معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 04:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رباح الصادق المهدى(رباح الصادق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2003, 09:36 PM

رباح الصادق

تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق (Re: رباح الصادق)

    2- الشوف الشامل.. والإرهاق الخلاق
    الشوف الشامل أم جماعة الفيل؟
    إبراهيم معجب بشعر قالته شاعرة شعبية تمدح الشيخ أبو القاسم هاشم قائلة :"سلامة شوفك الشامل"، نوه به في "عبير الأمكنة" وذكره في تعقيبه على النقد.. مما يعني أنه يقدر هذه الصفة جدا، ولكن ما يؤخذ عندي على المشروع الإبراهيمي هو فقدان هذه الصفة بالتحديد، أو اتباع استراتيجية "جماعة الفيل" وهم رهط من العمي وقعوا على فيل وما عرفوا ما هو فتلمس كل منهم جزءا فيه، فقال أحدهم: هذا شيء مسطح وكبير (فقد تلمس أذنه)، وقال الآخر بل هو شيء أسطواني طويل (عانيا خرطومه)، وقال رابعهم بل هو ضخم منفوخ (وقد لمس بطنه).. وهكذا. وأنا أنزه الدكتور عن العمي بل نظره ثاقب، ولكنه يركز في جانب ما ويتعمى عن الجوانب الأخرى- أي يحلل الأمور بشكل فيه تجزئة، وبتعبير علم النفس: بصورة انتقائية، فعلماء النفس يتحدثون عن أنواع الإدراك ومن بينها الإدراك الانتقائي selective perception، وهو أن بعض الناس إذا ركزوا على شيء احتجبت عنهم بقية الأشياء –وهو نوع من الإدراك أعاني منه على مستوى شخصي بصورة مؤلمة فإن وضعت انتباهي على مسألة تلاشت بقية الأمور بصورة قد تحجب عني الوجود، ويتندر على ذلك إخوتي لدرجة قيل معها أنني كنت ألون بين جمع أسري في الهواء الطلق، فصبت السماء وانتقل الجميع للداخل ولما تفقدوني وجدوني أواصل التلوين لم أدر أنها أمطرت أو أحس انهم تحولوا- وهذه إشانة سمعة فحسب، ولكنها تعكس ما يمكن أن يحدث لانتقائيي الإدراك!.
    هذه الخاصية قد تنسحب على العملية الفكرية. وبالطبع فإن مسألة الموضوعية في العلوم الإنسانية تمر ولا شك بقضية المنهجية. والمنهج الجزئي أو السوسيومتري الذي يصف ما أشرت له وأسميته بالانتقائية ينتقي موضوعا ما ويصب عليه اهتمامه.. والكثيرون يتطرقون للمنهج التخصصي بالإطناب، ولكن، وكما يقول أستاذي الدكتور قيصر موسى الزين فـ"إن ما يشاع عادة عن دقته القائمة على التحديد والتخصص مقارنة بالبحوث الكلية ذات المنظور الشامل هو أمر يكون موضع شك كبير".
    إن توجيه المفكر كل اهتمامه لأمر في نظرة قريبة، بدون محاولات جادة لإيجاد رابط أو للنظر من البعد ربما سبب لبسا أو تعارضا بين المدخلات المختلفة والمتداخلة، ويشبه ذلك عمل رسام لحيوان يركز في رسمه على عضو معين –الحافر مثلا- ويبرع في نقله. وفي مرة أخرى للذيل، وهكذا بدون أن يصنع من تلك الصور لوحة مكتملة، وقد تتقاطع رسوماته وتفشل في تتبع الشكل الكلي، وأسوق على ذلك بعض الشواهد:
    فالمشروع الإبراهيمي في "مقطوعيات" متناثرة يتحدث مرة عن "التنوع الثقافي كغبينة سياسية" فينتصر لأهل الغرب ولغتهم وحقها في العيش سودانيا، وفي "الآفروعروبية أم تحالف الهاربين" يفضح نحلة البدائي النبيل وينتصر للرؤية الجنوبية، ولكنه في تحقيقه لنسب الجعليين، يؤكد –مع فضحه لآليات التعديل والتبديل في سلاسل النسب مما يعني أنها أدب مخلوق أكثر من كونها سلاسل تاريخية صحيحة السند- أن لكل جماعة حقها في اتخاذ ما تريد من معتقدات بشان أصلها ونسبها وغيره فهذه ثقافتها وهذا حقها، متخذا نهج الفولكلوري الذي لا يهمه التحقيق التاريخي ونتائجه إلا لفهم عقلية ودوافع حاملي الثقافة المعينة، ومجافيا النهج التأريخي الذي يتتبع الأسانيد التاريخية والوثائقية وصحتها لإثبات حقيقة معينة أو نفيها. هذا النهج التصالحي مع الثقافة قد يحل معضلات بالنسبة للجماعات القبلية، ولكنه يسبب مناطحات عديدة بالنسبة للأمم.. وإن نكران نسبة معينة أو التبرؤ من النسب الزنجي أو الحامي رغم أنف الحقيقة له ثمنه عند الجماعات الزنجية والحامية، فهو يعني أنه تبرؤ من الأقل واحتقار له.. إنه يسبب مرارة طالما بدت في كتابات د. فرانسيس دينق. ومن ذلك ما حاوله في كتابه عن الدينكا: أفارقة بين عالمين، إذ حاول إبراز السمات الشرق أوسطية في التكوين الجنوبي، والسمات الإفريقية في التكوين الشمالي.. في تلك المحاولة إظهار لحدة الفوارق أن منشأها الوهم الذي يحمل في حدته استعلاء لا يخفى على الأعين.
    ودكتور عبد الله علي إبراهيم الذي قدم لقراءة كتابه النقدية مبررا عنفه الفكري على المعارضة بأن السبب هو كون المعارضة مشروع المستقبل، أما الحكومات فهي دائمة ملامة والضير أقل كونها مشروع الحاضر، لم يفسر لنا لماذا إذن في كتاباته التأريخية عن المهدية – خاصة بحثه بعنوان: نحو مشروعية لمعارضة المهدية: المهدية والكبابيش- ركز على انتقاد الجانب الحكومي الرسمي (دولة المهدية)، وغفر للمعارضة في حينها المتمثلة في النوراب (أرستقراطية الكبابيش) مخازيها العديدة التي جعلتها أداة لجيش الغزاة، فلم ترع إلا ولا ذمة، بل لقد كانت تخدم مصالحها الخاصة وتفوقها المادي والاجتماعي الذي حصلت عليه إبان التركية والذي هون عليها التعالي على الآخرين، وقد لاحظ ذلك هو ذاته في كتابه عن "الصراع بين المهدي والعلماء" فبين حظوتهم لدى سلطة التركية، وهذا ينطبق على النوراب الذين ساموا القبائل (التبع) كل الإذلال؟.
    ثم أن إبراهيم في فتونه بجزئية تاريخية أو معلومة معينة قد يغيب عنه الجزء الأكبر. لقد فغر فاهي دهشة إثر مقارنته –في محاضرة بمعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية في منتصف التسعينيات- بين المهدية والإنقاذ، مشيرا إلى أن الناس في نهايات المهدية فقدوا الإيمان بها والقدرة على التضحية ودليله هو ما حدث بكرري في رواية الشيخ بابكر بدري المثبتة في مذكراته بعنوان "حياتي". مغفلا في احتفائه بتلك الشهادة أن الشيخ بابكر –وهو من رجال السودان العظام- رجل تبز فرديته جمعيته بدرجة لا يمكن القياس عليه (أي أنه عينة يصعب التعميم عليها بلغة أهل العمل الميداني في العلوم الاجتماعية). ففي الحين الذي تماوت بدري وصاحبه تلافيا للموت استشهد عشرة آلاف سوداني (في شأن الله والرسول) بتعبير الحاجة مدينة والدة الشيخ بابكر إذا أصابتها مصيبة وهي في طريق الجهاد. وكيف يمكن إغفال شهادة ونستون تشرشل (الذي إن عرف الله فهو لا يعرف الرسول) والذي انبهر كمراسل حربي للجيش الغازي ببسالة وصمود هؤلاء القوم الذي شعر بأنهم انتصروا رغم كل شيء فقال: لم نهزمهم ولكنا دمرناهم بقوة السلاح.. وهذا ما قرره القوم ببساطة في أغانيهم في مقبل الأيام.. قرروا خيانة الحدث لأجل الحقيقة في تصورات قد ترى عبثية إذا قورنت بالوقائع: "كرري تحدث" وفيها ": خاضوا اللهيب وفتتوا كتل الغزاة الباغية".. ثم "كيف لا أروي شعري ورائع الدرر" وفيها: " كم هزموا الأعادي وجندلوا القادة".. وهكذا.!.
    ود. إبراهيم الذي التفت للتشابه في التجربة الإنسانية عبر الحقب وقلل من تهول الناس بالعولمة في ذكره لأنه اطلع على تعليق كتب إثر اكتشاف التلغراف يشابه ما يكتب الآن عن العولمة، لم يسحب ذلك القياس في كون التجربة الإنسانية عتبات يتم تجاوزها في المراحل المختلفة بشكل تصاعدي –يختلف مع مقولة أن التاريخ يعيد نفسه ولكنه لا يتبع الديالكتيك القائم على اتخاذ ممرات جديدة بالمرة- لم يسحب تلك النظرة الثاقبة على القضية السودانية وتعقدها الآن. فرأى الإرهاق الخلاق توأما لحالة "نهاية السياسة" باعتبارها حالة لم تمر بالبلاد من قبل- بالرغم من استشهاده بفترة نهاية نظام مايو لوصف حالة نهاية السياسة- ولن نعدم الدلائل من الأدبيات التي كتبت في حالات مفصلية في تاريخ بلادنا حديثة التكوين، تؤكد أن "نهاية السياسة" هذه حالة رآها السودانيون قبيل انقلاب عبود، وقبيل انتفاضة أكتوبر، ومع كل مفصلية في تاريخنا الحديث.. وإن تغيرت المعطيات واختلفت درجات التعقيد.
    الإرهاق الخلاق.. خواطر متفرقات
    الإرهاق الخلاق مكون من مقالين مطولين كما أشرت سابقا. أهم ما في المقال الأول الذي كتب بعد إكمال نظام الإنقاذ عامه الأول الآتي:
     أن الإنقاذ نظام برئ من هواجس الجبهة الشيطانية، وعلى رأسه البشير الذي لاحظ مشاكل حقيقية أتى لإزالتها. وبعد جرد لحساب الإنقاذ من محامد لمآخذ رجح بالأولى، وخاطب لإزالة الأخيرة.
     أنه يقدم مبادرة لحل مسألة المواجهة بين المعارضة والنظام تقتضي أن يقف الاقتتال والاستقطاب، وأن يتنازل كل طرف عدة تنازلات فصلها. وأن مبادرته للمصالحة الوطنية تنبني على دعامتين: الوطنية السودانية، والتسامح والموهبة في التنازل.
    وأهم ما في المقال الثاني الذي كتب عام 1997م، وهو أطروحة متصاعدة عن المقال الأول، الآتي:
    - أن الوضع في السودان وصل حالة نهاية السياسة التي يقتتل فيها أطراف الصراع كعقارب مسمومة محبوسة في زجاجة تنتهي بنهايتها جميعا.
    - أن حالة نهاية السياسة أشعرت الجميع بحالة من الرهق والإعياء يمكن اهتبالها لتجاوز حالة نهاية السياسة، والوصول لحل.. إذا حدث هذا الحل فستدخل البلاد حالة أمل جديدة. ولذلك فهذا الإرهاق الحالي يكون خلاقا إذا أحسن الناس التعامل مع الحالة الراهنة.
    وأرى مفهوم الإرهاق الخلاق يكون أكثر تعبيرا عن الحال السوداني إذا ارتبط بشبيه الفكرة عند آرنولد توينبي المؤرخ البريطاني الشهير، وحديثه عن التحديات التي تواجه الأمم، وقد تجابهها بكفاءة فتتخذ قوة، أو تفشل فتذوي. وبما يسوقه المثل السوداني بكل بساطة: "السترة والفضيحة متباريات".. واعتراضي ليس على وجود الحالة، بل على تسميتها.. فالنهاية التي نعرفها هي القيامة، وحتى تأتي فإننا لا نعلم في المدى والحلم والأمل الإنساني نهاية.. مع أن كلمات الدكتور إبراهيم وربطها بين الإرهاق الخلاق كحالة يصل لها الناس في عهد نهاية السياسة إذا هم أحسنوا اهتبال الرهق تذكر بالقيامة على النسق الذي صاغه الشاعر المجيد – غير شائع الصيت- عبد العزيز سيد أحمد حين قال: زد فوقها حطبا، فليل الهول تعقبه القيامة!.. إن اللجج الذي قد أخوضه هنا –لا خصومة بل مقابلة الحدة في الإيمان بالإنقاذ، بشيء من الاستنكار- لا يستنكر قراءة "الإرهاق الخلاق" في مجملها، ولكنه يمتحن بعض جوانبها بمداخلات تتبع.
                  

العنوان الكاتب Date
معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-11-03, 09:33 PM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-11-03, 09:36 PM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-11-03, 09:39 PM
    Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق ebrahim_ali05-12-03, 09:55 AM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق sentimental05-12-03, 10:01 AM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-12-03, 02:20 PM
    Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق Adil Osman05-12-03, 06:45 PM
      Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق ودرملية05-12-03, 10:00 PM
      Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-14-03, 10:42 AM
        Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-14-03, 11:37 AM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق lana mahdi05-13-03, 02:16 PM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق omdurmani05-14-03, 02:34 AM
  Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق رباح الصادق05-14-03, 11:23 AM
    Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق أبنوسة05-18-03, 11:52 AM
      Re: معاينة في اللوحة الإبراهيمية عبر كوة القراءة النقدية للإرهاق الخلاق ebrahim_ali05-24-03, 05:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de