وأخيراً نجح الخيرون فى رأب الصدع بالجاليه السودانيه الأمريكيه بواشطن .

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الأخوات والإخوة أعضاء الجالية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وطبتم مساءً. أرسلت لكم على بريدكم الالكتروني فجر اليوم مقالاُ بعنوان "حلايب: هل ستُلوّحُ مصرُ بخيار الاستفتاء بعد أن أحكمت قبضتَها على المثلث؟" هذه أول مرّةٍ استخدم فيها بريد الجالية الجماعي لإرسال إحدى مقالاتي لكم جميعاً. دفعني إلى ذلك حزنٌ عميق أن وطننا انشطر، وفقدنا أكثر من ثلث أراضيه وربع إخواننا واخواتنا في الجنوب. واشتعلت حرب دارفور قبل أن تنتهي مأساة الجنوب ليصبح ربعٌ آخر أرضاً للحرب والدمار والتشريد ويتم الأطفال وضياع مستقبلهم. ثم اندلعت نيران حروب النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأصبحت أبيي تحت الوصاية الدولية. واغتنمت مصر فرص انشغالنا بما فعلت أيدينا فاختطفت حلايب منا. وعمت الخلافات بين الأحزاب والاتحادات والمنظمات، وداخل كلٍ من هذه التنظيمات، وتشرذمت وانشطرت كلٌ منها إلى العديد من التنظيمات. ولا تختلف الصورة على الصعيد المحلي في منطقة واشنطن الكبرى. فبيننا الأسرُ التي جاءت إلى أمريكا على أمل العيش الكريم، فقابلتهم الحياة بوجهها الكلوح، فاصبح عددٌ منهم مشردين بلا مأوى، وبلا لقمة عيش كريمة، وشتاؤنا على الأبواب، يلجأون إلى المساجد والكنائس لتأويهم وتطعمهم. وهناك المرضى بلا تأمينٍ صحيٍ والذين يبحثون عن العلاج والدواء، هائمين على وجههم دون عونٍ أو معين. وهناك الموتى الذين تجد أسرهم صعوبة في مقابلة تكلفة دفن الجثمان فيلجأون إلى مد يدهم لكل من يمكن أن يجود لهم بشيء. وهناك الكثيرون الذين يبحثون عن عمل لمساعدة أسرهم في السودان التي ضاقت بهم أرض المليون ميل (أو ما تبقّى منها) بما برحت. أين نحن (وأعني بنحن أعضاء الجالية السودانية بمنطقة واشنطن الكبرى) من قضايا بلادنا الكبرى وتفككها؟ وأين نحن من هموم وكروب اخواتنا وأخواننا الذين بين ظهرانينا وأمام أعيننا؟ قبل أسبوع التقيت أحد الأصدقاء الإثيوبيين الذين جمعتني بهم سنوات العمل في البنك الدولي. أخبرني أنه آتٍ من اجتماع لاتحاد الجاليات الإثيوبية في أمريكا الشمالية. ذكر لي أنهم جمعوا كتبرعاتٍ 22 مليون دولار لسد النهضة الإثيوبي، وأنهم اشتروا 40 مليون دولار من سندات السد. قال لي أن الغرض من الاجتماع هو العمل ليصل المبلغ إلى مائة مليون دولار بنهاية هذا العام. فرحتُ لهم ولكبريائهم الوطني الذي جمع اليسار واليمين، المسلم والمسيحي، المتدين والعلماني، العسكري والمدني، الأمهرا والتقرا والأرومو والأدري، الحكومة والمعارضة. وحزنت لبلدي ولاخوتي ولنفسي. فقد التهمتنا الخلافات الصغيرة من قضايا وهموم الأصدقاء، دعك من هموم اخواننا واخواتنا ممن حولنا، بل دعك من هموم بلادنا الكبرى. اليس من المحزن أن نجتمع تحت حماية الأمن الأمريكي، خوفاً من بعضنا البعض؟ أليس من الحزن أننا لا نملك ولا حتى نستطيع أن نؤجر داراً للجالية فأصبحنا نستعين بالجاليات الأخرى لتعطينا دورها لمناسباتنا. وعضوية بعض هذه الجاليات أقل من عشرة في المائة منّا نحن السودانيين. أليس من الحزن أنه في هذه اللحظة هناك أسرٌ سودانية مشرّدة في الشوارع أو في المساجد، وحتى الكنائس، يساعدها غرباء وليس لدينا لجنة يمكن أن تستمع إليهم وتمد لهم يد العون؟ الاخوة والاخوات إننا في لحظات نحتاج فيها للصدق مع النفس، ومع بعضنا البعض. ونحتاج فيها للشجاعة لمواجهة واقعنا المرير المحزن. إننا أمام لحظة أن تكون الجالية أو لا تكون. هذه هي فرصتنا الأخيرة كما أراها، وكما يراها الكثيرون. هل سنرتفع لمستوى مسئولياتنا المحلية والوطنية، أم سنترك هذه الصغائر تقضي على القليل والقليل جداً الذي تبقّى لنا؟ لكي نخرج من هذه الحلقة الشريرة التي دخلنا فيها، وأدخلنا فيها أنفسنا، فقد اتفق بعضنا (بصفةٍ شخصية ودون أن ندّعي أي سندٍ دستوريٍ أو قانونيٍ، أو نحاول أن نتغول على صلاحيات الآخرين الدستورية) على مقترحٍ للخروج بنا من هذه الأزمة. ينبني هذا المقترح على أربع ركائز: أولاً: احترام دستور الجالية والحفاظ التام على هيبته وشرعيته ومصداقيته. فالدستور هو الذي اشتمل على المجلس الاستشاري بصلاحياته الحالية التي ملأت لنا الفراغ الذي نتج عن غياب اللجنة التنفيذية، وأعطتنا هذا المنبر لنلتقي فيه. إنه هو القشة التي بقيت لنا لنتعلّق عليها. ولكن لا بد من التذكير والتأكيد أن الدستور لن يحلّ مكان التعاون والعمل الجماعي، ولن يعالج الفشل الناتج عن غياب التعاون وروح الإخلاص والعمل الجماعي. ثانياً: مبدأ الديمقراطية كوسيلة لاتخاذ القرار وللحكم. ثالثاً: المشاركة واحترم تعدديتنا وتنوعنا وخلافاتنا، وجعلها مصدراً للقوة وليس سبباً للتفكك والتبعثر. رابعاً: التعلّم من تجاربنا وبناء المستقبل عليها. المقترح الذي أمامنا هو التوافق دون انتخابات أو تصويت على 11 شخص، مع أربعةٍ آخرين احتياطي بترتيبهم، نسميهم لجنة تسيير للفترة المتبقيّة، حتى الانتخابات القادمة في شهر سبتمبر عام 2015. تتلخّص مهام لجنة التسيير في أربع مهام: أولاً: القيام بأعمال الجالية اليومية ومسئولياتها ونشاطاتها. ثانياً: توسيع عضوية الجالية على أكبر مدى ممكن لنصل بها إلى أكبر رقمٍ ممكن، الألف إن أمكن ذلك. ثالثاً: العمل مع المجلس الاستشاري للتحضير للانتخابات القادمة في شهر سبتمبر عام 2015. رابعاً: مراجعة الدستور على ضوء تجارب العشر سنوات منذ أن أجزنا الدستور الحالي في يونيو عام 2005. فالدستور هو وثيقةٌ حيّةٌ تستمد قوتها من تجارب تطبيقها. هذا المقترح يحافظ علي هيبة دستورنا، ويوحّد كلمتنا، ويعطينا فرصة أخيرة لتجنّب الجدل القانوني الذي قد يفضي بنا إلى المحاكم، والذي قد ينهي عملياً وجود الجالية ككيان نحترمه ونعزّه ونتشرف بالانتماء إليه ونودّ أن نحافظ عليه. فلا أحد يتشرّف أن يكون عضواً في تنظيمٍ تشرف على اجتماعاته جهات أمنية، وتوجه أعماله المحاكم. كلنا أملٌ في قبول هذا المقترح كما هو بالإجماع، والبدء الفوري في تنفيذه. فهناك الآلاف في منطقة واشنطن الكبرى، وفي أمريكا الشمالية، وفي السودان الذين يتابعون هذا الاجتماع. فهل بإمكان أو بمقدرة أيٍ منا أن يخذلهم؟؟ لكم شكري على حسن الاستماع. والله ولي التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله سلمان محمد أحمد سلمان عن لجنة الوفاق الجالية السودانية الأمريكية الأحد 26 أكتوبر 2014.

(عدل بواسطة ABDALLAH ABDALLAH on 10-29-2014, 04:29 AM)