لكن إنما يتذوق طعم هذه الروعة التي أعنيها، من يسمع هذه المادة الصّوتية وهو ينشد إحداث التّغيير على صعيد الذات! ومفهوم تغيير الذات وبنائها من المفاهيم التي راجت في عصرنا، عبر كثير من الكتب التي تمتلئ بها رفوف المكتبات، يُطلّ عليك مؤلفوها، بابتسامة يزعمون لك من خلالها أنهم قد اكتشفوا إكسير السعادة، وسرّ النجاح! ما أصبح يشكل ظاهرةً بارزة! وفي تقديري أنّ هذه الظاهرة لها أصل موضوعي، يرتبط بتطور المعرفة العلمية (التجريبية)، وما أفرزه تطوّر المجتمعات المعاصرة من المشكلات النفسية، فهذان العاملان أدّيا إلى توظيف (المعرفة العلمية التجريبية) من أجل حلّ المشكلات النفسية، ومشكلات التوافق الاجتماعي! وأيضاً تأتي هذه الظاهرة في سياق توظيف علم النفس توظيفاً تطبيقياً! فهذه الظاهرة تمثل توقاً إنسانيّاً متفائلاً بأنّ توظيف المعرفة العلمية على صعيد الذات، يمكنه أن يمنحنا القدرة على التحكم فيها وتوظيف قواها من أجل تحقيق أهداف الإنسان وغاياته، بعدما تمكن بفضل الله عز وجل من تحقيق هذا الهدف على صعيد تسخير المادة وتطويعها لحاجات الإنسان، عبر معرفتها! وضمن هذه الكتابات المتنوّعة برز بالذات مفهوم العقل الباطن (اللاواعي) في مقابل العقل الظاهر (الواعي)! وفي اعتقادي أنهم لا يعنون بمفهوم العقل الباطن إلا القلب، في مقابل العقل المعروف! وذلك ينسجم مع الحديث الصحيح: ((ألا وإنّ في الجسد مضغةً: إذا صلحت صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه)) طبعاً هذه الظاهرة المعاصرة بدأت أولاً في الغرب، وحسب ظني بالتحديد في أمريكا، مع ديل كارنيجي، ومن ثم ظهر فيما بعد تيار البرمجة اللغوية العصبية! وهذه المادة الصوتية التي يتضمنها هذا الفديو، هي للكويتي صلاح الراشد، وهو من المتميزين في هذا التخصص، أترككم معه معتذراً عن الإطالة، ولكن ابتداراً لحوار أرجو أن يُستثار حول هذا الموضوع الحيوي: برمجة العقل الباطن!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة