|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
الأخ محمد عبدالجليل رجلٌ مجردٌ من الشوائب لا بل خالٍ منها نقىٌ مستساغ لا يمكن أن تمله أبداً ينزع الحكمة من سلوك الترابله ومن عفويتهم ويجد فيهم حقيقة الحياة وحقيقة لونها ومذاقها ويصيغ لك ذلك بتصويرية تجعلك تجتر ملابسات تلك الدهشه حتى تتعبى ذاتك دهشة ودهشه فيا خلف محمد من بشرٍ يُعمرو الأرض أين ما ذهبو.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
نوافذ مفتوحة =========== يحيى فضل الله =========== عادل القصَّاص والحِصَّة قِصَّة (2) ============================
(وكان الزمنُ ضنيناً ، كان السعيُ حثيثاً لتهشيمِ الحلم ، وكنتم أربعة ؛ وحين يحاصركم الزمنُ الردئُ بالتراكم ، كنتم تلجأون إلى بيتِ زهراء ، تُدارون أحلامَكم بالعرق ، والقصائد ، وبالبكاء السرِّي . وكان النضوبُ قد تَسلَّلَ إلى أحلامِ بعضِكم ؛ فتململوا . قال فريد : "إنِّي أختنق ، ضاقت" . قال عبد الرحيم : "استحكمت" . قال فريد : "لم يعُدِ الانتظارُ مُجدياً . وكان خالد متواطئاً بالصمت . قال عبد الرحيم : "من ناحيتي ، قرَّرتُ الهجرة" . وقلتَ أنتَ : "طالك الخيارُ البشع" ! قال عبد الرحيم : "ولكن ماذا نفعل" ؟ وقلتَ أنتَ : "ليس للتماسكِ حدود" .
هذا المقطع القصصي المُشْبَع بالحوار ، اخْتَرْتُه من النصِّ القصصي لعادل القصَّاص "نشيد التماسك وزهراءُ التي تعرف كيف تضحك ويترقرقُ صوتُها من فمِك" ؛ هذا النصُّ القصصي مؤرَّخٌ بتاريخ أغسطس 1986م ؛ وهو نصٌّ مُدَجَّجٌ بتساؤلاتِ الهجرة ، ذلك الخيار البشع ، كما وصفها النصُّ نفسه ؛ وبالإشارة إلى تاريخ كتابته ، وفي البالِ كثافة الهجرة في الزمن الراهن السوداني ، نجد أن هذا النصَّ القصصي يذهبُ نحو التماسِّ مع موضوعةِ الهجرة الراهنة ؛ زمنُ كتابةِ النصِّ هو زمنُ بداياتِ الديمقراطية الثالثة - أغسطس 1986م - لو حذفنا هذه العلامة التاريخية عن هذا النصِّ وحاولنا قراءته خارج هذه العلامة التاريخية ، حتما سنجد أننا نقرأ في هذا الزمن الراهن المُدَجَّج بالهجرة ؛ هي تلك القدرة الجمالية التي يمنحها النصُّ القصصي الجدير بتفعيلِ حيويته خارج قيود الزمن أو قل هو ما نسميه بالاستشراف . على كلٍّ ، ها نحن قد أُجْبِرنا على هذا الخيار البشع ، ولكننا نملك قدرةً أن نتلاقى في المنافي ، ونُجَمِّلَ تفاصيلَ حياتِنا بآيديولوجيا ذلك الحنينِ المُثمر . خرج عادل القصَّاص من السودان في نهاية أكتوبر 1991م ؛ وتجوَّل أوَّلاً في منافي ذاتِه ، وتقاذفته أماكنُ أخرى له معها ذاكرةُ قاصٍّ أو ذاكرةُ روائيٍّ ، ستأتي لاحقاً تلك التفاصيل حول منافي عادل القصَّاص ، تلك التي حتماً قد جادلته وجادلها بغُربةٍ حريفة وحنينٍ مشبوب ، وبينهما تتراوح تلك الرغبة في الكتابة .
عادل القصَّاص ، متى تحسَّسْتَ علاقتك بالكتابة ؟
عندما أخذتِ الطفولةُ تنزوي ليتفتقَ الصبا ، كان الشعرُ يتَسرَّبُ حثيثاً إلى مسامِّي ، يهفهفُ وجداني ، ينعشُ خيالي بعوالمَ من تموُّجِ الكينونة ، من بهجةِ اللغة ، من طربِ التخليق ، من بعضِ أسرارِ الندى ومن القصيدةِ الأولى والأخيرة وما بينهما - المرأة - فالشعرُ يُتْقِنُ المرأة ؛ وإذ يكون المرءُ مِنَّا في مرحلةِ المراهقة بطزاجتها ، نزقها ، أحلامها ، أوهامها ، فإن دواخله تتأجَّج بالمرأة ، الحبيبة الحقيقية والمُتَوَهَّمَة ؛ وغالباً ماتكون وسيلته التعبيرية ، البديهية ، وجدانه المنفعل ، متمثلةً في الشعر ؛ فنحن مجبولون على الشعر ، ذلك أننا كجزءٍ من مجتمعٍ شفويٍّ تنهضُ تربيتنا ثقافياً وإبداعياً على الثقافة العربية الإسلامية ، الناهضة بدورِها على سيادة الشعر ؛ فكتبتُ أولَ ما كتبتُ شعراً ، ولم يكن كلُّه ركيكاً ؛ غير أن الجزء الذي اعتقدتُ في مجانبتِه للركاكة ، كانت سطوةُ القصيدة التقليدية والقصيدة النزارية ثم الدرويشية عليه طاغية ، وكنت أحسُّ بشيءٍ من عدم الرضا شبه الغامض تجاهه ؛ وقد تيقَّنتُ ، بدرجةٍ أو بأخرى ، من عدم رضائي ذاك حين ضاهيته ببعضِ النثريات التي كنتُ أكتبها في نفسِ تلك الفترة : كالخاطرات والرسائل الغرامية التي بدت لي أكثر جديةً وجاذبية . فكففتُ عن كتابته التي رافقتني إلى نهاية مرحلة الدراسة الثانوية العامة أو المتوسطة بمصطلح اليوم، لأتَّجِهَ نثراً، وقد تأكَّدتُ من صحَّة هذا التوجُّه، حينما عرضتُ قطعةً نثريةً لي - لم تكن قصَّة - على بعضِ الذين سبقوني إلى حقلِ الأدب ، أذكر منهم الأساتذة بشَّار الكتبي ، عبد الوهاب حسن خليفة ، أحمد عبد المكرَّم ، أحمد المصطفى الحاج ومحمد نجيب محمد علي ، الذي قام بنشرِها في "مجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح" في مطلع ثمانينات القرن الذي مرَّ منذ قليل ؛ فأوغلتُ نثراً دون أن أبرح الشعرَ قراءةً ، لذَّةً ، انفعالاً ، اشتهاءً ونوايا ، إلى الدرجةِ التي جعلت أثر امتلائي به يطلُّ من أسلوبي السرديِّ – القصصي .
بإلفةٍ تلقائية ، يتجاور السرديُ والشعريُ في نصوص عادل القَصَّاص القصصية ، ولكن خارج ذلك الالتباس الذي أفقد النصوصَ ملامحَها الخاصَّة والمميِّزة لها ، مثل أنْ تجدَ كتابةً شعرية معنوَّنةً بقصَّةٍ قصيرة أو العكس ، ولكن هذه الجيرة الأليفة بين الشعري والسردي في كتاباتِ عادل القَصَّاص تمنحُ اللغةَ بُعْدَها الدرامي ، كي تمتصَ اللحظة أو الحدث أو الحالة .
(أشعر بحَنَقٍ أخضرَ على تلك الجارةِ اللعينة . لماذا لم تجئ إليك هي ؟ ثم ، إلى أيهنَّ ذهبتِ ؟ أإلى محاسن ، تلك التي صاحت – حال انتهائي من طلاءِ الغرفةِ الأولى : "لون فنان!" ، أم إلى سلوى ، تلك التي اتَّفقتْ معي على أن أطلي لها برندتها؟ ولِم لا – رغم أن ذلك يضايقني ، أيضاً – يحضُرن إليك جميعهن ؟ ليحضُرن مثلما – رغم أن ذلك يضايقني ، أيضاً – حضَرن إليك من قبل . كنتِ قد أعددتِ مُتَّكَأً لَكُنَّ في المطبخ ، يتواثبُ من أفواهكنَّ الضحكُ الغزير ؛ وأذكرُ أن أذنيَّ – وكنتُ وقتذاك أقوم بطلاءِ الصالون – خرجتا إليكنَّ ؛ جاستا في الضحكِ الغزير ؛ غربلتاه ؛ التقطتا ضحكتَكِ الفسيحة ؛ آه ، صفاء ، في أذنيَّ ، الآن ، حديقة . تمرَّدَتْ خيوطُ من الطلاء . انحدرتْ رأسياً أسفل الحائط . يبدو أنني شبَّعتُ الفرشاةَ بالطلاءِ أكثر مما يجب . (عن نصِّه "ذات صفاء ، ذات نهارٍ، سادسٍ، أخضرَ") لاحظ الكثافة الشعرية في العنوان.
(اقتربتُ منكما دون أن تشعرا بي . وكنتُ أمشي بحذرٍ ، خوفاً من ثرثرةِ العشب الجاف تحت قدمي . اقتربتُ منكما أكثر . تواريتُ خلف شلالٍ نباتي . اقتعدتُ كالراكعة . ومن ثقوبٍ صغيرة مبعثرة في ذلك الشلال النباتي ، طفقت أراقبكما ، ثم ... لا تحاول تمزيقَ لساني بهذا الخجل الاستنكاري الطافي على وجهك ! إذ عليك أن تحترمَ رغبتي في الاندلاق حتى النهاية ! ثم رأيتُ وجهَك يركعُ على وجهِها . زرعتَ في فمِها فمَك ، إذ أخذ وجهاكُما يتمايلانِ بصورةٍ عكسية ، وببطء ؛ وانبجستْ في داخلي لذَّةٌ غريبة ، حامضة ، حارقة) . (عن نصِّه "المرآة تعادي الارتباك واللوعة المكابِرة")
(خشيتُ أن أصيبَ مقترحَ الإلفة والمودَّة ، الفائحَ من سلوكها ، بشيءٍ من العرج . لهذا السبب لم أستطع ، مثلما كنتُ مقرِّراً ، أن أطلبَ إليها إتياني بكوبِ كابوتشينو ، عوضاً عن فنجانِ القهوة الذي جاءت به بالفعل) (عن نصِّه "صبَاحٌ مُشَوَّشٌ بنَزْعَةِ الظُّهْر")
(وكان الأوانُ أوانَ مضاجعةِ السماءِ للأرض ؛ وكان وجهُك مُضَرَّجَاً بالمطر وبالوسامة ؛ وكنتَ مُكَدَّسَاً بهَمِّكَ اليومي وبالقصيدة ؛ وكنت ممتلئاً بالتماسك حتى حدود حلمك النضيد ، حين ولجتْ قدماك بيت زهراء ؛ فتدفقتْ في أنفِك رائحةُ الأرضِ والحيطان المبتلتين ، ورائحة العرق الحادَّة والدفيئة ؛ ثم تمازجتْ تلك الروائحُ حتى صارت إلى رائحةٍ خلاسيةٍ مبهمة ؛ ومن بعيد ، فاحت إلى أذنيك ضحكةُ زهراء ؛ وكانت زهراءُ تعرف كيف تضحك ؛ وكانت ، حين تضحك ، يترقرقُ صوتُها في فمِك . (عن نصِّه "نشيدُ التماسك وزهراءُ التي تعرف كيف تضحك ويترقرقُ صوتُها في فمِك")
هكذا العبارة القصصية لدى عادل القَصَّاص محتشدةٌ بشفافيةِ الشعري – (فأوغلتُ نثراً دون أن أبرح الشعر قراءةً ، لذَّةً ، انفعالاً، اشتهاءً ونوايا ، إلى الدرجةِ التي جعلت أثر امتلائي به يطلُّ من أسلوبي السردي – القصصي) .
وهذا نصٌّ من الشعرِ الصافي لعادل القصَّاص :
بعضٌ من حالةِ كوني ، بعيداً ، أُحِبُّكِ ================================ صوتُكِ المُنْهَكُ – عبر السَّمَّاعَة – هل كان منهكاً من الشجن أم كان مُنْهَكَاً من الشجن ؟ لم أَنَمْ – منذ اللحظة التي رأيتُ فيها صوتَك – لم أَنَمْ ، برغم أنني كنتُ مُدَجَّجَاً بالبيرةِ والجِنِّ وسهرةِ الأصدقاء الواجدينني بصيصاً من الوطن ، لم أَنَمْ
هذي المسافةُ كَدَّسَتْكِ في عينيَّ مَرْجَاً للعابرين أنبتتكِ في لساني حديقةً للأصدقاء
أيتها الصافية هل أرضعتكِ الغيمة ؟ أحملك ، في لانسياني لك ، وفي حنجرتي السريَّة، لافتةً ضد القيظِ والنضوبِ والتلوُّث
أيتها المُضَرَّجَةُ بالانتظار الفَذِّ ضَعي ، نصبَ قلبِكِ ، أن الأخضرَ قادمٌ فأعدِّي ما استطعتِ من الندى ضَعي ، نصبَ قلبِكِ ، أن الأخضرَ قادمٌ فأعدِّي له ما استطعتِ من الحُدَا
يعترف عادل القَصَّاص بأنه مجبولٌ على الشعر فأسأله : لك علاقةٌ خاصَّةٌ جدَّاً بكتابة الشعر ، خاصةً في المنفى ، وقد تناسلتِ المنافي ؛ إضاءة على هذه التجربة..
على الرغم من أنني لا أرغب في التسرُّع بالتحدُّثِ عن تجربتي مع "الشعر الصافي" ، من حيثُ هو نوعٌ ذو كينونةٍ تليدة ووطيدة ، لأن هذه التجربة لم تتحدَّد ملامحُها وتقاطيعُها بعد ، بسببِ حصريةِ عددِ محاولاتي التي لا تتجاوز نصَّين شعريين حتى الآن ، إلَّا أنه من الممكن محاولة الكلام الجزئي عنها ، نهوضاً على الأحاسيس فحسب : أعتقد أن لتساؤلك -عن تأثير المنفى في صدورِ تلك المحاولتين عنِّي- حظاً وافراً من الصحَّة . إن المنفى ، بما هو مكابداتٌ روحية وغير روحية ، ممضَّةٌ وحارقة ، يكثِّف الشعور بالغياب والفقدان ، غياب وفقدان الوطن ، الحبيبة ، الأسرة، الأصدقاء ، الأمكنة ، الأشياء ، الروائح، النكهات ، إلى آخرِ قائمةِ الرموز والتقاطيع الوجدانية . بهذا المعنى ، كان ، وما يزال ، إحساسي بالغياب والفقدان يتواتر ، تتقاذف إلى داخلي ، مشتعلةً ، حِمَمُه ؛ أستغيثُ بالذاكرة ، فتتكاثف الرموز ، التقاطيع الغائبة ، يتعاظم الشعور بالفقدان ؛ أمتلئُ بذلك ؛ أحتقن ، حتى أكاد أنفجر .
إليَّ أيتها الأجنحة ، ولو كنتِ ، بعد ، نيئة ================================ ثمة من وجع ثمة من وجعٍ في الروح
يعُضُّني يعُضُّني هذا النُّوَاحُ السري
ما هذه الأشياءُ الراكضةُ – دوماً – أمام القلب ؟ أهي رقرقاتُ الإياب
كم أنا مُلَطَّخٌ بالمسافة !
للغيابِ لهجةُ المسامير يا أل : أُحِبُّكِ ما من شيءٍ – مثل عطرِ الحضور – يجلو الحبَّ خيالُ قُبْلَتِكِ ، الأخيرةِ ، في المطار ، ما يزال ماثلاً في شفتيَّ فهل أحسستِ – يا شهقةَ الطمي – بأنني أودعتُ تلك القُبْلةَ نوايا العشب ؟
اللعنة! أما كان بوسعي فعلُ شيءٍ آخرَ ، سوى اقترافِ السفر ؟
لِمَ ذَهَابُ الأمنياتِ حثيثٌ هكذا ؟
أما من أحدٍ يَدُلُّكَ ، أيها النيلُ، عليَّ ؟
خُلِقْتُ بلا إتقانٍ ، إذْ سُوُّيتُ من غير أجنحة
أوضَحُ مَلْمَحٍ فيَّ – الآن : عينٌ لاهثة
بحيرةُ تانا قريبةٌ من مُتَنَاوَلِ الجسد ينبغي للمقرنِ ، إذاً ، أن يتهيأ
صدريَ شاخِصٌ من ذراعيَّ يفوحُ رفيفٌ
كم أنا مُضَرَّجٌ بالقدوم !
شرايينُ يفوحُ منها الغياب ؛ مسامُّ يَنِثُّ منها الفقدان ؛ حواسُّ ، أي الحواس الخمسة ، أعني الحواسَّ السِتَّ – أهي سِتٌّ فقط؟ – تستعيرُ وظائفَ بعضها . خلال مكابداتٍ كتلك ، كهذه ، راودتني ، أكثر من مرَّة ، غوايةُ الألوان ، رغم أن آخرَ عهدٍ لي بالرسم – ممارسةً – كان قد مضى على إثر دخولي المرحلة الثانوية . اللعنة ! لِمَ لم أتعلمِ العزفَ على الكمان – الذي طالما رغبتُ فيه؟ حسناً ، فلأشرع في "كتابِ المنفى" ، تصوُّرُه شبهُ مكتمل ، هيكلُه لم يعُدْ ناقصاً بالقدرِ الذي يُزعِج ، بعضُ مادَّتِه متوفِّرة ، فماذا أنتظر؟ والرواية ، الرواية المؤجَّلة ، المؤجَّلة دائماً ، أولم يئنْ أوانُها بعد؟ فيما القصيدةُ بين هذا وذاك تعلنُ امتعاضَها من المراوغة التي تتبدَّى من خلال شهوتِها هنا وهناك ، بهذه الدرجةِ أو بتلك ؛ هي لا ترفض مهامَّ التخصيب ؛ غير أنها تطالب بكينونتِها العريقة والوطيدة ؛ وتظلُّ تهمس : "أيها المحتقن ، فلتَسَمِّهِ انتقاماً من المكابرة – لا مناصَ من القصيدة إلا بالقصيدة ، أيُّها المُوَارَبُ بالقصَّة .
إذن لابدَّ من أن يتحمَّل عادل القَصَّاص عبءَ "كتابِ المنفى" ؛ أن يتذوَّقَ معنى الغياب ؛ أن ينفلتَ من حضورِه – الغياب – ذلك الكثيف ؛ أن يبحثَ في عيونِ الحبيبة ، تلك الغائبة أو المحتملة ، عن نثيثِ الأمنياتِ وحفيفِ الأغنيات ؛ عليه – عادل القَصَّاص – أن يبحثَ له عن أجنحةٍ حتي يتهيأ المقرنُ – مقرنُ النيلين – حيث هناك وكده ، لقدومِه ؛ لا مناصَ من كتابة المنافي حتى يتأكَّد حضورُ الوطن ، ذلك المفقود ، يتأكَّد حضورُه في الذاكرة . أعرف يا صديقي عادل القَصَّاص أننا متهمون بالحنين ؛ وكما قال الصديق الراحل المقيم الشاعر عمر الطيِّب الدوش :
ولولا الذكرى مافي أصول ولولا الذكرى مافي وصول ولولا الذكرى مافي شجن
وهل تستطيعُ يا صديقي أن تحملَ الحبيبةَ في لانسيانِك ؟ ومؤلمٌ أن يهربَ ليلُ الحقيقةِ في اتِّجاهِ الذكريات ترى كيف نحلِّلُ لونَ الغياب ؟ ولا تزالُ النوافذُ مفتوحةً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
المنصور تحياتي تحياتي ..
خلف صمت محمد خلف عوالم غرائبية مسكونة .. قضيت معه أياما قليلة في دارهم (هو ونادية الرشيد) في لندن أسفي على مخطوطة كتاباته حول تجربة الطيب صالح الإبداعية .. قرأتها في تلك الأيام بربع تركيز فقد كنت في بداية زيارتي الأولى لمدينة الضباب .. وقلبي على المتحف البريطاني وبيت السودان وهايد بارك والستي سنتر.. لم أدر أن كل الصيد في مخطوطة محمد خلف التي غاصت في عوالم الطيب صالح لتخرج بما لم يخطر بخيال قاريء.. محمد الذهن المنفتح في وقت كانت تكبلنا فيه الايديولوجيا أم دق .. أشحت عن مكتبة خلف العامرة بآخر الدراسات الفلسفية والنقدية .. وكنت أقول في نفسي ما جدوى الجري وراء فلسفة ودراسات نقدية لا تسمن ولا تساهم في الثورة حسب يوحي به ضيق أفقي ووحدانية الاتجاه، حتى أصبح الصبح والسجن والسجان أصلب عوداً.. لك التحية ولمحمد خلف (الريّس*) ونادية وعادل القصاص وكان ما رجعتا قريب ثقوا بأني أعمل برنت أوت وأقرأ ما تسطرون وأدعوا لكم الله بالعافية وطول العمر في الكتابة.
* أبلغني الشاعر محمد مدني أن مجموعتهم الثقافية في الخرطوم سبعينيات القرن الماضي كانت تطلق على محمد خلف (الريس)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزي منصور استعصى عليَّ الردُّ على كوجان، فأنا لا أعرف، على وجه الدِّقَّة، ما معنى كلمة "سوسيقا"؛ وكنت أنتظر مساهمةً أخرى وعد بها، حتى أجد لي موطئَ قدمٍ أو سياقاً يقودُ إلى ردٍّ يليق بجرَّاح القلوب "شوَّاف الساكن الخافت"، حسب توصيفك الرائع له؛ فأرجو أن يفي ما يلي بالغرض، إلى حين عودتِه المنتظرة.
"السوسيقا" وعودة كوجان لو كنتُ قد قابلتُ صديقي الشاعر سيد أحمد علي بلال، كما كنتُ أنوي منذ وقتٍ ليس بقليل، لشَرَحَ لي برحابةِ صدرِه المعهودة، وبمعرفتِه الثرَّة بالكلماتِ العامية، معنى المفردة التي استعصت على فهمي المحدود لقاموس الكلماتِ غير الفصيحة؛ إلا أن ذلك لا يعني أنني غَفَلْتُ تماماً عن دلالاتِها التي أعان السياقُ على إدراكِ بعضِ مقاصدِها. ولو كان للهجةِ العامية السودانية موقعٌ على الشبكة يُعتمدُ عليه، لما استعجلتُ مقابلتي المُنتظرة مع سيد أحمد. ولو أنشأ تلميذٌ للبروفيسور عون الشريف قاسم (1933-2006) –هو صديقي الناقد والشاعر واللساني المرموق عبد اللطيف على الفكي- موقعاً، تقديراً وإحياءً لذكرى أستاذِه، لما تأخَّر ردِّي على كوجان. ففي انتظار عودته المحتملة، التي تُذكِّرُ بعودة الصحاب المُشْتَرَكين (شرف، أورديسي، سيد أحمد وفضيلي) ذات نهارٍ باردٍ بشوارع لندن المرتبطة في الذاكرةِ الشعرية والروائية بالضباب، يمكن للمرءِ أن يتكهَّن ببعضِ الدلالاتِ التي تجِدُ عوناً لها (في غيابِ "عونِ الشريف") من الجِرْسِ أو السياق. فمن الجِرْسِ، يُمكن أن تشترك الكلمة في القافية مع الموسيقى؛ وهي، كما جاء في قصيدةٍ من ديوان "والماء إذا تنفَّس" لسيد أحمد علي بلال، بعنوان "موسيقى": "الموسيقى لا تقولُ كلاماً ولكنها تَرْدِمُ الهاوية الموسيقى لا تقولُ كلاماً ولكنها تفتحُ الطرقاتِ ما بين مركزِ القلبِ وأطرافِه النائية الموسيقى لا تقولُ كلاماً ولكنها تَفْرُشُ الدَّربَ للقدمِ الحافية الموسيقى لا تقولُ كلاماً ولكنها تَصْحَبُ الروحَ وهي تعتلي القافية الموسيقى لا تقولُ كلاماً ولكنها تَمْنَحُ الصِحَّةَ والعافية" كما يمكن لكلمة "سوسيقا"، من جِرْسِها، خصوصاً إذا ما اعترتها إمالةٌ كبرى، أن تشتركَ في القافية مع مفردة "الهوليقا"، وهي أيضاً قصيدةٌ لصديقنا المشترك، سيد أحمد علي بلال، في ديوان "والماء إذا تنفَّس" (وهي مِنَصَّةٌ عالية لمراقبةِ الطير، تُثبَّتُ أعلى شجرتين متجاورتين، وتُوصَّلُ بها حبالٌ، تُعلَّقُ عليها علبٌ مليئةٌ بالحصى؛ وحين يُشدُّ الحبلُ، يُحدِثُ الحصى صلصلةً هائلة تُفْزِعُ الطيور، فتتركَ الحقل – وذلك حسب الشرح الذي زوَّدنا به مشكوراً الشاعرُ، على هامشٍ بصفحة 33 من الديوان): "قناديلُ الذُّرةِ كانت مُلَبَّنةً بيضاءَ وبعضُ الوقتِ للغَفلة وبعضُ الوقتِ للقَتَلة وللأبطال وما الراعي وما التَّرْبال غير غَمامةٍ قي البال" إلى أن يقول: "وفي إطلالةِ الذكرى على النِّسيان أرى الإنسان صبيٍّاً فوقَ هوليقا يهزُّ الحبلَ والكَشْكُوش يطْرُدُ من نهارِ الحقلِ طيراً لا يزورُ الحوشَ بين ضُحًى وقيلولة هَلَّلُويا... هَلَّلُويا" ويمكن أن تكون الكلمة، بحسب السياق، بمعنى قشعريرةٍ تسري في البدن (ومن هنا استدعاءُ كوجانَ إلى "نهاراتِ أكتوبرَ الباردة") أو لذَّةٍ تعصفُ بأجسادِنا النحيلة (ومن هنا استدعاءُ كوجانَ لمشاهدَ في شوارع لندنَ إبان ريعان الصبا في منتصف التسعينات). إلا أنه لا مناصَ من عودة كوجان، فهلَّا بحثت مسرعاً عن "كلمة السر"، وساهمت مجدَّداً في الركن، حتى نعرفَ سرَّ هذه الكلمةِ المدهشة، وحتى نُجدِّدَ على بركةِ القصَّاصِ ما انقطعَ من صلاتٍ، بلا سببٍ مُقنِعٍ لأيٍّ من الأطراف الناشطة في الحقل الثقافي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
عزيزنا خلف أحسب أن الهوليقا والسوسيقا نوبيتان والمطابق لهوليقا فى التعريب هى الحاحايه أو تلك المنصه العاليه التى ترصد بها حركة الطير فى الحواشه ومن ثم طرده إما بالمجداعه وهى حبل يفتل من خيط الدباره بطريقه معينه حيث تتوسطه بطريقه فنيه قاعده ليضع فيها الحارس الحجر أو الدرابه ثم يهزها بقوه ثم يفك أحد الطرفين ليطير الحجر كما الصاروخ صوب الزرور وكما يقول المصريون(العيار المايصيب يدوِّشْ) أما الكشكوش فهو علبه كتلك التى نستخدمها ككوز للسبيل تملأ بالحصى ثم تضم بحجر من أعلى نظام إغلاق وعادة ما يستخدمها الأطفال ويجرون فى الحواشه طرداً للطير من النقد المِلّبِنْ أو يمكن هزها من فوق الحاحايه أما السوسيقا فهى إسم آله ولكنى لا أدريها كالسبلوقه والسفروق والواسوق ولكنها فى الجرس كما السويبا والقسيبا وهلمجرا فالحاحايه نظام راكوبه أطول من العيش وأصغر فى المساحه من الراكوبه المعلومه والله أعلم.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
نوافذ مفتوحة ============== يحيى فضل الله ============== عادل القصَّاص و الحِصَّة قِصَّة (3) ==============================
ريثما ننتهي من تَسَكُّعَاتِنا تلك المثمرة حيناً و الـ( غير كذلك ) أحياناً كثيرة ، ريثما نفرغ من قيودِ الوظيفة ، تهرع خطواتُنا مُتَلَهِّفَةً إلى المقرن حيث دار اتِّحَاد الكُتَّاب السودانيين ، يأتيها كلٌّ مِنَّا من بيدائه الخاصَّة ، من متاهته التي تخصُّه ؛ فهاهو الفنان التشكيلي علي الأمين وراء المكاتب يحاول أن يضعَ اللمساتِ الأخيرة لتمثال الشاعر محمد عبد الحي، بينما كنَّا أنا والصديق الممثل الرَّشيد أحمد عيسى نستعدُّ بالبروفاتِ الكثيفة للعرضِ المسرحي "الزَّنزانة" للكاتب هارولد كِمِل ومن إخراج الصديق عادل السَّعيد ؛ كان عادل السَّعيد قد هاجر إلى اليمن وكنَّا ننفِّذ العرض عبر كُرَّاسَةِ الإخراج ؛ الأستاذ عبد الواحد كمبال ، الصَّحفي الكبير ، يجالس ضجرَه هناك على أحدِ الكراسي ، منتظراً قدومَ أصدقائه الكثر حتي يبدأ بالحديث عن فترة الستينات ؛ الصَّادق الرَّضي وحافظ محمد خير يدخلان الدَّار وعلى عينيهما بقيَّةٌ من تَغَزُّلٍ كثيفٍ تباهت به الظَّهيرة في كافتيريا الكليات التَّكنولوجية ؛ حتماً ستأتي الشَّاعرة والفنانة التَّشكيلية نجاة عثمان لتمنح من يُجالِسُها بعضاً من تأملاتها الثَّقافية ، وكثيراً ما كانت تضنُّ بأشعارها ؛ محمد خلف الله عبد الله يأتيكَ مُتَمَهِّلاً ومُتخلِّصَاً بعضَ الشَّيءِ من ضجَّةِ الشَّاعر عادل عبد الرَّحمن تلك الثَّمِلَة ؛ عبد المنعم رحمة الله يلوي على شيءٍ من الفرح ، لا يغامرُ مطلقاً في أن يتَسَرَّبَ ضجرُه إلى مساءِ الأصدقاء ، بينما يتَذَوَّق المكانُ غيابَ الشَّاعر محمد محمود الشِّيخ ( محمد مدني ) ، وذلك من خلال حكايا متناثرةٍ عنه هنا وهناك ؛ علي المك يأتي بِرَنَّةِ مفاتيحِه وينغمسُ في الحكي كي تتَسَرَّبَ ضحكتُه الرَّخيمة في أرجاءِ المكان ، بعد أن يكون قد شرِبَ قهوتَه المسائية التي يعتني بها مايكل عاملُ البوفيه ؛ عبد الله عبد الوهاب ( كارلوس ) متأكِّداً تماماً من عشاءِ اللَّيلة ، فدواجنُ "عثمان أوماك" ترقدُ مُتَجَمِّدَةً داخل ثلاجاتِ بوفيه الدَّار ؛ الأستاذ كمال الجزولي يدخلُ بوجهٍ صارم ، لكنه بعد قليلٍ سيتخلَّى عن ذلك القناع حين ينسى مهنتَه القانونية الصَّارمة وينتمي إلى سربِه الخاص ؛ بشرى الفاضل وبخيالاتٍ مُجَنَّحَةٍ يُجَمِّلُ ونساتِ المساء ؛ القاصُّ محمد عثمان عبد النَّبي القادمُ إلى الدَّارِ من أحراشِ ذاتِه تلك المتشابكة ويمنحُ نكهتَه الخاصَّة للجميع ؛ الأستاذ عبد القادر محمد إبراهيم يراقبُ طفلَه الصَّغير وهو يلاعبُ مهيار محمد نجيب محمد علي الذي يرافقُ دائماً والدتَه الكاتبة القصصية عوضية يوسف ؛ عادل سالم حمادة ، فنَّانُ العرائسِ سابقاً والرَّائدُ في أمنِ الدَّولة حالياً ، يحاولُ التَّخَفِّي بادِّعاءاتِه الثَّقافية والفنية ، بينما هو مكشوفٌ للجميع ، ما عدا عبد الواحد كمبال ؛ مريم محمد الطَّيِّب تتَخَلَّصُ من رهقِ النَّهارِ وتشهرُ ابتسامتَها الحميمة ؛ البشير سهل جمعة بعمامتِه الكبيرة يأتي ومعه مخطوطةٌ قيدَ التَّصحيحِ من منشوراتِ "نادي المسرح السُّوداني" ؛ سلمى الشِّيخ سلامة تنثرُ سَرْبَعَتَها على الجميعِ ، لائِذَةً بروحِ النُّكتةِ العالية ، بينما تدينُ الشَّاعرة رُقية وَرَّاق العقلية الذُّكورية ؛ ويأتي عادل القصَّاص عادةً من نهاراتِ الجامعة والأنديةِ و البوفيهاتِ التي حولها أو من مقيلةٍ اضطرارية بداخلياتِ البركس ، أو من ظهيرةٍ محتشدةٍ بالبناتِ الجميلات ، أو من حيثُ لا يمكن أن تتوقَّع - فالأوقاتُ ، خاصَّةً الظَّهيرة ، مُتَسَرِّبَةٌ و مُنْسَرِبَةٌ في تفاصيلِ تَسَكُّعِهِ ذلك المتداعي - يأتي عادل القصَّاص راجلاً إلى دارِ اتِّحَادِ الكُتَّاب ، قد يكونُ وحيداً أو برفقةِ صديقٍ أو صديقة ؛ لا أستطيع أن أُحَدِّدَ أين ومتى التقيتُ بعادل القصَّاص أوَّلَ مرَّةٍ ، لكنه - اللقاءَ - كان كأمرٍ حتميٍّ أو قلْ تلقائي ؛ كنتُ قد قرأتُ له قصَّةً بعنوان "صورٌ زنكوغرافية" ، أذكُرُ أنها أصابتني بطَرَبٍ خاص ؛ كنتُ أسمعُ عنه من صديقنا المشترك القاصِّ والزَّميلِ بالمعهدِ العالي للموسيقى والمسرح أحمد المصطفى شريف ؛ ومن الطَّريف أن علاقتنا تَوثَّقَت بعد لقاءاتٍ مُتَكَرِّرَة عبر "الأوتوستوب" على شارعِ النِّيلِ أو شارعِ الجامعة أو في تقاطعاتِ شوارعَ أخرى ، و جاور اسمي اسمَه في مجلة "الثَّقافة السُّودانية" وجمعت بين اسمينا كتاباتٌ نقدية عن الحساسيةِ الجديدة في كتابةِ القِصَّة القصيرة في السُّودان . يقول عادل القصَّاص :
( خلال يَفَاعَةِ اطِّلاعاتي التي تجاوزت أدبَ المغامرات و القصصَ البوليسية إلى ما بعدِها بقليل ، لم تَكُنِ القِصَّةُ القصيرة تحتلُ مكاناً مرموقاً على قائمة قراءاتي واهتماماتي . الشِّعرُ والرِّواية كانا في الصَّدارة ، ثم السِّينما ، الرَّاديو ( التَّمثيلياتُ ، المسلسلاتُ ، الأغنيات ) ، التِّلفزيونُ (المُسلسلاتُ والأفلام ) والرسمُ الذي بدأتُ أتخَلَّى عنه بالتدريج . أتذَكَّرُ أنني قرأتُ مُبَكِّرَاً ، من بين ما قرأتُ من كتبٍ تخُصُّ شقيقيَّ الأكبر ، بعضَ المسرحيات - منها "زواج فيجارو" و "عدو البشر" . بيد أنني لا أتذَكَّرُ أنني قرأتُ محموعةً قصصية في تلك الفترة . قرأتُ ، مُبَكِّرَاً أيضاً "موسمَ الهجرة إلى الشِّمال" و"عُرْسَ الزَّين" ، وأعرضتُ عن "دومة ود حامد" . استهواني أدبُ السِّيرةِ والرِّحلات والتَّغطيةُ الصَّحفيةُ للأفلامِ السِّينمائية - ( روؤف توفيق ، مهرجان كان ) ، مجلة "صباح الخير" ، فيما ظلَّتِ القِصَّةُ القصيرة غيرَ مُتَمَتِّعَةٍ بنفسِ القدرِ من جاذبيةِ الأجناسِ الأخرى ... تُرَى ، هل دَلَّلَتْنِي الرِّوايةُ أكثر مما يجب ؟ على أن القِصَّة القصيرة ما لبثت أن أخذت تَتَسَرَّبُ إليَّ ببطءٍ ، بصبرٍ ، و على نحوٍ متفرق من بعضِ المجلات والصُّحفِ العربية التي كان شقيقي الأكبر يحرصُ على اقتنائها - مثل "العربي" ، "آخر ساعة" ، "المُصَوَّر" ، "المختار" ، "الدَّوحة" ، "الأخبار" ، "الأهرام" ، بالإضافةِ إلى الصُّحفِ والمجلاتِ المحلية . و مع تَقَدُّمِ العمر وفضولِ الاكتشاف وتزايدِ الاطِّلاع وانتقالِ علاقاتي الاجتماعية ، نوعياً ، إلى خريطةٍ أخرى ، حيث أفَدْتُ ، فائدةً جَمَّة ، من نقاشاتٍ ، اقتراحاتٍ ، مقتنياتٍ ، كتاباتِ أساتذةٍ وأصدقاءَ حميمين تقدَّموني إلى مروجِ الأدب والثَّقافة ، أذكُرُ منهم ، على سبيلِ المثال ، إلى جانبِ مَنْ ذكرتُ سابقاً ، عبد الله محمد إبراهيم ، محمد عثمان عبد النَّبي ، محمد سعيد بازرعة وأحمد شريف ) .
كيف تَكتُبُ قِصَّتَكَ ؟
( أحياناً من مَوْقِفٍ أو مَشْهَدٍ أو صورة ؛ فأصبرُ على الموقفِ حتى تكتملَ عناصرُه ، وعلى المشهدِ حتى أتَبَيَّنَ تلافيفَه ، وعلى الصُّورةِ حتى يَتَبَدَّى لي تحريضُ تَفَتُّقِهَا ؛ وأحياناً تبدأُ من فكرةٍ أُراقبُ تضاعيفَها ، أرنو إلى تفتُّحِها - إلى أن تغدو عطراً وهيكلاً نضيداً ؛ وربما تتواشجُ كلُّ أو بعضُ تلك العوامل بنسبٍ متفاوتة . و في كلِّ الأحوال ، فإنني غالباً ما أنتظرُ مرحلةَ الفَوَحَان والهيكلة النَّضيدة حتى أشرعَ في الكتابة ؛ على أنني ، أثناء ممارسةِ الكتابة ، أتركُ العملَ ينمو بمنطقِه العضوي ، بشرائطِه الدَّاخلية ؛ و يحدثُ أحياناً أن أحذفَ من عملٍ ما عنصراً يُحَقِّقُ لي غبطةً داخلية ونشوةً ذاتيةً كبيرة ، غير أن القوانينَ الدَّاخلية ، العضوية ، البنائية ، للعملِ لا تقترحُه ، فأستبعده حتى ولو سَبَّبَ لي ذلك تعاسةً وقتية . إن الإصرار على أمورٍ ، تدخُّلاتٍ ، كهذه ، يجعلُ الكاتبَ مُلَوَّثَاً بالإسقاطِ وموصوماً بـِ "دكتاتورية المؤلِّف" ) .
و لا تزالُ النوافذُ مفتوحةً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ما أروع الصُدَفْ حينما تكشف وجهاً للثقافة وصناعها بهى الطلعة، فارع القوام ، فاره الحضور وتصنع الأجواء كما هى، ترى البسمة وتسمع الهمسة وتٌصصغى للنكتة وترى ملامح الصرامة فى كمال الجزولى أولا ، ثم خلع ثيابها والإندياح، تسمع ضحكة المك على المك وصوته الجهورى الرنان المٌطرِبْ، تستنشق عطر الفل الفواح، عطر النساء والرجال الضماخ وتسمع رنة مفاتيح على المك ورنة أكواب الشاى وتشتم رائحة البن بأنف طه حسين فى دهاليز الأيام. مريم محمد الطيب، سلمى سلامه، رقيه وراق وناديه الرشيد وحنان وإيمان المك ولا يغيب خلف، عادل القصاص، عبداللطيف الفكى ،محمد النعمان، السر السيد أسامه الخواض وموسى مرّوِحْ. صدف ثمينة غاليه إجترت كل ذلك بسخاءٍ ووفاءٍ وإحقاق للإستحقاق لتضع لبنة راسخةً لتاريخ الثقافة ومبدعيها فى الأربعة عقود الماضيه لا بتفصيلية الباحث ولكن بإجمال معيارية الفكر لتكون مادة ينزع ويضيف منها الباحث فى ذلك كيفما شاء شكراً ليحى فضل الله وللقصاص ولخلف ولكل الذين أسهموا ومازالوا يفعلون، حقاً أحسب هذا فتحاَ كبيراَ ومتناَ لشرحٍ جبار.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
عزيزنا خلف لم يبخل علينا الأخ الدكتور أبوبكر عندما سألته عن الهوليقا فجمعها الهواليق وقال هو الهمبول وهو عود طويل يكون كالصليب فى أعلاه ويلبس عراقى قديم يحسبه الطير بشرا ومن لا يخاف من بأس الإنسان من خلق الله ، ومن ثم أتم ذات الشرح لها كما أتيتَ أنت به من تعليق الخيوط وربط الكشاكيش وهزها من الحاحاية تلك الشكر لعزيزنا دكتور أبوبكر عالم الباثولجى وضامر تراث أهله أهل كريمه.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
ستأتي مشاركتي هذه المرَّة، إنْ شاءَ اللهُ، من ثلاثةِ أجزاء، وهي عبارة عن تلخيصٍ وتعليقٍ على محاضرة "السَّرد والبرهان الرِّياضي" التي ألقاها عالمُ الرِّياضيات بجامعة أوكسفورد، ماركوس دو سوتوي، في افتتاح برنامج العلوم الإنسانية وعلم الطَّبيعة الذي دشَّنه مركز أوكسفورد للأبحاث في العلوم الإنسانية في يوم 20 يناير 2015: (1) تلخيص كلمة عالم الرِّياضيات ماركوس دو سوتوي (2) تلخيص مشاركتَي الشَّاعر والرِّوائي النِّيجيري بِنْ أوكري وعالم الفيرياء الرِّياضي الإنجليزي روجر بينروز (3) تعليقٌ من شأنِه، بإذنِ الله، إضاءة العلاقة بين الحقِّ والحقيقة السَّرد والبرهان الرِّياضي: وجهان لنفسِ المعادلة (1) تلخيص كلمة عالم الرِّياضيات ماركوس دو سوتوي عندما فرِغَ الصَّديق عادل القصَّاص من إعداد الجزء السَّادس والأخير من ردِّه على رسالتي إليه، أرسل إليَّ -قبل نشرِه- نسخةً تُعينني على الاستعداد للرَّدِّ عليه إنْ أرَدْت، وطلب منِّي بحيائه المعهود إنْ كنتُ أريد منه أن يجري أيَّ تعديلٍ على ما كتب؛ فقلت له إن ما كتبه مناسبٌ جداً، فمن حقِّه أن يدافعَ عن طرحه بالطَّريقة التي يراها مناسبة، فأنا من جانبي لا أرغبُ في جدلٍ بيني وبينه، وإنما أسعى إلى فتحِ فضاءٍ يُعينُ الآخرين على تطوير الحوار، خصوصاً وأن الرِّسالة، وإنْ اهتمت بأمرِ السَّرد على وجه التَّحديد، إلا أنها تلامسُ الحقلَ الثَّقافيَّ بمجمله. إلا أن عرضاً جاء بصحيفة "الجارديان" يوم الجمعة الماضية (23 يناير 2015) لكلمةٍ ألقاها ماركوس دو سوتوي، أستاذ الرِّياضيات بجامعة أوكسفورد، في افتتاحِ برنامج العلوم الإنسانية وعلم الطَّبيعة، التي جاءت تحت عنوان: "السَّرد والبرهان الرِّياضي: وجهان لنفسِ المعادلة"، قد نبَّهني إلى شيءٍ لا يقودُ إلى إحياءِ جدلٍ بيني وبين الصَّديق عادل، بالرغم من أنه سأل في ثنايا ردِّه عليَّ: "ما هو السَّردي في المعادلات الرِّياضية (لاحظ، أيها العزيز خلف، أنك لم تَتعَرَّض للرِّياضيات بالحديث)، المعادلات الفيزيائية والمعادلات الكيميائية؟"، وإنما يمسُّ شأناً يضيءُ العلاقة بين الحقِّ والحقيقة، وهو الأمرُ الجوهريُّ الذي استدعى، من جانبي، التَّطرُّقَ إلى موضوعِ السَّردِ في المقامِ الأول، مثلما تنبَّه إلى ذلك كثيرٌ من المشاركين في الحوار، من ضمنهم مسعود محمد علي، والصَّادق إسماعيل، والسِّر السَّيِّد، الذي سيُشعلُ الحوارَ مجدَّداً بمساهمته التي أسمعني طرفاً منها عبر الهاتف يوم الثلاثاء 27 يناير. يبدأ عالمُ الرِّياضيات، وأستاذُ كرسي سيميوني لنشرِ الفهم العام للعلوم الطَّبيعية منذ عام 2008، بالقول بأن علماء الرِّياضيات هم تماماً مثل رواةِ القصص؛ وشخصياتهم هي الأرقامُ والأشكالُ الهندسية؛ وسردياتهم هي البراهينُ التي يقيمونها بشأنِ تلك الشَّخصيات (أي الأرقام والأشكال). ويضيف قائلاً بأن العديد من النَّاس يعتقدون أن الرِّياضيات تنطوي في الأساس على توثيقِ البيانات الصَّحيحة المتعلِّقة بالأرقام والأشكال الهندسية، إلا أنها -بحسب الفيلسوف وعالم الرِّياضيات الفرنسي الشَّهير أونري بوانكاريه (1854-1912)- أمرٌ مختلف؛ فهي إبداعٌ، والإبداعُ "لا ينطوي على إنشاءِ مجموعاتٍ رياضية لا طائلَ من ورائها، وإنما ينطوي على حسنِ التمييزِ والاختيار"؛ فالرِّياضياتُ شأنُها في ذلك شأنُ الأدب، تقومُ على تبنِّي الخيارات"؛ ثم يمضي إلى حَدْسِه الأساسي الذي يضعه في شكلِ معادلةٍ رياضية، تزعمُ بأن البرهان الرِّياضي=السَّرد. وحسب دو سوتوي، فإن البرهان الرِّياضي مثل كتابِ رحلاتٍ يَبْلُغُ فيه عالمُ الرِّياضياتِ قمَّةً، يتعيَّن على علماءِ الرِّياضياتِ من بعده أن يحدِّدوا طُرُقاً تقودهم من مناطقَ يعرفون ملامحها وتضاريسها إلى أراضٍ أجنبيةٍ جديدة؛ وهم في ذلك مثل قصَّة مغامرات "فودرو" في رواية "سيِّد الخواتم" الشَّهيرة، فالبرهانُ الرِّياضي هو عبارة عن وصفٍ للرِّحلة من المقاطعة المعروفة إلى أرضِ "موردور" الخيالية التي يسيطر عليها "سورون" ملك الظُّلُمات. ففي داخل المقاطعة المعروفة، توجد المسلَّمات الرِّياضية، والحقائق البديهية حول الأرقام، إلى جانب المسائل والفرضيات التي تمَّ إثباتُها، إذ إن ما هو معروفٌ يصبح بمثابةٍ إعدادٍ لبدايةِ الرِّحلة؛ أما الرِّحلة من هذا المكان المعروف، فهي مقيَّدةٌ بقواعد الاستدلال الرِّياضي؛ في حين أنَّ البرهانَ، في المقابل، هو قصَّةُ الرِّحلة، ورسمُ إحداثياتها، وسجلُّها الرِّياضي؛ فالبرهانُ الرِّياضيُّ النَّاجح هو مثلُ معالمَ في الطَّريق، تسمح لعلماءِ الرِّياضياتِ اللَّاحقين بتتبُّعِ نفسِ مسارِ الرِّحلة؛ وسيعيشُ الذين يطَّلعون على البرهان ذاتَ التَّجربةِ المثيرة التي عاشها المؤلِّفُ عبر نفسِ المسار الذي قاده إلى الذَّروة. ويخلُص دو سوتوي إلى أن متعة قراءة الرِّياضيات وتأليفها تتجلَّى في لحظة "الآهة" المثيرة التي نعيشها، عندما تتجمَّع وتترابط كلُّ الخيوط لحلِّ اللُّغز الرِّياضي، تماماً مثل لحظة الانسجام التَّوافقي في عملٍ موسيقي، أو انكشافِ الحلِّ للُّغزِ جريمةِ قتلٍ في روايةٍ بوليسية.
محمد خلف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
حول رسالة محمد خلف الله عبدالله الى عادل القصاص عادل القصاص وحصة التاريخ هذا هو عنوان الرسالة الطويلة بعض الشئ التى كتبها الاستاذ محمد خلف الله للقاص المعروف عادل القصاص ونشرت فى بعض المواقع الاسفيرية..على المستوى الشخصى ربطتنى علاقة صداقة عميقة وممتدة مع عادل القصاص وعلاقة تلمذة غير معلنة بالاستاذ محمد خلف الله فقد صحبت كليهما ردحا من الزمن وقاسمتهما الخبز ونصف السرير والكتب المستعارة لذلك فرضت على هذه الرسالة بحسبانى قارئا موقعا خاصا تمثل على الاقل فى اننى اقرأ فى بعض ما جاء فيها, حكاية عن اناس واحداث وامكنة ومشاعر عشت طرفا منها كما كشفت لى اى هذه الرسالة من جانب اخر وانا اقرأها للمرة السابعة, كم سيصبح اليومى والمألوف مبهرا عندما نعيد كتابته وكم سيصبح المهمل الذى لا نعبأ به رغم ضرورته محرضا لنا على البحث والرغبة فى اعادة اكتشافه لذلك وجدتنى وبالكثير من البهجة والكثير من القلق ودونما معاناة فى البحث افر الى مكتبتى واقرأ كتبا قبعت فى مكتبتى شهورا او سنوات,بعضها ربما لم اكن لاقرأه الان لاسباب تتعلق فى المقام الاول ربما بالميول وفى المقام الثانى بالاولويات او بما يمكن ان اسميه بأستراتيجية القراءة عندى فأنا وربما كثيرون غيرى لا احمل اهتماما يذكر بالقراءة التى تنشغل بما يقع فى دائرة ما يمكن تسميته "بالعلم" او فلسفة العلم حتى اننى لا اذكر اننى قرأت كتابا فى الفيزياء او الاحياء او الكيمياء وبمعنى اوضح كنت مشغولا بشكل عام بالقراءة حول كل ما يتصل بالتاريخ وبالانسان-حسب اعتقادى- كالفنون والاداب واللغويات والاجتماع والاديان والاقتصاد وغيرها..كنت مشغولا بكل ما يمكننى من معرفة العالم ومن ثم العمل على تغييره...بعد هذه الرسالة عدت الى مكتبتى وصرت كتلميذ يستعد لامتحان الشهادة السودانية..كنت كما يقولون "مكرها اخاك لا بطل" وانا وبشئ من العنت والرهبة والخوف اقرأ كتاب "بنية الثورات العلمية" لتوماس كون وكتاب "تاريخ العلم-1543-2001 " لجون غريبين وكتاب "الفكر العلمى الجديد" لغاستون باشلار...اشير هنا الى ان الرسالة الموجهة الى عادل وتحديدا فى الجزء الذى تقارب فيه فرضية "القصاص" الخاصة بأعتقاده ان ( مواد الرياضيات والكيمياء وقواعد اللغتين الانجليزية والعربية لا تنطوى على محتوى سردى او حسب ظنه تحديدا بأنها تفتقر الى بنية سرد خاصة بها)..اشير الى اننى احسست اى الرسالة انها تمسنى شخصيا ولكن فى غير ما ذهب اليه "القصاص" فيما يتصل بالسرد وبنية السرد وانما فى زعم اخر لا يصل الى الاعتقاد يخصنى مفاده اننى كنت استشعر قبل هذه الرسالة ان القراءة فى مجالات الفيزياء والرياضيات والاحياء والكيمياء تقع فى باب المستحبات بينما القراءة فى مجالات الفنون والادب والسياسة والاجتماع والخطاب بمفهومه الاشمل وتجلياته المختلفة تقع فى باب الوجوب اذا استعرنا مصطلحات الفقه الاسلامى لذلك لم اكن اجد حرجا ولا استشعر نقصا وانا لا اعرف غير الافكار العامة حول (الجاذبية ونيوتن وحول نظرية التطور ودارون وحول النسبية وانشتين وحول الانفجار العظيم) بينما كنت احس بالقصور بل وبالاحتياج الملح الى ضرورة بل ووجوب التعرف العميق على الماركسية وعلى البنيوية وعلى الحداثة وما بعدها وعلى كل ما يقع ضمن دائرة الفكر السياسى والاجتماعى بل كنت شغوفا بالتعرف على ميشيل فوكو وبارت وادوارد سعيد وهومى بابا والمرنيسى وعلى شريعتى وسمير امين وغيرهم...كنت شغوفا بكل هذا لاعتقاد عندى ان هذه المعارف هى ما تمنح المعرفة بالعالم ومن ثم المقدرة على محاولة تغييره الى ان قرأت هذه الرسالة ثم ما دفعتنى وحضتنى عليه من ضرورة قراءة الكتب التى ذكرتها وحيث هنا اقول: اذا كان الذى دفع القصاص فى ان تمضى علاقته بمواد الرياضيات والكيمياء وتتدهور من (اهتمام فاتر الى كراهية تامة) هو عدم انطوائها على محتوى سردى وافتقارها لبنية سردية وهو ما قد يرتبط فى بعض جوانبه بالمدرسة وموقع هذه المواد وطرائق تدريسها كما اشار القصاص ولو بشكل غير مباشر فأن الذى جعلنى لا اولى كبير اهتمام للقراءة فى الحقل الذى تقع فيه هذه المواد والذى هو "العلم وفلسفة العلم" قد يكون والله اعلم ما يمكن ان نطلق عليه الحركة الثقافية السودانية التى تخلقت فيها وتعلمت منها وفيها والتى هى بتقاليدها وتاريخها وخبرتها يمكن وصفها بالمؤسسة او المدرسة والتى حسب ظنى تشكل وان كانت غير مرئية تماثلا مع "مدرسة القصاص" وتفعل ما تفعله "مدرسته" ولكن عبر اليات تحكمها, بعضها خفى وبعضها معلن فاذا كانت "مدرسة القصاص" استطاعت ان تزرع فيه شعورا يرى بموجبه ان مواد الرياضيات والكيمياء لا تنطوى على محتوى سردى مما ادى فى الاخير ان يهملها بل ويكرهها فان الحركة الثقافية السودانية "المدرسة غير المرئية"-حسب زعمى- قد زرعت فى شعورا وربما فى غيرى وفى القصاص نفسه بعدم ضرورة الاهتمام بالقراءة فى المجالات العلمية ويمكننى هنا وحتى لا اكون شاطحا ان احدد التاريخ الذى اعنى به الحركة الثقافية وليكن منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضى وحتى الان, مرورا بهجرة القصاص ومحمد خلف وهو تاريخ كما يرى القارئ يحتل حيزا مقدرا فى الرسالة نفسها, فقد لاحظت وطيلة هذه الفترة ان الحركة الثقافية لم تقارب موضوعا ذو طابع "علمى" كالاحياء والفيزياء والرياضيات لا فى ما تطرح من موضوعات فى المنتديات والمحاضرات ولا فيما تكتب ولا فيما تنتخب وتروج وتتبادل من كتب فكان من نتيجة هذا ان استقر فى لا شعور بعضنا ان لم يكن معظمنا ان المعرفة ذات "الطبيعة العلمية" مكانها المعامل والغرف المغلقة لذلك لم نجد حافزا وضرورة فى امتلاك معرفة معقولة بعلم الجنيات او المادة والاشعاع او الفلسفة الهندسية بل ان ما استقر فى لا شعورنا ايضا وخاصة ان معظمنا كان يرى فى الثقافة مشروعا تنويريا لاينفصل عن السياسة وان كان يتمتع باستقلال نسبى خلاق عنها..استقر فى لا شعورنا ان هذه المعارف لا علاقة بالسياسة والتغيير وبشكل ادق كانت تبدو لنا محايدة ,ثم قرأت رسالة محمد خلف والتى بقدر ما قاربت فرضية القصاص قاربت مزاعمى وربما مزاعم اخرين ايضا لانها حاولت ان تجعل من العلم حكاية مشوقة...غمرنى شعور غريب فيه من الرعشة ما فيه وفيه من التفكر ما فيه وانا اقرأ هذه الرسالة البديعة فعلى ما فيها من رؤى وافكار معقدة الى انها كانت تعبر الى ضفتى على قارب من المحبة ,دفته السكينة وشراعه الرحمة..بين فكرة وفكرة كنت احس المتعة والمس التأمل...الرسالة التى سأتمل تفاصيلها لاحقا والتى يبدو ان محمد خلف استعاد فيها "شكل المسبحة" الذى عبر من خلاله عن نصه الاول باللغة الانجليزية والذى يمكن ترجمته بما يلى:"تحليق انسيابى فوق حرم الجامعة"...استطاعت ان تقول او فى الحقيقة ان تحكى عن اتساق وتساوق انماط المعرفة الانسانية وان تحكى عن اتساق وتساوق عالم الاشياء والاحياء ...استطاعت ان تقول ان الارض كوكب موجود مع كواكب اخرى وان اللغة علم موجود مع علوم اخرى وان المشترك بين كل هذا هو "السرد" مع فارق طفيف فى الحكى, بين من يكتفى بالشجرة المتاحة وبين من يستظل بالغابة المترامية فيما وراء الافق. ونواصل السرالسيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
السر السيد ينفعل ثانية بفتوحات خلف العميقة فى ناسوت ولاهوت السرد
رسالة محمد خلف الله للقصاص غير المرئي فى سيرة الحراك الثقافى قلت فى مداخلتى الاولى ان الرسالة قد كشفت من بعض ما كشفت عنه كم سيصبح اليومى والمألوف مبهرا عندما نعيد كتابته وكم سيصبح المهمل الذى لا نعبأ به رغم ضرورته محرضا لنا على الرغبة فى البحث عنه واعادة اكتشافه..تجدنى ومستصحبا معى تعريف احسان عباس للسيرة الذاتية فى كتابه فن السيرة..تجدنى اميل الى القول ولو بشكل عام الى ان الرسالة تعبر وبقدر كبير عما يقع ضمن السيرة الذاتية للكاتب فالدكتور يرى ان السيرة الذاتية تنهض بالاساس على صيغة المتكلم جاء هذا بصيغة المفرد ام بصيغة الجمع وهو ما نجده قد شكل حضورا واضحا فى ما حكاه صاحب الرسالة فالرسالة تحتشد بهذه الصيغة من نوع على سبيل المثال لا الحصر (اما انا فيعنينى او وقد نبهنى من قبل او لم يمهلنا سامى يوسف او تقدمت لصلاح باول نص لى او نشرت لى نصوص او حيث تقاسمنا غرفة واحدة مع اربعة اخرين الخ الخ ) وانها اى السيرة الذاتية والكلام لاحسان عباس تحقق من ضمن ما تحقق نقل تجربة كاتبها للاخرين ودعوتهم للمشاركة فيها وهو ما يحدث الان فعلى الرغم من انها بالاساس موجهة لشخص بعينه هو القصاص الا ان صاحبها وافق على نشرها والا لما نشرت على ان الدليل الاقوى لزعمنا هذا هو ما تحويه الرسالة من حكايات تنضح بها ذاكرة الكاتب عن اناس عايشهم وعرفهم وعن أمكنة لا زال عبيرها يسكنه وعن احداث شارك فى صنعها كما شاركت هى فى تكوينه وعن قراءات فى حقول مختلفة احتفى بها وقاربها... كل هذا عبر حكى او فلنقل تسجيل لسيرة لا تغيب فى كتابتها الكثير من تقنيات السرد وجماليات الاسلوب و تغطى زمنا على ما به من قفزات يبدا من الطفولة الى الان, العنصر المهيمن فيه الشعر والقص الى ان ناداه القران كما اشار "فهفا مسرعا اليه ومازال فى ارجائه يدور".اذا صح زعمى بان الرسالة تقع ضمن دائرة السيرة الذاتية فأنى سأركز على ما جاء فيها من سرد لوقائع الحراك الثقافى فى السودان فى الفترة الممتدة من مطلع الثمانينيات وحتى هجرة خلف والقصاص بأعتبارى حاضرا لتلك الفترة ولو من موقع المستهلك والمتابع- وتحضرنى هنا ملاحظة لا زالت مقيمة فى ذاكرتى كان قد ابداها خلف ان لم يكن نسيها الان مفادها "ان غالبية اعضاء تجاوز يغلب عليهم الاستهلاك وليس الانتاج"؟!!- وسأركز بشكل خاص على اشارات ثلاث اوردهن خلف وهو يحكى سيرة الحراك الثقافى,الاولى هى قوله: ( ولكن شباب الكتاب,فى منتدياتهم التى غصت بها دارهم فى المقرن,كانو ينشدون فكاكا من اسار التقليد,فينتهجون بنيوية لهم ثم تفكيكا,فينتقلون فى سلاسة ويسر من فيكو الى فوكو,فيتعلمون من الفيلسوف الفرنسى ميشيل فوكو حرفة التنقيب وكيفية اجراء حفريات عميقة فى حقل المعرفة ) والثانية اشارته وحفره بمحبة فيما يمكن تسميته بالبيوت الاليفة كغرفة القصاص وديوان بشار الكتبى والثالثة لهجه لدرجة الوجد وما يفوق التمجيد بمن اطلق عليهن الامهات الاربع وعلى ما بين الاشارات الثلاث من وشائج فأن الثانية والثالثة تفردت بهما رسالة خلف وذلك بالنظر الى ما كتبه اسامة الخواض عن نفس الفترة فى مقالته المعنونة ب "مشهد النسيان..البنيوية وما بعدها فى السودان نموذجا..شهادة خاصة, والمنشورة فى كتابه-خطاب المشاء..نصوص النسيان والتى حاول فيها مناقشة بعض اراء وملاحظات بولا التى وردت فى مقدمته لنصوص صلاح الزين القصصية وكذلك مقدمة كتابات سودانية كما قدم اى اسامة ما يمكن اعتباره سيرة للمشهد الثقافى العام ولوضعية الكاتب والثقافة, متفقا مع بولا ومختلفا معه ومضيفا اليه وهو يكشف عما اسماه الاضاءات والعتمات والمميزات التى لازمت تلك الفترة من الحراك الثقافى...تفردت رسالة خلف فى انها اعلنت عن المخفى وعن غير المرئى كجزء لا يتجزأمن سيرة الحراك الثقافى وذلك بذكرها للامهات الاربعة اللائى سأضيف اليهن امهات اخريات كالمرحومة الحاجة "مبروكة" والدة بشار الكتبى وصديقات واخوات كعائشة المبارك وسلمى مامون وحواء زوجة محمد عبد الحميد وربما غيرهن وبذكرها كذلك للبيوت الاليفة اصالة او استدراكا كبيت القصاص وبيت بشار وبيت مريم محمد الطيب وبيت على بابكر وحمدالنيل وبيت محمد بيرق وبيت ابوبكر الامين والحاج وراق وخلف الله حسن فضل وبيت محمد عبد الحميد فى الفتيحاب وبيت ابراهيم بحيرى وبيت كارلوس وابراهيم جعفر فى الخرطوم وبيت منعم رحمة فى الصافية وبيت عبداللطيف على الفكى فى توتى وربما بيوت اخرى...هذه البيوت الاليفة وهؤلاء الامهات والصديقات وبالنظر اليهما فى سياق حديث بولا عن عصامية طلابه واصدقائه فى حقبة سابقة لنا وتعرضهم للقهر ومعاناتهم الفقر والمسغبة وبرغم ذلك استطاعوا ان "ينسجوا من واقع مقاومتهما فى الحقيقة-لغة ومفاهيم مذهلة الدقة" ثم شهادة الخواض بان هذه العصامية وهذه الحالة تنطبق على ابناء حقبته,العاطلين عن العمل والمشردين كما قال و الذين شعارهم "بيتى خرتايتى"-بالطبع ان لم يكن كلهم فبعضهم- صناع الحراك الثقافى الذى يشكل حضورا فى الرسالة و الذى نحاول ان نعيد قراءة سيرته, بالنظر اليهما داخل هذا السياق تصبحان اى الامهات والصديقات والبيوت الاليفة هى من وفرت الطعام والمأوى بل والحماية...هى من شكلت العمق الاستراتيجى لذلك الحراك وبمعنى ادق هى من مولت ودعمت هذا الحراك وحيث هنا اقول ان قيمة رسالة خلف وبلا شك تأخذ وجاهتها من درايته الكبيرة بالكتابة وحيلها ومن ثقافته المعمقة فى اكثر الحقول المعرفية معاصرة واحتياجا ثم سعة فى القلب والافق تعصمه من ان يكتفى بالشجرة المتاحة فقط ويترك الاستظلال بالغابة المترامية فيما وراء الافق لذلك شق مسارب عدة للنفاذ الى رسالته واضاء الكثير من العتمات عبارة واشارة ولعمرك اذا كان النسويات يدعون الى وجوب ادخال العمل المنزلى ضمن الناتج القومى فكيف ننسى ونحن نكتب تاريخ حراك ثقافى وفى بلد كالسودان دور الامهات والصديقات فى الاطعام والمأوى والمحنة..كيف؟ ودور الاصدقاء فى المأوى وفى الانفاق وان كان ثمة اشارة اخيرة فهى ان هذه الرسالة ذكرتنى "بموت دنيا" للمحجوب وعبد الحليم محمد فى تداخل سيرته وعبد الحليم محمد مع سيرة الحركة الثقافية والسياسية انذاك وفى احتفائه بالعاديين من الناس وتثمينه لادوارهم/ادوارهن, فقط الاختلاف ربما يكمن فى ان المحجوب ودع دنيا الادب والثقافة والجمال والمسرات عندما ناداه الوطن باسئلته المحرقة تحديدا بعد تأسيس مؤتمر الخريجين بينما محمد خلف عندما ناداه القران مع عدم معرفتى بتاريخ هذا النداء لم يودع الثقافة والادب والجمال وانما استعادهما بقوة ومحبة. شكرا خلف شكرا القصاص شكرا عثمان حامد شكرا منصور السرالسيد
(عدل بواسطة munswor almophtah on 02-03-2015, 01:35 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: عادل القصاص)
|
18:37 م Feb 4,2015 سودانيز أون لاين munswor almophtah
مكتبتي في سودانيزاونلاين
عزيزنا السر السيّد السلام والشوق والأمانى يا من أبقيتم على بيض سِنيّكُم بالسودان فقد دفناها فى الملاذات لا يفقه رطيننا أهل العجمة فيها ولا ينفعلون به كما تفعلون وينفعل بكم كل من حولكم بحجم الوطن طولاً وعرضاً. فيا عزيزى قد رفعت عنى الكلفة بقولك إنك قرأت خراج خلف ستة مراتٍ عدو أرنبٍ أو صبره، فقد فعلت ذات الصنيع وأتطلع لقرآتٍ أخر على أحصى ما بجوفها من لؤلؤٍ ومرجان. وتجدنى كذلك أشاطرك الفهم والراى فإن كان الإهتمام بالعلوم التطبيقية فى مقام السنن فإن اللسانيات والإنسانيات من الفروض وكما ختمت بتحول خلف إلى القرآن فانا أرى أن المعرفة لا يمكن أن تكتمل إلا به أى القرآن فهى دوما ناقصه مهما حسبناها غير ذلك وأنه أى القرآن هو سقف المعارف كلها بل أعلى سقف على الإطلاق فمعرفة خلف المتناغمه بين التأطير والتنظير والربط الواضح بين المعارف التقريريه الوصفيه والمعياريه التقديريه أى ربط العلوم والفلسفة والإنسانيات رباطاً أبان لنا جميعا أهمية ما يجهله الكل عن سحر العلاقة الجدليه بين التطبيقى والنظرى فى السرد أو الجرد كما أشعل خلف بمعرفته وحرفته فى إبانة ذلك وكشف ما هو مخفىٌ عنا بكسلٍ أو بغيره فالحقائق دوماَ موجودةَ لا نراها حتى يتم إماطة اللثام عنها بتنوير جبار كما فعل خلف بكشف ساق العلوم الذى لا تمشى المعرفة إلا به وفعل ذلك برابط معرفة متين، أيضا تجدنى جد أسير لقولك عن سحر السير الذاتيه عن إحسان عباس كمشكاة تتبُعٍٍ لسيرة خلف فى سرده الفخيم فى رسالته لعادل القصاص بسرد الأزمنه والأمكنه والناس وتقاسم الحرف والحرف والملابسات والأحوال ووحد الكون وكواكبه والعلوم وعوالم السرد وعوالم فتوحاتها والتى تبدو للبعض كشجرة يستظلون بها ولحديدى البصيرة بغابة يتجولون ويتفيئون فى رحابتها ويتمتعون بتنوع ما تجود به وما تحويه وما تحتويه معبرين عنه بلغة دوماَ فى الصدور والآفاق فنحمد الله يا أيها السر المالك لسرك بكيد العارف لنفسه أن جمعنا خلف فى غابة معرفة لج خششها يرعب ويرهب ولك ولخلف والقصاص وعثمان السلام.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
السر السيد يتوغل فى كشف أسرار رسالة خلف منصور
اللحظات الاكثر تعقيدا فى الرسالة الرسالة وبما حوته من مزج بين الخاص "البعد السيري" والعام "ما يشبه التوثيق لبعض ملامح الحراك الثقافى والعديد من المقاربات ذات الطابع الفكرى لمنجزات بعض العلوم" تبدو اى الرسالة وكأنها كانت كامنة تنتظر اللحظة المناسبة او السؤال المناسب لتفيض وتختبر نفسها!! اذن ما هو التساؤل الذى فجر الرسالة وجعل منها كائنا يمشى بين الناس؟؟ هل هو ( ملاحظة القصاص والخاصة بزعمه او ظنه بان مواد الرياضيات والكيمياء وقواعد اللغتين العربية والانجليزية تفتقر الى بنية سرد خاصة بها) سيما وان كاتب الرسالة قد اشار الى ان هذا الزعم او هذا الظن هو ما دفعه لكتابتها ام هو القران الذى ناداه وهف اليه مسرعا ومازال فى ارجائه يدور؟؟ والقران الذى نعنيه هنا هو مجمل الرؤى والافكار والمعارف التى توصل لها خلف من خلال علاقته بالقران كمؤمن بالذي انزله و الذى هو الله وكمؤمن به وبما جاء فيه فالقران فى الرسالة لا يتبدى كنص معزول عن مبدعه او منزله كما راج كثيرا فى الكثير من الكتابات ودليلنا ما حفلت به الرسالة من صيغ مختلفة للدعاء والذى هو طلب الداعى ورغبته فى تغيير مصائر بعينها او اجابة رغبات بعينها وهو ما يشير الى وجود فعل لله فى التاريخ وتدخل فى مساراته "كن فيكون" فقد جاء فى الرسالة على سبيل المثال لا الحصر (وان يحفظ الله امى الاولى او وان يهبها الله الصحة وطول العمر وكذلك جاء ولن ينساه الله)...اقصد اننا فى الرسالة نقف على حضورين هما الله وكلامه اى القران ,عليه وبالنظر الى مجمل الرسالة والتى فى ظاهرها تبحث عن السرد ليس فى مجاله الاثير الذى هو الادب وانما فى بقية الحقول كعلمى الاحياء والرياضيات بل وتصل به الى ما يوحي وكأنه سمة ملازمة للوجود بمختلف عناصره وحيث هنا تتبدى لحظات الرسالة الاكثر تعقيدا خاصة وانها فى عمقها الخفى تبدو وكانها تقارب حالة السرد هذه فى الادب وفى الفيزياء وفى الرياضيات وفى الاحياء -بمعنى فيما يتصل بنشاة الحياة وبنشاة الكون- من منظور القران ومن الانطلاق بوجود خالق لهذا الكون وهذه الحياة خاصة وان الرسالة تبدأ بجملة "امر هذه الدنيا ممد ( وان شئت مشدود" بين الضرورة المتوهمة وواقع الاحتمال"- لاحظ ما توحيه به كلمة الدنيا- كما انها تقول فى ثناياها "يقترب العلماء وخصوصا فى صياغتهم لنظرية الانفجار العظيم من التصوير القرانى لاصل الكون الذى جاء طرفا منه فى الاية 30 من سورة الانبياء:"او لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى افلا يؤمنون" او تقول وهى تحاول التمييز بين الحقيقة والحق ونفى التماثل بينهما وكذلك توضيح فكرة الرتق فى مقابل فكرة الفتق: (وعندما يجئ فى سورة يوسف قوله "نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين"او فى سورة الانعام "ان الحكم الا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين"-فان التاكيد ياتى من اندماج الحق وصمديته باشتماله على القدرة والعلم والارادة وهى ملكات تتشظى فى مجال الحقيقة وتتوزع على مجالات فى مسار النشوء والتطور الذى لا ينقطع-هى العلم او الواقع الموضوعى واللغة الانسانية والعقل البشرى فيكون بها قص للامام بتتبع شجرة لها بنية سرد محددة او يكون ارتداد للخلف لقص اثر او استرجاع لحدث وهو المعنى المقصود فى سورة الكهف فارتدا على اثارهما قصصا). اقول ان هذه اللحظات الاكثر تعقيدا فى الرسالة تجعل القارئ وللوهلة الاولى ان كان حدسى صائبا يحس وكأنها تحاول ان تعيد مبحث "العلم والقران" وهو مبحث ووجه بالكثير من التساؤلات كما هو معلوم وتجعله كذلك يحس ان جاز التعبير بحضور ما يشبه التاويلات الذاتية والنزوع الباطنى على الرغم من مفارقة الرسالة فى الكثير من افكارها لبعض منتجات التصوف الاسلامى كالقول بوحدة الوجود او ثنائية الحقيقة والشريعة وكمثال لهذا تاويله للقدرة والعلم والارادة كملكات تتشظى فى عالم الحقيقة وتتوزع على مجالات فى مسار النشوء والتطور الذى لا ينقطع بانها (العلم او الواقع الموضوعى واللغة الانسانية والعقل البشرى) او تأويله لاية سورة الكهف "فارتدا على اثارهما قصصا"-هنا انظر الفقرة السابقة- وتبقى فى النهاية تساؤلات لا ادعي انني املك اجابات لها.
السرالسيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
ليس هنالك من ينكر أن أصل الكون واحد، إلا لمن قفل الله قلوبهم أو غلفها بوقرٍ. وإن أصل الإنسان واحدٌ رغم الثنائيه التى أنتزعت منه، وإن لجمال الكون فى كثرته، وروعته فى توحده، وفى تحقيق وحدانية مبدعه، وإن الفطن ليتلمس مسحة إنسحاب التنوع والتعدد للفرادة والفردانيه والأصل الواحد بلا عناء أو مشقه رغم تعقيدات التجريد التى أخذت تتميز بها المشتقات، والسرد لا ينفك عن ذلك فهو كذلك راجع للغة تعليم آدم الأسماء، فكما تنبت الشجرة من البذره وتتفرع نبتت اللغة وتفرع عنها السرد حاوياً وحاملًا لكل تقريرىٍ وصفى وتقديرى معيارى من فنون وجمالٍ وقيمٍ وموسيقى وطبيعيات وتطبيقيات وفيزياء وما إلى ذلك من علوم ويختلف الناس وتختلف ميولهم والأهواء فى إختياراتهم لهذا أو ذاك. إن أصل العلوم واحد وكانت الفلسفه فتجذرت وتجزأت وتجردت وتمايزت ولكنها تتصاعد للأصل كلما زاد عمق البحث للوصول لدرجة ال PHD فى الفرع وإن أصل الألوان واحد رغم الثنائيه الواجبه للتمييز فمن الواحد جاء كل شئ وإلى الواحد ينتهى كل شئ كذلك.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: امير الامين حسن)
|
سلام منصور سلام عثمان مداخلتى الرابعة رسالة خلف الى القصاص ضفاف اخرى سبق ان اشرت الى ان الرسالة حفزتنى لتأمل العادى واكتشاف المهمل فوجدتنى استشعر حماسا متدثرا بالمتعة وانا ابحر الى ضفاف اخرى فى المعرفة الانسانية لم اكن اعيرها كبير اهتمام قبل ذلك وهو ما يجعلنى اشعر بالامتنان للاستاذ خلف ولرسالته البديعة وللقصاص وحكايته الاستثنائية الفاصلة . فى مناخات الرسالة التى تنفتح على كل الفصول قرأت فى الايام القليلة الماضية كتابا بعنوان: (لماذا العلم )..الكتاب من تاليف "جميس تريفيل" وترجمة شوقى جلال وقد صدرت طبعته الاولى بالانجليزية فى العام 2008 وترجم الى العربية وصدر ضمن سلسلة عالم المعرفة فى فبراير 2010. يعنى الكتاب بالاساس وفقا لما جاء فى غلافه "نحو مواطنين مثقفين علميا"، يعنى بتعليم العلم لغير المشتغلين به لذلك جاء فى قالب سردى وبلغة شاعرية جميلة..الكتاب عبر عناوينه العديدة والتى منها على سبيل المثال "الثقافة العلمية" و"العلم: عالم مفهوم" و"محو الامية العلمية: ماذا يعنى" و "طريق الافكار الكبرى الى المعارف الاولية العلمية"، يحاول اى الكتاب ان يقول: كيف ان الفهم العلمى للانسان والطبيعة والعالم والكون من حولنا يعد اضافة جوهرية الى استمتاعنا الجمالى بالحياة وبالعالم الذى نعيش فيه. لفت نظرى ان الكتاب يلامس وبصورة عميقة الكثير من الافكار والمقاربات التى جاءت فى الرسالة ويهمنى هنا ان اشير الى ثلاثة منها: الاولى: محاولة خلف فى رسالته التمييز بين الحقيقة والحق فقد جاء فى الكتاب ضمن الفصل الذى عنوانه "العلم: عالم مفهوم" ما نصه (...ان المنهج العلمى قد يكون سبيلنا الى الوصول الى مقاربات اكثر ارتباطا "بالحقيقة"، لكنه لا يستطيع ان ينتج-وغير مصمم بهدف انتاج- "الحق" وسبب ذلك بسيط للغاية: اذا كانت المنظومة مبنية على اساس الملاحظة، اذن فمن المنطقى ان تظل دائما معرضة لاحتمال ان تظهر غدا ملاحظة اخرى تطيح بمبدأ استقر طويلا)- انتهى. الثانية: وتتصل بعلاقة العلم بالجمال فالرسالة كما قرأنا كتبت بالاساس للدعوة الى البحث فى امكانية هذه العلاقة بل قدمت بعض الاشارات فى هذا الجانب اما الكتاب وفى الفصل الموسوم ب "المعارف الاولية العلمية: برهان من علم الجمال" فنجده يقدم مقاربات غاية فى الاهمية لعل اهمهمها محاولته تفنيد "توهم ان هناك صراعا دائما بين العلم والفنون" وفى سبيل هدفه هذا يتحدث عن الجمال الفكرى للافكار العلمية كما يورد مقولة دارون التى اختتم بها كتابه اصل الانواع والتى نصها "ثمة جلال نستشعره فى هذه النظرة التطورية عن الحياة" و يشير الى جماليات "النسبية" ثم يمضى هذا الفصل الجميل وكأنه يحاول ان يؤكد ان السرد خاصية تسم الوجود بشكل عام متوسلا بالكثير من القصص والحكايات ومعددا لما يمكن ان يضيفه العلم للخبرة الجمالية ولتلقى الفنون. الثالثة: وتتصل بالجفوة التى تنتاب بعض التلاميذ من المواد العلمية كحالة صديقنا القصاص التى استدعت كتابة الرسالة ففى الفصل الموسوم ب "توزيع المسؤولية: كيف وصلنا الى ما نحن فيه؟ يحاول الكتاب ان يجيب على سؤال لماذا لا تخرج المدارس طلابا توافرت لديهم المعارف الاولية العلمية؟ وفى سبيل الاجابة على هذا السؤال يلامس بعضا مما جاء فى الرسالة كطريقة تدريس المواد العلمية ومن المصادفات انه يتخذ من "الرياضيات" مثالا ومن المدرسة الابتدائية والمتوسطة والمدرسة الثانوية والجامعة فى امريكا "موطن الكاتب" مجالا، ولا بأس من ان اذكر هنا بعضا مما قاله الكاتب فى سبيل الاجابة على سؤاله ذاك فقد قال" (...واذكر على سبيل المثال ان ابنتى وقتما كانت فى المدرسة الابتدائية ادركت وزميلاتها وزملاؤها، بوضوح، ان معلميهم يشعرون بعدم الارتياح وهم يدرسون وحدات دراسية عن الفلك) مما حدى بالكاتب ان يقول: "..حرى بنا ان ندرك ان العلم يجب الا يبدو موضوعا غريبا لا يلقى ترحيبا فى المدارس الابتدائية والمتوسطة، اذ لا شئ بطبيعته مناهض للعلم فيما يتعلق بالمراهقة". اصل الى القول اننى على المستوى الشخصى قد نهلت كثيرا من فيوضات هذه الرسالة ويكفى انها حببت الى القراءة فى مجالات العلوم فشكرا لخلف وللقصاص، كما أشير انWhy science هو العنوان الأصلي للكتاب السر السيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
(1) على مسافةٍ من عثمان عُدتُ إلى لندنَ بعد غيبةٍ قصيرة، ثلاثة أيامٍ على وجهِ التَّحديد، قضيتُها بالقرب من عثمان حامد؛ وشهدتُ خلالها كيف تواجه أسرتُه في وولفرهامبتون أعباءَ الإعاقةِ المزدوجة؛ فابنُه مازنٌ يعاني من استسقاء الرَّأس، وعثمانُ نفسُه قد فقد بضعةَ أصابعَ بيدِه اليمنى. إلا أنه، مع ذلك، لم يتضجَّر أو يتبرَّم أو ينفجر (إلا نادراً، كما فعلت جين وايلد [فيليسيتي جونز] في الفيلم، بحسبانهما إنسانين من لحمٍ ودم) أو يفقد شهية العمل بأنواعه المختلفة: المنزليِّ، والاجتماعيِّ، والثَّقافيِّ، والسِّياسيِّ. ففي البيت، يتقاسم عثمان أعباء العمل المنزلي مع منال مصطفى، حيث يعمل في المطبخ ويشرف على إطعامِ مازنٍ بصبرٍ وحبٍّ لا تخطئهما العينُ، مهما تشاغلتْ بأحاديثِه الشَّيِّقة، وأصواتِ القنواتِ التِّلفزيونية السُّودانية، وأجراسِ الهاتفِ المتلاحقة. وفي الصَّباح، عندما تذهب منال لتَّوصيل يارا بالسَّيارة إلى مدرستها ويصرُّ محيو (الذي تبدأ روضتُه بعد منتصف النَّهار) على مرافقتهما، يبقى عثمان بالمنزل مع مازن في انتظار عربة المجلس التي تأتي إلى البيت في تمام التَّاسعة؛ ولأن موقف العربة يقع على مسافةٍ من البيت وبينهما أزقةٌ متعرِّجة، قامت الأسرة بتركيبِ دائرةٍ تلفزيونية مغلقة، فحُلَّ أمرُ التَّواصلِ بينهما، الذي كان يسبِّب للطَّرفين كثيراً من المتاعب. إلا أن ما لم يتمُّ حلُّه، وما دفعني بالأساس إلى الاستطراد حول هذا الموضوع، هو أن أسرة عثمان، وكثيراً من الأسر السُّودانية الصَّغيرة الموزَّعة على مدن وبلدان الشَّتات، حتى ولو لم تتعرَّض للإصابة بالإعاقة العقلية أو الجسدية، تحتاجُ إلى أن يُرفع عنها قدرٌ من المعاناة بتوفيرِ نوعٍ من الرِّعايا المؤقتة، حتى يتمكَّن الزَّوجان من الاستمتاع بقدرٍ ضئيلٍ من الحرية الفردية، كأن يذهبا إلى مشاهدةِ فيلمٍ (رائعٍ كفيلم "نظرية كلِّ شيء") أو حضورِ عرضٍ مسرحيٍّ أو فعاليةٍ ثقافية. وإنني أذكرُ في الخمسِ سنواتٍ الأولى بعد ميلادِ ابننا الأكبر محجوب، لم نذهب أنا وأمُّه نادية الرَّشيد إلى أيِّ عرضٍ ترفيهي، إلا مرَّةً واحدة، عندما أتت سحر الجعلي ("ست البنات"، أمُّ مازن وأسيل)، زوجة الأستاذ عبد السَّلام سيد أحمد، من تلقاءِ نفسِها من كمبردج إلى لندن، وطلبت مِنَّا أن نذهب إلى أيِّ برنامجٍ نختاره؛ فقد جاءت لنا، على وجهِ الخصوص، لتأدية هذه المهمَّة. قطعاً، لن ننسى لها، ولعبدِ السَّلامِ، هذا الصَّنيع؛ كما لن ينسى كثيرٌ من الأسرِ الصَّغيرة صنائعَ مماثلة، إذا ما قامت في مدنِ وبلدانِ الشَّتاتِ مجموعاتٌ بدافعِ التَّطوُّعِ الذَّاتي أولاً، ثم بحثت لها لاحقاً عن تمويلٍ ذاتيٍّ أو حكومي. صحيحٌ أن هناك تنظيماتٍ تقوم بهذا العمل على مستوى البلد ككل، لكن فرصَتها ضيِّقةٌ ومحدودة، وأهدافَها تنصَبُّ على موضوع الإعاقة فقط؛ وهو في حدِّ ذاته أمرٌ جلل، لكن الأسرَ الصَّغيرة جميعَها تحتاجُ إلى مُتنفَّسٍ واسع، وإلا حدث ’بغتةً‘ ذلك ’الانفجارُ الذَّميم‘. وفي المجال الاجتماعي، لم ينقطع عثمانُ رغم مشاغلِه العديدة عن العملِ الاجتماعيِّ العام، فتراهُ ينخرطُ في أعمالِ الجالية، على محدوديتها، ويسعى بنفسِه، مع آخرينَ، لإيجادِ مدرسةٍ لتَّعليم اللُّغة العربية والدِّين يوم السَّبت من كلِّ أسبوع، ولا يمانع رغم تحفُّظاته الآيديولوجية في أن يجدَ الآخرون مدرسةً أخرى تتسعُ لإيواءِ مسجدٍ أكثر رحابةً. أما المجال الثَّقافي، فهو مجالُه الأثير، وقد لمِستُ ذلك منذ أن كان عثمانُ عضواً في جمعية الثَّقافة والإبداع بكلية الهندسة، كما لمِستُ ذلك من ولعِه بالرَّسم، وحبِّه لكتاباتِ يُمنى العيد وفيصل درَّاج، وتشبُّثِه بكتاباتِ مهدي عامل، رغم مآخذِ الكثيرين عليه، ومن ضمنهم عثمانُ نفسه. وفي أمستردام، كان عثمانُ قُطبَ الرَّحى في العملِ الثَّقافيِّ العام بالمدينة الهولندية الأثيرة إلى نفسي، ربما بسبب عثمانَ، ونخبةٍ مختارةٍ من خيرةِ المثقفين الذين جمعتهم الأرضُ الواطئة. أما بخصوص متابعته اليومية لرسالتي إلى عادل القصَّاص، فأنا أجدني إلى الآن عاجزاً عن معرفة كيف تسنَّى له فسحةٌ من الوقت لإنجازِ ذلك، خصوصاً وأنه كان في نفسِ الوقت يجري محادثاتٍ يومية مع مريم محمد الطَّيِّب لتخليصِ وشحنِ وتوزيعِ كتابَيْ شقيقِها عبد الله محمد الطَّيِّب (الرَّسم على الهامش)، وزوجِها عبد اللَّطيف علي الفكي (خطاب عاشق "شذور") لرولان بارت. وعندما ذهبتُ معه يوم الاثنين 9 فبراير 2015 إلى بيرمنجهام لتنفيذِ الخطوةِ الأخيرة من شحنِ الكتابين، أدركتُ أن عثمانَ كان يقوم وحدُه بعملِ الجبابرة، فقد طُلب مِنَّا إعادة تعبئة الطُّرود، لتصلَ إلى عناوينَ في لندن، والقاهرة، وأمريكا؛ فأيقنتُ، كما لم يحدُث من قبل، بأنه ناشطٌ ثقافيٌّ من الطِّراز الأول. هناك سببانِ ساهما، في نظري، بصورةٍ واضحة في تشكيل شخصية النَّاشط الثَّقافي لدى عثمان؛ الأول، هو تماسُك منال، وقدرتُها الفائقة على التَّعلُّم، وتحوُّلها من فتاةٍ بريئة من أم تريبات، إلى امرأةٍ قادرةٍ على قيادةِ سيارةٍ في مدينةٍ أوروبية، وإنابتها عن عثمانَ في كثيرٍ من مهامه اليومية؛ والثَّاني ربما يكون أمراً مؤقتاً، فقد لمِستُ، أثناء إقامتي القصيرة معه، فتوراً في العمل السِّياسي؛ وقد لمِستُ ذلك، تلميحاً وليس تصريحاً، مما كان له مردودٌ إيجابي على العمل الثَّقافي، على الأقل من ناحية الزَّمن المخصَّص لكليهما؛ فلماذا لا يفرِّغونه للعمل الثَّقافي، كما فرَّغتِ الحركةُ الإسلامية في الماضي السِّر السَّيد، من غير أن يكون بالضَّرورة ناقلاً لأسرارِها إلى التَّنظيم السِّياسي، كما أوضح ذلك الصَّديق عادل القصَّاص في معرض ردِّه على أحد المشاركين في موقع الرَّاكوبة.
محمد خلف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
Quote: Quote: يحدثُ أحياناً أن أحذفَ من عملٍ ما عنصراً يُحَقِّقُ لي غبطةً داخلية ونشوةً ذاتيةً كبيرة ، غير أن القوانينَ الدَّاخلية ، العضوية ، البنائية ، للعملِ لا تقترحُه |
اقتباس يدل, يا عبدالجليل, على قراءة ذكية, لشهادة كاتب حاذق عن مكابدات العملية الإبداعية. ربما لهذا قال ماركيز إن الكاتب الجيد يعرف بقدر عدد ما يمزق من أوراق. وكلما طالعت هذه المسألة المثارة هنا وهناك, تذكرت قول حلمي سالم في ديوانه "سراب التريكو":
حزن خفيف على قصة الشعر وحنين إلى أن يراني من لم يكن يراني وأنا على أبواب المواساة
وكنت أقول لحلمي من فترة لأخرى إنني رأيته. رحمه الله. كان غارقا في حمى لحظته الإبداعية, في مقهى وادي النيل المطل على ميدان التحرير, ذات نهار صيفي حارق, وبدا في مكابداته كما لو أنه في غيبوبة يقظة, غير متأثر تماما بلفح الجمرات الملتهبة المعدة لدخان الشيشة, بينما أعبر من أمام بوابة المقهى المشرعة والمغمورة, حد الابهار والعمى, بوهج الشمس وغيظ ما بعد منتصف الظهيرة الذي لا يطاق.
وهذا بمثابة تجديد حضور ومتابعة وتحية
(عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-20-2015, 08:27 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: عادل القصاص)
|
سلمى الشيخ، فردتنا ووردتنا!
إنَّمَا هو محمد خلف الله عبد الله، المعروف، إختصاراً، بيننا، بمحمد خلف، وغالباً بخلف، المقيم والمكابد والمبدع، منذ مستهل التسعينيات، في لندن، والمقترن بالصديقة نادية الرشيد نايل (وربما أنك كنتِ أحد حضور الجزء الثاني - وقد كان الجزء الأول قد تم في أمدرمان - من مراسم إتمام زواجهما في القاهرة - وقد سمعتُ - وكنتُ وقتها ما أزال أقيم في الخرطوم - بأن حضور محمد وردي، جسداً وعقيرة، كان من أبرز مُعَمِّديْ ومُعَمِّدات ذلك الجزء الثاني من المناسبة).
أما محمد خلف الله سليمان، المعروف بيننا بمحمد خلف أيضاً، وغالباً بخلف كذلك، فهو ما يزال مقيماً ومكابداً ومبدعاً في السودان.
ولعلك تعلمين أن الأثنين يشتركان - أيضاً - بخلاف الاسم والارتباط الحميم والصميم بدائرة اجتماعية وثقافية نحن - لحسن الحظ - من المنتمين اليها - في خَصيصَتَيْ التحصيل الثقافي والفكري العميقين كما في كتابة القصة القصيرة.
أتوقع منك زيارة أخرى، أكثر تَوَرُّدَاً وعطراً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: عادل القصاص)
|
العزيز عبد الحميد البرنس،
"وكنت أقول لحلمي من فترة لأخرى إنني رأيته. رحمه الله. كان غارقا في حمى لحظته الإبداعية, في مقهى وادي النيل المطل على ميدان التحرير, ذات نهار صيفي حارق, وبدا في مكابداته كما لو أنه في غيبوبة يقظة, غير متأثر تماما بلفح الجمرات الملتهبة المعدة لدخان الشيشة, بينما أعبر من أمام بوابة المقهى المشرعة والمغمورة, حد الابهار والعمى, بوهج الشمس وغيظ ما بعد منتصف الظهيرة الذي لا يطاق".
هذا هو حلمي سالم حقاً.
يا للمشهد الوطيد في النفاذ والوسامة! إنَّمَا أقعدني هذا المشهد-الإنشاء البديع هناك، في مقهى وادي النيل هذا، الذي كان من أوائل معالم القاهرة التي ارتحت لها.
متابعتك المبدعة، النافذة، يا عبد الحميد، هي وردة في قلبي وتاج على رأسي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
إنتقلت إلى رحمة مولاها البارحه بالسودان والدة الكاتب الصحاف محمد خلف الله عبدالله منى مكي حسن حمد وشقيقته عفاف خلف الله والأشقاء عمر الوسيلة، نفيسة الوسيلة، مها الوسيلة، بابكر الوسيلة، نادر الوسيلة اللهم إن كانت محسنة فأغدق عليها حسانك فأنت الإحسان فى الإطلاق وإن كانت مسيئة فأعف عنها فمن يدانيك ويضاهيك فى ذلك اللهم أغفر لها وألطف بها وأكرمها يا أكرم الأكرمين بعد أن تدرجها فى صراطك وتبعثها الفردوس الأعلى مع الصالحات القانتات العابدات المتوكلات عليك والحافظات لحقوقك كلها الله اللهم لا تحرمنا ولا تحرم أهلها وذويها من أجرها ولا تفتنا ولا تفتنهم من بعدها وأغفر لنا ولهم ولها ونسألك صادق الدعاء لها ولآلها والعزاء لكل أهلها الكراكسه وآل النصرى بأمدرمان وإسلانج وأهلهم بالقضارف وفى المهاجر وبلاد الغربه والعزاء للأخ محمد خلف وللأخت ناديه الرشيد ولآلهم وذويهم ولأبناء وبنات المرحومه وسائر أهلهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
/
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
أمٌّ مثل كلِّ الأمهاتِ – وأكثر! شكرٌ وامتنان شكراً لكلِّ الأشخاصِ الذين شاطروننا الأحزان؛ وشكراً لدَّعواتِهم الخالصة، فأغلبيةُ المشاركين لا يعرفونها معرفةً شخصيَّة؛ ولو عرفوها، مثلما أكرم اللهُ كثيراً من النَّاسِ غيري، لعرفوا إنساناً متميِّزاً من عدَّةِ جهات؛ فهي أمٌّ لِثَّمانيةِ أشخاصٍ (خمسة ذكور، وثلاث إناث) من زوجينِ رائعين؛ فقدت الأول (وهو أبي) في منتصف الخمسينات، وفقدت الثَّاني (وهو والد بابكر الوسيلة سرالختم) في منتصف السِّتينات؛ ومع ذلك، فقد تحمَّلت أعباء تربيتنا في صبرٍ وسماحة خُلقٍ، نادراً ما يرتبطانِ بأمزجةِ النِّساءِ الأرامل، ناهيك عن أن يكون ترمُّلهن، مثلما أراد اللهُ، مزدوجاً. ولم يقفْ موتُ الأقاربِ لديها عند حدِّ الزَّوجين، بل فقدت ابنها الأصغر في حادث حركة، ولمَّا يتجاوز عُمُرُهُ الرَّابعةَ عشرَ في أواخرِ السِّتيناتِ (وهو أخي محجوب، الذي سمَّيتُ عليه ابني الأكبر)؛ هذا غيرُ أنها نشأت يتيمةَ الأب، وفقدت مؤخَّراً والدتَها حاجَّة بخيتة بنت سليمان كركساوي، وشقيقَها الوحيد حسن مكي حسن حمد، الذي أحسن تربيتنا بمعاونةٍ لها تميَّزت في كلِّ لحظةٍ من لحظاتِ حياته بأقصى درجاتِ نُكرانِ الذَّات. وهي بالطَّبعِ أمٌّ مثل كلِّ الأمهات، وذلك في حدِّ ذاته ميزةٌ كبرى، إلا أنها تميَّزت عليهن بخاصيةٍ نادراً ما ترتبط بالشَّخصياتِ النِّسائية في مجتمعٍ تغلِب عليه الهيمنةُ الذُّكورية، وهي قدرتُها الفذَّة على لمِّ الشَّتاتِ والرَّبط بين المتفرِّقين؛ فكانت بحقٍّ جسراً ربط بين أهلٍ تفرَّقت بهم الطُّرُقُ، وشتَّتتهم سبلُ المعيشة وخططُ التَّعميرِ الإسكاني. وكانت، بفطرتها السَّليمة، لا تعترف بذلك التَّوزيع القسري؛ فتتنقَّلُ في همَّةٍ ونشاط بين رقعةٍ جغرافية تزداد اتِّساعاً مع مرِّ الأيام، وتتغلَّب بمثابرتها واندفاعها الغريزي على كلِّ العقبات الطُّبوغرافية؛ فتربطُ الأهلَ في بيتِ المالِ بِمَنْ رحلوا إلى الثَّورات، والمقيمين في ودنوباوي بساكني الحلفايا؛ والمرابطين في شمبات بالعيلفون؛ مثلما تربط الأهلَ في الجزيرة إسلانج بالخرطوم تلاتة؛ والفتيحاب بالعرضة؛ وود الفادني بالمدينة عرب؛ والقضارف بالسُّروراب. ولم تكن أمَّاً لنا –نحن أبناؤها- وحدُنا؛ بل كانت أمَّاً لعددٍ لا يُحصى من النَّاس، الذين كانوا يستشيرونها في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة، والذين كانوا يحسون –ربما بوجودها دائماً بينهم- بإلفةٍ غريزيةٍ تجاهها، ويثقون في محبتها لهم، ويسمعون نصائحها، ويسترشدون بوصاياها. وكانت تحضُّهم على التَّآلفِ والتَّراحمِ فيما بينهم؛ وكانت تنبري وسيطاً حين يحتدمُ شقاقٌ؛ وتمدُّ يدَ العونِ إنْ احتاجَ شخصٌ للمساعدة: أكان ذلك متقدِّماً لخطوبةٍ، أو مقدِّماً لمَهر؛ أو كان ذلك ساعياً لشِّراءِ بيتٍ أو مُقدِماً على استدانةٍ لأمرٍ جلل. وكانت دائماً في المقدِّمة: في بيوتِ الأفراح والأتراح؛ وعند زيارة المرضى، وتعزيز الصِّلات، وتأكيد وصل الرَّحم. لذلك، كان كثيرٌ من الأهلِ يقولون لي عبر الهاتف: لم تكن أماً لك وحدِك، فقد وحَّدتنا جميعاً؛ وكنَّا نجدها بجنبنا حين يجدُّ الجد، فهي بحقٍّ أمُّنا، مثلما هي، بالطَّبعِ، أمُّك. رحمها الله، وقرَّبها إليه، وأسكنها فسيح جنانه؛ وألهم أهلها صبراً جميلاً وسلواناً، وأعانهم على حياةٍ خاليةً من فوحِها الطَّيِّب، وأيامٍ مجرَّدةً من بشاشتها، وحلو حديثها، وضحكاتها التي تنعشُ الدَّار وتبعث الرُّوحَ في عُقرِ المكان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدالله....... (Re: munswor almophtah)
|
ميلادُ قضيةٍ افتراضية (تيوريما): مغامرةٌ رياضية لمؤلفه عالم الرِّياضيات الفرنسي سيدريك فيللاني صدر يوم أمس الخميس (5 مارس 2015) كتابٌ جديدٌ لعالم الرِّياضيات الفرنسي الشَّهير سيدريك فيللاني، الحائز على عدَّةِ جوائزَ أوروبيةٍ وعالمية، أهمها "ميدالية فيلدز" في عام 2010، التي تُمنح كلُّ أربعِ سنوات، وتُعتبر على نطاقٍ واسع المعادلَ الرِّياضيَّ لجائزة نوبل التي لا تُمنح لعلماء الرِّياضيات، إذ إنها تنحصر فقط في خمسةِ مجالاتٍ هي الفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء أو الطِّب، والأدب، والسَّلام (وفي عام 1968، أُضيفت إليها جائزة نوبل التِّذكارية في الاقتصاد، التي تُمنح بواسطة البنك المركزي السُّويدي). وقد صدر الكتاب الجديد بلندن عن دار بودلي هيد تحت عنوان: "ميلادُ قضيةٍ افتراضية: مغامرةٌ رياضية". ما جذب اهتمامي بشأنِ صدورِ هذا الكتاب، غير خروجه للتَّو من المطبعة، هو صلته الوثيقة بالسَّرد، وهو الموضوعُ الرَّئيسي الذي حفَّزني، في المقام الأول، إلى إعدادِ رسالةٍ مطوَّلة إلى الصَّديق القاص عادل القصَّاص. ويقول الكاتب في التَّمهيد لكتابِه حديثِ الصُّدور إن "هذا الكتابَ يحكي قصَّةً عن رحلةٍ أو سعيٍّ رياضي طويل، منذ اللَّحظة التي تمَّ فيها اتخاذُ القرار بالمُضيِّ قُدُماً باتِّجاه المجهول، وحتى اللَّحظة التي كشف فيها المقالُ الرِّياضي عن توصُّلِه إلى نتيجةٍ جديدة –قضيةٍ افتراضيةٍ جديدة (تيوريما)- تمَّ قبولها للنَّشر في مجلةٍ عالميةٍ مرموقة. ومع أن الكتاب هو عبارة عن سردٍ موجَّه بالأساس للقارئ العادي حتى يتمكَّن من الفهم والوقوف بنفسه على لحظة الوحي الرِّياضي، إلا أنَّ الكتابَ قد احتشدَ، على غيرِ عادةِ الكتبِ الموجَّهة لغالبية القراء، بالمعادلات الرِّياضية التي قد تستعصي على الفهم. لذلك لن نحاول هنا عرضاً للكتاب بمجمله، وإنما سنحاول أن نسلِّط الضوءَ على بعضِ النِّقاط الجوهرية التي ستعين القارئ على فهم الكتاب والاستمتاع به في نفسِ الآن؛ فهو قبل كلِّ شيء سردٌ قُصِد به الأمرين معاً. وقبل أن نبدأ في ذلك، لعل من المناسب أن نذكر ما قاله عالمُ الفيزياء ستيفن هوكينغ بصددِ ورودِ المعادلاتِ في كتابه الأشهر: "تاريخٌ موجزٌ للزَّمن"؛ فقد ذكر العالم البريطاني أن بعض النَّاس أخبروه بأن أيَّ معادلةٍ يتمُّ تضمينها في الكتاب ستخفِّض حجم مبيعاته إلى النِّصف؛ فقال ساخراً بأسلوبه التَّهكُّمي المُحبَّب إنه قرَّر عدم تضمين أيِّ معادلةٍ في الكتاب؛ إلا أنه بالطَّبع لم يكن قادراً على إسقاطِ معادلة آينشتاين الشَّهيرة، لكنه تمنَّى ألا تهدر المعادلة نصف مبيعات الكتاب! من جانبٍ آخر، فإن أركان النِّقاش في المواقع الحالية على الإنترنت، لم يتمُّ تصميمُها بحيث تستقبل في ودٍّ وترحابٍ المعادلاتِ الرِّياضية، مهما قلَّ عددُها؛ فقد اشتملت رسالتي إلى القصَّاص على معادلتين شهيرتين هما معادلتا نيوتن وآينشتاين، وكان وجودهما ضرورياً لمعرفة العلاقة بين الشَّكل والمحتوى (أو المضمون، حسبما يتمُّ التَّعبير عنه في مجال النَّقد الأدبي)، إلا أن المواقعَ استعصت على التَّضمين، غير أن عادل القصَّاص بهِمَّته ومثابرته المعهودتين، نجح أخيراً في تضمين المعادلة في موقع "سودانفورول"، بعد إذنٍ كريمٍ من الأخت الأستاذة نجاة محمد علي، ومساعدةٍ تقنية من الأستاذ أحمد المرضي، وبشكلٍ حاسمٍ من الأستاذ ياسر عبيدي؛ وما زال موقعانِ آخرانِ، هما "سودانيزأونلاين" و"الرَّاكوبة" عاريين من تلكما المعادلتينِ الشَّهيرتين. وما ساعد عالمُ الرِّياضيات الفرنسي على عكسِ الاتجاه الذي تبنَّاه أقرانُه، هو قدرتُه، رغم وجودِ المعادلاتِ المُنَفِّرة، على استخدامِ عدَّة حِيَلٍ سردية، منها عرضُ مراسلاته وإيميلاته مع زميله وتلميذه السَّابق كليمنت موهوت، وإشارته إلى حبِّه وافتقاده للخبز والجبن الفرنسيين، وحديثه عن أحلامه، وقوله بأن العقل اللاواعي يلعب دوراً كبيراً في تفهُّمه للمعضلات الرِّياضية، وعندما تأتي لحظةُ "المعجزة" ويتم الاختراق، فإن كلِّ شيءٍ يتمَّ وكأنه قد تمَّ بفعلِ ساحر؛ وهي لحظةٌ، حسب قوله، أطولُ من لحظةِ الذَّروة، فقد تستمرُ لسَّاعاتٍ وأحياناً لأيام. يركِّز الكتاب على قضيةٍ افتراضية (تيوريما) رئيسية، وهي عبارة عن برهانٍ جديد يفسِّر أثر التَّحلُّل الأُسِّي، الذي اكتشفه عالم الفيزياء السُّوفييتي ليف لانداو، وهي خاصيَّة غامضة ومعقَّدة ترتبط بسلوك البلازما (وهي الحالة الرَّابعة من حالات المادَّة الأساسية؛ والحالات الثَّلاث الأخرى هي حالة الصَّلابة، وحالة السِّيولة، والحالة الغازية). وخلافاً للحالاتِ الثَّلاث، فإن البلازما يتم نشوؤها عن طريق تسخين الغاز أو تعريضها لحقلٍ كهرومغنطيسيٍّ قوي بواسطة اللِّيزر أو الموجات الصُّغرى، بحيث يقلُّ أو يزدادُ عدد الإلكترونات، مما ينشأ عنه جُسيماتٌ صُّغرى موجبة أو سالبة تُسمى الأيونات. ما يهمنا من كلِّ ذلك هو أن المعادلات المذكورة في الكتاب ليست موجوداتٍ في الذِّهن فحسب، وإنما هي جزءٌ من بنية العالم المادي، بكلِّ تركيبه المعقَّد، المشتمل على عددٍ لا حصرَ له من الاحتمالات. وما تحاول المعادلة الوصول إليه هو تصوُّرٌ أكثر دقةً لهذه الاحتمالات المرتبطة بسلوك البلازما. والمعروف أن معظم المعادلات تشتمل على إيجادِ تسويةٍ ما بين طرفين، إلا أن ما يميِّز هذه المعادلة أنها لا تشتمل على تسوية، لأنها مرتبطة بخاصيةٍ تُسمى الإنتروبيا (أو التحوُّل العشوائي)، وهو مفهومٌ هامٌّ في الدِّيناميكية الحرارية، وخصوصاً القانون الثَّاني الذي يتعامل مع العمليات الفيزيائية الكبيرة التي تنطوي على عددٍ كبيرٍ من الجزئيات البالغة الصِّغر، كما يبحث سلوكَها من ناحية التِّلقائية أم عدمها. ويشتمل القانون الثَّاني للدِّيناميكية الحرارية على قانونٍ أساسي مفاده أن أيَّ تغيُّرٍ يحدث بشكلٍ تلقائي في نظامٍ فيزيائي معزول، فلا بدَّ أن يصحبه ازديادٌ في مقدار الإنتروبيا. يجدر بالانتباه أيضاً أن المعادلات هي في حقيقتها طريقٌ مختصر أو صيغةٌ اختزالية لقانونٍ أو نظريةٍ هي في الأساس جملةٌ خبرية قابلة للنفي والإثبات أو تحتمل الصِّدق أو التَّكذيب. وعلى سبيل المثال، فإننا نجد في البلاغة العربية أن الجملة الإنشائية التي تنطوي على أمرٍ أو استفهام لا تحتمل الصِّدق أو التَّكذيب، بخلاف الجملة الخبرية؛ وكذلك في المنطق، والرِّياضيات، فإن الجملة الخبرية هي التي تحتمل الصِّدق أو التَّكذيب. وبما أن الصِّيغة الاختزالية المُختصرة هي التي تُستخدم، لسهولتها وقدرتها على التَّنبؤ، في المنطق والمعادلات الرِّياضية، فإنه لا بدَّ أن نسلِّط الضُّوءَ هنا على فرقٍ مهمٍّ بين التَّنبؤ والتَّفسير. فالتَّنبؤ يعتمد على الوصف المطابق بقدر الإمكان لواقع الحال، بحيث يمكن بسهولة الانتقال من الحال إلى المستقبل في صيغةٍ تنبؤية، تُعتبر المعادلاتُ والصِّيغُ الرِّياضية هي أفضلُ شكلٍ لها. إلا أن التَّفسير يتمُّ في معظمه بالجمل الخبرية العادية، التي تُستخدم أيضاً مع غيرها من الجمل الإنشائية في السَّرد، إذ لا يمكن أن تنشأ قصَّةٌ من مجردِ عرضٍ لمعادلات، فبالتَّفسير يتمُّ شرح المعادلات، وكلُّ معادلةٍ تنطوي في الأساس على بنيةٍ ضمنيةٍ شارحة، يخرجها السَّردُ من الخفاءِ أو الكمونِ إلى العلن. ويقول الكاتب إن ما يميِّز الكتاب عن غيره هو اعتمادُه على التَّعاون، فكثيرٌ من النَّاس يظنون أن الرِّياضياتِ نشاطٌ انفرادي، يقومُ فيه عالمُ الرِّياضيات بعملٍ مُمْسِكاً فيه بقلمٍ داخل غرفةٍ منعزلة، ولكنها في الحقيقة نشاطٌ اجتماعي، يبحثُ العالِمُ عبره عن الإلهامٍ من خلال المناقشاتِ، والمقابلاتِ، والمصادفاتِ، والحظوظ؛ فحياةُ العالِمِ وعملُه، كما يقول سيدريك فيللاني عن نفسِه، يرجع الفضلُ فيهما إلى الحظِّ والصُّدفة؛ إلا أنه بمزيدٍ من التَّفاعل مع الآخرين، يزداد الحظُّ وتتنامى الصُّدف. ويقول، أخيراً، إن النَّاسَ يعتقدون أن الرِّياضياتِ مكرَّسةٌ بصددِ الأرقام؛ وصحيحٌ أنها تبدأ بالأرقام، إلا أنه في البرهانِ الرِّياضي أو في حياةِ الكاتب قلَّما تجدُ بالكادِ أيَّ أرقام! إنها فقط بصددِ المفاهيم، والتَّفكير المنطقي؛ إنها أشبه بعملِ المحامي أو مخبرِ المباحث؛ ويشير فيللاني إلى رجلِ المباحث السِّينمائي المعروف "كولومبو"، فإنه دائماً ما يستخدمُ الحدسَ في التَّعرُّفِ على المجرم، لكنه يلجأ في كلِّ مرَّةٍ إلى المنطق لإثبات الجريمة؛ وكذلك عالمُ الرِّياضيات، فإنه يستخدمُ الحدسَ للتَّكهُّنِ بالحلِّ الصَّحيحِ للمعضلةِ الرِّياضية، ولكنه يلجأ إلى المنطق للبرهنةِ عليها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدال (Re: munswor almophtah)
|
تقديم الدكتور بشرى الفاضل لنصوص عادل القصاص القصصية التي صدرت تحت عنوان: "لهذا الصمت صليل غيابك"*
عادل القَصَّاص، قَصَّاصٌ فعلاً. وتشكل كل قصة نشرها نقلة نوعية عن سابقتها. وهو بهذا يتجاوز كتاباته، بالمعنى الحرفي لهذا التجاوز في كل عمل. وإذا جاز لي تصور انتقالات عادل في إبداعه القصصي، لقلت إنه يقفز شتاءً شتاءً إذا قفز غيره يوماً بيوم. لكنه مقِّل ضنين بالنشر إلى حدٍ بعيد. ويُخيل إليّ إنه مرتبط بعالمه القصصي في حياته اليومية. ولذا فإن ما نُشر يشكّل لمحات من عالمه القصصي الزاخر، المكتمل الآن في أدواته الفنية. وليس العبرة بالكم. وتؤكد هذه المجموعة على أن الكم متوفر أيضاً لدى عادل، وإن مسألة إطلاع القراء عليه مسألة وقت ليس إلا. وقد حرمت المنافي وظروف أخرى منه الكاتب. تمتاز نصوص عادل القصاص بالإفادة من العديد من ضروب الفنون، فضلاً عن اهتمامه بشعرية المفردة في غير ما إسراف، وإبانته في غير ما تقريرية. كما أن قدرة الكاتب على التكثيف وبراعته في السرد أنجزت شخوص وأحداث النصوص عبر مهام فنية ـ سينمائية محكمة التفاصيل، الشيء الذي يجعل القارئ يتلفت في دنيا الواقع بحثاً عن شخصيات مماثلة، بالبهاء نفسه والحميمية نفسها والتواصل. وإذا كان محمد المهدي المجذوب رسام الشعر، فيما قالوا، فإن عادل القصَّاص هو سينمائي القصة الحديثة في السودان، ورسامها، نقَّاشها وتشكيليها، وفوق ذلك كله قصَّاصها المبدع.
بشرى الفاضل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدال (Re: munswor almophtah)
|
من المعادلات الرِّياضية إلى المعادلات الشِّعرية دورُ ’العالِم‘ و ’الصَّحفي‘ قلنا في الحلقةِ السَّابقة إن هدفنا بالمكشوف هو السَّعي إلى تنحيةِ ’الشَّاعرِ‘ (بوصفِه اسمَ جنس) من موقعه المتقدِّم كمروِّجٍ رسميٍّ للحداثة، وليس إلى إقصائه تماماً من مداراتها؛ وإحلالِ ’النَّحويِّ‘ (بوصفِه أيضاً اسمَ جنس) أو ’عالمِ اللُّغةِ الحديث‘ مكانه؛ ولكن قبل ذلك، يتعيَّن علينا أن نوضَّح لماذا استبعدنا ’العالِم‘ (بوصفه اسم جنسٍ أيضاً) من هذا الموقع المتقدِّم، مع أنه ظلَّ يلعب، وما زال يلعب، دوراً رائداً في تطوُّر الحداثة في موطنها الأوروبي المعاصر. دعوني أسرد واقعةً صغيرة، لعلها تضئ عَتَمَة هذا السُّؤال المُحيِّر. في نهاية السَّبعينات، احْتَجْتُ لمراجعة أطروحتي للتَّخرُّج من قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم، وكانت تحت عنوان: "حلُّ بوبر (كارل آر بوبر) المقترح لمشكلة هيوم (وهي مشكلة ’الاستقراء‘ التي دوَّخت‘ الفلاسفة والعلماء معاً)". ولكن خوجلي، أمين المكتبة، قد أضاع نسخته، أو أنها تسرَّبت خِلسةً من خزانته الفلسفية التي كان يسهر عليها بحرصٍ وإخلاصٍ شديدين. إلا أنه نصحني بالذَّهاب إلى كلية الدِّراسات العليا، فقد كانت شعبة الفلسفة تطلب من المُمتحَنين إعداد ثلاث نسخ من أطروحة التخرُّج لنَّيل درجة الشَّرف من القسم: نسخةٌ يتمُّ الاحتفاظ بها في مكتبة الفلسفة ليتمَّ الاستفادة منها من قبل المُمتحَنين اللَّاحقين، ونسخةٌ تُعطى للمُمتحِن الخارجي (وغالباً ما يأتي من الجامعات البريطانية العريقة)، ونسخةٌ ثالثة يتمُّ إيداعها بكلية الدِّراسات العليا. وبالفعل، ذهبت إلى كلية الدِّراسات العليا وأخطرتهم بطلبي؛ فقابلني موظفٌ منهمكٌ كعادةِ الموطفين الصِّغار في ذلك الزَّمان بترتيبٍ أبديٍّ لملفاته المنتفخة يوماً على إثر يوم، فطلب منِّي بتهذيبٍ شديد أن أذهب بنفسي للبحث عن أطروحتي داخل مخزنٍ للكتب أُعد خِصِّيصاً لحفظ الأطروحات. وكانت المفاجأة أنني وجدت نفسي أمام غرفةٍ مُكتظَّةً بالمجلَّدات، التي وُضعت في رفوفٍ متراصفة من أسفلِ الغرفة الرَّطبة إلى سقفها العالي، فحار بي الدَّليل، إذ لا يوجد فهرسٌ أو قائمةٌ متسلسلة بالموجودات. وكانت معظمُ الأطروحات مكتوبةً بلغةٍ إنجليزية مكتنزةً بالمصطلحات والمسمَّيات التي "ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطانٍ" (سورة "النَّجم"، الآية رقم "23")، فقد كانت في أغلبِها تخصُّ كلياتُ الطِّب والصَّيدلة والزِّراعة والبيطرة، أي تلك الكليات التي تنالُ قسطاً أكبرَ من ميزانية الجامعة لتَّمويل البحوث. وقفتُ للحظاتٍ حائراً أمام ذلك المشهد العجيب؛ فقلتُ في نفسي أين ذهب أولئك العباقرةُ المجهولون، ولماذا لم تنعكس ثمارُ بحوثِهم تنميةً ورخاءً على أهلِ البلاد؟؛ وبدرجةٍ أقل، لماذا لم يسيطر فكرُهم الثَّاقب على أساليبِ وطرقِ القول، حتى يصيرَ ’عِلمُهم‘ نافعاً شأن كلِّ علم، أو يصبح سائراً على ألسنةِ النَّاس، وإنْ لم يفقهوا من قولهم شيئاً كثيراً؟ في تلك الآونة القصيرة، طرأت على بالي إجابةٌ قبلتُها على الفور، وعملت عليها، من غير رويَّةٍ وتمحيصٍ كافيين؛ وهي أن السَّببَ يكمن في لغةِ القول، فقد كُتبت البحوثُ بلغةٍ لا يفهمها معظمُ أهلِ البلاد، فلا غرو أن تصيرَ قابعةً في بطونِ الكتب أو تصبحَ نَسْياً منسياً. وبناءً على هذا الحدس، أوقفتُ جهداً بدأته مع مجلة "سوداناو"، فقد كانت منتجاتُها الفكرية والإبداعية، لا تصلُ إلا إلى قلةٍ من المثقفين الملمين باللُّغة الثَّانية، وربما يكونون هم أنفسهم، أو أغلبيةٌ منهم، كَتَبَةُ تلك البحوث الهاجعة في مكتبة الدِّراسات العليا. إلا أنني أرى اليومَ أن تلك البحوث، حتى لو كُتبت باللُّغةِ الغالبة لأهلِ البلاد، فإنها ستظلُّ غريبةً، وبعيدةً عن ذائقةِ الإنسانِ العاديِّ السَّوي؛ فالنَّاسُ لا ينقصهم الذَّكاء أو تقعد بهم الحيلة العقلية عن التَّشابي إلى مناراتٍ للفكر هم أهلٌ لها بالفطرة السَّليمة التي طُبع بها غالبيةُ البشر، لكن ينقصهم مَنْ يُفصِّلُ القول، ويُحبِّبُ المعرفة، ويُدرِّجُ الحكمة في أفئدةِ السَّامعين؛ ومن هنا تأتي أهمية السِّرد كواحدةٍ من التَّقنيات المُتَّبعة في توصيل العلم إلى الجميع. من ناحيةٍ مثالية، فإن امتلاك العلم والتَّمكن من تقنيات السَّرد يجب أن يسيرا سوياً، ويجتمعانِ في جعبةِ شخصٍ واحد؛ ولكن الأمورَ، للأسف الشَّديد، لا تسير بهذه البساطة المطلوبة. وفي الغرب، غالباً ما يلجأ العالِمُ إلى صحفيٍّ أو مؤسَّسةٍ صحفية للقيام بهذه المهمة. ولكن قبل أن ننتقل إلى الحديث عن تنحية ’الشَّاعر‘ من موقعه المتقدِّم كمروِّجٍ رسميٍّ للحداثة، أو إحلال ’النَّحويِّ‘ مكانه، يجدر أن ننبِّه إلى أن مصطلح ’صحفي‘ في الغرب، هو أوسعُ بما لايُقاس عن استخدامِه في بيئتنا الثَّقافية المحلية أو الإقليمية، فهو يشمل إضافةً إلى العاملين بالصحفِ اليومية والأسبوعية (من مراسلين ومحرِّرين وكُتَّاب أعمدة)، الصَّحافة المُذاعة (من مذيعين ومحرِّرين ومخرجين ومنفِّذي برامج)، والصَّحافة المرئية (من مذيعين تلفزيونيين ومذيعي ربط ومخرجين و منفِّذي برامج)، والمجلات الفصلية والدَّوريات المتخصِّصة؛ هذا كله إضافة إلى الكتابة الإبداعية التي تسهِّل استساغة المادَّة، وتلجأ إلى السَّرد في إنجازِ تلك المهمة على أكملِ وجه. هذا وقد كثُر اعتمادُ العلماء على الصَّحفيين، بهذا المصطلح الموسَّع، إلى درجةٍ نبَّهت دكتور كرمبتون، الذي يعمل ضمن فريق الاتِّصالات العلمية بمتحف التَّاريخ الطَّبيعي بلندن، فكتب مقالاً بصحيفة "الجارديان" بتاريخ 11 مارس 2015 تحت عنوان: "لماذا يجب أن تتمتع المخطوطة العلمية بمزيَّةٍ أدبية". وتساءل قائلاً: "لماذا تتراكم الأوراقُ العلمية من غير طائل، إلى أن يأتي الصَّحفيُّ (بالمعنى الموسَّع) فيكتشفها؟". ويقرُّ الكاتب بأنه في عصر الشَّفافية وتوفُّر البحوث عبر الإنترنت، فإنه لا بدَّ أن تهاجر المعرفة من أبراجها العاجية إلى الجمهور قاطبةً؛ لذلك يرى الكاتب بأن "على العلماء أنفسهم أن يعيدوا النَّظر في خريطة قرائهم؛ ومن جانبنا (وما زال الحديثُ لدكتور كرمبتون)، علينا أن نكرِّم مَنْ لهم المقدرة على توجيه كتاباتهم بعيداً عن المشاكل المستعصية، في اتجاه الكلي والشَّامل والعالمي؛ ولنغتنم فرصة هذا التَّغيير، ونمنح جائزة الإبداع ضمن الرِّيبورتاج العلمي في جوهره الأصلي، الذي ينتجه العالمُ ذو التَّوجُّهِ الإبداعي". سنواصلُ في حلقةٍ قادمة الحديثَ عن إغواء ’النَّحويِّ‘ التَّقليديِّ وجذبِه إلى مداراتِ الحدا
محمد خلف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدال (Re: munswor almophtah)
|
ليس كل مقلٍ فى إنتاج المعرفه بعاطلها، فلم يترك عبدالله الطيب من معارفه إلا النذر اليسير، ولم يطبع كرف كتاباَ واحداً، ولم نجد للتيجانى إلا ديوان وبعض قصاصات، ولم نجد لمعاويه نور مؤلفاتٍ بحجم عبقريته، ولا للناصر، ولكنا وجدنا إشعاعات أضاءت لنا أزمنتهم ومكنتنا من التعرف عليهم، وأمسكتنا ملامس ظهور خيلهم المعرفيه فكذا كاتبنا الكبير محمد خلف الله عبدالله، والذى إن حسبت له هذه الكتابة الفخيمة العميقة السامقه فقط، لكفته لأنها خلاصة قرآت جادة وعصيه قرآت فلسفية معرفية تحمل البعد التقريرى الوصفى، والمعيارى التقديرى فى ذات الوقت، كتابة ذات بركة ملموسه لقرآنيتها الراكزه ولسقف التجويد فيها الذى يرفعها فوق سقف المقامات، إبداع يا أبو محجوب مكنك الله من المعارف وعلّى بها شأنك.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
القص، والتكنيك، و "الاستهبال الثقافي" عبر "بيضة الديك" (Re: munswor almophtah)
|
التكنيك مهم في حداثة القص.
لكن الأهم من ذلك وجود "قصة"، حكاية، سردية إلخ.......
لكن هناك الكثير من "الكتَّاب المستهبلين" ، الذين يخفون ضعفهم في السرد،
عبر التعويل على "جمل شعرية طويلة"، وتكنيكات "مختلقة" ، لإخفاء ضعفهم في القص، والسرد و الحكي.
ومعظهم اكتفي ب"بيضة الديك"، فهذا أقصى ما يستطيعونه من "استهبال ثقافي"، تحت شعار "الحداثة".
والسبب واضح تماما: لأنهم أتوا إلى السرد، كشعراء فاشلين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عادل القصاص الحصه قصه//محمد خلف الله عبدال (Re: munswor almophtah)
|
فالنَّاسُ لا ينقصهم الذَّكاء أو تقعد بهم الحيلة العقلية عن التَّشابي إلى مناراتٍ للفكر هم أهلٌ لها بالفطرة السَّليمة التي طُبع بها غالبيةُ البشر، لكن ينقصهم مَنْ يُفصِّلُ القول، ويُحبِّبُ المعرفة، ويُدرِّجُ الحكمة في أفئدةِ السَّامعين؛ ومن هنا تأتي أهمية السِّرد كواحدةٍ من التَّقنيات المُتَّبعة في توصيل العلم إلى الجميع. من ناحيةٍ مثالية، فإن امتلاك العلم والتَّمكن من تقنيات السَّرد يجب أن يسيرا سوياً، ويجتمعانِ في جعبةِ شخصٍ واحد؛ ولكن الأمورَ، للأسف الشَّديد، لا تسير بهذه البساطة المطلوبة. وفي الغرب، غالباً ما يلجأ العالِمُ إلى صحفيٍّ أو مؤسَّسةٍ صحفية للقيام بهذه المهمة.
محمد خلف
هذا كلام يستحق أن يكتب بماء الذهب ويعلق على دور المعارف بطول الوطن وعرضه ليزرع الثقة فى الأجيال وتنتج معارف زمانها بتقنية أجود وتعبيرية لا تهويم فيها بل واضحة مفهومة مهضومه وبذلك تتلاحق الأجيال وتتلاحق المعارف وتزدهر.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
"الإخوانيات" النقدية (Re: munswor almophtah)
|
السيد ساعي البريد الاسفيري:
منصور المفتاح
خلف كاتب كبير ، لا شك في ذلك،
في ثقافة عربية، لا تحترم "الكاتب".
ولو كنت في مكانه، لكتبت بالانجليزية التي يجيدها،
ولما كتبت بهذه اللغة الملعونة.
كتب خلف في سياق "إخواني".
وتحت تأثير "الإخوانيات"،
صدرت عنه "ألقاب"، و"تصانيف"، هو المطالب بالدفاع عنها نقديا.
وهذا ما لم يفعله، في إطار "سردياته الإخوانية".
وإنْ لم يفعل "نقدياً"،
ما يبرِّر "إطلاقه" النعوت الثقافية،
فهذا شأنه،
طالما أنه ارتضى "الإخوانيات"، كإطار لكتابته.
لكن ذلك لا يجعلنا "نؤمِّن" على "إخوانياته" النقدية.
أرقد عافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;الإخوانياتandquot; النقدية (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي المشاء:
تحياتي وتقديري الذي تعلم:
أعلم ما يحدث، من "أحزان"، بينك وبين عادل القصاص، وقد أوضحت حينها موقفي، ومع ذلك، أنت شاعر لك ثقلك المعتبر داخل المشهد الثقافي الراهن، وكثيرا ما أبديت إعجابي بما تبدع من شعر، ومع هذا وذاك، لا يفيد هنا مدفوعا بتلك المرارات أن تخبر الناس صراحة أو ضمنا أن عادل القصاص مجرد كاتب يتسم بالخفة، وهو ما يسفه آراء الكثيرين من أصحاب الشأن أمثال عبدالمكرم وبولا. القصاص سارد مكرّس. والتصدي لموقف لا عقلاني سبق له أن أنتجه هنا أو هناك يتم في تصوري عبر سياقه المعني. والله من وراء القصد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;الإخوانياتandquot; النقدية (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: لكن ذلك لا يجعلنا "نؤمِّن" على "إخوانياته" النقدية.
|
المشاء
سلام ولكنك مُطَالبٌ بتوضيح رؤيتك النقدية التى تراها والتى لا تتفق مع رؤية محمد خلف في قَصَص القصاص.
فأنت ترى أن وصف خلف للقصاص أنه "مهندس القص" هو نوع من المجاملة الإخوانية.
هذا كلام لا يقف على أي أرضية صلبة.
لذلك فأنت مُطَالب بتوضيح فكرتك كاملة لنا كقراء
لماذا لا تتفق مع هذا الوصف من الأساس؟
ما هو رأيك النقدي في كتابات عادل القصاص؟
وهل لهذا الرأي النقدي (أياً كان) بعد (أحزاني) كما جاء في مداخلة البرنس "أعلاه"؟
توضيحك للصورة ككل يا أسامة يجعلنا نستفيد من هذا الحوار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;الإخوانياتandquot; النقدية (Re: munswor almophtah)
|
سيدي الصادق
سلامات
قلت سيدي:
Quote: سلام ولكنك مُطَالبٌ بتوضيح رؤيتك النقدية التى تراها والتى لا تتفق مع رؤية محمد خلف في قَصَص القصاص.
فأنت ترى أن وصف خلف للقصاص أنه "مهندس القص" هو نوع من المجاملة الإخوانية.
هذا كلام لا يقف على أي أرضية صلبة.
|
وما هي "الأرضية الصلبة"، التي استند عليها خلف في "إطلاق" لقبه؟ خلف لم يقدم "رؤية"، و إنما "أطلق" لقبا". ولهذا لا يمكننا مناقشة اللقب. و لدينا فقط خيار الموافقة عليه أو عدم الموافقة.
لا أحد يمكن أن يختلف حول أن النقد السوداني عموما لا يجاري "الإبداع"، لأسباب كثيرة. ولهذا درج الكتاب عبر مقالاتهم وحواراتهم على إطلاق أحكام نقدية غير مؤسسة. لا بد أولا من تعريف "هندسة القص"، و لماذا ينطبق هذا التعريف على علان،و لا ينطبق على عدد لا يستهان به من "فلان" مثل أحمد الفضل احمد أو عثمان محمد صالح، كما قلت سابقا،و بإمكاني إضافة أسماء أخرى. هذا "إطلاق" يجب عقلتنه، مثلما حرص خلف على "عقلنة" ما قال به في أمور أخرى.
من السهولة إطلاق ألقاب مثل "ملك القصة القصيرة"، و"باشمهندس القصة القصيرة"، و"مساعد مهندس القصة القصيرة"، و "فني القصة القصيرة"، و"مساعد فني القصة القصيرة".
الألقاب ملقاة على قارعة الطريق.
البيِّنة على من أدعى.
أرقد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;الإخوانياتandquot; النقدية (Re: osama elkhawad)
|
Quote: من السهولة إطلاق ألقاب مثل "ملك القصة القصيرة"، و"باشمهندس القصة القصيرة"، و"مساعد مهندس القصة القصيرة"، و "فني القصة القصيرة"، و"مساعد فني القصة القصيرة". الألقاب ملقاة على قارعة الطريق. |
نعم ملقأة علي قارعة الطريق لذلك اطلقت أنت علي نفسك لقب (مشاء الأسافير)، ولم يُطلقه عليك احد . نعم اطلقته علي نفسك لأنها مصابة بسرطان التكبر والعجرفة، ولو كان لك ما ينفع الناس لأتت لك الألقاب طائعة لكنك رجل جُعبتك فارغة إلآ من بعض غُثاء وجلآفيط . هذه الألقاب التي تراها هاملة لا تُطلق علي سبيل المجاملة ولا تأتي من فراغ، فها أنت أطلقت عليَّ لقب (المعوكابي) باعتباري اجيد لغة المعوكاب واتحدث بها وهذا شرف لي، أما ان تأتينا بلقب تطلقه علي نفسك فأيم الله هذا هو التكبُر بعينه . أنت منفوخ بأورام عظمة وكبرياء في الفارغة، يعني زيّك ؤُ زي الخروف الساقينو موية ملح . ما مثلك إلا كمثل إبليس تحوص ؤُ تلوص وسط فطاحلة الكتابة حتي تُعد منهم، فهب إنك عُددت منهم فهل نفع إبليس كونه عُدّ من الملآئكة ؟. يا اخي أرحم نفسك واقعد في بطن الوآطة دي حتي تكسب إحترام الناس، فقد تحدثت ورأيناك ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andquot;الإخوانياتandquot; النقدية (Re: معاوية المدير)
|
كتب أسامة الخواض
Quote: وما هي "الأرضية الصلبة"، التي استند عليها خلف في "إطلاق" لقبه؟ خلف لم يقدم "رؤية"، و إنما "أطلق" لقبا". ولهذا لا يمكننا مناقشة اللقب. و لدينا فقط خيار الموافقة عليه أو عدم الموافقة.
|
عزيزنا أسامة
أنا أسأل من رؤيتك النقدية أنت لكتابات القصّاص، وليس رؤية محمد خلف فأنا كقاريء لما كتبه محمد خلف لم أتعامل معه (كنقد أدبي) متكامل بمسوغاته لكتابات القصاص وقد اندهشت لإستعمالك المعيار "الكمي"، لذلك أردت أن أرى رؤيتك النقدية لتلك الكتابات وخصوصاً أنها استنكرت لقب "مهندس القص"، حتى في مقارنة كتابات القصاص مع آخرين
فتسآءلت كقاريء عن أرضيتك النقدية الصلبة، التى أكدت بكل وضوح أن هذا اللقب ليس إلا مجاملة، وهذا يعنى أن لها رؤية نقدية مخالفة تماماً
فما هو "نقدي" بالنسبة لي يخصك أنت، ورؤيتك النقدية
| |
|
|
|
|
|
|
في "المحقة الإبداعية" (Re: munswor almophtah)
|
السيد المنصور المفتاح عليك السلام
العبدلله طرح مسائل نقدية تتعلق بما طرحه الاستاذ البرنس من مفهوم حول "المحقة".
يمكنك مناقشة ما قال به ، و ما قلت به، في ما يختص ب"تبجيل المحقة". هنالك نصوص واعدة كتبت في فترة ما، ولم يتم تطويرها للأسف.
إطلاق ألقاب مثيرة وكبيرة، على ما لم "يكتمل" من "مشروع إبداعي"، في حياة صاحبه، لا يعني سوى "إضفاء" مشروعية على ما يمكن تسميته إما ب"الصمت الإبداعي"، أو "الكسل الإبداعي"، أو.....، او .......، وغيرها من التسميات التي تصف أن مشروعا إبداعيا واعدا لم يتطور في حياة صاحبه.
مصطلح المحقة كما اقترحه البرنس، يحاول في وجهه الجديد، كما يرى العبدلله، معرفة الأسباب وراء توقف مشروع إبداعي جديد.
وأكرر من الأسباب المتوقعة :
إدمان الكحول أو المخدرات، أسباب سياسية، أسباب نفسية مثل الاكتئاب أو الضجر أو.... أسباب أخرى..................
حسب زعمي الضعيف تتبع أسباب "المحقة"، لا يهدف سوى إلى إبراز العامل أو العوامل الكامنة، وراء إحجام كاتبة ما عن تطوير بداياتها الإبداعية الجيدة.
لو اردت أن تثبت أن العبدلله ،صفر كبير في الإبداع السوداني، فيمكنك أن تفرد بوستا خاصا لذلك. وسأكون في غاية الامتنان، حتى أتمكن من العودة مجددا إلى ساحة "الإبداع السوداني". و"سأعافر" كي أحظى بلقب "مبدع".
أرقد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في andquot;المحقة الإبداعيةandquot; (Re: osama elkhawad)
|
Quote: لو اردت أن تثبت أن العبدلله ،صفر كبير في الإبداع السوداني، فيمكنك أن تفرد بوستا خاصا لذلك. وسأكون في غاية الامتنان، حتى أتمكن من العودة مجددا إلى ساحة "الإبداع السوداني". و"سأعافر" كي أحظى بلقب "مبدع". |
عليك الله هسّع حكاية إنّك صفر كبير دي دايرالآ فتح بوست ؟، عودة شنو يا زول إنت متين دخلت في ساحة المبدعين عشان تمرق ؤُ تعود تاني ؟. إنت عمرك ما حا تكون مبدع في يوم من الأيام ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: في andquot;المحقة الإبداعيةandquot; (Re: معاوية المدير)
|
الأخ معاويه المدير لك من السلام ما يغنيك أبداُ ودوماً. هذا السفر الخلاسى المسبوك كخلاصة لقرآت عميقة وناضجه لعلوم شتى، تجريبيه، فلسفيه، إجتماعيه، عقائديه مقارنه، تاريخ، تراجم وآداب متنوعه. كتابه شامله حاويه لعصير بلاسم معرفيه، أجاد خلف خلطها وتقديمها بأحسن ما يكون الشئ الذى أثار حفيظة الألفه وأغضبه لأن محمد خلف عاد قوياً وعاد شامخاَ راكزاً ممتلكا لأدواته وفاعلاً بها كما ينبغى ناسياً ذلك الألفى أن فى الأثر هنالك كتابات حوليه و عقديه ونصف قرنيه وما كل الكتابات كدورة الذباب تنتهى فى أربعة وعشرين ساعه ويا لها من واهية ضعيفه يتعملق فى وجهها خيط العنكبوت، فيا معاويه شعراء السودان من ذهبوا وتركوا الذهب كالعباسى والناصر قريب الله والتجانى ومحى الدين فارس والمجذوب وجماع وعبدالحى وصلاح أحمد إبراهيم والنور عثمان أبكر والواثق وتاج السر الحسن وشقيقه الحسين وشعراء الحقيبه والمسادير والدوبيت الذين تصفق لهم أجنحة الروح موسيقى ومعانٍ ولحون ومن الأحياء ود المكى وعالم والحفيان والحبر وكمال الجزولى أما النشاذ سيظل كذلك فلا تبتئس يا رجل فبعض الناس لا ترضى أن يبدع غيرها وتتملكها الغيرة والحسد وتتمدد كالجنائز فى ميادين عرضهم لتشوه طلعة الإبداع ولكن هيهات هيهات!!
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
|