Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef12-13-14, 11:02 PM
  Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef01-10-15, 03:31 AM
    Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef01-10-15, 03:36 AM
      Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Khalid Elmahdi01-10-15, 06:25 AM
        Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef01-15-15, 03:45 AM
          Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef01-15-15, 07:32 PM
            Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef01-16-15, 03:59 PM
              Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع اْسامة اْباّرو01-16-15, 05:37 PM
                Re: الذكري ال 30 للاستاذ محمود محمد طه فالنوقد الشموع Sabri Elshareef01-16-15, 06:34 PM
                  Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بمناسبة الذكرى ال 30 لإستشهاد الأستاذ Sabri Elshareef01-23-15, 03:08 AM
                    Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بمناسبة الذكرى ال 30 لإستشهاد الأستاذ Sabri Elshareef01-23-15, 05:57 PM
                      Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بمناسبة الذكرى ال 30 لإستشهاد الأستاذ Sabri Elshareef01-26-15, 04:37 PM
                        Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بمناسبة الذكرى ال 30 لإستشهاد الأستاذ Sabri Elshareef05-03-15, 00:31 AM
                        Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بمناسبة الذكرى ال 30 لإستشهاد الأستاذ Sabri Elshareef05-03-15, 00:31 AM
                          Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بم� Sabri Elshareef08-30-15, 05:45 AM
                            Re: محاضرة البروفيسور عبدالله أحمد النعيم بم� Sabri Elshareef08-30-15, 07:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de