أهـم الأحداث فــــــــــــــي الصحف السودانية

Quote: اوكامبو في لندن - غريق يتشبث بقشة المحزن - والمضحك في آن - هو ان بعض متمردي دارفور يؤمن ايماناً جازماً بأن لويس مورينو اوكامبو الذي لم ينتخبه احد ولا توجد جهة تشريعية تحاسبه هو القائد المعتمد لدول التحالف الغربي، يجرها من انوفها فتنصاع وانه قدير على اقناعها بتسليمهم الحكم في السودان، يبدو ان الشك بدأ يساور البعض اذ سأل د. جبريل ابراهيم «حركة العدل والمساواة» اثناء ندوة اوكامبو بلندن «8/28» عما اذا كان الرئيس البشير يمكن ان يتوجه نحو تشاد زائراً دون اتصالات من الجماعة الدولية لاقناع تشاد بضمان سلامته راجعاً للسودان. لاحظنا شكوكاً مشابهة في كلمة د. مريم سليمان - رئيسة الجمعية التي وجهت الدعوة لاوكامبو التي انتقدت مجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي للتقاعس وعدم دعم المحكمة للتصدي للرئيس السوداني ورغم انها دافعت عن المحكمة وقالت انها لا تستهدف افريقيا فقط وان القادة الافارقة وحدهم «نعم قالت وحدهم!» هم الذين ينتهكون حقوق الانسان الا ان مضمون كلمتها الافتتاحية كان الاحباط. اما اوكامبو نفسه فقد بدأ كسير الخاطر كطائر فاجأته عاصفة رعدية، دعاه المنظمون باسم الضحايا فجاز عليهم المثل «جيتك يا عبد المعين تعيني، لقيتك يا عبد المعين تنعان» بعد لف ودوران قال انه لا يستطيع ان يفعل اكثر مما فعل وانه بحاجة لمساعدة لشهود اكثر في القضية ونبه الى تاريخين قادمين هما 24 سبتمبر واكتوبر سيطرح فيهما موضوع السودان في الأمم المتحدة. قال اوكامبو رداً على سوال عن غزو العراق اولانتهاكات التي اقترفت هناك وانتهاكات اسرائيل ان مجلس الامن لم يحل الامر اليه، تحدث الدكتور منصور يوسف العجب فقال ان جهود اوكامبو وصلت مداها وان الامر ينبغي ان يترك للشعب السوداني دون تدخل خارجي وتحدثت السيدة ايمان بلدو فاستنكرت تقسيم السودانيين الى دارفوريين وآخرين وقالت ان الملايين التي ترصد للمنظمات غير الحكومية لو انفقت على التنمية في السودان لافادته بدلاً من حرمانه ومواجهته اما الاستاذ فاروق عبد الرحمن فقد قال ان شيئاً لن يتغير الا بعد حسم موضوع الاستفتاء ومعرفة مصير الجنوب. قال مدير الجلسة ان اخته قتلت وان قاتلها لم يحاكم. وقد عرض في بداية الندوة - التي اقيمت في احدى قاعات منظمة العفو الدولية - فيلم وثائقي عن النازحين بتشاد يبدو انه قديم لأن خلاصته الدعوة للقوى الاممية التي وصلت منذ سنوات. المقلق بحق هو رعاية منظمة ايجيس ترست لنشاط ابناء دارفور بلندن تحدث جيمس سميث عن الابادة الجماعية وسرد تطور الاهتمام بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ايجيس ترست منظمة انشئت العام 2005م على نسق المنظمات الامريكية الصهيونية التي تشوه وجه الديمقراطية بالضغط عن النواب المنتخبين والتزوير في مواقفهم وقد سبق لها ان نظمت تسع مناسبات عن دارفور. لا ارتاب على الاطلاق في امانة او وطنية الطبيبة الشابة مريم سليمان ولا في صدق نيات الاستاذ اسحق عشر الذي ادار الجلسة لكنني اشك في ان يكونا على علم بحقيقة المنظمة التي تحتضن نشاطهما. ينطلق عمل ايجس ترست من مأساة المحرقة النازية ضد اليهود «التي لا ينكرها او يتغاضى عن اهمية مغزاها من شاهد افران الغاز في المانيا مثل كاتب هذا الباب» لكن هناك شهادات يهودية مهمة حول المحرقة مثل قول الحاخام جيرمي ملغرام ان ذكرى المحرقة توظف ويساء توظيفها سياسياً نحو الاسلام والشرق الاوسط رغم انها حدثت في اوربا «مقابلة اجراها معه لورفيج والسال ونشرت في كاونترنش» ويقول الكاتب اليهودي جوناثان ليتل «كما اوردت صحيفة هارتس الاسرائيلية 2008/5/31» ان اسرائيل توظف المحرقة لتبرير افعال غير مقبولة في الاراضي الفلسطينية المحتلة. هذه المنظمات لا تتبنى جمعيات ابناء دارفور حباً في العدالة او الانصاف بل امتداداً لاستراتيجية ترمي الى صرف الانظار عما يجري في العراق وغزة وغيرها، وهي تتفادى ذكر جوانتانامو او «ابوغريب» او جنين. نعلم ان منظمة ضحايا دارفور ليست فرعا لحركة تمرد مسلحة لكن المطالبة بالتعويضات او الانصاف لا تبرر الارتماء في احضان ايجس ترست ثمة منافذ سودانية وطنية متاحة دعيت وسائل الاعلام للندوة فقال لي مندوب البي بي سي انه كان ينوي التوجه نحو السفارة لمعرفة وجهة نظرها قلت في الدقائق التي اتاحها لي ان الرئيس البشير زار كينيا كما زار تشاد قبلها وأن اوكامبو أراد أن يعزل السودان فلم يعزل إلا نفسه لأن محكمته صارت خارج الإطار السياسي العملي فالدول تتعامل مع السودان وتشنج اوكامبو يجعله مادة للسخرية وقلت عندما أتاح لي رئيس الجلسة مشكوراً فرصة أثناء المداخلات إن أوكامبو اعترف أمامنا بأنه كان على علم بتدبير ربما شارك فيه لتحويل خط طيران طائرة لاعتقال مولانا أحمد هارون قلت إن اختطاف الطائرة جريمة لا تليق برجل قانون دولي، ثم قلت إن مجلس الامن الذي يستنجد به اوكامبو به الولايات المتحدة وروسيا والصين وكلها لم توقع على ميثاق روما الذي انشأ المحكمة وقلت إن رئيس المحكمة عند خاطب الأمم المتحدة قال إنها تعمل «في اطار عالم مسيس». اختم «بشطحة» الندوة قال اوكامبو إن الجيش السوداني استخدم في دارفور أساليب مقتبسة من سياسة الاستعمار البريطاني ضد ثوار الملايو، الرجل محبط ويعض اليد البريطانية التي تدفع راتبه! http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=730&id=57565